لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-11, 08:26 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,315
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء السادس و الثلاثون

وصلت للعمارة .. على فكرة كان أبا مهند جاداً في حديثه بأن يعوض مهند كل شيء تلف في الشقة .. لكن ما الذي غير مهند .. إن كان قد زُود بالمال الكافي .. ما الذي غيره ؟؟ تخطيت الدرجات مسرعاً و وقفت أمام باب الشقة ..قبل أن أقرع الجرس .. رأيت ( مصعب ) يصعد الدرجات .. وقفت أرمقه بحدة قاتلة فرآني و لم يعلم ماذا يفعل سوى أن يبتسم :" مرحباً .."
نظرت له باحتقار :" لا أهلاً بك و لا مرحباً "
نظر لي لبرهة ثم قال مرتبكاً :" مهند .. مهند وصل أليس كذلك ؟ "
رميته بسهام نظراتي و خاطبته بنفور و اشمئزاز :" لا تنطق اسمه بلسانك و ان رأيتك تمر هنا .. لسوف أريك "
نظر لي بحدة و تشجع و صاح :" هل ستمنعني من لقاء صاحبي أيضاً .. تنح لو سمحت و دعني و شأني "
صرخت به بقوة :" تراجع أيها القذر الوقح "
نظر لي بحدة و تقدم مزمجراً :" احترمتك كثيراً لكنك لا تستحق الاحترام .. تمنعني من لقاء صاحبي الذي لم أراه منذ سنة ؟ و تسبني و أنا لم أؤذيك بشيء ؟ أي شخص أنت ؟.."
و دفعني بقوة و مضى نحو باب الشقة .. فسحبته من قميصه بقوة و دفعته به على عتبات الدرج الحادة .. فصرخ متألماً ..
و نظر لي بعينين ملتهبتين إلا أنه لم يستطع النهوض فزلزلني بصرخته :" أنك حقير "
هنا سمعنا صرير باب شقة مهند ..التفتت بسرعة .. يفتح مهند الباب ببطء و يرمقني مقطباً حاجباه و ملامح النعاس ترتسم على وجهه و هو يرتدي ملابس النوم .. همس :" حسام ؟ .. ماذا يجري "
عندما سمع مصعب صوت مهند صاح و هو يحاول النهوض :" مهند تعال ساعدني "
تقدم مهند و نظر لمصعب المرتمي أسفل الدرج .. استغرب و قال :" مصعب ؟!!"
و نزل الدرجات و انشغل بمساعدة صديقه الحبيب مصعب على النهوض و أنا أشتعل غضباً .. و زدت اشتعالاً عندما رأيتهما سعيدان برؤية بعضهما .. مهند استقبل مصعب بفرح أكثر من استقباله لنا ..
رمقني مصعب بحدة و خاطب مهند :" صاحبك هذا أساء لي .. "
صرخت :" هذه ليست اساءة .. هذا مجرد تعبير عن اشمئزازي منك .. لكن إذ أحببت أن ترى اساءتي .. فأنا جاهز "
اشتعل مصعب و تنهد مهند و عبث بشعره متململاً .. و قال مخاطباً مصعب :" تعال لي في الليل "
صرخت _ خارجاً عن ارادتي :" لسوف أجيء في الليل .. و إن رأيتك هنا ..سأ ......."
صرخ بي مصعب :" من تحسب نفسك ؟ سأجيء متى أحببت و لا يمكنك منعي .. "
اشتعلت .. و خلعت حذائي ثم قذفته به .. فصاح بي مهند :" كفى حسام أجننت ؟"
و نظر لمصعب و قال مستفزاً :" مصعب .. اذهب هيا .. "
زفر مصعب و غادر غاضباً .. فانحنى مهند بضيق و التقط حذائي و صعد الدرجات ثم أعطاني إياه و همس منزعجاً :
" خذ "
و اتجه نحو شقته .. ناديته :" مهند .. علي فتح حديث طويل معك "
نظر لي لبرهة بعينين ناعستين .. و همس :" حسام .. عليك أن تتفهم أني عائد من سفر متعب .. دعوني أرتاح و لو ساعة واحدة .. "
و دخل شقته ..فارتديت حذائي و تبعته و قلت :" إذاً بعض الأسئلة فقط "
زفر و استدار لي .. ثم اتجه نحو غرفته .. لحقت به فجلس هو على السرير و خاطبني ببهت :" حسام .. أرجوك ارفق بي .. علي أخذ راحة .. ساءت حالتي المرضية كثيراً و بدل أن كنت أتناول قرصين .. صرت أتناول أربعة .. و أوصاني الطبيب بزيادة ساعات النوم .. أنا لم أنام ليلة البارحة .. أرجوك دعني أنام .. "
