كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
من اين اتاها هذا الرجل ؟ وعادت تكرر للمرة الثانية والثالثة : كلا ، كلا ، اشكرك انا اعرف العمة آنا لو واعلم انها ستستاء جدا اذا علمت ان شخصا غريبا خاصة اذا كان رجل قد عبث بخصوصياتها .
وعندما اضاء الصالة اخذت تتساءل عن الطريقة التي تتخلص فيها منه . والتفتت لتنظر اليه فوجدته خلفها مباشرة يشرف عليها بقامته الفارعة رغم ان طول قامتها هي كان فوق المعدل فقالت له بسرعة :
- اذا كنت تريد ان تساعدني حقا فما رايك في ان تعود الي حوالي الساعة الثانية عشر لتاخذ هذه الصناديق قبل موعد الغذاء وفي الطريق يمكننا ان نتوقف لناخذ معنا بنزين لسيارتي .
وفجأة ادركت انه لا يستمع اليها فقد كان ينظر من فوق كتفها الى غرفة صغيرة من خلال بابها المفتوح فالتفتت لترى انها غرفة كيلتي كانت غرفة صغيرة جدا ذات نافذة عريضة وكان ستروم يحدق في جدار الغرفة الذي علق كيلتي عليه الصور الفوتوغرافية .
وبدا عليه انه نسى تماما نيرن وهو يتخطاها داخلا الى تلك الغرفة الصغيرة وهو يقول بشئ من الدهشة :
- من الذي التقط هذه الصور ؟
فاجابت : انها غرفة كيلتي
فقال : نعم ، غرفة كيلتي ومن التقط هذه الصور ؟
فاجابت : انه كيلتي اليست رائعة الجمال ؟
فبقى وقتا طويلا لا يتحرك وهو يحدق في الصور ، تنحنحت وهي تقول : انك تراها جميلة اليس كذلك ؟
واخيراً انهى تفحص الصور فالتفت اليها قائلا : ماذا قلت ؟
فاجابت : انه موهوب اليس كذلك ؟ وكانت تنظر الى نسر ينطلق طائرا من اعلى شجرة صنوبر وتابعت تقول : لقد شعرت بخيبة امل كبيرة لانه ترك هذه الهواية .
فسألها بحدة : ترك هذه الهواية ؟
فاجابت : نعم منذ وقت قصير لقد اخبرني بانه فعل ذلك لانه لا يوجد هنا مكان ليقيم غرفة التحضير امظلمة ولكنني اظن ان هناك سببا آخر لا ادري ماذا يمكن ان يكون ، والاسوامن ذلك انه باع آلة التصوير الغالية والتي كان ابوه قد قدمها اليه منذ ثلاث سنوات في احد الاعياد وقد كلفته ثمنا باهضا ولكن هوغ دنبار ما كان يتاخر بقطعة من كبدة يقدمها الى ذلك الصبي .
فابتعد ستروم عنها فجاة ليسير نحو النافذة وقد توتر جسده حيث بقى مدة طويلة وظهره الى الغرفة حتى اخذت هي تتساءل عما دهاه ، هل عليها ان تتقدم منه وتسأله عما به ؟ ولكنها هزت راسها شاعرة بان ستروم يريدها ان تقترب منه فقد بدا عليه تماما انه في عالم آخر مستغرقا في افكاره وان هذه الافكار لابد تتعلق بكيلتي .
وبدا لها هذا وهي تخرج من الغرفة لغزا كبيرا ، لغزا لا يعرفه سوى ستروم وكيلتي .. واغلقت الباب خلفها بهدوء ثم سارت نحو غرفة أني وافكارها ما زالت تعمل . واخذت تتساءل عما يدور حولها لقد تعقدت الامور منذ جاء ستروم غالبريث الى غلينكريغ ، وكلما اسرع بالرحيل كان ذلك افضل ، اذ يمكن عند ذاك للاستقرار ان يعود الى حياتها ... هذه الحياة التي ستصبح اكثر غنى وبهجة بوجود كيلتي معها الآن .
|