لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات منوعة الروايات المنوعه


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-08, 02:38 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 




-7-
مكتب مليء بالاوراق و قلم تمسك به يد واثقة تخط على ورق ابيض ثم يضعه داخل ملف ازرق بعدها يجذب ملف اخر و يتصفحه ثم اخر يتصفحه حتى يتوقف عند ملف خاص يدقق النظر فيه ثم يكتب توصياته الاخيرة ..انفتح الباب على اساريره فرفع بصره عن الاوراق لينظر الى وجهه الشاحب الذي كبر عشر سنوات الى الامام !! رأى السواد تحت عينيه و وجه الغير حليق كما دقق النظر الى ثيابه الواسعه دالة الى الاوزان التي خسرها .. ما الذي يحدث له ؟ دخل و جلس امامه .. ارتدى نظارته الطبيه و دقق النظر فهل هذا هو ؟ لم تغير هكذا ؟ ايعاني من شيء؟
- " اليكس ...؟"
لم ينطق بل ارخى جسده على الكرسي و نظر في وجهه .. اعاد السؤال لكن بصيغة افضل

- " اليكس .. هل انت بخير ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟"
وضع يده على راسه مخللا اصابعه بشعره

- " اريد ان اعود الى العمل يا كارل"
استغرب الرجل فهل يعني اليكس بانه يريد ان يزاول عمله و هو بهذه الحالة التي يرثى لها ؟ ام انه جن جنونه ؟

- " اليكس انت لست على ما يرام .. دعني القي نظرة عليك "
احمر وجهه و شعر بالغضب عندما اقترب الرجل ( كارل) منه ليفتح قميص اليكس فيضع السماعة على صدره ابعد يده و وقف بعيدا عنه

- " كارل انا بخير .. لم تؤل الامر الى انني مريض دائما .. كل ما في الامر هو انني مللت المنزل لا استطيع ان ابقى بلا عمل اكثر من تلك الفترة فلا شيء هناك اقوم به .. اريد ان عود الى العمل فانا بخير لقد تشافيت "
عاد كارل الى مكتبه ليجلس

- " لا استطيع ان ادعك تعود بتلك السرعة دون ان اكشف عليك .. فحالتك تبدو اسوء من قبل "
- " لا تحكم على مظهري .. فأنا بخير"
- " انا من يقرر هذا اليكس فأنا طبيبك .. و الان استلقي دعني افحصك "
وقف اليكس و الغضب يتطاير من عينيه

- " اتعرف كارل .. لقد اخطات عندما اتيت لك .. اعتقدت بانك ستتفهم وضعي كونك صديقي قبل ان تكون طبيبي "
اقترب منه كارل يحثه على الجلوس

- " لم انت مشدود الاعصاب يا اليكس ؟ كيف تريديني ان اتفهم وضعك و انا ارى ما لا يعجبني بل ما يشير الى انك تعاني من شيء .. فأجلس و تحدث معي لن افحصك و سأكون صديقك كما اعتقدت ان اكون دائما "
عاد ليجلس على الكرسي امامه فجلس كارل بقربه

- " هل اسكب لك فنجان قهوة ؟"
- " لا شكرا لك "
- " هيا اخبريني ..ماذا يحدث لك يا صديقي؟"
تنهد بقوة كاد تفجر صدره ربت كارل على كتفه يبعث فيه القوة

- " الضجر و السأم و الضيق ... هل لهما علاج ؟"
ضحك كارل فعلى الرغم من شكله المأساوي مازال يمتلك حس الفكاهة

- " انت من يصنع العلاج يا اليكس .. لكن اتريديني ان اصدق بان مظهرك هذا له علاقة بسأمك و ضجرك ؟"
- " نعم .. لذا اريد ان اعود الى العمل فستة اشهر كافيه .. و اذا لم ارجع ستسوء حالتي اكثر "
فكر كارل قليلا و زم شفتيه قبل ان يجيب كي لا يخطا بأخذ قرار سريع هكذا قد يؤدي بحياة صاحبه و صديقه الوفي الذي كاد ان يخسره اكثر من مرة

- " حسنا .. سأدعك تعود الى العمل يا اليكس بشرط "
شعر ببريق يلمع بعينيه فابتسم

- " ماهو شرطك ؟"
- " ان تقوم بأجراء فحوصات كاملة على حالتك و سأعطيك النتائج بأقرب وقت و تستطيع ان تزاول عملك متى شئت .. "
اراد ان يقاطعة اليكس لكن كارل سبقه

- "لم انتهي بعد ... سيكون العمل خفيف و بعيد عن الضغوطات و كل ما احسست بشيء يزعجك تاتي الي فورا دون أي نقاش "
حك رأسه فهل يوافق على عرض صديقه الذي يخاف على صحته ام يرفضه ؟؟

- " حسنا .. قبلت العرض "
مد يده يصافحه على العقد ثم اشار له بأن يستلقي على الفراش حتى يجري عليه فحوصات سطحيه فتح قميصه مرر الرجل يده على ندبة خفيفة على جانبه الايسر بالكاد لا ترى الى من يدقق النظر فيها ثم ارتدى سماعة و وضع رأسها البارد على صدر اليكس حتى يسمع ضربات قلبه .. تمتم ..

- " انتهينا .. كل شيء لحد الان على ما يرام لكن ذلك لا يعفيك عن فحص الدم و الاشعة يا اليكس .. و سأكتب لك ان تعود الى العمل في الغد ان شئت "
- " شكرا لك كارل "
- " اهلا بعودتك يا صديقي"
هم بالخروج لكن كارل استوقفه بصوته الحازم

- " الن تخبرني ما الذي يحدث معك ؟"
نظر اليه اليكس بعين حزينه لكنه مع ذلك ابتسم

- " عندما اجد الوقت المناسب .. فانا لست بمزاج يسمح لي بالتحدث "
- " حسنا ما شئت سأكون هنا و ساستمع اليك .. كصديق يا اليكس "
- " كما قلت سابقا .. صديقي "

خرج من مكتب كارل ليتجه الى مكتبه القديم الذي غاب عنه ستة اشهر فتح الباب فالاضواء و القى بجسده على الكرسي الاسود الكبير جلس لنصف ساعة يتامل مكتبه و الصور المعلقة و الملفات التي لوثتها الاتربة .. قام من مكانه ليعود الى المنزل ...



مر شهرين على عودة كايت الى اكسفورد التي لم تعتاد على التغير المفاجيء الذي حدث لها بدءا بالاعمال المتسارعة و الضغوطات الكبيرة التي يضعها السيد كوبر على عاتقها لينتهي الامر بمنافسة ذلك المغرور توم شلندون الذي يحاول بكل الطرق و الحيل ان يغير من أرائها ليفرض رأيه هو مما جعل الامر بنشب عدة صراعات بينهما في مكتب السيد كوبر و هو يحاول ان يفك النزاع دون ان يخسر ايا منهما فبعد عمل مجد و متواصل من كلاهما عادت الشركة بالنهوض من جديد و بسرعة فائقة و كان اليوم الاجتماع بينهما الثلاثة توم و كايت و السيد كوبر باجتماع مغلق لتسوية الامور بينهما الذي دام لاكثر من شهرين تقريبا و كانت نتائج هذا الاجتماع هو ما لخصه السيد كوبر بجملتين صغيرتين

- " الحل الان يا سادة هو ان تعملان معا بكل ما يتعلق لمصلحة الشركة .. و انت يا توم ستسمع آراء كايت فهي نائب المدير و لا تنسى ذلك .. و انت يا كايت ستسمعين الى توم و تأخذين بآرائه و تعملين عليها فهو لديه خبرة .. و الى هذا ينتهي النقاش و لن اقبل بأي شكاوي تصدر منكما و الان تفضلا بالخروج ... و لا تنسيا اريد مشروع بيكاديللي ان يصلني قبل نهاية هذا الشهر "
فتح الاثنان عينهما باتساع غير مصدقين فالشيء الذي يطلبه السيد كوبر مستحيل .. ان يتفقا مستحيل .. و ان ينهيا مشروع ضخم بأقل من شهر اكثر استحالة فتحت كايت فمها لتعترض على هذا القرار لكن السيد كوبر اشار لها بأنه لن يسمع أي شيء منهما فخرجت من مكتبها و الغضب يتصاعد من رأسها تبعها توم البارد الاعصاب كما تسميه كايت الى مكتبها دخلت و ارادت ان تغلق الباب بوجهه لكن جسده العريض صده و دخل بعنوة منها جلست على مكتبها و هي تنظر اليه يبتسم بوقاحة

- " دعينا ان نعقد هدنة يا كايت .. كل منا يقوم بعمله على احسن وجه و ليس له دخل بالثاني .. لكنا سنجتمع كل يوم و نجلس هنا نناقش ما قمنا به من انجازات سواء شئت ام ابيت ..سأفعل ما بوسعي لان افرض وجودي بهذه الشركة و احتل منصب الي يليق بي .. لذلك سأتقبل انتقاداتك اذا كانت بناءة او اذا رأيت بان لها تأثير ايجابي و ليس من اجل انت تنتقدي كل ما اقوم به .. و انا كذلك ساتقبل ما تقولينه لي ليس كونك الرئيسة هنا بل لان ما تقولينه قد يحدث تغير ايجابي على المشروع و هذا افضل لكلينا .. فماذا تقولين ؟"
تنهدت بغضب فهو يتحدث كثيرا و لا يترك لها مجال بل طريقته بفرض الافكار عليها حتى بعقد الهدنة استفزتها لكنها حاولت السيطرة على اعصابها التي لم تهدأ منذ شهرين تقريبا فأجابته بحدة لا تختلف عنه

- " اوافق على هدنتك لكن القرارات النهائية ستعود لي انا و لا يحق لك معارضة أي شيء اراه انا و السيد كوبر بمصلحة المؤسسة .. فانا اعمل هنا منذ سنوات توم .. اعمل بضميري و اخلاصي و كأن هذه المؤسسة لي فلن ادع يا سيد شلندون أي شيء يعترض طريق نجاح المؤسسة .. و هذا يعنيك انت ايضا .. أي انني لن اتقبل تعليقاتك الساخرة .. بل سأتقبل تعليقاتك التي ارى بانها ستنفع على رفع الانتاجية و تحسين الاداء فقط لا غير كما قلت بنفسك "
تقدم منها ليصافحها مع ابتسامة باردة على شفتيها .ز لم تستطع ان ترسم حتى ابتسامة مصطنعة فهي تكره هذا الرجل لكل الاحباطات و المشاكل التي سببها لها لكنها مدت يدها تصافحة على الهدنة التي عقدت الان

- " اوافقك يا كايت .. و ارجو ان نتخلى عن الرسميات فيما بيننا خاصة و اننا سنعمل معا كل يوم لاكثر من ست ساعات و قد نأخذ بعض هذه العمال فنسهر عليها معا ..فماذا قلت ؟"
ارتعبت من هذه الفكرة فماذا يقصد ؟هل سيأتي الى منزلها في المساء ليسهر معها على مشروع عمل ام مشروع غزل ؟؟!! لم تجبه فهي لا توافق على فكرته التي تجدها خارج نطاق الادب لكن بعض الاحيان يستوجب عليها اخذ بعض الاعمال الى المنزل و قد تدعوه يوما يوما ...

