لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات منوعة الروايات المنوعه


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-08, 01:42 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 



-4-
\
مر ثلاثة اسابيع على وجودها في ( اوتاوا ) قامت بالعديد من الاشياء هنا و تعدلت نفسيتها اكثر و اعتادت على الاجواء و الهدوء و البحيرة و وجود اليكس بالجوار يمر كل صباح ليلقي التحية و نصيحة صغيرة على الحديقة و في بعض الاحيان يقوم هو بالاعتناء بالحديقة بنفسه .. لكن في هذا الصباح كانت هي من يقوم بسقاية الزهور وقفت ببنطالها القصير الذي اعتادت على ارتدائة للقيام بالاعمال فاليوم هو ( يوم العمل ) بالنسبة لها و بهذا تقصد العمل الشاق فكما ذكرت لجدتها فهي ستقوم بتغيرات كثيرة هنا ابتداء بالمرآب الذي القت اغلب صناديقة و الاشياء التالفه منه و بالاخص انها جعلت من سيارة جدها القديمة تحفة أثرية بهذا المرآب كما انها وضعت رفوف جديدة و اشترت ادوات للاعتناء بالحديقة و علقتهم على الحائط كان اللون الابيض هو اللون الذي استخدمته لطلاء المرآب فأصبح اكثر اشراق و اتى اليوم لان تغير غرفة الجلوس ما ان انهت من الحديقة حتى اسرعت باخراج كل الاثاث القديم لتضعه بالشرفة ثم اخذت علبة طلاء تحمل لون الأزرق الفاتح و قامت بمده على حائط غرفة الجلوس كانت جدتها تحاول ان تنظر لكنها تمنعها بحجة المفاجأة و بثلاث ساعات و ثلاثون دقيقة كانت قد انهت من دهن حائط غرفة الجلوس باللون الازرق و الابيض ... بعد نصف ساعة من القاء الاثاث القديم و اخذ ما قد ينفع مرت بالقرب من منزل السيد كالفاني رات حركة بالداخل و وجود أشخاص لم تشعر بوجودهم من قبل توقفت بالقرب من السور عندها خرج اليكس باندفاع من الباب الرئيسي و الغضب يكتسح ملامحه لم ينتبه لوجودها بكامل زينتها واقفة امامه فشعرت بانها يجدر بها الذهاب بعيدا فهو لا يبدو بمزاج رائق اليوم للتحدث او لان تطلب منه خدمة بسيطة كما اعتاد ان يلبي لها خدماتها فخطت الى الوراء لتشرع بالذهاب
- " كايت ؟!"
توقفت و استدارت تنظر اليه كان يبدو متوترا على غير عادته لكنه مع ذلك اقترب و رسم ابتسامه رقيقة على شفتيه بادلتها الابتسام

- " تبدو مشغول سآتي بوقت لاحق .. الى اللقاء "
مشت بسرعة مبتعدة لكنه اسرع منها فجذبها كعادته من ذراعها بقوة لكنه ارخى من قبضته

- " هيا اخبريني ماذا اردت ؟! "
توترت كان لا يزال عصبيا

- " لا شيء مهم ..صدقني "
تغيرت ملامحه لتصبح اكثر جدية و صار صوته اكثر رسميه

- " كايت .. انا لست مشغول الان .. فماذا اردت ؟ "
بلعت ريقها و نظرت اليه بتوتر فمن هذا الرجل انه ليس الكس فمن هؤلاء الاشخاص الضين جعلوه يخرج بانزعاج و غضب

- " اردت فقط ان استعير منك السيارة اذ لم تمانع ؟"
عادت ملامحه الى سابق عهدها بهدوء و ابتسامة مشرقة

- " بالطبع.. هل تريديني ان آتي معك ؟ "
- " اعرف الطرق شكرا لك "
القى مفتاح السيارة لها فاتجهت و ادارتها و انطلقت بها في هدوء الى المدينة ... اعادت السيارة بعد ساعتين شكرته مرة اخرى و ذهبت الى المنزل كان هناك ما يزعجه فضايقها تغير ملامحه و صوته هذا الصباح و هو ما جعلها تفكر طول الليلة فلم تستطع النوم و شيء ما جال برأسها ان تخرج و تذهب الى البحيرة فهي لم تذهب الى هناك منذ تلك الليلة التي بكت فيها نظرت بالخارج فرات اضواء منزل السيد كالفاني مطفاة لكن هناك سيارة لم ترها من قبل تركن امام الباب لعلها تعود للأشخاص الذين لم تقابلهم خرجت و توغلت بين الاشجار حتى وصلت الى البحير خلعت حذائها و خلعت فستانها لتغمس جسده بالماء فتتذكر تلك الايام الجميلة التي قضتها هنا برفقة سكوت و ليلي و جدها الذي يجلس على الضفة يلقي بسنارته و والدتها تتحدث مع جدتها بأمور مختلفة لم تكن مهتمة بها بذلك الوقت .. كان باردا شعرت بسعادة تغمرها بمجرد عودة الذكريات اليها استرخت و جعلت عيناها تدور بين البحيرة و الاشجار المحيطة حولها و فجاة سقطت عيناها على الشجرة المعلقة عليها الارجوحة المكسورة التي لم تعد كذلك الان ركضت خارجة من الماء باتجاها حافية القدمين شبه عارية اقتربت منها فرحتها جعلتها تقفز بمكانها كالطفلة الصغيرة ارادت ان تصرخ من السعادة جلست لتتارجح كان الهواء يضرب جسدها الشبه عاري المبلل بالماء كانت تدفع نفسها بقوة فترتفع اعلى و يطير الهواء شعرها المشبع بقطرات الماء لم يكن الجو دافئا خاصة و انها مبللة

- " سيصيبك المرض اذ لم ترتدي فستانك "
فتحت عينيها و توقفت عن التأرجح نظرت اليه و الصدمة اعتلت وجهها رأته يحمل فستانها و ابتسامة شيطانية اقترب منها ليوقف حبل الارجوحة فتثبت و تستطيع النزول جرت فستانها من يده دون ان تنظر اليه ارتده و اسرعت لتاخذ حذائها كان يستند على الشجرة ينظر اليها و هي تتصرف بتوتر بفعل الخجل الذي سبب لها وجوده ابتعدت ناحية الاشجار لتعود لكنها لمسها بأطراف أصابعه

- " إلى اين انت ذاهبة ؟!"
لم تجبه بالطبع فياله من سؤال أيتوقع منها ان تبقى معه حيث احرجها و كيف تجلس معه و تنظر في عينيه التي رأتها شبه عارية يا للعار .. خطت تبتعد عنه لكنه جذبها بقوة إليه من ذراعيها فألصقها بصدره كانت مشوشة التفكير تنظر بين عينيه التي تحدق فيها بإعجاب كان وجهه بالقرب منها حتى احست بانفاسه تضرب وجهها و تخترقه كالسهام الجارحة .. ألا تكفي عينيه التي تلتهمها بتلك النظرات؟ أيقنت مكانها فأبعدته عنها و تكلمت بحدة

- " لقد تاخر الوقت يجب ان اعود .. "
كانت نظراته الحارقة مازالت تحدق فيها أجابها بصوت يخلو من الاحاسيس

- " ابقي معي .. اكملي ما بدأته "
لم تفهم ما يقول .. لم تعهده هكذا انه مختلف جدا منذ هذا الصباح بل لا يبدو على طبيعته انه يتصرف الان كمن تخدر او سكر بشراب او شيء ما .. فماذا يعني بجملته الاخيرة ؟ رفعت حاجبها باستغراب

- " اليكس هل انت بخير .. ما بك اليوم ؟"
وضع يدة على رقبته يدلكها بهدوء ينظر الى البحيرة .. تنهدت بارتياح لابتعاد عينيه عنها لتتحول الى مكان اخر

- " لا شيء .. كنت اريدك ان تتأرجحي فقط "
شعرت بقلبها ينقبض بقوة كانه سقط بأحشائها نبرة الحزن هذه عصفت بكيانها ايقنت بانه هو من قام بإصلاح الارجوحة التي صنعها جدها في يوم من الايام اقتربت منه بهدوء وضعت يدها على كتفه فمها من اذنه و همست بحنان

- " هل لك ان تدفعني لاتأرجح ؟! "
التفتت اليها و الابتسامة تعلو شفتيه الغلضتين و تجمعت الخطوط التي تغار منها لقربها من عينيه لتتبعها الى الارجوحة , دفعها بهدوء و كانت ضحكتها تعلو كلما ارتفعت بالسماء وقف يضحك معها فهي كالطفلة الصغيرة البريئة التي تحب اللعب شعر بقلبه يذوب على رنين ضحكاتها فما تفعله به يفوق قدرته كم يتمنى ان ياخذها بين ذراعيه و يقبلها بحرارة .. مرت فترة و هي تتأرجح و هو يدفعها بعدها توقفا و ما ان نزلت حتى تعلقت برقبته تضمه بالبداية تسمر في مكانه فهو لم يكن مستعدا او لانه اانصدم لكنه بادلها العناق فهذا ما امل له.. يا لسرعة الاستجابة .. ابتسم في سريرته و اغمض عينيه كي يستمتع برائحة شعرها الاحمر بينما هي وضعت انفها بين رقبته لتستنشق رائحته الرجولية التي كلما مر من امامها ترك أثرا لعبيرها ليصطدم بقلبها و يرتسم بفكرها جعلتها تلك الرائحة تقرب شفتيها و تطبع قبلة ناعة و رطبة على رقبته فسرت قشعريرة بدنه جعلته يهتز فيبتعد بهدوء عنها نظرت الى الارض بخجل و هي تبعد خصلات شعرها الذي لعب به الهواء كان شكلها تحت ضوء القمر بشعل شبه مبلل يلعب به الهواء يمتزج برائحة الاوركيد بشعرها الاحمر لا يقاوم و بقبلتها الناعمة على جلده أثارته فاقترب منها و احاط خصرها جاذبا اياه ليلتصق بجسده العريض بادلته نظرات الاعجاب و اقتربت معه عندما لثم شفتيها بعنف مثير فقبلها بحرارة تخيلها فيما سبق ذابت كقطعة شوكولا بفمه شعرت بانها تطير بعالم آخر فيا لها من قبلة طويلة و لذيذة ابعد فمه عنها لكنها بقيت ملتصقة به لا تريد الابتعاد عن صدره الدافيء فلطالما تمنت ان تكون هنا بين ذراعيه فهو الرجل الذي تريده و هي المراة التي يود تقبيلها كل ثانية قرب شفتيه و هذه المرة قبلها بهدوء جعلها تشعر بدوار و افترت الارض تحت رجليها كادت تسقط لكنه ممسك بها بقوة ابعد شفتيه و نظر الى عينيها المغمضتين لم يقلق فهذا ما يحدث غالبا حملها بين ذراعيه و مشى بها بين الاشجار خطر ببالها ليلة الاصابة عندما احست برجل يحملها و تضرب الاغصان يديها شعرت بتلك الليلة اليوم فايقنت بأن من حملها الى المنزل هو اليكس ارتاحت لهذه الفكرة فأرخت نفسها اكثر بين يديها و رفعت يديها لتحيط بعنقه فتحت عينيها و ابتسمت له نظر اليها غامزا بعينه انزلها عند باب المنزل

- " هل ستكونين بخير ام احملك الى فراشك ؟"
ابتسم لها بعذوبة و صوته الهامس جعلها ترتجف كانت كالمخدرة تركت عنقه بصعوبة فهي تريد ان تتعلق به لفترة اطول لكن ... نظرت الى عينيه بدلال كانت تغازلانها تجعلانها تشعر بانوثتها المفرطة أرادته ان يحملها الى الفراش لكن .. هذه الكلمة (لكن ) اقتربت منه و طبعت قبلة صغيرة و سريعة على شفتيه بعدها فتحت الباب و دخلت

- " أراك غدا "
بعدها أغلقت الباب و صعدت الى حجرتها تترنح بفعل قبلاته و سحره الذي جعلها تهوي و تسقط على الفراش لتنام و تحلم بأجمل الاحلام و تستعيد الليلة بأكملها ..

بينما هو مشى بهدوء و شيء منه ارتفع معها الى حيث هي شيء يفتقده و يريده بكل قوة يريدها ان تعود لتتعلق بعنقه و تذوب بقبلاته و تلتصق بصدره لعلها تطفيء ذلك اللهيب الذي اشعلته ...


لم ينم تلك الليلة جيدا فلقد اعاد المشهد باكمله اكثر من مرة ليعيش اللحظة و يشعر باللذة تذكر ملامح وجهه الجميل بتلك النقطة السوداء انه يعشق رؤيتها و التمعن فيها أ لانه لم يقابل امراة من قبل لها نقطة فوق خدها .؟ سهر طويل حتى اوجه الفجر لذلك لم يستيقظ باكرا هذا الصباح لكن ما أوقظه هو صوت مزعج بالخارج هز الارض القى بالغطاء ليقوم من مكانه فتح النافذة و عينيه بتثاقل فالنعاس يطغي عليه تمتم بشتيمة

- " تبا .. ما هذا ؟"
كانت شاحنة كبيرة تحمل اثاث مغلف و كايت واقفة بكل رشاقة و إشراقة تبتسم للعمال الذي يحملون قطع الاثاث الجديد الى الداخل لم يتسطيع ان يبقى بفراشه و ذلك العامل يقف يحدق بقوام كايت شعر بالغيرة منه ! الغيرة !! أرعبه هذا التفكير .. انه يحب تواجده بقربها بل يعشقه و يحب ابتسامتها بالصباح بل في كل وقت و يحب مشيتها و غنجها و اسلوبها و تصرفاتها و الشامة .. الشامة .. و كل شيء فيها يحبه .. انه .. ترددت الكلمة بفمه قبل ان يلفظها .. احبها .. نعم احب كايت


ارتدى قميصه بسرعة و نزل الدرج قفزا حتى وصل الى الباب الخارجي هرول باتجاه منزل السيدة بريستون كانت الشمس تضرب بعينيه عندما القى بنظرة داخل الشاحنة ثم دارت عينيه على الاثاث القديم و الجديد رآها تخرج من الباب مبتسمة تشير الى العمال الى مكان وضع كل قطعة اقترب منها ينظر اليها بنظرات تساؤل ابتسمت له بشيء من الغنج و الخجل فما حدث بالامس بينهما خطوة كبيرة تنم عن بدء شيء جديد علاقة جديدة و هذا ما خشيته فعلا فهي معجبة به على اقصى الحدود و تود ان تتطور الامور بينهما لكن المسافة طويلة و لن ينجح الامر بالنسبة لهم

- " ماذا يجري هنا يا كايت ؟"
بللت شفتيها قبل ان تجيبه و ضحكة مختفية وراء صوتها

- " انها مجرد تغيرات اقوم بها في المنزل .. يجب ان اذهب سأريك كل شيء لاحقا .. و بالكامل .. عن اذنك اليكس "
ذهبت ناحية ذلك العامل الذي يحب ان يرمقها بنظراته التي ازعجت اليكس فاقترب منها مجددا هامسا في اذنيها دغدغ همسه بدنها

- " استطيع ان ابقى و اساعدك "
نظرت اليه من رأسه الى اخمص قدميه ثم قهقهة بصوت غير مسموع بالكاد انتبه عليها رفع حاجبيه ينتظر ردة فعلها فهمست له بإذنه فانتصب شعر جسده حتى كاد يأخذها بين ذراعيه لولا وجود ذلك العامل واقفا بينهما يشهد الغرام و العشق الذي يحدث بين هذين الاثنين

- " اشكرك .. لكن يبدو انك مازلت بلباس النوم يا اليكس فلم لا تعود الى فراشك و بعد ساعة تعال لترى النتيجة الاخيرة .. ما قولك ؟"
انزل عينيه ليرى لباسه ... كان شورت (بنطال قصير ) بالكاد يصل الى منتصف فخذيه وبلوزة (قميص) رماديه لا تتطابق مع لون البنطال .. كما يرتدي برجله نعلة سوداء .. شعر بالاحراج فالغيرة اعمته جعلته يهب للنزول من حجرته حتى يقف هنا معها دون ان يعرف ماذا يفعل كي يبعد نظرات ذلك العامل الوقح عنها شعر انه من الغباء مجادلتها فرجع بخطواته الى المنزل ليختفي و ينزل مرة اخرى بعد ساعتين ...

طرق الباب قبل ان يسمع صوت كايت

- " تفضل اليكس"
ابتسم و هو يفتح الباب فكيف عرفت انه هو الطارق ؟! دخل ليجدها تجلس مع جدتها على الكنبة الجديدة كان المكان مختلف جدا فالحائط الاصفر اصبح ازرق فاتح و الاثاث القديم تغير ليصبح اكثر حداثة و رقي كانت كنبات لونها ترابي تزينهما وسادات زرقاء ممزوجة باللون البني تتناسب مع باقي قطع الاثاث و لاحظ ايضا التلفاز الكبير معلق على الحائط و بعض التحف التي اضافت على المكان رونقه هز رأسه مبتسما بعد ان وقف لتدور عيناه على المكان كانتا تنتظران تعليق منه

- " انه .. رائع .. ينم عن ذوق راقي يا كايت "
- " اشكرك "
اشارت له السيدة بريستون بالجلوس لكنه نظر الى ساعته ثم اجاب

- " يجب ان اذهب .. فلقد اتيت لالقي نظرة على ما احدثته كايت من تغير .. شكرا لدعوتك "
رافقته كايت الى الباب الخارج استدار ينظر اليها قبل ان يذهب انها جميلة و هي ترمقه بنظرات الاعجاب اقترب منها فقبل شفتيها بقبلة صغيرة ثم استدار ليذهب ظلت واقفة بمكانها حتى استقل سيارته و انطلق بها ..

