كاتب الموضوع :
kokowa
المنتدى :
روايات منوعة
استيقظت على صوت بوق سيارة مزعج و صياح رجل و اطفال ايقنت بأن ذلك الصوت مالوف لديها ( سكوت) فاسرعت بلبس روبها و نزلت الدرج بقفزات تستقبل ليلي و سكوت و الاطفال لكنها توقفت فلباسها غير ملائم عندها رجعت الى الحجرة لتبدل ثيابها بفستان ابيض و مشطت شعرها المبعثر و زينت عينيها بكحل اسود و ملمع شفاة مسدلة شعرها الاحمر على كتفيها و هذه المرة نزلت الدرج بخطوات صغيرة حتى توقفت امام ذلك الضخم لتحتضنه
- " اه سكوتي اشتقت لك "
و طبعت قبلة صغيرة على رقبته بعده التفتت على المراة الجميلة صغيرة الحجم الواقفة خلفه تبتسم بطريقة عذبة
- " اعرفك على ام ابنائي و حبيبتي .. ليندسي "
صافحتها و ابتاسمة مشرقة على محياها
- " اهلا و سهلا سعدت بمعرفتك "
- " و انا كذلك "
د جذب صبيين بين يديه بقوة و هو يضحك كان الكبير خجلا فتورد خداه و مد يده يصافح كايت
- " هذا اندي الصغير و هذا دوغ .. و تلك الصغيرة هي مونا "
قبلتها فألقت الصغيرة برأسها على صدر كايت التي انقبض قلبها فهي لم تحمل طفلة من قبل أي لم يحدث هناك تقارب جسدي هكذا جعل مشاعرها تبتهج و سمعت اصواتهم المتأثرة من هذا المشهد
- " اوووه "
شعرت بانها تعلقت بهذه الصغيرة منذ اول عناق لهما اقتربت ليلي منها و احتضنتها
- " و انا الا احضى بعناق من ابنة خالتي العزيزة "
و بغرفة الجلوس اجتمعوا جميعا ياكلون الحلوى بعد الغداء الشهي الذي اعدته جدتهما كانت سعيده لتجمع عائلتها الصغيرة بهذا المنزل الذي احتضنهم و هم صغار تكلم سكوت و هو يحرك عينيه بالهواء يدقق بالتغيرات التي احدثتها كايت بالمنزل
- " لقد قمت بعمل رائع يا كايت فكل شيء ينم عن ذوق رفيع "
وافقته زوجته و ليلي
- " نعم لقد تغير المكان كليا .. لا اود العودة الى بولدر فالمكان اجمل هنا "
ضحكت كايت لتعليقات ليلي العفوية .. كانت الصغيرة مونا لا تزال بحضن كايت اطعمتها قليلا من الحلوى مما اسعد الطفلة لكن ليندسي اخذتها من حضن كايت لتبدل ثيابها المتسخة و تأهبها للنوم بعدها قامت كايت و سكوت يتمشيان بالخارج بالحديقة الجميلة
- " بالفعل كايت لقد اصلحتي الكثير بالاخص جدتي "
كلمته ( اصلحتي ) اثرت بها كثيرا فهي تحتاج الى هذا الدعم من اهلها فدمعت عينيها لكنها مسحتها قبل ان يلتفت سكوت و يراها .. لكن من راها هو اليكس الذي اقترب من حديقتهم ليلقي التحية على سكوت و ليلي
- " مرحبا جميعا "
فرحتها برؤيته لا تختلف عن فرحتها برؤية عائلتها فهو له هيبة و حضور قوي لقلبها .. صافح سكوت و ابتسم لها و بعدها استدار ليبتعد ملوحا بيديه
- " اذا اراكما لاحقا .."
عادت لها خيبة الامل فهو لم يتكلم معها حتى بل اكتفى بنظرة خاطفة و ابتسامة صغيرة .. ظلت تفكر بهذا البرود الذي بان عليه ناحيتها طيلة اليوم حتى و هي بالفراش فلم تعر لحديث ليلي أي اهتمام التي تكلمت عن جامعتها و دراستها و علقت عن تغيراتها و عن صديقها الجديد و انها بدات ترتاح له لدرجة اصبح لديها مفتاح لمنزله و هكذا من االاشياء التي لم تتوقف ليلي عن الحديث عنها...
وبصباح اليوم الثالث من قدومهم كان مليء بشقاوة الاطفال استمتعت بصحبتهم كثيرا خاصة آندي الذي كان يساعدها بري الحديقة كل مرة و يحمل معها الصناديق و الاصيصات و يقوم بكنس الاوراق المتساقط كما انه بدأ يرتاح ليتحدث معها عن كل ما يجول بخاطره بينما الاصغر منه دوغ كان شقي لدرجة تجعلها تركض خلفه كانت تلعب معهم كانها بعمرهم فأندي بلغ الثانية عشر و دوغ التاسعة بينما الصغيرة مونا فهي بالثانية التي بدات تكن لها عاطفة تختلف عن الباقي لا تعرف السبب فقد يكون لانها الاصغر ام لانها طفلة حنونة تطعمها و تبدل ثيابها احيانا تشعر بأن هناك شيء ينبعث منها كعاطفة الامومة و هو شعور غريب بالنسبة لها لكن شيء مرحب به دائما... ركضت خلف دوغ لتسكب ماء على رأسه كما فعل بها فجعل شعرها يلتصق بجبتها و كذلك قميصها الزهري الفاتح ان ذلك الصغير اسرع منها ركض حتى الاشجار فتوقفت عن اللحاق به عندما احسنت بان هناك من يراقبها استدارت قليلا لتنظر اليه كان واقفا خلف سور منزل السيد كالفاني يقوم باعماله كالعادة بالزراعة و سقي الاشجار او بتنظيف الحديقة الصغيرة بادلها ابتسامة صغيرة ازعجتها و ألمتها اكثر مما ابهجتها فهي لا تريد منه ابتسامة هي تريده ان يكون هنا واقفا معها يلعب معها و الاطفال يركض خلفها ثم يعانقها و يقبلها كما السابق لكن ماذا حدث ؟! اشاحت عنه دون ان تعره انتباه فأكمل عمله هو ايضا دون ان يلتفت و هكذا دام الامر لاسبوع تقريبا بعد تلك الرحلة التي بالفعل كانت حلما ليوم فقط .. كان يقترب من منزل جدتها يلقي تحية على الجميع ثم يبتعد حتى وعده لها بتركيب طريقة الري بالتنقيط لم يفي بها و لا تعرف السبب و باغلب الاوقات كان يغيب ليومين او ثلاثة بعدها تراه يركن سيارته بالليل و لا تراه باليوم التالي و هكذا .. ازعجها الامر بل اوجع قلبها فعلاقتهما كانت سعيدة لكن ماذا جرى بعد رحلة الزورق هذا ما كان يشغل بالها معظم الاوقات ,,,
و في مرة من المرات اقترب منهم جميعا عندما كانوا يقومون بحفلة شواء بالحديقة الخلفية لمنزهلم وجد كايت تجلس مع الصبيان و الصغيرة مونا بحضنها في حوض صغير مليء بالماء و تصيح بمرح عليهم ان يوقفا رش الماء عليها فأغمضت عينيها و ضمت الصغيرة تمنع الماء من ان يصيب الصغيرة فتبكي لكن ضحكات الصبيان جعلها هادئة احست بهم يتوقفون عندما سمعا صوت اليكس يناديهم
- " اهلا يا شباب .. كيف حالك اندي ؟ و انت يا دوغ ؟"
ضربا كفه و هما يضحكان فجره دوغ الى الحوض ليدفعه لكن اليكس استطاع ان يتوازن دون ان يسقط القى نظرة خاطفة على الجميلة التي ترتدي شورت قصير جدا و تي شيرت قصيرة بلا اكمام و شعرها الاحمر مبلل كليا فتموج بشكل جميل على بشرتها البيضاء كانت عينيه تسألانها عن حالها فأجابته عينياها بأنها مشتاقة له و لاحضانه ..
- " العب معنا يا اليكس هيا .. رش الماء على خالتي .. انظر ان مونا تضحك فهي تحب الماء "
اقترب بهدوء عندما وجد خطوط التوتر على وجهها لكنه مع ذلك رش الماء برقة على مونا الصغيرة و هو يبتسم لكايت التي تحملها بيدها دون ان تنظر اليه .. لم يعجب الامر الاولاد فقفزوا بالماء و اخذا يرشانه على اليكس الذي كان يضحك من هول المفاجأة فضحكت هي بدورها لانه لم يتوقع ان يبتل بالماء و ان يصبح ندا للشقيقين الاشقياء ...
- " يا اولاد كفا عن ذلك .. "
اقتربت ليندسي و مع منشفة ناولتها الى اليكس الذي اخذ يمسح بها وجهه و شعره المبتل
- " آسفة فلا اعرف ما الذي اصاب هذين الشقيين "
- " لا عليك انهما يمزحان لا اكثر كما انني استمتع بصحبتهما و يبدو ان كايت ايضا كانت تتمنى رشي بالماء لاسباب اجهلها "
التفت الى كايت التي انزلت رأسها خجلا فابتسامته هذه تأجج النار بصدرها .. انضم سكوت اليهم
- " اليكس .. ارى بان الصبيان اغرقاك بالماء كما فعلا بكايت .. فما رأيك ان تنضم الينا على العشاء و تساعدني بالشواء فأنا الرجل الوحيد هنا كما ترى "
- " لا امانع ابدا .. لكن دعني اغير ملابسي بأخرى جافة "
- " حسنا سأنتظرك لتشوي اللحم معي "
لا يعرف لم نظر الى كايت فكل ما أراد ان يراه هو ردة فعلها فهل هي سعيدة لانه سيكون قريب منها هذا المساء ام اها ستنزعج لذلك .. و بالفعل هذا ما خشيه ان لا يجد في عينيها أي ردة فعل..
و بعد ان اسبدل ثيابه اتى و بيده مشروب وضعه امام السيدة بريستون التي ابتسمت له بسعادة فهي تحبه كثيرا و ترى بانه رجل مناسب لحفيدتها .. اخذ يتلفتت بعينيه يبحث عنها فلم يجدها
- " ماذا يا اليكس هل ستجلس هنا مع النساء ام ستقوم بمساعدتي كالرجال ؟"
- " لا داعي للتجريح يا سكوت ... استأذنكن "
ضحكن على تعليقه اللطيف و ما ان استدار لينضم الى سكوت اصطدم بعينيها ترمقانه على درج الشرفة فنظر اليها حنين و رغبة بمعانقتها بقوة لكن سكوت اللحوح جعله يقطع هذا التجاذب و الاشتياق الى الاحضان فيما بينهما فتركها واقفة ليأخذ مشبك و قطع لحم و يبدأ بوضحها على المشواة
بعد العشاء جلس الكبار على الشرفة يستمتعون بالجو الدافيء اشعل سكوت سيجارة له و لاليكس الذي لم يبعد بصره عن الجميلة الجالسة امامها بفستانها المشجر و بشعرها الاحمر المنسدل على كتفها بنعومة الحرير و اه لنقطة الحسن فوق خدها كم يود تقبيله ..
- " ما رأيكم ان نعيد هذه الجلسة اللطيفة على البحيرة "
- " البحيرة ؟ فكرة "
قالت ليندسي باشراق
- " نصيد سمك و نقوم بشويه .. ما رأيك يا سكوت ؟ ام انك لا تجيد الصيد "
- " و كيف لا اجيد الصيد و جدي اندي ابرع صياد هنا "
- " جيد اذن اراكما غدا على البحيرة "
بادل كايت نظرة طويلة ثم وقف و ودعهم عائدا الى منزل السيد كالفاني و ما ان توارى عن الانظار حتى وقفت كايت تودعهم بدورها لاخذ قسطا من الراحة فما بذلته اليوم من مجهود لكبح رغبتها و عواطفها ناحية اليكس اتعبها جدا و النوم افضل وسيلة لاعادة الطاقة اليها لتبدأ غدا بكبح العواطف من جديد و لا تعرف السبب لهذا البرود المتبادل بينهما ..
في اليوم التالي على ضفاف البحيرة اجتمع اليكس بعائلة بريستون التي استقبلت دعوته الخلاقة بصدر رحب ولان الغرض من فكرته هو الاستمتاع بيوم دافيء تحت اشعة الشمس .. كان الصبيان يقفزان من الجسر الخشبي الصغير ليغطسا بالماء و يعيدانها مجددا .. بينما ليندسي كانت جالسة و مونا الصغيرة بحجرها تصفق بمرح لاخويها .. اما الجدة بريستون فكانت تحيك احدى الملاءات التي تصنعها للسوق الخيري الذي اقترب وقته .. بينما كايت التي جلست تأخذ حمام شمس دافيء يلوح بشرتها البيضاء لتصبح اكثر احمرار و من حين الى اخرى كانت ترمق اليكس الذي يعمل مع سكوت باصطياد السمك .. لم تنتبه له يقترب منها الا عندما حجب اشعة الشمس عنها فتحت عينيها و نظرت اليه باستغراب لانه كان يحدق فيها و ابتسامة على شفتيه
- " ما بك ؟"
رفع يده التي تحمل سنارة و تكلم بمرح
- " اعتقدت بأنك ستصطادين السمك معنا لذلك احضرت لك سنارة اضافية .. لم لا تنضمين الينا انا و سكوت ؟ "
لم تعرف بما تجيبه لقد عقد لسانها و اختفى كل ما لديها من منطق حتى تجيبه بعقلانية دارت بعينيها تفكر بأي شيء يخطر على بالها ..
- " لكنني لا اجيد صيد السمك "
رفع حاجبه استنكارا لما تقول
- " ألم اعلمك ؟ سأساعدك اذا اردت .. و ذلك من دواعي سروري "
اراد ان يسألها عن سبب ابتعادها عنه و هذا الجفاء المزعج لكنه لم يشأ ان يختلج مشاكل او حوارات هو في غنى عنها بالوقت الحالي فكل ما ارده الان هو الاستمتاع بصحبتها و هذا يندرج بالمقام الاول بالنسبة له
- " حسنا "
اخذت السنارة من يده مبتسمة له سائرة امامه الى حيث سكوت يجلس لكن اليكس اوقفها من ذراعها بخفة
- " لا .. من هنا "
جرها الى الجسر الخشبي حيث يركن قارب صغير جدا بالكاد يتسع اثنان قفز الى القارب و مد يده لها حتى تقفز بدورها و هذا ما فعلته
- " اليس التجديف و الصيد و ركوب قارب صغير في قائمتك ؟"
ان هذا الرجل يسحرها بلطفه و تفكيره ابتسمت له بخجل و امتنان لجميله
- " بلى "
- " اذن هيا نجدف بالقارب الى منتصف البحيرة "
جدفت مع فتحرك القارب بانسيابه على سطح الماء كان المنظر رائع حولهما خاصة عندما رأت الصبيان يقفزان مجددا من الجسر و يلوح لهما سكوت من بعيد
- " عودا و معكما درزن من الاسماك "
ضحك اليكس ثم توقف عندما تلاقت عيناهما انها تكن له مشاعر دفينة و تود الافصاح عنها و لا تدري لم لا تستطيع التحدث مع هذا الغامض بحرية مشاعرها .. القى اليكس بسنارته بالماء و فعلته مثله و دقائق حتى صرخت
- " سمكة .. اصطدت سمكة "
رأت سكوت يصفق لها من بعيد و يؤشر لها فضحكت لتصرفها الصبياني .. القت بسنارتها مجددا و ما ان لامست السنارة الماء حتى اهتزت فصرخت كايت مرة اخرى
- " يا الهي .. سمكة اخرى "
ضحك اليكس من قلبه فهي غير مصدقة بل سعيدة جدا
- " ما هذا يا كايت ؟ ان الحظ حليفك اليوم ... "
و بعد نصف ساعة عادا الى الضفة محملين بأحجام مختلفة من الاسماك
-" لنسمي وجبة اليوم بصيد كايت "
غمز لها بعينيه فرفعت كتفها بعفوية جلعتها تبدو جذابة و مثيرة له بطريقة لا تقاوم .. حاول ان يبعد تركيزه عنها ليركز اكثر بصيد اليوم فحمل الاسماك واضعا اياهم على طاولة ليقوم بتنظيفها ..
و بينما هو يقوم بشوي السمك التي انبعثت رائحة الزكية في الجو كان يبادل كايت التي تتأرجح بنظرات الغزل و الاعجاب..
تناول الجميع الوجبة التي اعدها اليكس بنفسه فلاقت استطعامهم و مدحهم و اطرائهم لها
- " انك طباخ ماهر يا اليكس "
قالت ليلي
-
- " اوافقك الرأي يا شقيقتي العزيزة " قالها سكوت بمرح
- " و ما رأيك انت سيدة بريستون ؟ "
رفعت ابهامها مشيرة الى استحسانها بابتسامة لطيفة ثم التفتت الى معذبته الجميلة
- " و انت .. مع انك تذوقتها فيما سبق لكن لا ضير من سماع رأيك ؟"
اعجابة بان من طريقة حديثة و توجيهه السؤال لها مما جعل ليلي تنتبه لوجود شيء بين هذين الاثنين خاصة عندما احمر وجه كايت خجلا و هي تجيبه
- " كما قالت ليلي .. وجبة لذيذة .. شكرا لك "
- " على الرحب و السعة "
كان اليكس و السيدة بريستون يتحدثان عن السوق الخيري الذي يقام في كل سنة بالحديقة المركزية و كيف انها تقوم بحياكة الملابس الصوفية طوال الوقت الامر الذي جعل اناملها تحمر بسبب الاحتكاك فنصحها بدهنيدها بمرهم قبل البدء بالحياكة ثم غسل اليد جيدا و دهنا مرة اخرى و ذلك سيخفف الاحمرار انتبه لكايت تبتعد لتتمشى وحدها بين الاشجار فتحرك بهدوء ليسير معها اضطربت عندما احست بوجوده بالقرب منها فتوقفت و ابتسمت له
- " هل استطيع الانضمام اليك ؟"
- " بالطبع "
سار بالقرب منها و ما ان توغلا اكثر بين الاشجار حتى انزل يده و شبك اصابعه بأصابعها الناعمة و بمجرد ملامسته لها سارت قشعريرة بكل جسدها جعلها ترتجف
- " ماذا ؟ هل تعرين بالبرد في وسط الصيف يا كايت ؟"
بللت ريقها فلقد احرجها بسؤاله فعضت شفتيها تفكر بإجابة تنقذها لكنه لم يترك المجال لها اسندها على جذع شجرة بخشونة و لثم خدها كأنه لم يرها منذ سنوات بالبداية حاولت مقاومتة لكنه سيطر عليها فأرتخت بيد يديها و تجاوبت معها متعلقة برقبته اخذ يقبل رقبتها بحنين و لهفة فصدر منها تنهيدة ألم جعلته ينتبه لها فتوقف و نظر اليها
- " ما بك ؟ "
اخذت وجهه بيد يهيا و اكتفت بالنظر الى عينيه الجذابتين فعاد الى تقبيلها لكن هذه المرة بحنية و رقة اكثر اذابتها بين احضانه الدافئة كان يتمتم بكلمات عندما ركزت فيهم ايقنت بأنه يقول
( اشتقت لك ) ..
دفعته قليلا الى الخلف فابتعد عنها تركته واقفا بمكانه بينما هي عادت ادراجها الى حيث يجلس الجميع استغرب تصرفها المفاجيء فلقد اخذتهما العاطفة الى ما كا يجب ان يحدث منذ ايام بدل ذلك الجفاء الذي لا ينتهي .. سار خلفها يريد ان يستفسر عن تصرفها الغريب لكن الحظ لم يحالفه ..
انتهى اليوم بوجبة شهية و لعب اطفال بريء و ضحكات نساء مثيرة و شحنات حب متوترة تتطاير بالجو...
بعد ايام بدأت التحضيرات للسوق الخيري الذي سيقام صباح غد في الحديقة الكبيرة للمدينة خلف مبنى البلدية الذي اعتاد عليه سكان هذه المنطقة فأصبح من التقاليد و الاعراف الرسمية و هدفه هو جني المال للمساعدة بتطوير المدارس و دور الايتام و المستشفيات و شارك بهذا السوق مختلف الاعمار من كبار و صغار و جدتها من احدى المشاركات..