- " ليس بالوقت القريب يا سي] شلندون .. و الان تفضل فلدي اعمال اخرى غير مشروع بيكاديللي "
- " ارى بان تتركي كل الاعمال الاخرى و التركيز الان بمشروع بيكاديللي يا كايت فالوقت يداهمنا و السيد كوبر يريده على نهاية هذا الشهر كما سمعت .. ام نسيتي ؟"
كعادته يتكلم باستهزاء ليستفزها لكنها تكلمت بتحدي

- " انا من يقرر هذا .. و ارى بان تحسن من طريقتك هذه.. ساكون ممتنة "
رفع يديه كانه يستسلم و يعطيها الخيط و المخيط و يرجع بخطوات الى الباب .. انه يأخذ كل الامور اما بتحدي او باستهزاء

- " لك السمع و الطاعة .."
خرج من مكتبها فتهدت بارتياح انها متعبة جدا فمنذ شهرين و نصف و الاعمال و المصائب تتراكم عليها من كل جانب احست بانها ستخرج عن طوعها و تكسر الاشياء حولها او ستترك الامر و تبكي وحدها بالمنزل عندما تعود .. لا تعرف لم كل تلك المشاعر مختلطة لديها لم تشعر بالعداء و العصبية و الغضب على اتفه الاسباب فهذا ليس من طباعها و اخلاقها لم تشعر انها كلما دخلت الى المنزل بالكآبة و الضيق ؟ و لم الشعور بالدوار و الغثيان في كل صباح و في كل مرة تبذل فيها مجهود اعتادت عليه تجده الان صعبا و مستحيلا ..




و بالنسبة لالكيس في كنساس كان مختلفا استيقظ بالصباح بنشاط عن قبل فاليوم اول يوم يعود به لمزاولة عمله فقد عانى بالشهرين الاخرين من فقدها ..لم يشعر بأنه مغرم بشخص هكذا مثل كايت انه متأثر بدرجة كبيرة فهو يشعر بالوحدة و لذلك عاد الى العمل لينساها و يكمل حياته التي خلت من المعاني الجميلة و من نقطة الحسن السوداء و الشعر الاحمر ..

حلق ذقنه و رتب شعره و اردتي بذلة رسمية دون ربطة عنق و تعطر و استقل سيارته ليذهب الى المستشفى .. مشى بكل ثقة فابتسم له العاملين يرحبون بعودته

- " اهلا بك دكتور اليكس .."
- " مفاجاة سارة دكتور .."
دخل مكتب كارل و هو مبتسم

- " لقد عدت ... هيا الى العمل يا صديقي "
ضحك كارل لعودة اليكس الى العمل و الى طبيعته و حيويته ثم اخذه بجولة حول المشفى كله ليكون على علم بكل المتغيرات .. لاقى اليكس اليوم كم هائل من التهاني و التبريكات و الابتسامات و الكلمات التي تشد العزم و تجعله قادر على مزاولة عمله من جديد...

مر على غرف المرضى و قدم له كارل ملف كل مريض يقف عنده و يشرح له حالته بتفصيل دقيق ثم اتجه ليشهد عملية زراعة كلية لمريض .. شعر بانه مستعد لان يبدأ هذا اليوم لعله يستأنس بالعمل اللذي افتقده مده طويلة و يعود الى حالته الطبيعيه و اهم شيء ان ينساها ...

ذهب الى غرفة الطواريء و هناك كان الاستقبال غير متوقع فقد علق الممرضين و الاطباء العاملين اعلان كبير كتب عليه باللون الاحمر ( اهلا بعودتك دكتور كالفاني ) و ما ان دخل حتى تناثرت الاوراق الملونه و صوت الصفارات و التصفيق من قبل كل العاملين و الممرضات و الاطباء شعر بالبهجة فعانق بعضهم و قبل الممرضات و حضن اخريات و شكر الاطباء كان سعيد جدا بهذا الاستقبال الحار ..

- " ما رأيك يا اليكس بهذا الاستقبال ؟"
- " انه رائع يا كارل لم اتوقع كل هذا .. شكرا لكم جميعا "
- " انت تستاهل التشجيع يا اليكس .. و الان لا تضيع وقتك .. قم باستلام المرضى "
- " سأفعل !!"
و بعد نصف ساعة عاد الوضع الى جديته و الكل الى عمله بما فيهم اليكس الذي وقف بغرفة الطواريء يمر عند كل مريض و يعالج الاخر .. فبأول يوم يبدا بالعمل الخفيف حتى تعتاد يده مرة اخرى بعدها يبدا بالعمل الجاد و العمليات الجراحية و مجال تخصصه ...

كان يستمتع بتخيط جرح صبي .. و قراءة حال لمريض به عسر هضم ... و شرح دواء لمريضة اخرى.. فهذا هو و هذا ما هو عليه ( طبيب جراح ) ...


عاد بعد يوم طويل من العمل الخفيف الى المنزل الكائن في ( العاصمة ) فهو لم يعد يستطيع البقاء في اوتاوا ليعيش بالوحدة خاصة بعد مفارقتها و ابتعاد السيدة بريستون عن الحي و الشارع الهاديء لم يعد يقدر على رؤية ذلك المنزل خالي من البشر و الروح فترك منزل اوتاوا ليعود الى العاصمة حيث منزله الكبير هناك كما ان منزل والده قريب منه ايضا ..

احضرت له العاملة وجبة عشائه فالتهمها ثم توجه الى فراشه فنام دون ان يفكر بها هذه المرة كما اعتاد ان يفعل بعد عودتها الى اكسفورد...




لم تستطع ان تقوم من فراشها هذا الصباح فأطفات المنبه و عادت الى النوم من جديد و هذه اول مرة تقوم بهذه الحركة الغريبة عنها ... رن الهاتف لاكثر من مرة في ساعتين دون ان تشعر به او ان يوقظها فنومها ثقيل اليوم و لا تعرف السبب لكن هذه المرة كان صوت جرس الباب يدق اكثر من مرة فشعرت بأنها ثقيلة لان تقوم و تفتح الباب بل بقيت بفراشها دون حراك ..


- " ان سيارتها هنا فلا ادري ما الذي يجري اني قلقة "
- " آن لا تسبقي الامور فلعلها ذاهبة الى مكان ما عن طريق قطار الانفاق "
- " لا يا توم .. هي لا تغيب عن العمل حتى و ان كانت مريضة جدا "
- " لا عجب فهي المرأة الحديدة "
لكزت ذراعة و نظرت اليه بحنق

- " انه ليس وقت للمزاح"
- " اسف .. لابد انها تستحم !!"
- " لساعتين ؟! لا اعتقد .. قد تكون سقطت و اصابت رأسها فهي تعاني من دوار منذ فترة "
- " لم انت متشائمة يا ان ؟ "
- " لان كايت ليست على طبيعتها كما قلت لك انها تعاني من دوار باستمرار و غثيان "
اعاد توم محاولته بدق جرس الباب لكن لا فائدة فذهب الى الحديقة خلف المنزل يحاول فتح الباب الخلفي الذي كان مقفلا بإحكام تبعته آن القلقة و حاولت ان تفتحه بدورها لكنه صاح بها

- " ابتعدي "
فالقى بحجر كبير على نافذة الباب لمد يده عبر الزجاج المكسور و يفتح الباب من الداخل شهقت ..

- " مجنون .."
- " اتردين الاطمئنان على صديقتك ام تريدين الرثاء على حال الزجاج المكسور ؟"
- " الم تجد طريقة افضل ؟ "
- " سأصلحة بنفسي .. الان ادخلي"
دخلا المنزل الذي كان هاديء جدا و لا اثر للحياة فيه صرخت آن تنادي بقلق

- " كايت .. كايت .. هل انت هنا؟ "
احست كايت بدوار برأسها ففتحت عينيها و وضعت يدها على رأسها ( يا الهي هل اتوهم ؟ ام انه صوت آن ؟"

عاد الصوت ليكون قريب اكثر من حجرتها كانت آن تصعد الدرج تنادي باسم كايت بينما توم يتمشى بالمنزل يبحث عنها بالطابق السفلي و ينظر الى الصور المعلقة و الى الاثاث الراقي البسيط و الترتيب العجيب للمنزل عندما سمع صوت آن يناديه

- " توم انها هنا "
فصعد الدرج بقفزات سريعة حتى وصل عند باب حجرة نومها فوجدها مستلقية على الفراش و آن تجلس على طرف الفراش تتحسس رأسها .. لم تكن ساخنة .. اذا ما بها ؟؟ هزتها و هي تنطق باسمها و كل ما راته كايت هو وجهين لآن و اصوات فتكلمت و بالكاد سمع صوتها

- " آن ؟!"
ضمتها آن الى صدرها

- " اه يا الهي كايت .. هل انت بخير يا عزيزتي ؟ "
لم تجبها كايت بل اومات برأسها و اعادت نطق اسم آن من جديد

- " توم انها ليست بوعيها .. احضر لها كوب ماء او عصير او أي شيء "
نزل توم بسرعة الى المطبخ فتح البراد الخالي من الاطعمة الا من بعض الاشياء الصغيرة و احضر معه كوب ماء و كوب عصير ليمون فهذا ما وجده .. دخل الحجرة اكثر و اقترب من الفراش كانت كايت ترتدي قميص نوم حريري بلا اكمام له لون ارجواني يزينه الدانتيل من جانب الصدر و شعرها الاحمر مبعثر على رأسها و صدرها فبدا شكلها مثيرا جدا لم يستطع توم ان يبعد بصره عن جسدها المكشوف رشفت قليلا من عصير الليمون فأخذت آن الماء و سكبته على وجه كايت التي استفاقت من غيبوبتها بشهقة و كانها عادت من الغرق

- " آن ؟ ... توم ؟"
رفعت الغطاء لتغطي به جسدها المكشوف ثم تعدل من شعرها و هي تنظر اليهم باستغراب

- " ماذا يجري يا آن لم انت هنا ؟ و ماذا يفعل توم بحجرة نومي ؟"
ابتسم بشقاوة فبدا وسيم جدا و استند على الطاولة خلفه و هو ينظر اليها فتورد خدها لنظرته الفاحصة و التفتت الى آن

- " عزيتي لقد اتصلنا بك مرار و ضربنا الجرس والباب .. شعرنا بالقلق لانك لم تأتي اليوم ..لذلك اتيت مع توم .. ما بك يا كايت ؟ "
- " لا اعرف .. اقوم باشياء لا احس بها .. لقد اعتقدت باني احلم او اتوهم عندما سمعت صوتك تناديني "
- " دعيني آخذك الى الطبيب "
- " لا آن فلقد كنت نائمة هذا كل ما في الامر "
ضحك توم و تكلم بسخرية

- " هل ستقولين أنها تأثيرات السفر ؟ فأنا لا اعتقد ان التأثيرات تدوم لثلاثة اشهر يا كايت "
- " هذا صحيح .. فهيا دعينا نأخذك الى الطبيب و لا تصري على رأيك .. مجرد ان نطمأن عليك لا اكثر "
- " حسنا حسنا .. "
ارادت ان تبعد الغطاء عنها لتقف لكنها تذكرت توم الواقف يرمقها فأشارت له بالخروج

- " لا تتأخرا .. ساعديها يا آن و إلا ستسقط و سأضطر انا لحملها "
خرج من الباب و ساعدتها آن للاغتسال و ارتداء ملابسها بعدها خرجت من الحجرة فالتفتت توم ينظر الى قميصها الفضفاض و بنطالها الجينز و حذاءها الرياضي .. منظر لم يعتاد عليه لكنها مع ذلك تبدو جملية .. قاد السيارة بهم الى اقرب عيادة خاصة فدخل ثلاثتهم كتب بياناتها و اسمها على الورقة و سلمها للمرضة و بعد دقائق نادت الممرضة اسم كايت حتى تدخل على الطبيب فدخلت آن معها بينما بقي توم ينتظرهما بالخارج .. عرضت حالتها على الدكتور الذي بدأ يسألها اسألة محرجة و خاصة لكنها لم تمانع من الاجابة عليها خاصة بوجود آن و بعد استنتاجات الطبيب قال

- " يبدو من الاعراض التي تصيبك يا .. "
- " كايت "
- " كنت اريد ان اقول انسة او سيدة ؟ "
قهقت بصوت خافت ثم اجابت

- " انسة .."
- " حسنا يا كايت .. من الاعراض التي تصيبك الدوار و الغثيان و الشعور بالنعاس كلها دلائل على انك حبلى خاصة مع انقطاع الدورة الشهرية عنك لفترة طويلة "
فتحت عيناها باتساع غير مصدقة ما تسمع فلابد انه مخطيء التفتت تنظر الى وجه آن المندهش و قلبها يضرب بقوة فالخبر مفزع بالنسبة لامرأة عاملة عزباء فلا يمكن

- " و كيف تتاكد يا دكتور ؟ "
- " ساقوم بتحويلك على طبيب خاص بامراض النساء و الولادة اذا اردت معرفة النتيجة الان اما هنا فقد يتطلب الامر تحاليل قد تتأخر ليومين او اكثر "
- " لا اريد ان اعرف الان يا دكتور "
كتب لها ورقة تحويل و المكان لا يبعد عنه هنا الى خطوات

- " ماذا قال الطبيب ؟"
سأل توم فالتفت مرة اخرى الى آن التي مازالت مندهشة فتكلمت

- " توم تستطيع ان تعود الى الشركة و سآخذ كايت الى طبيب اخر "
شعر بتوتر الجو فاجاب بقلق

- " لم .؟ ماذا اخبركما الطبيب يا كايت ؟ "
- " لا شيء انا بخير .. عد الى الشركة و طمأن السيد كوبر لابد انه قلق "
شعر بأن هناك شيء تخفيه كايت و يريد معرفته فالفضول يقتله للمعرفة

- " بل انا سآخذكم الى الطبيب الاخر .. انا من اقود السيارة تذكري .. هيا ما اسم الطبيب و اين ؟"
انه مصر على رأيه لكن كايت لا تريده ان يعرف ماذا الذي يجري الا بعد ان تتاكد من صحة الخبر فخرجت من العيادة و مشت بمفردها الى العيادة الاخرى اذا لا داعي الى السيارة تبعها توم وآن فتوقف ليقرأ اسم الطبيب و يقرأ اختصاصه ( امراض النساء و الولادة ؟؟!!!) فكر بأنه لابد و انها تعاني من شيء متعلق بالنساء فارتاح للفكرة و انتظرهما بالخارج ريثما تنتهي كايت من فحصها

استلقت على الفراش الابيض و اقترب الطبيب ليضع شيء ابيض كانه هلام على بطنها و يدور بجهاز يمسكه بيده ثم ... يبتسم

- " انه كبير ايضا "
فتحت آن عينيها و اقتربت اكثر من الشاشة التي تظهر رحم كايت و بها مخلوق صغير غير مصدقة تكلمت كايت بفزع

- " ماذا تعني ؟ آن اخبريني ؟ "
تكلم الطبيب و هو مبتهج

- " انت حبلى بالشهر الثالث .. "
لم تصدق ما سمعت ( حبلى؟؟!!! ) يا الهي انها كارثة و مصيبة .. كيف .؟ و من سيعتني بهذا الصغير ؟ هل سيعيش من غير اب ؟ بقيت عينها مسمرتان بل اصبحت متصلبة كالحجرة هزتها ان بقوة

- " كايت ... عزيزتي "
و لا تأثير على كايت بل بقيت متجمدة حتى اغروقت عيناها بالدموع و شيئا فشيئا انفجرت باكية عندما استوعبت الامر الصاعق ضمتها آن الى صدرها تهديء من روعها و تخبرها بأن الامور ستكون على ما يرام .. هدأت بعد نوبة البكاء فخرجت من غرفة الطبيب و هي مازالت تحت تأثير الصدمة وقف توم ينظر اليها بقلق و قد رق قلبه لمنظرها المأساوي فلا شعوريا اقترب و حضنها لتبكي على صدره .. تعلقت به و تخيلته اليكس فقامت بضرب صدره بقوة و هي تصرخ بقهر

- " لم فعلت هذا بي لم ..."

الصقها اكثر من جسده فضمته بقوة و تذكرت تلك الليلة التي ضمها الى صدره ليواسيها و يخفف عنه و بالفعل و على بعد اميالا منها استطاع ان يخفف عنها بمجرد ان تخيله .. هدأت لتدرك بان الذي هي متعلقة به هو توم و ليس اليكس فالفرق بينهما شاسع لكن كلاهما رجل ... فابتعدت و مشت بهدوء خارج مبنى العيادات الخاصة ..

التفتت توم يسأل آن و هو يقود السيارة

- " هل اذهب الى منزلها ؟ "
فأمأت آن ايجابا لان كايت لن تستطيع التركيز على العمل اليوم بسبب الصدمة التي تعرضت لها فاتجه الى بيت كايت فتح لها الباب لتدخل ثم صعدت آن معها الى حجرتها و وضعتها بالفراش و بدات تهمس بأذنها تهدأها و عندما سكنت قليلا نزلت الاخرى الى حيث يقف توم في غرفة الجلوس ينظر الى صور عائلة كايت المعلقة

- " انها تشبه والدتها كثيرا "
قال الى آن التي اقتربت منه فالتفتت اليها

- " ما بها كايت ؟ المسكينة كانت تبكي بألم ؟ لقد اعتقدت بانها قوية و من المستحيل ان تبكي لكن ما اكتشفته هو العكس اليوم كانت منهارة .. فهل ستخبريني يا آن ما بها؟ اهو شيء خطير ؟! "
ترددت آن قبل ان تجيب فالموقف حرج و قد لا تريد كايت اخباره لكنه سيعرف الان او لاحقا عندما يبرز بطنها الى الامام

- " انها حبلى "
انصدم الرجل فكايت ليست متزوجة .. و لا يستطيع ان يصدق بانها تقيم علاقات عابرة لمجرد اللهو

- " لا تأخذ عن كايت فكرة سلبية يا توم .. فهي انثى لها مشاعر و احاسيس .. و قد وقعت في غرام رجل ليس اهلا بها و اخطات معه لذلك هي منهارة فأرجوك ارأف بحالها و ابعد فكرة التنافس و التحدي من رأسك فما بها يكفيها "
- " انها فعلا مسكينة .. فكما ارى هي تعيش وحدها و لا احد يساندها في تربية الطفل.. و ليس هناك تنافس فيما بيننا يا آن من قال لك ذلك ؟ "
- " هذا ما تعتقده هي "
- " انها مخطئة .. كل ما في الامر هو انني اعارض ارائها التي لا اعتقد بأن لها مصلحة للمؤسسة .."
- " لا علينا من هذا الامر يا توم لنركز الان على كايت و مأساتها الجديدة ؟"
- " هل ستكون وحدها ؟ اعني هل ستعتني بالطفل دون والده ؟"
- " ساكون بجانبها بل جميعنا سنوفر لها الدعم الذي تحتاجه .. و القرار يعود لها "
- " حسنا .. سأذهب فالسيد كوبر لا ينفك يتصل بي كل عشرة دقائق .. هل أخبره ؟! "
- " اعتقد من الافضل اخباره "
- " اراك اذا لاحقا .. و سأتصل لاطمئن عليها "
و عندما هم ليخرج من الباب شعر باحد ينزل من الدرج التفتت ليجد كايت واقفة تنظر اليه بحزن ثم رسمت ابتسامة على شفتيها كانت بريئة و حزينة تكسر القلب

- " شكرا لوقوفك بجانبي توم "

ابتسم لها دون أي تعابير للسخرية او الاستهزاء فلقد نسي هذا الامر كله وراء ظهره

- " لا داعي لشكري فهذا واجب .. اعتني بنفسك يا كايت "
ثم خرج من الباب و جلست هي بالقرب من آن التي اقتربت منها و احتضنتها تهون عليها و بقيت هكذا حتى المساء عندما تأكدت بان كايت قد نامت خرجت من المنزل بهدوء ...


و في اليوم التالي دخلت آن منزل كايت التي لا تزال بغرفتها المظلمة مستلقية فتحت الستائر و جرت كايت من فراشها الى الحمام

- " انك كدب كسول .. كايت هذا الواقع استيقظي .. فانت لا تستسلمين بسهولة .. اين كايت المثابرة "
لم تجد أي ردة فعل من كايت الحزينة لقد غسلت وجهها و رفعت شعرها الى الاعلى و ارتدت روب لفت به جسدها حتى لا تنظر اليه و هو ينتفخ .. ابتعدت عن آن و نزلت المطبخ تعد لنفسها قهوة تبعتها آن و ابعدت القهوة من يدها

- " لا يا كايت .. يجب ان تأكلي فطور .. فأنت تغذين اثنان الان و القهوة ستضرك اكثر من ان تنفعك "
تركت آن تفعل ما يحلو لها بينما هي لا حول و لا ارادة فلي لديها رغبة بالحياة بحثت آن عن طعام في البراد غير تفاحتين و عصائر و ماء فلم تجد شيء عداهم ..

- " ارتدي ثيابك سنذهب لنأكل الفطور بالخارج"
- " آن ليس لي رغبة بالخروج او بالاكل .. "
اقتربت من صديقتها ممسكة وجهها بيدها فنظرت اليها كايت بعينين ذابلتين

- " ارجوك يا كايت لا تفعلي هذا بنفسك من اجلي ياعزيزتي لا اريد خسارتك .. فكري بالامر جيدا .. قد تكون الامور لصالحك بالنهاية .. لا تدعي امر كهذا يتغلب على عزيمتك و ارادتك فأنت لست هزومية يا عزيزتي "
انزلت عينيها التي تدمع فحضنتها آن بقوة لتوقفها عن البكاء و تمسح دموعها المنهمرة بيدها فوقفت كايت و فتحت البراد لتأخذ تفاحة و تقضمها ثم ضحكت آن لتصرفها

- " انظري انني آكل .. ساكون بخير .. اذهبي الى عملك يا آن "
- " لن اتركك فالسيد كوبر أمرني لان ابقى معك .. اتتضايقين من رفقتي يا كايت "
- " لا ابدا .. لكني لا اريد ان اثقل عليك اكثر "
- " لا عليك فأنا اردت اجازة ليوم واحد اقضيه مع صديقتي المفضلة .. و الان هيا ارتدي ثيابك لنخرج سويه و نغير جو "
- " هل انت مصرة ؟"
- " كل الاصرار و الان اسرعي هيا "
ارتدت قميص فضفاض و بنطال قصير و حذاء رياضي كما الامس و رفعت شعرها كذيل حصان و حملت حقيبة تليق بلون قميصها الابيض ثم نزلت الدرج و رأت توم و السيد كوبر واقفان و ابتسامة عريضة على وجهيهما

- " سيد كوبر ؟! "
- " لن ادعك يا كايت تغيبين عن العمل اكثر من اللازم "
ضحك ثم اقترب منها يطبع قبلة على وجنتها

- " سنأكل الفطور معنا و نناقش العمل انا و انت و توم و آن .. "
- لكن ..."
لوى توم شفتيه

- " وافقي يا كايت و ألا سيطردنا من العمل "
ضحكت و قد اعادت ضحكتها الاشراق في نفسيتها لكن عينيها لا تزال حزينة و تعبة .. ذهبت معهم الى المطعم القريب من منزلها الذي يعد الفطائر كان السيد كوبر جادا عندما قال لها باننا سنناقش العمل على الفطور و بالفعل كان يتحدث عن مشروع بيكاديللي الذي شارف على الانتهاء شاركته بآراء بسيطة دون ان تتحدث كثيرا و بين فترة و اخرى تصطدم عيناها بعين توم التي اختفت نظرة التحدي من عينيه فارتاحت كثيرا و رات ترحيب منه اكثر بأفكارها ... و عند الانتهاء ذهب الرجلان الى المؤسسة و بقيت آن و كايت يتمشيان بالسوق فعندما تشعر آن بالضيق تذهب الى السوق و تشتري كل ما يحلو لها .. و بالنسبة لها الشراء هو ما يعدل المزاج المظطرب بينما الامر مختلف بالنسبة لكايت التي باعتقادها بأن قوامها قد اصبح سمينا و انها تكره جسدها و كانت سلبية اكثر من المعتاد فلم تشتري أي قطعة من الملابس لها ... مشت مع آن حتى توقفتا عند منزلها فدعتها للدخول

- " أذن الشراء لم يجدي نفعا معك .. لكني وجدت بان العمل مع السيد كوبر افضل وسيلة لالهائك فهذا ما تجيدين فعله ..ستستقظين غدا باكر و ترتدين بذلاتك الباهضة الثمن و ستاتين الى العمل و تمارسينه على احسن وجه كما تفعلين كل يوم و تنسين امر حبلك و تتركين الامور تاخذ مجراها و كفى تعاسة يا كايت "
-
ضحكت كايت فهي لم تعتاد على آن الغاضبة و رضخت لامرها و بالفعل هذا ما قامت به في صباح اليوم التالي ركزت على عملها حتى تنسى فكرة حبها و اشتياقها لاليكس والد طفلها الذي لا يعلم ماذا يحدث في اكسفورد و لا حتى عن أي شيء يتعلق بكايت هو لم ينساها لكنه يتناسى فكرة وجودها حتى عندما تخطر في باله يبعد تلك الخاطرة من أجل ان يعيش حياته بسلام ...

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 02:41 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

-8-

لم يهنأ بسلام قط خاصة بعد ان ترك الامور تسير على طبيعتها جاءت اليه المشاكل من كل جانب.. خاصة بعد انفصاله عن زوجته التي لعائلتها نفوذ كبير في كنساس كما لعائلته سمعتها الطيبة و بدات المشاكل بين عائلة كالفاني و جيمس بسبب ذلك الانفصال الذي لم اشعل نار بدل من ان يطفأها معلنة حركات الانتقام بين الطرفين أي ان مشكلة انفصالها تركت اثرا كبير على نفسية العائلتين و ما كان الحل ليكون الا بالمحكمة امام القاضي فالامور ساءت بعد ان احتجز اخ بيانكا زوجة اليكس .. كما تلقى اليكس العديد من التهديدات حتى شعر صديقه كارل بانه يجب عليه ان يتوقف عن العمل و يهاجر حتى تهدأ الامور لكنها لن تهدا الا بعد الانفصال الحقيقي و هو توقيع عقد الطلاق من قبل بيانكا التي تطلب المستحيلات من اليكس حتى توافق على الامضاء و تخليصه من المصائب التي تتحاذف عليه و هذا ما كان يحدث في غرفة من غرف المحكمة حيث جلس القاضي مع اليكس و محاميه و بيانكا و محاميها من جهة اخرى و هذه تعد الجلسة الخامسة لحل هذا الموضوع الذي دام ستة أشهر بل اكثر من قبل ..منذ ثلاث سنوات عندما قرر اليكس الانفصال عند بيانكا ..لكنها رجعت لتشتعل من جديد...

- " و الان يا بيانكا هل ستمضين على ورقة الطلاق و تأخذين ما عرضه لك السيد اليكس "
كان هذا القاضي يسأل بيانكا التي مازالت مصرة على رفضها للطلاق و طلب اشياء تعجيزية لا يستطيع اليكس ان يلبيها فتكلمت بكل ثقة و اصرار

- " لا يا حضرة القاضي لن اوافق على عرضه التافه فانا مصرة على رآيي "
نظر اليها اليكس بحنق و تكلم بعصبية صارا على اسنانه

- " دعنينا ننهي هذه المسألة يا بيانكا التي طالت مدتها و اقبلي المائة ألف دولار و اذهبي بسبيلك و اتركيني اهنا بما تبقى من حياتي بسلام"
- " لا ... مليونين و المنزل "
- " مائة ألف فقط لا غير ... انك تطلبين المستحيل .. اتردين منزلي ؟! و اين سأقيم أنا؟"
- " تستطيع ان تعيش في منزل اوتاوا .. لن اتنازل عن حقوقي يا اليكس ... "
- " حسنا توقفا "
قال القاضي بحزم

- " ما رأيك يا سيد اليكس بتقديم مليونين من دون المنزل ... هل انت قادر على تسديده ؟"
تكلمت بعصبية قبل جواب اليكس

- " لا .. مليونين و المنزل "
نظر اليها القاضي بغضب

- " الا تستطعين ان تتنازلي او تخفي قليلا من متطلباتك .. و الا سأدعك تمضين على العقد دون ان تحصلي على أي شيء بالمقابل "
تنفست بعمق و تنهدت بعدها تكلمت

- " حسنا سأقبل بمائة ألف لكن مع المنزل .. فأنا اريد ان اضمن مستقبلي "
انزعج اليكس فهي انانية و لا يصدق بأنه يوم من الايام وقع في حبها و تزوجها هل كان عمي لدرجة انه لم يرى مآربها و هدفها للزواج منه

- " اذن مع المنزل ستضمنين مستقبلك .. و ماذا عني انا بيانكا؟ .. يا الهي لا اصدق اني تزوجت في يوم من الايام .. اعتقد باني كنت ابله .. تريدن المنزل حيث اعيش انا و المكان الوحيد القريب من المستشفى التي اعمل بها و منزل والدي .. "
كان يصرخ بحنق و انقلب وجهه الى اللون الاحمر باحتقان رفعت عينيها بلا مبالاة

- " انت لا تحب هذا المنزل و لطالما تشاجرنا بسببه .. انا اريده .. لقد تعبت في تصميمه و بناءه و كل ما فعلته انت هو القاء النقود علي .. انه منزلي انا لانني اشرفت على بناءه حسب ما اريد .. بالاضافة الى ان والدك يعيش في منزل كبير جدا لشخص واحد و لن يضر اذا سكنت معه فالبنهاية هو منزلك انت "

عندها التفتت القاضي ليعرف جواب اليكس الذي جلس يفكر مطولا دون ان ينطق بأي كلمة حتى أومأ برأسه

- " موافق سأتنازل عن المنزل لها مع خمسين ألف بشرط ان تترك عائلتها عائلتي و شأنها دون ازعاج او مضايقات اريد ان انتهي من هذا الامر الذي كلفني كثيرا .. فأنا متعب و لا اتحمل المزيد من الضغوطات "
- " لك ماشئت يا سيد اليكس و الان يا بيانكا امضي على العقد "
- "سأفعل بعد ان يكتب لي شيك بالمبلغ و بعدها نذهب لكتابة البيت باسمي عندها سأوقع على العقد مع قبلات حارة لزوجي العزيز "
ضرب الطاولة بقضة يده ثم تنهد فتح زر ياقته و بدأ يتنفس بصعوبة و أشار على المحامي ان يرجع الى كرسيه بعد ان وقف قلقا على اليكس فهو بخير و بعد ان رجعت انفاسه الى طبيعتها اخرج من جيب بنطاله دفتر الشيكات و كتب على الورقة اسمها و المبلغ ثم ناولها الى محاميها فابتسمت و كانها انتصرت

قال القاضي آمرا

- " و الان امضي على الاوراق "
- " بقي المنزل يا حضرة القاضي كما اتفقنا "
مسح رأسه بيده ثم تكلم بصعوبه فهو يتألم من شيء بلل شفتيه

- " اوعدك... باني.. سأكتب المنزل باسمك غدا لانني احس باعياء و تعب ممفاجيء.. يجب ان اذهب الى المستشفى .. اعذرني يا حضرة القاضي .."
وقف القاضي و المحامي لم يكن اليكس على ما يرام لانه كان يترنح بمشيته خارجا فتبعه محاميه و مسكه من ذراعه حتى خارج المبنى الى سيارته و بعدها قادها الى المشفى الذي يعمل به اليكس ركن السيارة عند المدخل و طلب كرسي متحرك و دفعه الى غرفة الطواريء اقتربت الممرضة من اليكس بقلق و هي تسأله

- " دكتور اليكس هل انت بخير؟"
كان يتنفس بصعوبة لكنه استطاع ان يتكلم

- " استدعي دكتور كارل و اخبريه باني اشعر .. انني لست بخير"
ركضت الممرضة بسرعة و بعد دقائق عادت مع الدكتور كارل الذي امر الممرضات بتجهيز غرفة خاصة لأليكس التفت الى صديقه و سأله بقلق و هو يتحسس الجهة اليسرى من صدره

- " ما بك يا اليكس ماذا جرى ؟"
- " لا تقلق يا كارل انها من النوع الخفيف .. فقط احتاج الى مسكنات .."
فتح قميص صديقه يتفحصه و يأمره بان يتنفس بترتيب و فعل اليكس كما طلب منه بعدها ادخله لاجراء اشعة مقطعية على قلبه لكنه اعطاه مسكنات حتى يرتاح ريثما يدرس كارل الاشعة التي اخذت لقلب اليكس ...

كان فعل المسكنات عليه رهيبا فنام بعمق و لم يستفيق الا بعد ساعات طويلة .. و عندما فتح عينيه وجد كارل جالسا ينظر اليه بعين فاحصة ابتسم له اليكس و هو يرى الاجهزة مثبتة على صدره العاري فتكلم كارل بهدوء اعصاب كطبيعته ..هو طبيب ناجح و هو معروف بتلك الصفة ( هدوء الاعصاب )

- " لقد نمت طويلا يا صديقي مما جعلني ارتاب .. فهل اعطيتك جرعة زائدة لتذهب بغيبوبة لن تستفيق منها "
و بصعوبة ضحك اليكس فتجمعت الخطوط حول عينيه

- " ماذا؟ ..هل ستخبرني كيف هي الاشعة ؟ او ستدعني القي نظرة على قلبي المريض ؟"

ابتسم كارل و مد لاليكس صور الاشعة فاخرجها من الظرف الازرق و بدأ ينظر اليها لكن كارل سبقه فشرح له باختصار

- " تدل الاشعة بأنك على ما يرام و لن تحتاج الى عملية جراحية اخرى.. كما ان قلبك المريض لم يعد بصدرك لقد استبدلناه بآخر سيلم اكثر من قلبي ...."
لم يستطع ان يمسك ضحكه بريئة سرعان ما تبدلت الى انزعاج و قلق عندما تذكر والده
- " هل اخبرت والدي بشيء ؟ "
- ." لا ... لكنك ستخبريني اين كنت قبل ان تأتي الى هنا ؟ فقد رأيت محاميك ينتظرك بالخارج"
- " اذن لم تساليني اين كنت و قد قابلت المحامي بالخارج لابد و انه اخبرك بكل ما حدث .."
- " لطالما كرهت زوجتك يا اليكس فمنذ البداية كانت سليطة اللسان و تحب السيطرة .. كيف لم تر هذا؟ "
تنهد اليكس لكن دون ان تفارق الابتسامة وجه

- " الم تسمع بمن يقول بان الحب أعمى؟ .. فقد اصبت بعمى الحب "
- " حقا ؟! هل كنت تحبها ؟ "
- " ما رايك يا كارل ؟ و الا لما تزوجتها منذ الاساس "
ضم شفتيه و هز رأسه فكلام اليكس صحيح لقد احبها المسكين فانخدع بها و تألم بسببها كثيرا

- " متى سأخرج ؟ "
- " لم تسألني ؟ أنت طبيب و تستطيع تشخيص حالتك بنفسك "
ابتسم اليكس على الرغم من شعوره بالارهاق

- " سانام الان و اخرج بالصباح انهي بعض الامور التي تركتها معلقه و بعدها سأعود للعمل "
انفجر كارل ضاحكا و كأن اليكس قد القى نكته

- "اعتقدت بانك ستشخص حالتك كطبيب قلب يا اليكس و ليس كمريض قلب , ستخرج غدا و تذهب الى اوتاوا و تعود هنا بعد اسبوعين ... و لا نقاش في ذلك و ان اصريت و اتيت الى هنا سأخبر رجال الامن بإلقاءك خارج و اقفال الابواب "
قهقه بهدوء و هو يضع يده على رأسه

- " لن اناقشك في شيء .. الان ..فالمسكنات.. تعمل مرة اخرى و ..."
تثاءب ثم اكمل جملته

- " و سأنام .. لاذهب غدا ..تصبح على خير يا صديقي "
خرج كارل من غرفة اليكس بعد ان غفا لا شعوريا ابتسم كارل فهو يحب ان يرى تأثير المسكنات على المرضى و بالاخص اليكس الذي يصبح اسهل للتفاهم معه و هو تحت تأثير المخدر تركه ينام حتتى استيقظ لوحده في الصباح عندها وقف بكامل نشاطه ليرتدي بنطاله بدل البنطال الاخضر و نزع بنفسه الاجهزة من على صدره و ارتدى قميصه و ربطة عنقه ثم مشى بكل طاقته الى الحمام ليغتسل ..

توقف عند باب الحمام عندما وجد المحامي و بيانكا و بعض رجال الامن و محاميه في غرفته دخل بهدوء و نظر الى محاميه

- " ما الذي يجري ؟ ماذا تفعل بيانكا هنا ؟ "
فتكلمت هي قبل ان يجيب المحامي

- " لقد احضر محاميك يا عزيزي الاوراق الخاصة بالمنزل كما طلبت منه و رأى من المناسب ان نأتي الى هنا لتمضي على ما وعدتني و بعدها اوقع انا على ورقة الطلاق .. فكونك مريض لا تستطيع الحراك قررت ان اوافق على عرضه .. فهل نبدأ ؟"
اخذ الاوراق من يد المحامي قرأ محتواها ثم اخذ القلم و امضى على الاوراق الثلاث بعدها ناولها الى المحامي الذي سلم بيانكا اوراق الطلاق فامضت مع ابتسامة نصر على وجهها و بعد ان انتهت خرج الجميع من الحجرة فاقتربت هي منها و لامست صدره ثم طبعت قبلة على وجنته و لا شعوريا ابتعد خطوة الى الخلف فهمست

- " قضيت معك مغامرة جيدة و طويلة يا اليكس .. اتمنى لحبك الجديد ان يصمد هذه المرة .."
كانت تسخر منه فهي علمت بان كايت تركته الى اكسفورد و بقي هو هنا حزين و كئيب لكنه لم يأبه لكلامها خرج من غرفته الى مكتبه يوضب اغراضه و يستقل سيارته التي احضرها له محاميه حيث استغرق الطريق اكثر من ثلاث ساعات الى اوتاوا و ما ان وصل هناك حتى استقبله الخادم .. دخل المنزل الذي يحمل العديد من الذكريات التي كلما يتذكرها يتألم ,, هنا قضى تعاسته و ايام كئيبة دونها ...

رن جرس الهاتف فالتقط السماعة و تكلم بهدوء

- " الو "
- " اليكس اهذا انت يا بني ؟"
- " نعم ابي .. اهلا "
- " لقد اتصلت بالمستشفى و اخبرني كارل انه ارسلك الى اوتاوا فماذا حدث يا بني ؟"
- " لقد تنازلت عن المنزل لبيانكا .."
- " تلك السافلة ..انها السبب بمرضك .. اه كم اكرها .. الحمد لله انك طلقتها .. "
- " نعم طلقتها اليوم و انتهى شرها يا ابي "
- "و لم لم تاتي إلى منزلي ؟ "
- " لان كارل يريدني ان آخذ قسط من الراحة لاسبوعين "
- " هل تعرضت لنوبة اخرى ؟ "
تردد اليكس فهو لا يريد ان يخبر والده بنوبة جديد تعرض لها فوالده رجل عجوز و يخاف على ابنه الوحيد لدرجة غير طبيعية

- " لا .. لكنها ضغوطات العمل و اخبرني ان من الافضل ان ارتاح لاعود للعمل مرة اخرى "
- " جيد ان اسمع بانك بخير .. اذا اردت أي شيء فلا تتردد "
- " شكرا لك ابي .."
اغلق السماعة و خرج الى الحديقة جلس هناك فالجو رائع لكن المنظر امامه مؤلم فبكل شيء يراه هنا يرى وجه كايت بها و شامتها السوداء فوق خدها اشتاق لها فهو حتى مع عودته للعمل و المشاكل مع عائلة بيانكا خلال الاشهر الفائته لم ينسى وجودها في الحياة و بحياته خاصة و اثرها عليه ففي كل شيء يفكر فيها انه اقوى انواع الحب يكن لها لكن للاسف القدر يلعب لعبته القذرة .. انتبه لوجود شيء ما في فناء منزل بريستون فوقف بسرعة و اتجه الى المنزل ليجد اعلان مثبت بالارض كتب عليه ( للبيع ) و رقم هاتف اسفل الكلمة العريضة انزعج اليكس و تضايق كثيرا فهذا معناه بأن لا امل برجوع كايت و لا برؤيتها مرة اخرى أي ان الوميض الاخير قد انطفأ .. عاد ادراجه مهموما و هو يشعر بخيبة امل تقتله جلس يفكر بها مرة اخرى و كيف سيعيش حياته بلا امل ..

لكن فكرة برزت برأسه جعلته يقفز من مكانه ليعود الى منزل السيدة بريستون و اخذ رقم الهاتف المكتوب اسفل الكلمة ( للبيع ) و بدا بضرب الارقام على هاتفه سمع صوت الرنين و شخص يلتقطه من الطرف الاخر

- " مرحبا.. مكتب دونتي لبيع و شراء العقارات .. هل من خدمة ؟ "
- " مرحبا .. اود ان اخذ معلومات عن منزل بريستون المعروض للبيع "
- " تفضل ؟"
- " اريد ان اقابل صاحب المنزل "
- " لا استطيع ان ارى ذلك يا سيدي .. لكن ماهي المعلومة التي تود معرفتها ؟ "
فكر قليلا فهو يريد ان يصل الى كايت بكل الطرق و برزت فكرة اخرى

- " حسنا .. هل لك ان تعطيني رقم صاحب المنزل ؟"
- " انا اسفة يا سيدي فصاحب المنزل قد توفي و المنزل الان ملك لزوجته و ليس لديها رقم هاتف "
- " ماذا عن حفيدها سكوت بريستون ؟ هل هو الذي يتابع المنزل ؟ "
- " نعم السيد سكوت هو من يقوم بذلك "
- " اذن اريد رقم هاتفه .. لاني اريد ان اتحدث اليه شخصيا فجدته جارتي "
- " لك ما تريد سيدي انتظر على الخط قليلا "
و بعد ان انتظر لدقيقة كان رقم سكوت بين يديه ينظر اليه و قلبه يضرب بقوة فهذا الامل الذي فقده قد عاد اليه و لا يريد ان يتركه من جديد فكر بكلام يريد قوله الى سكوت قبل ان يتصل كرر الخطاب اكثر من مرة لنفسه و عزم الامر ..اتصل

- " الو ؟! "

- " هل انت سكوت ؟"

- " نعم .. من المتحدث ؟"

- " انه انا اليكس ... جار السيدة بريستون "

تكلم سكوت بنفس الجفاء دون أي تعبيرات بصوته

- " اهلا اليكس ماذا تريد ؟"
- " اريد ان اطمأن على السيدة بريستون فلقد اشتقت لها كثيرا "
- " هل انت متأكد بانك اتصلت لتطمان على جدتي ؟"
- " نعم صدقي لاطمأن عليها و لسبب آخر .."
- " كايت ؟! "
زادت ضربات قلبه ما ان سمع اسمها فتنهد و اجاب

- " نعم .. كايت "
- " اتركها و شانها يا اليكس .. "
- " ارجوك سكوت لا تغلق السماعة و اسمعني قليلا .."
- " هيا تكلم فليس لدي وقت .. "
- " اريد رقم هاتف كايت .. دعني اتحدث معها و اشرح لها فهي ذهبت دون ان تسمع أي تفسير .. لقد اعتقدت باني متزوج لكنني بالحقيقة منفصل عن زوجتي منذ سنوات و لقد تطلقا .. كايت استبقت الامور دون ان تعطيني مجال لان افهمها .. ارجوك سكوت اعطيني رقمها .. انك املي الوحيد .. "
سكت سكوت طويلا بعدها سأل اليكس

- " حسنا ساعطيك اياه لكن .. يجب ان توعدني بأنك لن تؤلمها مرة اخرى "
- " و لم انو لفعل ذلك من قبل صدقني .. فانا احبها "
تلعثم سكوت فهذه مفاجأة بالنسبة له ..اعطاه رقم هاتفها فأسرع اليكس بعمل اتصالاته اللازمة للحصول على عنوان منزلها باكسفورد فاتصل على محاميه و اخبره بأنه يريد العنوان بأقرب فرصة

- " لكن ذلك قد يتطلب وقتا او اياما "
- " افعل اللازم و اتصل بي حالما تحصل عليه "
- " الن تخبرني لمن هذا الرقم ؟ قد يسهل علي حصول المعلومات "
- " انه تحت اسم كايت فورمر .. اكسفورد "
- " حسنا سأبذل ما بوسعي .. الى القاء اليكس "
- " شكرا لك .."

ارخى اعصابه و استند على الكرسي بالحديقة و لاول مرة بعد مدة طويلة ابتسم بسعادة و راحة بال .. لا يستطيع الانتظار فقد انتظر طويلا و الان بعد ان حالفه الحظ لا لن يتركها تفلت من يديه و راح يبني امالا و احلام .. لكن ماذا اذا عاد و رفضته و ماذا اذا كان هناك احد في حياتها بعد ان مضت دون رجعة ؟ و ماذا ... و ماذا .. ؟ ظل يفكر طويلا و فكرة تقوده الى اخرى ...




في اكسفورد كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا أي ان كايت في عملها تقوم و تتحرك بكل انحاء مؤسسة كوبر الضخمة غير آبه بحملها و كبر بطنها ومع بروزه الى الامام بدات تتعلق بهذا الطفل الذي يسبح في احشائها و رضيت بوجوده في حياتها فهذا هو الواقع و رحبت بكونه قطعة من اليكس حبها الاول و الوحيد .. لقد كادت تخسره في مرة من المرات أثر وقوعها من درج منزلها بعد ان اصيبت بدوار و كان ذلك في شهرها السابع و بقيت ليومين في المستشفى لمعالجة النزيف لكن الحظ كان حليفها و عاش الطفل الذي خشيت ان تخسرة و تعلقت به اكثر بعد تلك الحادثة .. كما بدا زملائها بالعمل مساندين و بالاخص آن و توم الذي لم تتوقع منه كل ذلك الحنان لقد احسن التعامل معها و ترك كل مشاكلهما خلف ظهره و بدا اكثر ترحيبا لأفكارها و آرائها فارتاحت هي للعمل معه بل اصبح هو من تلجأ اليه لاخذ القرارات المتعلقة بالمشاريع و بفضل تعاونهما معا قادت الشركة الى حيث كانت بسابق عهدها و جنت العديد من الارباح بعد خسارتها الكاسحة فأصبح توم مثل آن من افضل اصدقائها ...

بعد الانتهاء من الدوام الرسمي أخذتها آن بصحبة توم لشراء حاجيات الطفل من فراش و وسائد و ملابس صغيرة الى الحفاضات و العربات و كرسي الطعام .. كرسي السيارة .. فراش التغيير ..و غيرها من الاشياء التي تتعلق بالطفل فبعد ثلاثة ايام ستدخل شهرها التاسع أي ان موعد ولادتها قد اقترب .. كان توم يحمل حاجيات الطفل الثقيلة داخل المنزل و يظل يسأل كايت عن مكان وضعهما و بعد ان قام بتركيب الفراش نزل الى الاسفل لتكافئهما كايت بوجبة عشاء لذيذة بعد اليوم الطويل المتعب سالها توم و هم على المائدة يأكلون

- " هل انتقيت اسم للطفل ؟"
التفتت آن تنتظر اجابتها

- " اتصدق يا توم بانها لم تعرف بعد جنس الطفل ان كان صبي ام بنت ؟"
- " هل هذا صحيح يا كايت ؟"
اومات كايت مع ابتسامة عريضة لكنه تكلم بعتاب

- " الفضول يدفعني .. اريد ان اعرف ؟ "
- " اريد ان اتفاجا فأذا كانت فتاة سأسميها مليسا على والدتي و اذا كان صبي إيان كوالدي .."
- " جميل.. و مذا تريدين انت صبي او بنت ؟"
- " افضل ان تكون مليسا.. لكن لن اتضايق اذا جاء إيان "
ضحكت ببراءة و فركت بطنها بحنان شعر توم بانها تكن حبا لهذا المخلوق الادمي الموجود باحشائها فتكلم بجدية اكثر

- " أماذا عن والد الطفل يا كايت الن تخبريه ؟ "
تغيرت ملامح وجهها و نظرت الى وجه آن التي توقفت عن الاكل فقد ضرب توم على الوتر الحساس تلعثمت و هي تجيب

- " لا اعتقد بانه يريد اية علاقة بالطفل فلا داعي لاخباره فهو بعيد عنا اميالا "
- " لكن .."
اراد ان يعترض على تفكيرها فمن حق الاب برأيه ان يعرف بوجود طفل له حتى و لو كان في آخر العالم لكن آن اوقفته بتغير الحديث

- " متى ستاتي جدتك و ليلي ؟ "
- " في الاسبوع القادم .. انني اتحرى شوقا لرؤيتهما "
- " و كم ستطول مدتهما ؟"
- " لم تخبرني ليلي بعد .."
رجع توم الى دفة الحديث مع ابتسامة فهذا الرجل فضولي جدا و يحب ان يعرف كل شيء

- " كيف كانت ردة فعلهما عندما اخبرتهما بحبلك ؟ "
- " بالطبع انصدمتا بالبداية لكنهما رحبتا بفكرة قدوم حفيد جديد انهما يسانداني بكل شيء "
- " و ماذا اذا قابلا والد الطفل ؟ هل سيخبرانه"
ضرب على الوتر الحساس مرة اخرى فنظرت اليه آن بتأنيب لم يعود الى الحديث عن والد الطفل و ما مصلحته من ذلك ؟؟ على الرغم من ذكاء توم الا انه بعض الاحيان يتصرف بغباء.. حملت كايت الاطباق لتغسلهم و سمعت همسات توم و آن الحانقة عليه و لكنه كان يدافع عن نفسه و عن والد الطفل و كيف ان من حقه ان يعرف بوجود طفله بالحياة تركتهما يتحدثان حتى انتهيا فتقدما بالاطباق الى المجلى يغسلانها فاقترب توم من كايت و همس لها

- " آسف لتطفلي يا كايت ..لم أشأ ازعاجك "
- " لا بأس توم "
و بعد العشاء اللذيذ جلسا للتحلية فقد اعدت آن كعكة شوكلاته لذليذة جدا و انقلب الحديث على توم

- " اخبرني يا توم كيف حال حياتك العاطفية "

ضحك فهنا تكمن شخصية النساء يردن التحدث بالامور العاطفية و هذه هي طبيعتهن

- " كل شيء يسير على ما يرام .. انوي الزواج بها و ذلك بالوقت القريب "
تشجعت كايت اكثر لهذه الفكرة و ابتسمت

- " هيا اخبرنا المزيد .. متى تنوي الزواج بها ؟ و ما هي قصة حبكما الظريفة ؟ انك تتكلم عن سوزي كثيرا دون ان تعرف عنها شيئا "
- " اخبريني يا آن من الفضولي الان انا ام كايت ؟"
- " انا اريد ان اعرف ايضا يا توم "
تعليق جيد من قبل آن ضحك الثلاثة لذلك فتنهد و تكلم بفخر شعرتا بان توم الرجل الصلب الذي اعتقدتا بانه مغرور و متعجرف ما هو الا رجل رومانسي يكن حبا دفيئا لمحبوبته

- " منذ ان بدات قصة حبنا لتتطور مع السهرات و المواعيد الغرامية و ما الا ذلك لكننا افترقنا بعد التخرج و كل منا ذهب الى طريقه و بعد ثلاث سنوات قامت الجامعة بلم شمل الطلبة المتخرجين .. و هناك قابلتها من جديد و بدانا نتحدث عن علاقتنا السابقة و كيف انني افتقدتها كثيرا و منذ تلك اللحظة عدنا لبعض و حتى الان دامت علاقتنا يا كايت ثلاث سنوات "
- " أي اذا جمعت الاربع سنوات مع الثلاث ؟؟ سبع سنوات رائع "
- " نعم فانا احبها كثيرا و لا اعرف كيف اتقدم لها أريد ان تكون طريقتي غير اعتيادية"
سألته آن

- " و هل اشتريت الخاتم بعد ؟ "
- " لا .. انه خاتم والدتي "
وضعت آن يدها على صدرها و اغمضت عينيها

- " يا الهي احب الرومانسيات ... فزوجي اعطاني خاتم جدته اتصدق هذا ؟"
كانت كايت خاملة سارحة تفكر في حبها الذي ضاع في المجهول قصة الحب التي لم تتعدى السنة حتى لكنها من اروع القصص بالنسبة لها فحبيبها هو ما تتمنى النساء الحصول عليه بوسامته و حنيته و اخلاقه النبيلة حتى اكتشفت بانه لا يختلف عن بقية الرجال ..

- " ماذا قلت يا كايت ؟ "
انتبهت لوجودهم حولها فابتسمت

- " اسفة لقد .."
- " اعرف كنت تفكرين باليكس اليس كذلك ؟"
لكزته آن على ذراعه

- " انت لا تيأس يا توم .. لم لا تتوقف عن هذا ؟"
- " ماذا لم اقل شيء غير الحقيقة .. اليس كذلك يا كايت ؟"
- " اتركيه يا آن .. فتوم على حق كنت افكر بالاليكس .. هل ارتحت "
- " ارايت يا آن ؟ .. و الان لا عليك يا كايت فكري معي بطريقة مختلفة اتقدم بها الى سوزي.. و اتركي حبيبك المجهول هذا الى المجهول و أي كان .. "
فكرت كايت قليلا ثم ابتسمت و قد بان على وجهها بان فكرة خطرت لها

- " نريد ان نقابلها بالاول و نتعرف عليها عن قرب و نخرج معها حتى نعرف نوعها و من بعدها نتطرق الى فكرة او طريقة مختلفة تناسبها "
صفقت آن بسعادة لكن توم لم يجد الفكرة رائعة لانه لا يفهم ما تريده النساء

- " حسنا .. اذا شئتما .. ادعوها على وجبة عشاء لذيذة كهذه و من ثم اكسباها صديقة .. فهي اجتماعية و مرحة و تحب تكوين الصداقات .. اتصدقان ؟ عندما نقف في قطار الانفاق تتعرف على العديد من النساء و تأخذ ارقامهم و في ثاني يوم اجدها برفقتهم"
صفقت آن مرة اخرى

- " رائع .. نحب هذا النوع .. حسنا ما رأيكما بوجبة اعدها انا في منزلي يوم الاحد القادم .. حتى تتعرف انت ايضا على زوجي "
- " يناسبني ذلك .. ماذا عنك يا كايت ؟ "
- " انا معكم في كل قرارتكم.. هل من المعقول بأنك لم تقابل زوج آن بعد "
- " نعم .. غير معقول اليس كذلك ؟"
- " اتركا ذلك عنكم سيقابله عاجلا ام اجلا .. و الان يا توم لنذهب فزوجي العزيز ينتظرني .. نراك في الغد يا كايت "
سارت معهم حتى باب المنزل ودعتهم و اغلقت الباب بعدها صعدت الى الطابق العلوي حيث حجرتها و ارتدت فستان نوم ابيض ارتفع الى اعلى من الامام بفعل بطنها المتفوخ ثم استلقت على الفراش لتنام براحة فغدا يوم جديد مليء بالاعمال و هو اخر يوم عمل لتبدا بعد انتهاء الدوام الى عطلة اسبوعية لقضاء اوقات برفقة توم و آن ...


وقفت امام المرآة تنظر الى شكلها للمرة الاخيرة قبل ان تغادر المنزل بدا شكلها لطيفا بفستانها الاسود القصير الذي ربطت طرفه العلوي على عنقها ليظهر رشاقة ساعديها و شعرها الذي قصت اطرافه ليلامس رقبتها كما رسمت عينيها بكحل اسود ليبرز لونهما بشكل ساحر و أحمر شفاه لامع زينت شفتيها الغلظتين به و لا ننسى الشامة السوداء التي احتلت مركز جماليا على بشرتها البيضاء الصافية كما ارتدت قرطين يتدليان تحت شعرها الاحمر و حذاء بلا كعب فلقد اصبحت ثقيلة بالكاد تستطيع السير لمسافة صغيرة فهي لم ينتفخ الا بطنها و باقي جسدها فمازال متناسق دون أي تغيرات و هذا من صالحها ... اوقفت سائق اجرة لانها لم تعد تستطيع قيادة سيارتها في هذا اليوم الممطر خاصة و انها لم تعد تقدر الجلوس خلف المقود فبطنها الكبير يعترض ذلك قاد بها حتى منزل آن الذي لا يقع في احدى ضواحي اكسفورد الهادئة و هو مكان يختلف كثيرا عن المدينة التي تقيم بها كايت فهنا المكان هاديء جدا و المنازل قريبة من بعضها البعض و تتشابه كثيرا ..

فتح زوج آن الباب لكايت مرحبا بها بابتسامة كبيرة زوجها بشوش جدا له وجه مرح و نظارته الطبيه اضفت عليه منظرا يليق بمدرس كيمياء و هذا ما هو عليه بالفعل و من يراه لا يصدق بأن آن زوجته فهي قصيرة جدا و لها بنيه صغيرة بينما هو طويل و هزيل لكنهما استطاعا تكوين عائلة سعيدة مكونة من طفلين و من يرى آن لا يقول بأنها في اول الثلاثينيات بل بالسادسة عشر و لا يمكن ان يكون لها طفلين احدهما بالسادسة و الثاني بالرابعة

- " مساء سعيد يا كايت مرحبا بك "
- " شكرا لك .. هل اتى توم ام انه لم يصل بعد؟ فمن عادته ان يتأخر "
- " لقد اتصل و قال بانه قريب .. تفضلي "
دخلت الى غرفة الجلوس و وضعت الكعكة التي احضرتها معها على الطاولة الصغيرة ثم دخلت المطبخ حيث آن ترتدي مريلة و تحمل طبق اخرجته لتو من الفرن و له رائحة شهية اقتربت كايت لتلقي نظرة

- " امم رائحته شهية .. اهو عجل ؟"
- " ااوه كايت لقد وصلتي .. نعم انه عجل ..انقذيني انت تعرفين اني لا اجيد الطهي "
- " على الاقل انت افضل مني بما يتعلق بتحضير شطائر اذا لزمك الامر "
- " نحن نساء عاملات و المطبخ ليس صديقنا المفضل "
ضحكت كايت

- " اوافقك تماما"
صوت جرس الباب .. جرت كايت و آن التي ألقت بمريلتها في الهواء لتقع على الارض يستقبلا صديقة توم التي ستنضم اليهم عما قريب فالفضول دفعهما للركض بجنون الى الباب لكن زوج آن سبقهم بفتح الباب و مع ابتسامة مد يده الى توم يصافحة فتكلمت آن بفخر

- " عزيزي اعرفك على توم زميل العمل .. و توم هذا زوجي ديفيد "

- " مرحبا .. تشرفت بمعرفتك "

ثم ازاح توم لتدخل امراة جميلة لها شعر اشقر طويل و ملامحها مرسومة بدقة كانت طويلة تتناسب مع قامة توم الطويل العريض لكنها ضعيفة جدا و لها اسنان بيضاء مصفوفة بدقة كانت ترتدي فستان ارجواني و حزام مشدود على خصرها اظهر قوامها الضعيف و لانها طويلة جدا لم ترتدي كعب عالي ابتسم توم و هو يقدم صديقته

- " و هذه سوزي .. و صغيرة الحجم تلك هي آن .. تلك الحامل هي رئيستي بالعمل كايت .."
صافحتهما مع ابتسامة تدل على سعادتها بمقابلتهما

- " تشرفت بمعرفتكم .. فتوم يتحدث عنكما كثيرا بل انه يقضي معكما اوقاتا اكثر مما يقضيه معي "
نظرت كايت الى توم باندهاش مصطنع مع ابتسامة تلطف الجو فاقتربت من توم و طبعت قبلة على وجنته

- " العتب يقع عليك يا سوزي لتركه وحيدا ..فتوم صديق رائع و انا احتاج لوجوده بالقرب مني ..اعذريني "
ضحكوا جميعا.. تعليق كايت بريء جدا كمظهرها اللطيف قادهم ديفيد الى غرفة الجلوس تسامرا قليلا بعدها دخلت كايت و آن المطبخ لتجهيز المائدة بأشهى الاطباق التي عندما شم توم رائحتها فرك بطنه فهو جائع جدا .. و على المائدة تحلو الاحاديث .. تكلمت سوزي عن علاقتها الرائعة بتوم و كيف هي متعلقة به و كما تكلمت عن عملها كمصورة فوتغرافية لاحدى المجلات المعروفة في المملكة المتحدة و انها تحب عملها جدا و تقضي معظم اوقاتها بالاستيديو مما يترك فرصة رؤية توم قليلة جدا .. فلذلك يقضي توم معظم اوقاته اما بمنزل كايت او بالمؤسسة .. تحدثت آن عن طفليها و ازعاجهما لكنها مع كل التعب و الارهاق الذي يسببانه تحبهما كثيرا .. بينما ديفيد تحدث عن عمله المتواصل في المختبرات و بالصباح يكون بالمدرسة حيث يعمل بمهنة التدريس لمادة الكيمياء .. و الان اتى دور كايت لتتحدث عن جدتها و ليلي و سكوت و طفولتها السعيدة و عن جدها اندي الذي لم يمر سنة على وفاته كيف كان لها الاب و الجد بعد وفاة والديها و كيف ترك موطنه ليقيم مع جدتها عندها حتى تخرجت و بدأت بالاعتماد على نفسها .. و هكذا من الاحاديث الطويلة التي تجعل الناس على معرفة ببعضهم اكثر فيكون حبل الترابط فيما بينهما اقوى والعلاقة سائدة بينهما على الحب و التفاهم .. و فكرت .. هذا ما افتقدته بعلاقتها مع اليكس فلو تحدث لها منذ البداية عن زواجه و عن عمله الحقيقي و من هو و اسم عائلته لكانت الامور مختلفة جدا ...


انتهى اليوم الطويل بعد الاتفاق بين سوزي و كايت و آن لاصطحابهما الى استيديو التصوير الذي تعمل به سوزي و بالفعل خرجت النساء معا و أرتهما سوزي كيفية التصوير و طبيعة عملها كما التقطت لهما صورة ظريفة جدا قامت بطبعها و وضعها لهم ببرواز صغير اخذت كل واحدة منهما نسخة لها و وضعته في منزلها .. و اقتربت سوزي كثيرا من آن و كايت حتى كان الاتصال بينهما بشكل يومي و تعرفن على بعض بشكل افضل و كانت ترتاح للحديث معهما فهي تريد ان تكسب اصدقاء توم و هذا ما حدث بالفعل ...

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 05:10 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74961
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: مرمر2 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مرمر2 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

رائعة جدا ياريت نشوف نهايتهاولك الف شكر

 
 

 

عرض البوم صور مرمر2   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 08:01 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

-9-
استيقظ اليكس على صوت رنين الهاتف فقام من فراشه ليلتقط السماعة نظر الى الساعة قبل ان يجيب كانت تشير الى السادسة صباحا فرك عينيه ليتاكد من ما يرى فمن يتصل بهذا الوقت؟ و بصوت متكاسل
- " الو ..؟!"
- " اليكس ؟! "
- " نعم .. من المتحدث ؟!"
- " جهز حقائبك يا صديقي .. ستسافر الى اكسفورد "
فتح عينيه على اتساعهما و دقق النظر في الساعة الموضوعة على المنضدة بالقرب منه ليتأكد من انه مستيقظ كليا و ليس بحلم تنحنح و اعاد سؤاله

- " هل انت متأكد مما تقول ؟ اتعني انك وجدت عنوان كايت فورمر ؟"
- " بالطبع يا اليكس فالمتحري الذي اتصلت به لديه اتصلات اخرى في المملكة المتحدة كلها و لدي المعلومات عن عنوان المنزل بأكسفورد فهل انت مستعد للمغادرة"
ابتهج فضرب قلبه بقوة حتى كاد ان ينفجر فهو غير مصدق بانه سيقابل كايت بعد تسعة اشهر من الغياب و الاشتياق و الحرمان و التعاسة و الحزن و الان و قد عاد الامل

- " لقد طال بحثك واعتقدت بانك نسيتني .."
- " لا لم انسك يا اليكس لكن الامور تطلب وقتا و قد اخبرتك بذلك مسبقا "
- " خبر رائع .. اشكرك ..هيا اعطيني العنوان فقد نفذ صبري "
كتب عنوان كايت على صفحة جريدة بعد قصها و حملها معه دخل حجرته و قام بتجهيز حقيبة صغيرة يحملها معه بيده داخل الطائرة و قد وضع بها حاجياته الاساسية فقط بعدها اتصل على المطار ليحجز تذكرة على اقرب طائرة ستغادر اليوم الى اكسفورد و اخبره الموظف بأن هناك طائرة في الثانية عشر ظهرا أي بعد خمس ساعات و هو وقت كافي لان يجهز كل ما عليه و يودع والده ليتجه الى المطار .. و بعد اكثر من خمس ساعات كان يحلق فوق اراضي كنساس التي بدأت تتلاشى شيئا فشيئا تحت الغيوم .. ابتسم براحة و الان و قد عاد له جزء من سعادته و ستكتمل فرحته بعد قبلة من شفتيها و بعد ان يكحل عينيه بجمال وجهها و يحضنها بقوة الى صدره و لا يتركها ابدا ..




استيقظت كايت هذا الصباح و هي تشعر بالاعياء و ان هناك شيء ما يجري لها شيء غير طبيعي ..فهي تتألم من انقباضات متتالية صاحبتها طوال اليوم حتى المساء الامر الذي جعلها تقلق .. رفعت السماعة و اتصلت بآن

- " آن اين انت اليوم ؟ "
- " ما بك يا كايت ؟ "
- " انها آلام غير طبيعية يا آن استحملتها بما فيه الكفاية .. اعتقد بأن وقت ولادتي قد حان .."
- " لكن الطبيب اعطاك موعد الى اخر الاسبوع "
- " لا اعرف ما الذي اصابني ... آن ... اه .. انها مؤلمة لا استحملها .. سأجن"
- " حسنا سأكون عندك بعد ساعة.. تماسكي ارجوك "
- " لم هذا التأخير؟؟ .. تعالي الان... لا اضمن لك باني سأصمد حتى خمسة دقائق "
- " انا خارج اكسفورد ذهبت لزيارة اقاربي و سآتي حالا و اذا كان الطريق غير مزدحم سأصل بأقل من ساعة .."
- " حسنا سأحاول ... سأقاوم حتى تاتي .. "
- " اتصلي بتوم "
- " لقد عجزت من الاتصال به .. أن جهازه مغلق ..لا تتأخري يا آن "
- " حسنا.. سأبذل ما بوسعي لان اصل بسرعة "
كانت تتحرك بالمنزل فمجرد ان تجلس تعود لها الآلام مجددا نظرت الى الساعة امامها مازال الوقت باكرا لان تصل آن فلم يمر الا عشرة دقائق و هكذا أخذت الغرفة ذهابا و إيابا حتى فجأة ... ارتعبت فهي لا تعرف من اين نزل هذا الماء و هل هو امر طبيعي يا الهي لم تعرف كيف تتصرف اصابتها نوبة هلع فوقفت بمكانها تتنفس بسرعة متجمده و يدها على فمها حتى سمعت طرقا على الباب شيئا ما دفعها للنظر الى الساعة انها التاسعة مساءا هل يعقل ان آن وصلت بهذه السرعة؟؟!! فكرت هل تتحرك من مكانها؟ ام تقف؟ لكن الجرس ظل يرن مرة أخرى و كأنه يلح عليها لان تتحرك من مكانها ..مشت بصعوبة و فتحت الباب ... كادت تصرخ من ما رأت... انه اليكس يقف امامها و قد اصابه الهلع بدوره من منظرها اراد ان يتكلم لكن لسانه قد عقد رأى صدر كايت يصعد و يهبط و هي تنتفس بصعوبة... ألم مفاجيء جعلها تتأوه ثم تتعلق بذراع اليكس و تلهث و هي تتحدث

- " المستشفى .. اليكس .. خذني الى المستشفى "
وقف متحجرا في مكانه فالصدمة أثرت على عقله و على رجله التي لم يعد يشعر بها و بحركة منها هزته بقوة و ضغطت على ذراعه و هي تصرخ بألم و بغضب

- " اليكس .. خذني الى المستشفى .. انني اموت .. اسرع .. لا تقف هكذا "
بعدها ادرك الموقف الذي وضع فيه فحملها بين يديه و الى سيارة الاجرة التي اوصلته الى هنا فصرخ بالسائق

- " الى اقرب مستشفى "
انطلق السائق بسرعة متجاوز العديد من السيارات و ذهب بطرق ملتوية ليختصر الطريق و بعد دقائق كان واقفا عند مدخل المستشفى ركض اليكس طالبا كرسي متحرك فأتى ممرض و حمل كايت مع اليكس و دفعها الى غرفة العمليات و هو يتكلم مع الممرضات

- " حالة طارئة .. المراة بالمخاض .."
ادخلها الممرض ممر طويل و هو يدفعها بسرعة كان ألمها يسيطر على تفكيرها فنست امر اليكس الذي وقف بحيرة من أمره امام باب غرفة العمليات الذي كان يفتح و يغلق .. الممرضات الاتي يدخلن و يخرجن كل ثانية وقف كالمصدوم فماذا حدث بغيابي .. هل تزوجت ؟! انها بالمخاض ؟ اين هو الاب ؟ ماذا كانت تفعل لوحدها بالمنزل؟؟ .. سؤال يليه آخر حتى اقتربت منه الممرضة و بيدها كوب ماء

- " تفضل يا سيدي .. انك شاحب .. لا تقلق فزوجتك على ما يرام لقد ادخلها الطبيب غرفة الولادة .. "
انتبه لوجود الممرضة .. اخذ الكوب منها و شاربا الماء دفعة واحدة .. استوعب ما قالته قبل قليل فالتفتت ناظرا اليها بعينين محدقتين ... زوجتك ؟! قال بنفسه : لا .. انه يتمنى ذلك .. ماذا يحدث هنا ؟! لم يتوقع هذا الاستقبال منها بل لم يتوقع أي شيء من هذا القبيل , هل من المعقول بأنها نست امره بأقل من شهر ؟

جلس مشغول البال يحاول حل اللغز ,, او تفسير ما رأى .,, عندما رأى اثنان مسرعان القلق باد على ملامحهما يقتربان من باب غرفة العمليات و يتحدثان مع الممرضة حاول ان ينصت لسمع آخر حوارهما

- " هل نستطيع الدخول ؟"
كان توم يسأل الممرضة التي اشارت الى آن

- " هل انت آن ؟ "
- " نعم ..أنا آن "
- " انت فقط تستطيعين الدخول فالسيدة تنادي عليك .. اتبعيني "
دخلت آن مع الممرضة الى غرفة العمليات و بقى توم يحوم بالممر ذهابا و إيابا انتبه عليه اليكس و راى الرجل قلق على كايت بل كان متوترا و عصبيا فجال برأسه سؤال آخر ( هل هذا هو والد الطفل ؟ هل هو زوجها ؟ و من تلك التي دخلت ؟ ) ...

رفع اليكس رأسه عندما سمع صوت بكاء طفل و رأى الممرضة تخرج مسرعة تدفع بفراش صغير و تستبدله بفراش اخر مفروش .. بعدها خرجت آن و جرت توم الى الداخل و هي تبتسم بسعادة بالغة .. وقف اليكس و اقترب من باب العمليات بتردد ليجد كايت مستلقية على الفراش و مغطاة بملاءات زرقاء و رأى ذلك الرجل المتوتر قد اختفى اضطرابه و هلعه ليتبدل الى سعادة غامرة يقترب منها و يطبع قبله على رأسها فتبتسم كايت له شعر بقرب ذلك الشخص منها كادت عينيه ان تنفجر من الدموع التي حبسها و بلع غصات عديدة رأى المرأة الصغيرة تحمل الطفل الملفوف بغطاء وتقربه من الرجل و كايت فانضب ذاك عليه يمسح على رأسه و يضحك .. لم يستطيع ان يتحمل المنظر ..ابتعد عن الباب و عاد للجلوس على كرسي الانتظار و بعد دقائق خرج توم بصحبة آن اخبرتهما الممرضة بانهما سينقلان كايت الى الجناح السادس و يستطيعا ان ينتظرانها هناك ..أخذا المصعد و سبقا كايت الى حجرتها .. التفتت الممرضة الى اليكس المقهور و الذي بدى على ملامحه الحزن ..

- " سيدي .. الا تريد الاطمئنان على زوجتك ؟! لقد انجبت لك طفلة جميلة "
لا يعرف أ يضحك أم يبكي حسرة و الما ؟ لم يجبها بل اكتفى بالنظر الى حجرة كايت .. ابتعدت عنه الممرضة فهو لا يبدو طبيعيا ..

و خلال نصف ساعة اخرجت الممرضة كايت تجرها بفراش الى المصعد ..نهض من مكانه بعفوية ..اقترب خطوات منها ليجدها نائمة بهناء و اه كم بدت جميلة كأنها الحسناء النائمة.. رأى مؤشر المصعد يقف عند الطابق السادس فصعد الدرج راكضا و وصل ليلحق بكايت التي ادخلت الى غرفة واسعة لها نافذة تطل على بهو المستشفى لتكون تحت المراقبة و كانت الستائر مفتوحة أي يستطيع اليكس ان يرى كل ما يحدث بالداخل دون ان يسمع شيئا فأخذ مقعده و جلس قبالتها و من بعد امتار استطاع ان يلمح نقطتها السوداء التي يعشقها.. دخلت الطبيبة لتخبر آن و توم بالخروج لتأخذ المريضة راحتها خرجا معا و اقتربا من غرفة الحضانة التي يوجد بها طفل كايت راقدا كان اليكس يتتبع تحركاتهما و ينصت لاحاديثهما لعله يلتقط شيئا يساعده على تركيب اللغز الذي عوق تفكيره ..و كأنه شارلوك هولمز .. سمع آن تقول الى توم

- " طفلة جميلة .. "
- " نعم انها مليسا الصغيرة ... تشبه كايت كثيرا.. فلا عجب بأنها جميلة كوالدتها "
- " بل هي كايت صغيرة "
- " اتعتقدين ان سيصبح لها نقطة حسن فوق خدها كوالدتها و جدتها ؟"
- " نعم و لم لا ؟"
وقفا ينظران اليها و ابتسامة على وجهيهما للمشهد البريء امامها ثم التفتت آن تسأل توم الذي كان التعب باد عليه لكن بالرغم من هذا كان مبتسما و سعيدا

- " كيف جرت الامور معك ؟"
و قبل ان يجيبها اردفت

- " هل قدمت لها الخاتم ؟"
ارتبك اليكس عندما سمع هذه الكلمة (خاتم ) و ضرب قلبه بشده اذا هذا هو صديق كايت و والد الطفلة

- " انني افكر بذلك لكني لم اجد الطريقة المناسبة .. اعتقد أني سانتظر قليلا ريثما تخرج كايت من المستشفى و عندها سأقوم بالخطوة الكبيرة "
- " و لم تنتظر ؟"
- " لانني .. لا اعرف السبب يا آن.. لا اشعر بأن الان هو الوقت المناسب "
سكتت قليلا فلا طائل من هذا الحديث الان .. حوبت حديثها اليه من جديد

- " اين كنت عندما اتصلت بك كايت اكثر من مرة ؟ "
- " نائما .."
- " يا الهي لا اصدق كيف الرجال مهملين ..و لم تركتها بالاساس فقد كنت عندها ؟ "
- " لا لم اذهب اليوم الى كايت كان لدي اعمال كثيرة في المكتب .. لم اشعر بالوقت .. اعتقد باني غفوت و من التعب لم اسمع رنين الهاتف .. "
- "لكن كايت اخبرتني بأن جهازك مغلق "
- "حقا ؟ "
- " هذا ما قالته لي .. لا يهم هذا الان ..جيد بأنك استيقظت عندماا تصلت بك .. لا اعرف من احضرها الى هنا "
- " لابد بانها استقلت سيارة اجرى او انها اتصلت على الاسعاف او احد جيرانها ... كايت تعرف كيف تتصرف "
- " اوافقك .. هل ستعود الى المنزل ام ستنتظرها تفيق من نومها ؟"
- " اعتقد باني سأعود فلا يبدو بانها ستستيقظ في أي وقت من الان "
- " حسنا اذا دعنا نذهب حتى نخبر السيد كوبر بالغد .."
- " انت يا آن سيدة الحكمة .."
- " و انت اكبر مراوغ و الان دعنا نذهب "

خرج الاثنان من المستشفى و بقي اليكس جالسا في مكانه يعيد الحوار و يضع النقاط على الحروف .. اذن كايت تركته بالفعل و مضت بحياتها بأقل من شهر حتى اقامت علاقة و انجبت من خلالها طفلة اسمتها مليسا ..و انه ينوي الزواج منها فور خروجها من المستشفى .. و بعدها لم يستطيع ان يكمل القصة التي ألفها بنفسه ... و شيء ما خطر بذهنه .. حقائبه !!! اين هي ؟! لكن ذلك ليس بالامر المهم سيبقى هنا حتى تستيقظ كايت فقط ليطمأن و يودعها ثم يعود من حيث اتى فلا امل لعلاقتهما و قصة حبها قد انتهت منذ مغادرتها الى اكسفورد...

استيقظت على صوت خطوات الممرضة التي دخلت لتتأكد بأن كايت قد استيقظت و مع ابتسامة صغيرة حيتها

- " صباح الخير سيدتي .. هل احضر لك طفلتك ؟"
اومأت كايت باباتسامة عريضة فهي تريد ان ترى طفلتها الجديدة تضمها الى صدرها و بعد دقائق دخلت الممرضة و هي تدفع فراش الطفلة الى الحجرة امامها رفعت كايت الغطاء و اقتربت من بحركة صغيرة رفعت الطفلة ووضعتها بحجرها نظرت اليها مطولا و دون ان تشعر نزلت الدموع من عينيها فالطفلة لها عينين زرقاء و شعر بني غامق كأليكس و ملامح وجهها شبيه بملامح كايت رفعتها قليلا الى شفتيها و قبلتها برقة .. قامت الممرضة بتعليم كايت طريقة الرضاعة الطبيعية و كيف تحملها و من تلك الامور فكايت جاهلة بكل ما يتعلق بالاطفال و بعد ساعة اعادت الممرضة الطفلة الى الحضانة ثم دخلت مرة أخرى

- " سيدتي .. "
- " تفضلي ؟"
- " هل تعرفين هذا الرجل ؟ "
اشارت على اليكس النائم على كرسي الانتظار امام حجرتها فنبض قلبها بقوة تصببت عرقا و اومأت بهدوء لا تعرف لم شعرت بالخوف و تذكرت ما حدث بالامس و انها لم تره بعد ان دخلت غرفة العمليات
- " انه هنا منذ الصباح الباكر .. لقد غادر بوقت متأخر في الليل ثم عاد مع اول الصباح .. هل تريديني ان ارسل رجال الامن له "
- " لا .. لا .. دعيه و شأنه .. انه يريد ان يتكلم معي و لابد انه يعتقد باني نائمة "
- " كما ترين .. هل اخبره بانك استيقظت ؟"
لم تعلق كايت بل بقيت صامته تنظر الى وجه اليكس انه نائم و على ملامحه الهدوء تسارعت الدموع للنزول من عينيها لكنها كبحتها و بلعت غصة صغيرة فلقد اشتاقت له كثيرا و كم تتمنى الان ان تستلقى على صدره و تقبله حتى تطفأ لهيب الاشتياق ..
- " انه نائم بهدوء .. "
فهمت الممرضة ما قصدته كايت فخرجت من حجرتها و تركت كايت تتأمل في الطعام امامها و كل ثانية تلتفت لتنظر الى وجه اليكس ذي الملامح الرجولية عادت لها صور و ذكريات و ابتسامات و همسات .. قاطعها توم عندما دخل و معه السيد كوبر و آن وضعا باقات الزهور التي ملأت اجواء الحجرة بثوان بعبيرها ضحكت فكل هذا من الموظفين و العاملين بالمؤسسة و هذا ما اخبرها به السيد كوبر .. انحنى و قبل وجنتيها

- " هل ستقولين لي بأنك تريدين اجازة ايضا؟ "
- " و هل لسؤالك هذا اجابة يا سيد كوبر ؟"
ضحكوا جميعا فانتبه اليكس لرنين ضحكاتهم مما جعله يستيقظ من نومه لينظر امامه فيجد كايت تبتسم و تضحك مع توم و آن اللذان قابلهما بالامس و لكن من هذا الرجل الثاني الذي تضحك معه ؟... مشاعره اختلطت للحزن و الغضب و الغيرة و الحنق على نفسه لا يعرف ماذا يفعل او كيف يتصرف انه يريد ان يتكلم معها قليلا ثم يعود من حيث أتى .. لماذا لا يجد وقت لذلك ؟ ما هذا الحظ التعيس ؟ لم كلما اراد ان يتحدث معها يجد ذلك الشخص بحجرتها ؟ شعور مزعج .. لم يجد فرصة لنفسة بان يدخل الى حجرتها و يتكلم معها بسبب الناس المتوافدين عليها طوال اليوم عندها قرر ترك المستشفى و اخذ قسط من الراحة في الفندق الذي بات به مساء امس و عندما خرج وجد بان سائق الاجرة الذي اوصلهما الى المستشفى قد وضع حقيبته عند حارس البوابة فشكره و اخذ اغراضه و ذهب الى الفندق .. و من التعب و النوم القليل ما ان وضع رأسه حتى غط بسبات عميق متقطع ..

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 08:03 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

يا بنات بقى فصل واحد و تخلص الرواية و أنا أحب ألعب معاكم لعبة اسمها ( التوقعات )
يعني قولولي أولا شرايكم بالرواية و شنو تتوقعون يصير بالأخير ؟!!

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري روك, أيهما أنت, روايات مكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات منوعة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t81064.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 25-03-15 09:10 PM
Untitled document This thread Refback 01-09-14 08:57 AM
Untitled document This thread Refback 30-08-14 07:05 PM
Untitled document This thread Refback 22-08-14 01:05 PM


الساعة الآن 08:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية