كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فجأة اختفى تحت سطح الماء ولما وصل قرب سيرينا شدها من كاحليها وجذبها الى اسفل البركه اعتقدت ان رئتيها ستنفجران تركها اخيرا وصعدت الى الهواء الطللق وفتحت فمها تلهث ولما شاهدت رأس خوان الاسمر يطل فوق الماء قررت الانتقام في الحال فتسلقت كتفيه وشدت ثقلها حتى انزلته تحت الماء وفي الحال اصبح ذلك لعبة مرحه وخلال ساعه تقريبا كانا يتداعبان في الماء كالاولاد بكل بساطه وبصورة غير منتظرة التقت طباعهما المختلفة في نوع من الاتفاق وراحا يتمتعاب بهذا التناسق العابر.
وبعد ذلك تمددا على المراسي الطويلة واحضرت لهما كارمين المشروبات المنعشه فاحتسيا شرابهما وهما يجففان جسميهما تحت اشعه الشمس.
وتنهدت سيرينا قائلة :
- اني احب فصل الصيف هنا انه جاف من دون ان يكون خانقا لا اصدق اننا في شهر كانون الثاني\يناير...في لندن لا شك ان الثلج منهمر الان وعلى الارصفة المنزلقه يتدافع الناس ليستقلوا الباصات متأففين من رداءة الطقس .
بكلامها لفتت اهتمام خوان الذي راح يراقبها في دقة ويسألها :
- حدثيني عنك ماذا كنت تفعلين قبل ان تلتقي جدي؟ وكيف تم هذا اللقاء؟
نهجم وجه سيرينا فجأة ولأول مرة تشعر بارتياح وارتخاء لوجوده لكنه باسئلته هذه اعادها الى مدار الخطر
تلعثمت سيرينا وهي ترد على سؤاله قائلة :
- كنت اعمل في مكتب واعيش مع ويندي في غرفة صغيرة لاتبعد عن مركز عملي
- وماذا كنت تفعلين بالطفلة عندما تكونين في العمل؟
- كنت اضعها كل صباح في دار الحضانه واخذها في المساء لدى عودتي
انها تعرف تمام عقلية الناس هنا في امريكا الجنوبية وكانت متأكدة من ردة فعل خوان المصدومه لما قالته الايعتبرون هنا في شيلي – ان وجود الام الدائم هو شيء ضروري للولد؟
اضافت لتدافع عن نفسها :
- لم يكن امامي اختيار في انكلترا انها عادة النساء ان يضعن اولادهن في دور الحضانه في كل حال فالعاملون هناك يهتمون بالاولاد كل الاهتمام والعناية
لمعت عينا خوان السوداوين وقال :
- هكذا اذن انت تعتقدين انه بامكانهم التعويض عن حب الام؟
قالت سيرينا وقد سئمت من هذا الحديث :
- كلا ابدا! ولهذا السبب انا هنا! كنت اشغل وقتي وعقلي كله من اجل صالح ويندي وهذا الوضع كان مزعجا لاني لم اكن اربح المال الكافي ولما ازدادت المصاريف لدار الحضانه اضطررت ان اخرجها من هناك ثم ارغمتني صاحبة الغرفة حيث كنا نسكن على الرحيل لأن صراخ ويندي يزعج الجيران كنت امر بحالة نفسية سيئة عندما شاهدت الاعلان الذي وضعه جدك فلم اتردد في اللجوء اليه...
توقفت عن الكلام لحظة وشعرت بانزعاج يحتلها وخوان تقلص بدورة وقال في صوت فاتر :
- تابعي كلامك ..كيف كتب الاعلان ؟ هل مازلت تتذكرين الكلمات التي استعملها؟
كادت سيرينا ان تهرب بسرعه لكن نظرته القاتمه اقنعتها وراحت تتلو عليه بشكل الي قائلة :
- وظيفة لفتاه شابة انكليزية شقراء المركز يضع حياتها كلها في ملجاء من الحاجة..
توقفت لحظة واختنق صوتها ثم اكملت :
- يجب ان تكون كتومه طيعه ووديعه..
ابتسم خوان كارلوس فتابعت تقول :
- وتقبل طلبات من يتحملن اعباء الاسرة
تنهد قائلا :
- يا الهي ! ولم يحذرك احد من مخاطر هذا الاعلان ؟ رميت بنفسك هكذا؟
اجابت في رصانه :
- لم يعرف احد بخطتي لم يكن لدي اصدقاء بمعنى الكلمة وكنت اعاني وضعا ميؤوسا منه وكنت مستعده ان افعل أي شيء لأبقى مع ويندي
نهض خوان فجأة وراح يحدق بها ويقول :
- مهما اصر جدي فلقد تزوجت الشيطان!
فكرت سيرينا بمرارة :"كيف تنكر ذلك ." فتعبير وجهه الشيطاني شلها لكن لسبب غامض حاولت متابعة الحديث وقالت بحزم :
- كلا كلا لكن جدك سخر مني ... صحيح انه لم يكذب علي غير انه اعطاني صورة عنك لاتطابق الحقيقة فحسب قوله لي انك رجل خجول ومعقد.. وتنقصك الثقة بالذات وحسب قولة اتفق معك على ان يجد لك زوجة لو كنت اعرف اني خدعت لما كنت وافقت على اقتراحه!
وفي صوت مخنوق راح خوان يشتم جده ولم تر الرأفة الحنان في عينيه الباردتين عندما حدقتا بها وقال :
- اذن جئت الى شيلي باعتقادك انك ستلتقين يمامه ! غير انك التقيت بنسر تشبث بك بمخالبة.. لقد خدعنا جدي معا لكننا سنثأر منه وفي الوقت المناسب بما انك على استعداد لتقبل خطتي سأسهر على ان تكوني قد اخذت تعويضك الكامل كما يجب .
ابتعد عنها لكنها احتجت وهي تقول :
- سبق واكرمني دون البيرتو كثيرا ولا ارغب بشيء اخر و..
قاطعها قائلا :
- لا تعتقدي ان ملابس انيقة ومنزلا تسكنينه يكفيان لأن تكوني امرأة ثرية ! حتى ولو افحمك بالحلى والمجوهرات فهذا بنظري كأنك لاتملكين شيئا!
بعد قليل من ذهابه توجهت سيرينا الى غرفتها كانت الشمس ماتزال ساطعه لكنها كانت ترتعش بردا لقد عاملها خوان باحتقار حتى اصبحت باردة كالجليد هذا التصرف من قبلة ليس جديدا فمنذ لقائهما الاول وهو لا يكف عن مشاكستها لكن هذه المرة بعد هدنه الظهر في بركة السباحة دهشت سيرينا لذلك فالصدمه كانت قوية .
|