كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وضعت سيرينا ويندي في سريرها ثم جلست على الكرسي امام الطاولة وراحت تقوم بحسابات المصاريف المتوجبة عليها.
وخرجت بنتيجة صعبة اذ عليها ان تخفف مصاريفها الى ادنى درجة لتتمكن من دفع اجرة دار الحضانة ... منذ الان لن تذهب عند المزين ولن تستعمل ادوات الزينه وستصلح احذيتها قدر امكانها حتى لاتحتاج الى شراء حذاء جديد ولحسن حظها شعرها مجعد بشكل طبيعي وليس بحاجة الى شامبو خاص بة.
لكن لايمكنها ان تحرم نفسها من الشورباء وسندويش الغداء , والا لما تمكنت من التركيز ورغم ذلك يشكو مديرها من النسيان الذي اصابها اخيرا وهي تعرف ان ذلك عائد الى تغذيتها البسيطة والزاهدة.
حالمة وجهت تظرها باتجاه ويندي وبفخر راحت تتأمل فرحة خديها البارزين الحمراوين وجسمها الممتلئ وتتبتسم فجأة عبست لدى سماعها صراخ الطفلة المتألمة وبعد بضعة لحظات دوى صراخها في ارجاء الغرفة.
- آه لا عادت الى الصراخ من جديد يا الهي!
تناولت سيرينا اختها بين ذراعيها لكن الطفلة لم تتوقف عن الصراخ الا بعد ربع ساعه بدت لها دهرا طويلا وكانت تهم بوضع الطفلة في السرير من جديد حينما سمعت طرقا على الباب فتحت سيرينا الباب وامام العتبة وقفت صاحبة الملك حمراء غضبا.
تلعثمت سيرينا وقالت في حيرة وارتباك :
- انا متأسفة سيدة كولينز..
اعلنت صاحبة الملك في صوت قاطع :
- انا كذالك انسة باين عليك ان تغادري هذة الغرفة خلال اسبوع من الان لقد تحملت الكثير جارك ينزعج من بكاء الطفلة المستمر ويهدد بالذهاب انا اسفة صدقيني لكن سأضع هذه الغرفة برسم الايجار ابتداء من السبت المقبل !
ادارت ظهرها وولت تاركة سيرينا من دون صوت اغلقت الفتاة الباب بهدوء الان ويندي نائمة بسلام نظرت سيرينا في امعان وحنان الى وجه اختها البريء اغرورقت عيناها بالدموع واسرعت تضعها في السرير ثم جلست الى طاولتها وخبأت وجهها بين ذراعيها وراحت تبكي تاركة العنان لحزنها لقد صبرت كثيرا خلال هذه السنة الاخيرة وبات حزنها نهرا من الدموع القدر يتلذذ في تدميرها وتفتيت اندفاعها وانهيار اعصابها فحتى الان جابهت الامور بشجاعة لكنها اليوم تبوح بفشلها .
في احد الايام اقترحت عليها بولا ان تضع الطفلة في دار الايتام لكن تلك الفكرة كانت ترعبها اما الان فلابد لها من الرضوخ للأمر الواقع فهي ترى ان هذه الفكرة هي الحل الاخير لمشاكلها .
وفي بطء رفعت رأسها وراحت تنظر في ارجاء الغرفة ذات الاثاث الحقير بساط بال ومقاعد مهترئة وسرير ومغسلة وغاز صغير لكن بالرغم من مأساتها كانت تمثل هذه الغرفة كل استقرارها اذ كانت تؤويها هي وويندي .. ويندي لايمكنها ان تقتنع بضرورة التخلي عنها انه اسوأ الحلول ورفضت هذه الفكرة بقوة اليأس.
كانت الصحيفة موضوعه على الطاولة فتناولتها سيرينا وراحت تتفحصها بعين يائسة ومرة اخرى وقع نظرها على ذلك الاعلان الغامض. فجأة توقفت على جملة تحتوي كلمات قدرية :
- تقبل الطلبات للواتي يتحملن اعباء الاسرة ...
وفي عنف امسكت الصحيفة وهبطت السلالم بسرعة وتوجهت الى حيث الهاتف وبيدين مرتجفتين اضطرت ان تدير الرقم ثلاث مرات قبل ان تنجح وبصوت عديم الثقة طلبت موعدا فاعطاها المتكلم عنوانا قبل ان يقفل الخط بقوة ظلت مسمرة النظر في الاعلان حيث كنت مسرعة : الموعد: السبت الثانية والنصف ظهرا في فندف امبريال غرفة 1005 .
كان ذلك نهار الغد!
|