كاتب الموضوع :
صمـــ الجروح ـت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
&&& الأســــــــــــــــــــ 5ٌ ــــــــــيرة &&&
للكاتبة:صمــــــــ الجروح ــت
{أم مجتبـــــــــــــى}
فتحت خلود عينيها وهي تشعر بالدوار وسمعت أحدهم يسألها:
(هــل أنت بخير؟؟)
كان هو صاحب الدراجة...حدقت به ثم أومأت برأسها فسألها:
(هـل تشعرين بأي ألم ؟؟)
نفت خلود ذلك وهي تحاول الوقوف فمد صاحب الدراجة يده لمساعدتها ولكنها رفضت وعندما وقفت تأوهت أثر شعورها
بالألم فقال (أتودين أن أنقلك إلى المستشفى )
أجابت بخوف {كلا}
(إذن سأصطحبك إلى المكان الذي أسكن فيه أنه قريب من هنا)
نظرت إليه خلود وقد قطبت جبينها...
{آه..لا تنخدعي بمظهري فأنا فتاة...وأسمي عهود}
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
(تفضلي..استريحي هنا..حقيقة أنني آسفه لما حدث )
قالت عهود ذلك عندما أدخلت خلود إلى حيث تسكن
فهتفت:{لا داعي للأسف فأنا المخطئة فقد حدث ذلك بسببي}
(بل بسببي أنا فما كان يجب أن أقودها بتلك السرعة )
ابتسمت خلود:{أظن أنه يجب أن ننهي هذه المسألة..
....أليس كذلك؟}
(أجل هو كذلك يا...)
{خـــــــــلود...اسمي خـــلود }
&&& &&& &&& &&&
لم تقبل عهود أن تذهب خلود قبل أن تتناول طعام الغداء معها
وكان الوقت كافيا لتعرف كل منهما الكثير عن الأخرى لذلك فقد قالت خلود أثناء توديعها لعهود...
{هل تعتقدين بأنه يمكننا أن نكون صديقتين }
(كنت سأقول ذلك منذ أن أحضرتك إلى هنا ولكني
كنت مترددة )
ابتسمت خلود {وأنا أيضا}
قالت عهود وقد مدت يدها:(إذن دعينا نتعاهد على أن نكون صديقتين مخلصتين)
أطبقت خلود بكفها على كف عهود وقالت:{وهو كذلك}
(أتعهد بأن أكون صديقة مخلصة لــك)
{وأتعهد أنا بأن أكون أوفى وأخلص صديقة لك يا عهود}
°°°° °°°° °°°° °°°° °°°° °°°°
عادت خلود سيرا للمنزل وتوجهت إلى غرفتها كانت تشعر
با لإرهاق فقط ولكن عندما بادرت لتغيير ملابسها اكتشفت
أنها لا تستطيع رفع ذراعها اليسرى أو تحريكها إلا بصعوبة
وكان الأصعب أكثر وأكثر هو ارتدائها ملابس أخرى فنظرت إلى ثيابها وتمنت لو أنها لم تخلعها....
لم تنتهي خلود من ارتداء ملابس أخرى إلا وقد تبلل وجهها بالدموع من شدة الألم..سمعت صوت باب المنزل يغلق بشدة
فتأوهت:{يا إلهي..لقد حضر آخر شخص لا أريد أن يعلم
بأن ذراعي مصابة}
&&& &&& &&& &&&
[هل يمكنك أن تخبريني يا زوجتي أين كنت؟؟]
فهمت من طريقة كلامه أنه في أشد حالات غضبه...
فقالت لنفسها:{الهجوم أفضل وسيلة لدفاع}
{قبل أن أجيبك على أي سؤال هل تعلم أني للمرة الثالثة
سأقول لك لا تدخل غرفتي قبل أن تدق الباب }
[أسمعي يا خلو..]
{بل أسمع أنت..للمرة الأخيرة أقول لا تدخل غرفتي..والآن أخرج فأنا لن أتكلم معك ولا أريد أن أسمع صوتك }
لم يحتمل محمود أن يضغط على أعصابه أكثر من ذلك فبادر وأطبق قبضته على ذراعيها وهزها...
