لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-08, 12:50 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جاء السائق ليساعدها فتلعثمت وهي تقول :
- الى مطار سانتياغو

وبينما كان يضع الحقيبة في الصندوق جلست سيرينا في المقعد الخلفي وضمت ويندي الى صدرها بشدة كانت فارغة الصبر لكن السائق لم يكن مسرعا في الاقلاع لسؤ حظها وقعت على سائق بطيء !

واقلع اخيرا استرخت سيرينا واختفت التجاعيد من جبينها وقالت وهي تضم اختها :
- بعد قليل ياويندي نصبح بعيدين عن آل فالديفيا وليس بوسع احدهم ان يطالنا

بعد ان غادر الساحل دخل السائق الى قلب الاراضي شعرت سيرينا باستقرار داخلي واطلقت العنان لمخيلتها بعد قليل ستتمتع بالحرية المنشودة ... حتى ولو اضطرت للبقاء حتى نهار غد قبل ان تستقل طائرتها لكنها ستصل انكلترا بعد اقل من 24 ساعه ! ومتى وصلت بلدها ستعمل جاهدة لابطال زواجها دليل عدم اتمامه وهكذا تكون قد دمرت السلسلة وبامكانها ان تحلم كما تشاء بالرجل المثالي الذي تأمل ان تلقاه يوما من الايام..

ومرة اخرى راحت تتخيل رجل احلامها لم تتمكن من تخيل مظهرة الخارجي فملامح وجهه غامضة كأنها غارقة في ضباب كثيف ذا طابع قاسي وارادة لاتتزعزع وبلحظة البرق راحت صورة خوان تتراقص امام عينيها لكنه كان مختلفا كليا عن رجل احلامها عند خوان السخرية والعجرفة والانانية تتغلب على مزايا القلب ومثل آل فالديفيا فالحنان عديم الوجود .

بعد ساعتين وجدت نفسها في بهو مطار سانتياغو سجلت حقائبها والبطاقات بيدها فلم يبقى لها الا الانتظار حسب تعليمات موظف مكتب الاستعلامات الرحلة المقبلة الى لندن ستعلن عما قريب
وبما ان ويندي بدأت تشعر منذ برهة بانزعاج راح يقوى مع مرور الوقت تنبهت سيرينا في خجل ان شقيقتها جائعه اما هي فلم تكن تشعر بالجوع بتاتا...

قالت لها وهي تلامس خصلات شعر ويندي الشقراء :
- لو تعرفين كم احسدك بالنسبة اليك الحياة سهلة تعالي سآخذك الى المطعم .

ولا تلفت الانتباه اختارت سيرينا مكانا في زاوية المطعم وبعدما طلبت احضار البيض المقلي راحت تنتظر عودة الخادم بفارغ الصبر ومن حسن حظها كان بامكانها الاختباء وراء ستار من اشجار النخيل المزروعه في انية فخارية اخيرا وصل الطعام لكن سيرينا لم تتذوقة بسبب شدة توترها كانت يداها ترتجفان واهتمت باطعام ويندي فوجئت سيرينا عندما اعلن المذيع داعيا ركاب لندن للتوجه الى قاعه الاقلاع
- يالهي !حان الوقت للذهاب

اخذت ويندي بين ذراعيها وخرجت بسرعه من المطعم واخذت طريق الركاب الذين شكلوا صفا طويلا بعد ساعات وتصل الى انكلترا الهادئة التي ماكان يجب ان تغادرها ، قدمت البطاقتين للمضيفة المبتسمة وكانت على وشك اختراق الحاجز عندما شعرت بيد قوية تمسك بكتفها وسمعت صوت خوان وراءها يقول للموظفة :
- زوجتي غيرت رأيها لن تأخذ هذه الطائرة

ذعرت سيرينا وشاهدت رحيل المسافرين المفاجأة اخرستها فقال خوان بعد قليل في وجه متهجم :
- لم اكن اعتبرك امرأة ذات شأن كبير لم اكن اعرف انك ستحاولين خداعي بهذه الطريقة لقد تصرفت تصرفا شنيعا!
التفتت سيرينا اليه وقالت :
- لماذا لم تدعني ارحل؟
- هذا لايغير الامر لو لم الحق بك في الوقت المناسب لقلبت الدنيا حتى اجدك في انكلترا نفسها!

كانت مضطربة لدرجة انها لم تلاحظ شحوب وجهه والنار في عينيه ... وعادوا الى فالباريزو ولما وصلوا الى الفندق في فينا ديل مار كانت ويندي نائمه في احضان سيرينا فطلب خوان من مكتب الاستقبال ان يضعوا سريرا صغيرا في غرفة سيرينا ووضعا الطفلة فيه .

ثم امسك خوان بمعصم سيرينا بشدة مرغما اياها ان تنظر اليه ثم قال :
- إذن ! اعتقد ان عليك ان تشرحي لي سبب تصرفك القبيح هذا..
دفعها الى الصالون واجلسها بقوة على المقعد وقال :
- تستحقين العقاب ! كيف تجرأت انت زوجتي انت تقومي بهذا العمل؟ ماذا سأشرح لاصدقائي في المزرعه ؟هل اقول لهما انك هجرتني من السأم ؟
- لست بزوجتك !
بحركة من رأسها ابعدت شعرها الى الوراء واضافت :
- وانا اسخر بما يفكر به اصدقاؤك ياسنيور!
امسكها بكتفيها ورفعها عن المقعد من جديد وقال بلهجة تهديد :
- لقد كفح بي الكيل يازوجتي الجميلة ارى اني كنت متسامحا معك.. اعطيتك الوقت الكافي كي تنسي والد ويندي لكنك لم تقدري موقفي..
لما تركها انتصبت واقفة وقالت وهي ترتجف كليا :
- ماذا يعني ذلك؟ أي عذاب ستكبدني؟
- لاشيء سنتناول العشاء هنا في الصالون انت وانا ثم نقضي السهرة معا كي نتعرف على بعضنا البعض بالتفصيل ! لذا اطلب منك ان تذهبي الى غرفتك وتغتسلي وتغيري ملابسك بامكانك ان مثلا ان ترتدي الفستان القمحي وتضعي عقد الياقوت حتى اتذكر ان مالآخذه سبق ودفعت ثمنه!

ادار خوان ظهرة وانسحب الى غرفته وظلت سيرينا مكانها مدة طويلة من دون حراك بعد الان لاشي يمنع زوجها من التأر منها قاتمه الوجه توجهت الى الحمام وراحت تحضر نفسها كما طلب منها وبعد قليل لما وافاها الى غرفتها لاحظت سيرينا ان مزاجه لم يتغير .وللمناسبة كان يرتدي ستره بيضاء ذات اناقة رفيعه تظهر كتفيه العريضتين ، قال في قسوة :
- هل انت حاضرة؟
اجابت كأنها ذاهبه الى حبل المشنقه :
- نعم

الطعام بدا لها اليآ وراحت ترغم نفسها للتحدث عن اشياء سخيفة مع خوان وبعدما تناولا القهوة راحت سيرينا ترتجف في كل انحاء جسمها مثل عصفور سجين سألها خوان وهو يلمس كتفيها العاري :
- هل تشعرين بالبرد؟
- كلا
- اذن هذا سيسهل علي مهمتي

جذبها نحوه وراح يعانقها بقوة رهيبة كأنه يريد اهانتها لم تستسلم سيرينا له لكن خوان تصرف بحنان فجأة مما غير ردة فعلها وراحت تعانقة وتهمس الكلمات الحنونه في اذنه ، نهض وحملها بين ذراعيه حتى غرفته ثم اغلق الباب برجلة ومن دون تردد وضعت يديها حول عنقه وهو راح يضمها بشغف اليه وكما وعدها فتح لها ابواب الجنه.

بعد ساعات استيقظت سيرينا وبهدوء توجهت الى سريرها حيث ظلت ممددة تحدق بسقف الغرفة حتى الفجر.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 01:07 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث عشر

رحلة الجد


في اليوم التالي افاقت ويندي باكرا وشعرت سييرنا بارتياح لكونها ستنصرف الى القيام بمهمات غير اعتيادية فكان عقلها وذهنها منصبين على الطفلة لذلك لم تفكر بشيء اخر وبعدما غسلت شقيقتها واطعمتها نزلت الى بهو الفندق ثم خرجت بها الى نزهة في الحديقة المحيطة بالفندق الازهار المرطبة بالندى تملأ المكان ويفوح اريجها حتى القلوب ، لم يكن هناك وجود لاحد وراحت سيرينا تفكر بهدوء في احداث مساء امس .
منتديات ليلاس
لكنها كانت تشعر بانزعاج يحتلها كلما فكرت بأنها ستلتقي بعد قليل بخوان الاكتفاء الذي ستراه على وجهه سيملأها خجلا...

قبل ان تفيق ويندي اخذت سيرينا دوشا بادرا علها تطفي النار المشتعلة بداخلها وكلما فكرت بالدفء والنشاط والاضطرام التي احست بها عندما استسلمت لمداعبته الشغوفه يراودها ندم كبير كانت ترغب في الهرب بعيدا ورمي نفسها في المحيط لتغتسل من كل هذه الاهانات...

لكن هناك ويندي ...من اجلها على سيرينا ان تواجه الحقيقة اين خوان في هذا الوقت ربما كان خوان في صالون جناحهما ينتظرها كي يتناول فطور الصباح بدأت تسمع الاصوات من مطابخ الفندق وبخطى بطيئة دخلت الى بهو الفندق وصعدت الى جناحهما وما ان كادت تدفع باب الصالون حتى انفتح الباب بعنف وظهر من ورائه خوان بعصبية حرك يده في شعره وقال بلهجة قاطعه :
- اين كنت اذن؟
- كنت.. اخذت الطفلة في نزهة قصيرة .. في حديقة الفندق

لم تجرؤ على التحديق بوجهه لئلا يشتبك نظرها بنظره ولم تجرؤ حتى على التحديق بازرار قميصة
- سنعود الى المزرعه حالا بعد الفطور من فضلك كوني جاهزة باسرع ما يمكن
قالت وهي تدخل الصالون :
- اتفقنا

كانت تريد التوجه الى غرفتها لولا ويندي التي راحت تزقزق كالعصفور وتضرب بيديها تطلب الذهاب عند خوان ابتسم لها خوان واقترب منها وقال :
- صباح الخير ياطفلتي الجميلة! يسرني ان ارى في العائلة من لا يعاملني باحتقار الايمكنك ان تقنعي امك ان تتصرف مثلك...

لم تقدر سيرينا ان تمتنع عن الارتجاف داخليا لقد شدد خوان على كلمة "امك" من المستحيل ان يكون قد عرف الحقيقة!

تناولا الفطور في جو متوتر وفي نهايته دفع خوان صحنه جانبا وراح يشرح لسيرينا مايتوقعه منها :
- متى نعود الى المزرعه ستحاولين جهدك ان تخفي الكراهية العميقة التي تشعرين بها تجاهي في المساء تكلمت مع جدي في اللاسلكي واكد لي سفرة الى اسبانيا كما كان هذا متوقعا حصوله بعد عودتنا وبعد ان يغادر المزرعه بامكانك ان تتصرفي بتحفظ وبرود كما تشائين .. لكن قبل ذلك عليك ان تبدي بشوشه لقد افهمني بوضوح انه ينوي ان يراني ادير المزرعه وحاليا رجال القانون يضعون صيغه قانونيه كي يصبح الوارث رسميا وحالما تصبح المزرعه بتصرفي وحسب الصفقه التي عقدناها لن يعود هناك سبب لوجودك...
توقف لحظه ثم تابع يقول :
- وبطبيعه الحال لايمكنك ان تستعيدي حريتك في الحال لا يجب ان نخيب ظن جدي في الايام الاخيرة من حياته ولا يجب ان ندعه يعرف اننا خدعناه
همست سيرينا بصوت مخنوق بعد ان سمعت مايقوله محنيه الرأس :
- هل هذا أمر ياسنيور؟
ثم استجمعت شجاعتها وقالت :
- لست انت من يعطيني الاوامر... ان تحقيق مخططتك لايتم الا بإرادتي!
وافق خوان على ماقالته بنظرة جليدية واجاب :
- صحيح لكن لن ترتكبي جنونا في الوقوف ضدي ومقاومتي

لم تكن سيرينا تجهل انه بامكان خوان ان يكون عدوا لا يضاهى. الم يجبرها على الركوع له جسديا؟ لكن هل بامكانه معاكسة قلبها وروحها... انتهت سيرينا بالقول بمرارة :
- سأفعل ما تريد ليس امامي أي اختيار مادمت حذقا اكثر مني
- انت حقا عديمة المهارة ان كل العاملين بالفندق عرفوا انك استلمت اخبارا مهمة وخرجت حاملة حقيبتك لقد اعلموني في الحال بغيابك وكان من الصعب علي ان اعرف مكان وجودك في كل حال كل هذا كان بسبب خطأي ... كان يجب ان اعرف انك ستستعملين المال لتنفيذ مخططتك لكن لم اعرف انك تبحثين عن الهرب وتضليلي

رفعت سيرينا عينيها ورأت الاكتفاء مرتسما على وجه خوان لكن لم تكتشف القناع الذي لا تعبير فيه
واعتذرت وغادرت الطاولة وكادت تدخل الغرفة عندما سمعت صوت خوان وراء ظهرها يقول :
- قولي قبل ان تذهبي .. اليس هناك ما اجهله وتعرفينه انت وحدك؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 01:23 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

التفتت سيرينا فجأة باندهاش وظهرت على وجهها ملامح قلق فاجابت :
- كلا ...لماذا تسأل هذا؟
راح خوان يفصلها بنظراته فشعرت بالذنب ولم تقدر ان تخفي اضطرابها فاحمرت وجنتاها فقال :
- انت تحمرين ...هل لأني اشك فيك خطأ ام لانك تشعرين بالخجل ؟ هذا ما اتساءله ، ثم ادار ظهرة واختفى .

