كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت المأدبه تدور بفرح وضحك الابتهاج والحركه والاندفاع حررت سيرينا التي كانت تقضم باسنانها هذه اللحوم اللذيذه بنهم شبيه بنهم الرعاه .
كانت تتلقى اسئلة من حين الى اخر :
- ما رأيك؟ هل الطعام يعجبك؟
- نعم جدا انه رائع للغاية
كانوا ينادونها بمختلف الصفات : المرأة الانكليزية زوجة السينيور الرائعه الجمال الشقراء الغجرية...
وبعد انتهاء العشاء ازيحت الطاولات والبنوك ليحل مكانها العازفون والموسيقيون الذين راحوا يعزفون موسيقى حماسية وتحمس الرعاة فدعوا رفيقاتهم للرقص .
انحنى خوان فوق سيرينا وقال لها :
- الكويكا رقصة الحب الشيلية
ابتعدت عنه لكنه امسك بخصرها وشرح لها قائلا :
- منذ البدء على المرأه ان تجذب انتباه الرجل وخلال الرقصة تستميل حبه وتدخل الى قلبه
لم تعيره سيرينا غير انتباه سطحي اذ كانت تنظر الى الراقصين الرجل والمرأة يقفان وجها لوجه ويحاولان تحويم مناديل واسعه حول رأسيهما ثم تقوم المرأه باستدارات عديده اخذه وقفات مغريه بينما الرجل يضرب بقدميه على ايقاع الموسيقى التي تزداد حماسا بشكل تدريجي ويضرب بيديه المهاميز والحضور يطلق صياح الحماس والتشجيع ثم ينضم الى الحلبة التي تتحول الى هياج ودوامه لا نظير فجأه ظهرت فتاه سمراء ساحرة الجمال من وراء الاشجار ومن كيانها ينبعث السحر والاغراء كانت سيرينا تحدق بها وتتبع تحركها وهمس احدهم قربها :
- كابرييللا الهجينه انها تبحث عن رجلها..
كانت الفتاه تتفحص الوجوه ثم ما ان رات خوان حتى اقتربت منه كانت تحدق فيه بالحاح غير مكترثة بتعليقات الرعاة همسات وفضائح كانت تسمع هنا وهناك.
وفي اناقه رشيقة توقفت امام خوان وانتصبت على رؤوس اصابعها ودعته في وقاحة ان يتأمل صدرها المثير وخصرها الرفيع وقوامها الرشيق رمقت سيرينا بنظرة اشمئزاز كأنها تريد ان تقول لها ان نحافتك وشقرة بشرتك لا يمكنهما ان يثيرا عشيقي ومن دون أي انزعاج وضعت موضع الخصم والمنافس راحت سيرينا ترتعش وتقول لنفسها ان هذه الفتاه لم تبد غاضبة على خوان لانه تركها غير انها تستغل المناسبة لتتحداه وكانت كل الحظوظ بجانبها.
وبحركه كريمه دفع خوان بسلة فاكهه نحو الفتاه الجميلة ومن دون ان تحيد نظرها عنه تناولت التفاحه وعضت عليها ثم مدت ذقنها وشدت على التفاحة بين اسنانها الناصعه ودعت خوان ان يتقاسمها معها مثل حواء في جنة عدن انحنى خوان للحال ليلبي دعوتها لكن في سرعة البرق حولت رأسها عنه وراحت تضحك ثم خطت خطوة الى الوراء داعيه اياه ان يتبعها .
توقف الراقصون في امكنتهم وراحوا يراقبون المشهد ظلت الفتاه تحدق بخوان وهي ترجع الى الوراء بحركه راقصة كان وجه سيرينا من رخام وخوان الذي سحرته الفتاه اقترب منها بخطى عريضة وراح الحضور يصفق بايقاع والموسيقون يعزفون بحماس على قيثاراتهم وراح خوان يضرب بقدميه ويصفع المهماز بيديه وكابريللا تدور ببطء حوله وتنورتها الطويله والواسعه تتطاير حولها مظهره قوامها الجذاب واشتدت الموسيقى وراحت تسرع كما راحت خطوات كابريللا تسرع ايضا وتتظاهر امام خوان باستعرض متوحش ومثير كانت تقترب منه بدون ان تلمسه وتساءلت سيرينا :"كيف سينتهي الامر؟" الفتاه كانت منجذبة بعنف نحو خوان وهذا لاشك فيه وجاءت في يوم عرسه لتحقق هذه الرقصة المليئة شغفا كأنها تهب نفسها له ولم تمتنع سيرينا من الشعور نحوها بالشفقة لأنها مرفوضة تلقائيا لدى عائلة فالديفيا النبيلة لا شك ان كابيريللا مولعه بغرام خوان لكن هذا الاخير لا يشاطرها هذا الحب لابد انه يستحسن جمالها ومرحها واثارتها لكنه لاشك يعتبر هذه العلاقة عابرة لا اكثر ولا اقل ...
وكما يدل اسمه "دون خوان" فهو رجل ارستقراطي فاسد يينقل بسخريه ولامبالاة من مغامرة الى اخرى فكرت سيرينا بكل هذا وامتلأ قلبها مرارة كبرى.
حول دون خوان نظرة عن الراقصة لينظر نحو زوجته كانت نظراته تلمع بالسخرية وفهمت سيرينا انه لاشك عرف مايدور في ذهنها وبغضب منه ومن نفسها انتظرت حتى ادار لها ظهره ونهضت في هذا الظلام ولم يلاحظ احد رحيلها لكنها دخلت المنزل راكضة وصعدت السلالم اربعه اربعه مسرعه نحو غرفتها وبعدما صفقت الباب بشدة ظلت مستندة االيه برهة حتى تستعيد تنفسها اقفلت الباب بالمفتاح وبدأت تخلع ملابسها كانت على وشك الارهاق هذا النهار الطويل كان مليئا وخصبا بالانفعالات !
غير ان الليل مازال في بدايته بالنسبة الى الرعاة.
وبتردد فتحت سيرينا درج خزانتها لتأخذ قميص نومها لشده دهشتها كان فارغا فتحت الدرج الثاني ثم الثالث ولم تجد اثر للألبسه الداخلية وحتى داخل الخزانه لم تجد أي لباس فاحتلها احساس بالتوتر والخوف اقتربت من السرير ورأت الفراش عاريا من الشراشف والمخدات والاغطيه سمعت سيرينا خطوات على السلالم فتناولت الغطاء الوحيد الذي يغلف السرير ووضعته حول جسمها توقفت الخطوات امام الباب فتسمرت مذعورة تحركت قبضة الباب فظلت سيرينا صامته وسمع صوت خوان الجاف قائلا :
- دعيني ادخل يازوجتي والا خلعت الباب...
وبعد قليل خلع الباب بالفعل ودخل ولاحظ وجود الادراج كلها مفتوحه فقال بسخرية وهو يغلق ابواب الخزانه :
- هل كنت تتوقعين البقاء في هذه الغرفة بعد زواجنا ؟ وكارمين المرأة العاطفية لا تتحمل ان نبقى منفصلين مدة طويلة ! فقد حملت امتعتك الى غرفتنا التي سنتقاسمها معا من الان فصاعدا.
شعرت سيرينا بارتخاء في قدميها وكادت تقع لكنها تمكنت من القول :
- لكن ماذا يعني هذا الكلام؟ الم نتفق على ان...
قاطعها خوان ضاحكا :
- اطمئني ! انها غرفتان متصلتان بباب مشترك سننام اذن كل واحد على حده لكن كي لانوقظ شكوك الخدم علينا ان يروننا معا .. وارجو الا يكون هذا الطلب مهمة شاقة لفتاة انكليزية طاهرة؟
- اني اقبل هذه الشروط هل بامكانك ان تريني هذه الغرفة ؟ فانا اشعر بالبرد...
حملها بين ذراعيه وتوجه نحو الممر وهبط بها السلالم كانت يداه تحرقان جسمها فتقلصت بتوتر ابتسم خوان بوقاحه هادئة وهمس وهو يقف امام باب الغرفة :
- قولي ياعزيزتي لماذا هربت من الحفلة ؟ الا تريدين مقارنه نفسك بمنافستك ام انك غيورة ؟
رددت بارتباك :
- غيورة ؟ عليك..
|