لم يعد الا بوقت متأخر من الليل صوت سيارته اوقضها من نومها الخفيف فاقتربت من التافذة لتراه ينزل من السيارة صافعا الباب خلفه لم يبدو على طبيعته فهناك ما يشغله لم يدخل المنزل بل جلس عل الدرج ينظر امامه يفكر كان مشغول البال شيء تألم بداخلها لمنظره فهي لا تعرف بماذا يشعر .. هل تذهب إليه لعله يريد شخص يتحدث معه ام تتركه لنفسه يتحدث ؟1 لم تفكر مليا فلقد غيرت ملابسها بسرعة و خطت الدرج نزولا فتحت الباب و مشت مرورا بمنزل السيد كالفاني كانت تسير بالاتجاه المؤدي للبحيرة فهي لم ترد ان تتطفل عليه بل ارادته ان يراها فينده عليها و بالفعل هذا ما حدث صاح بها

- " كايت "
ابطأت من مشيتها فهب اليها كالمشتاق الذي وجد حبيبته وضع يده في جيب بنطاله كان شكله صبياني اكثر من رجولي بتلك الحركة ابتسمت له و سألته بدلال

- " أتود مرافقتي الى البحيرة ؟!"
- " بالطبع "
مشى بالقرب منها دون ان ينظر اليها فالحزن يبدو على ملامحه الحادة ازاح الاغصان لتعبر هي دون احتكاك ثم اقترب من الضفة فجلس رافعا رجليه الى اعلى جلست بالقرب منه فالتصق زندها المكشوف بذراعه المفتولة العضلات و كالشحنات الكهربائية اصبح هناك التماس نظر اليها بطرف عينيه فبادلته النظرات تكلمت بهدوء

- " هل انت بخير يا اليكس ؟"
رجع بظهره الى الوراء ليرى وجهها الجميل الابيض عن قرب تكلم بنفس نبرة الهدوء

- " ماذا تعنين ؟"
- " هل تعاني من شيء ؟ هل هناك ما يزعجك ؟ تبدو شاحبا و حزينا "
تنهد كانه يطرد كل الطاقة السلبية التي بجسده من خلال انفاسه شعرت بأنه يحمل هموم العالم بتلك التنهيدة فدنت منه اكثر لتلتصق بذراعة

- " والدي مريض و أنا قلق عليه هذا كل ما في الامر "
اراحها ذلك الكلام على الرغم من انه محزن بالفعل لكن هذه اول مرة يتحدث فيها عن شخص يهتم به او عن حياته الشخصية فهي لا تعرف عنه أي شيء ما عدا ان اسمه اليكس و هو بستاني عند السيد كالفاني الذي لم تره الا من بعيد ؟؟ اسندت رأسها على كتفه حركتها بعثت الدفء في نفسه فارخى عضلات وجهه المتشنجة فارجع ظهره اكثر حتى لامس الارض جذبها بهدوء ليضع رأسها على صدره ينظرون الى السماء الصافية المزينة بالنجوم المتلألأة .. تكلم بهدوء بعد فترة السكون

- " عندما كنت صبيا صغيرا كانت والدتي تأخذني الى سطح المنزل لنرى النجوم في كل مساء قبل موعد نومي كانت تضع رأسي في حجرها تلعب بخصلات شعري و تطلق اسماء على النجوم .. اعتقد باني مازلت اتذكر بعضها "
رفع يده ليشير الى نجمه ساطعه لها بريق يختلف عن الاخريات

- " هذه نجمة كيوبيد .. اترينها ؟ "
هزت رأسها ايجابا دون ان تنطق فأسرد

- " لا يرى هذه النجمة ببريقها الابيض الى المغرمون "
سكتت تسترجع كلامه فرفعت رأسها لتستطيع ان تنظر الى ملامح وجهه اهو جاد فيما يقول ام انها طريقة لاثارة اعجابها به لكن ما رأته بملامح وجهه كانت اكثر اثارة فهي ترى علامات تشير الى انه جاد فهل هو مغرم بها ؟ اهي مغرمة به ؟ كان قلبها بضرب بقوة بين اضلعها و هو ينظر اليها كالعاشق الذي لا يستطيع مقاومة حبيبته مسكها من ذراعيها و جذبها الى صدره مرة اخرى لكن هذه المرة اصبحت فوقه بلعت رقيها عندما تسمرت عينهما ببعضهما و بحركة قوية ادارها لتصبح هي بالاسفل و هو المسيطر فوقها كل ما ارادته في هذه اللحظة هو ان تبقى بتلك الوضعية الى الابد تنظر بزرق عينيه اللامعتين .. امطر اشهى القبلات على شفتيها و رقبتها حتى طال بهما الوقت ليدرك اليكس بأن عليه التوقف و الا تطورت الامور بينهما بشكل سريع فابتعد عنها بينما هي لم تتحرك من مكانها كان كالمصعوقة بكهربة الغرام .. رأته يجلس و يخلل يده بخصلات شعره كما يفعل دائما عندما يتوتر جلست فساعدها على الوقوف مادا يده لها مشيا معا دون ان يتبدلا الكلمات او النظرات بل كانت اصابعهما مشبكة ببعض توقف عند باب منزلها ترك يده بصعوبة ثم اقترب من اذنيها و همس

- " تصبحين على خير كايت "
طبع قبلة على رقبتها و استدار ليذهب فتدخل هي المنزل بترنح انها تعشقه .. تحبه ... مغرمة به الى حد الجنون ..


كان هذا الصباح اسعد يوم بالنسبة لها فحياتها تحسنت بمجرد اعتيادها على هذا المكان و الجو و العمل الذي تقوم به .. فكانت تستيقظ بوقت مبكر تتفطر مع جدتها ثم تسقي الحديقة و بعدها اما تذهب الى المدينة مع جدتها او تجلس مع السيدات الثرثارات او تقوم بدهن سور المنزل و الابواب و سور الشرفة و اطارات النوافذ و في اليوم بالذات قررت ان تكمل طلاء سور الشرفة و باقي اطارات النوافذ عندما مر اليكس بالقرب منها

- " نهار سعيد "
التفتت ناحية الصوت الذي اسعدها فهي لم تره منذ يومان غاب عنها و لا تعرف اسبابه لكنها شعرت بمدى اشتياقها له بمجرد سماع صوته ابتسمت له بسعادة فبالفعل اصبح النهار اكثر سعدا بمجرد قدومه و اقترابه منها

- " صباح الخير اليكس "
- " صباح الخير يا كايت "
اقترب من علبة الدهان و اخذ فرشاة وقفت هي تنظر اليه دون تعابير اقترب منها و عندما رآها تنظر اليه بتلك الطريقة غمز لها بعينيه و بدأ بالدهن

- " كنت اتساءل يا كايت .. لم تقومي بكل شيء ؟"
- " ماذا تعني .. اقوم بكل شيء مثل ماذا ؟"
- " اعني تعلم كيف تزرعين ثم كيف تهتمين بالحديقة و تقومين بسقايتها كل يوم .. و على فكرة لدي طريقة افضل من ان تسقينها سأوصل لك انابيب و مرشات لتقوم عنك بعملية الري "
- " رائع شكرا لك "
- " لم تجيبيني ! تهتمين بالحديقة و بعدها تغيرين المنزل .. و تدهنينه .. و ماذا ايضا لم تقومي به ؟"
ضحكت ضحكة خفيفيه لكنها اسعدته فابتسم لها ينتظر اجابتها

- " قبل ان آتي الى هنا وضعت قائمة بكل ما انوي القيام به هنا "
بدت على وجهه دهشة ممزوجة بابتسامة

- " قائمة ؟! و اين تلك القائمة ؟ هل تسمحين لي بالاطلاع عليها ؟"
هذه المرة ضحكت بصوت اعلى شعر بالاحباط فهو لا يعرف ما يضحكها

- " ان القائمة موجوده هنا "
و اشارت على رأسها أي ان لا يوجد قائمة مكتوبة بالفعل بل هي مخططات بما ستقوم به فضحك معها

- " و هل قمت بكل شيء ؟"

- " لا .. انوي تعلم الصيد كما كان جدي يفعل .. و اريد ان اجدف بقارب .. "

رفع حاجبيه متعجبا من تفكير هذه المراة انها بالفعل تسحره بكل ما تقوم به و بكل طريقة تفكر فيها فهي تختلف عن كل امراة قابلها انها رقيقة و بنفس الوقت تقوم بما يقوم به الرجال دون ان يخدش ذلك انوثتها بل يزيدها جمالا و رصانة


اكمل عملية الدهان و هو يفكر بقائمتها هذه التي اوشكت على التحقيق الا من شيئين ..كان يعتمد ان ياتي بالقرب منها لتلتصق ذراعه بذراعها و هي تزيح عنه ثم يرجع ليفعل نفس الحركة مجددا و بالخطأ و من دون قصد اسقط قليل من الطلاء على قميصها الاصفر فاتسعت عينها من الصدمة بلع ريقه هو و اقترب ليمسح البقعة التي احدثها فزاد الامر سوءا مما جعلها تأخذ الفرشاة التي بيدها و تلطخ بها قميص اليكس و بعدها بدات معركة الطلاء كانت تركض حول الحديقة و هو خلفها بالفرشاة ينشر عليها الطلاء البني و بعدها تلحقه هي لتقوم بالمثل و هكذا تصرخ راكضة

- " توقف ... اليكس .."
و كانت صرخاتها ممتزجة بضحك بريء و هو يضحك معها رفعت جدتها رأسها لتنظر من نافذة المطبخ ما يجري بينهما رسمت ابتسامة على شفتيها فمن الجميل رؤية كايت تتصرف كفتتاة صغيرة تعيش قصة حب جديدة تملأها الشقاوة و البراءة .. كانت تركض و تقفز و هو خلفها ثم تنقلب الاية ليصبح هو من يركض مبتعدا عنها حتى فجاة يتعثر بحجر خلفه فيتهوى للسقوط اسرعت كايت لتمسكه من يده كي لا يسقط لكنه اثقل منها وزنا فبدل ان تساعده عاونته على السقوط فسقط و سقطت فوقه على الارض .. سكتا من الدهشة و ما حدث فقبل دقائق كان الصراخ و الضحك يملأ المكان و الان سيطر الهدوء و التأوهات فتح عينيه ليرى وجهه كايت يطل عليه بقلق من فوقه

- " يا الهي اليكس هل انت بخير ؟"

كان يتأوه بصوت خافت و يده اسفل رأسه رفعت نفسها من فوقه تبتعد لكنه جذبها و اعادها مكانها فوقه شعرت بالخجل لان يده تمسك بخصرها ابتسمت فقد كشفت حركته الشقية انه بخير لكنه يصطنع الالم فجارته بلعبته و مسحت على رأسه ثم قربت شفتيها و قبلته هذه المرة هي التي لم تقاوم جاذبية و من يراه لا يلومها فهو كما قالت له وسامة حادة تميزة عن سائر الرجال كما له رائحة عطرة تزيده رجولة تجاوب مع قبلاتها باكثر حرارة و لانه هو الرجل اسند جسدها على الارض و احاط خصرها بذراعيها و بثانية اصبح هو شبه فوقها يستلذ بقبلاتها التي قطعت بسبب جدتها التي خرجت قلقة فقد شاهدتهما يسقطان و شعرت بالخوف فكايت لها سوابق .. شعرت بالاحراج لتطفلها عليهما وقفت كايت بسرعة ترتب شكلها بعدها وقف اليكس و كان يشعر بالخزي اكثر من كايت نفسها فشكله مغطى باللون البني و شعره مبعثر باعث لان يشعر بذلك من تصرفه الصبياني فاعتذر من السيدة بريستون و ذهب الى منزل كالفاني ليغتسل كما فعلت كايت التي اسرعت بالدخول الى المنزل لتأخذ حمام سريع تنظف به بقع الطلاء من على وجهها و جسدها و شعرها و بعد دقائق كانت بكامل اناقتها و شكلها الانثوي بفستان زهري قصير و بلا اكمام و بشعر احمر مسدول على الكتفين و حذاء ابيض بلا كعب يليق بالحزام الابيض الذي على خصرها نزلت الدرج لتتلاقى بجدتها في غرفة الجلوس كانت لاتزال تشعر بالاحراج من ما حدث بالخراج و من تصرفها الغير لائق فابتسمت لجدتها التي ربتت على كتفها بهدوء و تشكل فمها بكلمتين ( لا بأس ) .. هنا شعرت كايت بالارتياح فقامت تحضر اوراقها و تفرشهما على طاولة الطعام و تبدأ بالعمل الجدي الذي يجب ان تنهيه قبل عودتها الى اكسفورد ..

كانت مندمجة بعملها حتى امسى الليل و صعدت جدتها لتنام بحجرتها اصرت كايت على ان تنهي جزء من عملها الذي تهاونت بأدائة و بينما هي في وقت الراحة خرجت لترتب الفوضى التي احدثتها اليوم صباحا حملت علبة الطلاء و الفرش و بينما هي تقوم بالترتيب رأت اليكس ينطلق بسيارته دون ان ينبه اليها .. احزنها بأنها لا تعرفه عنه شيئا و الى اين يذهب في وقت متأخر من الليل كل مساء و لا يعود الا بالصباح الباكر ؟!

دخلت الى حجرتها و استلقت بالفراش تفكر باليكس الذي يحيرها بغموضه و قد لاحظت كثيرا بانها كل ما ارادت ان تسأله سؤال يدير الحديث عنها .. لم يفعل كل ذلك ؟!


بصباح اليوم التالي استيقظت قبل جدتها و هذه المرة هي من اعدت الفطور .. فمنذ حادثة القهوة لم تفتح الغاز بعدها لكن اليوم تشجعت و فعلت و حضرت الفطائر المحلاة و زينتها بفراولة و صلصة العسل من فوقها دخلت جدتها تستشق الرائحة الزكية و اصطنعت الاندهاش اكلتا معا باستمتاع فعلا كانت فطائر جيدة و لذيذة رفعت جدتها ابهامها اشارة لنجاح فطائر كايت المحلاة شعرت كايت بالاطراء فالسيدة بريستون بالنسبة لها هلي افضل طباخة على وجه الارض ...

- " حسنا جدتي سأذهب لاسقى الحديقة اتريدين شيء "
هزت رأسها نفيا فخرجت كايت لترى منظر ادهشها و جعلها تصيح بفرح و تقول

- " يا الهي ... انها رائعة .. جدتي .. انظري .. انها رائعة .. من قام بذلك ؟!"
كانت تنظر الى اصيصات الورد المنتشرة على مدخل المنزل لتنتهي الى الشارع و بعضها حول الشجرة بالمنتصف و ارجوحة جديدة وضعت بالشرفة بدل القديمة كما هناك اصيصات صغيرة تعلقت فوق الشرفة ليبدو منظرها رائع كانت تقفز غير مصدقة ما ترى فلا غيره هو من قام بذلك نظرت الى حيث منزل السيد كالفاني و رأته يمشي باتجاهما فركضت اليه حتى تعلقت برقبته و اخذت تقبل وجنته و عينيه تمطره بقبلات رفعها هو الى الاعلى مستمتع بهذا المطر اللذيذ بعدها انزلها على الارض ضربته ضربة خفيفة

- " هل انت من قمت بكل هذا ؟ "
ضحك بصوت عال و هو يجيبها

- " اذن لم هذه القبلات ان كنت غير متأكدة ؟"
اقتربت الجدة ناحيتهما مبتسمة فما فعله اليكس رائع

- " لم فعلت ذلك يا اليكس ؟"
نظر الى السيدة بريستون و قال

- " لنقول انه عربون سلام للسيدة بريستون للفوضى التي افتعلتها بالامس "
ضحكت السيدة لسعادتها و من الرائع ان يقوم شخص بشيء جميل لها ثم اقترب و امسك يد كايت و قبلها

- " و لاخبرها بان حفيدتها جميلة و تستحق كل هذه الزهور فالورد .. للورد "
صعد الدم الى وجنتي كايت و هي تبتسم بخجل ربتت السيدة بريستون على كتفه ثم عادت الى منزلها ترك يد كايت حتى تلحق بجدتها فدخلت المنزل بعد ان القت بنظرة عليه قبل ان تدخل فهذه النظرة الصغيرة عبرت عن ملاين الاشياء التي تجول بخاطرها سعد بتلك الخاطرة التي ظهرت من عينيها ...

عندما دخلت المنزل اتجهت بسرعة الى اوراقها تتصفحهم بهدوء فلقد نسيت ما ارادت القيام به هذا الصباح ركزت على اوراقها لفترة طويلة دون ان تشعر ...عندها عد اليوم على خير و راحة بال


باليوم التالي كانت منهمكة بترتيب اوراق المشروع على طاولة الطعام عندما سمعت طرقا خفيفا على الباب اقتربت و فتحته و الا باليكس واقفا ينظر اليها مبتسما بادلته النظرات و الابتسامات ثم تكلمت

- " صباح الخير يا كايت"
- " اهلا اليكس صباح النور .. بماذا اخدمك ؟!"
اوما برأسه ثم نظر خلف كايت يبحث عن شيء ما

- " هل السيدة بريستون هنا ؟ "
استغربت فهي اعتقدت بأنه اتى من اجلها و ماذا يريد بجدتها ؟

- " نعم انها تشاهد التلفاز .. تفضل بالدخول "
دخل و مشى حتى غرفة الجلوس رفعت السيدة بريستون بصرها عن التلفاز لتقابل اليكس بابتسامة وقفت كايت خلفه حتى تشاهد ما اراد من جدتها جلس و همس بإذن السيدة بريستون التي اجابت بإيماء برأسها مع ابتسامة كبيرة شعرت كايت بالفضول و ارادت ان تسأل لكنها توقفت فكل شيء بحينه و لابد انه سيخبرها او جدتها ستفعل مر بالقرب منها ليخرج تبعته الى حيث الباب و وقفت تنتظره ان يخبرها لكنه ابتسم و اشار بيده مودعا اغلقت الباب عابسة اقتربت من جدتها المشغولة بمشاهدة برنامج على التلفاز .. اذا لا احد ينوي اخبارها بشيء يا له من شيء مزعج تركت الغرفة لتكمل مشروعها حاولت ان تركز على الاوراق و التصاميم بكل اصرار لكن الفضول يقتلها و بعد ساعتين سمعت طرقا على الباب فتجاهلته فجدتها ستفتحه و بالفعل فتحته ...