خلال الرحلة ظلا صامتين ولما هبطا من الطائرة كان دون البيرتو في المدرج يستقبلهما.
- آه سيرينا ! لقد ارسلت ويندي مجبرا لكن آمل الا يكون هذا سبب اختصار اقامتك؟
- كنا قد قررنا قبل وصولها موعد عودتنا في الواقع لسنا بحاجة الى عطلة فالحياة هنا في المزرعه مريحة ومفرحه..
انار وجه دون البيرتو الذي قال :
- كم انا سعيد ان اسمع منك ذلك ياعزيزتي لكن هل كانت اقامتك في فينا ديل مار ممتعه؟
التفت الى خوان الذي قال :
- صحيح ان الاقامة كانت قصيرة لكنها كانت حقا رحلة شهر عسل موفقه
احمرت وجنتا سيرينا فضحك دون البيرتو وقال :
- حسنا! والان بامكاننا ان نتكلم في امورالعمل !
ثم وجه كلامه الى سيرينا قائلا :
- ارجوك ان تعذرينا لكن علينا ان نختلي لبعض الوقت كاتب العدل هنا وبانتظار تواقيعنا لن يأخذ ذلك وقتا طويلا لكني سأبقى مع خوان بعض الوقت فهناك امور عديده اريد ان اناقشها معه قبل رحيلي لقد حددت سفري غدا بعد "الروديو" هذه الرحلة تعز على قلبي وليس هناك مجال لتأخيرها بعد الان!

اكتشفت سيرينا بعد ذلك مايعني الروديو اذ كان الموضوع الاساسي المتداول حاليا في المزرعه كارمين وبيللا اعلمتاها ان الروديو كناية عن مظاهرة ذات اهمية كبرى فيها يقوم الرعاة بالتمارين الخطرة على ظهور خيل لم تدرب بعد واكدت لها بيللا قائلة :
- يجب ان يكون المرء شجاعا وقويا وماهرا اني احب الروديو الناس يأكلون ويشربون ويغنون ويعم المكان الصياح كذلك هناك العازفون وقيثاراتهم والاكورديون و..
تنفست الصعداء ثم اضافت :
- لكن ما احبه اكثر شيء آخر هو عندما يدخل الثور في الحلبة!

غير ان سيرينا لم تكن تصغي الى تعليقات الخادمة الا باذنين شاردتين كانت تفكر في المستقبل ان غياب دون البيرتو الطويل سيكون له الاثر على حساتها لاشك ان خوان سيعود الى تشرده الليلي فهي تشعر بذلك في صميم قلبها وترى ان وجود كابرييلا يعم الجو ويحيط بالمنزل بطريقة سرية.

- لتحفظه وانا اباركها ، لاحظت سيرينا فجأة انها تضغط بشدة على معصميها وان فكها يتقلص فوجئت بعنف ردة فعلها وقالت بصوت مخنوق :
- لكن باسم السماء انسي هذا الرجلّ
انتفضت ويندي وراحت شفتاها ترتجفان اسرعت سيرينا لمؤاساتها وراحت تقول لها :
- لاتبكي ياحبيبتي انا غاضبة حقا.. لكن.....لا افهم ماذا الذي ترينه في هذا الرجل وتنظرين اليه بعينين ملتهبتين
غصت ويندي فراحت سيرينا تقهقهة ضاحكة

في المكتب الواقع تحت غرفة سيرينا كان دون البيرتو رافع الرأس يسمع ضحكتها وفي حركه انيقة وقع على المستند امام كاتب العدل ثم التفت الى خوان وابتسم له قائلا :
- يبدو ان زوجتك سعيدة هذه القهقهات تؤكد قناعتي الان يابني عليك ان تعترف انني لم اخطئ في جلب هذه الفتاه الى هنا انتما تشكلان زوجين مناسبين..

فضل خوان الموافقه على كلام جده برغم معرفته ان ضحكات سيرينا سيتبعها البكاء والنواح
- انا اخضع لمهارتك لا يوجد انسان غيرك قادر على اختيار الزوجة المناسبة للرجل المناسب هذا واقع اكيد امل ان احقق الثقة التي وضعتها بي وان اكون وريثك الكفؤ
- في المساء سنحتفل بسفري واصر ان يكون هذا العشاء محفورا في ذاكرتي ...هذا سيعزيني خلال غيابي
هز خوان رأسه موافقا وقال :
- طلبت من سيرينا ان ترتدي اجمل فستان لديها

اطاعت سيرينا تعليماته حرفيا وفي المساء كانت ترتدي فستان من الموسلين الازرق الناعم فبدت كأنها عائمة على غيمة .
قال لها خوان :
- دعينا نتصرف بلياقة نقنع جدي بأننا اخيرا وقعنا في غرام بعضنا البعض سيذهب مرتاح البال وسعيدا لاتستغربي اذا تصرفت معك بطريقة حميميه وعائلية... واذا رأيت ان هذا التصرف في غير مكانه رددي لنفسك انها المرة الاخيرة التي سأتصرف بها هكذا وهكذا يكون بامكانك تحملها اكثر .

وتذكرت هذا الكلام وهي تدخل الصالون حيث كان دون البيرتو يتناول المقبلات مع خوان ولما رأى سيرينا قام خوان بوضع كأسه جانبا وراح للقائها قبلها وامسكها بالخاصرة فراحت ترتجف منفعلة وهمس في اذنها قائلا :
- انت رائعه يازوجتي الحبيبة

كان يلفظ هذا الاطراء بصوت عال كي يسمعه جده ثم انحنى وعانقها ببطء وشغف وفكرت سيرينا :"اذا كان هذاالعناق مقدمة لما سيحل هذا المساء فماذا تبقى لاخر السهرة؟"

ضمها اليه وتقدم من دون البيرتو مبتسما بفخر واعتزاز وقف الجد بدوره وقبل سيرينا وقال :
- الان يابني انا اسعد رجل في العالم
ابتسمت له وردت على قبلته بقبلة وقالت :
- انت الرجل المتفهم والقادر لم اتعرف على مثلك من قبل
- لم تندمي لأنك تزوجت من حفيدي اليس كذلك؟ لكن هذا السؤال في غير محلة يكفي النظر اليكما كأنكما عاشقان فتيان!
قاطع خوان الحديث قائلا :
- ماذا تحبين ان تشربي ياحبيبتي ؟ شراب الورود المنعش مشروبك المفضل اليس كذلك؟
- اتذكر ياحبيبي اخر مرة شربنا منه؟ كنت قد ربحت مبلغا من المال في الكازينو وذهبنا بعد ذلك للرقص كان عاطفيا .. ولما عدنا للفندق كنت كأني اعيش حلما..
- وتلك الليلة التي قضيناها معا لا يمكنني ان انساها اطلاقا انها في ذاكرتي الى الابد مثل حواء كنت ساحرة ورائعة .. وسرية
ابتسما لبعضهما البعض ببرود بينما كان دون البيرتو يقهقه ضاحكا اضاء وجهه ثم قال :
- الم اعدك بذلك يا ابنتي؟ عندما يواجه حفيدي لغزا يريد معرفته في الحال وهذا الحب في الالغاز يعود الى طفولته النضرة ومازال محتفظا به حتى الان والان لنتناول العشاء ان اشعر بسعادة كبيرة تفتح القابلية على الطعام انوي الافادة قدر الامكان من هذه الوجبه العائلية الاخيرة .

خلال العشاء بذلت سيرينا كل جهدها ان ترد على كلمات خوان المبطنه ولم يشك دون البيرتو بصحة هذه الكلمات لكن شيئا فشيئا اصبح الجو متوترا واعصاب المحاربين بدأت بالانهيار الا ان دون البيرتو المتعب نام في مقعده واغتنمت سيرينا نوم دون البيرتو فراحت تعبر عن غضبها قائلة لخوان :
- لم اعد احتمل كل هذا الكذب سأعود الى غرفتي!
- يكون ذلك اصدق مافعلته في هذه السهرة

ادارت له ظهرها وكادت ان تنسحب عندما امسك بها خوان من خصرها وكاد ان يغمس عينيه السوداوين المشرقتين في عينيها الزرقاوين فارتعشت فقال :
- لقد لعبت دورك باتقان انت ماهرة عندما تريدين خداع الغير الان ارجوك ان ترحلي!

كادت تعثر وهي مارة قرب دون البيرتو الذي كان يغط في نوم عميق .

بعد ساعات قليلة أي في حوالي منتصف الليل سمعت بوضوح اصوات خطوات على الشرفة مباشرة تحت نافذة غرفتها طقطقة مهاميز وصوت احذية كان الرجل يتوجه نحو الاسطبل . انتصبت سيرينا وراحت تصغي بعد قليل سمعت اقدام جواد يخرج لتوه من اسطبله امتطاه الرجل وولى به بعيدا

اسندت سيرينا رأسها على الوسائد فريسه انزعاج عميق ليفسر غثيان له علاقة بكون خوان ربما سمع نداء وراح يلبي النداء.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 01:30 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الرابع عشر

الروديو


في الفجر افاقت سيرينا على اصوات آتيه من الخارج كان الرعاة قد انهمكوا في تحضير الحلبة المسيجة والطويلة البيضاء المغلقة بالقش تذكر بسلة الغسيل الكبيرة وتدريجيا بدأ الفرسان يجتمعون حول السياج كانوا يرتدون لهذه المناسبة البانشو والقبعات العريضة والسروايل الجلدية السوداء والاحذية العالية وكانوا يمتطون افراسهم بفخر.
منتديات ليلاس
بعد قليل رأت سيرينا جمهور من المشاهدين يزداد ليحيط الحلبة وبرغم انهماكهم قام الرعاة بتحية المرأة الانكليزيه وويندي التي تشبه والدتها بشعرها الاشقر وعينيها الزرقاوين ومن المزارع المجاورة بدأ تهافت الفرسان الجدد الذين يشتركون بكل احتفالات الروديو في المناطق المجاورة ويأتون من كل انحاء المنطقة السيارات ملأت الساحه وكان جيران دون البيرتو وعائلاتهم ومعظمهم من الملاكين الكبار يتهافتون باعداد كبيرة لحضور الاحتفال غير ان خوان لم يظهر بعد قرب موعد الاحتفال وبدأ الاعلان بالعرض الاول وجاء دون البيرتو ليستعلم قرب سيرينا عن تغيب حفيدة لكنها لم تقدر ان تفيده بشيء
تلعثمت وهي تقول :
- ربما كان في الجوار ربما يهتم بالمبارزين ؟ هناك امور كثيرة بحاجة الى تنظيم ربما..
قال دون البيرتو بسخرية :
- ليس من مهمة خوان ان ينظم الاحتفال!

وبينما كانت تتظاهر باللامبالاة كانت سيرينا تفتش الجمهور بنظرها علها تلمحه بينهم لكنها اقتنعت اخيرا ان خوان ليس موجودا هنا قررت الا تفكر فيه وتلقي اهتمامها كليا على الحلبة حيث بدأ العرض الاول وكان كناية عن دعوة للرعاة ان يلتقطوا عجلا ويمددوه ارضا ويربطوه بقوائمه الاربعه

والعرض الثاني كان اكثر اهمية من الاول وهو امتطاء الخيل من دون سرج توجهت سيرينا برفقة دون البيرتو الى ممر ضيق مبني من حواجز عالية معدنيه حيث يربط الحصان قبل ان يطلق داخل الحلبة .يكون الحصان معصوب العينين بمنديل وبالتالي لايمكن ان يرجع الى الوراء مما سيجعله يقوم برفسات عنيفة.

تسلق احد المنافسين الحواجز وشد الحبل بقوة وقفز على ظهر الحصان في الحال خلع احد مساعديه الرباط عن عيني الحصان وفتح الباب بواسطة حبل فركض الحصان بعنف في المساحة امامه آخذا فارسه في عجلة رهيبة بالكاد تمكنت سيرينا من رؤية المنافس الاول لأنه اجتاز الساحه بسرعه واصبح من الجهة الثانيه من الحلبة صراخ فرح صدر عن الحضور واحتل الحماس كل واحد منهم

شعرت سيرينا فجأة بجفاف في حلقها هذا الفارس الوقح الذي يقوم بكل جهده كي يبقى على ظهر الحصان كان...خوان بالذات! وراحت تنظر اليه بعينين قلقتين وهو يحاول جهده كي يحافظ على توازنه مثل عقرب يرتخي الى أمام ثم الى وراء لكنه كان مسيطرا على الوضع تماما.

ثم اطلق الجمهور صرخه كبيرة لان الحصان بعد ان قفز قفزه هائلة وقع ارضا بكل زخمه سيرينا اخفت وجهها بيديها خائفة ان ترى خوان مدعوسا تحت الحصان غير ان التصفيق صعق اذنيها فتحلت بالجرأة وفتحت عينيها كان خوان مايزال راكبا على الحصان محاطا بفرسين آخرين وكان يحيي الحضور ويبتسم مظهر شجاعته الخارقة وبهدوء خرج من الحلبة

كانت سيرينا ترتجف في كل انحاء جسمها فابتعدت عن الحلبة وقدماها خائرتان وعلى بعد خطوات من الحلبة لاحظت وجود مقعد فارغ فجلست علية بثقل ثم اجلست ويندي على العشب تحت قدميها كانت مضطربه حتى اعمق اعماقها فريسة غموض كبير وحاولت جهدها ان ترتب افكارها وخاصة ان تحلل ماحدث الان منذ قليل وان تقاوم نفسها بقوة القدر...

انها تحب الرجل الذي كانت تعتقد حتى اليوم انها تكرهه ! هذا الرجل المثالي الذي مازالت ملامحه غارقة في ضباب كثيف اصبح له الان وجها وفما ساحرا وانفا رفيعا وعيني سوداوين دافئتين وخدين لوحتهما الشمس وابتسامه لا تضاهي وتكاد تذيبها اما صوته فهو منخفض ورنان ومازالت سيرينا تحفظ في اذنيها كلماته الناعمه التي راح يهمس بها قرب عنقها وحنجرتها تلك الليلة التي امضياها في فينا ديل مار

اطلقت زفرة وشدت يدها على جبينها كيف كانت جاهلة حقيقة مشاعرها وراحت تخلط الكره بالحب؟
منذ متى احبته؟

راحت تبحث في اعماق ذكرياتها وادركت بذعر انها منذ اللقاء الاول شعرت نحوه ببعض الانجذاب اقوى وكبير ينمو تحت غطاء من العدائية الواضحه وكان يكفي ان يهدد حياة خوان خطر ما كي تعي سيرينا حقيقة مشاعرها تجاهه وفي الوقت الحاضر تخاف الا تعرف سعادة الحب من جديد

ولدى انغماسها في افكارها نسيت مراقبة ويندي التي زحفت على العشب حتى وصت الى حاجز القش الذي يحيط بالحلبة ولما ادركت سيرينا الامر كان قد فات الاوان ... فقد اختفت ويندي داخل فتحة صغيرة تطل على الحلبة ارادت سيرينا ان الصراخ لكن صوتها ظل داخل حنجرتها اسرعت نحو الحلبة وراحت تحاول الدخول اليها من وراء الحاجز اصوات مرعبة صعدت من الحضور ولدى رؤية المنظر امامها راح قلبها يخفق بسرعه وسط الحلبة كان خوان ممتطيا حصانا ويواجه ثورا وحشيا وفي هذا الاستعراض كان عليه ان يبرهن عن شجاعه ومرونه ليرغم الحيوان ان يلتفت حول بيرق غرز على الجهة الثانيه من الحاجز
لكن في هذا الوقت بالذات لم يكن المتفرجون مهتمين بمهارة خوان انما مثل سيرينا كانوا مذعورين ويحدقون بالطفلة التي تجتاز الحلبة وهي تحبو لم تكن الطفلة تعي الخطر انما تريد لفت نظر خوان اليها لكن خوان كان منغمسا بمهمته ومديرا اليها ظهره
اطلقت سيرينا صرخه ثاقبة فالتفت خوان وصرخ :
- يا الهي!

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 01:42 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هذه الصرخه المؤلمه مزقت صمت الموت الذي كان يعم الحلبة قفز خوان عن الحصان واسرع نحو ويندي التي كانت تزحف بهدوء وفي هذا الوقت بالذات هجم عليه الثور سيرينا اغمضت عينيها وفقدت وعيها
ركض الرعاة الى الحلبة فترك الثور فريسته وهجم بصورة عمياء نحو الجمهور الملتف حولة تجمع الناس حول سيرينا وحملها موظفو دةن البيرتو الى المنزل ووضعوها في سريرها ثم وضعوا على جبينها المناشف المبللة وراحوا يرغمونها على التنفس ولما عادت سيرينا الى وعيها اطلقت زفرة اليمه من شفتيها الشاحبتين قائلة :
- خوان
اجابها بصوت مختنق :
- انا هنا ياحبيبتي

بالنسبة الى سيرينا التي كانت مقتنعه انها خسرت اعز انسان في حياتها كان صوته صدى آت من الفردوس كأنها ترنيمة الملائكة فتحت جفنيها بصعوبة ولم تفكر بكبت فرحها بل ان بريقا قويا مزق الوشاح الذي كان يعتم نظرها ، أضاف خوان بهدوء وهو ينحني فوق سريرها :
- انت بحاجة الى الراحة الصدمه كانت قوية عليك ..مازلت ضعيفة سآتي لاراك بعد قليل .

بيللا وكارمين احاطاها بحنان لكن سيرينا فضلت الصمت .حمل خوان ونيدي بين ذراعية وتوجه نحو الباب وقبل ان يجتاز العتبة مرة اخرى التفت مرة اخيرة الى سيرينا ثم دخل الممر ولم تعد تسمع الاطقطقة مهمازة هذا الصوت ظل يرن في اذنيها مطولا حتى غطت في نوم عميق ولما افاقت بعد ساعات عاد الخوف يهددها نهضت من سريرها ووضعت مئزرا عليها وراحت تفكر كم سيسخر منها خوان لأنه لا يمكنه ان يتجاهل طبيعة عواطفها تجاه وهذا سيقوي عزيمته على الثأر منها

وفي اواخر الظهيرة جاء خوان يتفقدها كانت جالسة امام النافذة المفتوحه على مصراعيها تتمتع بالريح المنعشة المليئة برائحة الزهور . سمعته يدخل لكنها لم تقم باي حركه اقترب منها فشمت رائحة عطرة لاشك انه استحم لتوه حدثها بصوت منخفض حتى لا تفاجأ لم تفاجأ بل ظلت محدقة في المنظر امامها
- قالت لي كارمين انك في تحسن كبير لكن اذا كنت لا ترغبين بالكلام اعود بعد قليل .
تنفست سيرينا الصعداء وقالت :
- بامكانك البقاء اذا شئت اجلس من فضلك

جلس خوان على طرف النافذه في مواجهة سيرينا توترت ورفضت ان تنظر اليه ولم ترفع نظرها الى اعلى من عنقه ضغطت على معصميها غارزة اظافر يديها
- لا شك انك شعرت بصدمه كي تفقد وعيك هكذا ...لم تصب الطفلة بأي اذى اليس كذلك؟

وفي ذعر ادركت انها اهتمت بمصير خوان اكثر من ويندي في حال الخطر هذه ارتعشت فأسرع خوان الى القول :
- لكن ستصابين ببرد! هذا المئزر خفيف! تريدين شالا سميكا اضعه عليك؟
كتفت ذراعيها فوق صدرها وقالت :
- كلا شكرا لا شيء سوى اني تذكرت احداث بعد ظهر اليوم اخافني الحيوان بضخامته
- لست وحدك من فكر هكذا
-انت تعرف اليس كذلك؟ لماذا تخفي علي...
اقترب منها بسرعه وسألها :
- ماذا تعنين بالضبط ياحبيبتي؟ ماذا بامكاني ان اعرف؟
- انت تعرف .. اني احبك!
ساعدها خوان على النهوض وجذبها نحوه وقال :
- سيرينا اليس هناك شيء اخر يجب علي ان اعرفه؟

ارخت سيرينا رأسها على كتفيه وراحت تسمع دقات قلبة بوضوح انه واثق من نفسة راح ينتظر جوابها لقد افصحت له عن حبها لكنه لم يكتف بذلك ..يريد منها خضوعا! كاملا !رفعت سيينا ذقنها وصرخت قائلة :
- بطريقة او بأخرى عرفت اني كذبت عليك ويندي ليست ابنتي بل شقيقتي اردت ان اصيب غرورك فاستعملت هذه الخدعه اني اسفة
- ياشيطانتي الصغيرة انت حقا آسفة!
انحنى فوقها وغمس نظرته اللماعه في عينها وقال :
- آه ياحبيبتي لقد جازيتني تعذبت كثيرا لكن كيف باستطاعتي الا ان اسامحك ياحياتي؟ لايمكنني ان اعيش من دونك؟
عانقها وعانقته ولم تصدق مدى سعادتها همس خوان باذنيها في سحر ومداعبة :
- اني احبك حتى العبادة كنت كالمجنون منذ ليلة امس وخوفا من استسلم لنزواتي كما حدث في فينا ديل مار امتطيت جوادي ورحت اهيم الصحراء
الدموع تنهمر من عيني سيرينا وهو يعانقها بشغف وحنان ثم قال :
- هل تسامحينني لأن جعلتك تستسلمين لي بالقوة؟ لقد تصرفت بسوء انت التي كنت عذراء..

اذن اكتشف سرها منذ ذلك اليوم لامت سذاجتها لا نها اعتقدت ان عدم خبرتها بالامر ستمر من دون ان ينتبه لها تعلقت سييرنا بعنقة لتقنع نفسها انها لاتعيش حلما بل حقيقة ثم خبأت وجهها في صدره
- اذن لماذا ارغمتني على التصريح لك مادمت تعرف ذلك ؟
مازال هناك سؤال يحيرها فتحلت بالشجاعه وسألته بخجل :
- كنت صريحه معك وارجو ان تكون صريحا معي ماهي نواياك تجاه كابرييلا؟ هل مازلت تراها؟ ام تود ذلك؟
دفعها بلطف واستغرب قائلا :
- كابرييلا؟ في حياتي تعرفت الى كثيرات مثلها لكنهن كن عابرات كظلال في الليل انت وحدك ياحياتي عرفت ان تحتفظي بي والى الابد .
تأثرت سيرينا بكلامه وظلت صامته ثم ارادت ان تناوشه فقالت :
- هل كان يزعجك حقا لو كانت ويندي..ابنتي؟
- طبعا !كنت اموت غيظا!

صمتا وراحا يعانقان بعضهما البعض وبعد ساعات عديده كانا واقفين اما الباب ينظران الى القمر الذي كان يضيء منزل آل فالديفيا اطلقت سيرينا زفرة ارتياح فقال خوان :
- اذا كنت ترغبين ان اكف عن عناقك فسأفعل اني اشعر بأني قادر ان اعيل عائلتي الصغيرة حتى ولو اضطررت الى البدء من الصفر .
ابتعدت سيرينا قليلا ثم همست :
- وويندي ..هل تقبل ان تكون جزءا من هذه العائلة؟
- احب هذه الطفلة الجميلة حبا كبيرا وسأظل احبها مثل اولادي لكن لم تردي على سؤالي ياحبيبتي؟ هل تريدين برهان حب؟ سوف اذهب لرؤية جدي واقول له بلطف اني اتخلى عن جميع حقوقي في المزرعه .
قالت له بلطف :
- كلا لنفكر بجدك ايضا... فهذا القرار سيحطم قلبه ومن جهة ثانيه..

توقفت عن الكلام لان خوان وضع يده تحت صدرها من جهة القلب واحس قلبها الذي كان يخفق بسرعه هائلة لكنها كملت جملتها :
- .....النسر بحاجة الى مساحة كبيرة ليبسط جناحية في تحليق قوي . سنبني عشنا في هذا الوادي وادي فردوسنا السعيد!

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, margaret rome, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, سيد الرعاة, عبير القديمة, valley of paradise
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية