كاتب الموضوع :
kokowa
المنتدى :
روايات منوعة
استيقظ ما ان راى النور يتخلل من بين ستائر الحجرة , رفع ساعة يده التي لم يخلعها بالامس كملابسه و نظر انها السادسة صباحا .. جيد .. خرج من غرفته و انطلق بسيارة اجرة الى المستشفى وصل عند حجرتها فوجد ان الستائر مغلقة فتح الباب بهدوء ليجد كايت نائمة بسلام اخذ مقعد و جلس بالقرب منها ينظر الى وجهها الجميل عن قرب و رموش عينيها الهانئة بالنوم و شعرها الاحمر مسترسل على اطراف وجهها و كانها الحسناء النائمة .. احست بأن هناك من يراقبها و هناك نفس آخر بحجرتها يضرب بوجهها ..فتحت عينيها بهدوء لكنها ما ان رات وجهه الباسم حتى ارتعبت و جلست بسرعة تنظر اليه بهلع بينما هو بقي هادئا مبتسما حتى ترتاح لوجوده و بالفعل ثوان فقط حتى عادت الى طبيعيتها لكنها متوترة و خجلة لافكارها فهي تريد ان تهجم عليه و تمطره بقبلاتها .. كما انها خشيت بأن اليكس قد اتى ليأخذ طفلته .. و افكار اخرى كانت تنظر في عينيه و لم تجد فيها حب الانتقام او انه يريد ان يأخذ احدا جل ما رأته في عينيه هو لمعان الاشتياق .. تكلم و كأنه يهمس فارتفع قلبها مع موجات صوته
- " صباح الخير "
وضعت يدها على صدرها تخبيء اهتزاز قلبها عنه حتى لا يرى مدى العشق الذي تكنه له ..
- " صباح الخير .. اليكس "
لم يعرف ماذا يريد ان يقول او يتكلم لقد نسي خطابه الذي اعده و تلاشى كل شيء بمجرد ان سمع صوتها الرقيق .. فتح فمه و خرجت جملة ليست بمحلها
- " كيف حالك اليوم ؟"
- " على احسن حال .. ماذا عنك ؟"
تنهد بصوت يتقطع له القلب ثم نطق
- " كما ترين .. ما زلت على قيد الحياة "
عبست قليلا ثم ابتسمت مرة اخرى فهو ايضا يبدو عليه التوتر نظرت الى الساعة المعلقة
- " يفترض ان اخرج في الحادية عشر "
تمتم بكلمة لم تسمعها و لم تفكر بالتكلم معه فهناك شرر يتطاير بالجو المشحون بالعواطف التي يتبادلونها بالعيون. عندها دخلت الممرضة و هي تدفع فراش الطفلة و تحملها لتضعها في حجر كايت
- " جيد انك مستيقظة .. فالطفلة جائعة "
اومأت كايت مع ابتسامة و تناولت طفلتها من يد الممرضة رفعت رأسها تنظر الى اليكس الجالس امامها وضعت خصلات شعرها خلف اذنها كما تفعل دائما عندما تتوتر فانتبه اليكس لتلك الحركة و فهم بانها تشعر بالاحراج من اطعام طفلتها امامه فوقف و خرج بهدوء ...
و بثلاثون دقيقة رأى عربة الفطور تدخل غرفتها فتخرج منه الممرضة و هي تدفع فراش الطفلة الى الحضانة تبعها بهدوء و وقف ينظر الى الصغيرة التي ترتدي ثياب بيضاء صغيرة و يغطي رأسها قبعة بيضاء ايضا ابتسم .. فابتسمت الصغيرة ايضا و كأنها احست بوجوده خلف الزجاج يبتسم لها بقي ينظر اليها لمدة طويلة بعدها تركها ليتجه الى والدتها الجميلة طرق باب غرفة كايت التي اجابته بالدخول دخل ليجدها قد ارتدت ثيابها و كانها مستعدة للخروج .. نظر الى الساعة انها لم تتعدى التاسعة بعد ..
- " أ مغادرة ؟"
التفتت عليه و هي تزرر قميصها اضطربت فهي ليست معتادة على وجوده حولها خاصة بعد ان تركا الامور بينهما فارغة و السبب يعود لها
- " هل تستطيع اخذي الى المنزل يا اليكس .. فصديقتي آن بالعمل و لن تأتي الا في الظهيرة و لن ابقى حتى هذا الوقت "
اومأ و هو يفكر .. لم لا يأتي صديقها لاصطحابها ؟!
دخل العامل ليحمل حقيبتها و مع كرسي متحرك جلست عليه و قام اليكس بدفعها خارج الغرفة وضعت الممرضة مليسا الصغيرة بحضن كايت و ودعتها و اكمل اليكس دفعها حتى خارج المستشفى عندما اوقف سيارة اجرة ركبت كايت و وضع اليكس الحقيبة في دولاب السيارة ثم ركب بالقرب من كايت التي اخبرت السائق عن عنوان منزلها .. لم تنظره طول الطريق بل لم تتكلم معه كانت عيناها مسمرتين على طفلتها و احست بانه يرمقها بنظرات عشقتهم من قبل و مازالت ترحب بهم . توقف السائق عند منزل كايت خرجت من السيارة و دفع اليكس للسائق و اخرج الحقيبة و تبعها الى داخل المنزل
- " اهلا بك يا صغيرتي في منزلك "
ثم التفتت على اليكس و هي تبتسم
- " و اهلا بك انت ايضا .. سأضع الطفلة في فراشها فهل تحضر الحقيبة الى غرفتي "
أومأ دون ان يتكلم و حمل الحقيبة و تبع كايت و هي تصعد الدرج و تدخل غرفة صغيرة طل برأسه .. كانت الغرفة صغيرة جدا و لها رسومات تنم عن غرفة اطفال خرجت دون ان تغلق الباب على طفلتها و مشت حتى غرفة متلاصقة بغرفة الطفلة و اشارت له بوضع الحقيبة هنا
- " شكرا "
بعدها استدارت و نزلت الدرج فتبعها هو بهدوء .. انتظرت كايت بان يتكلم معها او حتى يهمس لكن اليكس يبدو و كأنه انسان مختلف و بالفعل لقد تغير عليها كثيرا خاصة و انه بدا انحف من قبل و اكثر وسامة لان شعره طال قليلا اه كم تتمنى ان تخلل اصابعها بين شعره الكثيف