- " ماذا تفعلين ؟!"
رفعت رأسها لتجد اليكس يقف عند رأس طاولة الطعام حيث التصاميم منتشرة على عرض الطاولة يرفع احدى الاوراق يحاول ان يفهم ما رسم او كتب لكن دون فائدة فألقى بالورقة و نظر الى كايت التي تنظر اليه بدورها و شعرها معقوص الى الاعلى تجاهلت سؤاله و اكملت كتابة شيء ما فاقترب منها كثيرا حتى تلاصقت ذراعه اليمنى بذراعها فمنعها من التفكير ام من عمل أي شيء كأن يدها قد شلت حاولت دون ان تعيره انتباه فهي منزعجة مما حدث قبل ساعات لكنها لم تستطع عندما حاوط خصرها بيده القويتين و الصق جسدها به و نظر في عينيها

- " ما رأيك بان نذهب الى الميناء .. المقاهي و المطاعم ..لنأكل وجبة غداء ..انا و انت فقط ..ماذا قلت؟ "
و كيف ترفض له طلبا خاصة و هو قريب منها لدرجة ان انفاسه تضرب بوجهها فابتسمت بغنج

- " لا مانع لدي "

امسك بيدها الممسكة بورقة و قلم و وضعها على الطاولة لتترك ما بيدها ثم رفع ذراعيها على رقبته و حاصر خصرها بيده القويتين شعرت بنظرات الحادة تدخل كيانها و تزحزح فتشعر بأنها ملك له يستطيع ان يفعل بها ما يشاء .. انزل رأسه و طبع قبلة صغيرة على شفتيها ثم همس

- " هل نذهب ؟"
رأت ثيابها العملية جدا التي عبارة عن بنطال جينز ازرق و بلوزة بلا اكمام خضراء و قرطين صغيرين فضيين و شعر معقوص كذيل حصان

- " حسنا لكن اعطني فرصة لاغير ملابسي "
جذبها من يدها للخارج

- " لا داعي .. هيا لنذهب.. اسرعي . هيا "
تعجبت من اصراره للاسراع بالذهاب و عند الباب جذبت حقيبتها .. و بالسيارة جلست بالقرب منه دون ان تتكلم طول الطريق مجرد نظرات و ابتسامات و همهمات و لمسات بالاصابع حتى توقفت السيارة عند اول الميناء الذي يكظ بالناس من جميع الاعمار .. اقتربا من احدى المطاعم التي تقدم الاكل البحري جلسا بطاولة قريبة جدا من الماء و القوارب المختلفة الالوان و الاحجام بمنظرها الخلاب و بعضها بأشرعة ملونة و اخرى بأعمدة خشبية كان المكان بسيط جدا يدل على الحياة الجميلة هنا و كل ما تتذكر بان موعد عودتها الى اكسفورد قد اقترب كلما ضاق صدرها فهي لا تنوي ترك هذا المكان الرائع و هذا الرجل بالذات الذي احبته بصدق .. تنهدت فرفع رأسه عند قائمة الطعام بقلق

- " ما بك ؟"
ابتسمت له و اجابته بشيء من الحزن

- " لا شيء .. لكنني كنت افكر بأن موعد عودتي الى اكسفورد قد اقترب جدا و لا انوي الرجوع "
ترك القائمة و مد يده عبر الطاولة ليشبك اصابعه بأصابعها

- " اذن ابقي هنا و لا تعودي"
قهقهة بهدوء

- " لا استطيع اليكس "
- " لم ؟! "
- " لان كل شيء هناك .. عملي .. منزلي .. سيارتي .. اصدقائي .. حياتي كلها هناك "
انزل رأسه بحزن لكنه رفعه مجددا بابتسامة

- " ماذا عن منزلك هنا و جدتك ؟! ماذا عني ؟"
لقد ضرب على الوتر الحساس فهو اكثر شخص لا تود مفارقته فجدتها تستطيع مرافقتها الى أي مكان بمجرد اقناعها لكن اليكس الانسان الذي تعشقه لقد خافت من هذه اللحظة من ان تقترب فالفراق صعب و لا تنوي الوقوع اكثر في غرامه لكن الوقت قد فات و الخوف من الغد زاد و لا فائدة من كل شيء .. لم تستطع ان تنظر الى عينيه المتلهفه لجوابها فضغطت على يده و اصطنعت ابتسامة صغيرة

- " دعنا من هذا الحديث .. ماذا تريد ان تاكل ؟ "
ترك يدها بعد فترة من التحديق بها فسؤاله كان جريء و ليس بوقته اخذ قائمة الطعام

- "يبدو طبق السالمون المدخن شهيا "
- " اوافقك "

اومات برأسها ايجابا و بعد دقائق كان النادل يحمل طبقين من السالمون المدخن .. و بعد الوجبة اللذيذة اخذها بجولة على الميناء لكن هذه المرة بالقرب من اليخوت و القوارب قفز الى زورق ابيض متوسط الحجم

- " هيا اقفزي .."
فتحت عينيها باتساع و هي تهز رأسها نفيا لكنه مد يده باصرار و جذبها فقفزت و هي تصرخ باسمه

- " اليكس .. امسكني جيدا .. سأقع "
اندفعت نحوه و بالفعل كانت ستقع عليه لكنه صدها بجسده العريض فتعلقت به

- " امسكتك .. انت بين يدي .. لا تقلقي لن تقعي"
و انتهز الفرصة لان يحاوطها بين ذراعه و يقبلها مجددا بعدها رفع رأسها و اوقفها على رجليها

- " ما رأيك بجولة على متن الزورق ؟ "

ابتسامتها كانت دليل على الرضا فقفز عن الزورق ليتكلم مع رجل ثم اعطاه شيء بيده قد تكون نقود ورقية او شيء من ذلك القبيل بعدها عاد الى متن الزورق ثم الى حجرة القيادة تبعته لتجلس امامه ادار المحرك و انطلق بهدوء على الامواج الخفيفة كان شعور رائع شعرها يتطاير مع الهواء وقفت و اقتربت منه واضعة يدها على كتفه فحاوطته ذراعه خصرها الايسر ظلت ممسكة به و تنظر اليه انه وسيم جدا فرموش عينيه سحر بحد ذاته و شعره البني الغامق يتطاير مع الهواء الى الخلف كاعلان لعطر رجالي رأت الميناء يختفي شيئا فشيئا وراء الامواج و اصبحا بعدين عن المدينة و عن بقية الزوارق و القوارب ازاح قليلا عن المقود فدفعها بكتفه بخفة لتمسك به ثم وقف خلف ظهرها مادا يده امامها على المقود أي حاصرها بجسده

- " لك زمام الامور كابتن كايت "
شعرت بالاطراء فهو سيدعها تقود الزورق بنفسها ترك المقود لها و جلس اماها ينظر اليها و الى جمال وجهها تحت اشعة الشمس كانت سعيدة و بنفس الوقت خائفة فوقف و اقترب منها

- " اليس ذلك افضل من التجديف ؟"
كان يلمح الى القائمة التي اخبرته عنها قائمة الاشياء الي ارادت ان تقوم بها في اوتاوا و من بينهما التجديف فضحكت و اسعدها انه تذكر كلامها ..اوقف المحرك و فجاة التفت اليها و حملها بين ذراعيه كانت تصرخ بهدوء و تحاول ان تفلت من يديه فوضعها على الكنبة عند مقدمة الزورق حنى عليها ليقبلها فتجاوبت مع قبلاته التي انتهت بسرعة لانه ابتعد عنها ليدخل الى حجرة في وسط الزورق جلست تنظر اليه و يخرج بيده كأسين و زجاجة شراب من النوع الفاخر ضحكت عندما سكب لها بالكأس فرشفت منه قليلا

- " من اين لك هذا ؟"
لم يجب على سؤالها لانه مستمتع بمذاق المشروب و بالجو اللطيف و بالرفقة الساحرة اخذ يلعب بخصلات شعرها الاحمر و فجأة نزع الرباط عن شعرها لينسدل كالحرير على كتفها أثارتها حركته فنظرت اليه و قلبها يدق بقوة فاقتربت منه لتضع رأسها على كتفه .. لحظة سكون طويلة ..تلتها قبلات طويلة زادها الجو حرارة التصق بها اكثر حتى حملها بين ذراعيه و مشى بها الى حيث الحجرة الداخلية وضعها على الفراش بهدوء ثم القى بجسده بالقرب منها ليكمل ما بدأه بالخارج ...

لا تعرف لم كانت تبتسم عندما فتحت عينيها لتجد نفسها على فراش غريب و بمكان غريب و الاغرب من ذلك بانها كانت عارية و مغطاة بلحاف ابيض خفيف و لا احد مستلقي بجنبها .. فتبدلت الابتسامة بعبوس قامت من الفراش و لفت جسدها باللحاف الابيض و خرجت من الحجرة لفحتها الشمس بحرارتها و النسيم العليل اعاد الابتسامة مجددا الى محياها مشت تبحث عن الحبيب الذي ترك الفراش دون ان تشعر به .. سمعت صوت شيء يتحرك بالماء اقتربت من الحافة و نظرت بالاسفل و بالفعل هذا ما اعتقدته
- " ماذا تفعل ؟"
رفع رأسه الى اعلى الزورق فرأى ما يسعده وجه احلى من الشمس المشرقة يطل عليه بابتسامة و باستغراب ففتح ذراعيه

- " صباح الخير يا شمسي المشرقة .. انضمي إلي "
- " لابد انك جننت "
- " لم ؟! هيا اقفزي الى الماء لنستحم سوية .. انها منعشة "
- " انني لا ارت..د... لا اريد .. فالماء يبدو باردا "
سكت قليلا و كأنه يفكر بحل لعضال و فجأة مد يده الى اعلى يصعد السلم

- " حسنا اذا ساعديني ... اريد الصعود "
مدت يدها اليه و ما ان مسكها حتى جذبها اليه فسقطت معه بالماء جرها خارج الماء حتى تفتح عينيها رفع شعرها الذي تبلل الى الخلف و عندما رآى منظرها انفجر ضاحكا فهي لم تتوقع ان يجرها الى الماء .. حنقت عليه فتسلقت كتفه و اغطست رأسه بالماء فجرها من رجلها الى الاسفل و تحت الماء تقابل وجههما و كلاهما مبتسم اخرجت رأسها من الماء و حاولت ان تغطي جسدها العاري باللحاف الذي اصبح ثقيل قد الامكان

- " اتركي اللحاف و شانه و اقتربي مني "
جذب اللحاف بعيدا و الصقها بجسده شعرت بالاحراج لكنه تبدل الى مشاعر اخرى عندما تعلقت برقبته و حاوط خصرها و بدأ بتقبيلها ... بقيا بالماء لفترة طويلة حتى انهكهما الجوع فصعد السلم الى سطح الزورق مادا يده لها فجرت اللحاف حولها و مدت يديها ليرفعها الى الاعلى و ما ان اصبحت على السطح حتى اسرعت بدخول الحجرة لترتدي ملابسها بينما هو استلقى بصدره المكشوف تحت الشمس و بيده نبيذ اخذ يرشف منه .. خرجت لتنضم اليه و رشفت منه قليلا قام من على الارض مادا يده لها لتتبعه

- " اريد ان اريك شيئا تعالي معي "
مشت معه الى الجانب الاخير من الزورق و رات سنارتين مثبتيتن على الارض حمل واحدة و اعطاها اياها لم تصدق ما راته فلقد تذكر حديثهما عن الصيد انه لا ينفك يحقق احلامها اه كم تحبه و بدل ان تأخذ السنارة منه ضمته بقوة تعبير عن امتنانها لكل ما يقوم به من اجلها وقبلته على خده بحرارة اذابته

- " اليكس لا اعرف ماذا اقول لك .."
- " لا تقولي شيئا فما فعلته للتو يغني عن أي كلمة .. لا اريد الا ان تسعدي و تقضي اجازة سعيدة "
اغروقت عيناها بالدموع فما اجمل حديثه و ما اجمل رفقته و اه كم هو وسيم و اه كم هي تعشقه و لا تريد فراقه بل تريد ان تبقى معه هنا على هذا الزورق الى الابد لكن الاحلام لا تتحقق بهذه السهوله ..

تناولت السنارة منه و بدا تعليمها كيفية الامساك بها و القائها بالماء و سحبها و بعد المحاولة العاشرة اصبخت تتقن ما تقوم به .. كادت ان تغير رأيها عن فكرة الصيد عندما طال بها الامر دون اصطياد سمكة صغيرة بل اكتفى هو باصطياد ثلاثة اسماك كبيرة لكن الحظ حالفها و اهتزت سنارتها ارتبكت و مسكتها بقوة بين يديها و جذبتها كما علمها و بالفعل سمك صغيرة قفزت كالطفلة الصغيرة التي حققت انجازا بتلوين صفحة كاملة

- " اليكس ... انها سمكة ... لقد اصطدت سمكة ... انظر "

كان يضحك معها مبتهج لفرحتها باصطياد سكة صغيرة

- " هي لناكلها فانا اتضور جوعا "
توقفت عن الابتسام و نظرت اليه غير مصدقة ما يقول

- " انها سمكتي .. لن تأكلها .. لم تريد اكل سمكتي فلقد اصطدت ثلاثة اسماك تكفي .. لكن سمكتي سآخذها معي "
ضحكت حتى سالت الدموع من عينيه بالضبط فهي تتصرف كالاطفال لكن بطريقة مثيرة

- " حسنا كما تريدين .. هيا دعينا نأكل "
وضعت سمكتها التي اصطادتها في إناء مملوءة بالماء المالح بينما هو قام بتنظيف السمك و تتبيله بعدها شوحه تحت النار ثم وضعه بطبق ابيض حاملا اياه الى الخارج حيث طاولة صغيرة مرتبه وضع عليها طبقين و ملاعق و سكاكسن و نبيذ احمر جلست بإحدى الكرسين كايت تنتظر الطبق الذي وصلته رائحته الشهية الى انفها فصدر صوت الجوع من بطنها وضع الطبق امامها و سمكة على طبقها انزلت رأسها تشم الرائحة اللذيذة

- " يبدو شهيا "
اكتفى بابتسامة صغيرة ثم انتظر حتى تلتهم لقمتها ليشرع بالاكل و عندما رأى نظرة الاستحسان شعر بالراحة فشرع يأكل

- " لم اعلم انك طباخ ماهر يا اليكس "
قهقه بصوت خافت و تكلم بعد ان بلع لقمته و شرف من كأسه

- " صدقيني انا فاشل بالطبخ .. لكني اجيد طهي السمك "
- " انت تجيد كل شيء "

كانت جملتها الاخيرة تشير الى العديد من المصطلحات التي فهمها اليكس فغمز لها و لوى شفتيه بطريقة شيطانية جعلت كايت تضحك منزلة رأسها لتأكل من الطبق اللذيذ

- " الن تخبرني من اين تعلمت الزراعة و الطهي و الصيد و كل تلك الامور "
مد يده عبر المائدة بقطعة صغيرة لتذوق من يده فتحت فمها و قضمت القطعة كان لها طعما مختلف بل الذ ابتسمت له و كررت السؤال فهي تريد ان تعرف عنه بعض الاشياء من الكثير الذي تجهله

- " اجبني .. كيف تعلمت كل هذا ؟"
- " جدي .. لقد كنت قريب منه جدا فانا حفيده الوحيد و كنت اقرب اليه من والدي .. لذلك كان يصحبني معه الى كل مكان و علمني كل شيء منها الصيد و السباحة و ركوب الخيل و الزراعة و كل تلك الامور .. فأنا اكثر شخص اشبه جدي كما تقول والدتي بصفاته و شخصيته و اسمه ايضا"
ابتسمت له فهذه معلومات كثيرة بالنسبة لها جعلته اقرب منها مما كان قبل فشعرت بانها تحبه اكثر و تريد معرفة الكثير عندما يريد ان يخبرها
- "ركوب الخيل .. اود ان اتعلم هذا ايضا .. لا اعرف لم لم ادرجه في قائمتي "
ضحك لخفة ظلها فهي امرأة بسيطة و تحب التعلم و هذا ما يعشقه فيها بل يعشقها كلها

- " اذن سأخذك متى اردت "
صفقت بيدها و قالت ببهجة

- " رائع "

بعد الانتهاء حملت الاطباق الى المطبخ الصغير وقفت لتغسلهم لكن دخل بسرعة و ابعد يدها عن المجلى

- " اتركي هذا و تعالي معي فهناك من يهتم به "
اطاعته و خرجت معه الى مقدمة الزورق جلس تحت الشمس فاستلقت بالقرب منه و همست بطريقة اثارته

- " يوم ممتع "
انزل بصره اليها فاستلقى بالقرب منها بعد ان خلع قميصه و بقي عاري الصدر التفت تنظر الى جسده البرونزي الذي لمع تحت اشعة الشمس الدافئة اخذ يدها بهدوء يمرر اصابعه بين اصابعها ثم رفع يده على وجهها يمررها بين تقاطيع وجهها و توقف اصبعة على نقطة الحسن التي تعلو خدها فهمس لها

- " جميلة .."
ارتعشت و ابتسمت له بخجل و دلال فضمها الى صدره فارخت اعصابها ليهمس مجددا بأذنها
- احب وجودك بالقرب مني "
شعرت باحشائها تنقبض شعرت بشيء من الخوف فهاك من نبهها بكلمته بأن ما يجري بينهما سينتهي بفراق صعب و هذا ما خشيته اول لقاء لهما هو ان تقع بحبه فيصعب عليها الامر .. نظر اليها وهي مشغولة البال فاستدار يواجهها

- " ما الذي يشغل بالك ؟"
اخفت قلقها بابتسامة مصطنعة ثم تكلمت

- " جدتي .. لابد انها تنتظرني فلم اخبرها باني ساغيب لهذه المدة "
- " لا تقلقي .. فهي تعلم بكل شيء "
- " ماذا تعني تعلم بكل شيء ؟ هل خططت لهذا من قبل ؟"
- " تستطعين ان تقولي صدفة خطط لها "
- " و كيف هذا ؟"
- " لقد اخبرت جدتك تلك الليلة عندما قتلك الفضول لمعرفة ماذا همست بأذنها بأني سآخذك الى الميناء و بعدها لصيد السمك و قد نتاخر ليوم .. هذا كل ما في الامر "
- " و ما هي الصدفة في الموضوع ؟"
لوى شفتيه و رفع حاجبا فبدا شكله شقي ووسيم لابعد درجة

- " الصدفة هو ما حدث بين المخطط "
احرجها بطريقته فاستقامت و وقفت لترتدي قميصها اقترب منها محاوط خصرها من الخلف ملصقا ظهرها بصدره و همس باذنها

- " اذا اردت العودة فلا مانع لدي "
اومات برأسها دون ان تجيب فهي تريد ان تعود لجدتها لكن لا تريد ان تفارق هذا المكان الجميل برفقة هذا الوسيم الذي تحبه لدرجة تصعب عليها ان تقترب منه اكثر كي لا تتألم عندما تودعه لتغادر اوتاوا عائدة الى موطنها اكسفورد ..

ابتعد عنها ليذهب الى حجرة القيادة فانطلق بالزورق عائدا الى الميناء دخلت بعد فترة وجيزة الحجرة ووقفت بجانبه تنظر اليه انه رجل بمعنى الكلمة بوقفته و شخصيته و بملامح وجهه و جسمه و خصل شعره و نظرته الحادة حين يرمقها بين حين و اخرى .. رأت المقاهي تظهر شيئا فشيئا من بعيد كلما اقتربا من الميناء و بعد دقائق كان الزورق قد توقف بنفس المكان الذي انطلق منه باول مرة نزل قبلها ثم مد يده ساعدها ثم اقترب من نفس الرجل يسلمه مفتاح الزورق و يشكره شيء جعلها تفكر فاليكس كونه بستاني بسيط من اين له كل تلك النقود ليستأجر زورق بذلك الحجم و ليومين ؟..

توقفت عند باب منزل جدتها فلحق بها ليقف امامها يودعها قبل ان تدخل قرب رأسه ليطبع قبلة على شفتيها لكن الباب خلفها فتح لتخرج منه جدتها المبتسمة ضمت جدتها بقوة فرفعت يدها تسألها عن رحلتها فأجابت كايت بسعادة

- " لقد استمتعت كثيرا و الفضل يعود لك اليكس شكرا لك "
- " على الرحب و السعة .. سيدة بريستون لقد اعدت لك امانتك "
ضحكوا جميعا قبل ان يدير ظهره عائدا الى سيارته مبتعدا دون ان يترك أثر لشفتيه على خدها او أي شيء من ذلك الشعور الجميل فشعرت بالخيبة لانها املت بقبلة صغيرة قبل ان ينتهي ذلك الحلم لتستفيق ...

دخلت المطبخ مع جدتها و جلست على الطاولة اعدت لهما كوبين قهوة رشفت منها قليلا

- " كيف قضيتي يومك من دوني ؟"
ابتسمت الجدة و كتبت على الورقة التي امامها

- " مع السيدتان سلندر و كوري و رافقتهما السيدة دولوريس .. قمنا بصناعة مزيد من الاغطية لنتبرع به للسوق الخيري الذي سيقام في الاسبوع القادم "
- " رائع جدتي لم اعلم بانك مشاركة بالسوق الخيري "
اومأت الجدة مع ابتسامة عريضة و ذهبت لتحضر الملاءات لتريها كايت التي ابدت اعجاب بصنعهما .. قاطع رنين الهاتف حديثهما الهاديء فأسرعت كايت تلتقط السماعة

- " الو .. ليلي عزيزتي كيف حالك ؟"
- " انا بخير ماذا عنك يا كايت ؟ و كيف هي جدتي ؟"
- " نحن بخير و جدتي افضل مني حالا انها تقضي وقتا رائعا برفقتي "
- " جيد .. لقد اتصلت لاطمأن عليكما و اخبركما باننا سنكون في أتوا غدا "
- " خبر رائع يا ليلي فأنا متشوقة لرؤية ابناء سكوت و زوجته .. نحن بانتظاركم "
اغلقت سماعة الهاتف و ركضت باتجاه المطبخ

- "جدتي اخبار رائعة .. ليلي و سكوت و ابناءه و زوجته سيكونون هنا غدا "
سعدت السيدة بريستون لهذا الخبر فهي لم ترهم منذ شهرين مرا بسرعة كيومين بالنسبة لها و لكايت فبقي اقل من شهر و ترجع الى اكسفورد .. حزنت لتلك الفكرة فهي متعلقة بحفيدتها التي ملأت حياتها بالابتسامات خاصة بعد وفاة زوجها لقد تغير المكان ليصبح اكثر ترحيبا و اشراق من قبل بمجرد قدومها و فراقها سيكون صعب ..

صعدت مع كايت لترتيب الحجرتين الاخرى بالمنزل فاحدهما لسكوت و زوجته و الثانية لأبناءه الثلاثة بينما ليلي ستنام بغرفة كايت ...

قررت ان تلقي نظرة على المشروع الذي تعمل عليه منذ اسبوع ثم تدخل الى فراشها فهي منهكة من التنظيف و الترتيب تصفح الاوراق و ضبتهم كي لا يعبث به ابناء سكوت غدا .. دخلت حجرتها و اتردت قميص نوم خفيف فتحت الغطاء لتندس تحته لكن ضوء في الطابق العلوي لمنزل السيد كالفاني نبها بوجود اليكس بهذا العالم و بانها مشتاقة له و تريد الاستلقاء على صدره كاليومين السابقين اقتربت من النافذة لتلقي نظرة و كعادته اليكس يستقل سيارته بوقت متأخر من الليل و يختفي .. انه غامض و مع ذلك تحبه و تشعر بالراحة و هي قريبة منه ..

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 01:44 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

-5-

استيقظت على صوت بوق سيارة مزعج و صياح رجل و اطفال ايقنت بأن ذلك الصوت مالوف لديها ( سكوت) فاسرعت بلبس روبها و نزلت الدرج بقفزات تستقبل ليلي و سكوت و الاطفال لكنها توقفت فلباسها غير ملائم عندها رجعت الى الحجرة لتبدل ثيابها بفستان ابيض و مشطت شعرها المبعثر و زينت عينيها بكحل اسود و ملمع شفاة مسدلة شعرها الاحمر على كتفيها و هذه المرة نزلت الدرج بخطوات صغيرة حتى توقفت امام ذلك الضخم لتحتضنه
- " اه سكوتي اشتقت لك "
و طبعت قبلة صغيرة على رقبته بعده التفتت على المراة الجميلة صغيرة الحجم الواقفة خلفه تبتسم بطريقة عذبة
- " اعرفك على ام ابنائي و حبيبتي .. ليندسي "
صافحتها و ابتاسمة مشرقة على محياها
- " اهلا و سهلا سعدت بمعرفتك "
- " و انا كذلك "
د جذب صبيين بين يديه بقوة و هو يضحك كان الكبير خجلا فتورد خداه و مد يده يصافح كايت
- " هذا اندي الصغير و هذا دوغ .. و تلك الصغيرة هي مونا "
قبلتها فألقت الصغيرة برأسها على صدر كايت التي انقبض قلبها فهي لم تحمل طفلة من قبل أي لم يحدث هناك تقارب جسدي هكذا جعل مشاعرها تبتهج و سمعت اصواتهم المتأثرة من هذا المشهد
- " اوووه "
شعرت بانها تعلقت بهذه الصغيرة منذ اول عناق لهما اقتربت ليلي منها و احتضنتها
- " و انا الا احضى بعناق من ابنة خالتي العزيزة "
و بغرفة الجلوس اجتمعوا جميعا ياكلون الحلوى بعد الغداء الشهي الذي اعدته جدتهما كانت سعيده لتجمع عائلتها الصغيرة بهذا المنزل الذي احتضنهم و هم صغار تكلم سكوت و هو يحرك عينيه بالهواء يدقق بالتغيرات التي احدثتها كايت بالمنزل
- " لقد قمت بعمل رائع يا كايت فكل شيء ينم عن ذوق رفيع "
وافقته زوجته و ليلي
- " نعم لقد تغير المكان كليا .. لا اود العودة الى بولدر فالمكان اجمل هنا "
ضحكت كايت لتعليقات ليلي العفوية .. كانت الصغيرة مونا لا تزال بحضن كايت اطعمتها قليلا من الحلوى مما اسعد الطفلة لكن ليندسي اخذتها من حضن كايت لتبدل ثيابها المتسخة و تأهبها للنوم بعدها قامت كايت و سكوت يتمشيان بالخارج بالحديقة الجميلة
- " بالفعل كايت لقد اصلحتي الكثير بالاخص جدتي "
كلمته ( اصلحتي ) اثرت بها كثيرا فهي تحتاج الى هذا الدعم من اهلها فدمعت عينيها لكنها مسحتها قبل ان يلتفت سكوت و يراها .. لكن من راها هو اليكس الذي اقترب من حديقتهم ليلقي التحية على سكوت و ليلي
- " مرحبا جميعا "
فرحتها برؤيته لا تختلف عن فرحتها برؤية عائلتها فهو له هيبة و حضور قوي لقلبها .. صافح سكوت و ابتسم لها و بعدها استدار ليبتعد ملوحا بيديه
- " اذا اراكما لاحقا .."
عادت لها خيبة الامل فهو لم يتكلم معها حتى بل اكتفى بنظرة خاطفة و ابتسامة صغيرة .. ظلت تفكر بهذا البرود الذي بان عليه ناحيتها طيلة اليوم حتى و هي بالفراش فلم تعر لحديث ليلي أي اهتمام التي تكلمت عن جامعتها و دراستها و علقت عن تغيراتها و عن صديقها الجديد و انها بدات ترتاح له لدرجة اصبح لديها مفتاح لمنزله و هكذا من االاشياء التي لم تتوقف ليلي عن الحديث عنها...
وبصباح اليوم الثالث من قدومهم كان مليء بشقاوة الاطفال استمتعت بصحبتهم كثيرا خاصة آندي الذي كان يساعدها بري الحديقة كل مرة و يحمل معها الصناديق و الاصيصات و يقوم بكنس الاوراق المتساقط كما انه بدأ يرتاح ليتحدث معها عن كل ما يجول بخاطره بينما الاصغر منه دوغ كان شقي لدرجة تجعلها تركض خلفه كانت تلعب معهم كانها بعمرهم فأندي بلغ الثانية عشر و دوغ التاسعة بينما الصغيرة مونا فهي بالثانية التي بدات تكن لها عاطفة تختلف عن الباقي لا تعرف السبب فقد يكون لانها الاصغر ام لانها طفلة حنونة تطعمها و تبدل ثيابها احيانا تشعر بأن هناك شيء ينبعث منها كعاطفة الامومة و هو شعور غريب بالنسبة لها لكن شيء مرحب به دائما... ركضت خلف دوغ لتسكب ماء على رأسه كما فعل بها فجعل شعرها يلتصق بجبتها و كذلك قميصها الزهري الفاتح ان ذلك الصغير اسرع منها ركض حتى الاشجار فتوقفت عن اللحاق به عندما احسنت بان هناك من يراقبها استدارت قليلا لتنظر اليه كان واقفا خلف سور منزل السيد كالفاني يقوم باعماله كالعادة بالزراعة و سقي الاشجار او بتنظيف الحديقة الصغيرة بادلها ابتسامة صغيرة ازعجتها و ألمتها اكثر مما ابهجتها فهي لا تريد منه ابتسامة هي تريده ان يكون هنا واقفا معها يلعب معها و الاطفال يركض خلفها ثم يعانقها و يقبلها كما السابق لكن ماذا حدث ؟! اشاحت عنه دون ان تعره انتباه فأكمل عمله هو ايضا دون ان يلتفت و هكذا دام الامر لاسبوع تقريبا بعد تلك الرحلة التي بالفعل كانت حلما ليوم فقط .. كان يقترب من منزل جدتها يلقي تحية على الجميع ثم يبتعد حتى وعده لها بتركيب طريقة الري بالتنقيط لم يفي بها و لا تعرف السبب و باغلب الاوقات كان يغيب ليومين او ثلاثة بعدها تراه يركن سيارته بالليل و لا تراه باليوم التالي و هكذا .. ازعجها الامر بل اوجع قلبها فعلاقتهما كانت سعيدة لكن ماذا جرى بعد رحلة الزورق هذا ما كان يشغل بالها معظم الاوقات ,,,
و في مرة من المرات اقترب منهم جميعا عندما كانوا يقومون بحفلة شواء بالحديقة الخلفية لمنزهلم وجد كايت تجلس مع الصبيان و الصغيرة مونا بحضنها في حوض صغير مليء بالماء و تصيح بمرح عليهم ان يوقفا رش الماء عليها فأغمضت عينيها و ضمت الصغيرة تمنع الماء من ان يصيب الصغيرة فتبكي لكن ضحكات الصبيان جعلها هادئة احست بهم يتوقفون عندما سمعا صوت اليكس يناديهم
- " اهلا يا شباب .. كيف حالك اندي ؟ و انت يا دوغ ؟"
ضربا كفه و هما يضحكان فجره دوغ الى الحوض ليدفعه لكن اليكس استطاع ان يتوازن دون ان يسقط القى نظرة خاطفة على الجميلة التي ترتدي شورت قصير جدا و تي شيرت قصيرة بلا اكمام و شعرها الاحمر مبلل كليا فتموج بشكل جميل على بشرتها البيضاء كانت عينيه تسألانها عن حالها فأجابته عينياها بأنها مشتاقة له و لاحضانه ..
- " العب معنا يا اليكس هيا .. رش الماء على خالتي .. انظر ان مونا تضحك فهي تحب الماء "
اقترب بهدوء عندما وجد خطوط التوتر على وجهها لكنه مع ذلك رش الماء برقة على مونا الصغيرة و هو يبتسم لكايت التي تحملها بيدها دون ان تنظر اليه .. لم يعجب الامر الاولاد فقفزوا بالماء و اخذا يرشانه على اليكس الذي كان يضحك من هول المفاجأة فضحكت هي بدورها لانه لم يتوقع ان يبتل بالماء و ان يصبح ندا للشقيقين الاشقياء ...
- " يا اولاد كفا عن ذلك .. "
اقتربت ليندسي و مع منشفة ناولتها الى اليكس الذي اخذ يمسح بها وجهه و شعره المبتل
- " آسفة فلا اعرف ما الذي اصاب هذين الشقيين "
- " لا عليك انهما يمزحان لا اكثر كما انني استمتع بصحبتهما و يبدو ان كايت ايضا كانت تتمنى رشي بالماء لاسباب اجهلها "
التفت الى كايت التي انزلت رأسها خجلا فابتسامته هذه تأجج النار بصدرها .. انضم سكوت اليهم
- " اليكس .. ارى بان الصبيان اغرقاك بالماء كما فعلا بكايت .. فما رأيك ان تنضم الينا على العشاء و تساعدني بالشواء فأنا الرجل الوحيد هنا كما ترى "
- " لا امانع ابدا .. لكن دعني اغير ملابسي بأخرى جافة "
- " حسنا سأنتظرك لتشوي اللحم معي "
لا يعرف لم نظر الى كايت فكل ما أراد ان يراه هو ردة فعلها فهل هي سعيدة لانه سيكون قريب منها هذا المساء ام اها ستنزعج لذلك .. و بالفعل هذا ما خشيه ان لا يجد في عينيها أي ردة فعل..
و بعد ان اسبدل ثيابه اتى و بيده مشروب وضعه امام السيدة بريستون التي ابتسمت له بسعادة فهي تحبه كثيرا و ترى بانه رجل مناسب لحفيدتها .. اخذ يتلفتت بعينيه يبحث عنها فلم يجدها
- " ماذا يا اليكس هل ستجلس هنا مع النساء ام ستقوم بمساعدتي كالرجال ؟"
- " لا داعي للتجريح يا سكوت ... استأذنكن "
ضحكن على تعليقه اللطيف و ما ان استدار لينضم الى سكوت اصطدم بعينيها ترمقانه على درج الشرفة فنظر اليها حنين و رغبة بمعانقتها بقوة لكن سكوت اللحوح جعله يقطع هذا التجاذب و الاشتياق الى الاحضان فيما بينهما فتركها واقفة ليأخذ مشبك و قطع لحم و يبدأ بوضحها على المشواة
بعد العشاء جلس الكبار على الشرفة يستمتعون بالجو الدافيء اشعل سكوت سيجارة له و لاليكس الذي لم يبعد بصره عن الجميلة الجالسة امامها بفستانها المشجر و بشعرها الاحمر المنسدل على كتفها بنعومة الحرير و اه لنقطة الحسن فوق خدها كم يود تقبيله ..
- " ما رأيكم ان نعيد هذه الجلسة اللطيفة على البحيرة "
- " البحيرة ؟ فكرة "
قالت ليندسي باشراق
- " نصيد سمك و نقوم بشويه .. ما رأيك يا سكوت ؟ ام انك لا تجيد الصيد "
- " و كيف لا اجيد الصيد و جدي اندي ابرع صياد هنا "
- " جيد اذن اراكما غدا على البحيرة "
بادل كايت نظرة طويلة ثم وقف و ودعهم عائدا الى منزل السيد كالفاني و ما ان توارى عن الانظار حتى وقفت كايت تودعهم بدورها لاخذ قسطا من الراحة فما بذلته اليوم من مجهود لكبح رغبتها و عواطفها ناحية اليكس اتعبها جدا و النوم افضل وسيلة لاعادة الطاقة اليها لتبدأ غدا بكبح العواطف من جديد و لا تعرف السبب لهذا البرود المتبادل بينهما ..


في اليوم التالي على ضفاف البحيرة اجتمع اليكس بعائلة بريستون التي استقبلت دعوته الخلاقة بصدر رحب ولان الغرض من فكرته هو الاستمتاع بيوم دافيء تحت اشعة الشمس .. كان الصبيان يقفزان من الجسر الخشبي الصغير ليغطسا بالماء و يعيدانها مجددا .. بينما ليندسي كانت جالسة و مونا الصغيرة بحجرها تصفق بمرح لاخويها .. اما الجدة بريستون فكانت تحيك احدى الملاءات التي تصنعها للسوق الخيري الذي اقترب وقته .. بينما كايت التي جلست تأخذ حمام شمس دافيء يلوح بشرتها البيضاء لتصبح اكثر احمرار و من حين الى اخرى كانت ترمق اليكس الذي يعمل مع سكوت باصطياد السمك .. لم تنتبه له يقترب منها الا عندما حجب اشعة الشمس عنها فتحت عينيها و نظرت اليه باستغراب لانه كان يحدق فيها و ابتسامة على شفتيه
- " ما بك ؟"
رفع يده التي تحمل سنارة و تكلم بمرح
- " اعتقدت بأنك ستصطادين السمك معنا لذلك احضرت لك سنارة اضافية .. لم لا تنضمين الينا انا و سكوت ؟ "
لم تعرف بما تجيبه لقد عقد لسانها و اختفى كل ما لديها من منطق حتى تجيبه بعقلانية دارت بعينيها تفكر بأي شيء يخطر على بالها ..
- " لكنني لا اجيد صيد السمك "
رفع حاجبه استنكارا لما تقول
- " ألم اعلمك ؟ سأساعدك اذا اردت .. و ذلك من دواعي سروري "
اراد ان يسألها عن سبب ابتعادها عنه و هذا الجفاء المزعج لكنه لم يشأ ان يختلج مشاكل او حوارات هو في غنى عنها بالوقت الحالي فكل ما ارده الان هو الاستمتاع بصحبتها و هذا يندرج بالمقام الاول بالنسبة له
- " حسنا "
اخذت السنارة من يده مبتسمة له سائرة امامه الى حيث سكوت يجلس لكن اليكس اوقفها من ذراعها بخفة
- " لا .. من هنا "
جرها الى الجسر الخشبي حيث يركن قارب صغير جدا بالكاد يتسع اثنان قفز الى القارب و مد يده لها حتى تقفز بدورها و هذا ما فعلته
- " اليس التجديف و الصيد و ركوب قارب صغير في قائمتك ؟"
ان هذا الرجل يسحرها بلطفه و تفكيره ابتسمت له بخجل و امتنان لجميله
- " بلى "
- " اذن هيا نجدف بالقارب الى منتصف البحيرة "
جدفت مع فتحرك القارب بانسيابه على سطح الماء كان المنظر رائع حولهما خاصة عندما رأت الصبيان يقفزان مجددا من الجسر و يلوح لهما سكوت من بعيد
- " عودا و معكما درزن من الاسماك "
ضحك اليكس ثم توقف عندما تلاقت عيناهما انها تكن له مشاعر دفينة و تود الافصاح عنها و لا تدري لم لا تستطيع التحدث مع هذا الغامض بحرية مشاعرها .. القى اليكس بسنارته بالماء و فعلته مثله و دقائق حتى صرخت
- " سمكة .. اصطدت سمكة "
رأت سكوت يصفق لها من بعيد و يؤشر لها فضحكت لتصرفها الصبياني .. القت بسنارتها مجددا و ما ان لامست السنارة الماء حتى اهتزت فصرخت كايت مرة اخرى
- " يا الهي .. سمكة اخرى "
ضحك اليكس من قلبه فهي غير مصدقة بل سعيدة جدا
- " ما هذا يا كايت ؟ ان الحظ حليفك اليوم ... "
و بعد نصف ساعة عادا الى الضفة محملين بأحجام مختلفة من الاسماك
-" لنسمي وجبة اليوم بصيد كايت "
غمز لها بعينيه فرفعت كتفها بعفوية جلعتها تبدو جذابة و مثيرة له بطريقة لا تقاوم .. حاول ان يبعد تركيزه عنها ليركز اكثر بصيد اليوم فحمل الاسماك واضعا اياهم على طاولة ليقوم بتنظيفها ..
و بينما هو يقوم بشوي السمك التي انبعثت رائحة الزكية في الجو كان يبادل كايت التي تتأرجح بنظرات الغزل و الاعجاب..
تناول الجميع الوجبة التي اعدها اليكس بنفسه فلاقت استطعامهم و مدحهم و اطرائهم لها
- " انك طباخ ماهر يا اليكس "
قالت ليلي
-
- " اوافقك الرأي يا شقيقتي العزيزة " قالها سكوت بمرح
- " و ما رأيك انت سيدة بريستون ؟ "
رفعت ابهامها مشيرة الى استحسانها بابتسامة لطيفة ثم التفتت الى معذبته الجميلة
- " و انت .. مع انك تذوقتها فيما سبق لكن لا ضير من سماع رأيك ؟"
اعجابة بان من طريقة حديثة و توجيهه السؤال لها مما جعل ليلي تنتبه لوجود شيء بين هذين الاثنين خاصة عندما احمر وجه كايت خجلا و هي تجيبه
- " كما قالت ليلي .. وجبة لذيذة .. شكرا لك "
- " على الرحب و السعة "
كان اليكس و السيدة بريستون يتحدثان عن السوق الخيري الذي يقام في كل سنة بالحديقة المركزية و كيف انها تقوم بحياكة الملابس الصوفية طوال الوقت الامر الذي جعل اناملها تحمر بسبب الاحتكاك فنصحها بدهنيدها بمرهم قبل البدء بالحياكة ثم غسل اليد جيدا و دهنا مرة اخرى و ذلك سيخفف الاحمرار انتبه لكايت تبتعد لتتمشى وحدها بين الاشجار فتحرك بهدوء ليسير معها اضطربت عندما احست بوجوده بالقرب منها فتوقفت و ابتسمت له
- " هل استطيع الانضمام اليك ؟"
- " بالطبع "
سار بالقرب منها و ما ان توغلا اكثر بين الاشجار حتى انزل يده و شبك اصابعه بأصابعها الناعمة و بمجرد ملامسته لها سارت قشعريرة بكل جسدها جعلها ترتجف
- " ماذا ؟ هل تعرين بالبرد في وسط الصيف يا كايت ؟"
بللت ريقها فلقد احرجها بسؤاله فعضت شفتيها تفكر بإجابة تنقذها لكنه لم يترك المجال لها اسندها على جذع شجرة بخشونة و لثم خدها كأنه لم يرها منذ سنوات بالبداية حاولت مقاومتة لكنه سيطر عليها فأرتخت بيد يديها و تجاوبت معها متعلقة برقبته اخذ يقبل رقبتها بحنين و لهفة فصدر منها تنهيدة ألم جعلته ينتبه لها فتوقف و نظر اليها
- " ما بك ؟ "
اخذت وجهه بيد يهيا و اكتفت بالنظر الى عينيه الجذابتين فعاد الى تقبيلها لكن هذه المرة بحنية و رقة اكثر اذابتها بين احضانه الدافئة كان يتمتم بكلمات عندما ركزت فيهم ايقنت بأنه يقول
( اشتقت لك ) ..
دفعته قليلا الى الخلف فابتعد عنها تركته واقفا بمكانه بينما هي عادت ادراجها الى حيث يجلس الجميع استغرب تصرفها المفاجيء فلقد اخذتهما العاطفة الى ما كا يجب ان يحدث منذ ايام بدل ذلك الجفاء الذي لا ينتهي .. سار خلفها يريد ان يستفسر عن تصرفها الغريب لكن الحظ لم يحالفه ..
انتهى اليوم بوجبة شهية و لعب اطفال بريء و ضحكات نساء مثيرة و شحنات حب متوترة تتطاير بالجو...


بعد ايام بدأت التحضيرات للسوق الخيري الذي سيقام صباح غد في الحديقة الكبيرة للمدينة خلف مبنى البلدية الذي اعتاد عليه سكان هذه المنطقة فأصبح من التقاليد و الاعراف الرسمية و هدفه هو جني المال للمساعدة بتطوير المدارس و دور الايتام و المستشفيات و شارك بهذا السوق مختلف الاعمار من كبار و صغار و جدتها من احدى المشاركات..
ساعد الجميع جدتهم و السيدات سلندر وكوري و السيدة دولوريس بترتيب المكان و تعليق اللوحات , قامت ليندسي و كايت بتعليق الزينة على الطاولة و تثبيت الاعلان الضخم الذي كتب عليه اسعار البطانيات و باقي الملابس التي حيكت بيد تلك السيدات البشوشات كما وضعت بعض الاكسسوارات البسيطة... بينما قام الاطفال بحمل الاغراض و صفهم بطريقة مرتبة كما تأمرهم ليلي و بجزء اخر وضعت الجدة بريستون فطائرها المحلاة التي تعد اشهى فطائر بالمنطقة.. و مع تقدم الوقت كان كل شيء قد انتهى ليبدا الاحتفال الكبير بالغد الباكر..

ارتدت كايت فستان مشمشي ضيق عند الصدر و الخصر و واسع بطريقة برميل عند الارداف ليعطيها منظر ريفيا جميلا كما اسدلت شعرها الاحمر على كتفها العاري واضعة وشاح بنفس لون الفستان على رأسها و زينت يدها باساور خشبية و اقراط متدلية لها نفس اللون و زينت عينيها بظلال بني و احمر شفاة زهري تاركة نقطة الحسن فوق خدها تبرز فهي تلفت نظر الجميع بم فيهم النساء و خاصة الرجال ..
تجمع الناس بالحديقة المركزية و كان هناك احتفال كبير جمع اهالي المنطقة كلها فاجتمعوا مع بعض يتسامرون حول المائدات و يتمشون بين السوق البسيط و هدفهم هو التبرع بالمال بشراء الاشياء البسيطة التي يصنعها المشاركين بهذا الاحتفال الذي شمل الى العديد من الفعاليات بالاضافة الى السوق العاب للاطفال و رسم على الوجوه و بعض الاشياء الترفيهية و على مدار الحديقة وضعت النساء طاولاتهم عارضين منتجاتهم فجدتها و السيدات يعرضون البطانيات و الملابس المحاكاة باليد و الفطائر الشهية التي تصنعها الجدة التي لم يبق منها شيئا الا طبقين و و العديد من الطاولات التي تحمل منتجات مختلفة بصنع يد اهالي المنطقة ...
اقترب اندي من كايت لتتبعه الى لعبة سباق الحصن
- " هيا كايت لنتبارى .."
جلست معه على الكراسي الممتدة يتسابقون بالقاء كرات صغيرة لادخالها بثغرات فيتحرك الحصان و الاسرع يكون الفائز كانت ليلي تصفق لكايت كي تفوز بينما دوغ وقف خلف اخيه يشجعه و يدعو لكايت بالخسارة فالتفتت لتجذبه بقوة و تمطره بقبلات كان يحاول الافلات منها لكنه لم يستطع بل هي ابتعدت عندما رات اليكس من مسافة و معه السيد كالفاني الذين كانا يقتربان من طاولة جدتها لكن عيون اليكس كانت تمعن النظر فيها ابتسم لها فسرحت بوجهه الجميل عندها علا صراخ اندي معلن الفوز فهي من تركت يفوز
- " فزت .. فزت "
و كان يرقص مع اخيه بطريقة مضحكة فضحك اليكس لتصرفها الطفولي ابتسمت له عندها قامت من مكانها و اتجهت الى حيث يقف السيد كالفاني و اليكس و هذه اول مرة تقابل السيد كالفاني كان رجل هزيلا عريض المنكبين و طويل القامة و له وجه وسيم على الرغم من كبر سنه .. مدت يدها تصافحه فقال اليكس بطريقة فخورة و كأنه تكلم عنها فيما سبق مع السيد كالفاني
- " هذه هي كايت حفيدة السيدة بريستون "
ابتسم الرجل العجوز لتختفي عيناه وراء التجاعيد التي تجمعت حولها و هو يأخذ يدها بيده يصافحها
- " انها جميلة يا اليكس "
لم يشك اليكس بالامرفهي فعلا جميلة دون منازع نظر اليها باعجاب كأنه يلتهمها بعيناه كبح جماح قبلة كادت ان تطير على شفتيها فأوما برأسه مما جعل خدها يتورد ..
استدار السيد كالفاني يتحدث مع باقي السيدات و تبرع بمبلغ كبير دون ان يشتري شيئا لكن اليكس توقف عند الفطائر اغمض عينيه يستمتع بالرائحة الشهية ثم وجه الحديث الى السيدة بريستون التي تقف خلف الطاولة
- " انها فطيرة قرفة بالتفاح اليس كذلك ؟"
اومات السيدة بريستون و ابتسامة مشرقة على شفتيه اختلس نظرة على جنبه حيث تقف كايت ترمقه فهو دبلوماسي و يعرف كيف يكسب حب الناس كما فعل بها فهو يجيد لغة التخاطب و لغة العيون
- " سآخذ واحدة "
عندها اخرج النقود من محفظته و كانت اكثر من ما تستحق شكرته السيدة بريستون و لفت له الفطيرة بشرائط جعلتها تبدو شهية اكثر ..
و في المساء بدات الالعاب النارية بالسماء و الاغاني و المعزوفات و كلما تنفجر بالسماء سمعت تصفيق الناس و السرور باد على وجههم فالالعاب النارية يحبها الكبار قبل الصغار .. و عند انتهاء الالعاب النارية صاح مأمور البلدية بالمذياع عن مسرحية يقوم بتمثيلها طلاب ثانوية اوتاوا على مسرح مبنى البلدية فتجمع الناس عند المدخل لشراء تذاكر بخيسة الثمن لكنها بالقابل تؤدي الى مشروعات خيرية لها اثرها على الناس و هذا ما عجبت به كايت فأهالي هذه المنطقة على قلب واحد كل شخص يعرف الاخر و يرحب به و لا غيظ او حقد بل مود و ألفة .. العمل و تكوين رباطات هي هدفهم و من نها تنحدر سلاسلة ال بريستون التي تعتبر والدتها جزء منها اذا هي جزء من هذا المجتمع الامريكي الكنساسي و هي فخورة بأصول والدتها.. جلس الجمهور على الكراسي امام المسرح الكبير ينتظرون بدا مسرحية كوميدية
دارت عيناها تبحث عنه فرأته جالسا بالسطر الثالث مع السيد كالفاني الذي بدا مبتسما بينما اليكس كان يضحك من قلبه عندها احس بعينيها ترقبه فالتفت و توقف عن الضحك لتصبح ملامحه هادئة و عينيه تلمع ببريق الاشتياق لم تنتبه الى حديث اندي لها لان تفكيرها و عينيها مركزتان على ذلك الوسيم الذي يبادلها نظرات تحرقها و تعذبها .. لم هذا الفراق يا اليكس بينما انا مازلت هنا ؟ اتاهبني للعودة ام انك مللت صحبتي ؟ او اخطات عندما اقمت علاقة معي ؟ ام انك ندمت على كل شيء ؟! اشاحت عنه بهدوء فرفع رأسه يحاول ان يجذب عينيها مرة اخرى دون جدوى .. انتهت المسرحية و خرج الجمهور فرحين بأداء الطلاب الذي استحق تكريم من المحافظ اضلت كايت جماعتها و هي تخرج من باب المسرح لانشغالها بالبحث عن الشاب الوسيم الذي تعشقهالذي اختفى بين الحشود ..

قاد سكوت السيارة عائدا الى المنزل و هو يعلق على احداث اليوم و بالاخص بالمسرحية بينما تكلمت ليلي بالارقام و بكم ربح السوق الخيري بفضل جدتها التي استطاعت بيع جميع البطانيات و الفطائر .. لكن كايت لم تشاركهم الحديث ففكرها كان بأليكس و شكله اليوم و بالسيد كالفاني الذي اعاد لها ذكرى سقوطها و حملها و مداواتها تلك الليلة التي اختلطت عندها الامور و كذلك بحادثة القهوة التي جعلتها تدرك بأن حاملها هو اليكس لكن الى الان لا تعرف من قام بتطبيب جراحها فقد يكون السيد كالفاني كما قالت جدتها ...


مر اسبوع على قدوم سكوت و عائلته و ليلي و اتى يوم الرابع من يوليو و هواليوم القومي للولايات المتحدة .. عاد الجميع الى المنزل بعد زيارة لقبر جدهما يهنئونه باليوم ليشعروا بانه مازال معهم يحتفل بهذا اليوم كما حرص دائما .. و بمناسبة العيد القومي اعدت جدتها لهم فطيرة التفاح و هي ايضا من التقاليد التي اعتادت ان تلتزم بها ما حيت قطعتها و قدمتها للجميع و هم جالسين بالشرفة يستمتعون برؤية الالعاب النارية التي اضاءت سماء اوتاوا كما تلك الليلة بالسوق الخيري الذي يعتبر ايضا من العادات المبهجة.. فتح سكوت التلفاز الذي كان يعرض الاحتفالات بنيويورك و (التايم سكوير ) و بعض المشاهد لباقي الولايات .. كانت الصغيرة مونا تجلس على حضن كايت تصفق كلما طقطق صوت المفرقعات النارية ضحكت كايت لتصرف الصغيرة و خفة ظلها .. شعرت بأنها منهم فرحت بهذا اليوم و ما زاد فرحها هو في المساء عندما مر اليكس بالقرب منهم فدعته جدتها لان يتناول قطعة من فطيرة التفاح اللذيذة فرحب بتلك الدعوة و انضم اليهم على الشرفة جلس امامها ينظر اليها باشتياق اراد ان يعبر فوق الطاولة التي بينهما ليصل اليها فياخذ بين يديه امام الجميع و يقبلها بحرارة لكن هذه كانت مجرد خاطرة تذوق الفطيرة
- " انها لذيذة ككل شيء تعدينه سيدة بريستون .. انت تعرفين جيدا بأني اعشق فطيرة التفاح التي تعدينها "
ابتسمت السيدة بريستون و تشكل فمها بكلمة ( شكرا )
غمز لها و قال بنفس طريقتها بتشكيل احرف دون ان ينطق ( على الرحب و السعة )
كان الجو متوترا بين اليكس و كايت احست به ليلي و اخذت ترمقهم ظلت كايت ساكته معظم الوقت بينما هو كان مندمج بالحديث مع سكوت عن اشياء متفرقة و كان بين فترة و اخرى ينظر الى كايت و يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه بينما هي بدت متألمة ...
قطع سكوت عليه النظرات ليساله عن السيد كالفاني
- " اين السيد كالفاني يا اليكس ؟"
- " اعدته الى المنزل منذ اسبوع تقريبا "
- " لماذا ؟ الا يقيم هنا ؟"
- " لا انه ياتي بين حين و اخرى مجرد ان يغير جو ثم يعود بنفس اليوم و هكذا "
- " لقد اعتقدت بانه يقيم هنا "

عاد اليكس لتبادل النظرات مع كايت لكنها اشاحت بنظرها عنه مدعية الاهتمام برسم دوغ حتى و هي تتصنع عدم الاهتمام بوجوده تكون مثيرة و جذابة عندها.. وقفت ليندسي لتذهب و حملت مونا و جرت دوغ سألها سكوت
- " الى اين يا حبيبتي ؟"
- " يجب ان آخذ الاطفال للنوم فلقد تأخر الوقت كثيرا .. تشرفت بمعرفتك اليكس "
وقف و صافحها فوقت كايت بدورها و حملت الصغيرة و هي تبتسم لها و تقبلها كل ثانية فسألها سكوت هو ايضا
- " و انت الى اين ؟ "
- " اساعد ليندسي "
بعدها القت نظرة خاطفة على اليكس الذي نظر اليها مطولا انهما يتغازلان بلغة العيون و هذا ما لاحظته ليلي ...
بعد ان ساعدت ليندسي مع الاطفال نزلت المطبخ لتساعد جدتها و ليلي بغسل الاطباق فاقتربت ليلي منها و تكلمت بصوت خافت حتى لا تنتبه جدتها على حديثهما
- " ما الذي يجري بينك و بين اليكس؟"
لم تعر حديثها اهتمام بل اكملت جلي الاطباق
- " لا شيء "
- " انظري الي كايت .."
شعرت كايت بان ليلي تعرف شيء بسيط فنظرت اليها و ضغطت على اسنانها
- " ليلي ..ليس الان"
فهمت ليلي ما تقصده كايت لانها عندما نظرت خلفها رأت اليكس يحمل باقي الاطباق بمساعدة سكوت الى المطبخ كان ينظر الى كايت التي اعطته ظهرها دون ان تلتفت لوجوده فانزعج وودع الجميع و خرج .. بعد ان ذهب الجميع للنوم و للفراش بدا حديث ليلي لكن هذه المرة عن كايت و اليكس
- " هيا الان اخبريني .. ما الذي يجري بينكما ؟"
اسندت كايت رأسها على الوسادة و تنهدت بصوت مسموع
- " لا اعرف حقا ما الذي يجري "
- " و كيف هذا ؟ "
- " صدقيني لا اعرف .. في البداية كان هناك اعجاب متبادل و تطور الامر لان ياخذني برحلة على متن زورق كبير قضيت به يوم ساحر بعدها اختفى كل شيء .. اصبح اكثر برود تجاهي لكنه مع ذلك لا ينفك يألمني بنظرات الاشتياق و الحنين و في تلك الليلة جذبني اليه و قام بتقبيلي ثم لم يعاودها "
- " اتعنين ان هناك علاقة بينكما ؟"
- " قلت لك ليلي لا اعرف فهذا الرجل غامض لا اعلم عنه الا اسمه و انه بستاني .. انه لا يتكلم عن نفسه ابدا و لا عن عائلته بل دائما يوجه الحديث نحوي لكنني اشعر برباط قوي بيني و بينه و بعد ذلك اليوم لم يعد يقترب مني بل يكتفي بابتسامات و نظرات بدات تزعجي .."
- " و لم تزعجك؟ انه غزل يا معتوهة "
- " لا بل انه يتهرب مني و اريد ان اعرف السبب "
- " لم لا تسالينه ؟"
- " لا اريد ان القي بنفسي عليه .. ربما انه خاف ان يتورط بعلاقة معي عندما احس بأن الامور بدات تتعقد بيننا فقرر ان يتركني اتعذب بهجري .. لقد خشيت هذا اليوم من البداية يا ليلي و الان بعد ان القيت بنفسي في النار لا اعرف كيف اخرج منها "
- " اتحبينه يا كايت ؟"
سكتت لمدة طويلة ثم تنهدت و اومات برأسها ايجابا بعدها دمعت عينيها فحضنتها ليلي و بكت على صدرها و هي تمتم
- " احبه لكني لا اريد ذلك فذلك سيجعل الامر اصعب علي عندما اودعه لاعود الى اكسفورد"
- " اتفهم ذلك يا عزيتي لكن ما باليد حيلة .. "
بعد بكاء طويل ارتاحت لتترك عينيها تغفي حتى صباح اليوم التالي .. استيقظت بتكاسل فرأسها يؤلمها فتحت حقيبتها تبحث عن اقراص مهدئة فلم تجدها سألت جدتها اذا كان لديها (اسبرين ) فهزت رأسها نفيا سالت ليندسي فأجابتها بنفس الشيء فقررت ان تأخذ كوب قهوة لينعش و يسكن رأسها من الالم خرجت الى الشرفة حيث ابناء سكوت يلهون بالخارج بلعب كرة بينما جلست الصغيرة تلعب بمكعباتخشبية جلست تنظر اليها تحمل بيدها الصغرتين قطعه و تضعها فوق الاخرى ثم ترفع رأسها تبتسم لكايت فصفقت كايت بيدها تشجع الصغيرة التي حققت انجاز بالنسبة لها .. مر اليكس بالقرب من المنزل فطارت الكرة اليه أخذها برجله و ركض بها الى الصبيان لعب معهم قليلا ثم تركهم ليقترب من كايت عندما راى بان السبيل امامه قد خلا صعد درجات الشرفة و توقفت
- " هل تسمحين لي بالجلوس؟ "
ازاحت قليلا له حتى يجلس لكن مونا الصغيرة مدت يدها اليه كي يحملها فرحب بها و حملها بين ذراعيه و اخذ يمرر يديه على انفها مصدرا اصواتا جعلها تضحك بطريقة اول مرة تسمع بها كايت كانت تضحك بصوت عالي على الاصوات التي يصدرها اليكس فوضعت كايت يدها على فمها تضحك على تلك الضحكات تلاقت عينيها لتحدث شرارة جعلته يتوقف فجلس ووضع الصغيرة على حضنه تلعب بخصلات شعره .. تمنت كايت ان تكون مكان هذه الصغيرة تمد اصابعها و تخللها بشعره الناعم و تشم رائحة رقبته الرجولية نظر اليها و فتح فمه ليتكلم
- " لم انت شاحبة ؟ "
ازاحت عنه قليلا ثم رشفت قهوتها دون ان تنظر اليه و اجابت
- " رأسي يؤلمني هذا كل ما في الامر "
دنا منها قليلا حتى التصق فخذه بها ثم لمس جبهتها ارتعش جسدها كله للمسته الناعمة كما فعل بها سابقا عندما طبب جرحها فتذكرت ذلك اليوم
- " انك ساخنة .. اتريدين دواء .. اسبرين ؟ "
- " لا شكرا ساكون بخير "
- " ما الذي يجري يا كايت ؟"
شكت في سؤاله فأجابته بسؤال اخر
- " ماذا تعني ؟ لا شيء يجري "
- " انت تعرفين جيدا ماذا اقصد ...نحن.. انا و انت .. ماذا يحدث ؟"
- " لا اعلم .. اخبرني انت "
نظر اليها و هي تتحدث اليه بلا مبالاة و ببرود دون ان تختلس عليه نظرات حتى, بل كانت تنظر امامها الى الاطفال و هم يلعبون انزعج من تصرفها هذا فجذب وجهها لتنظر اليه نظرت اليه بسرعة ثم انزلت بصرها و لا يزال وجهها بيده جذبت الصغيرة مونا يده فأنقذت الموقف و بتلك اللحظة خرج سكوت من الباب ينده على ابناءه ليساعدونه بوضع الاغراض بالسيارة وقف اليكس حاملا مونا بيده فخرجت ليندسي لتأخذه منه
- " انها رائعة و جميلة "
- " شكرا لك "
اقترب من سكوت الذي يقف عند دولاب السيارة الكبيرة يضع الحقائب
- " هل من خدمة سكوت ؟ "
- " شكرا اليكس "
- " ستغادرون جميعا ؟! "
- " نعم فاجازتي انتهت و يجب ان اعود كذلك الاطفال لديهم نوادي صيفيه "
- "فهمت .. لقد سعدت بمعرفتك سكوت .. و بالمرة القادمة سنقضي اوقاتا اكثر معا "
صافحه ثم ضمه و ابتسم
- " اتمنى ذلك .. سأعود قريبا لاقنع جدتي لان تأتي معي الى بولدر "
- " و متى سيكون ذلك؟ "
- " لا اعلم .. عندما تغادر كايت بالضبط "
- " اذن ساراك لاحقا"
و قبل ان يغادر التفتت الى حيث كايت تجلس على الشرفة تحتسي قهوتها و الحزن باد على ملامحها لفراق عائلتها نظرت اليه ثم وقفت لشيح عنه و تدخل المنزل تساعد ليلي على التوضيب
و عند السيارة ودعت الجميع و ضمتهم و قبلت الصغيرة التي تعلقت بها كثيرا لقد مر اسبوعان على وجودهما بسرعة دون ان تشعر مما جعل امر العودة الى الوطن اصعب عليها مما فات تعلق اندي برقبتها و قبلها و سألها ببراءة
- " الديك صديق يا كايت ؟"
رفعت رأسها تبحث عن اليكس الذي توقف عندما سمع سؤال الصديق و مشى بخطوات صغيرة حتى يسمع اجابتها فهمست بأذن اندي كي لا يسمعها اليكس
- " لا ليس لدي صديق "
فهم اليكس خطتها الى لا امل بمعرفة الجواب منها الذي اراد ان يعرفه عندما بردت علاقتهما دون اسباب واضحة فاكمل مشيته عائدا الى المنزل استدار يرمقها بنظرة خاطفة
- " هل استطيع ان اكون صديقك ؟"
ضمته بقوة و هي تقبله
- " بالطبع يا حبيبي"
كشفت ابتسامة كبيرة عن اسنانه و هو سعيد
- " سأخبر اصدقائي عنك و سيشعرون بالغيرة "
ضحكت و هي تقبله ثم صادت دوغ قبل ان يهرب منها و قبلته
- " و انت هل ستخبريني بأنك تحبني ؟ "
- " احبك كايت "
قبلته بقوة و ضحكت ثم ضمت الصغيرة مونا التي القت برأسها على صدرها كما تفعل دائما شمت رائحة الطفولة بعدها اخذتها ليندسي و ضمت ليلي بقوة بين ضلوعها
- " سأتي الى هنا قبل ان تغادري .. اذن ساراك قريبا .. و حاولي ان ترتاحي "
كانت تلمح الى اليكس بجملتها الاخيرة .. اومات كايت و ضمتها مجددا ثم قبلت سكوت و زوجته
انطلقا بالسيارة لترى خلف ذلك المشهد اليكس واقفا خلف سور الحديقة يحدق بوجهها الحزين فتركت المكان و دخلت المنزل مع جدتها الذي اصبح خاليا و هادئا بطريقة لم تعتاد عليها منذ اسبوعين صاخبين قضتهما مع الاطفال ...
نثرت الاوراق امامها لتضع اللمسات الاخيرة على المشروع قبل ان تعود الى اكسفورد فلم يبق الا ايام قليلة و تترك هذا المكان الذي تعلقت به كثيرا و لاتنوي تركه ابدا فهنا جدتها و منزلها و ذكرياتها و رائحة جدها و ... اليكس الذي دائما يشتت انتباهها في كل مرة تذكر به اسمه او يخطر ببالها شكله او رائحته و لمسته و كل شيء جميل به يؤلمها. ..

صباح ياتي وليل يمسي و هي هكذا بين نار الحب و الم الفراق و الخوف مما سيأتي بقي يومان و ستغادر غدا مساء الى موطنها و عملها و منزلها و حياتها لتصبح هذه الرحلة ذكرى كباقي الذكريات السعيدة و المؤلمة طرا اليكس على بالها عندما سمعت صوت سيارته تركن في مراب منزل السيدة كالفاني فقررت ان تبقى بمكانها دون ان تلقي نظرة عليه اخرجت حقيبتها و بدأت بتوظيب اغراضها داخل الحقيبة لكن بالها لم يهدأ فهي لم تره منذ ذلك اليوم الذي ركب به نظام الري بالتقطير للمزروعات فبعد ان تغادر كايت من سيقوم بسقي الحديقة عمل لساعات طويلة تحت الشمس و حبست هي نفسها داخل المنزل تنهي ما استطاعت من اعمال حتى تلهي نفسها عنه فمنذ ذلك الحديث و البكاء الذي جرى عندما تحدثت عنه مع ليلي ايقنت بانها يجب ان تبتعد عنه قدر الامكان ليصبح الفارق بينهم اسهل و بعد ذلك اليوم لم تره الى من نظرات خاطفة كما انه غاب لمدة ثلاثة ايام و هذه اول مرة يغيب و لا ياتي الى المنزل لهذه المدة لكنه اتى بالامس و لم تره الى من فوق حجرتها ... فكرت مليا به ثم قررت ان تذهب اليه و تودعه قبل رحيلها غدا مساء فتركت ما بيدها و تزينت قليلا حتى تقابله بعد فترة من الغياب تعطرت و نزلت الدرج و خرجت بلهفة عبرت الشارع الى حيث منزل السيد كالفاني و توقفت عند الباب الكبير مترددة عندما رات سيارة حمراء فارهة لم ترها من قبل تركن عند المدخل اقتربت بتردد و طرقت الباب و بعد ثانيتين فتح لتخرج منه امراة مسنة ترتدي فستان رمادي فوقه مريلة بيضاء و شعرها الابيض مرفوع بطريقة مرتبة انها اول مرة منذ ثلاث اشهر ترى هذه المراة استغربت وجودها و نظرت اليها من رأسها الى اخمص قدميها ابتسمت لها كايت بتوترفتكلمت بطريقة فضة
- " هل من خدمة يا انسة ؟ "
- " اردت ان اقابل اليكس اذا سمحتي "
فتحت الباب اكثر ثم قالت
- " تفضلي "
دخلت كايت الى المنزل الكبير الفخم و الفاره من الداخل رات ممر واسع به تماثيل و صور كبيرة نعلقة لرجال و نساء من القرن السابق يرتدن ثياب و مجوهرات تبدو باهضة التفتت لتجد ثلاثة ابواب كبيرة بكل جنب دخلت احدهما المرآة المسنة لتخرج منه بعد دقيقة
- " من هنا يا انسة "
اشارت لها على الباب الذي خرجت منه فدخلت كايت و هي تشعر بالخوف من شيء ما وقفت بمكانها عندما راته جالسا بقميص بذلة ابيض دون ربطة عنق و بنطال بذلة رمادية و شعره الناعم قد سحب للخلف بطريقة تجعله يبدو سيدا مهذبا شكله رجل مختلف رجل ارستقراطي من الطبقة العليا وقف متعجبا عندما رآها دارت عينيها بالغرفة الكبيرة التي كانت عبارة عن مكتب خشبي كبير و كنبات تجلس عليها امراة شابة بدت باواخر العشرين جميلة جدا لها شعر اسود طويل و كثيف و عينان كبيرتان و فم دقيق كانت تضع رجلها فوق الاخرى بطريقة اظهرت ساقين ناصعتين البيضاء يتزينان بحذاء اسود ذو كعب عال نظرت اليها كايت باستغراب ثم نظرت الى اليكس مرة اخرى تريد توضيح لما يحدث هنا اقترب خطوة منها
- " كايت ..."
رجعت خطوة للوراء و هي تسال اليكس
- " ما الذي يجري هنا اليكس و من هذه ؟"
ضحكت المراة فالتفتت اليها اليكس يرمقها لتتوقف فالامر لا يدعي للضحك لكن كايت احست بسخرية من هذه المرأة خاصة نظراتها المحدقة
- " اخبرها يا عزيزي من انا ؟ هيا اخبرها.."
حدق اليها بنظرة غاضبة فتكلمت كايت بعصبية
- " اليكس تكلم ما الذي يجري هنا ؟"
تكلمت المراة بتعجرف و سخرية
- " انا ساخبرك بكل شيء اذا اردت .. فيبدو عليه الخوف .."
تكلم بصوت حاد ليوقفها
- " توقفي .."
فصرخت المراة بوجهه
- " لا دعني اخبرها من انا يا اليكس دعها تعرف حقيقتك ... انا زوجته يا عزيزتي .."
فتحت كايت عينيه و حدقت بوجه اليكس الذي انزل رأسه و ضغط على اسنانه بغضب نظرت اليه كايت بالم
- " اصحيح ما تقوله ؟ "
رفع رأسه اليها و عبس ثم هز رأسها ايجابا وضعت يدها على رأسها غير مصدقة ثم انزلتها على فمها و استدارت تخرج من الباب
- " كايت انتظري.."
ركضت بسرعة و دموعها تسقط بغزارة على وجنتيها دخلت منزل جدتها و صعدت غرفتها قفلت الباب القت بنفسها على الفراش تبكي بحرقة الم غير مصدقة ما رأته و ما سمعته فقد اوجعها ذلك كثيرا ان يكذب عليها و يجعلها تقع في حبه و بعد ذلك يختفي دون ان يخبرها بشيء جاعلا اياها معلقة تفكر بأي ذنب فعلته ليتركها هكذا دون ان يتكلم معها هل اخذ مأربه منها ثم تركها تتألم بحسرة سمعت طرقا بالباب و صوته ينادي عليها بقيت بمكانه تغلق اذانها بالوسادة كي لا تسمع صوته
خرجت الجدة له توقفه عن الصراخ فاقترب منها و مسك كتفيها بهدوء
- " سيدة بريستون اريد ان اتحدث مع كايت اين هي ؟"
لم ترها جدتها تدخل المنزل فأشارت بيدها انها لا تعلم اين هي فهي ليست بالمنزل على اعتقادها
ضرب على رجله تاركا السيدة لحالها ثم ركض باتجاه البحيرة كان ينادي باسمها و رأته من خلال نافذتها يبتعد عندها نزلت الى جدتها التي ارتعبت ما ان رأت كحلها الاسود قد ساح على وجنتيها و عينيها مورتمين بفعل البكاء ضمتها و هي تهزها و تأشر بيدها أي ( ما بك ؟ )
هزتها اكثر كي تجيبها كايت فقالت بصوت بالكاد فهمت منه
- " لقد خدعني .. لا تدعيه يدخل هنا جدتي لا اريد رؤيته "
اومات جدتها و هي تمسح على رأسها تهدأها ثم صعدت معها الى حجرتها و استلقت معها فوق الفراش واضعة راسها على صدرها نامت بعد البكاء المرير..
بينما اليكس ظل يبحث عنها حتى في الميناء و بالمدينة بين المقاهي و المطاعم لم يجد لها اثرا و اظلمت السماء كما اظلم قلبه رجع ادراجه الى المنزل و هب داخل المنزل بغضب ينظر الى تلك المرأة ( زوجته ) التي وقفت تنظر اليه باستهزاء
- " لم تجد الحبيبة الضائعة اليس كذلك ؟ "
كاد ان يصفعها لكنه تمالك نفسه فابتعد عنها ليدخل المكتب وضع رأسه بيد يديه يفكر بكايت التي كذب عليها و الحق بها الاذى دون قصد منه فهو لم يشأ للامور ان تحدث هكذا اخذ يتمتم و يضرب رأسه بكفه
- " يا لك من غبي .. يا لك من غبي .."
ترك تلك الحسناء تضيع من يديه و تذهب و هي متالمة متكسرة و هو السبب لو يستطيع ان يجدها كي يشرح لها و يبرر موقفه لها لقد اخطأ لكنها سبقت الامور دون ان تتفهم ..
ذهبت زوجته تاركة المنزل عندها خرج اليكس متجها الى منزل السيدة بريستون ذو الانوار المطفاة اراد ان يطرق الباب لكنه خشي ان يوقظ السيدة العجوز فالوقت قد تعدى موعد النوم اذن لابد ان كايت بالمنزل فجدتها لا تنام اذ لم تطمان عليها اخذ حصى صغيرة و ضرب بها نافذة غرفتها لكنها لم تفتح كرر المحاولة و نفس النتيجة كررها فأحس بضوء المصباح يفتح ابتهج قليلا فوقف ينظر راى ظلها من وراء الستائر ثم اختفت و اغلقت الضوء مرة اخرى شعر بخيبة امل حادة ضربت حنجرته بغصة حاول مرة اخرى بالقاء حجر صغير على النافذة لكن باءت بالفشل فقرر ترك المكان و العودة الى المنزل .. لم ينم هذه الليلة بل كان يفكر بكايت المتألمة.. النوم سلطان كما يقولون فغالبه النعاس و غط بنوم عميق بملابسه و حذائة ..

فز من نومه ينظر الى الساعة بمعصمه التي تشير الى الحادية عشر صباحا خرج من حجرته بسرعة فتح الباب و ركضا الى منزل السيدة بريستون ضرب الباب مرة و مرتين لكن لا احد يجيب بعدها ركض اتجاه باب المطبخ و فعل المثل لكن ما من مجيب جلس على العتبة ينظر الى الفارغ امامه و الى حياته التي انقلبت رأسا على عقب وقف مجددا يدق الباب بقوة هذه المرة و يصيح
- " كايت .. كايت .. اعطني فرصة ارجوك .. كايت .. افتحي الباب ..دعينا نتحدث .. كايت "
و ظل هكذا لمدة يصيح باسمها لكن لا حياة لمن تنادي ظل جالسا بمكانه عند باب المنزل لساعتين و لا احد خرج او دخل .. الى اين ذهبتا ؟ حاول فتح الباب للمرة الاخير لكنه كان مقفل و كذلك الباب الخلفي حاول بالنوافذ كلها لكن دون فائدة تهالك على الارض و هذه المرة بكى كالطفل الصغير الذي يحتاج الى صدر امه لتضمه و تخبره بان كل شيء على ما يرام .. لم يبك بتلك الطريقة منذ ان فتره لكن القهر استطاع ان يغلبه و يجعل عيناه تزخ دموعا بغزارة ...

و في تلك الاثناء كانت كايت بالمطار تدخل حقائبها فلقد ابكرت طائرتها مودعة جدتها و ليلي و سكوت الذين اصطحباها الى هناك بكت و هي تضم جدتها و تقبلها كانها لن تراها الى الابد و همست بأذنها
- " اراك جدتي قريبا .. ساتصل بك "
ضمت ليلي ة دموعها تغالبها
- " سأشتاق لك يا عزيزتي .. اعتني بنفسك و لا تتضايقي يا كايت فالامور يجب ان تأخذ مجراها "
- " سأحاول ان انسى يا ليلي قدر الامكان ... احبك .. اعتني بجدتي "
- " سأفعل .."


دخلت كايت بين الحواجز الى نقطة الجوازات فاستدار سكوت و ليلي يخرجون و اخذا جدتهما معهما الى بولدر لتقضي فترة ثم تعود مرة اخرى متى ما انهت ليلي دراستها لتعود معها الى اوتاوا ...
فتحت النافذة لتلقي نظرة اخيرة على كنساس (اوتاوا) و المكان الذي قضت فيه اجمل مراحل حياتها و في كل مرة تترك ذكرى لشيء و ترحل و هذا هو الواقع الذي تعيشه لكن هذه المرة الوداع اصعب من ما تصورت ليتها بقيت في حجرتها توضب حقيبتها بدل من ان تدخل لتجده شخصا اخر شخص لم تألفه من قبل لماذا خدعها ؟ اكل الرجال هكذا ما ان يصلون الى الهدف ؟!بل ليتها لم تلتقيه او تقابله لتقع بحبه ثم تذهب مجروحة لم يجب على كل شيء سعيد ان ينتهي بنهاية مأساوية و الان ماذا ؟ ستمضي و جرحها الى موطنها و لن تعود ..
- " الوداع .. اوتاوا.. الوداع اليكس"
اسندت رأسها و اغمضت عينيها لترى صورته تتحرك برأسها مرة يضحك و مرة يبتسم و مرة يقبلها و مرة تراه بلباس رسمي مع امراة غيرها ..

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 02:14 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

بصراحة يا أختي ( الأمل القادم ) حاولت أدور على رابط لنك رواية حب غير متوقع لكن إني ما لقيته في هذا المنتدى مع اني متأكدة إني كتبتها بس بعد التغيرات إلي صارت أعتقد إني ضيعتها لأني كتبتها من قبل سنة تقريبا بس أوعدج إني بس أخلص كتابة هذي الرواية أكتبها لج و لكل إلي ما قرأها

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 10:56 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8430
المشاركات: 10
الجنس أنثى
معدل التقييم: the fog عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
the fog غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

كمــان خيتووو كمليهااا

i can't wait

 
 

 

عرض البوم صور the fog   رد مع اقتباس
قديم 11-06-08, 02:36 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 




-6-

حطت الطائرة بمطار اكسفورد بصباح اليوم الثاني اخذت سيارة اجرة متجهه الى منزلها في قلب اكسفورد الى المكان الصاخب بدوي السيارات و اصوات الشاحنات و ارتفاع البنيان و زحمة الناس و رائحة الحافلات و الغاز .. و الشوارع المبتلة المليئة بالبرك الصغيرة بفعل الامطار.. صراخ الاطفال و الصبيان .. و كل ما هو مزعج .. اذن رجعت للازعاج و الم الرأس و الاستيقاظ باكرا و صوت ( كوبر) و فضول (جورج) و المشاريع .. العملاء .. الزبائن .. الموظفين .. الملابس الرسمية .. قهوة الصباح .. التوتر .. العصبية .... الحياة الواقعية الروتينية (باختصار)


القت بنفسها على فراشها في منزلها هذا هو اكثر شيء اشتاقت له تلحفت بالغطاء لتنام براحة فقدتها منذ ايام فغطت بسبات عميق حتى المساء عندها فزت من سباتها الهانيء اغتسلت و رتبت اغراضها و ملابسها في الخزائن قامت بتنظيف المنزل الذي اكتسحه الغبار ثم بدلت ملابسها و خرجت من المنزل نظرت الى الساعة المعلقة على حائط المطبخ الساعة تشير الى الثانية عشرة مساء لكن بأكسفورد تبدو و كانها الثامنة قادت سيارتها حتى الجمعية في اخر الشارع.. ملأت العربة بكل حاجيات المنزل من طعام و ادوات تنظيف الى اغراض شخصية , ثم توقفت عند ركن الصحف و المجلات لفت نظرها في اول صفحة من جريدة اليوم كلمة بالخط الاسود العريض

( شكاوي .. رشاوي .. في مؤسسة كوبر للهندسة المعمارية ) قرات الجملة مرة و مرتين و كأنها لم تستوعب ما قرات .. تمتمت لنفسها

- " ماذا حدث بغيابي ؟ "
اخذت الجريدة بيدها ثم اتجهت الى البائع دفعت ثمن المشتريات و حملتهم الى دولاب سيارتها بعدها انطلقت الى المنزل و بالطريق كانت تفكر بذلك العنوان الذي اقلقها بقدر ما ازعجها اسرعت بادخال الاغراض الى المنزل ثم اخذت الجريدة و بدات تتصفحها قرأت المقالة التي تحدثت عن (اهمال الموظيفين في اداء الاعمال و تسيب بالعمل و قبول البعض رشاوي مما جعل المدير العام السيد مارتن كوبر طرد مجموعة كبيرة من الموظفين )

ثم نزلت الى اخر الصفحة لقرأ ( خسارة المؤسسة العديد من الاموال قد تؤدي الى افلاسها و خروجها عن العمل بسبب الشكاوي الموجه اليها و التي لم يستطع كبار المسؤولين حلها مما قد يؤدي بالمستقبل القريب الى اغلاق الموسسة التي بقيت الاولى و الرائدة في مجال المشاريع الهندسية طيلة الخمسين عام بفضل مؤسسها الاول السيد كارلتون كوبر ....)

شعرت بالضيق فمن اين تأتي المصائب .. ما الذي يحدث ..

تقلبت بفراشها فلم تستطع النوم كعادتها استيقظت و ارتدت بذلة رسمية مكونة من جاكيت رمادي و تنورة رمادية بينهما قميص ابيض له شريط من الستان على الخصر كا رفعت شعرها الاحمر و ارتدت قرطين فضيين و لم تضع أي شيء من مساحيق التجميل حملت اوراقها بين يديها و خرجت من الباب ليبدأ الرويتن الذي اعتادت عليه طيلة الخمسة سنوات توقفت عند مقهى لتاخذ ثلاثة فناجين لها و ل ان و للسيد كوبر .. ثم انطلقت الى العمل و وصلت مع فتح الابواب .. ابتسم لها رجل الامن

- " انسة فورمر .. اهلا بعودتك "
- " شكرا لك "
دخلت الردهة بهيبتها المعتادة فالتفتت عيون الموظفين عليها و اقتربوا منها مشكلين حلقة حولها

- " كايت مرحبا "
- " اهلا بعودتك "
- " اشتقنا لك ..."
دخل السيد كوبر ليرى تجمع الموظفين عند المدخل الرئيسي للمؤسسة فاقترب ليحاول الوصول الى المنتصف حيث تقف كايت مبتسمة ترحب و تشكر الموظفين لحسن استقبالهم لها كانت تضحك عندما التفتت لتلتقي عيناها به عندها اسرعت لتضمه

- " سيد كوبر .."
حركة لا شعورية منها ..ربت على كتفها و بالكاد ابتسم فالتعب مرتسم على ملامح وجهه الهادئة و كان كبر عشر سنوات

- " و اخيرا يا كايت "
مدت القهوة التي بيدها له

- " انها لك "
- " احبها منك انت فقط "
ضحكت و تبعته الى مكتبه بهدوء مشت بالقرب منه حتى فتح الباب و اغلقه جلست امامه تنظر الى الشحوب الذي اعتلى محياه تحدث بصوت طغى عليه الحزن

- " لقد تأخرت بالرجوع يا كايت .. افتقدتك كثيرا .. اعلمت بما حدث ؟"
اومات برأسها و بادلته نظرة الحزن

- " لقد قرات ذلك بالامس لكني لا اصدق ما كتب .. اخبرني انت ما الذي حدث ؟"
- " بماذا ابدأ يا كايت .. من اول يوم لرحيلك بدأت المشاكل .. ان هذه المؤسسة تعتمد عليك بشكل كبير ليتني لم ادعك تغيبين "
شعرت بأن الذنب بكل ما حدث ذنبها فانزلت رأسها

- " اعذرني يا سيد كوبر .. هل من اصلاح ؟"
- " لا اعتقد .. فالوقت متأخر جدا للاصلاح و الشركة على وجه الافلاس و الاقفال "
- " ماذا عن مشروع السيد ماكموهن ؟ انه سيدر اموال علينا و قد ننقذ بذلك الشركة من الافلاس و نعود الى انجاز المشاريع الكبيرة التي قد تساعد على رفع الاسهم لا تتيأس يا سيد كوبر فكل شيء على ما يرام"
برقت عيناه بمجرد ذكر اسم السيد ماكموهن و كلامها الذي يبعث فيه حب المثابرة و العمل

- " هذا اذا لا يزال عرضه قائم.. بينما المشاريع الكبيرة قد لا تاتي الينا بسبب سمعة الشركة "
- " لا يستطيع ان يلغي العقد المختوم سيد كوبر .. كما انني انهيت المشروع .. و بالنسمة لسمعة الشركة فمن قال لك بأنها هبطت .. "
رأت شبح ابتسامة تظهر بين الحزن الباد على عينيه عندما مدت يدها عبر الطاولة تسمله المشروع بكافة الاوراق و المستندات

- "اخبري الجميع بأن سيكون هناك اجتماع لكافة العاملين و الموظفين ..."
ابتسمت بسعادة فقد عاد الى وجهه البريق و هذا هو السيد كوبر الذي اعتادت ان تعمل معه طيلة السنوات الفائتة .. اردف قائلا بحنين
- ا هلا بعودتك كايت "
ابتسمت له ثم وقفت لتخرج من المكتب لتخبر السكرتيرة بأن سيعقد اجتماع لكافة العاملين بعد ساعتين ( اجتماع طاريء )

عندها دخلت مكتب ان التي وقفت غير مصدقة عينيها صرخت و قفزت و هي تحتضن كايت

- " يا الهي .. لا اصدق .. كم اشتقت لك يا عزيزتي "
جلست كايت امامها و دون ان تتوقف عن الابتسامة و الضعط على يد ( ان )

- " اخبريني كيف كانت رحلتك ؟ "
- " رائعة "
- " اهذا كل شيء ؟ اخبريني بالتفاصيل "
- " للاسف ليس لدي الوقت لذلك الان لكني اوعدك بأن اخبرك بكل شيء اليوم على وجبة العشاء في منزلي "
- " حسنا حسنا .."
- " اراك بالاجتماع .. الان سيبدأ العمل الحقيقي المتعب فهل انت مستعدة "
- " دائما "
ضحكت و هي تخرج من باب مكتب (ان ) و بالطريق رأت جورج يتكلم بحدة مع احدى الموظفات و يلقي بالاوراق بوجهها عبست و اقتربت منه

- " ماذا يجري هنا ؟"
التفتت جورج اليها فتبدلت ملامح وجهه المتجهمة لتكسوها ملامح التعجب و الاعجاب و الاشتياق لكايت

- " كايت .. يا لها من مفاجأة سارة ؟ متى وصلت ؟"
ارخت اعاصبها قليلا و اصطنعت ابتسامة صغيرة

- " بالامس .."
- " مرحبا بك .. افتقدناك "
اقترب منها ليحضنها ترددت لكنها رضخت للواقع و بادلته عناق صغير

- " شكرا لك .."
ثم التفتت لتلك الموظفة التي كان جورج يصرخ بوجهها ان تتبعها الى الداخل

- " اراك جورج بالاجتماع "
- " لك ما شئت "
ظل واقف ينظر اليها حتى دخلت المكتب و اغلقت الباب و قبل ان تتبعها الموظفة جذبها من ذراعها و نظر اليها بنظرة تهديد

- " لن تخبريها بشيء و الا ..."
عندها ترك يدها بعنف و ابتعد دخلت الموظفة مكتب كايت و اغلقت الباب ابتسمت لها و اشارت لها بالجلوس

- " انت موظفة جديدة اليس كذلك ؟"
- " نعم "
- " ماذا كان يريد جورج منك ؟ "
- " لا شيء سيدتي "
- " كايت .ناديني بكايت.."
- " حسنا .. كايت"
- اانت متأكدة بانه لا يريد شيئ ؟"
- " لقد طبعت اوراق خاظئة فثار علي هذا كل ما في الامر .. ارجو المعذرة "
- " لا بأس .. هناك مشاكل تحدث بالمؤسسة و اود ان اطلع على كل شيء "
- " صحيح .."
- " لك ان تذهبي "
عندها خرجت الموظفة و اغلقت الباب لتدع كايت تبدأ بالعمل جمعت كل المشاريع التي قامت بها المؤسسة خلال ثلاثة اشهر لتعيد دراستها و التدقيق عليها و اكتشفت العديد من الاخطاء من موظفين طردوا من قبل السيد كوبر كما قامت بالعديد من الاتصالات قبل الاجتماع الذي سيعقد خلال دقائق فاسرعت بجمع كل ما لديها لمناقشته بجلسة تعيد تنظيم اهداف المؤسسة لتعود كما كانت بسابق عهدها ...

دخلت غرفة الاجتماعات الكبيرة جلست بجانب السيد كوبر الذي افتتح الاجتماع بكلمة صغيرة ثم التفت الى كايت مبتسما

- " و نرحب بعودة ساعدي الايمن و مستشارتي و صاحبة القرار السديد كايت فورمر .. و نخبرها باننا افتقدناها كثيرا لذلك لم نحسن العمل من دونها و نعدها بان كل شيء سيعود كما السابق بل افضل "
شعرت بالسرور عندما صفق العاملين كلهم ووقفوا وقفة احترام و تقدير لكايت احست بان الامور بدات بالتحسن عندما رات نفسية الموظفين و معنوياتهم ترتفع آملين بشيء ينقذ مستقبلهم و مستقبل المؤسسة و هذا ما جعلها تنسى اوتاوا و اليكس و تمضي بحياتها

وقفت و شكرت الجميع و بدات بعرض المشاريع السابقة و كيفية تحسينيها و محاولة عمل اسواق خيرية لانقاذ صندوق الشركة و هذه فكرة جديدة اخذتها من اهالي اوتاوا لكن تطورها بطريقة عمل المؤسسات أي بإقامة معارض لمشاريع قامت الشركة باستحادثها و اعمال اخرى للشركة قد تعيد سمعتها و ترجعها الى السوق و بعدها نقوم ببناء المشاريع الجديدة و نعيد المؤسسة كما كانت..

بعد فترة من الحديث و المناقاسات التي طالت الى فترة متأخرة جدا من اليوم خلت قاعة الاجتماع و بقيت هي و السيد كوبر يناقشون باقي الاشياء المفترضة حتى ذهب الجميع الى منازلهم و بقيت هي معلقة مع السيد كوبر احست باعياء و تعب و انها تريد ان تنهي كل شيء لترتاح و بالفعل تركها تذهب لتلحق على وجبة العشاء التي وعدت ان بها .. نظرت الى هاتفها النقال لتجد مكالمات فائتة من ان و بعض الرسائل القصير التي كتبت باحداها

( أمازال العشاء قائما ؟ )

فأسرعت بالاتصال عليها قبل ان تغير الاخرى رأيها

- " الو آن "
- " و اخيرا يا كايت اجبت "
- " اسفة فأنت تعرفين السيد كوبر .. خاصة و ان الاعمال ..."
قاطعتها الاخرى ملحة بسؤالها

- " نعم نعم اعرف ... ماذا أ هناك عشاء ام ماذا ؟"
ضحكت فهي تبدو جائعة جدا

- " نعم هيا تعالي الي منزلي فلقد اشتقت اليك و الى احاديثك "
- " حسنا انا بمسافة الطريق "

توقفت كايت عند مطعم صيني لتاخذ اطباق مختلف معها الى المنزل فآن جائعة و ليس هناك وقت كافي لاعداد وجبة عشاء بوقت متأخر .. دخلت مطبخ منزلها ورتبت طبقين على المائدة ثم فتحت علب الطعام الصيني و ما ان انتهت حتى سمعت صوت جرس الباب فأسرعت لفتحه مع ابتسامة

- " مرحبا آن .. تفضلي "
دخلت آن المنزل و هي تنظر يمينا و شمالا تبحث عن شيء فاستغربت كايت تصرفها و وقفت تنظر اليها ضاحكة

- " اجننت يا ان ؟ ما بك ؟ عما تبحثين ؟"
- " ابحث عن رائحة الطعام .. الم تطبخي شيئا فانا اتضور جوع "
ضحكت كايت و سرت قبلها الى المطبخ

- " اسفة فلقد وصلت لتوي الى المنزل .. لم يتركني السيد كوبر اخرج بسرعة بل جلس معي يناقش كل شيء تصوري انه اعاد مناقشة الاجتماع "
- " ماذا ؟ اذن لن آكل اليوم ؟؟"
هزت كايت رأسها ضاحكة و وضعت امام آن علب تحمل طعام صيني جلست آن على المائدة و اخذت احد العلب و وضعت لنفسها و لكايت ثم تكلمت بعد ان اكلت اول ملعقة لها

- " المسكين انه غير مصدق بانك عدتي .. فالامور تعقدت كثيرا يا كايت بغيابك و الان وقد عدتي فقد رجعت المياه الى مجاريها و انا واثقة بانك ستعيدين المؤسسة كما كانت .. انا اؤمن بقدراتك يا كايت "
شعرت بالاطراء مما اثر على معنوياتها و جعلها تريد ان تحقق كل ما تستطيع تحقيقه بل و اكثر

اكلت بهدوء عندها قطعت آن عليها حبل افكارها

- " و الان اخبريني عن رحلتك الطويلة "
تنهدت كايت بحسرة شعرت بها آن فسألتها بقلق

- " لم هذه التنهيدة يا كايت ؟ اخبربيني"
- " جدتي ..اه يا آن كم افتقد جدتي .. لو تعرفين "
- " اتفهمك يا عزيزتي .. لم لم تجرينها معك الى هنا ؟"
- " حاولت معها فهي لا تريد ترك منزلها .. تقول به رائحة بناتها و زوجها و هناك اصدقائها و جيرانها .. "
- " لا الومها فالانسان عندما يتقدم بالعمر يتعلق بكل شيء يعود به الى اجمل لحظات حياته فمعها حق .. و هل هي لوحدها الان ؟"
- " لا لقد اقتنعت بان تذهب الى بولدر لكم شهر ثم تعود لتقيم مع ليلي في اوتاوا "
قطعت لها كعكة صغيرة و تناولت الاثنتان منها لانهما امتلأتا من الطعام الصيني اللذيذ فبدات آن بسؤال جديد

- " و كيف قضيتي الايام هناك ؟"
- " فعلت الكثير الكثير ..اه لو تعرفين كم اوتاوا جميلة جدا جدا "
- " ارى ذلك من طريقة تكرارك لكل كلمة "
- " تعلمت الزراعة و اصطدت سمكة و قدت زورق كبير و قمت بعدة تغيرات جذرية بالمنزل كما انني استمتعت بالمهرجانات و بصحبة عائلة سكوت .. "
ضحكت آن لجواب كايت و علقت

- " اصطدت سمكة و قمتي بالزراعة و قدتي زورق .. كل هذا يا كايت ؟ و من قام بتعليمك هذه الاشياء ؟ لا تقولي جدتك لاني لن اصدقك "
تغيرت ملامح كايت عندما تشكل فمها لنطق اسمه بنبرة حزينة

- " رجل اسمه اليكس "
- " من وراء حزنك هذا قصة طويلة يا كايت "
انزلت رأسه ثم قامت من مكانها لتحمل الاطباق و تضعهم في المجلى فاتحة الماء لغسلهم اقتربت منها آن و ربتت على كتفها بهدوء

- " من هذا اليكس ؟ هل هناك شيء بينكما ؟"
- " انه جار جدتي .. كان هناك شيئ جميل بيننا دام لفترة وجيزة و انتهى بوداع مأساوي "
- " ماذا تعنين ؟ "
- " اكتشفت قبل ان آتي الى هنا بأن له زوجة و رأيتها معه بمنزله الذي ظننت انه ملك لرجل آخر و لقد اعتقدت بانه انسان مختلف عن باقي الرجال لكنه لا يختلف عنهم "
- " انا اسفة لك يا عزيزتي "
- " لا عليك ساعلم نفسي كي انساه "
- " اتمنى لك ذلك.. فلا تقلقي الرجال سيتحاذفون عليك كايت اذا فتحت المجال لهم "
- " اتعنين جورج ؟"
- " قد يكون جورج واحد منهم .."
- " مستحيل .. الا جورج .. لا اعرف لم لا اطيق هذا الرجل "
- " نعم انه شخص لا يطاق لكنه مع ذلك له قلب طيب "
- " ربما"
نظرت آن الى ساعة يدها ثم قفزت من مكانها

- " اوه كايت تأخر الوقت و مؤكد ان زوجي قد عاد .. اشكرك على وجبة العشاء يا عزيزتي "
- " اهلا بك في كل وقت آن و شكرا لك انت لقدومك هنا و التحدث معي "
سارت معها الى باب المنزل

- " اراك غدا يا كايت الى اللقاء"
- " الى اللقاء "
بعدها اغلقت الباب ليعود المنزل الى سكونه المزعج الذ لم تعتاد عليه ففتحت التلفاز ليصبح هناك حركة بالمنزل ... و كعادتها في الليل تقلبت بالفراش حتى اعياها التعب فغطت بسبات متقطع ....



وبجهة اخرى من العالم كان حالها مشابها لأليكس الذي بقي لوحده يومين ساهرا ينتظر قدوم أي احد لمنزل السيدة بريستون لكن دون جدوى سأل عنها الجميع اراد ان يحصل على رقم هاتف سكوت او أي احد لكنه لم يجد ضالته و يأس من المحاولة ... جلس امام البحيرة يتذكر كلماتها و حزنها و بكائها على صدره منذ تلك الليلة احس بحب قوي تجاها لم يستطع التعبير عنه الا بضمها اليه كما تذكر رنين ضحكاتها و هو يدفعها على الارجوحة و كيف بدت كالطفلة السعيدة و لهذا يعشقها يحب دلالها و رقتها و برائتها و طفولتها و شقاوتها و حبها للحياة و الاستكشاف و التعلم و اعتمادها على نفسها و اهتمامها بغيرها و حبها المتدفق للجميع و عشقها لتقديم المساعدة و جمالها و إثارتها و سحرها هذه الصفات متجمعة بأنسانة يطلق عليها ( كايت) ...


استيقظت بصعوبة هذا الصباح فهي لم تأخذ كفايتها بالنوم تحركت بتثاقل لم تعهده سابقا بل كانت اكثر نشاط و حيوية شعرت بعدم رغبتها للذهاب الى العمل اليوم لكنها ملزمة اخذت حمام سريع ينعشها و ينشطها ثم ارتدت بذلة بيضاء و رفعت شعرها من المنتصف و استقلت سيارتها و انطلقت لتتوقف عند المقهى كالعادة تأخذ ثلاثة اكواب من القهوة ثم تنطلق مرة اخرى الى عملها

مرت على موظفة الاستقبال التي حيتها بابتسامة

- " صباح الخير كايت ... من الجميل ان نعتاد على طلتك كل صباح "
- " شكرا لك يا عزيزتي "
دخلت مكتب السيد كوبر الذي لم يصل بعد جلست على الكنبة تحتسي قهوتها عندما طرق الباب و فتح و الا برجل في اول الثلاثينيات له بشرة سمراء و شعر اسود كثيف كما لاحظت يطل عليها باستغراب عدلت من جلستها

- " اسف لتطفلي .. لكن اليس هذا مكتب السيد كوبر؟"
اومات برأسها ايجابا .. فدخل و جلس امامها و بيده اوراق هندسية كالتي تعمل عليها لتصميم مشروع او ما شابه ذلك .. توترت عندما تلاقت عيناها بعين هذا الرجل المحدقة فابتسمت له

- " هل انت عميل .. مهندس .. موظف ؟؟"
بادلها الابتسامة و اجاب بثقة ازعجتها

- " انا توم شلندون .. و انا مهندس و موظف بهذه الشركة .. ماذا عنك يا انسة ؟ "
استغربت فهذا الاسم لم تسمعه من قبل فتحت فمها لتجيب لكن السيد كوبر دخل بسرعة فحرك الهواء من حولها شعر كايت الاحمر وقفت له ثم اشار لها بالجلوس بينما بقي ذلك المدعو توم جالسا دون حراك فشعرت بالامتعاض و الحنق فمن هو ليجلس هكذا دون ان يقف احترام للرجل الذي دخل فهو يجلس بمكتبه ؟؟

- "نهار سعيد "
قالها السيد كوبر ثم التفتت الى كايت مع ابتسامة

- " اشتقت الى قهوتي يا كايت ...ارى انك قابلت توم ؟"
اجابته بحيرة من امر ذلك الرجل

- " نعم ... و اريد تفسير لذلك "
ضحك الرجلان فشعرت هي بانها ضائعة بالمجهول هنا عندها تكلم السيد كوبر

- " هذا توم شلندون و لقد تقدم للعمل هنا بعد مغادرتك يا كايت و هو جيد جدا ستعملين معه بالايام القادمة.. و توم هذه كايت فورمر .. مستشارتي و نائب المدير العام "
شعرت بنظرة تحدي من هذا الرجل الذي يرمقها فهز رأسه و اجاب بصوت لا يخفى عنه التحدي

- " سمعت عنك الكثير يا آنسة و انتظرت مطولا لمقابلتك "
ثم مد يده يصافحها ترددت فهناك شيء مريب من نظرات هذا الرجل لكنها مدت يدها تصافحه ثم التفتت الى السيد كوبر و نظرت اليه بعتب

- " لم لم اجد اسمه بكشف الموظفين ؟ و اين كان في الاجتماع الذي انعقد ؟ "
اجاب هو قبل ان يتكلم السيد كوبر

- " لقد رجعت لتوي من رحلة عمل في لندن .. فلدي مشروع جديد هناك "
نظرت الى السيد كوبر بغضب بعينيها و تكلم بصوت يشوبها العتاب

- " كنت اعتقد بان كل المشاريع يجب ان تمر علي سيد كوبر .. خاصة و اني عدت الان .. حتى ادرسها جيدا ثم نناقشها معا في جلسة اجتماع مصغرة .."
تكلم بتحدي مرة اخرى قبل ان يفتح فمه السيد كوبر الذي بقي مستمتعا بهذا الجدال الخفيف

- " لا داعي لدراسته يا انسة فلقد قمت بذلك بنفسي كما انني اجتمعت مع السيد كوبر بجلسة اجتماع مصغرة كما تقولين و ناقشنا المشروع الذي اعتقد بانه سيدر اموال كثيرة على المؤسسة التي خسرت ما يكفي .. بينما انت كنت غابئة لمدة ثلاثة اشهر ..و قد بدأنا العمل به في لندن كما قلت لك "
تكلمت بحدة فمن هو كي يحاكمها على تصرفاتها و افعالها
- " لكنني يا سيد لم اجد مشروعك الذي تزعم بالكشوفات التي طلبتها بالامس .. ام انه ايضا غير مدون كاسمك ؟! "
قاطعهما السيد كوبر عندما احس بان كايت ستنفجر غضبا ليهداها

- " كايت عزيزتي سيمر عليك المشروع لتلقي نظرة عليه .. و سيدون كل شيء بالكشوفات لا تقلقي "
اجبته بصوت لم يغيب عنه الغضب

- " لا داعي سيد كوبر فالمشروع قد بدأ بالعمل كما يقول السيد شلندون .. و لن اقلق بشيء فالمؤسسة مؤسستك .. و الان اعذرني فلدي مشاريع كثيرة القي نظرة عليها "
استدارت و خرجت من الكتب بسرعة ثم اغلقت الباب بطريقة غير لبقة منها لكن السيد كوبر ابتسم لتوم الذي احس بوجود خطر يحوم حوله

دخلت مكتب آن ووضعت القهوة التي اصبحت باردة امامها دون ان تنطق بكلمة بل بقيت صامته تركتها آن حتى تختار بنفسها الوقت المناسب لتتكلم فهي لا تبدو طبيعية و بعد فترة سكون وضعت شعرها خلف اذنها و تكلمت بسرعة بطريقة غير مفهومة لكن آن اوقفتها

- " رأفة بي يا كايت تكلمي بهدوء حتى افهم "
تنهدت بعصبية و تكلمت

- " من هذا المدعو توم شلندون ؟ انه ..انه .."
لم تستطع التعبير بل صرخت و قبضت بيدها لكن ردة فعل آن هي الضحك فكايت تبدو غريبة عنها و هجومية بطريقة مدهشة .. زادت عصبية كايت التي لاول مرة تراها هكذا

- " ماذا يجري كايت ؟ لم كل هذه الاعصاب ؟ تنفسي بهدوء و اخرجي كل الطاقة السلبية منك "
تنفست ثلاث مرات ثم استعادت شيء من الهدوء فالغضب مازال و لا يزال مسيطرا عليها

- " انه متعجرف و وقح و له نظرات حانقة انا لا اعرف ما يريده ... فلم اشعر بالعداء ناحيته .. لم ارتاح لذلك الآدمي "
- " نعم اوافقك الرأي بانه متعجرف و متكبر و ايضا وقح لكنه جيد و السيد كوبر يرتاح له و يقضي اغلب اوقاته بمكتبه يعملان معا لساعات طويلة و لقد حقق ارباح اوقف بها حركة المؤسسة للهبوط لذلك صمدت طيلة الثلاثة اشهر "
- " هل سأرتاح اذا ؟ لا اعتقد "
- " كايت مابك ؟ ماذا تعنين ؟"
- " لم ارتاح من جورج و العمل المتعب و الان يأتي شخص من تحت الارض يحاسبني على غيابي في الثلاثة اشهر الفائتة ... يا الهي "
- " كايت .. عزيزتي اهدئي قليلا .. لا احد يحاسبك .. ما بك ؟"
عملية الشهيق و الزفير ارخت اعصابها قليلا فاقتربت منها آن و ربتت على كتفها تهدئها
- " اه يا آن لا اعرف ماذا اصابني فمنذ يومين و انا مشدودة الاعصاب و لا اتحمل أي شيء .. لذلك لا اقبل برجل اتى لتوه من المجهول ان يحتل مكاني و يملي علي ما اقوم به او ان يحاسبني بعملي و تصرفاتي .. من يعتقد نفسه ؟"
- " لم تقولين هذا ؟ انت تعرفين بأنك الوحيدة القادرة على التأثير بالسيد كوبر و انت الوحيدة التي ياخذ برأيك دون غيرك فلا تقلقي لا احد سيحتل مكانك و لن يستطيع أي شخص ان يملي عليك افعالك او ان يحاسبك .. تذكري يا عزيزتي انت نائب المدير أي انت المدير بغياب السيد كوبر و لولاك لأغلقت هذه المؤسسة منذ سنوات "
ارتاحت كايت لكلام آن الذي طمأنها فتنفست بعمق و ارخت جسدها على الكنبة و اغمضت عينيها

اقتربت آن منها ووضعت يدها على رأسها

- " مابك عزيزتي ؟ انت شاحبة .. "
فتحت عينيها بتثاقل و وضعت يدها على فمها ثم قامت بهدوء ومشت لتدخل دورة المياة الخاصة بالموظفات و شيء ما دفعها لتقيؤ قد يكون الطاقة المبذولة جراء الاعصاب الغير طبيعية .. بعدها خرجت و الارض تدور تحت رجلها و فجأة سقطت لكن آن تبعتها و بالوقت المناسب مسكتها كي لا تسقط على الارض و بدات تنادي و تصرخ بالمساعدة حتى دخل جورج و رجلان معه فحملها الى مكتبها جعلها تستلقي على الكنبة اقتربت آن لتمسح وجهها بالماء البارد ففتحت عينيها و نظرت حولها لتجد وجوه الموظفين بكل ركن و دققت لتجد شيء لم يسرها و هو توم شلندون واقف ينظر اليها من بعيد و قد عقد حاجبية بلا مبالاة .. انزلت عينيها لتجد وجه السيد كوبر قلقا ينظر اليها ثم ابتسم لها ما ان رأى عينيها الجميلتين ترمقانه

- " اهلا كايتي "
رفعت جسدها لتجلس ثم تنزل رجليها عن الكنبة الجلدية و تنظر الى آن التي طمانتها بنظراتها الحنونة و ابتسامة دافئة

- " اتريدين ان آخذك الى العيادة كايت ؟ "
- " لا لا عزيزتي انا بخير .. "
- " أ أنت متأكدة ؟"
تكلم السيد كوبر بهدوء

- " دعيها تاخذك يا كايت لنطمأن عليك "
- " لا داعي سيد كوبر .. صدقني انا بخير .. انها مجرد تاثيرات السفر و قلة النوم مع الايام ساعتاد على الوضع فلا داعي للقلق علي "
- " اذا عودي الى المنزل و خذي قسطا من الراحة "
نظرت الى وجه توم الخالي من التعابير يرمقها من بعيد فأحست بالغضب و تذكرت وجود الخطر من حولها .. اجابت السيد كوبر

- " لا اريد ان اعود .. قلت لك انا بخير و استطيع ان ازاول عملي "
- " حسنا .. كما تريدين .. "
ثم وقف و راى الموظفين واقفين حول مكتب كايت فصاح بهم

- " كايت بخير .. فليعود الجميع الى عمله هيا "
خرج الجميع من مكتبها ماعدا آن التي بقيت بالقرب منها و جورج الذي دخل و بيده كوب عصير برتقال طازج مده لها مع ابتسامة

- " ستشعرين بتحسن بعد ان تنهي من شربه "
تناولته من يده مع ابتسامة شكر و امتنان

- " شكرا جورج "
- " على الرحب و السعة "
ثم خرج و اغلق الباب خلفه فالتفتت الى آن تبتسم

- " آسفة .. جعلتك تشعرين بالقلق علي .. "
- " لا باس .. يسرني عوتدك الى طبيعتك .. لكن اذا عاد الدوار اليك يجب ان تقصدي طبيب لتعرضي حالتك عليه "
- " سأفعل .. اعدك "
قبلتها آن على رأسها و خرجت من مكتبها فوضعت كايت رأسها بين يديها و شيء ما جعلها تبكي بحرقة .. بكت لاشتياقها له .. لم يأتي على بالها في وسط النهار و يوم مليء بالاعمال ؟ لم لا تستطيع نسيانه على الرغم من انشغالها ... انها تحتاج اليه ... بل الان و في هذه اللحظه تريده قريب منها .. تحتاج الى صدره العطر لتلقي برأسها عليه و تبكي فوقه فتشعر بالراحة و بأن هموم الدنيا زاحت بمجرد دخول عطره الى روحها و التصاقها بجسده يبث فيها الطمانينة و ان كل شيء على ما يرام ...



 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري روك, أيهما أنت, روايات مكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات منوعة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t81064.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 25-03-15 09:10 PM
Untitled document This thread Refback 01-09-14 08:57 AM
Untitled document This thread Refback 30-08-14 07:05 PM
Untitled document This thread Refback 22-08-14 01:05 PM


الساعة الآن 10:06 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية