كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
في هذه اللحظة بالذات عرفت سيرينا معنى هذه الثروة الصغيرة. بامكانها ان تستعيد حريتها العزيزه على قلبها بامكانها ان تشتري بطاقة سفر الى انكلترا وبطاقة لويندي. ان تستأجر لها غرفة وتعيش كيما تجد لها وظيفة محترمه قالت لاهثة :
- كلا افضل ان تعطيني المال حقيبتي الصغيرة بامكانها ان تسع كل هذه الاموال
اعطاها المال قائلا :
- كما تريدين
ولما خرجا من الكازينو استقلا سيارة التاكسي وتوجها الى ناد ليلي حيث اختار خوان انهاء السهرة لم يكن المكان بعيدا ولم يستغرق الا دقائق قليلة...
كان شبة ظلام ناعم يعم المكان والديكور يذكر بحجرة صياد .الشباك الواسعه معلقة على الجدران والسقف وبعض الاصداف البحرية. وحول حلبة الرقص حيث يعزف الموسيقيون الالحان الخلابة وضعت الطاولات والكراسي من القش .
جلست سيرينا وراحت تنظر الى الازواج الذين يرقصون على نغم الموسيقى بينما راح خوان يطلب الشراب .بعد قليل جاء الخادم يحمل صينيه عليها المشروب وقطع الثلج وبعض المقبلات.
قال خوان ساخرا :
- يبدوا انك تفكرين افكارا غامضة يا عزيزتي الا تعدين خطة جهنميه للتخلص مني؟
فوجئت وراحت ترتجف وتقول :
- لا ابدا
بطريقة ما كان خوان يقرأ ما يدور في خلدها عليها اذن ان تضلله والا تبخرت آمالها سدى قررت ان تغير الخطة فربما نجحت؟ فاشتبك نظرها بنظره الحاد وهمست قائلة :
- هل تدعوني الى الرقص
بريق التقاء قصير ظهر في العينين السوداوين فأجاب خوان بطريقته الرجوليه :
- طبعا بكل سرور!
وبينما كانت بين ذراعيه ادركت انه لم يسبق ان وجدت في حلبة الرقص برفقة رجل في مقامه. كان خوان يضمها اليه بقوة فاحمرت وجنتا سيرينا وهمس في اذنيها :
- اهدأي وعدتني ان تحاولي جهدك كي تنسي زوجك الاول .هل مازلت تتذكرين؟
استرخت وتذكرت ان عليها ان تكون محببة ومتساهلة راضية اذا ما ارادت الوصول الى تحقيق هدفها بعدئذ وجدت متعة في الرقص مع الاخرين برفقة خوان الراقص البارع واخيرا عندما اعادها الى الطاولة كان وجهه يشع سعادة ، اخذ يدها وقال :
- لأول مرة هذا المساء ارى فيك امرأة جميلة وليس زوجة ارغمت على الزواج منها مازال وجهك يحتفظ بطفولته برغم المحن التي اعترضت حياتك.. والان افهم سبب تصرف جدي تجاهك يريد ان يحميك عيناك الكيرتان البريئتان تعكسان براءة لاشك فيها لكن حواء الطاهرة والساذجة في جنة عدن توصلت الى اغراء آدم الجبار برغم كونه الاقوى .
احتجت سيرينا قائلة :
- لا انوي بتاتا تقليد حواء!
شعرت بالاحمرار يعلو وجهها اليس هدفها الوحيد ان تنسيه هذه الثروة التي تملأ حقيبة يدها ... هذا المبلغ الذي يمكنها بواسطته ان تتدبر امرها؟
قال خوان بصوت هادئ:
- انا اصدقك ياعزيزتي
امضيا بقية السهرة في الرقص والكلام من جديد وبعد مضي وقت عبر خوان عن لطفه الزائد ولما قررا العودة الى الفندق بدأت سيرينا تخشى على مقدرتها في مراقبة خطتها كما ان خوان بحاجة الى جهد كبير ليفي بوعده ومعاملتها كصديقة فحسب لذلك كانت قلقة للغاية.
سيارة التاكسي التي اعادتهما الى الفندق كانت تجتاز الطرقات المهجورة بسرعه وسيرينا الجالسة بارتخاء في المقعد الخلفي تركت رأسها يرتاح على كتف خوان الذي كان يمسك بخصرها لم يتبادلا الكلام طيلة الطريق وبالرغم من المظاهر كان الجو متوترا كل واحد يشعر ان هذه الانفعالات والعواطف التي يحاولان كبتها ستنتهي بالتحرر وماذا ستكون العواقب؟
وما ان دخلا الى جناحهما حتى همست سيرينا واحتلها الخوف :
- الساعة متأخرة ارجو ان تعذرني سأذهب الى فراشي في الحال
- لا ليس في الحال سنأخذ كأسا اخيرة
- لا اريد ان اشرب شيئا بعد الان دعني ارجوك
جذبها نحوه بعنف وقال :
- لايمكنك ان تنسحبي الى غرفتك الان ! لنبقى معا حبيبتي ستكون هذه الليلة ليلة شهر العسل وستكون ليلة رائعه لم يفرضها علينا احد ولا حتى جدي..
وبينما ارادت ان تحتج راح يعانقها بعنف لكن سيرينا أشمأزت منه وراحت تتخبط كحيوان جريح لكن جهودها باءت بالفشل .
- تعالي ياحبيبتي استسلمي لي وسأنتزع الشبح الذي يهدد ذاكرتك سأبعد ذكرى هذا الرجل الذي لم يعرف ان يفعمك حبا لاتخافي من الشر يازوجتي الجميلة!
توصلت في الاخير الى دفعه عنها بضعة خطوات الى الوراء ترتجف في كل انحاء جسمها وراحت تقول في سخرية مرة :
- الم تنسى وعدك ياسنيور؟
- شيء مالم اعد اسيطر عليه بعد ان قدمت لي سحرك واغريتني في المكان الراقص بدأت تلعبين العذراء المهانه .. الم تتعلمي من مغامراتك السابقة؟ عليك ان تعرفي ان الانسان لا يبدأ بعمل ما اذا كان يريد الوصول الى نهايته!
- لم ارتكب أي خطيئة ياسنيور لكن تعلمت درسا كبيرا اذا صدف واحببت انسانا من جديد يجب علي قبل كل شيء ان اعرف الثمن الذي سأدفعه
حدق بها لحظه وقال :
- كنت مجنونا لأني نسيت انك في كل الظروف ستظلين محافظه على موقف ثابت
|