[لقد تجاوزت حدودك ]
صرخت فيه:{أبعد يديك عني أنك تؤلمني }
لم يستجيب لكلامها إلا عندما رأى شحوب وجهها ولمعان عينيها تركها فاستندت على الحائط و أحنت رأسها ووضعت يدها اليمنى على ذراعها اليسرى وضغطت عليها بشدة
وكان قلبها ينبض بسرعة...
قالت وهي تقاوم دموعها:{أتركني لوحدي ؟؟}
تأملها محمود كان شعرها يغطي وجهها تماما وبخطوات مترددة خرج...
بعد نصف ساعة توجه ليطمئن عليها ويعرف ما لذي حدث فطرق الباب ودخل ووجدها نائمة وعلى وجهها بقايا دموع...
&&& &&& &&& &&&
[هل تشعرين بتحسن؟؟]
بقيت تنظر إلى الأعلى ولم تتفوه بأي حرف...بينما كان
رنين الهاتف يتعالى بإلحاح شديد فاضطر محمود لأن يذهب ويرد عليه وبعد دقائق عاد ومعه الهاتف وقدمه لها...
[أنها لولو..تود الحديث معك ]
أنهت خلود المكالمة بقبلة وداع تمنى محمود لحظتها لو كان
هو على الخط الآخر....
[أنك بالكاد تحركين ذراعك هل هي تؤلمك؟؟]
أنكرت {كلا ,أنني لا أشكو من شيء}
[لا تنكري..أنني أعترف بخطئي..أنا آسف...وإذا كنت لا تزال غاضبة فلا تعاقبي نفسك...أنت تتألمين هذا واضح....
يجب أن نعالج ما تعانين منه حتى لا يمنعك ذلك من
الذهاب إلى البحر غدا]
وهكذا خضعت خلود للإجابة على أسئلته وبعد أن انتهى [لا أتوقع أن تكون مكسورة و إنما قد تكون رضوض...
اخلعي كم القميص بينما أحضر حقيبتي من الغرفة ]
قطب جبينه عندما عاد ولم تفعل ما طلب فهتف:
[لما لم تنفذي..]
قاطعته {حاولت ولكني لم أستطع أنها تؤلمني كثيرا}
[حسنا...دعيني أساعدك وأعد بأنها لن تؤلمك ]
{إنهـــا رضوض سيئة..ولم تستطيعي تحريكها لأنها متورمة...
على كل سوف يخف الألم بعد أن أضع عليها هذا المرهم
وتشربي الدواء المسكن الذي سأشتريه }
قال محمود بعد انتهائه [آسف للمرة الثانية وأرجو أن تعذريني فلو كنت أعلم إن جسدك حساس لهذه الدرجة ما كنت لأضع أصبع على ذراعك..]
°°°° °°°° °°°°° °°°° °°°°
أجل محمود الذهاب للبحر من أجل خلود وبعد يومين ذهبوا
وقضوا وقت ممتع مابين اللعب والضحك والسباحة...فأستمتع الجميع وعندما وصلو تعلقت لولو بخلود ورفضت الذهاب مع والدها فاضطر لتركها....
&&& &&& &&& &&&
في اليوم التالي ذهبت خلود مع لولو إلى حديقة الحيوانات ومن ثم إلى مدينة الألعاب واشترت لها العديد من اللعب والعرائس ولم تعود إلا وقد كان محمود وصبري قلقين لتأخيرهم...
