كاتب الموضوع :
صمـــ الجروح ـت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
***الأســــــــــــــــــــ3ـــــــــــــــــــــــيره ***
للكاتبة:صمـــــــ الجروح ـــت
{أم مجتبـــــــــى}
تطلعت خلود إلى الجهة الأخرى ولم تصدق ما تراه عينيها فقد كان محمود يجلس في الجانب الآخر من السرير مستنداً بجذعه على مقدمة السرير فصدرت عنها شهقة وتحركت أعضائها لتنهض فجأة فصحى محمود فزعاً
فراها وهي تهم لنهوض فقال لها:انتبهي وإذ بٍِها تشعر بشيء يشدها إلى الخلف فألمها ذلك كثيراً
فهمست:يا إلهي شعري "
صاح على الفور:انتظري لحظة لقد أشتبك زر كمي بجدائل شعرك..لا تتحركي "
أخذ يحاول تخليص شعرها عن زر الكم فهمست:كن على حذر..انك تقتلع شعري من جذوره "
اعتذر لها وهو يحاول فصل زر كمه من شعرها ونجح أخيراً فنهضت على الفور وهي تضع يدها على شعرها فأحست أنها لا تستطيع الوقوف فاستندت على الحائط بينما هو جثا على ركبتيه فوق السرير فاقترب
وقال:اجلسي ..انك لا تزالين بحاجة لراحة " {لا شأن لكَ بيٍِِ ابتعد عني هيا أخرج...أخرج حالاًْ}
حدق في عينيها فرأى خليط من الخوف والألم فأشفق عليها وقرر الخروج 00
شربت العصير ثم أخذت الغطاء والوسادة ووضعتهما عند فتحة الباب {والآن سأرى كيف ستدخل بدون علمي }
في صباح اليوم التالي تحسنت صحتها ولكنها تظاهرت أمام محمود بأنها ما تزال متعبه ولم تخرج من الغرفة
حتى لا تذهب معه لمزرعة صديقه فهي لن تذهب معه لأي مكان بالرغم عنها...
أحضر لها محمود الفطور ثم أتصل بصديقه واعتذر له ولإصراره اتفقا على التأجيل ليوم الغد فخاب أمل خلود
لأن الدعوة لم تلقى بل أجلت وما زاد خيبتها أكثر وأكثر أن محمود لازم الغرفة بحجة ترتيب ثيابه وأوراقه التي
تعمد أن يطلع على كل ورقة إزاء ذلك شعرت هي بأن الوقت طويل وما أن كادت ستطلب منه أن يتركها لوحدها حتى لمحت عدة مفاتيح وعلى الفور خطر لها أن أحدهم قد يكون للغرفة فبقيت تراقبه لترى أين سيضعها
وبعد نصف ساعة خرج ليشتري بعض الأطعمة فاغتنمت الفرصة وبحثت عن المفتاح حتى وجدته....
وعندما عاد محمود جهز الطعام وأحضره إلى الغرفة ليتناوله معها فلم تعارض وأخذت تتناول
الطعام بيدها بدون أن تستخدم الملعقة والسكين....
فتردد هو في أن يستعمل الملعقة وقال:يبدو أنك غير معتادة على أستخدم الملعقة والسكين"
- أجل فهو ممتع أكثر كما أني أحب أن أتناول بحرية دون أن أتقيد بأي شيء..هل لديك اعتراض؟؟"
- أبداً و أنا أيضا سأكل بيدي"
وبعد شيء من التردد قال:هل يمكنني أن أسألك ؟"
ردت بلامبالاة: أسأل "
- ما رأيك في الحياة ؟ "
- الحياة..أنه سؤال صعب أن أجيب نفسي عليه فكيف أجيبك أنت عليه.."
-هل يعني جوابك أنه لو كان شخص غيري لأجبت عليه "
- ربما "
لوا شفتيه وقال: ما أمنيتك في المستقبل ؟"
بدون تردد قالت: أن أكون حٌره"ولكن هذه الإجابة لم ينطق بها لسانها فقط كان ذلك في فكرها
بينما أجابت بسخرية:لا أعرف ربما أتمنى التخلص منك "
علم أن أجابتها ستقتصر على أغاضته فعلق:هذا دليل على حبك و إخلاصك يا زوجتي وأني أتساءل
ما لهدف الذي تسعين لتحقيقه ؟"
(أن أنال حريتي )كادت تتفوه بتلك الكلمة ولكنها أمسكت لسانها عن ذلك
فهتف:أستنتج من ردة فعلك هذه أنك لا تودين أعلامي بإجابتك ..حسناً..ولكن هل كنت تشعرين بالسعادة
قبل زواجي منك؟..أقصد في منزل والدك مع العلم بان منزلي رغم صغر مساحته إلا أنه أفخم بكثير
من منزل عمي .."
أجابت بسخرية: إذن دعني أخبرك بأنه برغم الفرق الكبير إلا أنني أفضل أن أكون في أصغر مكان
على أن أكون في منزلك "
أكمل وقد هز رأسه:أو بالأصح معي أليس كذلك ؟"
- ربما ولكن السعادة لا تقتصر على المكان فقط فقد تكون سعيداً وأنت في مكان حقير
و أكثر تعاسة وأنت في أجمل مكان ..." فكر محمود ثم قال: خلود..أجيبيني بدون مماطلة "
- على ماذا ؟؟"
- على رأيك بالحب...ما رأيك بالحب ؟؟"
أجابت بعد تفكير: قد أجيبك بعد أن أسمع إجابتك أنت أولاً ..وسؤالي هو ماذا تعرف عن الحب ؟"
- قيل لي أنه إحساس جميل..كما أنه يعبر عن انجذاب وترابط أفكار بين الرجل والمرأة و يقال أن من
يحب أعمى لا يرى عيوب من يحبه وأنا شخصيا لا أظن أني في يوم ما سأقع في الحب فقد التقيت بالكثير
من النساء ورغم ذلك لم تستطع أي منهم أن تحتل أو تسرق قلبي "
- مغرور..وغرور كهذا أتمنى أن أكون السبب في تحطيمه وأما عن رأيي فأنا دائما أقول الحب للأغبياء فقط "
صمتت وحدثت نفسها: نعم الحب للأغبياء هذا ما علمتني إياه الأيام "
ساد الصمت لفترة قطعه محمود: لقد احترت كثيرا في تفسير تصرفاتك تجاهي في أول ليلة أحضرتك فيها إلى
منزلي ولكن فيما بعد أتضح لي أنها تدل على الكراهية وقد احترت كثيراً في معرفة السبب لذلك وأريد أن أعرف
الآن لماذا تكرهيني ؟؟"
فكرت وهي تأكل في الإجابة على هذا السؤال وعندما شعرت من نظراته أنها أطالت أجابت: بما أنك قد فكرت فيه
فلا بد أنك توقعت عدة إجابات..ففي اعتقادك لماذا أكرهك ؟"
[ لا تراوغي لقد سألتك فأجيبي ]
احتد مزاجها لسؤلها بطريقته الآمرة (إذا كنت تريدني أن أجيبك فعليك أن تجيبني أولاَ..لماذا تزوجتني ؟؟)
تراجع هو إلى الخلف في مقعده فهو لم يتوقع هذا السؤال ثم أبتلع ريقه [حسنا..ولماذا تظنين تزوجتك ]
لوحت بكفها قائله: لا داعي للمماطلة فأنا أعرف أنك تحاول أن تكسب بعض الوقت لتبحث عن إجابة ولكن
أحب أن أقول لا تتعب عقلك فأنا أعرف أنك لن تجيب على سؤالي كما أني لن أجيب على سؤالك 000"
& & & & & & &
في العاشرة مساءاً أستعد محمود للاستحمام بينما خلود مشغولة التفكير في كيفية التخلص منه وإخراجه من الغرفة ولكن فجأة قطع تفكيرها رنين الهاتف الذي بقرب السلم فتطلع إليها محمود فأشارت بيدها وقالت:أنا
ليس لي علاقة بالهاتف لذلك عليك أن تجيب على اتصالات أصدقائك بنفسك"
خاب أملها عندما لم يهتم بالإجابة على الهاتف في بادئ الأمر ولكن عندما تواصل الرنين أسرع ليجيب
فقفزت من فوق السرير فأخرجت المفتاح وأغلقت الباب واستندت عليه وبعد دقائق سمعت محمود يناديها
بعدما حاول فتح الباب وأدرك أنه مغلق من الداخل بينما هي تجاهلته ولم تنطق بحرف.......