ساعد الجميع جدتهم و السيدات سلندر وكوري و السيدة دولوريس بترتيب المكان و تعليق اللوحات , قامت ليندسي و كايت بتعليق الزينة على الطاولة و تثبيت الاعلان الضخم الذي كتب عليه اسعار البطانيات و باقي الملابس التي حيكت بيد تلك السيدات البشوشات كما وضعت بعض الاكسسوارات البسيطة... بينما قام الاطفال بحمل الاغراض و صفهم بطريقة مرتبة كما تأمرهم ليلي و بجزء اخر وضعت الجدة بريستون فطائرها المحلاة التي تعد اشهى فطائر بالمنطقة.. و مع تقدم الوقت كان كل شيء قد انتهى ليبدا الاحتفال الكبير بالغد الباكر..
ارتدت كايت فستان مشمشي ضيق عند الصدر و الخصر و واسع بطريقة برميل عند الارداف ليعطيها منظر ريفيا جميلا كما اسدلت شعرها الاحمر على كتفها العاري واضعة وشاح بنفس لون الفستان على رأسها و زينت يدها باساور خشبية و اقراط متدلية لها نفس اللون و زينت عينيها بظلال بني و احمر شفاة زهري تاركة نقطة الحسن فوق خدها تبرز فهي تلفت نظر الجميع بم فيهم النساء و خاصة الرجال ..
تجمع الناس بالحديقة المركزية و كان هناك احتفال كبير جمع اهالي المنطقة كلها فاجتمعوا مع بعض يتسامرون حول المائدات و يتمشون بين السوق البسيط و هدفهم هو التبرع بالمال بشراء الاشياء البسيطة التي يصنعها المشاركين بهذا الاحتفال الذي شمل الى العديد من الفعاليات بالاضافة الى السوق العاب للاطفال و رسم على الوجوه و بعض الاشياء الترفيهية و على مدار الحديقة وضعت النساء طاولاتهم عارضين منتجاتهم فجدتها و السيدات يعرضون البطانيات و الملابس المحاكاة باليد و الفطائر الشهية التي تصنعها الجدة التي لم يبق منها شيئا الا طبقين و و العديد من الطاولات التي تحمل منتجات مختلفة بصنع يد اهالي المنطقة ...
اقترب اندي من كايت لتتبعه الى لعبة سباق الحصن
- " هيا كايت لنتبارى .."
جلست معه على الكراسي الممتدة يتسابقون بالقاء كرات صغيرة لادخالها بثغرات فيتحرك الحصان و الاسرع يكون الفائز كانت ليلي تصفق لكايت كي تفوز بينما دوغ وقف خلف اخيه يشجعه و يدعو لكايت بالخسارة فالتفتت لتجذبه بقوة و تمطره بقبلات كان يحاول الافلات منها لكنه لم يستطع بل هي ابتعدت عندما رات اليكس من مسافة و معه السيد كالفاني الذين كانا يقتربان من طاولة جدتها لكن عيون اليكس كانت تمعن النظر فيها ابتسم لها فسرحت بوجهه الجميل عندها علا صراخ اندي معلن الفوز فهي من تركت يفوز
- " فزت .. فزت "
و كان يرقص مع اخيه بطريقة مضحكة فضحك اليكس لتصرفها الطفولي ابتسمت له عندها قامت من مكانها و اتجهت الى حيث يقف السيد كالفاني و اليكس و هذه اول مرة تقابل السيد كالفاني كان رجل هزيلا عريض المنكبين و طويل القامة و له وجه وسيم على الرغم من كبر سنه .. مدت يدها تصافحه فقال اليكس بطريقة فخورة و كأنه تكلم عنها فيما سبق مع السيد كالفاني
- " هذه هي كايت حفيدة السيدة بريستون "
ابتسم الرجل العجوز لتختفي عيناه وراء التجاعيد التي تجمعت حولها و هو يأخذ يدها بيده يصافحها
- " انها جميلة يا اليكس "
لم يشك اليكس بالامرفهي فعلا جميلة دون منازع نظر اليها باعجاب كأنه يلتهمها بعيناه كبح جماح قبلة كادت ان تطير على شفتيها فأوما برأسه مما جعل خدها يتورد ..
استدار السيد كالفاني يتحدث مع باقي السيدات و تبرع بمبلغ كبير دون ان يشتري شيئا لكن اليكس توقف عند الفطائر اغمض عينيه يستمتع بالرائحة الشهية ثم وجه الحديث الى السيدة بريستون التي تقف خلف الطاولة
- " انها فطيرة قرفة بالتفاح اليس كذلك ؟"
اومات السيدة بريستون و ابتسامة مشرقة على شفتيه اختلس نظرة على جنبه حيث تقف كايت ترمقه فهو دبلوماسي و يعرف كيف يكسب حب الناس كما فعل بها فهو يجيد لغة التخاطب و لغة العيون
- " سآخذ واحدة "
عندها اخرج النقود من محفظته و كانت اكثر من ما تستحق شكرته السيدة بريستون و لفت له الفطيرة بشرائط جعلتها تبدو شهية اكثر ..
و في المساء بدات الالعاب النارية بالسماء و الاغاني و المعزوفات و كلما تنفجر بالسماء سمعت تصفيق الناس و السرور باد على وجههم فالالعاب النارية يحبها الكبار قبل الصغار .. و عند انتهاء الالعاب النارية صاح مأمور البلدية بالمذياع عن مسرحية يقوم بتمثيلها طلاب ثانوية اوتاوا على مسرح مبنى البلدية فتجمع الناس عند المدخل لشراء تذاكر بخيسة الثمن لكنها بالقابل تؤدي الى مشروعات خيرية لها اثرها على الناس و هذا ما عجبت به كايت فأهالي هذه المنطقة على قلب واحد كل شخص يعرف الاخر و يرحب به و لا غيظ او حقد بل مود و ألفة .. العمل و تكوين رباطات هي هدفهم و من نها تنحدر سلاسلة ال بريستون التي تعتبر والدتها جزء منها اذا هي جزء من هذا المجتمع الامريكي الكنساسي و هي فخورة بأصول والدتها.. جلس الجمهور على الكراسي امام المسرح الكبير ينتظرون بدا مسرحية كوميدية
دارت عيناها تبحث عنه فرأته جالسا بالسطر الثالث مع السيد كالفاني الذي بدا مبتسما بينما اليكس كان يضحك من قلبه عندها احس بعينيها ترقبه فالتفت و توقف عن الضحك لتصبح ملامحه هادئة و عينيه تلمع ببريق الاشتياق لم تنتبه الى حديث اندي لها لان تفكيرها و عينيها مركزتان على ذلك الوسيم الذي يبادلها نظرات تحرقها و تعذبها .. لم هذا الفراق يا اليكس بينما انا مازلت هنا ؟ اتاهبني للعودة ام انك مللت صحبتي ؟ او اخطات عندما اقمت علاقة معي ؟ ام انك ندمت على كل شيء ؟! اشاحت عنه بهدوء فرفع رأسه يحاول ان يجذب عينيها مرة اخرى دون جدوى .. انتهت المسرحية و خرج الجمهور فرحين بأداء الطلاب الذي استحق تكريم من المحافظ اضلت كايت جماعتها و هي تخرج من باب المسرح لانشغالها بالبحث عن الشاب الوسيم الذي تعشقهالذي اختفى بين الحشود ..
قاد سكوت السيارة عائدا الى المنزل و هو يعلق على احداث اليوم و بالاخص بالمسرحية بينما تكلمت ليلي بالارقام و بكم ربح السوق الخيري بفضل جدتها التي استطاعت بيع جميع البطانيات و الفطائر .. لكن كايت لم تشاركهم الحديث ففكرها كان بأليكس و شكله اليوم و بالسيد كالفاني الذي اعاد لها ذكرى سقوطها و حملها و مداواتها تلك الليلة التي اختلطت عندها الامور و كذلك بحادثة القهوة التي جعلتها تدرك بأن حاملها هو اليكس لكن الى الان لا تعرف من قام بتطبيب جراحها فقد يكون السيد كالفاني كما قالت جدتها ...
مر اسبوع على قدوم سكوت و عائلته و ليلي و اتى يوم الرابع من يوليو و هواليوم القومي للولايات المتحدة .. عاد الجميع الى المنزل بعد زيارة لقبر جدهما يهنئونه باليوم ليشعروا بانه مازال معهم يحتفل بهذا اليوم كما حرص دائما .. و بمناسبة العيد القومي اعدت جدتها لهم فطيرة التفاح و هي ايضا من التقاليد التي اعتادت ان تلتزم بها ما حيت قطعتها و قدمتها للجميع و هم جالسين بالشرفة يستمتعون برؤية الالعاب النارية التي اضاءت سماء اوتاوا كما تلك الليلة بالسوق الخيري الذي يعتبر ايضا من العادات المبهجة.. فتح سكوت التلفاز الذي كان يعرض الاحتفالات بنيويورك و (التايم سكوير ) و بعض المشاهد لباقي الولايات .. كانت الصغيرة مونا تجلس على حضن كايت تصفق كلما طقطق صوت المفرقعات النارية ضحكت كايت لتصرف الصغيرة و خفة ظلها .. شعرت بأنها منهم فرحت بهذا اليوم و ما زاد فرحها هو في المساء عندما مر اليكس بالقرب منهم فدعته جدتها لان يتناول قطعة من فطيرة التفاح اللذيذة فرحب بتلك الدعوة و انضم اليهم على الشرفة جلس امامها ينظر اليها باشتياق اراد ان يعبر فوق الطاولة التي بينهما ليصل اليها فياخذ بين يديه امام الجميع و يقبلها بحرارة لكن هذه كانت مجرد خاطرة تذوق الفطيرة
- " انها لذيذة ككل شيء تعدينه سيدة بريستون .. انت تعرفين جيدا بأني اعشق فطيرة التفاح التي تعدينها "
ابتسمت السيدة بريستون و تشكل فمها بكلمة ( شكرا )
غمز لها و قال بنفس طريقتها بتشكيل احرف دون ان ينطق ( على الرحب و السعة )
كان الجو متوترا بين اليكس و كايت احست به ليلي و اخذت ترمقهم ظلت كايت ساكته معظم الوقت بينما هو كان مندمج بالحديث مع سكوت عن اشياء متفرقة و كان بين فترة و اخرى ينظر الى كايت و يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه بينما هي بدت متألمة ...
قطع سكوت عليه النظرات ليساله عن السيد كالفاني
- " اين السيد كالفاني يا اليكس ؟"
- " اعدته الى المنزل منذ اسبوع تقريبا "
- " لماذا ؟ الا يقيم هنا ؟"
- " لا انه ياتي بين حين و اخرى مجرد ان يغير جو ثم يعود بنفس اليوم و هكذا "
- " لقد اعتقدت بانه يقيم هنا "
عاد اليكس لتبادل النظرات مع كايت لكنها اشاحت بنظرها عنه مدعية الاهتمام برسم دوغ حتى و هي تتصنع عدم الاهتمام بوجوده تكون مثيرة و جذابة عندها.. وقفت ليندسي لتذهب و حملت مونا و جرت دوغ سألها سكوت
- " الى اين يا حبيبتي ؟"
- " يجب ان آخذ الاطفال للنوم فلقد تأخر الوقت كثيرا .. تشرفت بمعرفتك اليكس "
وقف و صافحها فوقت كايت بدورها و حملت الصغيرة و هي تبتسم لها و تقبلها كل ثانية فسألها سكوت هو ايضا
- " و انت الى اين ؟ "
- " اساعد ليندسي "
بعدها القت نظرة خاطفة على اليكس الذي نظر اليها مطولا انهما يتغازلان بلغة العيون و هذا ما لاحظته ليلي ...
بعد ان ساعدت ليندسي مع الاطفال نزلت المطبخ لتساعد جدتها و ليلي بغسل الاطباق فاقتربت ليلي منها و تكلمت بصوت خافت حتى لا تنتبه جدتها على حديثهما
- " ما الذي يجري بينك و بين اليكس؟"
لم تعر حديثها اهتمام بل اكملت جلي الاطباق
- " لا شيء "
- " انظري الي كايت .."
شعرت كايت بان ليلي تعرف شيء بسيط فنظرت اليها و ضغطت على اسنانها
- " ليلي ..ليس الان"
فهمت ليلي ما تقصده كايت لانها عندما نظرت خلفها رأت اليكس يحمل باقي الاطباق بمساعدة سكوت الى المطبخ كان ينظر الى كايت التي اعطته ظهرها دون ان تلتفت لوجوده فانزعج وودع الجميع و خرج .. بعد ان ذهب الجميع للنوم و للفراش بدا حديث ليلي لكن هذه المرة عن كايت و اليكس
- " هيا الان اخبريني .. ما الذي يجري بينكما ؟"
اسندت كايت رأسها على الوسادة و تنهدت بصوت مسموع
- " لا اعرف حقا ما الذي يجري "
- " و كيف هذا ؟ "
- " صدقيني لا اعرف .. في البداية كان هناك اعجاب متبادل و تطور الامر لان ياخذني برحلة على متن زورق كبير قضيت به يوم ساحر بعدها اختفى كل شيء .. اصبح اكثر برود تجاهي لكنه مع ذلك لا ينفك يألمني بنظرات الاشتياق و الحنين و في تلك الليلة جذبني اليه و قام بتقبيلي ثم لم يعاودها "
- " اتعنين ان هناك علاقة بينكما ؟"
- " قلت لك ليلي لا اعرف فهذا الرجل غامض لا اعلم عنه الا اسمه و انه بستاني .. انه لا يتكلم عن نفسه ابدا و لا عن عائلته بل دائما يوجه الحديث نحوي لكنني اشعر برباط قوي بيني و بينه و بعد ذلك اليوم لم يعد يقترب مني بل يكتفي بابتسامات و نظرات بدات تزعجي .."
- " و لم تزعجك؟ انه غزل يا معتوهة "
- " لا بل انه يتهرب مني و اريد ان اعرف السبب "
- " لم لا تسالينه ؟"
- " لا اريد ان القي بنفسي عليه .. ربما انه خاف ان يتورط بعلاقة معي عندما احس بأن الامور بدات تتعقد بيننا فقرر ان يتركني اتعذب بهجري .. لقد خشيت هذا اليوم من البداية يا ليلي و الان بعد ان القيت بنفسي في النار لا اعرف كيف اخرج منها "
- " اتحبينه يا كايت ؟"
سكتت لمدة طويلة ثم تنهدت و اومات برأسها ايجابا بعدها دمعت عينيها فحضنتها ليلي و بكت على صدرها و هي تمتم
- " احبه لكني لا اريد ذلك فذلك سيجعل الامر اصعب علي عندما اودعه لاعود الى اكسفورد"
- " اتفهم ذلك يا عزيتي لكن ما باليد حيلة .. "
بعد بكاء طويل ارتاحت لتترك عينيها تغفي حتى صباح اليوم التالي .. استيقظت بتكاسل فرأسها يؤلمها فتحت حقيبتها تبحث عن اقراص مهدئة فلم تجدها سألت جدتها اذا كان لديها (اسبرين ) فهزت رأسها نفيا سالت ليندسي فأجابتها بنفس الشيء فقررت ان تأخذ كوب قهوة لينعش و يسكن رأسها من الالم خرجت الى الشرفة حيث ابناء سكوت يلهون بالخارج بلعب كرة بينما جلست الصغيرة تلعب بمكعباتخشبية جلست تنظر اليها تحمل بيدها الصغرتين قطعه و تضعها فوق الاخرى ثم ترفع رأسها تبتسم لكايت فصفقت كايت بيدها تشجع الصغيرة التي حققت انجاز بالنسبة لها .. مر اليكس بالقرب من المنزل فطارت الكرة اليه أخذها برجله و ركض بها الى الصبيان لعب معهم قليلا ثم تركهم ليقترب من كايت عندما راى بان السبيل امامه قد خلا صعد درجات الشرفة و توقفت
- " هل تسمحين لي بالجلوس؟ "
ازاحت قليلا له حتى يجلس لكن مونا الصغيرة مدت يدها اليه كي يحملها فرحب بها و حملها بين ذراعيه و اخذ يمرر يديه على انفها مصدرا اصواتا جعلها تضحك بطريقة اول مرة تسمع بها كايت كانت تضحك بصوت عالي على الاصوات التي يصدرها اليكس فوضعت كايت يدها على فمها تضحك على تلك الضحكات تلاقت عينيها لتحدث شرارة جعلته يتوقف فجلس ووضع الصغيرة على حضنه تلعب بخصلات شعره .. تمنت كايت ان تكون مكان هذه الصغيرة تمد اصابعها و تخللها بشعره الناعم و تشم رائحة رقبته الرجولية نظر اليها و فتح فمه ليتكلم
- " لم انت شاحبة ؟ "
ازاحت عنه قليلا ثم رشفت قهوتها دون ان تنظر اليه و اجابت
- " رأسي يؤلمني هذا كل ما في الامر "
دنا منها قليلا حتى التصق فخذه بها ثم لمس جبهتها ارتعش جسدها كله للمسته الناعمة كما فعل بها سابقا عندما طبب جرحها فتذكرت ذلك اليوم
- " انك ساخنة .. اتريدين دواء .. اسبرين ؟ "
- " لا شكرا ساكون بخير "
- " ما الذي يجري يا كايت ؟"
شكت في سؤاله فأجابته بسؤال اخر
- " ماذا تعني ؟ لا شيء يجري "
- " انت تعرفين جيدا ماذا اقصد ...نحن.. انا و انت .. ماذا يحدث ؟"
- " لا اعلم .. اخبرني انت "
نظر اليها و هي تتحدث اليه بلا مبالاة و ببرود دون ان تختلس عليه نظرات حتى, بل كانت تنظر امامها الى الاطفال و هم يلعبون انزعج من تصرفها هذا فجذب وجهها لتنظر اليه نظرت اليه بسرعة ثم انزلت بصرها و لا يزال وجهها بيده جذبت الصغيرة مونا يده فأنقذت الموقف و بتلك اللحظة خرج سكوت من الباب ينده على ابناءه ليساعدونه بوضع الاغراض بالسيارة وقف اليكس حاملا مونا بيده فخرجت ليندسي لتأخذه منه
- " انها رائعة و جميلة "
- " شكرا لك "
اقترب من سكوت الذي يقف عند دولاب السيارة الكبيرة يضع الحقائب
- " هل من خدمة سكوت ؟ "
- " شكرا اليكس "
- " ستغادرون جميعا ؟! "
- " نعم فاجازتي انتهت و يجب ان اعود كذلك الاطفال لديهم نوادي صيفيه "
- "فهمت .. لقد سعدت بمعرفتك سكوت .. و بالمرة القادمة سنقضي اوقاتا اكثر معا "
صافحه ثم ضمه و ابتسم
- " اتمنى ذلك .. سأعود قريبا لاقنع جدتي لان تأتي معي الى بولدر "
- " و متى سيكون ذلك؟ "
- " لا اعلم .. عندما تغادر كايت بالضبط "
- " اذن ساراك لاحقا"
و قبل ان يغادر التفتت الى حيث كايت تجلس على الشرفة تحتسي قهوتها و الحزن باد على ملامحها لفراق عائلتها نظرت اليه ثم وقفت لشيح عنه و تدخل المنزل تساعد ليلي على التوضيب
و عند السيارة ودعت الجميع و ضمتهم و قبلت الصغيرة التي تعلقت بها كثيرا لقد مر اسبوعان على وجودهما بسرعة دون ان تشعر مما جعل امر العودة الى الوطن اصعب عليها مما فات تعلق اندي برقبتها و قبلها و سألها ببراءة
- " الديك صديق يا كايت ؟"
رفعت رأسها تبحث عن اليكس الذي توقف عندما سمع سؤال الصديق و مشى بخطوات صغيرة حتى يسمع اجابتها فهمست بأذن اندي كي لا يسمعها اليكس
- " لا ليس لدي صديق "
فهم اليكس خطتها الى لا امل بمعرفة الجواب منها الذي اراد ان يعرفه عندما بردت علاقتهما دون اسباب واضحة فاكمل مشيته عائدا الى المنزل استدار يرمقها بنظرة خاطفة
- " هل استطيع ان اكون صديقك ؟"
ضمته بقوة و هي تقبله
- " بالطبع يا حبيبي"
كشفت ابتسامة كبيرة عن اسنانه و هو سعيد
- " سأخبر اصدقائي عنك و سيشعرون بالغيرة "
ضحكت و هي تقبله ثم صادت دوغ قبل ان يهرب منها و قبلته
- " و انت هل ستخبريني بأنك تحبني ؟ "
- " احبك كايت "
قبلته بقوة و ضحكت ثم ضمت الصغيرة مونا التي القت برأسها على صدرها كما تفعل دائما شمت رائحة الطفولة بعدها اخذتها ليندسي و ضمت ليلي بقوة بين ضلوعها
- " سأتي الى هنا قبل ان تغادري .. اذن ساراك قريبا .. و حاولي ان ترتاحي "
كانت تلمح الى اليكس بجملتها الاخيرة .. اومات كايت و ضمتها مجددا ثم قبلت سكوت و زوجته
انطلقا بالسيارة لترى خلف ذلك المشهد اليكس واقفا خلف سور الحديقة يحدق بوجهها الحزين فتركت المكان و دخلت المنزل مع جدتها الذي اصبح خاليا و هادئا بطريقة لم تعتاد عليها منذ اسبوعين صاخبين قضتهما مع الاطفال ...
نثرت الاوراق امامها لتضع اللمسات الاخيرة على المشروع قبل ان تعود الى اكسفورد فلم يبق الا ايام قليلة و تترك هذا المكان الذي تعلقت به كثيرا و لاتنوي تركه ابدا فهنا جدتها و منزلها و ذكرياتها و رائحة جدها و ... اليكس الذي دائما يشتت انتباهها في كل مرة تذكر به اسمه او يخطر ببالها شكله او رائحته و لمسته و كل شيء جميل به يؤلمها. ..
صباح ياتي وليل يمسي و هي هكذا بين نار الحب و الم الفراق و الخوف مما سيأتي بقي يومان و ستغادر غدا مساء الى موطنها و عملها و منزلها و حياتها لتصبح هذه الرحلة ذكرى كباقي الذكريات السعيدة و المؤلمة طرا اليكس على بالها عندما سمعت صوت سيارته تركن في مراب منزل السيدة كالفاني فقررت ان تبقى بمكانها دون ان تلقي نظرة عليه اخرجت حقيبتها و بدأت بتوظيب اغراضها داخل الحقيبة لكن بالها لم يهدأ فهي لم تره منذ ذلك اليوم الذي ركب به نظام الري بالتقطير للمزروعات فبعد ان تغادر كايت من سيقوم بسقي الحديقة عمل لساعات طويلة تحت الشمس و حبست هي نفسها داخل المنزل تنهي ما استطاعت من اعمال حتى تلهي نفسها عنه فمنذ ذلك الحديث و البكاء الذي جرى عندما تحدثت عنه مع ليلي ايقنت بانها يجب ان تبتعد عنه قدر الامكان ليصبح الفارق بينهم اسهل و بعد ذلك اليوم لم تره الى من نظرات خاطفة كما انه غاب لمدة ثلاثة ايام و هذه اول مرة يغيب و لا ياتي الى المنزل لهذه المدة لكنه اتى بالامس و لم تره الى من فوق حجرتها ... فكرت مليا به ثم قررت ان تذهب اليه و تودعه قبل رحيلها غدا مساء فتركت ما بيدها و تزينت قليلا حتى تقابله بعد فترة من الغياب تعطرت و نزلت الدرج و خرجت بلهفة عبرت الشارع الى حيث منزل السيد كالفاني و توقفت عند الباب الكبير مترددة عندما رات سيارة حمراء فارهة لم ترها من قبل تركن عند المدخل اقتربت بتردد و طرقت الباب و بعد ثانيتين فتح لتخرج منه امراة مسنة ترتدي فستان رمادي فوقه مريلة بيضاء و شعرها الابيض مرفوع بطريقة مرتبة انها اول مرة منذ ثلاث اشهر ترى هذه المراة استغربت وجودها و نظرت اليها من رأسها الى اخمص قدميها ابتسمت لها كايت بتوترفتكلمت بطريقة فضة
- " هل من خدمة يا انسة ؟ "
- " اردت ان اقابل اليكس اذا سمحتي "
فتحت الباب اكثر ثم قالت
- " تفضلي "
دخلت كايت الى المنزل الكبير الفخم و الفاره من الداخل رات ممر واسع به تماثيل و صور كبيرة نعلقة لرجال و نساء من القرن السابق يرتدن ثياب و مجوهرات تبدو باهضة التفتت لتجد ثلاثة ابواب كبيرة بكل جنب دخلت احدهما المرآة المسنة لتخرج منه بعد دقيقة
- " من هنا يا انسة "
اشارت لها على الباب الذي خرجت منه فدخلت كايت و هي تشعر بالخوف من شيء ما وقفت بمكانها عندما راته جالسا بقميص بذلة ابيض دون ربطة عنق و بنطال بذلة رمادية و شعره الناعم قد سحب للخلف بطريقة تجعله يبدو سيدا مهذبا شكله رجل مختلف رجل ارستقراطي من الطبقة العليا وقف متعجبا عندما رآها دارت عينيها بالغرفة الكبيرة التي كانت عبارة عن مكتب خشبي كبير و كنبات تجلس عليها امراة شابة بدت باواخر العشرين جميلة جدا لها شعر اسود طويل و كثيف و عينان كبيرتان و فم دقيق كانت تضع رجلها فوق الاخرى بطريقة اظهرت ساقين ناصعتين البيضاء يتزينان بحذاء اسود ذو كعب عال نظرت اليها كايت باستغراب ثم نظرت الى اليكس مرة اخرى تريد توضيح لما يحدث هنا اقترب خطوة منها
- " كايت ..."
رجعت خطوة للوراء و هي تسال اليكس
- " ما الذي يجري هنا اليكس و من هذه ؟"
ضحكت المراة فالتفتت اليها اليكس يرمقها لتتوقف فالامر لا يدعي للضحك لكن كايت احست بسخرية من هذه المرأة خاصة نظراتها المحدقة
- " اخبرها يا عزيزي من انا ؟ هيا اخبرها.."
حدق اليها بنظرة غاضبة فتكلمت كايت بعصبية
- " اليكس تكلم ما الذي يجري هنا ؟"
تكلمت المراة بتعجرف و سخرية
- " انا ساخبرك بكل شيء اذا اردت .. فيبدو عليه الخوف .."
تكلم بصوت حاد ليوقفها
- " توقفي .."
فصرخت المراة بوجهه
- " لا دعني اخبرها من انا يا اليكس دعها تعرف حقيقتك ... انا زوجته يا عزيزتي .."
فتحت كايت عينيه و حدقت بوجه اليكس الذي انزل رأسه و ضغط على اسنانه بغضب نظرت اليه كايت بالم
- " اصحيح ما تقوله ؟ "
رفع رأسه اليها و عبس ثم هز رأسها ايجابا وضعت يدها على رأسها غير مصدقة ثم انزلتها على فمها و استدارت تخرج من الباب
- " كايت انتظري.."
ركضت بسرعة و دموعها تسقط بغزارة على وجنتيها دخلت منزل جدتها و صعدت غرفتها قفلت الباب القت بنفسها على الفراش تبكي بحرقة الم غير مصدقة ما رأته و ما سمعته فقد اوجعها ذلك كثيرا ان يكذب عليها و يجعلها تقع في حبه و بعد ذلك يختفي دون ان يخبرها بشيء جاعلا اياها معلقة تفكر بأي ذنب فعلته ليتركها هكذا دون ان يتكلم معها هل اخذ مأربه منها ثم تركها تتألم بحسرة سمعت طرقا بالباب و صوته ينادي عليها بقيت بمكانه تغلق اذانها بالوسادة كي لا تسمع صوته
خرجت الجدة له توقفه عن الصراخ فاقترب منها و مسك كتفيها بهدوء
- " سيدة بريستون اريد ان اتحدث مع كايت اين هي ؟"
لم ترها جدتها تدخل المنزل فأشارت بيدها انها لا تعلم اين هي فهي ليست بالمنزل على اعتقادها
ضرب على رجله تاركا السيدة لحالها ثم ركض باتجاه البحيرة كان ينادي باسمها و رأته من خلال نافذتها يبتعد عندها نزلت الى جدتها التي ارتعبت ما ان رأت كحلها الاسود قد ساح على وجنتيها و عينيها مورتمين بفعل البكاء ضمتها و هي تهزها و تأشر بيدها أي ( ما بك ؟ )
هزتها اكثر كي تجيبها كايت فقالت بصوت بالكاد فهمت منه
- " لقد خدعني .. لا تدعيه يدخل هنا جدتي لا اريد رؤيته "
اومات جدتها و هي تمسح على رأسها تهدأها ثم صعدت معها الى حجرتها و استلقت معها فوق الفراش واضعة راسها على صدرها نامت بعد البكاء المرير..
بينما اليكس ظل يبحث عنها حتى في الميناء و بالمدينة بين المقاهي و المطاعم لم يجد لها اثرا و اظلمت السماء كما اظلم قلبه رجع ادراجه الى المنزل و هب داخل المنزل بغضب ينظر الى تلك المرأة ( زوجته ) التي وقفت تنظر اليه باستهزاء
- " لم تجد الحبيبة الضائعة اليس كذلك ؟ "
كاد ان يصفعها لكنه تمالك نفسه فابتعد عنها ليدخل المكتب وضع رأسه بيد يديه يفكر بكايت التي كذب عليها و الحق بها الاذى دون قصد منه فهو لم يشأ للامور ان تحدث هكذا اخذ يتمتم و يضرب رأسه بكفه
- " يا لك من غبي .. يا لك من غبي .."
ترك تلك الحسناء تضيع من يديه و تذهب و هي متالمة متكسرة و هو السبب لو يستطيع ان يجدها كي يشرح لها و يبرر موقفه لها لقد اخطأ لكنها سبقت الامور دون ان تتفهم ..
ذهبت زوجته تاركة المنزل عندها خرج اليكس متجها الى منزل السيدة بريستون ذو الانوار المطفاة اراد ان يطرق الباب لكنه خشي ان يوقظ السيدة العجوز فالوقت قد تعدى موعد النوم اذن لابد ان كايت بالمنزل فجدتها لا تنام اذ لم تطمان عليها اخذ حصى صغيرة و ضرب بها نافذة غرفتها لكنها لم تفتح كرر المحاولة و نفس النتيجة كررها فأحس بضوء المصباح يفتح ابتهج قليلا فوقف ينظر راى ظلها من وراء الستائر ثم اختفت و اغلقت الضوء مرة اخرى شعر بخيبة امل حادة ضربت حنجرته بغصة حاول مرة اخرى بالقاء حجر صغير على النافذة لكن باءت بالفشل فقرر ترك المكان و العودة الى المنزل .. لم ينم هذه الليلة بل كان يفكر بكايت المتألمة.. النوم سلطان كما يقولون فغالبه النعاس و غط بنوم عميق بملابسه و حذائة ..
فز من نومه ينظر الى الساعة بمعصمه التي تشير الى الحادية عشر صباحا خرج من حجرته بسرعة فتح الباب و ركضا الى منزل السيدة بريستون ضرب الباب مرة و مرتين لكن لا احد يجيب بعدها ركض اتجاه باب المطبخ و فعل المثل لكن ما من مجيب جلس على العتبة ينظر الى الفارغ امامه و الى حياته التي انقلبت رأسا على عقب وقف مجددا يدق الباب بقوة هذه المرة و يصيح
- " كايت .. كايت .. اعطني فرصة ارجوك .. كايت .. افتحي الباب ..دعينا نتحدث .. كايت "
و ظل هكذا لمدة يصيح باسمها لكن لا حياة لمن تنادي ظل جالسا بمكانه عند باب المنزل لساعتين و لا احد خرج او دخل .. الى اين ذهبتا ؟ حاول فتح الباب للمرة الاخير لكنه كان مقفل و كذلك الباب الخلفي حاول بالنوافذ كلها لكن دون فائدة تهالك على الارض و هذه المرة بكى كالطفل الصغير الذي يحتاج الى صدر امه لتضمه و تخبره بان كل شيء على ما يرام .. لم يبك بتلك الطريقة منذ ان فتره لكن القهر استطاع ان يغلبه و يجعل عيناه تزخ دموعا بغزارة ...
و في تلك الاثناء كانت كايت بالمطار تدخل حقائبها فلقد ابكرت طائرتها مودعة جدتها و ليلي و سكوت الذين اصطحباها الى هناك بكت و هي تضم جدتها و تقبلها كانها لن تراها الى الابد و همست بأذنها
- " اراك جدتي قريبا .. ساتصل بك "
ضمت ليلي ة دموعها تغالبها
- " سأشتاق لك يا عزيزتي .. اعتني بنفسك و لا تتضايقي يا كايت فالامور يجب ان تأخذ مجراها "
- " سأحاول ان انسى يا ليلي قدر الامكان ... احبك .. اعتني بجدتي "
- " سأفعل .."
دخلت كايت بين الحواجز الى نقطة الجوازات فاستدار سكوت و ليلي يخرجون و اخذا جدتهما معهما الى بولدر لتقضي فترة ثم تعود مرة اخرى متى ما انهت ليلي دراستها لتعود معها الى اوتاوا ...
فتحت النافذة لتلقي نظرة اخيرة على كنساس (اوتاوا) و المكان الذي قضت فيه اجمل مراحل حياتها و في كل مرة تترك ذكرى لشيء و ترحل و هذا هو الواقع الذي تعيشه لكن هذه المرة الوداع اصعب من ما تصورت ليتها بقيت في حجرتها توضب حقيبتها بدل من ان تدخل لتجده شخصا اخر شخص لم تألفه من قبل لماذا خدعها ؟ اكل الرجال هكذا ما ان يصلون الى الهدف ؟!بل ليتها لم تلتقيه او تقابله لتقع بحبه ثم تذهب مجروحة لم يجب على كل شيء سعيد ان ينتهي بنهاية مأساوية و الان ماذا ؟ ستمضي و جرحها الى موطنها و لن تعود ..
- " الوداع .. اوتاوا.. الوداع اليكس"
اسندت رأسها و اغمضت عينيها لترى صورته تتحرك برأسها مرة يضحك و مرة يبتسم و مرة يقبلها و مرة تراه بلباس رسمي مع امراة غيرها ..
|