لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-08, 08:45 AM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فقالت : آه إن هذا ممتع جدا إنني أعجب كثيرا بالأشخاص الذين يملكون موهبة النظر خلال عدسة التصوير ويرون أكثر مما يستطيع الشخص العادي أن يرى .

وتابعت وهي تضحك بأسى : إن مهارتي في التصوير لا تعدو أن تكون جيدة على أن لا تقطع ارجل الأشخاص في الصورة ، وفي أكثر الأوقات ...

فقاطعها قائلا : إنني متأكد من أن لك مواهب أخرى .

فابتسمت له قائلة : كلا ليس لدي شئ من ذلك إنني امرأة عادية تماما مع إن أسرتي موهوبة جدا فأمي كيت هي رسامة رائعة ، وأبي ماك مخترع وأختي كيلا التي قابلتها أنت أليست هي جميلة ؟ لقد ورثت موهبة والدتنا الفنية وهي التي رسمت تلك الألوان المائية المعلقة على جدران غرفتك هل لاحظتها ؟

فأجاب بذهن شارد : نعم وهي حسنة جدا ، وبدا وكان أفكاره تهيم في مجال آخر وما لبث أن قال : عادية وهز رأسه وهو يرمقها بنظرة غريبة ثم تابع قائلا : ما الذي يجعلك تعتبرين نفسك عادية ؟ إنني لم أرى امرأة مثلك قط .

فنظرت إليه بعينين ضاحكتين وهي تقول :
- آه إنني لا أتحدث عن المظهر ، إنني اعرف إن مظهري غير عادي . وأمسكت بخصلة كثيفة من شعرها اللامع الكث الذي ينسدل على كتفيها وهي تقول :
- كيف يمكن أن يوصف شخص له شعر بهذا اللون المفزع انه عادي ؟ إياك أن تخبرني إن من المستطاع تميزي به بين الجموع فهذا شئ اعرفه منذ ابتدأت انظر إلى نفسي في المرآة ، من حسن حظي أن أحدا لم يطلق علي لقبا بهذا الشأن ، لقد أمضيت سنوات الدراسة يتملكني الرعب من أن يخطر لشخص ما أن يطلق علي لقبا ساخرا يلتصق بي على الدوام مثل الحمراء ا والجزرة .

فقال :
- إنني لا استطيع تصديق ذلك ، وترك مكانه متقدما نحوها قائلا : انهضي أريد أن اريك شيئا .

فترددت نيرن وهي تحدق في أصابعه ثم سألته :
- ماذا؟

فقال بلهجة آمرة :
- انهضي ، ولسبب لم تفهمه لم تستطع عصيانه .

فوقفت وهي تهتز قليلا شاعرة بالوهن ولمنه شدد من لهجته وهو يقول :
- تعالي هنا

سألته بضعف :
- إلى أين ؟

ولكنه لم يجب بل قادها بثبات إلى المرآة وعندما رأت انعكاس صورته في المرآة أدركت قصده وهو يقف خلفها يدير كتفيها بيديه القويتين لتواجه المرآة مباشرة وهو يقول :
- انظري إلى هذا الشعر تقولين انه مفزع ؟ هل أنت عمياء يا امرأة ؟ هل عندك عمى الألوان ؟ أن نساء لندن يدفعن الغالي والنفيس لكي يجدن مزينا يمكنه أن يصبغ شعرهن بلون شعرك هذا ..

فقاطعته بحدة : ولكن لون شعري ليس صناعيا ، فهي ربما لم تكن تحب لون شعرها ولكنه لون شعرها على كل حال .

فقال يعاتبها برقة :
- انه ليس صناعيا طبعا ، انك غبية حقا إذا تعترفين بان مظهرك غير عادي ، ولكنك لا تتصورين إلى أي مدى هو غير عادي أليس كذلك ؟

وهزت كتفيها قليلا وهو يتابع قائلا :
- هل لك أن تنظري إلى نفسك ثم تخبريني ماذا ترين ؟

وما الذي رأته هي ؟ لقد رأت امرأة لم تكن تعرفها ، فمنذ وقت طويل لم تر عينيها بهذا التألق ، ووجنتيها الشاحبتين بهذا التوهج .

تنفست بعمق وهي تقول :
- ماذا أرى ؟ إنني امرأة تناهز الثلاثين من عمرها ، امرأة تكبر في السن يوما بعد يوم ، ذات شعر احمر وبشرة شاحبة وعينين زرقاوين ، وحركت كتفيها محاولة تخليصهما من قبضتيه ، ففعل .

وتمتم قائلا :
- هذا غريب يبدو إننا نحن الاثنين نرى امرأتين مختلفتين في وقت واحد فانا أرى امرأة ذات وجه بيضاوي مكتمل وبشرة كالقشدة وأنفاً حلواً تنتشر عليه ... دعيني أعدها ... خمس نمشات بالضبط ، وعينين بنعومة المخمل ولون البنفسج وشعراً يبدو وكأنه ليرات ذهبية تتساقط في شلال من أشعة الشمس ، شعراً له عبير الأزهار البرية التي تتمايل مع نسائم الصيف .

وحاولت نيرن أن تبتعد عنه ولكنها لم تجد لها طاقة على ذلك . وتمتمت بضعف :
- من كان يظن أن خلف هاتين العينين الساخرتين يكمن شاعر؟ أنك الآن ستجد صعوبة كبرى في إقناعي بأنك رجل قد من الصخر ....

هل من الممكن أنه إنما كان ينومها مغناطيسياً حين كان يشيد بما يدعوه جمالها الرائع؟ أتراه سرق عقلها وأسر قلبها بهذه السهولة؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-08, 08:50 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفجأة شعرت بما يشبه طعنة السكين في فؤادها كان شعوراً بالذنب مزقها تمزيقاً ما الذي حدث لها؟

وتحولت مبتعدة عنه لتستدير حول منضدة القهوة وكأنها تحتمي بها منه ليصبح ظهرها إلى نار المدفأة حيث لفحتها الحرارة ، بينما كانت عاقدة ذراعيها فوق صدرها وقد انحدرت نظراتها إلى الأرض .

كانت تنتظر منه أن يقول شيئاً يبدد الصمت ...... ولكن عندما لم يتكلم رفعت بصرها تنظر إليه .

وذهلت عندما رأته جالساً على كرسيه واضعاً ساقاً على أخرى بكل راحة وقد بدا عليه من الهدوء والبرود .
وعاودها الشعور بالذنب ما جعلها تشعر وكأن قلبها قد أصبح كتلة من رصاص داخل صدرها كل هذا بسبب هذا الرجل وأحست من الطريقة التي كان ينظر بها إليها رافعاً حاجبه بأنه يتوقع أن تكون هي البادئة بالحديث .

وتنحنحت قائلة : حسناً ...

كان صوتها منخفضاً وتنحنحت مرة أخرى بصوت أقوى هذه المرة قبل أن تقول بصوت أعلى قليلاً من الهمس : حسناً لقد كان هذا شيئاً غير متوقع .

فارتفع حاجب ستروم الثاني وهو يقهقه ضاحكاً ويقول : غير متوقع؟ آه يا نيرن من تراك تحاولين استغفاله؟ نفسك؟ قد يكون هناك أشياء كثيرة لكن ليس بينها كلمة غير متوقع هذه .

فقالت رافعة ذقنها بعناد : حسناً أنا أقول انه كان كذلك .

فعاد يضحك وكأنه وجد في إنكارها هذا تسلية بالغة وهو يقول : يمكنك أن تقولي ما تشائين ولكن هذا لا يعني أن الأمر كما تقولين حقاً انكِ تعرفين كما أعرف أنا ، أن الوصول إلى بعضنا البعض هو مجرد وقت .

وكانت تعرف في أعماقها بأن ما يقوله صحيح ، إنها لم تسمح قط لنفسها بأن تفكر في هذا فقد أثار فزعها ......

وشعرت للمرة الثالثة بالشعور بالذنب يجتاحها وكان من القوة بحيث جعلها تقابل صراحة ستروم بصراحة منها هي أيضاً فتقول : انك في غاية الوقاحة .

وردت شعرها إلى الخلف ولكنه كان يرتد لكثافته تحت راحتيها فتمتمت بضيق ومن ثم أخذت تعبث بعصبية ، بخاتم زواجها الذهبي .

هز رأسه قائلاً : كلا لا أظن ذلك مع أنني اعترف بأنني أخطأت في أمر واحد..

فسألته ببرود : أحقاً؟ وما هو هذا الأمر؟

فأجاب : في أول ليلة لي هنا عندما صعدت إلى غرفتي .

فعادت نيرن ترد شعرها إلى الخلف قائلة : لقد اتهمتني عند ذاك بأنني كنت أحاول التحرش بك وهذا لم يكن صحيحاً .

فقال وقد بدت في عينيه هزل : كلا لم تكوني تريدين ذلك ليس في ذلك الحين ..

وشعرت بأنفاسها تتوقف . ما الذي كان يحدث لها؟ وجاهدت لكي تهدئ من الذعر الذي كان يسرع بضربات قلبها . عليها أن تضع حداً لتصرفات هذا الرجل معها عليها أن تضع حداً لتصرفاته الآن ، في هذه اللحظة وقالت : إنني لست كما تعتقد ... إنني لا أنكر أن هناك .... شيئاً معيناً بيني وبينك ....

فقاطعها قائلاً : وهو أنكِ ترينني جذاباً ، بقدر ما أراك . واجهي هذا يا نيرن ...

ولم تكن هي قد اعتادت مثل هذا الكلام المكشوف ... ولكنها لم تشأ أن تدعه يعلم بذلك ... وبأن كلامه هذا قد سبب لها الضيق ....

فقالت : نعم أظن ذلك . لا بد أنه ..... ماذا قلت .

فسألها قائلاً : هل أنتِ خائفة مني؟

فضغطت شفتيها وهي تنظر إليه ، كان مستنداً إلى الخلف على الوسادة ، مشبكاً يديه خلف رأسه ما بدا معه وكأنه يشعر أنه في بيته تماماً وليس في بيتها هي وأن الأوضاع كلها في يده وجعلها هذا لسبب ما تشعر بالغضب فردت عليه بحدة : إنني لست خائفة منك . أما هذا الحديث الذي يدور بيننا فقد أصبح غاية في السخافة وإذا أردت الحقيقة فأنا أشعر بالخجل من هذا الكلام .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-08, 08:56 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فقاطعها : انكِ لم تقولي ما تخجلين منه! .

كانت تعلم أن غضبها هذا ليس منه وإنما من نفسها وأجابته قائلة : إنني أنا التي تقرر ذلك . إن علي أنا أعيش في هذه الحياة بمفردي وإذا حدث بيننا شيء فهذا يعتبر بالنسبة لي خيانة! ..

فحدق فيها لحظة طويلة ثم قال بهدوء دون أن يبدو في صوته أثر للسخرية : وكيف تكون الخيانة لرجل ميت؟

فأجفلت لصراحته هذه ولكنها أجابت وهي تغالب الغصة التي شعرت بها في حلقها : إن روري ما زال حياً ...... وهو سيبقى كذلك في قلبي على الدوام .

في البداية لم يظهر أي تجاوب نحو ما قالت وبدا أن السكون الذي لفه أوجد لديها سكوناً نفسياً مماثلاً فشعرت بالهدوء والثبات .

وأخيراً قال : آه القلب .

وتنفس بعمق ثم ابتسم كانت ابتسامة بطيئة كسولة ارتسمت على شفتيه دون أن تصل إلى عينيه ... عينيه اللتين كانتا تحدقان في عينيها بسخرية وهو يقول : لقد ابتدأنا بالحديث عن الانتماء والحاجة .. ولكنك تنهينه بالحديث عن الحب . إن هذه عادة النساء ، أليس كذلك؟

كان في صوته من السخرية ما ذكر نيرن باجتماعهما الأول في المقبرة عندما رأت في عينيه الفراغ والكآبة ، فأرادت أن تتقدم لترفه عنه و ها هي ذي الآن يتملكها نفس الشعور نحوه فأجابته قائلة : إن هذا يدفع الكون إلى الاستمرار .

ما أسخف جوابها هذا ، هل هذا كل ما أمكنها قوله؟ إن أمامها رجلاً يتألم ... رجلاً يبدو أنه قد عانى طويلاً ولكن كل ما استطاعت قوله له هو ( إن هذا يدفع الكون إلى الاستمرار .....)
أ
جابها : آه كلا يا عزيزتي نيرن في هذا أنتِ مخطئة ليس الحب الذي يدفع الكون إلى الاستمرار وإنما العلاقة والمعاملة التي تقوم بين الناس حتى لو لم يعد الإنسان يشعر بالحب فان الكون سيستمر سائراً في طريقه ....

فقاطعته قائلة : من الواضح تماماً أن ليس في نفسك ذرة من الشاعرية .

فقهقه ستروم ضاحكاً وهو يقول : شاعرية؟ هل تريدين شاعرية؟ صدقيني انه حتى من دون هذه المقومات ، النتيجة هي واحدة ، توالد الأجناس سيبقى مضموناً وستضل الأرض تدور ....

فسألته بهدوء : هل هذا هو عالمك يا ستروم؟ هل هذا هو نوع العالم الذي تريد أن تعيش فيه؟ عالم من دون عهود ولا التزامات .....

سألها : هل تؤمنين بالحرية يا نيرن؟

فأجابت : طبعاً أؤمن بالحرية ولكن ....

فقال : عندما تتحدثين عن الالتزام فان ما تتحدثين عنه هو تقيد للحرية في الواقع ألا يمكن لأثنين أن يستمتعا معاً دون الحاجة إلى نوع من التعهدات؟

وبينما كانت تقف تحدق فيه ، شاعرة بالدوار سمعت الكلب شادو ينبح . كانت تعلم أنه كان غافياً في مكانه الدافئ تحت الموقد ولكنها لاحظت في نباحه القصير ذاك حاجته إلى الخروج . وبحركة مفاجئة ، وقالت وهي تتراجع إلى الخلف : أرجو المعذرة فان علي أن أخرج الكلب لأتمشى معه قليلاً قبل أن آوي إلى فراشي .

ودون أن تلقي عليه نظرة تحولت متجهة إلى الباب رافعة الرأس بشموخ . كان عليها أن تهرب منه ، لكي تتخلص من هذه المشاعر المضطربة التي تعتريها المشاعر التي كانت تدفعها في اتجاهات لا ترضاها وسمعته يقول لها : إذن فأنا أتمنى لك ليلة سعيدة يا سيدة كامبل ....

وعندما استدارت مجفلة رأته وراءها مباشرة وكان قريباً منها إلى حد استطاعت معه أن ترى الخطوط التي كانت تحيط بفمه الساخر وأجابت متوترة : ليلة سعيدة . ومن ثم فتحت الباب ، شاعرة بالسرور لابتعادها عنه . ولم يتبعها هو ولكنها ما أن اجتازت الصالة بخطوات نافرة متعجرفة حتى سمعته يقول من حيث كان واقفاً عند الباب ، سمعته يقول كلمة واحدة ولكنها كلمة نفذت مباشرة إلى أعماق قلبها .
تلك الكلمة كانت ( جبانة ) .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-08, 09:02 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس


وعادت نيرن تهبط جالسة على مقعدها في سيارتها الفان لحظة طويلة دون أن تهتم بدفء أشعة الشمس وهي تحاول التفكير في وضعها هذا ثم سحبت المفتاح من المحرك وهي تتأوه بخيبة أمل ، لتعيده إلى جيبها ثم جذبت الباب بعنف تفتحه وكانت قد قفزت لتوها إلى الأرض المغطاة بالحصى مغلقة باب السيارة بعنف لا ضرورة له إذ لم ينفع في تهدئة انفعالها ، عندما رأت ستروم غالبريث يخرج من المنزل بقامته الفارعة وسترته الجلدية السوداء وبنطلونه القاتم .

قال يخاطبها وهو يعيد بيده إلى الخلف شعره الأسود الذي كان يتلاعب به النسيم :
- ظننتك خارجة بسيارتك هل غيرت رأيك؟ أم أنكِ نسيتِ شيئاً في المنزل؟

فأجابت وقد تجهم وجهها :
- بالضبط لقد نسيت أن أملاً الخزان بالوقود ولا أدري كيف حدث هذا الإهمال مني . كما أن محطة البنزين لن تفتح قبل نصف ساعة .

فقال : لا بأس سأوصلك أنا إلى المكان الذي تبغين.

ترددت وهي تنظر إليه مفكرة وقد ظللت عينيها بيدها تحميها من أشعة الشمس لقد شعرت بالسرور حين جاءها الدكتور كوغيل بمفتاح منزل آني يسألها إن كان بإمكانها أن تحزم بعض حاجات آني وتأخذها لها إلى دار المسنين ذلك أن هذا منحها فرصة رائعة لكي تتجنب البقاء في المنزل بصحبة ستروم . أما الآن فعليها إما أن تضيع نصف ساعة من وقتها في هذا الصباح الذي يتراكم فيه شغلها أو أن تجلس بجانبه عدة دقائق فقط في السيارة .....

وأخيراً قالت : أشكرك لعرضك هذا . ومشت إلى سيارتها تفتحها من الخلف .

فسألها قائلاً : إلى أين نحن ذاهبان؟ إلى انفرنيس؟ أم إلى الجين؟ أم ترانا ذاهبين إلى سكاي؟ إنني لم أذهب مطلقاً إلى سكاي .

فقهقهت نيرن ضاحكة بالرغم منها وهي تجيبه قائلة : كلا إننا لسنا ذاهبين إلى سكاي وإنما إلى شارع ساوث ستريت الذي لا يبعد عنا أكثر من نصف ميل والسبب الوحيد الذي يجعلني أقبل بمرافقتك لي ، هو أنني أريد أخذ هذه إلى منزل آني .

وأشارت إلى كومة من صناديق الكرتون الفارغة . فساعدها في نقل الصناديق إلى صندوق سيارته المرسيدس ، قبل أن يشير إليها بالصعود إلى سيارته الفارهة ولم ينطق بشيء إلا بعد أن تحركت بهما السيارة فقال يسألها : هل تحزمين أمتعة عمة كيلتي؟

فأجابت : نعم ويظهر أنها قلقة على أشيائها ، فقد سألني الدكتور كوغيل إذا كان بإمكاني أخذ ملابسها وأشيائها الخاصة إلى الدار لتجدها في انتظارها عندما تنقلها سيارة الإسعاف من المستشفى إلى هناك آخر هذا الأسبوع .

وبينما كانت نيرن تتحدث ، نفذت إلى خياشيمها الرائحة العطرية الرجالية التي كانت اشتمتها ليلة وصول ستروم إلى منزلها وكانت ظنت ذلك الحين أن هذه الرائحة الغالية هي رائحة ماء الكولونيا ولكنها أدركت الآن أنها ليست كذلك و إنما هي محلول بعد الحلاقة فقد كانت في ذلك الصباح تنظف حمام غرفته أثناء تناوله الفطور عندما لاحظت الزجاجة الثمينة ببطاقتها السوداء والبيضاء ورأت نفسها ترفعها إلى انفها وأغمضت عينيها حينذاك وقد أعادت هذه الرائحة إلى ذهنها صورة الرجل الأنيق في هذه الغرفة الصغيرة وأعادت الزجاجة إلى مكانها بسرعة ولكنها لمحت وجهها في المرآة وهي تغادر الغرفة لترى شعور الذنب في عينيها واللون الذي صعد إلى وجنتيها ....

وأجفلت وهي تسمع الرجل الذي تفكر فيه يحدثها ، فقالت : عفواً .

فقال هازلاً : إنني فقط أسألك عن الطريق ، فأنا لست قارئ أفكار .

- من حسن حظي!

فقال لها ضاحكاً : ولماذا هذا التمني؟ هل كنتِ تفكرين في شيء لا تريدينني أن أعرفه ؟

قالت : عليك أن تتحول من هنا ، نعم ، إلى اليمين ثم إلى شارع ساوث ستريت هنا تسكن العمة آني . ذلك المنزل الصغير ذو الباب البني اللامع بجانب عمود النور .

و أمسكت بحقيبة يدها وما أن أوقف السيارة حتى أمسكت بمقبض الباب قائلة : شكراً .

لتسرع بعد ذلك نازلة إلى الرصيف وقبل أن تغلق الباب تابعت تقول : إنني شاكرة لك حقاُ إحضاري إلى هنا وإذا كنت تريد العودة إلى المنزل لتناول الغداء سأراك هناك حوالي الساعة الواحدة .

وما أن أغلقت الباب واستدارت لتبتعد حتى قال لها : ألم تنسي شيء؟

وكان قد نزل بدوره واتجه إلى صندوق السيارة . فقد نسيت الصناديق الكرتونية وذلك في إسراعها للابتعاد عنه ولكن يبدو أن هذا لن يكون ممكناً وانتظرت حتى أخرج الصناديق ووضعها على الرصيف .
فقالت : أشكرك مرة أخرى ، إن بإمكاني تدبيرها الآن .

ولكنها عندما استدارت نحو باب البيت تفتحه لاحظت أن ستروم لم يذهب فقد كان واقفاً خلفهاً مباشرة .
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-08, 09:07 AM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ورفعت رأسها تنظر إليه عندما أمسك بمعصمها بأصابعه الباردة الحازمة وهو يقول : كلا ، أنكِ لن تفعلي هذا .

فسألته : أفعل ماذا؟

فأجاب : لن تبتعدي هكذا بسهولة ، إن الفضول يضغط علي لكي أعرف لماذا قلتِ من حسن حظي.

وخاطبت نيرن نفسها آه انه ملحاح يا له من مأزق . وقالت تجيبه : قلت من حسن حظي لأنك قلت انك لست قارئ أفكار لأنني في تلك اللحظة كنت أفكر فيك هل رضيت الآن؟ .

فأجاب : آه يا سيدة كامبل إنني أحتاج إلى أكثر بكثير من مجرد كلمات لكي أرضى .

وارتسمت على فمه ابتسامة عريضة جذابة تورد لرؤيتها وجه نيرن وهو يتابع قائلاً : ولكنني أريدك أن تخبريني ما الذي كنتِ تفكرين فيه بشأني؟

فقالت كاذبة بلباقة : إذا كنت تريد حقاً أن تعرف ، فقد كنت أتساءل من أين اشتريت محلول بعد الحلاقة الغالي الثمن هذا الذي تضعه.

فعاد يبتسم لها ببطء : آه ، محلول بعد الحلاقة إن اسمه ابن المدينة ولكنني لم اشتره انه هدية من شخص ما .

وعرفت أن هذا الشخص ما هو إلا امرأة ما . لقد تضمنت لهجته هذه الحقيقة وشعرت بالحيرة والغضب من ردة الفعل عندها لما قاله ، إذ شعرت بقلبها يهبط بسرعة وهي تتصور امرأة شقراء ناعسة العينين تبتسم له وهي تقدم إليه هذه الهدية .

كان ستروم يراقبها بعينين يلمع فيهما الهزل . لقد قال لها انه ليس قارئ أفكار ولكنها الآن تتساءل عما إذا كان فعلاً كذلك .... يا للسخافة .