وعندما مضى وتركها متوعداً تهاوت ببطء حتى جلست على الأرض وهي تتنهد بصوت عال000
وفي صباح اليوم التالي صحت خلود من نومها على طرقات الباب فسألت:من هناك ؟"
ومن ٍسوا ي يطرق الباب على زوجته في مثل هذا الوقت "
[وماذا تريد ؟] (أفتحي ولا تثيري أعصابي فيكفيني أن نمت طوال ليلة البارحة بدون غطاء ولا ملابس "
فتحت له ووقفت بجانب الباب فدخل ووقف أمامها وجها لوجه وقد بان في عينيه الغضب ولتوه سيحرك يده
نحوها حتى همست متوعده: إياك أن تلمسني"
قطب جبينه وقال: لم أكن أنوي فعل ذلك ولكنك قد تضطريني بتصرفك مثل ليلة البارحة أن أفعل "
ثم رفع سبابته وقال:إياك أن تفعلي ذلك مره أخرى "
اتجهت هي إلى الحمام لتغسل وجهها ولكن محمود اعترض طريقها وقد انتهى من ارتداء ثيابه
فقال: أعتقد أنه عليك تبديل ملابسك وفي أسرع وقت ممكن لأننا سنمضي لرحلة بعد عشر دقائق فقط"
وهمت بأن ترد عليه ولكنه قاطعها: لا أريد أي اعتراض فلقد تركتك بالأمس تفسدي رحلة المزرعة برغم أنك
كنت تتظاهرين بالمرض..ولكن اليوم لن أسمح لأي شيء أن يفسد ما خططت له وإذا كنت ترفضين بأن يكون
معنا أحد من أصدقائي فاطمئني فسنكون لوحدنا وسننطلق إلى البحر "
ابتلعت ريقها: {لوحدنا و إلى البحر!}
(نعم إلى البحر..هل ينتابك شعور بالخوف من البحر؟)
أجابت حانقة: {بالطبع لا ولكن }
قاطعها: لا داعي لتقولي لكن فأنا أعرف ماذا ستقولين "
حدق فيها وأكمل:لماذا لا تعترفين بالحقيقة!أنت لا تريدين أن تأتي معي لأنك تخشيني؟"
أجابت منفعلة أخشاك؟ يٍٍُِِسفوني أن أقول لك إنك مغرور..فلا يوجد لدي ما أخشاه"
(إذا كنت تنكرين ذلك أثبتي أنني مخطئ وتعالي معي )
حدقت فيه والتقت عينيها بعينيه فهمست: عليك أن تعدني أولاً بأن.."
قاطعها بلا تفكير ( أعدك )
تابعت طريقها إلى الحمام وأبتعد عنها وخرجت بعد دقائق ففتحت حقيبتها لتختار ما سترتدي00
(هل ستبقى ثيابك في الحقيبة أم تنتظري أن أرتبها لك بنفسي ؟)
{لست أنتظر أي شخص يرتب لي ثيابي ولكن أظن بأنها ستبقى في الحقيبة }
( وإلى متى ؟) { إلى أن لا يبقى شيء من ثيابك في الغرفة التي سأقيم بها }
تنهد بعمق ثم أتجه إلى أحد الأدراج وأخرج بعض الثياب ( لقد ألقيت نظرة على ثيابك كلها ولو أخذت رأيي
لقلت لك بأنه ليس بها ما يناسب لذهاب إلى رحلة لذلك أفضل أن ترتدي هذه )
ألقى بالثياب على السرير وأخذ مفاتيحه واتجه إلى الباب
(لست ملزمه بارتدائها..إنما اعتبرها نصيحة تقدم لك مجاناً فإن شئت نفذيها أو ألقي بها عرض الحائط لم يبقى
من الوقت الكثير..أسرعي لنفطر ونمضي )
*** & **** &&& **** & ***
أخذ محمود يتأملها بينما هي مسترخية على أحد المقاعد شاردة الذهن تستعرض أمامها أحداث هذا اليوم..
لقد أمضت وقت سعيداً فهي لم تكن تتخيل البحر بهذا الجمال وعندما رأت الطيور المحلقة بدت السعادة
واضحة في عينيها00كان هذا المنظر يعني لها الكثير فهي دائما تعبر عن نفسها برسم طير يرفرف يضرب
الغضبان بجناحيه وهذا يعني أنه برغم أسره إلا أنه لم ييأس ويفقد الأمل في الحصول على حريته...
فتحت عينيها لدقيقه ثم أغلقتها فعاودتها أفكارها إلى اللحظة الأولى التي لامسة فيها أصابعها ماء البحر
وإذ بها بمحمود يبلل وجهها ببعض القطرات مداعبا...
فتبسمت وركضت بعيداً عنه وهي تضحك ثم أخذت تلعب بالرمال مثل الأطفال وهو يجاريها
في ذلك بمهارة وعندما سألته كيف تعلم ذلك ؟ أجابها بأنه كثيراً ما لعب بالرمل في صغره
وعمل بيوتا جميله يصعب على أصدقائه أن يفعلوا مثلها...
كان فخوراً بإجابته ولم يعلم أنه سبب الألم لها وقد لمعت الدموع في عينيها فأشاحت
بوجهها عنه عندما تذكرت طفولتها...
**** **** ******** **** ****
خرجت خلود من الحمام بعد أن استحمت وإذ بها تجده يتحدث بالهاتف مع أحد أصدقائه
فقطبت جبينا وهي تشعر بالاضطراب ولأنها دائما تستمد من الغضب شيء من الثقة والقوة
جلست أمام المرآة وأخذت تسرح شعرها فأنهى حديثه وأخذ يتأملها فرأته من خلال المرآة
فتصنعت اللامبالاة بانتظار ما سيقدم عليه ولكن طال انتظارها وأعصابها لم تحتمل ذلك
فألتفت إليه: لماذا تنظر إلى هكذا؟؟"
ابتسم وقال: ألست زوجتي !! أم أنه من ضمن قانونك لا يحق لي ذلك "
كانت ستجيب عليه ولكنها صمتت عندما أقترب منها قائلا: أنك رائعة الجمال..وأعترف أنك
تزدادين فتنة عندما تغضبين..والمرء منا ليقاوم جمال كهذا يجب أن يكون مقعداً"
{ لا حاجة لك لأن تغازلني }
(اعرف لكني استمتع بذلك ثم هل يجب أن أخذ الأذن منك إذا أردت ذلك )
{واضح أنك بحالة غير طبيعيه وما دمت أنت هنا }اتجهت إلى الباب {فسأغادر وإياك.."لم تكمل
جملتها إذ أنها تجمدت في مكانها لاكتشافها أن الباب مغلق والمفتاح غير موجود ابتلعت
ريقها واستدارت إليه وهي غاضبه 00
بينما قال ساخراً:اعذريني يا عزيزتي إذ لم أخذ رأيك في هذا..ولكن هذه غرفتي وأنت زوجتي وعليك
مشاركتي الغرفة رضيت أم لا..)
أقترب منها بينما هي استندت إلى الباب خوفا من ألا تحملها ساقاها إذا هي ابتعدت عنه كان ينوي التحدث إليها بلطف...ولكنه ما كاد أن يستند بيده على الباب حتى هزت رأسها وهي تقول من بين أسنانها [لا] ودفعته بقوة بيدها ولأنه لم يتوقع ذلك فقد كاد أن يصطدم بأحد المقاعد لكنه تدارك ذلك في اللحظة الأخيرة
فدفع المقعد إلى الخلف بعنف ونظر إليها بعينين غاضبتين..
أنه زوجها قد لا يكون الزواج كاملا كما يجب لكنه حقيقة برغم أنها كانت تتناسها من وقت لآخر
وقد قالت لنفسها قبل أن تدفعه:بأنها ستقذفه بكل ما تطال وأقسمت على ذلك فهذا الزواج كتب
عليه الفشل منذ البداية..
أمسك معصمها بقوة وقال: لن أقول لماذا فعلت ذلك ولكني أقول ليس عليك أن تشاركيني الغرفة فقط
بل أن تتصرفي أيضا كامرأة فأنت لست طفله "
سحبت خلود يدها بقوة من بين يديه القويتان دون أي تعليق على كلامه وكأنها لا تبالي بما قاله
بينما هو تنهد تنهيدة عميقة وقال: لقد احترت في أمري لا أعرف أي معاملة يجب أن أتعامل بها معك
ولا أي طريق أسلك لتغيري رأيك في..أن معظم تصرفاتك تصرفات أطفال مشاكسون "
قاطعته:لا تتعب نفسك أن ثقتي في نفسي أكبر مما تتصور..أنني لست طفله كما تظن ولكن........
وإن أصبحت أنا زوجتك فهذا لا يعني أنك سترغمني على فعل ما لا ترضاه نفسي..وقد قيل لي أن الرجل
الذي يرغم زوجته على مشاركته غرفة النوم غير مهذب ولو سألني أحد لقلت أني أعتبره عديم الشعور والإحساس وبلا كرامة00"
تراجع محمود إلى الخلف فقد صدمته كلماتها فصمت لثواني ثم واجهها
وقال:كلامك يدل على أنك أكبر عقلا من أن تكوني فتاة مراهقة برغم تصرفاتك التي ربما تجهلين أنها
تصرفات يقوم بها الأطفال أو لعلك تخططين لشيء لذلك أقول لك حذار يا خلود فأنا لست سهل ومهما كان
ما تسعين له فلن تناليه بسهوله فانتبهي وأفيقي من نومك فقد آن الأوان لأوقضك ولأفتح عينيك على الحقيقة
أنت امرأة الآن ويجب أن تفهمي أن كبريائك لم تعد له فائدة فنحن متزوجان....لك أن تستمري في محاربتي
وتكدير راحتك بالتفكير لكني سألجأ لكل حيلة لأجتذبك..و لك أن تطمئني وتنامي بأي مكان فأنا لن أقترب منك"
تراجع إلى الخلف وأندس تحت غطاء السرير وأطفأ الضوء الذي بجانبه000
*** &&&& &&&& &&&& &&&& ***
ضمت خلود ركبتيها بقوة وهي تحاول السيطرة على أعصابها المضطربة فبرغم أنها انتصرت عليه إلا أنها
كانت تشعر بالخوف والقلق لعدم استطاعتها الخروج من هذا المكان والذي سيجمعها به طوال الليل
نظرت إليه ثم أغمضت عينيها بقوة وبجهد كبير استعادة كل ما كتبته في ذاكرتها عن البحر وقد تحدثت إليه قائله
يا بحر..ها قد جئت لأراك بعد صبر وطول انتظار..يا بحر قيل لي أنك غدار فهل صحيح أنك غدار..
أجبني.. أجبني يا بحر ولا تجعلني أكلم نفسي....لا تكن قاسيا يا بحر لم أتوقع أن أراك هكذا..بمثل هذا الجمال
فقد أعجبتني أمواجك المتلاطمة التي تحطم الصخور.... وأعجبني ماءك ليس طعمه بل لونه وبرودته
التي تنعش الأعصاب لقد أنعشتني برودته وبعثت إحساس جميل سرى في جسدي وأوصالي....
لكم أتمنى لو أغوص في أعماقك وأرى ما يوجد في داخلك ....
يا بحر لقد أنسيتني همومي وأحزاني وآلامي وأماني وأحلامي.....
وكل شــــــــــــــــيء... نعم كل شــــــــــــــــــــــــيء...
يا بحر أنت جبار قوي قاسي وكم أتمنى أن أكون مثلك ليس بجبروتك وقسوتك بل بـــقوتـك..نعم فقط أريد أن أكون قوية مثلك فأخبرني كيف أكون قوية مثـــــــلك ؟؟
الأســـــــــــــــــــــيره
**** &&&&& ***** &&&& **** &&&&& ****
اعترفت خلود لنفسها أنها هي السبب في إصرار محمود على تحديها فلقد استفزته و أثارت أعصابه وهو يسير
بجوارها بالقرب من مياه البحر فقد كان كلامهما مستمتع وأثناء استرسال محمود في الإجابة على سؤالها
بلا شعور كان سيحيط كتفيها بذراعه وإذ بها تنفر وتتراجع بحدة وهي تقول: {لقد وعدتني }
قطب جبينه وقال: بعد صمت إن كنت سأندم اليوم على شيء فلن يكون بقدر ندمي على وعدي لك"
ومما زاد الموقف حدة تدخل أحد الأشخاص واتهامه محمود بمغازلة خلود والتحرش بها لذلك غضب وتشاجر معه ولم يستطع مجاراة ذلك الشخص في العراك لضخامته وانتهى بتدخل خلود بينما محمود ألقي به في البحر
وتبللت ثيابه وقد نظر إليها شاتما ومن ثم أسرع في خطواته متجه إلى السيارة ودون أن ينطق بكلمة وهكذا
عادت هي معه وهي تحاول كبح مشاعرها المضطربة تحفزا لأي هجوم..نعم فقد كانت تتوقع الهجوم منه في
أي وقت وقد استنتجت ذلك من ملامح وجهه بينما هو في أوج غضبه إلا أنه كان يفكر ولكن ليس في الهجوم
بل كان يخطط لما هو أكبر من ذلك وهذا ما لم تتوقعه خلود... وفجأة أنقلب محمود على جنبه الآخر فآثار ذلك
أعصاب خلود ولم تستطع التركيز لتفكير في أي أمر وهكذا قضت خلود ليلتها مضطربة خائفة كما لو أنها قد أمضتها وحيدة في الغابة0
ومضى الليل وحل الصباح وصحا محمود فتظاهرت هي بالنوم فألقى عليها نظرة طويلة وهو يقف على بعد خطوات منها كادت أن تكشفها لكن في اللحظة الأخيرة سار هو نحو الباب وفتحه ثم أتجه إلى الحمام وغسل وجهه وبعد ذلك أخذ يفر وهو يحلق ذقنه...
بينما هي قطبت جبينها وهي تسمع صفيره ولمع وميض في عينيها ليعلن التحدي وقضى محمود يومه
كله معها في المنزل ولم يخرج برغم أنها أعلنت له الإضراب ليس إضراب عن الطعام بل عن الكلام
فأثارت بذلك أعصابه عدة مرات خاصة بعد محاولاته الفاشلة للإيقاع بها بالحيلة وبعد أن مضى
نصف النهار عرف ما تفكر به وقرر على الفور أن يفشل خطتها و أتبع طريقتها نفسها لم يتحدث
إليها مطلقا و اكتفى بتوجيه نظراته من وقت لآخر...
وبما أنها اتخذت غرفة الجلوس مقرا لها فقد شغل محمود نفسه أمام التلفاز بمتابعة شريط فيديو يتضمن
حفل عيد ميلاد أبنت صديقه...أما هي فكانت تقاوم النوم من وقت لآخر...
بعد تناول العشاء فلم تتمكن من المقاومة لذلك قررت وبدون تفكير إنعاش ذهنها تحت الماء00
و انفردت بأفكارها ولم تشعر بالوقت وخرجت لتجد محمود قد نقل التلفاز إلى الغرفة وقد استلقى على السرير
ولم يلتفت إليها بل أنه تظاهر بالانسجام بالمتابعة وعلى الفور وجهت نظراتها إلى الباب ومن ثم أغمضت عينيها بقوة وهي تقول لنفسها (لا،ليس مرة أخرى )00
استسلمت للأمر الواقع غاضبة حانقة وجلست على أحد المقاعد متظاهرة باللامبالاة..وبعد وقت قصير قام هو واستبدل ثيابه ليستعد لنوم وهي تتابعه فقد أشار إليها بيديه وكأنه يقول:"نامي جيدا...أو تصبحين على خير "
وذلك مما أثار حنقها وغضبها ولم يغمض لها جفن ولكن مع مضي الوقت أزداد انكماشها حول نفسها إذ أنها
تخاف الظلام وسواد الليل..نعم الليل الذي أخذت تحاوره بتلك الكلمات...
أيها الليل كلمني فأنا وحيدة أكلم نفسي ...أيها الليل لماذا أنت دائما هكذا تعيش في الظلام والسواد...
هل أنت ظالم أم أنك مظلوم ومن حزنك لبست ثوب السواد وأعلنت الحداد إلى الأبد...
أيها الليل أين كنت ظالم أو مظلوم سأعترف لك...نعم أعترف أنني أخافك..نفسي تخافك وتخشاك ولكن لا تعترف
أمام أحد بذلك !لا تقل لي لماذا ؟ ولا تسألني عن السبب فأنا لا أستطيع أن أجيبك 000
نعم فالإجابة صعبة فبرغم أنها تكتم على قلبي منذ سنين إلا أني أعتدت عليها... كما أعتدت أنت على الظلام والسواد ولبس ثوب الحداد ....
الأســـــــــــــــــــــــــــــيرة
**** &&&& **** &&&& **** &&&& ****
أصطحب محمود خلود إلى أحد المحلات التجارية الكبرى وأمرها بأن تختار الملابس التي تعجبها وتأخذ كل
ما تحتاجه ولأن ذلك أمر عليها تنفيذه فقد رفضت خلود أن تبتاع أي شيء وقد ضمنت انتصارها عليه فهو لن يرغمها على شيء فهما في مكان عام وبعد أن أثارت أعصابه برفضها كل شيء يقترحه عليها
فأصطحبها لتناول الغداء في مطعم وأثناء ذلك أخبرها بأنه سيقيم حفل الليلة بمناسبة زواجهما
ولقد دعا أصدقائه وزوجاتهم ويجب أن تكون نجمة الحفل..
لم تعلق وكأن الأمر لا يعنيها برغم أنه كان يريد أن تكون مفاجأة لها مما أستفزه فصرخ هامساَ:أسمعيني جيداَ
لقد اخترت لك ملابس متعددة ولم تقبليهم...واصطحبتك لنختار معاً و رفضت...لذلك فآخر فرصة أمامك
هي أن تختاري بنفسك ما تريدين وصدقني إن لم تفعلي فسأرغمك على أن تلبسي ما أختاره رضيت أم لا؟؟
لم يترك لها فرصة لتعليق وقد أوصلها إلى محل آخر وقدم لها محفظته...
في باد الأمر قررت أن تصرف كل المبلغ وتأخذ كل ما يعجبها شكله فتأخذ ما يملأ خزانتها وخزانته أيضاً ليندم لأنه طلب منها وأمرها وهددها لأجل ذلك....
ولكن بعد جولة صغيرة في المحل غيرت رأيها لقد رأت أشياء جميلة ولكنها ليست من النوع الذي يعجبه هذه الأشياء فهي لا تريد ملابس..لا تريد شيء فقط تريد أن تحقق ما تسعى إليه وما تحلم به ليل نهار...
وتهربا من العيون التي تنظر إليها أخذت تسير بلا هدف وبعد وقت أستقر رأيها على المكوث في المطعم الذي
بجانب المحل كما قال لها محمود بأن تنتظره فيه...
وبعد وقت رأته يتجه نحوها وقال: آسف لتأخري..."
ثم تنهد وقال: يبدو أني بحاجة إلى كأس عصير فأنا أشعر بالعطش "
فأجابته: إذن دعني أطلب لك عصيرا على حسابي فالمال الذي أعطيتني إياه كثيرا وأنا لم أصرف منه شيئاً"
قطب جبينه غاضباً وأغلق قبضة يده بقوة وهمس بحدة: هيا لنخرج من هنا "
خرجا فأشار عليها أن تقف وتنظره بينما يحضر السيارة فلمحت طفل صغير في الجهة الأخرى سيعبر الشارع رغم ازدحامه بالسيارات ليحضر كرته فأسرعت وهي تتخطى السيارة تلوى الأخرى حتى وصلت إلى الكرة
التقطتها بسرعة وإذ بسيارة مسرعة ابتعدت عنها خلود بأخر لحظة وهي على بعد عدة سنتيمترات منها..
وعندما رأت الطفل سيعبر ركضت إليه دون أن تبالي بالسيارة التي توقف صاحبها غاضبا وعلى الفور أحاطته بذراعيها وأخذته إلى حيث الأمان لتعطيه كرته وتلتقط أنفاسها ولكن اليدان اللتان اختطفت الطفل لم تمهلها ذلك..
كانت تلك والدته..ألقت نظرة حاقدة على خلود وهي تقول: يالك من مجرمة كنت تنوين اختطاف طفلي ولكني لن أدعك هيا أبتعدي من هنا وإلا سأحضر الشرطة "
تراجعت خلود ذاهلة مصدومة لما قالته هذه المرأة فسارت بضع خطوات مشوشة الذهن
وإذ بسيارة قد توقفت فجأة وأصدرت صريرا مزعجا00
&
&
&
&
&
&
&
&
&
خـــــــــــلـــــــــــــــــــــــود
نزل صاحب السيارة وأمسك بذراعها بقوة وسحبها إلى السيارة ولعامل المفاجأة أثر كبير على خلود
فهي لم تقاوم محمود بل أنها ركبت دون أن تنطق بأي كلمه..
بينما هو صرخ: حمقاء ولابد أنه أصابك مس من الجنون فكيف تحاولين الهرب بهذه الطريقة
وأنت لا تعرفين أحد غيري كيف.."
**** &&&& **** &&&& **** &&&& ****
احتاجت إلى عدة لحظات لتراجع ما قاله وترد عليه فهتفت ذاهلة: الهرب..هل كنت تظن
أني أحاول الهرب يالك من رجل ذكي"
صرخ: أصمتي..لا أريد أية سخريه"
هتفت: ولكني في الحقيقة لم أكن أنوي أ"
قاطعها: قلت أصمتي..لا أريد أن أسمع صوتك0"
وفي المنزل اندهشت عندما رأت عدة أشخاص يعملون على تجهيز المكان للحفل00
(اصعدي الآن إلى الغرفة وإياك أن تتحركي منها..هيا)
كانت ستعلق ولكنه صرخ: هيا اصعدي قبل أن أفقد أعصابي "
وبقيت في الغرفة غاضبة حانقة من اتهامه وعصبيته ومن تصرف تلك المرأة..أهكذا تكافئها وقد أنقذت طفلها وعرضت نفسها للخطر في سبيل ذلك..
تمتمت: يا لها من امرأة "
قطع عليها أفكارها طرق على الباب أزعجها ففتحت وقد ارتسمت ملامح الغضب على وجهها وإذ به أحد العاملين..وعندما رأى نظراتها أرتبك وقال متلعثما: لقد أمرني السيد محمود بأن أحضر هذه العلب لك وطلب مني أن أقول لكي بأن تردي على الهاتف..هل تأمريني بشيء؟؟"
"كلا" أجابت عليه وأغلقت الباب في وجهه وفي نفس الوقت أرتفع رنين الهاتف وبحركة عصبيه أجابت وبعد دقيقة رمت بالسماعة غاضبة حانقة وتكاد تشد شعرها من شدة الغيظ..فقد كان المتحدث محمود وقد أمرها بلهجة قاسيه بأن تفتح العلب وترتدي الفستان وتكون جاهزة بعد أقل من ساعة..
تمتمت وهي تعظ على شفتيها من الغضب..
{سأنتقم منك ولن أتردد في ذلك وسأرى ماذا ستفعل }
وأسرعت إلى العلب مزقت أغلفتها بعصبية فالعلبة الأولى بها حذاء ألقت بكل فردة في جهة..
العلبة الثانية بها حقيبة ومنديل ومشبك وحلق وطلاء للأظافر رمت بهم على الأرض فهي لم تكن هدفها ..
العلبة الثالثة كانت تضم الفستان وقبعة أمسكت به وتطلعت حولها...وتوقف نظرها عند طلاء الأظافر ولمعت عينيها بفكرة شيطانية وبعد أقل من خمس دقائق ألقت نظرة أخيرة على الفستان الذي أفسدته البقع فابتسمت..
**** &&&& **** &&&& **** &&&& ****
أزداد تحدي خلود وأعلنت رفضها بإصرار حضور الحفلة وذلك لتصرف محمود الذي أثار غضبها فقد كانت ردة فعله قاسيه لمصير الأشياء التي أرسلها...وقد رأت خلود غضب محمود لأول مرة وقد وصل إلى أقصى درجات
الغضب وأمسك بيدها بقوة وجرها إلى السيارة على الفور وألقى بها بداخلها وبسرعة جنونية قاد السيارة وأوقفها عند أحد الصالونات وتركها في ذلك المكان بعد أن تحدث إلى صاحبته..بعد ذلك لم تعرف خلود ماذا تفعل
فهي لأول مرة تدخل صالون تجميل ولكن عندما سمعت ما قالته تلك المرأة التي تحدث إليها محمود تقول لأحدى العاملات:(هيا يجب أن ننتهي من تزينها بعد ساعة )
رفضت وبإصرار أن يسرحوا شعرها وبعد نصف ساعة لم تستطع تلك المرأة احتمال وجود خلود فاتصلت بمحمود وقالت (أسمعني جيداٌ ... أن هذه المخلوقة التي أحضرتها إذا بقيت هنا سوف تقلب كل شيء على عقب.. لقد كسرت أحد الأجهزة وأحترق الأخر وكاد أن يسبب تشوه في وجه أحدى العاملات لو أنه أنفجر... لولا أنك أنت من أحضرتها لا كان لي تصرف آخر معها ....وفي كل الأحوال يجب أن تتصرف وتبعدها عن محلي فأنا لأريد أن أتهم أو تظهر إشاعة بأني أتسبب بالضرر لزبائني)....
[تتسببين بالضرر لزبائنك ]
(الفتاة العنيدة التي أحضرتها أحرقت يديها بالماء الساخن )
صاح بغضب [أحرقت يديها كيف ذلك.. هيا تكلمي]
"لا تصرخ في أذني هكذا فهذا ليس ذنبي...فقد كان الإرهاق يبدو واضح على وجهها فطلبت منها أن تغسل وجهها ... ولا أعرف لماذا فتحت صنبور الماء الساخن بدلا من صنبور الماء الذي بجانبه....
وعلى كل فالحمد لله فهي لم تصاب إلا بحروق سطحيه بسيطة ومع مرور الوقت ستزول ... وأطمئن فقد عالجتها عاملة ماهرة في الإسعافات وإذا كنت مصر على أن تحضر الحفل فبالإمكان التغطية على ذلك بأن تلبس القفازات .. ولكن يجب الآن أن تخلصني منها تنهد بعمق:[حسنا دعيني أتحدث إليها أولا وأحاول للمرة الأخيرة]
وعندما وضعت السماعة في أذنها قالت:{ آلو..}
[خلود...هل أنت بخير؟؟..هل تشعرين بألم؟؟]
{أهذا ما تريد أن تقوله..ألم تستطع الانتظار حتى تستلمني وتطمئن بعينيك وتـ }
[خلود كفاك استهزاء وسخريه..ثم ما لذي فعلته ]
{بل قل إن الغلطة غلطتك فكيف تـ }
[لا فائدة من المناقشة بما حدث الآن..دعيه لوقت آخر..والآن أسمعيني جيدا وجودك في الحفلة أمر ضروري لذلك فأني أقترح عليك أن تحضري مقابل أن أنفذ لك أي طلب تريدين..مارأيك؟؟]
{ لي طلب واحد إن وعدت بتنـفـيذه فـأنـا مــوافـقــة..}
مــــــا هـــو طـلـب خـلــود؟؟.....هــــــل ســـيوافــق عليه محمود؟؟ إن وافــق لأنــه مضطـر وبـوقـت حــرج فالحـفـل بـعـد سـاعــات... فــــــــهــل ســـــيــفــــــي...... بـــــــوعـــده...أم..لا؟؟
أنـــــتـظــر تــوقـعــاتــكــم وتـعــلـيـقـاتــكــم
وأشكركم على المتابعة وانتظروا الجزء الرابع
*** &&& *** &&& **** &&& ***
صمــــــ الجروح ــــت
|