المنتدى :
الاسرة والمجتمع
"ذبح القطة" أصبح عادة بالية
ذبح القطة" أصبح عادة بالية
القوامة لا تعني السيطرة والقوة لا تعني القهر
محيط - أسماء أبوشال
"ابنك على ما تربيه وجوزك على ما تعوديه" ، "أذبحلها القطة" كلها أمثال ومعتقدات يمارس بها كل من الرجل والمرأة السيطرة بأحد أشكالها على الطرف الآخر ، فنادراً ما نجد زواج يتمتع بالوسطية ، فإما أن يكون الرجل مسيطر بشكل مبالغ فيه وذلك على قدر فهمه لمعنى الرجولة ، وإما أن تكون حواء جبارة تمارس أقصي درجات القهر على الزوج .
ويعرف الخبراء السيطرة في الحياة الزوجية بأنها إلغاء وجود الآخر عن عمد ، وذلك بكثير من الصور كالتجاهل وعدم الاستشارة أو عدم إشراك الآخر في أمور الأسرة والبيت مع عدم وضع أي اعتبار لرأيه ،وهنا يشعر الطرف الأضعف بأن ذاته تلاشت ووجوده أصبح مثل عدمه.
وهناك فرق بين الشخصية المسيطرة التى تخفي ضعفها وراء قرراتها النابعة من الأنا ، وبين الشخصية القوية الحاسمة التى تعطي للآخرين مساحة من التفكير والتجربة والمشاركة فى صنع القرار .
اكتشاف أمره
تقول "مروة فهمي" : لا أقبل الزواج من رجل مسيطر أبداً لأن الحياة الزوجية تحتاج إلى نقاش وتفاهم وهذا ما لا يقبله هذه النوعية من الرجال ، لأنه يكون على قناعة تامة بأن كلامه صواب على طول الخط وكلمته أمر واجب التنفيذ .
وتعتقد "مروة" أن الرجل المسيطر شخصية يمكن اكتشافها بسهولة في فترة الخطوبة ، وتري استحالة العشرة مع رجل لا يستمع سوى لصوته فقط .
كيفية السيطرة
أما "سمر القاضي" فقالت : على حسب نوع السيطرة ودرجتها ، على سبيل المثال لو كانت متعلقة باختيار الملابس فلا شئ في ذلك لأن من حقه أن يرشد زوجته على ما يراه مقبول وغير مقبول ، لكن لو كانت السيطرة بمعني إلغاء شخصيتي نهائيا فهذا الأمر لا أقبله على الإطلاق ، لأن الحياة الزوجية لابد وأن تقوم على التفاهم والحوار لتسير المركب بسلام ، وأضافت: المرأة بطبيعتها تنفر من الرجل ضعيف الشخصية ولا تشعر معه بالحماية أو الأمان.
مطلوبة أحياناً
ورأت "راندا السيد" أن حب السيطرة صفة أساسية في كل الرجال وخاصة إذا ما اقترنت بالغيرة ، لذلك قد تكون منفرة أو جاذبة تستمتع بها الزوجة ولكنها لا تفصح عن هذا الأمر بأي حال من الأحوال ، وخاصة إذا شعرت أنها نابعة من حب وليست مجرد فرض للرأي.
وتؤكد أن المرأة تحب أن تشعر بالاحتواء الأمر الذي يتطلب شخصية قوية تتمتع بصلاحيات أعلي والتي تتمثل في شريك الحياة ، أما المرأة الذكية هي التي تستطيع أن تجعل زوجها مهما بلغت سيطرته أن يلبي رغباتها وذلك بالسياسة والدلال والحب.
اليد العليا
وعلق عبد الرحيم صبحى قائلاً : أنه من الطبيعي أن يكون للرجل اليد العليا وهو الذي يتحكم ويسيطر في البيت وليس المرأة ، ولا يقبل أي زوج أن تكون المرأة هي المسيطرة التي تلجأ دائماً إلى الصوت العالي والعصبية لرغبتها الجامحة في السيطرة على كل كبيرة وصغيرة وهو ما يتعارض مع شخصية وطبيعة الرجل ، مشيراً إلى أنه لا يمنع أن يقدم الرجل بعض اللين أو التسامح وهو بالطبع يختلف عن التنازل بمعنى أنه يجب على الرجل إشراكها في أمور الأسرة،على أن يكون هناك نوع من أنواع المناقشة والحوار.
تصحيح المفاهيم
ارفض بأي حال من الأحوال الزواج من امرأة تحب السيطرة ، لأنها تهمش دور الرجل في كل شيء ولا تهتم بوجهة نظره وتحاول أن تحكم رأيها دائما وفي كل الأحوال ولا تعترف برجولته إلا بمسألة الإنفاق فقط هكذا بدأ "سليم علي" حديثه.
وأشار سليم إلى أن المرأة التى تتمتع بصفة السيطرة سهل اكتشاف أمرها بفترة الخطوبة وفي الأيام الأولى من الزواج ، لذا على الزوج فى هذه الحالة أن يتعامل معها بطريقة إرشاد على أساس أن لكل شخص دور في الحياة ووظيفه لا يتعدى فيها أحد على اختصاصات الآخر ، وليس هناك أي مانع أن يأخذ الزوج رأى زوجته في كل كبيرة وصغيرة لان الحياة بينهما تقوم على المشاركة ، ولا تحتاج لفرض السيطرة من الجانبين.
ويضيف سليم : تظهر سيطرة المرأة فى أول الزواج ببعض الأمور كمحاولاتها لفرض رأيها وتحتيم اختياراتها على زوجها وتهميش دور الرجل واستشارته فى بعض الأمور ، وإذا استمر هذا الحال كأمر واقع يكون السبب عادة ضعف بشخصية الزوج وتقبله لهذا الوضع المهين دون إبداء أي اعتراض على ذلك.
الخوف أساس المشكلة
الدكتور علاء مرسي
يقول المعالج النفسي ومستشار العلاقات الزوجية الدكتور علاء مرسي خلال برنامج صباحك سكر على قناة Otv : أن طبيعة الإنسان البيولوجية تدفعه للسيطرة للمحافظة على البقاء ،لأن جزء كبير من الشعور بالسعادة والرضا يرتبط بالتحكم فى البيئة المحيطة به ، لذا من الطبيعي أن يكون الإنسان في حاجة إلى بعض السيطرة.
أما الإنسان المسيطر الذي يحاول التحكم فى الآخر هو إنسان فاقد السيطرة على شئ ما بداخله ويشعر بخوف وضعف شديد ويقدر نفسه بصورة سيئة ، لذا لا يرغب فى مواجهة نفسه بفكرة فقد السيطرة ، ويعطي نفسه الحق دائماً في التحكم بالآخر دون مواجهة نفسه ، وغالباً ما يظهر هذا السلوك على شخص كان يعانى من تسلط الأهل عليه ، فتدفعه الأفكار القديمة إلى ممارسة هذا الضعف على غيره حيث يجد القوة فى السيطرة.
ويرجع د. علاء المشكلة إلى أن المجتمع الشرقي مصاب إصابة شديدة جدا في تقديره لذاته لأنه يشعر بأنه فاقد الأهلية ، فالرجل الشرقي يرغب فى تأكيد سيطرته طوال الوقت بالإضافة إلى أن الموروثات والأسرة تشجعه على ذلك ،وقد يكون يشعر بالرعب من فكرة معينة أو تجربة سابقة، لذا نجده يردد بعض العبارات كالـ"المركب لا بد أن يكون لها قبطان واحد" معلقاً : هذا الكلام صحيح ولكن إذا كان القبطان ليس له مساعد أو بحار ستغرق لا محالة ، لأن الإنسان الذي لا يقبل مجادلة الآخر معه أو مناقشته هذا يعنى أن ليس لديه حجة وغير مقتنع برأيه الذي يفرضه دون ذكر أسباب منطقية .
أما السيدات اللائي يعانين من سطوة الأزواج وسيطرتهم ، يصف لهن د. علا ء مرسي طريقة فعالة للتغلب على هذه المشكلة ودون أن يشعر الزوج بأنه قد تم سلب قوته ، وهي أنه يجب على الزوجة أن تعطي للزوج القرار ولكن بطريقة مختلفة وذلك عن طريق أسلوب التخيير والمشاركة في صنع القرار على سبيل المثال تقول له : هل تريد أن تذهب للمطعم الإيطالي أم المطعم الياباني؟ هنا تعطي له الإحساس بأنه هو من المسيطر وصاحب القرار ولكن بين خيارين ترغب بهما في الأساس ، لأن علاقة الرئيس بالمرؤوس غير مطلوبة في الزواج على الإطلاق.
ويتسائل د. علاء : لماذا يلجأ الزوج أو الزوجة ؟ الزواج في الأساس قائم على تعاون وتفاهم ، لذا يجب التمرد على هذا الوضع وعدم السماح بتكراره ، لأن الشخصية المسيطرة تنسج حولها قناع من القوة ، وذلك بتغيير طرق التعامل وضرورة تفسير تصرفاته للعمل على إزالة سبب خوفه وبالتالي نستطيع تغيير وجهة النظر أو الأسلوب ، لأن السيطرة تنهي الحب بين الزوجين لأنها تحول الشريك إلى خادم ينفذ كل المطالب والأوامر دون مناقشة.
وينصح الدكتور علاء مرسي كل الأزواج و الزوجات بعدم السماح بالسيطرة علي الشخص الآخر مع التركيز على فكرة ما هو صحيح بالنسبة للشريكين ؟ وليس من منا على صواب!
للزوجة المسيطرة
سيطرة المرأة على زوجها في الإسلام تتنافي مع مفهوم القوامة ويظهر هذا المعنى جلياً في سورة النساء حين يقول الله تعالي : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) فطبيعة المرأة تفرض عليها أن تكون رقيقة ومنبع للعاطفة والحنان والاحتواء ، وهذا الأمر يمنعها من تقمص دورَ الرجل وسيطرتها على مقاليد الأمور داخل الأسرة ، ولكن وجهة نظرها تكمل شريك حياتها ، يقول الله تعالي قوله سبحانه وتعالى بسورة النساء : (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إن اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).
ولا تنسي أن بعض الأمور يجب أن يكون القرار النهائي فيها للزوج ، لأن الأسرة مسئولية سوف يسأل عليها يوم القيامة كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول".
للزوج المسيطر
يظن الرجل أحيانا أن احترامه لزوجته وتقديرها وتنفيذ رغباتها تقلل من شأنه وينقص رجولته، وتفقده قوامته ،ولكن العكس صحيح فاحترام الزوجة وتقدير رأيها يجعلها تكن لزوجها كل الحب والاحترام ، ويجعلها تعترف بفضله وكرمه باستمرار.
ولا تعنى القوامة السيطرة على الزوجة وقهرها لأن المرأة شريكة للرجل في الحياة، وإكرامها من حسن الخلق، وقد أوصى بها محمد صلي الله عليه وسلم حيث قال: "النساء شقائق الرجال" ومن آخر كلام النبي قبل موته "أوصيكم بالنساء خيراً".
في النهاية هل تقبلين الزواج برجل مسيطر ؟ .. شاركينا
|