و رمى بجسمه على السرير و أغمض عينيه .. اقتربت منه و جلست بجانبه و قلت قلقاً :" حقاً ؟ "
من دون أن يفتح عينيه همس :" نعم .. أرجوك اتركني أرتاح "
" هل كنت تجري تخطيط في بريطانيا ؟ "
زفر :" نعم .. و الآن اتركني "
ربتت على كتفه و قلت :" سأتركك .. و لكن لي لقاء معك في الليل فالغي موعدك مع ذلك المنحرف مصعب "
و لم تبدر منه أي ردة فعل .. سوى أنه بقي على وضعه .. مغمض عينيه .. نهضت و خرجت من شقته و أقفلتها من الخارج و دفعت بالمفتاح إلى داخل الشقة عبر المسافة التي تفصل بين الأرض و الباب ..
--
قال سهيل :" سآتي معك "
نظرت له و قلت :" لا .. هو لا يستطيع أن يبوح بأسراره أمام أكثر من شخص .. "
و قلت ساخراً :" هو أصلاً لا يبوح بأسراره إلا بعد أن تخرج روحي من جسدي "
" تعدني يا حسام أن تخبرني بكل شيء يقوله لك "
نظرت له و قلت :" و إن قال لي لا تخبر أحداً ؟ "
ضحك :" أنت أكثر شخص لا يحتمل كتم شيء ما .. لسوف تخبرنا حتى لو قال لك ذلك .. أتذكر قصته مع أهله ؟"
نزلت من السيارة عند توقفها أمام العمارة التي أسكن فيها .. و انحنيت لأقول لسهيل :" على فكرة جليل يريد التحدث معك فافتح هاتفك الخلوي "
و اتجهت نحو شقتي .. هناك رأيت هيام جالسة مع جمانة .. بالطبع يتفحصن بعض الملابس الجديدة بفرح .. آه منكن يا نساء .. اقتربت و قلت :" السلام عليكم "
رفعت هيام رأسها و خاطبتني :" حسام أخيراً جئت .. أعانك يا جمانة .. أنا هنا أنتظرك من الساعة الواحدة ظهراً .. و الآن الساعة السادسة و النصف .. ألا ترى هذه المسكينة .. لم تترك شيئاً إلا و رتبته في المنزل استعداداً لقدومك "
قلت ضاحكاً :" جمانة .. سدي أذنيك "
فقالت هيام :" حسام زوجتك لديها شكوك في شيء ما .. فهلا توصلنا يوم الخميس المستشفى ؟"
رمقت جمانة و همست :" قد تكونين حامل و أنا لا أعلم "
ضحكت جمانة ثم قالت :" اليوم سأصنع لك عشاءاً مميزاً .. أ .."
قاطعتها مبتسماً :" عزيزتي .. أنا مدعو على عشاء عند صديقي "
نظرت لي مستاءة فقلت بسرعة :" لم أره منذ سنة تقريباً .. و اليوم عاد .."
--
رأيته منشغل بترتيب الصالة .. خاطبته و أنا متكئ على المكتبة :" مهند .. حدثني عن رحلتك بالتفصيل .. "
نظر لي من طرف عينه و قال :" ماذا تريد أن تعرف بالتحديد "
قلت بسرعة :" كل شيء عن ابن عمك مراد "
رفع رأسه و نظر لي لبرهة ثم قال :" مم .. ما الذي يهمك فيه ؟؟"
" أريد أن أعرف .. هل كان ظني صحيحاً ؟ "
زفر و قال :" تعال و رتب معي أفضل لك من هذه الأسئلة التي لا أجد لها داعي "
صحت به بحدة :" مهند ما بك تتهرب من أسئلتي ؟ ماذا جرى لك بالضبط ؟ "
رمقني باستغراب ثم همس :" صرت انفعالياً بلا داعي "
نظرت له بحدة ثم قلت :" إذاً ما الذي غيرك "
ابتسم :" برأيي أن تغييراتي معظمها ايجابية .. فأنا أقلعت عن التدخين إذ كنت لا تعلم "
نظرت له لبرهة فأتمم :" و أقلعت عن الاسراف كما في السابق "
قطبت حاجباي فأتمم :" و جئت بعدة دورات أجريتها عن كيفية ادارة الخياطين و غيره لأني سأعود لعملي "
و قال أيضاً :" و أهم شيء .. بعد عودتي نلت ابتعاد أهلي عني و اقتناعهم أني لم و لن أمسهم بسوء .."
و رمقني بعمق ثم قال :" ما الشيء الذي تغير في نظرك ؟ "
اقتربت منه و ربتت على كتفه :" مهند .. هناك شيء مخيف و سيء للغاية حدث لك أليس كذلك .. و الأرجح أن ابن عمك هو السبب .. "
تنهد ثم قال :" أرجوك حسام .. هذه الرحلة انتهت و لا داعي لأن أحدثك عنها "
" لكنك تغيرت مهند "
زفر :" رباه "
فصرخت بحدة :" أنا من سأقول رباه .. رباه .. ساعدني على شخص كهذا "



