كاتب الموضوع :
بـراءة
المنتدى :
القصص المكتمله
الجزء الرابع و الثلاثون
نظرت لي و هي تلون لوحتها بفن و قالت :" نعم .. أنا من طلبت منه الطلاق "
صرخت بها بحدة :" لماذا يا هيام ؟ ... أنتما لازلتما في بداية الطريق .. لماذا الطلاق .. ما الذي جرى "
نظرت لي قائلة :" أنا لا أصلح له .. قلت لك أنه تافه و أنا لا أناسبه .. "
تنهدت .. و استدرت لأغادر لكنها استوقفتني قائلة :" حسام .. "
أجبتها :" نعم "
نظرت لي بعمق ثم همست :" أشعر بتأنيب الضمير .. لكن علي أن أحكي لك ما جرى "
اقتربت منها و جلست أمامها :" قولي ما لديك"
و بدأت بسرد ما حدث .. :
(( الخطوبة كانت رائعة .. صحيح أني كنت أنزعج من أفكاره التافهة لكني كنت أجاريه ..و مضت فترة الخطوبة بسلام .. لكني مع انتقالي للعيش في منزله بين أخواته و أمه .. بدأت أفكاري الشيطانة بالتولد إلى أن كبرت في ذهني .. و صرت أشرس و أقسى من قبل .. معه و مع أخواته و أمه .. و كون أبيه مسافر طيلة تلك الفترة تسنت لي الفرصة لأبدأ أعمالي السيئة مع كمال الطيب الحنون و أخواته اللاتي لا يزلن مراهقات .. و قبل أن أحكي لك حكايتي .. تأكد أن صورتي ستهتز أمامك .. لكني مجبرة على البوح .. فوجع ضميري لا يهدأ ..
في أول يوم .. قادني كمال بلطف نحو ذلك المنزل الفخم .. نظرت إليه فرأيته يبتسم لي بفرح جامح .. قال :" سأحاول ما استعطت أن أدخل الفرحة لقلبك يا هيام .. "
اصطنعت ابتسامة مزيفة ..و مضيت معه إلى داخل المنزل .. هناك عرفني على والدته الطيبة التي كانت جالسة في المطبخ من حولها بناتها الثلاث ..أعمار الفتيات كانت تتراوح بين الأربعة عشر سنة و الثامنة عشر .. مع مرور الأيام تعمدت أن أرمي كلماتي اللاذعة على كمال أمام والدته .. و صرت أهزئه بعدما نفذ صبري عليه .. شخص تافه ..
والدته الطيبة كانت تصمت في البداية ..لكني صرت أحدث الجارات عن تفاهة كمال و شخصيته الضعيفة و نظراته المزعجة و معاملته لي و كأني أمه .. و صرت أبالغ في سلبياته و أتخذ اسلوب السخرية أمام الجارات و والدته جالسة تراقبني بغيظ .. فينفجرن ضحكاً رغبة بالمزيد من الكلام الساخر المضحك ..و أتمم ذلك الحديث و أسخر أكثر و أبالغ أكثر .. في يوم ما و في وقت الغداء .. كالعادة بدأت بالسخرية من كمال و هو صامت ..في قمة حرجه .. لاسيما أن أخواته كن يراقبنه و ينتظرن منه أن يوقفني عند حدي .. و كنت ابتسم بثقة.. كنت واثقة أنه لن ينبس ببنت شفة .. قلت له بالتحديد _بسخرية :" ألا تستطيع أن تصبح مثل صديقك و تترك عنك الاعتماد على أباك كالطفل ؟ " و كنت آنذاك أقصد .. بصراحة كنت أقصد سهيل .. خاطبي السابق .. بالتأكيد اشتعل كمال بغيرته ..و كنت متوقعة أنه سينهض و يصفعني إلا أن الصفعة جاءت من والدته الطيبة الصامتة .. و منذ ذلك الحين بدأت حربي معها .. بالتأكيد حربي معها كانت أعنف و أطول و أشد من حربي مع كمال ..
منذ ذلك اليوم بدأت بالتقرب إلى أخواته .. و ساد جو من الحب و التودد ..بيني و بينهن .. و صرن يملن لي أكثر مما يملن لأخاهم كمال .. لكني كنت أطمح لأكثر ..عززت علاقتي بهم لحد أني عندما كنت أشاجر كمال الصامت الطيب أجد الفتيات في صفي .. و هذا أثار دهشة كمال و والدته .. لم أكتفي .. فقد رأيت احدى أخواته التي تدمن الانترنت تخاطب ذكراً .. عبر الانترنت ..فأيدتها بقوة وصرت ألقنها ما يجب أن تقوله له .. إلى أن قلت لها :
" ما رأيك أن تفتحي الكاميرا و تريه جمالك الرائع لسوف يجن "
نظرت لي بخوف :" ماذا ؟.. لا .. لن أفعل "
