كاتب الموضوع :
منى توفيق
المنتدى :
عالم ماوراء الطبيعة
أسطورة المستذئب ( The Legend Of The Werewolf )
أسطورة المستذئب من أقدم و أشهر الأساطير في تاريخ البشريـــة . و يمكنك أن تجد قصصاً عــن المذؤوبين في التاريخ القديم , ويمكنك أن تجد الكثير من القصص عن هذه المخلوقات المتحولة في الصين , رومانيا , آيسلاند , البرازيل وهاتيتي .
في الولايات المتحدة و العالم عموماً يسمى بـ werewolf ، و ببريطانيا و بعض الدول الأوروبية يسمى بالـ Lycane ، أما في اللغة العربية يسمى بالمذؤوب أو المستذئب , لكن أياً كانت التسمية فهي تتكلم عن شخص واحد يتحول في ضوء القمر إلى ذئب في حجم إنسان .
المستذئب Werewolf إنه ذلك الشخص الذي يتحول في ليلة يكتمل فيها ضوء القمر إلــى ذئب في حجم الإنسان . يعيث في الأرض فساداً ليلة كاملة إلى أن يغيب القمر أو يطلع الفجر . ويستمر مسلسل الرعب في كل 3 ليال يكتمل فيها ضوء القمر ، ثم في الصباح يعود لطبيعتـه ، ويكــون مــن العسيــر معرفة شخصيته ، لذلك فان المهاجمين ينتزعون مخلباً من المستذئب أو أي شــيء مــن جسده ، وفي الصباح قد يتحول إلى إصبع شخص ما ، أو الجزء الذي انتزع منه وعندها يقتل الرجل الذئـب بنصل من فضة ، أو رصاصة فضية في القلب .
المستذئب عبر التاريخ
لقد كان هنالك شواهد مريبة على هذه الأسطورة و قد وصفها علماء لهم ثقلهم . لقد وصفها الطبيب اليوناني " مارسيليوس السايدي " من أركاديا حين تحدث عما يدعى ( لايكا أنثروبي ) أي ( حالة التصور الذئبي ) حيث يأكل المريض اللحم النيء و يعوي كلما رأى القمر بدراً .
حتى علماء العرب شديدوا الرصانة كتبوا عن هذا المرض و منهم " ابن سينا " و" الزهراوي " , حيث لاحظ ابن سينا لدى أحد مرضاه كثافة في الشعر ، وكبراً بالجبهة ، وخوفاً من الضوء ، وقد أسماه حينها بـ ( القُطرٌب) و هي محاولة لتعريب لفظة ( لايكا أنثروبي ) في صورة قريبة من فهم العقل العربي .
تعرف على الـ Berserkers
في البحث في عادات و تقاليد رجال الشمال Norsemen ( اسكندنافيا و ما حولها ) وجد أن هنالك محاربين أسطوريين يدعون البرسركيين ـ - Berserkers كانوا مجموعة من رجال الشمال و الذيـن عرفوا بوحشيتهم وعنفهم بالقتال ... لا يخافون , لا يشعرون بالألم , و قوتهم البشرية خارقة , يقاتلون حتى النهاية ولا استسلام . لاستعدادهم للحرب فإنهم يرتدون جلود الدببة أو الذئاب ! وعند البحث عن أصل كلمة بيرسيرك ( وتعني المقاتل المسعور والشرس في لغة أهل الشمال ) فإنها تأتي من " جلــد الدب " . وهنالك محاربون آخرون يلبسون جلد الذئب فقط وهم " ulfheobar " أو " ulfhedin " لكنهم بالنهاية صنفوا جميعاً تحت اسم البرسركيون . كان اعتقادهم أنه عند لبس هذه الأردية المخيفة فإنهم يكتسبون قوة و شراسة هذه الكائنات . و يصــف رجــال الشمــال ( الفايكينج ) طــريقــة قتــال البيرسركيين بأنهم ممسوسين بشراسة ووحشية لا تجدها إلا بالوحوش البرية .
الجانب الأسطوري :
هنالك الكثير من القيل و القال في هذه الأسطورة ، لكننا سنتناول 3 قصص مختلفة تغطي ما يلزمنا لفهمها .