نظرت لي هيام و قالت :" من هذا القصير ؟ طبيب ؟ "

==

رفعت رأسي لمهند .. و قلت بذبول :" سأموت فضولاً و تعباً و جوعاً "

==

قالت بنفور :" ليس لك شأن في هذا ؟ أمر خاص ألا تفهم ؟ أنا لا أمازحك في هذا "

==

و قطبت حاجباي غاضباً :" ثم أرجوك يا هيام احترمي نفسك .. ها أنت تسيئين بكلماتك مجدداً على أحد أصدقائي"



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 08:27 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,315
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء السابع و الثلاثون

في صباح أحد الأيام .. كنت أراقب سهيل الذي يقف مع سجى و رحاب .. يعلقون سبورة لنا في غرفة المكتب.. أطلقت قهقهة ساخرة و قلت :" عدنا لأيام الابتدائية "
نظرت لي الآنسة سجى و ابتسمت :" سؤال ؟ لماذا تحب السخرية ؟ "
التزمت الصمت مبتسماً .. فصاح سهيل :" الله أكبر "
و مد يده للآنسة لكنه أرجعها بسرعة حرجاً .. يا له من شخص ..... يمد يده للفتاة قصداً في ضرب كف بكف .. هل طار عقله .. لماذا لا يفرق بين الرجال و النساء ؟ ابتسمت الآنسة سجى فخاطبت أنا الآنسة رحاب :
" آنسة رحاب .. هل تذكرين مهند ؟ "
نظرت لي بسرعة و قالت :" نعم أذكره .. "
ضحكت قائلاً :" لقد عاد من سفره و سوف يتابع عمله في شركة الـ ...."
قاطعتني ضاحكة :" أحقاً ؟ متى حدث ذلك ؟ "
نظرت لها بعمق مبتسماً :" يوم الاثنين الفائت "
--
في السيارة .. بجانبي جمانة و في الخلف هيام .. قلت مصراً :" أخبروني ماذا هناك ؟ .. لماذا المشفى ؟ "
انزعجت هيام :" يال فضول الرجال "
فقلت مخاطباً جمانة :" لا تقولي أنك حامل ؟ "
ضحكت :" حامل ؟ أجننت ؟.. الأمر مغاير للغاية .. "
" إذاً ما هو ؟ "
صاحت هيام :" ألا تعرف كيف تكتم هذا الفضول قليلاً .. أمر خاص و لا شأن لك "
قلت بسرعة :" عرفت .. عرفت "
نظرت لي هيام من طرف عين :" ماذا عرفت ؟ "
ابتسمت بخبث :" عملية تجميل "
تزلزلت السيارة من الضحكات و جاءني صوت جمانة :"حسام أأنت في وعيك ..عملية تجميل في مستشفى الحكومة ؟"
--
مشينا في الممرات .. حتى سمعت صوتاً مألوفاً يأتيني من الخلف ..استدرنا .. فكان مهند .. اقترب مني بجانبه سائقه ..و قال مبتسماً :" مرحباً .. "
أجبنا :" أهلاً "
خاطبني :"ماذا تفعل هنا في قسم المخ و الأعصاب .. "
نظرت للافتة و قلت :" لا أدري .. أني هنا للتوصيل فقط "
زفرت هيام .. فعدت أخاطب مهند :" لديك تخطيط ؟ "
" نعم .. أنا جئت للتو .. "
استدرت أنا لجمانة و قلت :" لماذا نحن هنا .. هل أصبت بصرع ؟"
نظرت هي لمهند و قالت :" عافانا الله "
عبث مهند بشعره بحرج ثم قال :" إلى أين تودون الذهاب ؟ "
نظرت لهما و قلت مبتسماً :" الأخ خبير في هذا القسم "
التزمتا الصمت .. ماذا تودان أن تفعلان ؟ هذا ما يثير فضولي خصوصاً في قسم أمراض المخ و الأعصاب
ابتسم مهند :" أنا ذاهب لموعدي .. وداعاً .. "
استوقفته :" لحظة .. بعد أن تنتهي يجب أن تأتي معنا لتناول الغداء "
ضحك بسخرية :" إن انتظرتني لن تتناول غداءك إلا عند الساعة الرابعة عصراً "
ضحكت منفعلاً :" أظن أن المدة ستطول هنا .. خصوصاً بأنهما لم يخبراني لحد الآن لماذا نحن هنا .. "
ضحك .. و مشى مغادراً .. استدرت للفتاتان اللتان تتهامسان و قلت مصطنعاً الغضب :
" الآن ، الآن .. تقولان ماذا نفعل هنا ؟ "
نظرت لي هيام و قالت :" من هذا القصير ؟ طبيب ؟ "
ضحكت :" طبيب ؟ من مسؤول خياطة لطبيب .. ؟ "
و قطبت حاجباي غاضباً :" ثم أرجوك يا هيام احترمي نفسك .. ها أنت تسيئين بكلماتك مجدداً على أحد أصدقائي"
ابتسمت بسخرية :" من أين تنتقي أصدقائك هؤلاء ؟"
اشتعلت غضباً :" أصدقاء تافهين أو عنيفين أو قصار أو ضعاف شخصية .. مهما يكن فانهم أصدقاء أفضل من أتكبر و أتكبر و لا أجد أي صديق بجانبي كما هو الحال عندك "
ضحكت متهكمة :" مسكين يا حسام "
صاحت جمانة :" دعونا من هذا الجدال و لنتمم عملنا "
رمقتني هيام و قالت :" أنت اجلس هنا .. نحن نعرف طريقنا "
--
مرت ثلاث ساعات تقريباً .. و أنا أجلس على المقعد .. ماذا تفعلان .. تحومان في المشفى لماذا ؟.. تعبت فرفعت هاتفي و بدأت أعبث به .. رباه ..نهضت و رحت أنتقي لي شراباً .. و عدت أجلس على المقعد .. هنا رأيت السائق الخاص لمهند يتقدم و يجلس بجانبي ابتسمت له و حاولت تقليد لهجته قائلاً :" أين مهند ؟ "
ابتسم :" سينهي تخطيطه الآن .. و سيذهب بعد ذلك لطبيبته ليناقشها في أمور حدثت له مؤخراً "
زفرت و اتصلت بهيام :" أين أنتما ؟ "
قالت بنفور :" ليس لك شأن في هذا ؟ أمر خاص ألا تفهم ؟ أنا لا أمازحك في هذا "
صُدمت و قلت :" كفى .. أنا سأغلق الخط "
قتلني الفضول .. ماذا تفعلان ؟؟..
" حسام أنت هنا ؟؟ "
رفعت رأسي لمهند .. و قلت بذبول :" سأموت فضولاً و تعباً و جوعاً "
ضحك و جلس بجانبي :" مشفق عليك .. هيا قم لنتناول الطعام "
" ألن تذهب لطبيبتك ؟ "
" لا .. عزفت عن ذلك ..هيا للغداء ..ما دمت جائعاً "
نظرت له من طرف عين و قلت :" أمرتني الآنسة ألا أتزحزح "
ابتسم :" يا لك من مسكين "
نظرت ليده التي عليها آثار للقابض الطبي .. و همست :" بل أنت المسكين "
رمقني لبرهة ثم خاطب سائقه و هو يعطيه مالاً :" اذهب لتتناول غداءك "
نهض السائق مغادراً ..و استند مهند و وضع رجلاً على رجل ..فخاطبته :" ألن تقل شيئاً "
رمقني مقطباً حاجباه :" ماذا أقول ؟ "
تنهدت :" ماذا جرى في تلك الرحلة ؟.. هل علي أن أذل نفسي حتى تبوح بما جرى ؟"
نظر لي بانزعاج و قال :" لست مجبراً على اذلال نفسك و أنا لست مجبراً لأحكي لك تفاصيل ليس لها معنى "
صحت به :" كلنا نترقب مجيئك لنعرف السبب الذي جعل صوتك يأتي لنا عبر الهاتف مخنوقاً و ضئيلاً .. "
ابتسم بسخرية :" احذف كلمة ( كلنا ) .. فلم يتصل أحد للاطمئنان علي .. و كنت أنا فقط الذي أتصل ..و سهيل عندما أتصل به يتجاهلني و يقول دائماً أنه مشغول .. كمال كان لا يحتملني أبداً و كان يقول أني متفرغ تماماً و الوحيد الذي كان كان يصغي إلي هو جليل .. و أنت قليلاً"
نظرت له لبرهة و صحت :" مهند .. أنت لست من النوع الذي يعاتب ككمال .. ماذا ........؟"
قاطعني :" لست كذلك حسام .. و لكنك تطلب مني أن أبوح بأشياء قديمة كنت بحاجة أن أبوح بها حال حدوثها و لم يكن هناك أحد يصغي .. أما الآن لا أستطيع البوح بأي شيء"
هنا جاءنا صوتها :" حسام !! "
هيام و جمانة واقفتان أمامي .. نظرت هيام لمهند لبرهة ثم عادت تنظر لي و قالت :" انتهينا "
ضحكت :" مبروك "
قالت جمانة :" هيا لنتناول طعام الغداء "
نظرت أنا لمهند قائلاً :" هيا عزيزي .. ألم أقل لك أننا سنتناول طعام الغداء معاً ؟ قلت لك أنك ستنهي تخطيطك و أنا لم أنتهي بعد .."
قال مهند حرجاً :" أ .. المعذرة .. لكني يجب أن أبحث عن سائقي الآن "
سحبت ذراعه و قلت :" هيا .. و هل سيضيع ؟ .. "
--



هيام كعادتها تتناول طعامها ببطء و بأناقة لا مثيل لها .. الذي جذبني ..نظرة من عينيها انحرفت و اتجهت نحو مهند

==

قال مهند بحدة :" هل تنافسني مجدداً يا سهيل ؟ "

==

"عليك أن تتذكر أنك شاب لديه العديد من المميزات .. بوظيفتك و أخلاقك و حتى شكلك .. في المقابل هي فتاة مطلقة مرتين و أكبر منك .. "

==

" أختي تعتذر لك .. لأنها وصفتك بالسخيف "



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 08:28 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,315
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الثامن و الثلاثون

و حول طاولة ما في المطعم .. انشغل مهند بالحديث ريثما يؤتى لنا بالطعام .. قطبت جمانة حاجبيها :
"أيعني أنك لم تدرس في بريطانيا "
" بلى .. أخذت عدة دوارت تنمي معلوماتي عن الخياطة .. و لكني في بريطانيا رأيت أن العمل هناك أفضل .. "
تأملته هيام قليلاً ثم عادت تعبث بهاتفها و قالت جمانة :" أن تكون مسؤولاً على مائة و ثلاثين آسيوياً .. أليس ذلك صعباً "
ضحك :" ليس بتلك الصعوبة .. ماذا عنك أنت ؟ أقصد أين استقريت ؟"
ابتسمت :" أعمل في جريدة .. "
" تكتبين مقالات ؟ "
ضحكت :" لا ..أقوم بالطباعة فحسب .."
عفوياً .. التفت مهند لهيام و قال :" و أنت آنسة هيام ؟ "
رفعت أنظارها من الهاتف و نظرت له بكبرياء و تعالي كعادتها و قالت :" ماذا تريد ؟ "
كنت أقول أن وجه مهند أصبح شاحباً .. و اختفى التورد الذي كان يطغي وجهه .. إلا أنه الآن عاد .. و تحول لاحمرار شديد ..ارتبك و نظر لي ثم قال :" أقصد ماذا تعملين الآن ؟ "
رمقته بحدة و قالت بغرور :" عفواً .. لكن عملي يختلف جداً عن أعمالكم هذه .. "
ثم قالت ساخرة :" ثم ما بك يا أخي تتحدث عن الوظائف و الأعمال .. يبدو أنك تريدنا أن نتوسط لك للعمل "
لا يمكنني وصف ملامح وجه مهند .. كالعادة برقت عيناه السوداوتين مع الاحمرار الذي يطغي وجهه .. ثم ابتسم بالكاد :
" لم أقصد هذا أبداً ..كانت مجرد أسئلة عابرة .. عموماً ..عذراً "
تأملته هيام بنظرة التعالي تلك و قالت :" ليس هناك سؤال عابر أو لتمضية الوقت .. إلا إذا صدر من شخص سخيف "
لم أتمالك نفسي رغم سؤالي الملح لماذا تحاول هيام تنفير الناس من حولها .. صحت مشتعلاً :" كفى "
و نظرت لمهند الذي زفر بضيق شديد .. ثم نظر لساعته .. هنا تقدم النادل محملاً بالطعام .. و قام بصف الصحون على الطاولة و انصرف .. فانشغلنا بالأكل .. نظرت لمهند الذي رفع من أنظاره شيئاً فشيئاً و ظل يرمق هيام ثم غض بصره على الفور ..هيام كعادتها تتناول طعامها ببطء و بأناقة لا مثيل لها .. الذي جذبني ..نظرة من عينيها انحرفت و اتجهت نحو مهند .. هناك ثمة شحنة تنافر أو تجاذب بين هذين الاثنين ..
و الذي جذبني أكثر الحديث الذي استرسلت هيام فيه :" قال لي المدير أنه سيزيد من راتبي .. أنا بالذات .. لا أدري لماذا ؟ لم أكن أبذل كل طاقتي في العمل ؟ لكن المدير يعتبر أي مجهود مني شيء أستحق عليه الشكر "
مهند يلزم الصمت .. و جمانة انشغلت مع هيام في حديث ما .. و لهذا تجاذبت مع مهند أطراف الحديث عن أمور سهيل مع زميلته سجى .. و كنت أحادثه بهمس .. حرصاً ألا تسمع هيام اسم سهيل ..هنا انتبهت هيام لي و لم تستطع كتم فضولها و هي ترمق مهند الذي يبتسم متفاعلاً مع حديثي .. كنت أشعر أنها تريد مني أن أجعل حديثي أوسع و يشملها أيضاً ..لكنها لم تستطع فعل شيء سوى أن ترمقني بحدة و تتأمل مهند ..
أخيراً انتهينا و أطلقت أنا ضحكة عالية :" الأخ يعيش قصة حب عنيفة في المدرسة "
قطبت هيام حاجبيها .. فخاطبتها أنا :" هيه .. ماذا كنتما تفعلان .. مهند أنهى تخطيطه الذي يستغرق ساعتين و نصف و أنتما لم تنتهيا .. ماذا كنتما تفعلان ؟"
هيام رمقت مهند بحدة و قالت جمانة :" شيء لا يهمك يا حسام و تافه جداً بالنسبة لك "
--
صعدت السيارة و نظرت لمهند الذي يصعد سيارته ثم يفتح النافذة و يخاطبني :" دعنا نلتقي في المساء نحن الخمسة"
هززت رأسي ايجابياً .. فمضى هو في طريقه .. شغلت أنا السيارة فضحكت هيام ضحكة مصطنعة :
"شخصية غريبة "
قطبت حاجباي :" و ما الغريب ؟ "
ابتسمت :" على الأقل بالنسبة لي .. أما أنت يا حسام .. فأنك اعتدت على كل أصدقائك و غرابتهم "
قالت جمانة منهكة :" هيا أعيدوني للشقة "
==
حدث أمر غريب للغاية .. هيام لا أحد ينافسها في غرورها و تعاليها على الناس .. و كلمات الرجاء أو الاعتذار أو الاستعطاف حُذفت من قاموسها .. لكنها ما إن عدنا للشقة .. حاولت أن تجعل من جمانة تغادر لصنع الشاي حتى انفردنا أنا و هي .. و خاطبتني بهمس :" حسام .. أشعر بالحرج "
قطبت حاجباي :" مما ؟"
" كوني وصفت اليوم صديقك بالسخيف "
رمقتها من طرف عيني و قلت :" و المطلوب مني ؟ "
تنهدت :" أوصل له اعتذاري "
!!!!!!
و نهضت مغادرة ..
..
اجتمعنا في محل كمال لبيع الدمى .. لمحنا نظرة الاستياء الشديدة في عين أبيه لما رآنا .. فالتفت لكمال و قال :
" كمال .. اعمل بجد "
و خرج من المحل .. أشار لنا كمال :" تعالوا "
و لأن محله كان يفتقد المقاعد فأننا جلسنا على الأرض .. نظرت أنا لكمال و قلت :" ياه .. منذ زمن و لم نرى ابتسامتك "
ابتسم :" الأمور تحسنت "
فقال سهيل :" بل لأن قدرتك على النسيان قوية "
و لم يفهم مهند الحديث و لم يهتم به .. فعدت أنا و همست بأذن كمال قائلاً :" ما حال الأهل ؟ هل عاد كل شيء كما كان ؟ "
رمقني باستياء ثم قال :" تقريباً ... "
نظر سهيل لمهند و قال بهمس :" مهند .. تعال "
و نهضا متجهان نحو زاوية ما من المحل .. فقتلني الفضول .. رباه لن أستطيع البقاء أكثر .. هنا انشغل كمال بالحديث مع جليل في أمور أجهلها فانتهزتها فرصة لأسترق السمع و ألتقط شيئاً من الحديث السري الذي يدور بين سهيل و مهند .. نهضت ببطء و اتجهت نحوهما و اختفيت وراء الدمى و حاولت التظاهر بأني أعبث بها و سمعت سهيل يقول :
" أعلم يا مهند .. فلا يمكنك اخفاء هذا لكني أريد مصلحتك "
قال مهند بحدة :" هل تنافسني مجدداً يا سهيل ؟ "
بسرعة قال :" لا .. أنت لست غبياً مثل كمال الذي لم يسألني لماذا طلقتها و جرى ليتزوجها بأي سبيل .. أنت لا تعلم ما حدث .. رغم حسن أخلاق حسام و عائلته إلا أن أخته حقودة و شريرة للغاية .. أنت لا تعلم ماذا فعلت بكمال و أمه و أخواته .. قبل أن تفكر فيها .. تذكر ان هناك فتيات أقل جمالاً و ثقافةً منها لكنهن أفضل منها بأخلاقهن ..و أيضاً عليك أن تتذكر أنك شاب لديه العديد من المميزات .. بوظيفتك و أخلاقك و حتى شكلك .. في المقابل هي فتاة مطلقة مرتين و أكبر منك .. "
صمت مهند طويلاً .. ثم همس :" لأصارحك .. فأني أفكر فيها فعلاً .. و صعب علي أن أنساها .. لذا .. تعال لي الساعة العاشرة .. لتحدثني عن كل شيء جرى "
" سآتي .. و ليطمئن قلبك بأني لا أخدعك .. فأني أفكر بالزواج قريباً من تلميذتي سجى "
--
ساعدني سهيل بوضع جليل في السيارة ثم تراجع قائلاً :" أنا سيوصلني كمال بسيارته الفارهة .. وداعاً "
" وداعاً " و تأملته لبرهة .. سهيل يفكر برومنسية أخيراً ؟ سيتزوج تلميذته سجى ... لست سهلاً يا سهيل ..
و صعدت السيارة ..هنا استدار مهند لجليل مبتسماً :" لم تكمل لي ما جرى ؟ "
قطب جليل حاجبيه :" عن أي شيء "
حركت انا السيارة و أردف مهند :" جليل .. لا تتظاهر بالغباء .. عن قصصك مع الآنسة حسناء "
هنا بدأ بسرد مقالبه المضحكة بالنسبة لي و المبكية بالنسبة له .. إلى أن أوصلته لمنزله .. طوال الطريق كنت أكتم اعتذار هيام لمهند .. ما إن عدت من منزل جليل و صعدت السيارة .. التفتتُ لمهند و قلت :
" على فكرة أختي توصل لك اعتذارها "
رمقني طويلاً ثم قال :" على أي شيء ؟"
" عندما وصفتك بالسخيف "
ابتسم :" لا أبداً .. أنا لم أغضب أبداً .. و كان الحق معها فعلاً "
حملقت به طويلاً .. ثم قدت السيارة .. بودي لو أضع في شقة مهند جهاز تسجيل الصوت لأسمع ما سيدور بين سهيل و مهند هذا المساء .. رغم كل شيء لا أحب أن يتكلم أحد عن أختي و يسيء سمعتها ..سهيل !! أنك مزعج ..



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 08:28 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,315
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء التاسع و الثلاثون


عاد مهند لعمله .. حسناء مخطوبة جليل ( مستقبلاً ) مسافرة .. و جليل في كآبة دائمة .. و مقالب مضحكة تجري أمامي بين سجى و سهيل .. هو لا يريد أن يبين لها أنه ينوي الزواج منها بجموده و تظاهره بالثقل و الاتزان .. لكني أتعمد أن أفسد عليه الأمور و أظهره بصورة الأبله و الكسول .. كالعادة لا يتحمل .. فيشن هجومه علي بتلك اللكمات و تنهار صورته أمام الآنسة الافرنجية الجميلة سجى .. كمال .. مشغول جداً بمحله .. و رحاب عادت لشركة الخياطة لتلتقي بمسؤولها القديم مهند .. أما أختي المبجلة .. كما هي غرورها يقودها شيئاً فشيئاً للعزلة و الحزن أحياناً ..
لكن تبدر منها تصرفات تتخلى فيها عن كبرياءها المبالغ و الغريب أن هذه التصرفات دائماً تتعلق بمهند .. فسؤال يطرح نفسه الآن .. هل أختي هيام بجلالة قدرها .. أعجبت بمهند ؟؟ الله أعلم ..
لكن الذي جعلني أتيقن من ذلك .. طلبها المفاجئ بتفصيل عباءات لها في شركة الخياطة التي يعمل فيها مهند بالتحديد بحجة أنها لا تملك نقود كافية فربما يتوسط لنا مهند بتخفيض السعر ..حاولت أن أوصل لها فكرة أني لست راضياً .. و حاولت أيضاً أن أؤجل ذهابنا إلا أنها سحبت جمانة لتقف في صفها و دفعتها للتفكير في تفصيل عباءات جديدة لها أيضاً ..فاستسلمت أنا !! .. خائفاً من النتائج ..
خاطبتني هيام و هي تحتسي الشاي بغرور كما العادة :" اتصل لصديقك .. هذا القصير .. و أخبره أننا سنأتي غداً .."
قطبت حاجباي :" و لمَ أتصل ؟ هل سيفرش لنا الشركة زهوراً لقدومك ؟ أم أنك سيادة الأمير و أنا لا أعلم "
و خاطبتني جمانة و هي تنظف الطاولة :" هيام محقة .. فربما كان يوم غد مزدحم بالزبائن "
زفرت و رفعت هاتفي و اتصلت بمهند فأجابني بعد فترة :" نعم حسام ؟ "
" مهند عزيزي ضبط لنا موعداً .. سآتي مع الأهل لتفصيل بعض الملابس "
صمت لبرهة ثم قال :" لا بأس .. تعال الساعة العاشرة "
" أشكرك .. وداعاً "
و رفعت رأسي لهيام التي تبتسم بخبث .. نظرت لها بعمق .. ماذا تنوي أن تفعل ..
--
صرخ المدير بي بحدة :" حسام !!! مستشفى مجدداً ؟ .. أراك كالحصان .. و كل يوم تستأذن للذهاب للمستشفى ؟ "
وضعت يدي على أذني و تظاهرت بالتألم :" أستاذ .. بصراحة أشعر بألم كبير بأذني أرجوك لم أعد أحتمل "
تنهد :" خصم من راتبك "
و واصلت التمثيل قائلاً :" كما يحلو لك سيدي "
و خرجت من المدرسة فرحاً .. صعدت سيارتي و انطلقت بها نحو شقتي .. انتظرت جمانة لتخرج .. ثم انطلقت نحو منزل والدي و انتظرت هيام لتخرج .. ها هي تخرج من المنزل و تهبط على الدرجات ثم تصعد السيارة فننطلق نحو شركة الخياطة .. هبطنا من السيارة فخاطبتني هيام بحدة :" لا أريد الانتظار كثيراً "
" حسناً سيدتي "
و دخلنا الشركة .. و بحركة مفتعلة ..غرقت هيام في نوبة سعال و هي تنظر حولها ثم قالت بصوت متحشرج :
" رباه .. الآسيوون يملؤن المكان .. لا أستطيع البقاء "
قلت بحدة :" كفاك دلالاً .. "
و تقدمت قائلاً :" اتبعاني "
اقتربت من مكتب مهند .. و كان ليس عليه كالعادة و كان علي البحث عنه .. قلت :
" جمانة ، هيام .. فلتجلسا .. ريثما يأتينا أحد ما .."
جلسنا على المقاعد .. فأقدم نحونا شخصٌ لم أتوقع قدومه أبداً .. رحاب !! .. ألقت التحية فرددناها .. و قالت ببشاشة :
" ماذا تريدون أن تفصلون ؟ أقمصة ؟ فساتين ؟ ماذا بالضبط ؟ "
ابتسمت جمانة :" عباءات .. ست عباءات .. "
هزت رحاب رأسها :" مم .. نعم .. تعاليا معي "
قلت أنا :" و أين مهند ؟؟!! "
ابتسمت :" أنه مشغول بتنسيق العمل بين الخياطين .. "
نهضت جمانة مع هيام و اتجهتا نحو ناحية أخرى من المشغل ...بقيت أعبث بهاتفي لفترة .. هنا رأيت مهند يُقبل نحوي و يجلس أمام مكتبه قائلاً :" هاه حسام ؟ جئت تفصل ملابس جديدة ؟ "
قطبت حاجباي :" و منذ متى كنت أنا أفصل لي ملابساً .. أنا أشتري و حسب .. أنهم الأهل .. الآنسة رحاب تكفلت بهم"
و نظرت له بعمق و قلت :"الآنسة رحاب وفية للغاية لكل علاقتها ..يوم سافرت أنت استقالت هي من عملها و يوم عدت أنت عادت هي لعملها .. ما تفسير هذا في اعتقادك ؟؟"
نظر لي طويلاً ثم قال ببساطة :" مم .. لا شيء يذكر "
هنا اقتربت جمانة مع هيام ناحيتنا .. رمقها مهند لثواني فلما بلغته خاطبها بهدوء :" المقاسات لو سمحت "
أعطته ورقة المقاسات بنظرة كبرياء و تعالي و ظلت تثير غضبي بكلماتها :" أوف .. مكان قذر "
رفع مهند رأسه لها و افتعل ابتسامة و قال :" لأنه محل انتاج .. "
و نكس رأسه ناحية المقاسات و هو ينسخها في ورقة أخرى و قال :" بعد اسبوع يمكنك المجيء لأخذ العباءات .. "
قالت هيام بسرعة :" بعد اسبوع .. ؟ .. ماذا تظننا ؟ برأيي شركة ضخمة كهذه يمكنها اكمال العباءة في غضون دقائق "
رفع مهند رأسه و ابتسم :" حسناً .. لأجل حسام .. يمكنكم المجيء يوم الثلاثاء "
فقالت هيام بكبرياء :" و لأجل حسام اخصم لنا من السعر .. رجاءاً خمسين بالمئة .. "
نظر لي مهند محرجاً .. ثم قال :" سأسأل المدير .. كما تعلمون هذا الأمر ليس بيدي "
فقلت أنا :" لا داعي مهند .. "
قالت هيام بسرعة :"لا .. لن نقبل الملابس بدون خصم .. ست عباءات ألا تستحق خصماً ؟.. أتريدني أن أصدق أنك لا تخصم السعر لأقربائك ؟؟ "
عاد ينظر لي ثم نظر لها بعينين لامعتين ثم قال :" حسناً .. سأحاول .. "
فقالت هيام :" بعد كل هذا العناء لا تدعني أندم على مجيئي هنا .. إن طرأ خطأ بسيط في العباءات سأرفضها و ستتكفل أنت بدفع المبلغ .."
رمقتها أنا بحدة .. و ابتسم مهند بالكاد و شعره ملتصق بجبينه إثر حبات العرق :" سنكون عند حسن ظنكم إن شاء الله "
نظرت إليه هيام طويلاً ثم همست بكلمات غير مفهومة .. فقال مهند :" نعم ؟ "
قالت بحدة و بكبرياء :" لم أحدثك يا هذا .. "
و استدارت مغادرة ... نظرت لمهند المتسمر ..بالتورد و الاحمرار اللذان طغا على وجهه .. و بشعره الملتصق بجبينه إثر العرق .. و بلمعات عينيه السوداوتين .. نظر لي و قال بالكاد :" حسام .. أوصل للآنسة اعتذاري "
--



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 08:29 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,315
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الأربعون

دخلت المطبخ و تركت جمانة و هيام تتحدثان وحدهما و حقيقةً كنت أسترق السمع لهما .. سمعت جمانة تقول :
" حتى أن المسكين قال لحسام .. أوصل لأختك اعتذاري .. برأيك هل ما فعلته كان لطيفاً "
قالت هيام بكبرياء :" و ماذا فعلت .. كان كل حديثي طبيعياً .. "
" لكن السيد مهند كان طيباً للغاية معك .. لماذا ....؟ "
قاطعتها :" هذه ليست طيبة .. أنها مجاملات تتعلق بالعمل .. و حتى اعتذاره هذا كان مجاملة "
و أتممت " لكن اعتذاره هذا دل على أنه أدرك أهميتي و شخصيتي .. و هذا ما أسعدني "
ابتسمت أنا في سري .. هيام ..! تصف أصدقائي بالغرباء لكن ليس هنالك أحد بغرابتها ..
--
نظرت لسهيل بصدمة .. بذهول .. و هو يشير لي للخاتم الفضي الذي بيده و يبتسم لي فرحاً :" ها قد خطبتها "
أطلقت صفيراً حاداً و صرخت :" سهيل أيها الأبله .. هل خطبتها حقاً .. لا أكاد أصدق "
ضحك ضحكة عالية و قال :" و هل تظنني سهلاً .. بضربة واحدة فقط أصبتها؟ "
" و هل أنت في حلبة ملاكمة ؟! هيه تعلم الاتزان و اترك العنف .. نصيحة مني يا سهيل "
قهقه :" انصح نفسك يا حسام "
و قال مبتسماً :" سأترك مصاحبتكم يا رفاق الفساد .. أي شخص يصاحبكم قد قضى على حياته الزوجية .. و أنت خير مثال .. أعانها الله عليك يا فاقد الاحساس "
ضحكت :" تكون أنت رقيق الاحساس الآن؟؟.. على الأقل أنا لا أستخدم يدي في التعبير غضبي "
و قلت :" أين هي لأبارك لها ؟ "
قال بحدة :" ماذا ؟!!! .. سوف أخرجها أنا من هذه الدورة .. لا يجب أن تدخل مدرسة ذكور "
ضربت جبيني مستاءاً :" ستكرر غلطتك يا سهيل "
--
رمقني جليل مستغرباً :" سهيل ؟ خطب تلميذته سجى ؟"
ابتسمت :" هو بالتأكيد أجرأ منك و أسرع .. منذ متى و أنت تحاول في هذه حسناء "
نكس رأسه :" أظنها ستطير مني .. ها هي مسافرة لمدة ثلاثة أشهر "
قلت بحدة :" و ماذا تعني ثلاثة أشهر .. انتظرها ثم بح لها بما يختلج بداخلك .. فان رفضتك هذا يعني أنها لا تستحقك "
تنهد :" الأمر أصعب مما تتخيل "
صرخت :" جليل ..!! صرت لا أحتملك "
--
كنت قد اتصلت بكمال أحدثه قليلاً .. حتى وصلنا لموضوع جليل .. خاطبني :" حسام .. جليل يعيش حياة مغايرة عنا .. رغم كل شئ فان ثقته بنفسه معدومة و لا يجب ان تدفعه لفعل أشياء تتطلب جرأة كبيرة هكذا .. يجب أن تراعيه و تمهد له الطريق .. جليل ربما يتخلى عن حلمه بالزواج من حسناء لسبب و هو أنه لم يستطع مصارحتها "
فتحت عيناي مصدوما!!!! .. ترى هل يمكن أن يحدث هذا فعلاً ؟؟!!..
أقبل يوم الثلاثاء .. لأذكركم .. فأنه يوم استلام عباءات جمانة و هيام من شركة الخياطة .. وصلنا للشركة و في عيني هيام نظرات تنبؤ بخطر قادم .. كأنها تنوي فعل شيء ما ..
رحب بنا مهند و كذلك رحاب .. خاطبها مهند :" رحاب .. اجلبي العباءات لو سمحت "
فانصرفت هي و جلس مهند مبتسماً و قال مخاطباً هيام :" حقيقةً يا آنسة القماش الذي طلبته لم يكن متواجداً .. لكني أصررت على أن يشتروه بأسرع وقت من الخارج .. أتمنى تعجبك العباءات .."
رمقته هيام بتعالي و قالت بتهكم :" سنرى "
نظر إليها مهند لبرهة .. فرأينا رحاب تأتي و تضع أكياس العباءات على الطاولة و تقول منفعلة :
" السيد مهند .. حاول قدر الامكان أن يوفر لكم الخصم .. حتى لو اضطر أن يخصم من راتبه .. أظن أن لكم مكانة خاصة لديه "
تلاشت ابتسامة مهند لما رأى هيام ترمقه بسخرية و استهزاء .. ثم باشرت باخراج العباءات من الأكياس.. و نهضت الاثنتان للتبديل .. كنت أرى نظرة حائرة في عيون مهند الذي لا يجد تفسيراً لاحتقار هيام له .. و أرى غضباً يكبر و يكبر في عين رحاب التي لم تعد تحتمل غرور هيام الزائد .. نظرت إلي و قالت :
" أختك حقاً مغرورة "
و لم تأبه بردة فعلي ,, لأنها لم تعد تحتمل الصمت أكثر .. و لم تصمت أيضاً .. بل تابعت و هي تخاطب مهند :
" أستاذ .. أرجوك لا تزيد من طيبتك هذه أمام الزبائن .. فبعضهم لا يستحقون "
نظر لي مهند يستفقد ردة فعلي ..حقيقةً .. أنا لم أغضب .. امرأة ضد امرأة .. ما دخلي أنا .. شجار النساء تافه للغاية ..
هنا عادت جمانة و هيام ترتديان العباءات الجديدة.. أرى جمانة تحاول ثني هيام عن فعل شيء ما ..اقتربت هيام و فاجئتنا بنبرة حادة مخيفة مرعبة وجهتها لمهند :" أتسمي هذا تفصيلاً .. ألم أعطك المقاسات .. لماذا جعلتموها واسعة هكذا و حتى التطريز .. لم أطلبه بهذا الحجم .. ماذا تفعل هنا إذاً .. ما هذه الشركة "
قال مهند مستغرباً :" لحظة .. لحظة .. المقاسات كما هي .. و حتى التطريز كما هو .. هذا ما وصلني و يمكنني أن أطلعك على المواصفات التي طلبتيها "
صاحت هيام :" أنظر جيداً لهذه العباءة .. هل تظنني بقرةً لتجعلها بهذا الوسع "
هنا صرخت رحاب بحدة :" أنا من قاسك .. أنها تماماً كما أردت .. و أنا لا أراها واسعة أبداً .. بل هي مناسبة .. "
صرخت هيام :" أصمت أنت أيتها البلهاء .. و لم أحدثك أبداً "
صُدمت رحاب .. فصرخت أنا بهيام :" هيام ما بك ؟؟ "
صاحت بي :" أصمت أنت .. "
و التفتت لمهند و قالت بغضب :" عندما أحدثك .. قف .. احتراماً على الأقل "
نظر لها مهند و هو في قمة استغرابه و دهشته و رحاب تكاد تنفجر .. :
" آنسة هيام .. أنت من يهاجمنا .. فعليك أنت من تحترمينا "
قال مهند بهدوء كعادته :" لحظة رحاب .. آنسة هيام .. يمكننا تضييق العباءة ان شئت الآن "
صرخت بحدة :" أولاً .. عندما آمرك بالوقوف .. قف .. أليس هناك احترام للناس .. "
صرخت رحاب :" لا تقف أستاذ مهند .. فمن يبغي الاحترام عليه أن يحترم الناس "
قال مهند منفعلاً :" الآن ليست مشكلتنا الوقوف .. ما بكم "
واتتني ضحكة ليست في محلها ..فأتمم مهند :" آنسة هيام .. آتي لنا بالعباءة لنجعلها كما تريدين و ينتهي الموضوع "
قالت هيام بغرور :" أنا لا أريد هكذا عباءات .. و لتدفعوا أنتم المبلغ "
و استدارت .. فصاحت رحاب :" لحظة .. أنا لن أدفع فلساً واحداً لأجل عباءاتك .. و يمكننا استدعاء المدير "
استدارت هيام و رمقت رحاب بسهام حادة .. ثم خاطبت مهند :" و أنت يا أستاذ ماذا تقول ؟"
رمقها مهند لبرهة ثم نظر لي و قد بدأ وجهه بالاحمرار .. ثم قال :" أنا أقول أن لا داعي للعصبية .. و يمكننا جعل العباءات كما تريدين الآن .. "
رمقته بحدة و قالت :" لست مستعدة لأنتظر لحظة واحدة .. و ادفع المبلغ أنت و هذه البلهاء "
و استدارت خارجة تلحقها صرخات رحاب :" لست بلهاء .. بل أنت "



و رمت بالعباءة أمام مهند ..

==

رمقتها جمانة باستياء ثم همست :" كانت العباءات مناسبة و كما أردت .. لكني أعلم جيداً ما يدور في ذهنك "

==

:"أنت بالذات اخرس .. لن تشعران بمصيبتي .. ماذا أفعل بذلك العريس سهيل .. عندما أوشكت على النهوض من مأساتي يأتي و يلقيني طريحاً ..و أنت ..... و أنت يا مهند .. "

==

دخلت شركة الخياطة .. فوجئت بصابر شقيق مهند يخرج منها .. انتبابني قلق كبير..



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب لا يأتي سيراً على الأقدام, الحب لا يأتي سيراً على الأقدام للكاتبه براءة, القسم العام للروايات, الكاتبه براءة, شبكة ليلاس الثقافية
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية