المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ليلاس متالق |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2007 |
العضوية: |
55383 |
المشاركات: |
562 |
الجنس |
أنثى |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
14 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
عالم الكبار
عالم الكبار
كيف أدون الذي جرى لي, كيف أحكي مأساتي التي اخترت المضي في طريقها بملء أرادت, كيف أبدء؟.... أو من أين أبدء؟...
ربما أنسب بداية هي عندما دخل سن السابعة عشر, حينها اعتقد أنه دخل عالم الكبار, و لكي يثبت ذلك , كان يجب عليه أن ينفذ الشرط الأول من شروط هذا العالم , و الذي كان ينص بأن يتزوج ...
بالفعل نفذه و بدون تردد , أو تفكير , ذهب إلى أبيه , و أخبره بأنه يريد الزواج , فما كان من الأب ألا أنه فرح لطلب أبنه , فبزواجه سوف يصبح رجلا صاحب مسؤوليات, سوف يصبح رجلا يعتمد عليه...
فبدأ الأب عملية البحث عن أبنت الحلال لأبنه الذي لازال يعتمد عل أبيه في الدخل, و الذي ترك دراسته ليتفرغ لبلوغ هدفه الجديد, ألا وهو بلوغ عالم الكبار...
منتدى ليلاس الثقافيلم يتعب الأب كثيرا في البحث, حيث أنه و جد أبنت الحلال التي تتوافر فيها الموصفات التي يتمنها لأبنه بالمقربة منه....
فكانت أبنت الحلال المحضوضة حينها هي أبنت أخيه الوحيد, ألا و هي أنا ...
حيث أنني كنت في مثل سنه, وكذلك يجري في عروق نفس الدماء التي تجري في عروقه, أي ما يعني أن مشاكل الزواج من مهر و خلافه لن تكون عائقا في طريق هذا الزواج...
زف والدي لي الخبر , و الدي الذي كان العالم لا يسعه من شدة الفرح بأن أحد بناته قد جاءها النصيب أخيرا, أي ما يعني أزيح عن كاهله أحد الهموم...
لا أعرف إذا كان الخبر الذي زفه لي والدي في ذلك اليوم هو خبر دخول إلى سجن لا مفر منه, أو إلى نعيم طالما تمنته العديد من الفتيات في مثل سني حينها...
كانت إجابتي حينها بأنه يبشرني بأجمل خبرن سمعته في حياتي, خبر دخولي عالم الكبار...
أخذت أردد في داخلي, و الفرحة تشع من عينيه...
سوف أصبح امرأة ناضجة أخيرا.
يالا سذاجتنا حينها , كأن الزواج هو بطاقة العبور إلى عالم الكبار...
لم نكن نعلم أنها بطاقة العبور إلى عالم لم يعد للسعادة مكان فيه...
كنت في تلك الليلة لا أطيق صبرا أن تطلع شمس الصباح, لأذهب إلى المدرسة, التي في حياة لم أشتاق لدخولها مثل ما اشتقت لدخولها ذلك اليوم, وكان السبب في ذلك هو أنني أردت أن أخبر صديقات , أو بالأحرى كل من في المدرسة, بأن سوف أتزوج....
أخيرا سوف أخرج من عالم ما تحت الأضواء , وأغد تحت الأضواء...
الجميع يرمقني بتلك النظرات الحاسدة منها, و الفرحة لي منها...
وتنطق تلك الشفاه بكلمة مبروك, و بسؤال عن الزفاف و تجهيزاته...
مرة تلك الأيام وكأنني نجمة سينمائية, أو شخصية بارزة في المجتمع...
فالجميع يتكلم عني, فالجميع يسأل عني...
جاء اليوم الموعود , حيث سوف يقترن أسمي باسمه و إلى الأبد....
لم تشغل بالي هذه التفاصيل , لم يشغل بالي بأنني لا أعرف خصال الشخص الذي سوف أتزوجه, أو حتى ملامح وجهه...
نشوة الفرح بزواجي أعمت بصيرتي, و أغفلتن عن هذه التفاصيل البالغة الأهمية...
تزوجنا, و أصبحت أنا ملكه و هو ملكي....
كان الزواج بنسبة لنا في ذلك الوقت مثل اللعبة الجديدة التي نلعب بها , و كمصير أي لعبة جديد , مع مرور الوقت يخفت بريقها, وتصبح تدرجين تقترب من سلة المهملات...
كان هذا هو مصير زواجنا, بدأت الحياة تغدو فيه رتيبة, يومه مثل أمسه, لا جديد فيه يبعث الحياة في هذا الزواج الذي أصبح كجسد يحتضر...
فما كان الحل لإنعاش هذا الزواج ألا بإحضار ضيف جديد إلى هذا العالم, أي لعبة جديدة أخرى نتسلى بها....
وحدث ما نرجوه , عادة الحياة تدب في هذا الزواج...
وكسابقتها فقدت هذه اللعبة رونقها , و باتت لا قيمة لها بنسبة لهذا الزواج المتداعي....
ها نحن نواجه الحقيقة المرة , بأننا دخلنا عالما قبل أواننا ...
كان يجب أن ننتظر دورنا كالبقية...
لكننا أبينا ألا أن نكون السباقين إلى هذا العالم الذي أبا أن يحتضننا...
و في نفس الوقت لم نستطع أن نعود إلى عالمنا الذي ننتمي أليه, الذي فضلنا الاستقالة منه بملء أرادتنا, لأننا طمعنا في مكان ليس لنا...
الآن أصبحنا كالمعلقين بين هذين العالمين اللذان ينفران منا...
النهاية...
التعديل الأخير تم بواسطة HOPE LIGHT ; 12-06-08 الساعة 01:59 AM
|