كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وكادت الدموع تظفر من عيني المرأة وهي تقول : آه انني لم افكر في ذلك ، في انه قد يكون انفق النقود .
وفجأة قال ستروم : وهل آلة التصوير معك هنا ؟
فقالت نيرن للمرأة : اقدم اليك ستروم غالبريث وهو نزيل عندي في برواش .. وهذه السيدة ماكدونالد .
فصافحته فلورا ، ثم اخرجت آلة التصوير من الحقيبة وهي تقول : هذه هي لقد اشتراها ابني من ..
فقاطعها قائلا : انني اتعاطف معك في ورطتك هذه .
وتناول منها آلة التصوير يتفحصها قائلا : ما هو الثمن الذي دفعته فيها ؟
وتمتمت فلورا تذكر الثمن بصوت لا يكاد يسمع ، وكادت نيرن تصرخ ذعرا ، لقد كانت هازيل ذكرت لها ان زوجها دفع الكثير ثمنا لللآلة هذه ولكنها لم تكن تتصور ان يصل الى هذا الحد .
سحب ستروم دفتر الشيكات من جيبه وحرر لها شيكا مصرفيا في لحظات ثم ناوله للمرأة وهو يقول باسما : هاكه ، واخبري ابنك ان لا يكون متسرعا بعد الآن للحصول على ما يشتهيه وساسوي انا الامر مع كيلتي .
سرعان ما كانت فلورا تنطلق في الشارع وقد بان الارتياح في عينيها .
ونظرن نيرن الى ستروم الى قامته الفارعة والجاذبية الأخاذة التي تشع منه ، ثم قالت مظهره غضبا اكثر مما تشعر به حقا : الا تظن ان في عملك ذاك شيئا من الجسارة ؟ انني لا انكر كرمك فقد رفعت عن كاهل المرأة حملا ثقيلا فقد كانت غاية في القلق لاجل النقود ولكن الحقيقة ان هذا الامر كله لا دخل لك فيه ، وليس هكذا يكون التصرف بشانه .
فنظر اليها قائلا : معك حق ، ولكنها كانت طريقة مناسبة وانا ساسوي الامر مع كيلتي فلا تقلقي .
فسالته : اتعني انك ستطلب منه ان يعيد اليك النقود التي دفعتها الى فلورا ؟
فاجاب : نعم
فقالت : وماذا لو لم يكن يملك هذه النقود ؟
فقال : انني مدرك انه ربما سبق وانفقها كلها او بعضها ولكنني متاكد من اننا سنصل الى نتيجة .
فقالت : ربما ما عاد بحاجة الى التصوير هذه ؟
فقال بحدة : ان هذا الصبي موهوب ، لديه موهبة كبيرة ، فعليه ان لا يهملها فهو مسؤول عن استخدامها بالكامل .
ارادت ان تصيح به انها معه في قوله هذا ولكن ستروم لم يرى مبلغ ذهول واضطراب كيلتي وهو يخبرها انه لم يعد يهتم بالتصوير الفوتوغرافي فما هو موقف الغلام الآن عندما يقدم ستروم آلة التصوير اليه طالبا ثمنها ؟
دقت الساعة الواحدة بعد الظهر وتنهدت هي باضطراب لا فائدة من الوقوف في الشارع والجدل مع هذا الرجل .
وقالت له : تفضل بالدخول فكل الصناديق جاهزة وشكرا لرجوعك .
فاجاب : لا باس والآن في اي وقت يعود كيلتي من المدرسة ؟
فاجابت : في الرابعة .
فقال : اريني مكان المدرسة ونحن في الطريق فانني اريد ان انتظره خارج المدرسة لاتحدث اليه .
فهزت راسها قائلة : ليس اليوم فقد ذهب في رحلة مدرسية الى مدينة أباردين لحضور مسرحية هاملت وسيعودون متاخرين في الليل وسيكون هو متعبا الافضل ان تدع الامر الى الغد .
كان غريبا ان ترى التوتر يمتلك ستروم كلما نظر الى كيلتي ، وذا كان ما افترضته من انه ربما كان يعرف هازيل .. اذا كان هذا صحيحا فهذا هو سر ذلك التوتر اذن ،ولهذا استعاد آلة التصوير لانه راى ان الغلام ذو موهبة فهل لذلك سبب آخر يا ترى ؟
هل هناك شئ آخر ؟ شئ لا تستطيع هي رؤيته ؟ لم تستطع ان تجيب عن هذه الأسئلة التي تقلقها .
قال ستروم مقاطعا افكارها : الى الغد اذن ، واليوم بعد ان ناخذ هذه الصناديق الى دار المسنين سآخذك لتناول الغذاء .
وفكرت هي أن هذا ليس صواباً إذ من الأفضل أن تقلل من فترات صحبتها لهذا الرجل قدر استطاعتها . فأجابته قائلة : هذا لطف منك وإنما علي أن أحضر اجتماع الرابطة في منزل فلورا بعد الظهر .
فأجاب وعيناه تبتسمان لها : إذن ، فستأتين معي للعشاء هذا إذا كنتِ لم تضعي خطة مسبقة بشأن عشائك .
ولم تستطع أن تكذب فأجابت : كلا ، ليس لدي خطة مسبقة للعشاء .
فقال : سأحجز إذن مائدة في مطعم فندق هيذرفيو .
فقالت : آه .... ولكن ...... وعضت شفتها فقد اعتادت أن تذهب مع روري إلى ذلك المطعم دوماً في المناسبات وكانا عادة يحجزان إحدى الموائد المسؤولة عنها هازيل والتي كانت تشتغل نادلة هناك منذ دخل كيلتي المدرسة . ومنذ وفاة زوجها لم تذهب نيرن إلى ذلك المطعم وذلك تجنباً لفيض الذكريات المؤلمة .
وقال : لقد استقر الرأي إذن؟ في هيذرفيو؟
فتنهدت وهي تجيب : لا بأس في هيذرفيو .
التعديل الأخير تم بواسطة وداد التميمي ; 23-06-08 الساعة 12:32 PM
|