كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ولكن نيرن لم تكن تسمع الى هذه الكلمات التي كانت تتدفق حولها ، ذلك انها كانت توصلت الى قرار فقالت :
- هيا يا كيلا خذي هذا .. ، ودفعت باناء السكر الى اختها المذهولة ثم استدارت على عقبيها خارجة من المطبخ ، ربما كان الوقت قد تاخر بها عن ان تجده ، كانت تعلم ذلك ولكن الاراضي كانت مستديرة وطريق السيارة يحيط بها فاذا هي قطعت المسافة القصيرة مخترقة شجرات الصنوبر التي تقوم بين منزلها برواش والبوابة الامامية فربما امكنها الوصول قبله .
ودون ان تهتم بحضار سترة من الخزانة في القاعة ، فتحت الباب الخارجي بعنف ثم صفقته خلفها لتقفز فوق الدرجات المنخفضة من الحجر الرملي وفكرت وهي تجتاز الباحة الواسعة اما البيت لتنطلق في الممر بين الاشجار في ان الحق مع كيلا فالليلة لن تكون سيئة لقد همدت الريح ومع ان قطرات المطر كانت تتناثر فوقها وهي تحتك بفروع الاشجار فقد كانت السماء صافية وكان هناك ايضا القمر وقد بدا جزء منه .
وعندما وصلت الى طريق السيارات كانت تلهث بينما ضربات قلبها تعلو بعنف ولكن عندما رات تلك السيارة القوية تقف قرب البوابات وقد سكن محركها ضاعفت من سرعتها فوصلت اليها وقد اوشكت على التحرك فاخذت تقرع النافذة بقبضتيها ، وعندما توقفت السيارة تراجعت هي الى الخلف وقد شبكت ذراعيها فوق صدرها .
ونزل زجاج السيارة بحركة آلية ومال السائق نحو النافذة ليراها ولم تكد ترى في تلك الظلمة اكثر من لمعان عينيه .
وجاءها صوته قائلا :
- ما الذي ...
فاجابت وهي ترتجف من برودة الهواء الذي يتخلل قميصها الحريري :
- آسفة اذ جعلتك تجفل لقد جئت الى بابي تسأل عن مكان تبيت فيه الليلة ولكن كيلا شقيقتي لم تشأ ادخالك ذلك ان المكان كما قالت هو مقفل الآن ، ولكني ارحب بعودتك اذا شئت انك لن تجد مكانا آخر في هذه الانحاء على بعد اميال كثيرة .
وانتبهت نيرن اثناء فترة الصمت التي تلت كلامها ذاك .. الى ان راديو السيارة كان مسموعا ليس على الموسيقى وانما على نشرة مالية لقد سمعت المذيع يقول ( اما المخزون من السندات التي يمكننا النصح بها الى اجل قصيرة فهو .. )
فأطفأ الراديو بعنف وهو يقول لها :
- لا اريد ان اسبب لك أي ازعاج
- انك لا تسبب لي ذلك ، كما انني اشعر بالذنب اذ ارسلتك الى ذلك الفندق بعد الظهر مما اضاع من وقتك اذ كنت نسيت ان هناك حفلة زفاف في الفندق ..
- آه انك اذن المرأة التي كنت قابلتها في المقبرة .
- نعم وانا ادير نزلا للمبيت واقدم وجبة الفطور ايضا اثناء فصل الصيف ولكن ليس ثمة مشكلة بالنسبة الي اذا انا جهزت لك غرفة لهذه الليلة ، انها ليست بجمال غرف فندق هيذرفيو بالطبع انما ..
وسمعت صوتا آليا مكتوما وقبل ان تدرك ما هنالك كان هو قد فتح باب السيارة قائلا :
- اصعدي سأعيدك الى المنزل .
فقالت وقد ادركت ان ذلك الصوت الآلي ما هو الا صوت انفتاح باب السيارة آليا فقالت :
- آه لا ضرورة لازعاجك
فقال بصوت حوى شيئا من فروغ الصبر :
- ولكن اذا انت عدت سيرا على الاقدام فاما على ان انتظرك في منزلك الى حين وصولك الس كذلك ؟
فقالت وقد اتضحت لها شخصيته القوية :
- لا بأس اذن وشكرا لك
كانت السيارة من نوع مرسيدس ذات الطراز الاول كما بدا انها ابتيعت حديثا وذلك انها لاحظت وهي تغوص في المقعد الى جانب قائد السيارة انها تفوح منها رائحة الجلود الجديدة المستحبة هذا اضافة الى رائحة خفيفة جدا لعطر رجالي ليس من نوع الذي اعتادته عند روري وانما عطر ثمين متفوق قد يكون ابتاعه من متجر هارودز العالمي . ولكن ليس في وقت التخفيضات السنوية المعتادة في ذلك المحل بالتاكيد فالرجل لم يكن من ذلك النوع الذي يقف في الصف لكي يوفر عدة جنيهات انها متأكدة من ذلك رغم انها لم تعرف سوى القليل عنه . منتديات ليلاس
التعديل الأخير تم بواسطة وداد التميمي ; 19-06-08 الساعة 10:32 AM
|