ولكنها قالت بمرح : حسناً ، ألست رجلاً محظوظاً؟ والآن هل لك أن تترك يدي؟ إن ورائي أعمالاً كثيرة .
ذلك أنها لاحظت لتوها أنه ما زال ممسكاً بمعصمها.

- صباح الخير يا نيرن ، نادها شخص ما من الرصيف المقابل ، فالتفتت فجأة بسرعة إذا كان الصوت مألوفاً لديها وعندما رأت شخصية المنادي صدرت عنها آهة خافتة . ذلك أنها لم تشأ لهذه المرأة من بين كل الناس أن تراها في هذا الوضع ، ( فاني وبستر) هذه موظفة البريد المتقاعدة ، إن بإمكانها هي نيرن أن ترى الفضول يتألق في عيني تلك المرأة رغم بعد المسافة و زجاج نظارتيها السميكتين .

فأرغمت نيرن نفسها على الابتسام وهي تحاول تخليص معصمها من يد ستروم دون نجاح بينما كانت ترد قائلة : صباح الخير يا فاني .

والآن سينتشر كل ما يحدث بينها هذه اللحظة وبين ستروم في كل أنحاء قرية غلينكريغ قبل أن ينتهي هذا النهار وهو أنها كانت واقفة في ساوث ستريت قبل الساعة التاسعة صباحاً مع رجل غريب متماسكي الأيدي ....

وقال لها : هل أنتِ مضطربة لهذا يا نيرن؟

وكان جلياً من ابتسامته العريضة انه مستمتع جداً بارتباكها هذا . فرفعت بصرها إليه وقد توترت ملامحها وردت عليه بحدة : كلا طبعاً وما الذي يجعلني أضطرب؟

فأجاب : لأنها ستتحدث عنك أليس كذلك؟

فأجابت : إنها ثرثارة كثيرة الكلام وإذا كنت تعيش في قرية صغيرة مثل غلينكريغ فان كل إنسان سيعرف عملك قبل أن تعرفه أنت تقريباً .

فنظر بطرف عينه إلى تلك المرأة على الرصيف المقابل وهو يقول : ها هي ذي قد وقفت ، إنها تتظاهر بالتفرج على واجهة المقهى ذاك ولكنها تراقبنا نحن بطبيعة الحال إنها تنظر إلى انعكاس صورتنا في زجاج الواجهة . أظن أنها تشعر بخيبة الأمل لأننا لا نفعل شيئاً سوى الإمساك بأيدي بعضنا البعض .

فقالت : إننا لا نمسك أيدي بعضنا البعض وإنما أنت الذي تحتجز معصمي بيديك .

وتنفست الصعداء حين قاطعها قائلاً : أريد أن اعترف لكِ بشيء وهو أنني لم ألمسك لكي أعطي فاني موضوعاً تتحدث عنه وإنما لأنني لم استطع مقاومة جمالك .

تساءلت نيرن عن السبب الذي يجعله يردد على الدوام أنها جميلة ولماذا لا يجعل الأمور اقل تعقيداً وذلك بأن يقول الحقيقة وهو أنه إنما يشعر بالإعجاب نحوها ولا شيء آخر .

تأوهت بخيبة أمل وهي تفلت من ستروم ، محاولة أن تبدو بشكل طبيعي وهي تقول : يجب أن أذهب الآن .

ولكنها شهقت مستنكرة عندما تبعها إلى الداخل ، ثم أغلق الباب خلفهما وهو يقول : سأساعدكِ .

فقالت : كلا .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منتدى روايات عبير المكتوبة, grace green, دار نحاس, دعني أحبك, دعني أحبك - عبير دار نحاس, روايات عبير, روايات عبير المكتوبه, رواية دعني أحبك, snowdrops for a bride, عبير دار نحاس
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t81777.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-03-10 12:35 AM


الساعة الآن 10:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية