كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ناولته فنجان القهوة ، ولكنها لم تتكلف عناء دعوته إلى الجلوس , لقد أحست بأنه أكثر قلقاً من أن يستجيب لهذا . كما أنها أحست أيضاً بأنه يريد أن يتحدث إليها ولكن في أي موضوع؟
قال فجأة :
- أخبريني عن ذلك الغلام . ما هو تاريخه؟
حسناً ، لقد تملكتها الدهشة في الواقع ، ذلك أنها منذ وقت قصير كانت تشعر بالأسى عندما رأته يفقد اهتمامه وهي تتحدث عن الفتيان الذين يعملون لديها وهاهو ذا الآن يوجه إليها أسئلة عن واحد منهم .
فسكبت لنفسها فنجاناً من القهوة أضافت إليه السكر والحليب وأخذت تحركه قبل أن تتجه إلى المائدة حيث جلست واضعة يديها حول الفنجان وهي تقول : كيلتي؟ انه صبي لطيف .....
فارتسمت على شفتيه ابتسامة عدم تصديق وهو يقاطعها قائلاً :
- لطيف؟ لقد كنت استنتجت مما أخبرتني به أن الفتيان الذين يعملون معك هم خارجين عن القانون ومن القليل الذي رأيته من سومرليد هذا أو كليتي أو مهما كان اسمه ....
فقاطعته وهي ترغم نفسها على الهدوء :
- قبل كل شيء نعم الفتيان الذين يعملون معي في برواش كان لهم جميعاً مشكلات مع القانون .. ولكن ما عدا كيلتي فالأمر معه مختلف .
فسألها : من أي ناحية؟
فأجابت : إن كيلتي هو أصغر سناً من أكثرهم وهو يعمل هنا منذ وفاة والديه فقط .
وحدقت نيرن من النافذة وهي تفكر بذهن شارد في أن كيلتي لا بد قد أطلق شادو إلى خارج المنزل . فقد كان الكلب الأسود متمدداً في الشمس على الطريق قرب سيارتها الفان وتابعت تقول :
- كان دوماً بمفرده . لم ينخرط قط مع المجموعة انه غير عادي ...
وأطلقت ضحكة أسى قصيرة وهي تقول :
- لا بد انك استنتجت هذا بنفسك من الطريقة التي يرتدي بها ثيابه .
فقال :
- معك حق بالنسبة إلى ذلك . فأنا لا يمكنني أن أتصور أن كثيرين من الغلمان الذين في سنه يشعرون بالارتياح لارتداء التنورة .
فقالت :
- عندما كان في الثالثة من عمره تقريباً ، ابتدأت أمه هازيل تلبسه تنورة يوم الأحد وقد اعتاد الأطفال الذين يكبرونه سناً ، إغاظته فأطلقوا عليه لقب كيلتي ومعناها ذو التنورة ، وعندما ابتدأ بالذهاب إلى مدرسة غلينكريغ الابتدائية لم يعد يلبس التنورة مطلقاً ولكن اللقب التصق به .
ووضعت نيرن فنجانها على المائدة ثم أخذت تمر بإصبعها على حافته وهي تتابع مفكرة :
- عندما أصبح في الحادية عشرة ذهب إلى مهرجان للكشافة في أدنبرة وعندما ذهب والداه ، هازيل و هوغ ليستقبلاه في محطة القطار ، لم يعرفاه فقد استبدل بنطلونه الجينز بتلك التنورة الاسكتلندية السوداء .. وكانت في ذلك الحين تنزل إلى ما تحت ركبتيه .. كما كان صابغاً شعره بلون ارجواني كعادة سكان الجبال ومنذ ذلك الحين أصبحت التنورة دلالة عليه .
وساد صمت في المطبخ صمت طويل ، لم يخترقه سوى صوت دقات ساعة ساحة غلينكريغ تدق الواحدة . وعندما تلاشى الصدى ، وضع ستروم فنجانه من يده ثم مشى نحو النافذة ، فاستند بكتفه على الجدار ، ثم نظر إلى نيرن وهو يعقد ذراعيه فوق صدره قائلاً :
- لقد قلت إن والديه قد توفيا من يعتني بالغلام الآن ؟
استغربت شدة اهتمامه بهذا الغلام الذي سبق وعامله بعنف وبطريقة خاطئة فقالت تجيبه :
- إن القريبة الوحيدة لكيلتي هي آني لو . وهي عمة أبيه ، وقد أصبحت قانونياً الوصية على الصبي بعد موت أبيه .
وهزت رأسها متابعة :
- مسكينة آني فقد بقيت عازبة طيلة حياتها ما جعلها غير قادرة على التعامل مع كيلتي وهذا ما جعلني شريكة في الموضوع إذ طلبت مني أن أعطيه عملاً بعد الخروج من المدرسة وبهذا أتمكن من مراقبته .
فقال وهو ينظر إليها بثبات : يبدو أن علاقتك طيبة مع الغلام .
فأجابت : إنني أحبه فهو كما سبق و أخبرتك غلام لطيف ولكنني قلقة عليه فهو بسكنه مع آني وعمله معي لا يجد في حياته رجلاً يسير على منواله .
سألها : وماذا عنه في المدرسة؟
فأجابت : انه ذكي جداً ولكنه لا ينكب على دروسه ذلك أن له هواية و حيدة في حياته وهي .....
وقطع عليها حديثها رنين جرس الهاتف ، فاستأذنت منه وهي تهرع لترفع السماعة وجاءها صوت كيلا يقول :
- نيرن لقد نسيت أن انسخ من عندك تلك الوصفة التي كنا نتحدث عنها تلك الليلة هل عندك وقت لتعطيني إياها الآن؟
فأجابت : طبعاً ، انتظري برهة لكي أحضر الدفتر .
ووضعت السماعة وهي تقول ناظرة إلى ستروم :
- إنني آسفة فسأتأخر في المكالمة الهاتفية عدة دقائق هل ستخرج هذا الصباح؟ .
فأجاب : لقد فكرت في ذلك ، لأستكشف المكان . منتديات ليلاس
|