الأسطورة الأولى :
إنها إحدى الكتابات المبكرة عـن المستذئبين ، وقــد كــان مصدرها الإغريق ورومانيــا , أن آلهتهــم المزعومة قــد مــرت بقصــر الملك " Lycaeon " لكنه لم يصدق أنهم آلهة , لذلك فقد وضع بعض اللحم البشري فـي إحدى الأطباق العديدة التي وزعت على مأدبة الاحتفال بهم . و بالرغم من أن أكل لحوم البشر أمـر مقيت لكنه في تلك المناطق النائية كان يعامل باستخفاف , باكتشاف الطبق المعني . كان غضب الآلهة عليه كان شديداً فسخطوه إلى ذئب , فبما أنه يحب أكل لحم البشر فإن هذه الصورة تناسبه أكثر ، فإنسان يأكل إنساناً لهو أمر مشين ، أما ذئب يأكل إنساناً فهي شريعة الغاب و لا أكثر .
الأسطورة الثانية :
و هي أيضاً من رومانيا تقول الأسطورة أن " كورنفيليوس " رجل نبيل عاش في قرية أصابها بعد حين وباء مات الجميع من أثره ما عداه حيث لم يصب حتى بسعلة كأنما اكتسب مناعة من نوع ما , جاء من بعده 3 أولاد : واحد عضه الخفاش فصار مصاص الدماء ، والآخر عضه الذئب فأصبــح مستذئباً ، والأخير حكم عليه أن يمضي وحيداً في طريق البشر الفانين .
مثلت هذه الأسطورة في فيلم Underworld ببراعة تامة .
الأسطورة الثالثة :
وتأتينا من ترانسلفانيا يقال أنها نشأت من أسرة اسمها " سخاروزان " . عائلة إقطاعية منذ القرون الوسطى حكمت البلاد بالحديد والنار ، إلى أن أصابت اللعنة نسلهم حيث يولد أطفالهم مـذءوبيــن ، وكان المرض يبدأ باسوداد لون البول ، ثم المغص ، وبعدها يتحولون إلى مسوخ ذئاب تعـدي كــل من تعضه و تصيبه باللعنة .
صورة متخيلة لمحارب من البرسيركيين
ــ ما رأي العلم في كل هذا ؟؟
تحدثت النشأة الثالثة للأسطورة عن اسوداد البول و المغص . كذلك تحدث العلماء عن كثافة الشعــر ، و حب اللحم النيء , و هذه أعراض مرض له تفسير علمي ، وعلاجه أطلق عليــه ( مــرض الرجــل الذئب ) ، أما الاسم العلمي له فهو ( بورفيريا ) وهو عبارة عن اختلال تمثيل الحديد في جسم الإنسان و من ثم تحدث أعراض المغص والبول الأسـود ، وفــي حالات نادرة تستطيــل الأظــافــر ، وتبــرز الأنياب ، ويتجعد الجلد , وتصير الحواجب كثيفـة ، والشفاه متشققة ، والعينان حمراويـن ، ويتجنــب المريض الشمس لأنه لا يتحملها .
باختصار يتحول إلى ذئب بشري ومن ثم تولد الأسطورة , و يضفي عليها خيال الإنسان و خوفه من المجهول ذلك الكيان المرعب الذي نعرفه حالياً من قصص و أفلام الرعـب التــي يستخدمــون فيهــا المؤثرات المذهلة المخيفة .
ربط القمر الكامل بالمستذئب عرضياً لما يرمز له القمر من قوة غير طبيعية عند القدماء وقدرته على دفع البشر نحو الجنون و حيث يرتبط الإنسان بالوحش بشكل سحري و خــارق للطبيعــة ولربمــا بدا مريض الرجل الذئب على هذه الهيئة , لكن هل وجدت هذه الكائنات حقاً ؟؟
بقي أن نذكر أن مصاصي الدماء يرمزون إلى الطبقة الراقية من المجتمع , بينما يرمز المذؤوبين إلى الطبقة العاملة والكادحة ، أما الزومبي أو الموتى الأحياء يرمزون إلى الطبقة الفقيرة جداً .
التعديل الأخير تم بواسطة Honey1900 ; 11-06-08 الساعة 08:59 AM
|