وبعد أسبوعين ذهب محمود إلى صبري فرحب به وقال له
(لقد وفرت علي المشوار فلو تأخرت خمس دقائق فقط
لكنت في طريقي إليك..فقد كنت أريد التحدث معك في
موضوع هام جدا)
[أنا أيضا جئت للحديث معك في موضوع هام ]
(خيرا..هل تشاجرت مع زوجتك )
أومأ محمود برأسه فسأله صبري?(على ماذا؟)
[على الطريقة التي تعامل بها لولو..لقد قلت لها بأنها ستفسدها بتدليلها وتنفيذ كل ماتريده...وأنه ليس من مصلحة لولو الاهتمام
الزائد بها وإظهار الخوف والقلق كلما خدشت أو جرحت...فقد يمر وقت يقل اهتمام من حولها بها فتقوم لولو بـإذاء نفسها ليهتم بها...فتهمتني بأني أغار من لولو..والحقيقة أنني أتمنى
أن تهتم بي ربع ما تهتم بـ لولو ولكن ليس لدرجة أن أغار]
قال صبري مترددا:(في الحقيقة أنه أنا من يجب على زوجتك أن تتهمه بالغيرة ولكن منها وليس من لولو..لأنها استطاعت
كسب محبة لولو في فترة قصيرة جدا وأصبحت أبنتي تفضل البقاء معها بدلا من البقاء معي..في البداية كنت لا أبالي بأن تكون بعيدة عني نصف النهار أو النهار بأكمله...ولكن فيما بعد أختلف الوضع فمنذ أصبحت لولو تنادي زوجتك بماما خلود شعرت وكأنها تنافسني وتنوي أن تحتل أكبر جزء من قلب
لولو فوجدت نفسي قد تركت كل مشاغلي واهتماماتي والطعام الذي أفضله دائما وكل شيء لأفكر في كسب أكبر قدر من محبة أبنتي فخرجت معها لأشتري مجموعة من اللعب واخترت لها الكثير منها فقالت:? هذه جميلة وتلك تشبه اللعبة التي أشترتها ماما خلود ولكن تلك أجمل وهذه للأولاد...
وأخيرا ختمت كلامها بقولها: ? ما رأيك أن نؤجل شراء اللعب ليوم آخر ونطلب من ماما خلود تذهب معنا....
ولمدينة الألعاب أخذتها فسألتها:(هل استمتعت ؟؟)
? نعم ولكن لو كانت ماما خلود معنا لكنت استمتعت أكثر...
وعند النوم حكيت لها العديد من الحكايات فلم تنم وعندما سألتها عن السبب قالت:? بأن ماما خلود تحكي لها قصص أجمل.... أفلا يحق لي بعد كل هذا يا محمود أن أغار من زوجتك )
[بلى يا صديقي يحق لك..ولكن لو نظرنا إلى الأمر جيدا واستخرجنا سلبياته وإيجابياته لوجدنا إن من أهم إيجابيته إن أبنتك وجدت الأم التي حرمت منها وإن سلبياته أكثر المتضرر
منها خلود وذلك لأنها تقلق كثيرا عندما يصيب لولو أي أذى لدرجة أنه عندما أصيبت لولو منذ أيام بالأنفلونزا انتقلت العدوى لخلود لشدة اهتمامها بها لذلك فأنا أجد تعلق خلود بها يسبب مشكلة خاصة وأنها تهمل كل شيء عند وجود لولو]
(نعم...وهذا ما كنت أحاول حله قبل أن تأتي أتعرف ماذا اقترحت جدتي...ماذا؟؟)
( أن أسكن بقرب منزلكم )
[هذا أمر لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا ]
(أو أن أتزوج )
[تتزوج....أيضا هذا ليس حلا وإنما هذا سيجعل لولو تتعلق أكثر وأكثر بخلود وقد تكرهك أيضا ]
(أعلم...لذلك كنت أريد الحديث معك...لنجد حلا مناسب)
فكر محمود ثم قال:[أظن أنه ليس هناك سوى حل واحد وهو
أن تبتعد يا صديقي لفترة شهرين أكثر بعدها يمكنك أن تتزوج ] (ولكن هذا سيفرقنا من جديد)
[لفترة...وكلما افترقنا لا بد أن نلتقي يوما...أتذكر أنت من قال لي هذه الجملة...صحيح أن الفراق صعب...وإن لولو لن
تنسى بسهولة لذلك فلابد أن نشغلها بشيء جديد عليها ]
فكر صبري ثم قال:(وجدتها..زيارة لأخي تفي بالغرض فهو يعيش بعيدا كما أنه أصبح أب منذ فترة وأظن أن لولو ستحب أن ترى طفلا أصغر منها...ولكن ماذا بشأن زوجتك )
تنهد محمود وقال محدثا نفسه:[الأكيد أن كراهيتها لي ستزيد
إن علمت أني من أشار عليك بهذا الحل ]
&&& &&& &&& &&&
مرت خلود بلحظات عصيبة أثناء توديعها لولو فقد يكون من الصعب على الإنسان أن يحب ولكن الأصعب أن يفارق من يحب لذلك فقد تأثرت خلود كثيرا وحبست نفسها في غرفتها...
ولم تستطع النوم تلك الليلة فكل شيء حولها يذكرها بـ لولو...
وعندما تستلقي على السرير تتخيلها بجانبها....
ولأن خلود كما الطير يكره أن يكون أسيرا...خرجت من غرفتها فنزلت وتوجهت إلى المطبخ فحضرت لها طعام
وأكلت بدون شهية ثم غادرت المنزل بعد أن تركت ورقة لمحمود تعلمه بأنها ستعود بعد ساعتين...ثم أخذت تشق طريقها سيرا على الأقدام إلى منزل عهود وخاب أملها حينما لم تجدها
فتركت لها ورقة دونت عليها رقما ثم عبارة تقول فيها: {أنتظر اتصالك بي على الرقم المدون....صديقتك خلود }
ثم رجعت إلى المنزل بعد فترة وجلست في الصالون فخرج
محمود من المطبخ وبيده كوب قهوة فجلس وقال:
[هل يمكن أن أعرف أين كنت ؟؟]
لم تخبره مطلقا عن تعرفها على عهود لذلك فقد تنهدت بعمق:
{كنت أتمشى }
(لمــدة سـاعتين )
{أجل...هل هذا ممنوع ؟؟}
أرتشف آخر قطرة:[كلا....أنني ذاهب إلى السوبر ماركت
هل تودين مرافقتي ؟؟]
{كلا..فأنا أود أن أبقى لوحدي }
[وحدك من سأأخذها لمستشفى الأمراض النفسية إذا بقيت
على هذا الحال...ومن الأفضل أن تخرجي نفسك من هذه
العزلة وبأسرع وقت...لأني لن أنتظر ذلك اليوم الذي يشير
إلي الناس فيه بأصابعهم ويقولون..هذا هو زوج المجنونة الدكتور محمــــــــــود]
{اطمئن يا ابن عمي العزيز...فقبل أن يضعوني في تلك المستشفى فسأوصلك أنا بنفسي إليها...وإذا لم أستطع فسأتخلص منك..سأخنقك بيدي والناس سيعذرون فأنا مجنونــــــــه}
[يا لحظي...أنك تملكين وجها بريئا ومع هذا فإن قلبك
قاس جدا]
قال محمود ذلك ثم خرج فتعالى جرس الهاتف...
فرفعت السماعة وكانت المتصلة عهود فطلبت منها خلود الحضور وأعطتها العنوان...وبعد وقت كانت مع خلود
فقالت لها ((إن مظهرك كئيب ووجهك شاحب
هل تشعرين بالتعب ؟؟))
}كلا..ولكن قد يكون هذا بسبب أني لم أنم جيدا}
وبعد حديث قصير حكت خلود لصديقتها ما حدث معها
فعلقت عهود بقولها ((أسمعي يا خلود إذا أردت رأيي فأنا
أقول إن رحيل لولو لا يجب أن يؤثر عليك لهذه الدرجة فلولو نفسها لن تفعل ما تفعلينه... مؤكد إنها بكت كثيراً لفراقك ولكن بعد ذلك ستتذكرك دائما و تسأل عنك والأهم إنها لن تنساك مهما بلغت من العمر أفلست أول من اعتبرتك أماً لها...
لذلك أنت أيضا يجب أن تفعلي مثلها.....
ولا بد أن تعلمي إن شعورك بالحزن لتصورك
أن لولو ستعيش مثلما عشت أنت.....
وهذا ما يجب أن تطرحيه من فكرك لأن والد لولو
مختلف تماما عن والدك.....كما أن لولو تعيش سعيدة
مع والدها أليس كذلك ؟))
{أجل هو كذلك...ولكن لولو ملأت عليّ حياتي
ومن الصعب أن أجد من يملأها مرة أخرى}
(( في هذه الحالة أنت بحاجة للعمل يا خلود....
العمل وحده يمكنه أن يملأ حياتك وبه لن تحتاجي لمن
يرحل ويتركك.....الآن أولاً مارسي حياتك الطبيعية......
ثانيا أعملي إذا لم يكن في الخارج فليكن في منزلك
وذلك بشكل روتيني.....حددي ساعات معينه,
وخصصي الوقت المناسب بالنسبة لك......
فيكون وقت العمل عمل ووقت الراحة راحة.....
ثالثا وأخيراً مارسي هوايتك المفضلة و أسعي لتنميتها....)) {هواياتي ؟؟}
((أجل هوايتك....أليس لديك هوايات ؟))
{نعم...إنني أهوى الرسم ولكن لي فترة طويلة
لم ارسم كما إني أحب القراءة أيضاً }
((ومتى ستبدئين ؟؟))
{منذ الغد....فاليوم سأرتب غرفتي وأنام }
((إذن سأغادر أنا الآن وسأقول لك...أهتمي بنفسك
يا صديقتي فأنا أريد أن أراك في المرة القادمة بحال أفضل..))
&&& &&& &&& &&&
في اليوم التالي بدأت خلود بتنفيذ كلام عهود وأول شيء
قامت به بعد أن أنهت عملها شراء أدوات الرسم....
وبادرت وأغلقت عليها غرفتها وقضت النهار بأكمله
في محاولة رسم طير خلف قضبان القفص,
ولم تنم حتى نجحت بينما محمود تضايق كثيراً ظنا منه إنها تعانده مثل السابق....
فقال لها في اليوم التالي وهما يتناولان الغداء:
( أستعدي يا زوجتي العزيزة لسهر الليلة فسأأخذك
إلي مطعم جميل لم تريه من قبل )
سألت:{ وما المناسبة ؟؟}
(هكذا دون مناسبة...رجل وزوجته سيذهبان إلى مطعم...
أيجب أن تكون هناك مناسبة لذهابهم..؟ )
{ولكني لا أحب السهر ففي كل مده ترى صديق لك
وتدعوه أو يدعوك هو..و نضطر للبقاء معه لوقت متأخر لذلك فأنا لا أريد الذهاب وإذا كنت تريد الذهاب...فاذهب لوحدك )
تنهد محمود تنهيدة طويلة وقال:
(أسمعيني يا خلود... لقد سئمت شجارنا الدائم ....
سئمت اعتكافك لوحدك ... سئمت كل شيء ..كل شيء )
بادرت خلود لتقول شيئا ولكن محمود قاطعها بقوله:
(لا ...لا تقاطعيني....) تنهد و أكمل:
( أريد أن نتفق على شيء لمدة واحدة وبلا شروط....
أريد أن تناقشيني في أي شي لا تتحديني و أتحداك....
خلود أنا زوجك.....ونحن نعيش معا.....
فلم لا نحاول أن نفهم بعض....وبإمكان كل منا
أن يمارس دوره في الحياة....أنت كزوجة وأنا كزوج....
ومن حق كل منا أن يطالب بحقوقه....
خلود..هل استوعبت ما قلته ؟..هل تفهمينه؟)
{ نعم ...فلست متخلفة لدرجة أن لا أفهم كلمة على الأقل..
ها قد انتهينا من الجزء الأول وفهمناه ..أكمل ماذا بعد ؟}
قالت خلود كلماتها الأخيرة بسخرية ما جعل
محمود يثور صارخاً:(خلود..)
{لا بأس لا تود أن تكمل أنا أكمل عنك أولا أفهمك..
ومن ثم أعجب بك وأخيراً أتعلق بك وأحبك...
أليس كذلك ؟..ولكن الشيء الذي أريد أن تعلمه
هو إن ما تخطط له لن يتحقق إلا في أحلامك....
لأنه لو أحبك قلبي يوماً ما فسأتخلص منه...
أنني أكرهك وأكره اضطراري للعيش معك فكيف
ستقبل على نفسك أن تنام معي؟..أليس لديك إحساس ؟}
ما أن أتمت كلمتها الأخيرة حتى هوت كف محمود
على وجهها بقوة ودون أن ينطق بأية كلمة جرها
عبر الغرفة إلى أريكة كبيرة ورماها عليها: (اجلسي)
ولم تتفوه هي بأي كلمة فما فعله محمود أخرسها....
(لقد استحملتك بما فيه الكفاية وصبرت على أسلوبك
هذا حتى نفذي صبري ..إنه خطئي كان يجب أن أغير
معاملتي معك بعد أول ليلة أحضرتك فيها إلى هنا...
ثم أنه ليس أنا من أعيش معك بل أنت التي تعيشين معي
ومن الواجب على الأقل أن تحترميني......
أعدك منذ الآن بأني لن أتحدث إليك ما لم أكن مضطراً
وإني لن أبقى في المكان الذي تجلسين أنت فيه
ما لم أسبقك إليه...وإني لن أتدخل في حياتك....
عيشي كما لو كنت لوحدك,وهنيئا لك الوحدة منذ اليوم...)
مضى اليوم التالي في محاولة التأقلم مع الجو الجديد
وبصعوبة نجحت خلود فقد اعتادت أن تتكلم بحرية
لا أن تلتزم الصمت طوال اليوم ولكن الوضع لم يستمر
على ذلك الحال فخلود أمضت اليوم التالي مع صديقتها
وقد سألتها خلود قائلة:{عهود..انك تعيشين لوحدك,
فهل أنت سعيدة لأنك حرة في تصرفاتك..؟}
((إنني بالفعل حرة ..ولكني أدفع ثمن هذه الحرية
فصحيح إني أفعل ما أريد ولكني وحيدة لا أهل
ولا صديقات يملئون علي حياتي ..والوحدة قاتله يا خلود...
فأنت الآن معي ..ولكن بعد ساعات ستكون بعيدة
فأنت لك حياتك الخاصة..وأنا سأبقى لـوحدي...
وقد لا تفهمين ما أقصده لأنك لم تمري به))
{أود أن أفهمه بأي طريقة لذلك فسأكون كظلك منذ اليوم }
(( إن ذلك يسعدني ..ولكني اتفقت مع أحد الأشخاص
بأن أطلي منزلة بالكامل فكما قلت لك سابقا أنني أعمل
في كل شيء وبهذا سأكون مشغولة عنك كثيراً ))
{سأساعدك ..وبهذا لن تكوني مشغولة عني }
--- --- --- --- --- --- --- ---
هكذا مضى أسبوع وخلود قد شغلت نفسها مع صديقتها
أما محمود فقد كان متضايق كثيراً لأنه لم تمضي الأمور
كما أراد لذلك فقد اتخذ قراره بعد تفكير طويل....
قرار ظن أنه قد يحل كل الذي بينه وبين خلود....
--- --- --- --- --- --- --- ---
منذ آخر شجار بينهما وخلود تقضي نهارها كله
خارج المنزل ولكن في ذلك اليوم عادت ظهراً
إثر شعورها بالألم في جنبها الأيسر...
وكانت المفاجأة الكبرى عندما دخلت المنزل....
لتجد محمود في وضع حرج جداً فقد كانت تجلس بجواره
امرأة وقد وضعت ذراعها حول عنقه وستبادر لتقبيله
فشعرت خلود في تلك اللحظة بنوبة ألم شديدة سقطت
على أثرها مغمى عليها.....
&&& &&& &&& &&& &&&
مــــــــــــا هو قرار محـــــــــــمود..؟؟
ومن تكــــــــــــون تـلك الــمـــــــرأة..؟؟
وهــل ســتغير خــلود معــاملتـها مــع محــمود فــي الجــزء الســادس؟؟؟
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابعونا..
|