و صرت أقنعها .. إلى أن وافقت و لكن بشرط أن تبقى بالعباءة و الحجاب .. و وجدت أني لم أفعل شيئاً ..لكني تركتها تفعل هذا .. و قد جن من كانت تحادثه و أصر عليها أن تخلع الحجاب أو تزيحه قليلاً .. و كنت فرحة .. لأني أنفذ انتقامي لكمال و أمه ..نظرت الفتاة لي قلقة فطمأنتها بأساليبي و حثثتها على خلع حجابها .. فخلعت .. و لم أكتفي بذلك .. من طبيعة الشاب أن إذ رأى الفتاة متقبلة هكذا .. أن يطلب منها التقابل .. و كنت أنتظر هذا .. و أثناء ذلك كنت أنفذ انتقامي في أخت كمال الأخرى .. لازلت تبلغ الرابعة عشر عاماً ..و لا تعلم عن أمور الدنيا شيئاً ..بطريقتي .. استدرجتها .. و صرت أشتري لها كتباً ممنوعة أن تنشر في المكتبات و آتي بها إليها فتقرأها و تأتي لي تسألني عن الأمور التي لم تفهمها فأفهمها .. كنت واثقة أن أخلاق الفتاة بدأت بالتلاشي .. و فكرها بدأ بالتلوث .. و أفعالها صارت تثير الريبة بالنسبة لأمها ..أهملت دراستها ..و سلكت طريق قذر .. بل أشد قذارة مما كنت أتصور .. و هذه الفتاة هي من أشعرتني بالذنب ..و كما توقعت الفتاة الأولى طلب منها صاحبها التقابل و هي ترددت لكني دفعتها لخطو هذه الخطوة و خرجت معها لشراء أجمل الثياب .. و عادت لي مبتسمة مرتاحة .. و توالت مرات خروجها معه في وقت ذهاب كمال للعمل .. و انشغال أمها في زيارة الجيران .. و كانت مرتاحة ..و سعيدة .. كانت تقول أنها أخيراً وجدت من يقدرها و يحسسها بقيمتها .. و كنت فرحة في داخلي .. أثناء تجولي مع كمال في أحد المجمعات رأيت قسماً يبيعون فيه أفلام مخلة للآداب فابتسمت و قلت في نفسي :" هذا ما كنت أبحث عنه لأفسد تلك الفتاة ذات الرابعة عشر تماماً "
طبعاً ستتساءل لماذا كنت حاقدة بهذا الشكل ؟.. والدة كمال .. كانت تشوه صورتي أمام الجارات و تنفرهن عني .. و احدى الفتيات قطعت علاقتها بي بسبب أم كمال .. أما كمال الحقير .. آسفة .. لكنه كان فعلاً حقير و تافه .. كان يقول دائماً لي :" أختي تفعل كذا .. لماذا لا تفعلين مثلها .. "؟
و قد ظنني فتاة عديمة الشخصية لهذا الحد لأقلد أخواته المراهقات .. و كان يبرز مساوئي أو يخلق مساوئ لي أمام أخواته .. و عندما أهدده ألا يعيد ذلك يقول بكل بساطة :" وددت أن اطورك قليلاً "
ماذا كان يظنني ذلك الأبله ؟!! كان حقاً يثير غضبي و يجرح كبريائي .. و يصغر من حجمي ..
و امتدت أيادي انتقامي .. لا تسميه انتقاماً .. بل تربية جيدة لكمال ليميز بين الشخص العالي و الشخص الدنيء ..جربت أن أأثر على الفتاة الثالثة التي تبلغ العشرين عاماً .. لكن اشتاطت غضباً مع أول محاولة فتركتها لفترة لتهدئ و تجرها شهواتها و يجرها غبائها الذي يتوارث في هذه العائلة .. لكن غباء هذه الفتاة انقلب علي .. فقد ذهبت و أخبرت أختيها بالاقتراح القذر التي اقترحته عليها _ حسب ما قالت .. و علمت هي أن أخواتها كن تحت سيطرتي و امرتي .. فلجئت الفتاة لأمي بدموع خائفة على أختيها .. و أخبرتها بالذي فعلته أنا ..فانفجرت الأم غضباً و غيظاً .. و جاءت لي في ساعات من ساعات الليل .. يوم كنت مع كمال في غرفة الجلوس .. يحاول الاقتراب مني ببعض التساؤلات ..و كان آنذاك ينوي كسب ودي .. كان لطيفاً للغاية .. بمجيء أمه العجوز الخرفاء ..و بصرخاتها الغاضبة و كلماتها الجارحة و حديثها الطويل عن ما فعلته ببناتها ..صُعق كمال و رماني بنظرات حزن عميق .. و من هنا بدأ بالتحقيق مع أخواته .. إلى أن اكتشف الأفلام السيئة التي تملئ خزانة أخته الصغرى .. و اكتشف ألبوم صور بالكامل يحوي صور أخته الوسطى في الحدائق و المنتزهات و المجمعات مع صاحبها الذي تعرفت عليه عبر الانترنت ..
و رأى دموع أخته الثالثة و هي تبكي :" أي أفكار هذه التي أدخلتها زوجتك في ذهني ؟.. صرت أكره ذاتي "
على الفور أتى لي بعينين لامعتين و بغضب كبير .. و رفع يده مستعداً ليصفعني .. لكن والدته أوقفته صارخة :
" لا .. دعها و شأنها .. قم بــ ..."
بسرعة قلت أنا لأحمي كبريائي :" طلقني !! "
و هذا ما جرى بالتفصيل ))
نظرت لها بعينين حمراوتين .. و أنا أزيد من قبضة يدي .. صرخت :" هيام .......!!!
أنت لا تستحقين كمال ..
و لا سهيل ..
و لا جليل ..
و لا حتى مهند ..
أنك لا تستحقين إعجاب أي أحد .."
مقاطع من الجزء القادم
فرماني بكتاب سميك بجانبه بلا شعور .. انتفضت سجى و هي تنظر لي ثم نظرت لسهيل بخوف و ارتباك و همست
==
و صحت بجنون :" رباه يال فرحتي .. لكن كيف .. أنت قلت أنك ستعود بعد أربعة سنين ؟ لكن ليس هذا موضوعنا مهند أخيراً ستعود لا أصدق ..لسوف نقيم لك حفلاً اسطورياً في المطار .. أنت .. آآآآه كم أنا سعيد "
==
صاح سهيل :" لحظة .. نحن لم نشبع منك مهند "
==
انتفضت بانفعال :" بل أشقاه ابن عمه مراد .."
|