و مرت الأيام.....تباعا....لتختفي الرومانسيه
والشاعريه.....كلما زاد عدد الأطفال
وزادت المشاغل والمتاعب.....
الأب لا يتوقف عن العمل.....وهو يسعي وراء....مطالب
الحياه...وكي يوفي
لأسرته الصغيره حقها ....بمعيشه كريمه....مميزه...
والأم لا تكاد تلاحق علي طلبات أطفالها....
ومن أين لها بالوقت.....الذي يسعفها....كي تهتم حتي
بنفسها....
وأذا أنفردا قليلا.....بعد نومهم......لابد ...أن يستيقظ
أحدهم....أو يطلب شرب الماء
أو دخول الحمام....كي يقطع عليهم ...أي خط
رجعه.....لحلم الرومانسيه
والذي علي الفور يقتل بمهده.....
بعد أن ....أصبحوا كالجيش الصغير
بعد أن زادوا....جندييين....صغيران.....يجريان وراء
السيد المطاع والأتباع
بلهفه شديده.....وأهتمام....
.
كلما ...فعل الأخ الكبير ....شيئا تفننوا بتقليده.....فأذا لعب
بالكره....تحول البيت
الي ملعب كبير للعب الكره......وأذا تسلق.....أحد
السلالم....تسلقوا ورائه كلهم
كانت تطبخ....وتنظف....وتغسل .....كل هذا بوقت
واحد.....
حين أختفت أصوات الأطفال فجأه....ولم يعد لها أثر.....
أنهت ما بيدها....وخرجت
مسرعه ....للبحث....عنهم....متفقده....
المطبخ....وهل يلعبون بمفاتيح ...الغاز....أو
الفرن.....وعندما لم تجدهم
وجدت باب الحمام الذي أغلقته منذ قليل قد
فتح....ووقف....
السيد المطاع......علي الحوض.....يلعب
بالماء.....وهو ...يرشه
بكل أتجاه....وهو يغني ويرقص.....
ههههههههههييييييييييييييييييييييييييييههههههههههههه
هههههههههههيييييييييييييييييييههههههههههههه
هههههههههههييييييييييييييييييهههههههه
بينما تعلق الأتباع....الصغيران.....فوق...مائده
السفره....يلعبان بالورود...
ويرمياها بكل أتجاه......
بعد أن
دمرا من قبل أي لغه
تفاهم......مع ..وسادات ...الكنب.... بغرفه الجلوس
....وجعلاها مرتبه.....في.... صفا واحدا
كأنها تقف بطابور منتظم.....
و وضعا فوقهم.....الكتب التي بالمكتبه.....وقضيا
تماما....علي أي أمل
بتنسيقهم....وقد أخرجوا أحشائهم....
ولم يتبقي سوي الجنديان الصغيران.....
فقد وجدتهما أخيرا......وطول بحث.....
جالسان بداخل الدولاب.....مختفيان.....عن الأنظار
تماما...وقد فككا ريموت
التلفزيون
الي قطع.....صغيره
معتقدين هكذا أنهم يصلحونه
ولم تكن لتجدهم..... أبدا.....لولا...أن أختلف
الصغيران.....وبدأا....يتجاذبان
الريموت المنتحر....
وقفت كالمصدومه.......لا تجد أي كلمه تعبر ....عما
تشعر به...
الذهول .....الصدمه.....الضيق....
كلمات تحشرجت بداخلها.....ورفضت أن
تخرج.....للوجود.....الا....بعد
ما زادت الضغوط عليها
ووصلت لأقصي حدود أحتمالها
ولم تشعر الا وهي تصرخ بعلو صوتها
ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااا
ااااااااااااااااااااااااااااااااااا
وألتف الأطفال حولها.....وهي تبكي.....بعنف.....وقد
أسودت الدنيا بوجهها....
وأخذو بالبكاء مثلها....وقد صعبت عليهم....حالها...
وبكل الحنيه التي بالدنيا.......وبكل برأه....مرسومه
بعيونهم....
ضموها لصدورهم........الرقيقه.....بكل
الحب.....واللهفه...
وأخذوا بتقبيلها
ومحاوله مصالحتها
لتعرف
هي
أنه مهما حدث منهم........سيظلون أحبائها.....
ولن تغضب أبدا
منهم
فهم نعمه تتمني من الله أن يديمها
وعندما عاد الأب أخر الليل.....وجد التتار....قد
ناموا ....جميعهم.....
ووقفا ينظران اليهما.....وهما يشعران....
بمدي رحمه الله ورزقه الواسع لهم....
وهما يحمدان الله.....أن أنعم عليهما.......ويدعوانه أن
يلهم الصبر والأحتساب
لكل من لم يرزقه
وان يفرج الله همه.....ويرزقه..... بزينه الحياه الدنيا
كلها
المال والبنون
كما رزقهم
بنعمه لا يقدرها الا من فقدها
******************
تمت