- " اتريد فنجان قهوة اليكس ؟"
- " لا امانع "
ابتسمت و اخيرا نطق بعد فترة السكوت التي ازعجتها دخلت المطبخ فدخل خلفها جلس ينظر اليها و هي تعد القوة لهما ثم سكبتها له و وضعتها امامه رشف منها قليلا و بان على ملامحه بان استطيبها رفعت رأسها و سألته بقلق فهي خائفة بأن وراء هدوء اليكس شيء خطير او كانه يخطط لشيء تجهلة
- " لم انت هنا يا اليكس ؟"
اجاب بهدوء و ثقة كأنه قد حضر الاجابة منذ فترة و استعد لسؤالها
- " اشتقت لك "
انعصر قلبها فهو يعني ما يقول صوته و وجهه يؤكدان لها ذلك ..ارادت ان تسأل سؤال آخر لكن صوت طفلتها ابعد تفكيرها كانت تصرخ و تبكي شعرت كايت بأنها خائفة و لا تعرف كيف تتصرف مع الاطفال فهي ليس لديها خبرة بالتعامل معهم من قبل صعدت الدرج بسرعة و دخلت الغرفة حملت صغيرتها و دارت بها بالغرفة تنمنم بأغاني الاطفال التي حفظتها من جدتها في اذنها لكن دون فائدة الطفلة تصرخ عاليا و كان شيئا يزعجها صعد اليكس و مد يده يأخذ طفلة و ضع بطن الصغيرة على ذراعه و اخذ يطبطب فوق ظهرها بحنية تفوق الخيال
- " شششش..ششش"
و ما هي الا ثواني حتى سكنت الصغيرة و عادت لنومها فوضعها بخفة و هدوء بفراشها ,استغربت كايت و وضعت يدها على رأسها غير مصدقة بان نوبة البكاء قد توقفت , كيف استطاع فعل هذا مد يده و جرها بهدوء خارج الغرفة نزلا معا الى المطبخ حيث قهوتهما اصبحت باردة كانت مترددة
- " لا اعرف اذا كان يجب علي ان ابقى بالقرب منها حتى لا تبكي مجددا "
- " لا تقلقي ..ستكون بخير "
- " لكن كيف ؟ لقد تصرفت بأنك تعلم ما بها .. اذهلتني في الحقيقة "
- " نعم اعرف .. انها مجرد تقلصات بمعدتها .."
- " اتعني بانه شيء طبيعي "
- " بالطبع يا كايت .. التقلصات التي تحدث للاطفال طبيعية .. الطفل عندما يكون في احشاء والدته يتغذى من خلال الحبل السري و الان هي تأخذ الطعام من فمها يدخل الهواء الى معدتها محدثا تقلصات و عندما وضعتها على بطنها و قمت بطبطة ظهرها خرج الهواء الزائد الذي يزعجها .. قومي بذلك بين فترة و اخرى لكن انتبهي الضغط على بطنها الصغير "
معلومات كثيرة تجلها كايت و اندهشت اكثر عندما تكلم اليكس بها .. فكيف يعرف كل هذا ؟ و لم تتردد بسؤاله
- " كيف تعرف كل هذا يا اليكس ؟ ما زلت تذهلني "
ابتسم لها بحنان و نظر بعينيها انه وقت الصراحة قد حان الذي كان يجب ان يحدث قبل اشهر طويلة منذ بداية الامر و آن الاوان لان تعرف من هو و كيف هي حياته حتى تفهمه و لعلها تسامحه
- " انا طبيب يا كايت "
لم تجد ما قاله شيء يصدق لكنها عندما تذكرت اللفافات حول معصمها و رأسها و المسكنات التي اعطاها اياها و كيف قام بتطبيب جرحها صدقت ذلك و شعرت بالامتعاض لم لم يخبرها بذلك من قبل ؟! و لم جعلها تعتقد بأن الذي قام هو بذلك هو رجل غيره .. الان بدات تفهم
- " اليكس .. لم ؟ لقد خبأة الامر علي ؟"
انزل رأسه حزنا على ما فعله
- " انا اسف .. لقد قطعت مسافة الى هنا يا كايت كي اخبرك بمدى اسفي عن تصرفي بغباء"
- " لكني لم ارك تذهب الى العمل كنت تقضي معظم الاوقات في المنزل و الحديقة "
- " هذا صحيح .. كنت بإجازة "
فكرت انها اجازة طويلة لشخص عادي فلم هذه المدة ؟
- " لكن الا توافقني بأنها اجازة طويلة جدا لطبيب ؟"
قهقه فكلامها صحيح
- " نعم هذا صحيح .. لكنني احتجت لها "
غضبت فهو الان يخفي عنها مجددا و لا يريد ان يتكلم معها بصراحة راى تقاسيم وجهها العابسة فضحك لكن سرعان ما عادت ملامح وجهه الى الجدية
- " لا داعي للعبوس يا كايت .. على الرغم من انه جميل عليك لكني افضلك مبتسة على ذلك "
تغيرت ملامح وجهها للهدوء .. كعادته معسول الكلام و هذا ما سحرها فيه منذ البداية لكنها انزعجت منه فهو يحب الغموض
- " ساخبرك بكل شيء تريدين سماعه يا كايت .. يجب ان تعرفي عني حتى ترضي .. اعتقد بانك بحاجة الى العديد من التفسيرات .. و سأبدأ بقول الحقيقة لك التي خبأتها عنك دون ان اعرف الاسباب لذلك .. لا اعرف ما اللذي دفعني لان اسكت او التحدث عن ماضيي "
- " اليكس .."
قاطعها ليردف
- " لدي ماضي تعيس و متعب و كذلك قصص حب فاشلة و زواج افشل .. انا لا ابرر اسباب سكوتي لكنني اصبحت غامضا اكثر .. لم اشأ ان اتورط بعلاقة حب جديدة .."
لم تتكلم بل سكتت تفكر بكلماته و تنتظره يجيب عن تساؤلاتها دون ان تلقي عليه ااسأله فأجاب عليها و كأنه يقرأ ما يجول برأسها
- " و اجابة عن سؤالك عن الاجازة احتجت لها لاني مريض .."
ضرب قلبها بقوة فهي لم تنتظر هذه الاجابة فتكلمت بتلعثم و عينيها محدقة بملامحة
- " مريض ؟ لكنك كنت بصحتك و مازلت ؟ "
- " كانت الاجازة المرضية لان اتشافى من عملية جراحية قمت بها قبل ثلاثة اشهر من قدومك الى اوتاوا .. فأنا لا اقيم هناك بل لدي منزلي في العاصمة و منزل اوتاوا هو للعطلات "
- " و لم العملية الجراحية ؟ و ما هي عليه ؟"
- " سأخبرك منذ البداية .. اذا كان لديك نية بالاستماع لي .. كما قلت لك .. انت بحاجة الى تفسيرات عديدة "
- " اريد ان اعرف عنك كل شيء يا اليكس "
- " اعتقد انه من حقك يا كايت .."ا
شيء ما ضايقها ربما الالم في صوته او الحزن جلس براحة ينظر اليها انه وقت قول الحقيقة تنهد ليبدأ حديثه
- " حسنا لقد ولدت بقلب ضعيف و قد اخبر الاطباء والداي بأن لن اعيش طويلا و ان لن يجدي نفعا اجراء عملية جراحية لي لصغر حجمي و بمعجزة استطعت ان اصمد بقلبي الضعيف حتى السادسة عندما وقعت اثر حادث ..أخذني والدي الى المستشفى و قاموا بوضعي على الاجهزة و عشت مع هذه الاجهزة حتى وقت طويل استعدت بها صحتي و اكملت حياتي المليئة بالاطباء و المستشفيات و الاجهزة و المسكنات و مع دخولي الى الثانوية ايقنت بأني اريد ان اعرف عن حالتي كل شيء و بدأت بدراستها لم اترك ضعف قلبي يهزمني بل قاومت ذلك بتقوية بدني و صحتي بكل الطرق و بعد تخرجي من الثانوية بتقدير جيد اتجهت الى كلية الطب و بعد سنوات تخرجت لاصبح طبيب في مستشفى كنساس و هناك تابعت حالتي بكوني طبيب مختص بأمراض القلب كما انني جراح ايضا ..."
كانت تسمع اليه بانصات تام انها معلومات كثيرة بالنسبة لها لم تعرف عنها شيئا .. الان بدأت الصورة تكتمل عندها
- " و هل تشافيت ؟ اعني اما زلت مريض بعد العملية الاخيرة ؟"
سمعا صوت الباب يفتح فتهب آن داخلة تصيح بابتهاج قاطعة حديثهما
- " كايت عزيزتي .. مرحبا بعودتك الى المنزل و عودة الصغيرة ملي...."
لم تسترسل بإنهاء جملتها عندما دخلت المطبخ و نظرت الى كايت تجلس و امامها رجل غريب لم تقابله من قبل ابتسمت بتوتر و هي تلتفت يمينا و شمالا تريد جواب من كايت التي وقفت و أشارت لها بالجلوس
- " آن هذا اليكس .."
و نظرت الى وجه آن تبحث عن ردة فعل و دقيقة واحدة ادرك ما تنعيه كايت (بهذا اليكس !!) اضطربت لكن وجه كايت و راحتها بوجود هذا الرجل لا يدعي للاضطراب فهل تفاهما على امر الطفلة ام ما الذي يجري هنا ؟!
- " اتريدين فنجان قهوة يا آن ؟ "
سكبت لها فنجان دون ان تسمع جوابها وضعته امام الطاولة لتنضم اليهم ابتسم اليكس لها بينما هي بقيت مصدومة .. بادر اليكس بالتكلم لها
- " لقد رأيتك تلك الليلة بالمستشفى .. يبدو انك صديقة جيدة لكايت "
تشجعت لان تبادله الحديث عندما لمست منه النية الطيبة
- " نعم فنحن صديقات منذ مدة طويلة .. اذن انت هنا منذ ايام ؟"
- " ثلاثة ايام تقريبا .. انا من اخذ كايت الى المستشفى "
التفتت آن الى كايت تنظر اليها بتأنيب فمنذ متى تخبيء كايت امرا عليها, و لم لم تخبرها بأن صديقها او حبيبها السابق هو من احضرها الى هنا ؟؟ و ان والد طفلتها هنا في ربوع اكسفورد لثلاثة ايام و هي لا تعلم .. وقفت كايت بهدوء و اشارت لآن بان تتبعها عندما رأت خطوط الاسألة و الغضب بادية على ملامحها
- " آن هلا ساعدتني بتغير ملابس مليسا فأنا لا اعرف شيئا بتلك الامور"
و كانت تلمح بشيء آخر أي انها تريد ان تتحدث معها بانفراد التفتت على اليكس
- " من بعد اذنك يا اليكس خمسة دقائق فقط .. تصرف و كأنك بمنزلك "
مشت كايت امام آن و هي تصعد الدرج اوقفتها و همست تأنبها
- " متى كنت ستخبريني ؟ "
- " اوووش آن .. اتبعيني "
سارت خلفها و دخلت غرفة الصغيرة و اغلقت الباب
- " اسمعيني آن .. لقد صدمني وجود اليكس فأنا لم اتوقع حضوره ... اتذكرين تلك الليلة عندما اتصلت لاخبرك عن الالام التي تصيبني .."
- " نعم اذكر لكن ما دخل هذا ب .."
- " اسمعيني و لا تستبقي الامور .. لقد حدث شيء مريع و سمعت طرق على الباب و بالكاد تحركت لافتحه فأجد اليكس واقف مصدوم ينظر الي صرخت بوجه لان يأخذني الى المستئفى و منذ تلك اللحظة لم أره و لم اعلم بأنه بقي في المستشفى معي طيلة الثلاثة ايام .. و كنت سأخبرك بوجوده لكنني لم اجد الوقت المناسب "
- " و ماذا يفعل هنا الان ؟"
- " لا اعرف ماذا يريد يا آن .. يقول بأنه اشتاق الي لكنني قلقة بشأنه ..انه يحدثني عن اسفه لتصرفاته الغامضة و يريد ان يفسر لي السبب بكل ما حدث لنا .. لا لم اذا كان يعرف بأمر مليسا "
- " ألن تخبريه ؟ "
- " انا خائفة جدا .. لكن تصرفاته لا تجعلني اخشى فهو يبدو هاديء كتعادته و جل ما يريد ان يقوم به هو التحدث و الافصاح عن الكثير مما اخفاه علي .. اعتقد بانه اتى ليصحح خطأه لكن لم بعد تلك المدة؟؟ لا اعرف "
- " لابد انه قابل ليلي او سكوت و اخبراه بحملك او شيء من ذلك "
- " اه لقد ذكرتيني بليلي يتوجب علي الاتصال بها و اخبرها بقدوم مليسا جديدة .."
- " افعلي ذلك لاحقا و فكري بالمشكلة التي تنتظرك بالاسفل "
- " لا ارى وجود اليكس مشكلة .. الحقيقة يا آن اريد ان اسمع له و اعطيه فرصة .. فأنا .. انا احبه.. و لا اريده ان يرحل و يتركني و مليسا بلا رجل "
فكرت آن قليلا فكلام كايت منطقي خاصة و انها تحب ذلك الرجل الذي بوجهة نظر آن يستحق فرصة ثانية كونه رجل وسيم جدا و ذو طباع هادئة ..
- " افعلي ما يناسبك و سادعمك بكل قراراتك .. و الان لننزل فالرجل بدأ يرتاب .."
قبل ان تفتح الباب لتخرج اوقفتها كايت مع ابتسامة خجل ممزوج بفخر
- " اتصدقين بانه طبيب و جراح ..لم اعلم بهذا حتى قبل ان تدخلي .. كما انه رائع مع مليسا استطاع ان يوقف بكاءها بطريقة سحرية .. "
- " رائع .. لن تخشي شيئا بعد اليوم "
ضحكت كايت و هي تنزل الدرج التفتت اليكس ينظر اليها و هي تتحرك بانسيابية مبتسمو و تضحك تنهد فقلبه مكثف بداء الحب, ابتسمت آن له , وقفت تحدق بأليكس بطوله و عرضه ووسامته و لون عينيه و غمازتيه و شعره و لباسه الذي ينم عن ذوق راقي و انه من الطبقة الارستقراطية كما ان مظهره لا يوحي بانه طبيب ..
دخل توم فجاة و هو يحمل حقائب و علب كثيرةمنها علب بيتزا حارة .. كان يتحدث بالهاتف يضحك بصوت عال اقتربت كايت و آن تحملا الاغراض من يده فالقا توم الهاتف على كايت التي بدأت تتحدث مع المتصل و تضحك
- " شكرا لك .. متى نراك ؟ يجب ان تزورينا و تقابلي مليسا الصغيرة .. انها .. نعم .."
استغرب توم وجود اليكس بغرفة الجلوس ينظر اليه فانتظر كايت حتى اغلقت الهاتف و انضمت لهم كانت تفتح الحقائب و تخرج منها الملابس الصغيرة التي اشتراها توم لمليسا اقتربت منه و قبلته
- " انها رائعة شكرا لك يا عزيزي"
تضايق اليكس و شعر بالغيرة و بانه دخيل في هذا العالم حيث اللهجات مختلفة و صعبة لان ينتبه على ما يقولونه كما انه تضايق من قرب هذا الرجل من محبوبته وقف فقد قرر الخروج و توديع كايت ..انتبهت له فسألته بخيبة امل
- " الى اين يا اليكس ؟ "
- " يجب ان اعود .. "
و لا شعوريا مدت يدها تمسك صدره توقفه
- " لا اليكس ابقى قليلا .. سيذهب توم و آن بعد قليل فكلاهما لديه اعمال غدا و سأبقى وحدي "
فكر ثم أجاب بجاذبية
- " حسنا سأبقى.. من أجلك "
التفتت توم عليه و هو ينظر بتساؤل
- " توم هذا اليكس .."
- " اهلا اليكس .."
- " مرحبا .."
فتح توم عينيه باتساع عندما ادرك ما سمعه فقال بدهشة
- هل هو ...؟!"
لكزته آن و جذبته من ذراعه بقوة الى غرفة الجلوس حتى لا ينطق بامور قد تثير اشياء اخرى احس اليكس بتوتر الوضع و بان هناك شيء مخفي عنه تبعهم بالجلوس في المطبخ و كانوا يتناولون البيتزا التي احضرها توم معه .. كان هاديء جدا لم يشاركهم الحديث بل بقي مستمع و متفرج ينظر الى كايت و هي تأكل و تتحدث و تضحك و تبتسم و كانت تلتفت اليه بين فترة و اخرى تبتسم له و يتورد خدها ثم تشيح بنظرها عنه و هكذا تتلاقى عينيها بعينيه ثم تشيح ..
خرج توم و آن مودعين كايت فكل منهما لديه اعمال كثيرة بالغد , اغلقت كايت خلفهم الباب لتعود الى حديثها مع اليكس لكن ما جلست حتى سمعت بكاء طفلتها صعدت بسرعة لتحملها و تذكرت بان آخر مرة اطعمتها قبل العشاء اذا لابد و انها جائعة , جلست على الكرسي و قامت بإطعام صغيرتها كانت ترفض و تزيح فمها ثم تعود للصراخ و البكاء لم تعرف كيف تتصرف مع هذه الطفلة انها لا تجيد التعامل مع الاطفال ابدا تباكى صوتها عندما علا بكاء الطفلة
- " ما بك يا عزيزتي .. ارجوك توقفي .. ماما هنا .. توقفي "
سمعت خطوات اليكس يصعد الدرج و يدخل الغرفة بهدوء
- " هل تسمحين لي ؟ "
مدت الطفلة اتجاهه ليحملها بين يديه رفعها الى الاعلى ثم ضحك بهدوء
- " الطفلة تحتاج الى تغير يا كايت .. متى اخر مرة قمت بتغيرها ؟"
حاولت ان تتذكر ثم وضعت يدها على فمها
- " يا الهي لم افعل .. بل عندما أتت آن و ساعدتني .. أي قبل ساعات طويلة .. المسكينة "
اخذت مليسا من يده لتدخل الحمام و تقوم بتغير طفلتها و تبديل ثيابها فخرجت مع الطفلة التي توقفت عن البكاء لكن وجه كايت قلقا جدا .. دنا منها ..ربت على كتفها بهدوء
- " لا تقلقي يا كايت فذلك لا يجعلك ام سيئة .. و الان اطعميها فهي تبدو جائعة "
- " حسنا .."
تركها لتأخذ راحتها و انتظرها في غرفة الجلوس .. مر بالقرب من الصور المعلقة و الاخرى الموضوعة على طاولات كانت كل الصور لجدتها و جدها و صورة لرجل و امرأة لها نفس وجهها مع اختلاف بسيط شعر بانها والدتها .. و صورة أخرى لها و آن يبدو انها جديدة و اخرى لمجموعة موظفين وقفت كايت بالمنتصف و قد احاطها رجل قد راه تلك الليلة في المستشفى و بعض الموظفين الذين تذكر وجوههم . اخذ يتمشى بالمنزل ينظر الى البساطة التي تدل على ذوق كايت الراقي و حبها للبساطة انه مكان مريح للعيش فيه .. دخل غرفة صغيرة بها رسومات و أوراق و مكتب ابيض كبير للرسم الهندسي وضع عليه تصاميم هندسية كما راها من قبل تعمل عليها في اوتاوا , حاول ان يقرأ منها شيئا لكنه لم يفهم .. كما وجد العديد من الشهادات معقلة و بعضا منها مرتب فوق الرفوف اقترب ليقرأ احداهما فانتبه لصوت كايت
- " هذه شهادة تخرجي من الثانوية .."
التفتت عليها فابتسم
- " آسف لتطفلي "
- " لا عليك .."
اقترب من حيث تقف ثم همس
- " هل نامت مليسا ؟!"
- " نعم .. انها كقطة صغيرة "
ابتسم فهي بالفعل صغيرة جدا لكنها جميلة و ظريفة كوالدتها مد يده يلمس شعرها فارتعشت و نظرت الى وجهه الذي بدا عليه التعب
- " لقد قصصت شعرك .. انه رائع"
ضغطت على شفتيها تمنع نفسها من البكاء لا تعرف لم شعرت بانها تريد ان تبكي فما اللذي يدعو للبكاء فيما قال ؟؟انه مجرد تعليق على شعرها هذا كل ما في الامر .. لكن نبرة الحزن بصوته هي التي آلمتها فأشاحت عنه و دخلت غرفة الجلوس تلتقط الوسادات الملقية على الارض لتضعها على الكنبة مجددا.. تحاول ان تلهي نفسها عن التفكير به لكنه تبعها حتى اقترب منها و اوقفها جاذبا زجهها بطرف اصبعه لتنظر اليه
- " اشتقت لك يا كايت لدرجة الجنون "
انه صادق فعينيه لا تكذب ابدا اقترب منها حتى التصقت به ضمها بين يديه و قبل رأسها ثم استشق رائحة شعرها فهمست بلا سيطرة على مشاعرها التي ذابت من حرارة جسده
- " و انا كذلك .. اشتقت لك "
رفع رأسها ..أخذ شفتيها بقبلة صغيرة تليها قبلات تتجاوب معه حتى طالت الاخيرة عندها ابعد شفتيه بهدوء و ظل ينظر بعينيها كانت تلمع فتعكس صورته ابتعد عنها عندما ادرك بان ما يفعله خطا بحقها خاصة و انها مضت بحياتها و اصبح لها طفلة من صديقها الذي سيتقدم لها قريبا فهو لا يريد ان يكون عثرة امامهما .. تضايق لهذه الفكرة و رضي بالامر و عاد الى الواقع ..استدار بعيدا عنها متجهه الى الباب .. لم تعرف سبب تصرفه بتلك الطريقة المفاجئة سارت بالقرب منه
- " الى اين يا اليكس ؟"
- " سأذهب يا كايت ... اتمنى لك حظا طيبا "
- " اليكس توقف .."
صاحت عليه عندما اقترب من الباب ليفتحه فسمع لها و توقف اقتربت منه و تعلقت برقبته و تكلمت بصوت متباك أسر قلبه
- " لا تتركني .. ليس الان .. ارجوك .. فهناك الكثير لان تعرف عنه يا اليكس ..ابقى معي و اسمع ما اريد قوله .. "
عانقها بقوة و هو يسألها دون ملامح لصوته غير الريب و الشك فهو يخشى ان يسمع ما لا يعجبه او يضايقه لكنه تكلم بحدة
- " اذا اردت قول شيء يا كايت فقوليه الان .. "
رفعت رأسه تنظر اليه باستغراب ماالذي اصابه ؟ لم هذا التغير المفاجيء
- " لم قررت الذهاب بهذه السرعة المفاجئة ؟ ما الذي يجري يا اليكس ؟ "
وضع اصابعه بين شعره يشده و يضغط على أسنانه
- " لا شيء ..."
- " اذن ابقى قليلا .. لدقائق فقط .. فأنت لم تكمل لي حديثك .."
جرته من يده الى غرفة الجلوس و دققت النظر في وجهه يبدو عليه القلق و التعب فشعرت بالذنب لانها اصرت لان يبقى ..حاول ان يتذكر اين توقف بحديثه فليس لديه اية رغبة بالتكلم و هذا ما بدا على ملامحه .. حاولت كايت تلطيف الجو بابتسامات ظريفة و تذكرت سؤال كان يخطر في بالها كلما اخذ اليكس مليسا الصغيرة بين يديه
- " آه نعم اليكس كنت اود ان أسألك .."
- " تفضلي ! "
- " كيف تجيد التعامل مع الاطفال .. اعني حتى و ان كنت طبيب هذا لا يعني بأن كل الاطباء يستطيعون الاعتناء بالاطفال كما تفعل .."
اجبره لطفها و تفكيرها المنطقي على الابتسام بالرغم من انزعاجه و شعوره بالتعب .. اشتدت اعصابه و هو يجيب لان يسترجع بتلك الاجابة احداث مؤلمة لم يتطرق للحديث عنها منذ فترة طويلة جدا و قد حاول قدر المستطاع تناسيها و اتى اليوم لان يفصح عنها امام كايت و تحشرج صوته بحسره
- " كان لدي طفل .."
قسى على قلبها بإجابته هذه فهي لم تقصد ايذاءه بتلك الطريقة كل ما ارادت معرفته هو مجرد فضول
- " كان ؟! "
اومأ بحسرة و هو ينزل عينيه لم ترى اليكس حزين الى هذه الدرجة من قبل ارادت ان تحتضنه لكنه تكلم بصوت اكثر حزنا
- " نعم كان لدي صبي و قد توفي قبل سنتين تقريبا "
- " آسف يا اليكس لم أشأ ان اتطرق لموضوع يؤلمك .."
- " لا تعتلي هم فانا اعرف ذلك .. ربما اتى الوقت لان افصح عن مشاعري لشخص ما .. و ارى انك المناسبة بل انت الوحيدة التي يجب ان اتحدث معها "
- " اليكس .. ."
قاطعها ليسرد بحديثه المؤلم عن طفله
- " لم تريد بيانكا طفلا لان العلاقة بيننا كانت متوترة لكنها بالنهاية فعلت و انجبت صبيا اسميته رون كجدي "
- " و ما سبب وفاته ؟"
- " حادث .. سببه اهمال بيانكا"
تحول الحزن بعينيه الى غضب واضح و اردف مكملا
- ساءت علاقتي بيبيانكا اكثر فقررنا الانفصال و من بعدها بقيت حزينا و منطوي على نفسي حتى اعياني المرض و تعطل قلبي هذه المرة بشكل الخطير مما اظطر الطبيب بزراعة قلب جديد لي و قد خشي والدي كثيرا خوفا من ان تصبح حالتي اسوء من قبل عندما توفيت والدتي ايضا ...تستطيعين ان تقولي خشي ان يفقدني فانا ابنه الوحيد و انا من تبقى له في هذه الحياة "
كانت نظرتها هذه تحمل العديد من الجمل و الكلمات التي حاول قراءتها كانت متوترة و خائفة اكثر من اضطرابها مد يده و تلمس خدها .. سارت قشعريرة بجسدها بفعل لمسته الحانية هذه فتكلمت تتهرب من الاستمتاع بهذه اللحظة
- " هل تشافيت بعد العملية الاخيرة ؟ لم تجبني ؟"
- " نعم تستطعين قول ذلك .. اخذت اجازة مرضية قبل مجيئك الى اوتاوا لان اتشافى و قد دامت ستة اشهر و يفترض اكثر لكنني لم استطع ان ابقى في اوتاوا طويلا خاصة بعد مغادرتك "
- " اليكس لا اعرف ماذا اقول لك .."
- " لا تقولي شيئا .."
احست بغصة بحلقها تريد ان تخبره بكل شيء عن طفلتهما لكنها خائفة و آن الوقت لاخباره بالحقيقة التي قد تصدمه اما الان و اما لاحقا
- " لكنني يجب ان اخبرك .. بما اننا تطرقنا الى مواضيع حساسة"
نظر اليها بريب انها تنوي قول شيء خطير فيجب ان يستعد لذك لكنه حاول اخفاء قلقه بهدوئه
- " تكلمي يا كايت .. "
- " آسفة يا اليكس لم أشأ للامور ان تتعقد هكذا .."
- " ماذا هناك ؟ تكلمي .."
بللت حلقها و نظرت اليه بخوف عندها عبس و تغيرت ملامحه
- " اتذكر تلك الليلة عندما ... تعرف .. "
- " نعم اذكرها جيدا "
ضغطت على كفها بقوة كانت تتكلم بتقطع الشيء الذي جعل اليكس يفقد صبره
- " عندما عدت الى اكسفورد كانت هناك اعراض تصاحبني و عندما ذهبت الى الطبيب اخبرني باني حبلى ..."
لم يصدق ما سمعه ... بل لم يستوعب الكلام جيدا .. اعاد جملتها مرة اخرى و حاول ربط الكلمات بالصور و الاحداث ليخرج بتفسير لكلامها عندها فتح عينيه و صر على اسنانه بعصبيه.. اذن ردة فعله هو الغضب و خيبة الامل من تصرف كايت الغير معقول رفع يده الى رأسه يوقف الافكار المتضاربه و هول الصدمة و الاستكشاف المروع .. بقي صامتا يدور بالغرفة .. انفجرت كايت بالبكاء لاشعوريا عندما رأته يتصرف هكذا احست بان شيء ما قادم ليهلكها .. بل شيء اسوأ .. لا تعرف لم الافكار السوداء جالت برأسها .. توقف فجاة عن التحرك و اقترب منها بسرعة و فتح فمه ليتكلم و هو ضاغط على اسنانه
- " ا افهم من كلامك بأن مليسا ابنتي ؟! "
شعورها بالخوف منعها من النطق نسيت الاحرف و الكلمات أومات و زاد بكاءها .. رجع يدور بالغرفة و يده على رأسه و يمتم لنفسه بكلمات غير مفهومه خف بكاءها قليلا و كانت تقول له بصوت مترجي
- " انا آسفة يا اليكس ... آسفة ..."
لكنه لم يبدي اية شيء ناحيتها بل جلس و تسمرت عيناه عليها دون أي تعابير بوجهه اقتربت منه بخشية و ضمته بقوة الى صدرها فهو لم يبدو على طبيعته
- " اليكس .. ارجوك سامحني .. تكلم .. قل شيئا .."
نظر اليها نظرة عتاب ممزوجة بالغضب
- " ألم تنوي اخباري بذلك ؟ "
- " لا اعرف .."
صرخ بوجهها ثم ابعدها عنه ليقف و ينظر اليها بحدة
- " لا تعرفين ... هذا يعني بأنك ...آه يا كايت لم انت هكذا ... أ كل هذا لانك قابلت زوجتي التي انفصلت عنها منذ سنوات ؟... ام لانك تريدين تعذيبي فقط ؟ ام هذه طبيعتك؟ .. ام ماذا يا كايت ؟ هل هذه طريقتك للانتقام مني ؟ بإخفاء امر وجود طفلة لي "
انزلت رأسها تبكي بحرقة ان ردة فعلة طبيعية لخطا ارتكبته هي ظل يصرخ و يسب و يشتم فأوقفته بصرخة منها
- " كفى ..."
عندها سكت و أخذ ينظر اليها بغضب مسحت دموعها مبعدة عينيها عنه حتى لا تراه بشكله المخيف الغاضب سكت دون ان ينطق بكلمة و كذلك فعلت هي لفترة ثم تكلمت و قد عاد صوتها طبيعيا
- " أعرف باني اخطات يا اليكس .. لكنها ردة فعل طبيعية .. كنت مازلت مجروحة للألم الذي سببته لي .. "
- " انت لم تتركي لي خيار او فرصة لان اشرح لك وضعي "
جاوبها بصوت غاضب لكنه مع ذلك هاديء التفتت عليه
- " كان لديك فرصة منذ البداية يا اليكس لان تخبرني بالحقيقة "
- " انا لم اكذب بشيء يا كايت .. كان المجال مفتوح امامك لان تسألي .. انا لم اخدعك ابدا "
- " لكنك تركتني اخدع نفسي و اعتقد بانك انسان اخر و انصدمت عندما وجدت ذلك البستاني البسيط هو نفسه السيد كالفاني .. فمن انت ؟ ايهما انت يا اليكس ؟"
انزل رأسه فهو مصر على ان خطأه بسيط و انها بالغت في ردة فعلها
- " معك حق باني لم اخبرك منذ البداية من اكون لكني اعتقدت بانك تعرفين او ان جدتك اخبرتك بشيء عن امري .. اعتقد باني خبأت عنك فقط هو كون وجود زوجة لي .. لكني لا اعتبارها ذلك لانفصالي عنها منذ سنوات و كنا نتحدث عن امور الطلاق عندما دخلت .. و مع ذلك فهذا لا يبرر سبب عدم اخباري انك تحملين طفلتي يا كايت.."
مشى بسرعة ليخرج من الباب صرخت بقهر
- "الى اين انت ذاهب .. لم نتهي بعد ؟ "
التفتت اليه و الغضب يشعل مقلتيه
- " ساترك وحدك تفكرين بالالم الذي سببته لي طيلة التسعة اشهر الفائتة .."
- " اليكس توقف .. دعنا نتفاهم "
خرج من البيت صافقا الباب خلفه بغضب جعل المنزل يهتز فترتجف هي و تبكي حتى جفت دموعها
جلست تفكر بكلامه اللوم يقع عليها بدرجة اكبر و لكنه و جدتها يشتركان بجزء من ذلك اللوم شعرت بوخزة الم في صدرها فلم تستطيع البقاء بمكانها تفكر لوقت طويل صعدت حجرة طفلتها تنفست بعمق و اغمضت عينيها فنزلت دموعها من جديد ...اذا هذا الوداع الحقيقي ..
تصبحت بنور الشمس يدخل الى حجرة طفلتها فيوقضها بعد ان قضت ليلها المزعج على الكرسي .. تصلب جسدها و رأسها متصدع لكثرة بكائها في الامس .ز نظرت الى طفلتها النائمة بهناء قبلتها .. نزلت الدرج بخطوات صغيرة .. لم تعرف ماذا تفعل .. لقد تكها اليكس و هذه المرة الى الابد . تركها معلقة لا تعرف كيف تتصرف بهذا الهم الذي لم تزيحه عن صدرها .. لم تفكر بأن هذا اليوم سياتي بل لم يطرأ على بالها قط ان يسافر اليكس الى اكسفور باحثا عنها ليصحح خطأه فتفجأه بطفلة له .. لا تلومه على ردة فعله انها تستحق ما صدر منه ..
بقيت طول اليوم تهدأ صغيرتها التي لم تكف عن البكاء .. لقد طال بها الامر و لم تنم جيدا بل ظلت تسكتها و انها حالة طارئة لان تتصل بآن في هذا الوقت من الليل
- " آن .."
- " كايت لم البكاء ؟ ما بك يا عزيزتي ؟ هل كل شيء بخير .."
- " انها لا تكف عن البكاء .. لا اعرف ما بها "
- " توقفي عن البكاء و سآتي حالا .. حاولي اطعامها .."
- " لقد فعلت انها ترفض .. اسرعي يا آن سأجن "
- " حسنا .. دقائق انتظريني و تماسكي عزيزتي .."
و بخمسة دقائق كانت آن في منزل كايت تحمل الصغيرة بين يديها تهدئها اخذت تدور بها الغرفة و تغني لها لكن لا فائدة انها تتألم و مما زاد الامر على كايت لان تتحمل اكثر فأخذت تبكي مع طفلتها من جديد و فجأة خطرت فكرة لآن
- " اين اليكس ؟"
توقفت كايت عن البكاء و انتبهت الى صدسقتها .. هل قالت اليكس ام انها تتوهم ؟
- " اليكس ؟!!"
- " نعم اليكس اين هو ؟ "
- " لا اعلم .. لم تسألين ؟"
- " هو طبيب اليس كذلك ؟ كما انك اخبرتني بانه يعرف كيف يتصرف مع الاطفال .. اتصلي به "
- " لا ... لا اريد "
- " ما بك يا كايت ؟ .. لقد كنتما على وفاق بالامس "
عادت للبكاء مجددا فهرموناتها تؤثر بعواطفها اكثر من اللازم
- " اخبرته بأمر مليسا .. غضب و خرج تاركني وحدي و مليسا .. رجوته ان يبقى لكنه لم يصغ الي "
تنهدت آن لا تعرف حل لبكاء الصغيرة
- " هل آخذها الى المستشفى ؟ "
- " نعم .. مجرد ان نطمأن عليها "
اسرعت كايت بارتداء ملابسها بعدها نزلت الدرج بسرعة حتى سمعت صوت جرس الباب التفتت الى آن التي هلعت في مكانها
- " كايت هل تنتظرين احد ؟!"
هزت رأسها نفيا
- " اذن من يكون القادم في هذا الوقت ؟"
- " لا عرف .. هل افتح الباب ؟ "
اقتربا معا ..سألت الطارق قبل ان تفتح له الباب
- " من ؟"
- " انه انا .. اليكس "
رقص قلبها ففتح له الباب ليدخل التفتت على مليسا البكاية بألم
- " ما بها ؟ "
لم تستطع كايت ان تتمساك نفسها للمرة الالف فبكت و هي تجيبه
- " لم تكف عن البكاء منذ الصباح .. لا اعرف ما بها .. ساعدني ارجوك .."
حمل طفلته من آن التفتت على كايت آمرا ايها بالهدوء
- " اهدئي .. كل شيء سيكون على ما يرام "
هدأت قليلا و اقتربت من اليكس و هو يضع الطفلة على الطاولة يتفحصها و يضغط على بطنها بعدها التفتت على كايت و كأنه عرف علتها
- " جهزي حمام دافيء .. "
- " أ هي بخير ؟ "
- " نعم اخبرتك الا تقلقي .. انها مجرد تقلصات .. يبدو بانها لم تتغذى جيدا .. انظري ان بطنها متيبس "
دخلت الحمام و جهزت لصغيرتها حمام دافيء اقترب اليكس و وضعها برفق داخل الماء و اخذ يدعك و يمسج بطنها الصغير شيئا فشيئا خف بكاء الصغيرة حتى توقف و بدأت ترتاح ضحكت آن و كذلك كايت غير مصدقة ما يحدث و اخيرا .. جلست بتهالك على الارض تنظر الى اليكس و هو يهدأ الصغيرة يبدي اهتمام فائق بها و الان ايقنت الذنب الذي اقترفته بحق صغيرتها و بحق اليكس..
- " حسنا بما ان مليسا قد هدأت يتوجب علي الذهاب فقد تركت المنزل دون ان اخبر ديفيد .. اخشى ان يستيقظ و لا يجدني "
- " اسفة لاني ازعجتك يا آن.."
- " عزيزتي .. الصديق وقت الضيق "
- " اشكرك "
- " على الرحب و السعة "
اقتربت منها و همست بأذنها
- " عالجي الامر الذي بينكما يا كايت .. انه صيد ثمين .."
ابتسمت كايت بخجل و هي توما برأسها فآن صادقة لن تجد رجل مثل اليكس يحبها و يهتم بها
ودعتها عند الباب ثم صعدت الحمام مرة اخرى لتجد ان اليكس اخرج الصغيرة ينشف جسدها المبلل بعدها يضع لها الحفاض و العطورات ثم يلفها بغطاء وقفت عند الباب تنظر اليه انه رقيق و يجيد التعامل معها حملها و مر بين كايت التي وقفت ترمقه ان حتى لم يزعج نفسه بأن ينظر اليها الامر الذي ذكرها بذنبها و خطاها .. وضع الصغير بفراشها بهدوء ثم اطفأ الانوار و خرج ..
كانت واقف بظلام غرفتها تنظر الى الخارج من خلال النافذة احست به يدخل و يقترب منها كانت أنفاسه لاهثة بدورة فشعرت بحرارة انفاسه على عنقها بلعت ريقها و ألم حاد بقلبها ضمها من خلف الى صدره و الصقها به و حاوطها بذراعة فاستندت على صدره تتمتع باللحظات الاخيرة بقربه .. استنشق عطرها من رقبتها و بدا يطبع قبلات صغيرة ذوبت فؤادها فغاص وجهه بشعرها الاحمر الكثيف احست بالخمول و انها ستذوب بين يديه كالشمعة و بعد قبلات طويلة و الاحساس باللذة همس بأذنها
- " يجب ان اذهب "
تحسرت لانه قاطع الاستمتاع بينهما بكلمته هذه التي خشيتها ارادت ان تتعلق به و تخبره بأنها تحبه و لا تريده ان يغادر لكن كبريائها منعها من ذلك .. راته يقترب من مليسا و ينحني ليطبع قبله رقيقة على جبتها الناعمة .. وضعت يدها على صدرها الذي بدا يؤلمها كثيرا و شعرت باحاسيس داخليه و كأن احشائها تتقطع انه يبتعد و يتركها بعد ان وجدته .. نزل الدرج بخطوات متثاقلة فهو لا يريد ان يتركها لكنه لا يقوى على البقاء بالقرب منها حيث العذاب اللذيذ الذي لا يستطيع مقاومته ..انه افضل لهما كما يبدو فهي قد وجدت من تعيش حياتها معه بينما هو سيبقى مريضا حتى ان يتوقف قلبه ..
- " هل عدت لان تخبرني بأنك ستذهب ؟"
- " نعم .. سأعود غدا الى كنساس "
- " اليكس ..."
تنبه على صوتها المخنوق وقف و رفع بصره الى اعلى حيث تقف على حاجز الدرج تنظر اليه تريده ان يعود ..نزلت و وقفت امامه وضعت يده على وجهه فاشتعل بدنه باكمله اثر لمستها و احس بانها تسحب روحه بمسحها و تحسسها لوجهه
- " لا تتركني يا اليكس وحيدة هنا .. هل ستتخلى عني ؟ هل ستتخلى عن طفلتك يا اليكس .. اذا اردت ان اعترف لك باني اخطات سأعترف و ان اردت سألقي اللوم كله علي .. لكن لا تتركني .. فأنا خائفة و لاول مرة اشعر بالضعف .. "
رجف قلبه و شعر بأنه يقسو عليها كثيرا بهذا الجفاء هل من المعقول انها اعتقدت بانه سيتخلى عنها بهذه السهوله؟؟ ., انها ستبقى في باله ما حيا و من الغير معقول انه يتخلى عن طفلته الجديدة بهذه السهولة فهذه ليست من قيم او مباديء اليكس وضع يده فوق يدها و بصوت يتقطع من الالم
- " ماذا عنه ؟"
لم تفهم سؤاله
- " من تقصد ؟"
- " اقصد صديقك الذي يخطط لتقدم لك قريبا .. لا اريد ان اخرب هذه العلاقة يا كايت فانت مضيت بحياتك بينما انا عالق بالماضي "
- " أي صديق يا اليكس ؟ و من هذا الذي يخطط لخطبتي ؟ و من قال باني مضيت بحياتي ؟ فأنا مثلك عالقة بأوتاوا "
تردد قبل ان يجيب فنطق اسمه صعب جدا
- " توم . .لقد سمعته ..انه ينوي التقدم لك مجرد خروجك من المستشفى أي قريبا "
وضعت يدها على فمها و قد لمعت عينيها بابتسامة شعر بأن هناك شيء يجري خبر مفرح امل جديد من عينيها رأى الامل الذي سيعدها لاحضانه
- " لا يا اليكس .. لقد اخطأت الفهم .. توم زميلي بالعمل صديقي لكن ليس بتلك الطريقة"
- " لكنني سمعته يا كايت يخبر آن "
- " ان لديه صديقة .. سوزي .. و هي التي ينوي الاقتران بها .. "
شعر بأن قلبه سيطير من الفرح كما احس بغباءه و سرعة القفز الى النهايات قبض على يديها بقوة و كرر سؤاله غير مصدق
- " اهذا يعني بأنك ... لم تفكري .."
- " نعم يا اليكس .. اخبرتك باني مازلت في اوتاوا .. فأنت تعني كل شيء ..لقد ندمت بأني تركت هناك لكن غروري لم يسمح لي بأن ... "
حضنها بقوة و لثم فمها بقبلات طويلة و سريعة حملها بين يديه و دار بها تعلقت برقبته و هي تضحك بابتهاج قبلها مجددا ثم انزلها الى الارض
- " احبك يا كايت .. احبك لدرجة الجنون .. احبك و لا اريد ان اخسرك .. "
هذه الكلمة التي انتظرت ان تسمعها منه انتظرت طويلا و الان اتى الوقت لان تستمتع بها خاصة و ان اليكس هو من يتلفظها رقص قلبها على انغام هذه الكلمة العذبة فحاوطت رقبته و قبلت شفته ثم همست
- " و انا احبك "
بادلها القبلات الشهية التي لا يشبع منها ابدا ضمها بقوة الى صدره كانه يريد فتح صدره ليستبدل كايت بقلبه حتى تبقى هناك للابد
- " تزوجيني يا كايت .. و تعالي معي الى المكان الذي قضينا فيه اروع ايامنا .. الى اوتاوا "
لم يترك لها المجال لتفكر فهو قال كل شيء و دون ان تخشى على عملها او أي حياتها هنا التي ليس لها طعم من دونه اجابته
- " اوافق ان اكون كايت كالفاني زوجة الطبيب البستاني ..."
|