كاتب الموضوع :
kokowa
المنتدى :
روايات منوعة
وضعت يدها على رأسهها تتحس ألمها المفاجئ هذا الصباح فتحت عينيها و رأت ان المكان يدور حولها و اصوات مزعجة تتدفق من كل مكان و بالكاد رفعت رأسها عن الوسادة و اخذت الروب لتتستر به رتبت خصلات شعرها بأناملها , فتحت النافذة ووقفت على الشرفة تنظر ناحية ذلك الصوت الغير طبيعي مصدر الضوضاء و التلوث و رأته غير مصدقة ما يقوم به شعرت بامتعاض فصاحت بصوت عال كي يسمعها لكن دون فائدة كان مندمج فيما يقوم و تلك الالة التي امامه تصدر اصوات خيالية تصدع الرأس و تمنعه عن سماع أي شيء اخر التفت يمينا و يسارا تبحث عن شيء تلقيه كي ينتبه الى وجودها فلم تجد غير حصى صغيرة في أصيص الورود فأخذتها و القتها حيث يقف و سقطت على الارض امامه عبس " من اين اتت تلك الحصيات؟" استدار بهدوء و ابتسم عندما وجدها واقفة بلباس النوم تتستر بروب ابيض يظهر اكثر مما يجب ان يخفي اوقف الالة التي امامه فشعرت بارتياح في اذنينها و قد خف الم رأسها لكنها لم تنسى ما ارادت منه عندما وقف بتلك الوقفة ينظر اليها و كأنه لم يرى امرأة في حياته ارتفع صوته بسخرية
- " ا هكذا تنادين العاملين معك في اكسفورد يا انسة ؟ "
عضت على شفتيها لتكبح ضحكة كادت ان تفجر فعلا فما قامت به ليس حضاريا و خاصة مع رجل بالكاد تعرفه, لكنها تذكرت بأنها هي من يجب ان يسأل السؤال لا هو ..عبست مرة اخرى و قالت بعصبية
- " ماذا تفعل هنا ؟ "
استغرب سؤالها و ظل ينظر اليها دون ان يجيب لكنه تكلم بسخرية مرة اخرى
- " لابد بان الاصابة قد محت ذاكرتك ؟"
صرت على اسنانها ما به هذا الصباح عبست اكثر و تخصرت بعصبية ففتح عينيه باتساع مستغرب تصرفاتها انها ليست على عادتها لكنها مع ذلك تبدو جذابة اكثر من قبل فبادل غضبها بابتسامة ملتوية
- " لقد اتفقنا ان تقوم بتعليمي يا اليكس لا ان تقوم بكل شيء بمفردك "
قهقه ثم استدار بظهره لها و اتجه الى الالة و قال بلهجة امره و هو يبتعد
- " اذا هيا انزلي "
فتحت عينيه و زاد غضبها تصرفه ؟ يامرها ؟ فهي من تامر العاملين .. صوت الالة منعها من التفكير باي شيء الا بالالم الذي ينبض برأسها غيرت ملابسها بسرعة لترتدي بنطال قصير جدا يظهر رشاقة ساقيها و فخذيها و قميص ابيض ربطت طرفه الامامي الى الاعلى فظهر بطنها مشدود و تزين بسرتها و رفعت شعرها الاحمر كما تفعل دائما كي لا يعيقها عن العمل فكت الرباط عن يدها اليمنى و عن رأسها و ركبتيها اقتربت من المرآة تتحسس الجرح البشع الذي اخذ اثره اعلى جبهتها اخفته بضماد صغير و نزلت الدرج بهدوء متجاهلة الالم الذي يصدر من رجلها خرجت دون ان تمر لتسلم على جدتها في المطبخ فكل ما تراه امامها هو ذلك الرجل و تصرفه الغريب هذا الصباح... اتجهت ناحيته فاوقف الجهاز و نظر اليها من رأسها الى اخمص قدميها بجرأة كادت ان تصفعه لجراته هذه لكن ابتسامته الساحرة و صوته الهاديء جعلها تهدأ
- " صباح الخير .. "
احس بأنها منزعجة من شيء فعله هو عندما تكلمت بحدة
- " بماذا ابدأ ؟ "
اقترب منها خطوتين فاضطربت و نظرت اليه عندما جاءها صوته الهاديء مرة اخرى
- " اول درس هو الاستيقاظ مبكرا... فأنا لدي اعمال اخرى اقوم بها ...."
فتحت فمها لتجيب و تدافع عن نفسها لكنه تكلم قبلها ليكمل جملته
- " ثانيا .. الاكل .. تحتاجين الى طاقة خاصة و انك مبتدئة .. ثالثا و اخيرا انا لم اقوم بكل شيء لانني وعدتك باني ساعلمك و لقد بدات للتو و انت ستكملين ما بدأته انا.. فلا داعي لذلك الوجه العابس منذ الصباح الباكر "
اشار الى وجهها و هو يبتسم شعرت بان الدم كله ارتفع الى وجهها و اذنيها لقد احرجها باسلوبه المقنع احتارت نظرتها اين تستقر افي ابتسامته ام في غمازته ام في الظل الذي حجب عينيه بسبب تلك القبعة اللعينة التي منعتها من رؤية لون عينيه .. انزلت رأسها و ناولها الألة التي بيده شارحا لها كيفية استعمالها استمعت الى ارشادته و عندما همت لتشغيلها اوقفها نظرت اليه
- " ماذا الان ؟"
قالتها له بامتعاض فلقد اخذت ارشادته و كل شيء تحتاجه فماذا يريد , نظرت اليه بتحدي لكن كل ما فعله هو ان وقف و خلع قبعة رعاة البقر التي على رأسه واضعا اياها على رأسها لتظلل على عينيها بدت خلابة بتلك القبعة التي اخفت الكثير من ملامح وجهها لكن تلك النقطة السوداء لا يمكن اخفاءها فظلت مشعة على خدها وقف ينظر الى الوجه الجميل و بالاخص تلك النقطة بتمعن.. بينما هي تسمرت في مكانها عندما رات عينان واسعتان زرقهما كلون السماء الصافية تحددهما اهداب ساحرة و حاجبان كثان زادا من رجولته و شعر بني كثيف نزلت خصلتين منه على جبهته العريضة البارزة لتسطع منها اشعة الشمس الذهبية و تتألق لون بشرته الحنطاوية .. ابتسم لها فتجمعت خطوط عند طرف عينيه زادته نضج و رجوله اهتز قلبها عندما قطع عليها سرحانها بصوته الهاديء
- " سأراقبك من هناك .. ان احتجت شيئا "
اومات برأسها و أشاحت عنه بسرعة فهي لا تريده ان يرى توترها او ما يحدث بها عندما تكون بحضرته .. اشغلت الالة و بدات العمل كانت افكارها متعلقة به ناسية الارض التي تقوم بحرثها عاد لها منظر عينيه و ابسامته و تجمع الخطوط حولهما ..
كان واقفا عند شجرة يرقبها و هي تعمل دون اكتراث باصابتها و تبدو مستمتعة بما تقوم به الا عندما بدا حركتها تتباطأ و ذلك ما اقلقه القى بسيجارته و اتجه نحوها بخطوات سريعة وقف خلفها و مد يده يوقف عمل الالة التفتت عليه و قد عقدت حاجبيها
- " لم فعلت ذلك ؟ "
نظر اليها بقلق لكنه اجابها بصوت آمر
- " يكفي هذا لليوم "
امتعضت من اسلوبه هذا فمن هو الذي يامرها .. نعم انه من سيعلمها لكنه يبقى رجل غريب عنها او كما احست بضعفها امامه ارادت ان تثبت لنفسها عكس ذلك بانها تستطيع مقاومته كما تقاوك كل رجل تصادفه فأجابته باسلوب متحدي
- " لا .. لم ابدا بشيء بعد .. دعني ... اك .. م..ل"
و ما ان انهت جملتها حتى كادت تسقط ارضا لولا وجوده بالقرب منها فيمد يده بسرعة يلتقطها حملها بين ذراعيه و مشى بها الى الشرفة انزلها على الارض بهدوء و احضر وسادة وضعها تحت رجليها دخل المطبخ بقوة جعلت الجدة تقفز فزعا
- " اسف سيدتي .. احتاج الى كوب ماء بارد .. و ليمونادة مع سكر .."
استغرب الجدة من القلق الذي ارتسم على ملامحه فألقت نظرة على الشرفة لتجد ( كايت ) ملقاة على الارض
- " لا تقلقي .. انها مجهدة قليلا .. ستكون بخير "
اخذ منشفة مبللة وضعها على رأسها و اخذ يمررها على رأسها بهدوء اقتربت جدتها منها و بيدها كوب اليمونادة اخذ الكوب منها و رفع رأس كايت لترشف منه انزل رأسها مرة اخرى ففتحت عينيها لتلتقي بعينيه الجميلتين التي ابتسمت ما ان رأها تفيق تكلم بصوت رقيق
- " كيف تشعرين الان ؟"
رفعت جسدها لتجلس شعرت بألم فظيع برأسها فقطبت جبينها و مدت يدها الى رأسها توقف الالم
- " رأسك ؟"
اومأت واضعة يدها تتحس الالم قام من مكانه ليغيب لدقيقتين فيحضر و معه قرصين دواء و كوب ماء
- " خذي هذه و ستشعرين بتحسن ... ارتاحي و لا تجهدي نفسك "
قامت من الارض بمساعدة جدتها و صعدت الى حجرتها ساعدتها جدتها لتغير ثيابها و جلست معها على السرير وضعت كايت راسها على صدرها فهنا تشعر بالامان الذي شعرت به و هي طفله هنا اخذت الحنان هنا يركن الحب على هذا الصدر الرحب ...
استيقظت بعد ساعات من السبات العميق كانت السماء مظلمة بالخارج الا من ضوء القمر شعرت بحركة في المنزل نزلت الدرج بخطوات صعيرة فرجلها مازالت تؤلمها كانت تسمع صوت رجل و عرفت من هو عندما فتحت باب المطبخ لتجده جالسا مع جدتها رفع رأسه ينظر اليها بعين فاحصة لم يكن يرتدي تلك القبعة و بانت ملامحه اكثر انه فعلا وسيم و يصلح لان يكون نجما تلفزيوني وقف عندما اقتربت لتجلس
- " كيف حالك الان ؟"
- " انا بخير الان لم يعد رأسي يؤلمني .. شكرا لك "
- " اهلا بك في كل وقت "
فتح الباب ليخرج القا نظرة عليها قبل ان يخرج كانت تحمل العديد من المعاني التي لم تستطع تفسير أي شيء منها تسمرت عينها بالفارغ الذي تركه و هو يخرج ثم التفتت على جدتها
- " منذ متى و هو هنا جدتي ؟ "
حركت شفتيها قائلا انه كان هنا قبل ساعة و اتى ليطمئن على كل شيء و اشارت على قلبها (أي ان له قلب كبير )...
في الصباح التالي استيقظت بنشاط نزلت الدرج بسسرعة اكبر من قبل لكن الالم لا يزال موجود بدرجة اخف و تستطيع تجاهلها .. دخلت المطبخ و لثمت خد جدتها بحرارة
- " صباح الخير "
ابتسمت جدتها ووضعت امامها كوب قهوة و شطيرة التهمت منها جزء صغير و انهت قهوتها بسرعة و خرجت لتصطدم بجسد عريض احاطها بذراعه التصقت به و رفعت نظرها لتلقفها عينيه و ابتسامه على شفتيه .. بين احضانه لدقيقتين حتى استوعبت و ابتعدت عنه لتخرج الى الشرفة و تنزل الى الحديقة نظر اليها مرحبا بما تقوم به فاقترب ليقف بالقرب منها و يرفع كيس ابيض كان يحمله بيده
- " كيف حال رأسك اليوم ؟"
- " باحسن حال .. قلت لك استطيع تجاهل الالم "
- " ليس من المفروض ان تجهدي نفسك يا كايت ... لقد اخبرتك بان العمل سيكون شاق جدا خاصة و انك مصابة "
- " صدقني استطيع ان اقوم بكل شيء فانا لا اشكو الا من جروح بسيطة "
- " هذا ليس صحيح .. قد يكون ارتجاج خفيف .. لا داعي لعنادك "
- " الراحة لن تنفعني فأنا اعرف نفسي "
- "هل انت عنيدة هكذا دائما ؟! "
لم تجبه بل اكتفت بابتسامة شيطانية و اقتربت لتأخذ منه الكيس الابيض الذي يمده ناحيتها بإذعان لاصرارها
- " هذه البذور .. ستغرسينها .. و تعتني بها .. أ يناسبك ذلك ؟"
- " بالطبع "
ابتسمت له و هي تجيب و قبل ان يبدأ بعمل اليوم اقترب منها ليلبسها قبعته رفعت رأسها شاكرة له لطفه بدآ العمل معا كانت سريعة التعلم تحب ما تقوم به بينما هو كان استاذ صبور جدا و جيد بالفعل و القول ..
- " حسنا لقد انتهيا لليوم .. استأذنك فلدي اعمال اخرى اقوم بها .. كما يتوجب عليك اخذ قسط من الراحة بعد ذلك اليوم الطويل "
اوقفه صوتها و هي تنادي عليه
- " انتظر .."
التفتت ناحيتها و نظر اليها باستغراب فلقد انهى كل ما عليه فماذا تريد الان اقتربت منه وهي تمد قبعته له
- " اشكرك اليكس "
دفع يدها التي تمسك القبعة بهدوء
- " انها لك .. ستحتاجينها اكثر مني .. "
ثم دار ليهم بالذهاب لكنها اوقفته بلمسة منها هذه المرة
- " ما رأيك بحساء اليقطين .. "
اراد ان يشكرها و يذهب لكنها سبقته بالكلام
- " اليكس .. اريدك معنا اليوم .. اعتبره رد للجميل فانت قمت بالكثير من اجلي فدعني اقوم بشكرك على طريقتي "
عض شفته السفلى و تنهد بهدوء كعادته و اومأ برأسه فهو لا يستطيع ان يرفض طلبا من تلك العينين الجميلتين , تبعها الى حيث جدتها تقف في المطبخ , وضعت الثلاثة اطباق و ناولتهما ملعقتين و جلست معهما على الطاولة , استطاعت ان تشعر بتوتر الجو بينهما و نظرات الاعجاب التي كانت تتطاير امامها لكن سرعان ما توقف كل شيء ما ان هم الكس بالنهوض ليضع طبقه بالمجلى و يتجه ناحية باب الخروج نظر الى السيدة برستون
- " حساء لذيذ .. شكرا لكما "
القى نظرة اخيرة عليها و خرج , رات جدتها عبوسها و هي تراه يغادر فربتت على كفها بهدوء
تقلبت كايت تلك الليلة لم تستطع النوم فهناك ما يشغل بالها كل يوم و بالاخص هذه الليلة فتلك النظرة عذبتها اتشعر بشيء ناحية ذلك الشاب ؟؟!! هذا ما تخشاه ..
استيقظت متاخرة هذا الصباح و بعد ان ارتدت فستانها الاخضر و اسدلت شعرها الاحمر اتجهت الى الشرفة حيث تجلس جدتها و سيدتان اوقفا حديثهما ما ان القت كايت التحية عليهما
- " صباح الخير عزيزتي لابد انك كايت ابنه مليسا .. لقد حدثتنا جدتك عنك "
ابتسمت كايت و جلست معهن تتجاذب اطراف الحديث لكن بالها مشغول بذلك البستاني الذي يقف عند منزل السيد كالفاني غير آبه بوجدها في الشرفة شعرت بوخزة برأسها فقامت من مكانها
- " الى اين يا عزيزتي ؟"
وجهت السيد سلندر لها الحديث عندما راتها تقف
- " قهوة.. اتريدان قهوة ؟"
- " لا نمانع ابدا "
تعذرت كايت بالقهوة لم مجرد ان تترك تلك الثرثة التي اوجعت رأسها و كما انها لا تشعر بانها على ما يرام فتحت الموقد و وضعت القهوة لتسخنها شيئا ما لفت انتباها و صرف ذهنها عن القهوة التي على الموقد ليذهب في تلك الليلة التي اصيبت بها و بالسيد كالفاني الذي لم تقابله ابدا اغمضت عينيها لتتذكر ما حدث تلك الليلة لكنها لم تتذكر الا قبضة يد قوية و رائحة دخان انها رائحة قوية تشعر بها الان و كانها تعيش اللحظة نفسها مرة اخرى بتلك الرائحة و فجاة يد قوية كاللتي احست بها تدفعها على الارض فتحت عينيها و اذا بالكس يسكب كوب ماء على فستانها الذي اشتعل نارا و رات القهوة و قد فارت على الارض و دخان يتصاعد بالغرفة و رات جدتها و السيدتان مرعوبين دارت عينيها بالمكان لا تعرف ماذا حدث بالضبط كان الكس يلهث نزل على الارض و اقترب منها لتضرب انفاسه اللاهثة عنقها و كانها احست بذلك الشيء من قبل
- " كايت ...كايت .. "
كانت مصدومة لم تتغير تعابير وجهها الجامدة لا يعرف ماذا يفعل فجذبها اليه و ضمها الى صدره انها اول مرة تذوب بأحضان شخص كالشمعة و الان عرفت ماذا جرى لها و من حملها الى غرفتها تلك الليلة بادلته العناق و هي ترتجف فلولا وجوده لاحترقت و احرقت المطبخ بأكمله .. لكنه من اين اتى ؟ و كيف وصل الى هنا بهذه السرعة ليتلاحق على الموقف ؟
هدأت فابتعد عنها ليساعدها عن النهوض وضعت يدها على فمها عندما رات جدتها المرعوبة تنظر اليها بقلق فركضت ناحيتها و حضنتها و بكت لا تعرف لم بكت لكنها متأكدة بانها تحتاج لان تبكي
- " اسفة جدتي .. اعذريني .. لا اعرف ماذا اصابني .. انا لست كايت التي اعتدت ان اكون .. ارجوك سامحيني "
ضمتها جدتها بقوة و قبلتها بحرارة كان الكس واقفا يرقب ما يحدث ينظر الى كايت التي كانت تبكي كطفلة في الخامسة في حجر جدتها لا يعرف لم جذبه هذا المنظر و جعل قلبه معلقا بهذه المرأة التي في وقت هي قوية كالصخر و في وقت اخر هي ضعيفة كطفلة بريئة شعر بالفضول لمعرفة هذه الانسانة التي تحيره بكل شيء تقوم به فلم يستطيع ان يقف هكذا يرقب ما يحدث دون ان يفعل شيء فترك المكان و خرج حتى تهدا الامور ..
كان يمشي في وقت متأخر من الليل بين المنازل يفكر بما حدث اليوم او لم حدث ما حدث ؟ قاد به تفكير الى البحيرة نظر الى شخص يجلس عند حافة البحيرة من بعيد .. من يكون يا ترى ؟! فهو اعتاد على القدوم الى البحيرة في هذا الوقت المتاخر من الليل و لم يصادف شخص قط بحياته يجلس عند الضفة اقترب قليلا و دقق النظر رأى امراة جالسة و رأسها منخفض عن جسدها قليلا اقترب اكثر و عرفها من شعرها احست بوجوده فرفعت رأسها و نظرت اليه غير مندهشة جلس بالقرب منها دون ان يبعد عيناه عنها همس و كان احدا سيسمعه
- " لم انت هنا ؟ "
همست مثله وهي تنظر الى سطح الماء المتلألأ بفعل انعكاس النجوم
- " استمتع بالمنظر الخلاب .. انظر "
و اشارت على الماء فاختلس نظرة على الماء ثم ارجع بصره على وجهها و بتلك النقطة التي تزيد بشرتها صفاء و جمال
- " اهناك ما يضايقك كايت ؟ انت لست على ما يرام .. ام انك هكذا على الدوام ؟"
لم تعلق على سؤاله فأعاد صيغة السؤال
- " هل رأسك يؤلمك ؟ "
- " لا .."
- " اذن اخبريني ما الذي يزعجك .. هل ما حدث صباح اليوم ؟"
سكتت لبرهة ثم بادلته النظرات كان يبحث في عينيها عن اجابة لتساؤلاته فأردفت
- " لا اعلم ماذا اصابني .. انا لست انا .. منذ قدومي الى هنا تخبطت حياتي .. اتصدق باني مدمنة على عملي و مع هذا لم افتح الاوراق التي احضرتها معي .. اشعر بالضياع و كاني شخص اخر في هذا البلد ..."
لم يجب بل اكتفى بالنظر الى عينيها الحزينيتين حبست دمعة ارادت ان تنزل فأرادت ان تغير الموضوع الى شيء اخر فابتسمت بحسرة
- " اتعلم كنت آتي الى هنا طوال الصيف و كانت هذه الارجوحة مكاني المفضل كنت اجلس عليها و تقوم والدتي بدفعي .. جدي صنعها ...و الان هي مكسورة و لا استطيع الجلوس عليها ...اه كم اشتاق الى تلك الايام .."
اغروقت عيناها بالدموع انزلت رأسها فما فعلته غبي ارادت تغير موضوع حساس لتفتحه بموضوع آخر ؟! همس بهدوء يشد من عزيمتها
- " قد تعود هذه الايام في مخيلتنا يا كايت .. فأنا ايضا افتقد اشخاص عزيزين قد فارقوا الحياة "
لم تنطق بكلمة بل اكتفت بالنظر الى تلك الارجوحة التي كسرت قلبها هز يدها بلمسة منه
- " لم انت هنا يا كايت ؟ "
نظرت اليها باستغراب هل من المعقول بأنه لا يعرف سبب وجودها هنا
- " لاعتني بجدتي .. "
- " اعرف ذلك .. لكن لم انت ؟"
- " لان ليلي لا تستطيع الاعتناء بها فلديها دراسات عليا تقوم بها .. "
- " اليس لجدتك ابناء ؟ "
- " لا فلقد انضم جدي أندي اليهما "
- " اتعنين والدتك و والدة ليلي ؟"
- " نعم .. لقد توفيت والدة ليلي قبل سنتين لكن والداي توفيا منذ ازل طويل لم اعد اذكر و كانت جدتي و جدي اندي هما من قاما بالوصاية علي حتى اصبحت قادرة على الاعتماد على نفسي .."
- " و كيف توفيا والديك ؟"
- " توفيا اثر حادث بالطريق .. كنت صغيرة وقتها .. لكني مازلت اتذكرهما جيدا بالاخص والدتي .."
تجمعت الدموع في عينيها و اختلطت عليها افكارها فمجرد ان تتذكرهما يعتصر قلبها الما ارتجفت
بينما هو جلس في مكانه لا يعرف ماذا يفعل فهو السبب ..شيء جال برأسه بان يجرها الى صدره و يضمها اليه حتى تنزل دموعها فترتاح و بالفعل دنى اكثر منها بهدوء فرفعت رأسها تنظر الى المسافة الصغيرة التي تفصل بين جسده و جسدها فأخذ برأسها و وضعه على صدره شعرت بأن جسدها متصلب و ما ان مسح على راسها و خلل اصابعه بين شعرها حتى تراخت و تركت لدموعها ان تنزل فنزلت بصمت .. بقيت على صدره لفترة ليست بوجيزة عندها ايقنت بأنها تمادت خاصة و انها لا تعرف هذا الغريب فابتعدت عنه ووقفت رفع رأسه ليرى هذه اللحظة المفاجأة تكلم بدهشة
- " الى أين انت ذاهبة ؟ "
مشت الى حيث الطريق المؤدي الى المنزل مجيبة دون ان تلتفت
- " سأعود ... لقد تأخر الوقت .."
قام من مكانه بسرعة و تبعها بخطوات كبيرة حتى يصل اليها فأوقفها من ذراعها بخفة
- " اتعرفين طريق العودة ؟ "
نظرت اليه بعنين رطبتين جمليتين تفرقت رموشها الطويلة مما جعله يمعن النظر فيها و اجابت بابتسامة واثقة تخفي بها ضعفها امامه
- " نعم .."
و استدارت تخطو عائدة لكنه تبعها
- " لكنك ظلت الطريق بالمرة السابقة و ..."
قاطعته بصوت هاديء به قليل من الحدة دون ان تلتفت اليه
- " اعرف ذلك "
ظل خلفها يتبعها حتى خرجت الى الشارع العام من بين الاشجار متجهة الى منزل جدتها احست بانه مازال يتبعها حتى الى منزل جدتها فمشت دون ان تعره اهتمام حتى توقفت عند باب المنزل و التفتت اليه
- " تستطيع ان تتوقف الان .."
انزل رأسه و ابتسم ابتسامة ملتويه اظهرت احدى غمازته كان يقف عند درج الشرفة ينظر اليه بلل شفتيه قبل ان يتكلم
- " كنت اريد ان اطمان لوصولك بخير الى المنزل .. سأذهب الان "
- " انا بخير شكرا لك .."
رفع يده دون ان ينظر اليها و هو يستدير عائدا الى منزل السيد كالفاني
- " على الرحب و السعة "
استندت على الباب ما ان اغلقته لتتنهد شيء ما جعلها تلتفت و تنظر من خلال النافذة حيث رأته يدخل المنزل و يطفيء الانوار شعرت بشيء يرقص بقلبها مشت على اطراف اصابعها و هي ترقص على ترنيمات يصدرها رأسها صعدت الدرج و هي تدور و ترقص حتى دخلت حجرتها و اطلإأت الانوار لتأخذ قسط سلام و راحة بال ...
كل ما حلمت به هو اوراق و مصطلحات مشوشة برسومات هندسية مثلثات و مكعبات رسم تخطيطي و وجه السيد كوبر غير سعيد ثم احست بضمة الكس ليلة امس الدافئة التي جعلتها ترقص لاشعوريا ثم قبلة من جدتها و صنارة جدها يلقيها في البحيرة و والدتها تدفعا بالارجوحة فتنكسر ثم تعود الوجوه جميعها و تغدو الاشكار الهندسية اكثر وضوح لتقترب منها فتركض هي باتجاه جدتها و عندما تضمها لتجد السواد محلها بعدها تركض في الظلام فتتعثر و تسقط ثم دخان و يدفعها الكس ثم ورد و بوق سيارة يقوى يقوى اكثر فأكثر فأكثر يصم اذانها حتى وضعت يدها على رأسها و سقطت على الارض ... طااااخ
فتحت عينيها و هي على الارض و الغطاء فوقها مسحت وجهها و تمتمت
- " يا الهي .. حلم مزعج .. لم هذا التشويش "
قامت من الارض متجهة الى الحمام تنعش نفسها بحمام بارد بعدها ارتدت فستان ابيض فاليوم لديها مخططات تقوم بها و اللون الابيض يناسب نفسيتها و هذا اليوم الذي ستبداه بابتسامة و تنسى كل ما حدث بالامس و قبل عمدت الامر ستنسى ..
رات جدتها بالمطبخ كالعادة تقرا ورقة فابتسمت و تركتها ما ان دخلت كايت و القت التحية و قبلة على رأسها
- " تبدين جميلة اليوم جدتي .. ما رأيك بنزهة في المدينة ؟! "
ابتسمت سيدة بريستون و أشارت بيدها ناحية الباب الخارجي ما ان التفتت كايت حتى رأت السيدتان تدخلان بضجة حاملتين سلال مصنوعة من قش وضعوهم فوق الطاولة
- " مرحبا عزيزيتي كايت .. تبدين بخير هذا الصباح "
ابتسمت كايت فيبدو ان جدتها ستلهي نفسها مع السيدتان بالحياكة و هو شيء لا تجيده كايت بل لا تهتم به ابدا اذن ستقضي وقتا لوحدها بالمدينة اليوم و هو شيء لا تمانعه ابدا
- " اهلا سيدة سلندر كيف حالك ؟ "
- " بخير عزيزتي .. ما رأيك ان تقومي بحياكة غطاء لنفسك "
قهقت كايت و ربت على كتف سيدة سلندر
- " اشكرك لكني لا اجيد الحياكة كما ان لدي اشياء يجب الاعتناء بها لذا ساودعكن الى اللقاء .. جدتي اراك لاحقا و اذا تاخرت لا تنتظريني على الغداء "
خرجت كايت الى المرآب حاولت ان تدور محرك السيارة لكنه لم يتحرك او يصدر أي صوت حاولت مرة اخرى فصدر منه صوتا مزعجا اطفأته ثم حاولت فتحه مرة اخرى و لكن هذه المرة صدر منه صوتا اعلى ثم دخان شعرت بالفزع فاطفاته و خرجت بسرعة من السيارة
- " ماذا يجري ؟"
التفتت و بوجهها علامات الرعب كانت واضعة يدها على فمها ارتاحت عندما راته يقترب منها
- " لا اعلم .. السيارة انها ..."
قهقه الكس و هو يجيبها
- " بالطبع انها لم تعمل منذ سنوات "
استغربت من جوابه
- " ماذا تعني .. اذن ماذا كان جدي يستخدم للتنقل ؟ و اتذكر بأن ليلي اصطحبتي الى هنا بسيارة "
قدم لها ابتسامة كبيره و وجه حسن و خدمة اكبر عندما اجابها
- " الى اين تودين الذهاب يا كايت ؟ استطيع ان آخذك الى حيث تريدين ؟ "
شكرته على عرضه بامتنان
- " شكرا لعرضك لكني ساذهب برجلي الى المدينة "
هذه المرة ضحك بصوت عال انوعجت منه و بدأت تبتعد لتذهب برجلها الى المدينة تبعها و هو يضحك اوقفها بهدوء من ذراعها كما فعل امس اقشعر بدنها من لمسته فتوقفت
- " يبدو انك جننتي فالمسافة الى المدينة بالسيارة تاخذ ثلاثون دقيقة اما برجلك قد تأخذ ساعات ..قلت لك سأصحبك الى حيث تريدين و لا تقلقي لن تكون خدمة اخرى اقدمها لك لاني اريد ان اذهب فعلا الى المدينة لشراء بعض الحاجيات .. ماذا قلت ؟"
يبدو انه عرض مغري فمن الغباء رفضه كما انها ستسمتع بصحبه كيف و ان كانت الصحبه هو الكس الرجل الذي يبدو انه سيطر على عقلها و عواطفها برجولته و رقته و اسلوبه في الاقناع
- " حسنا اذا لنذهب "
ابتسم فهي تبدو كمن ارغمت على القبول
- " انتظريني هنا ريثما احضر السيارة "
اومأت و ركض هو مبتعدا عنها ان له جاذبية غير طبيعية , ما هي الا دقائق و الكس سقود السيارة المرسيدس نازلا الى المدينة .. لم تنطق بأي كلمة منذ خمسة دقائق بل كانت عيناها مسمرتان امامها على الطريق و بين فترة و اخرى تلقي بنظر خاطفة على يده التي تسيطر على المقود كانت تشعر به بين فتره و اخرى يلقي بنظره عليها و يبتسم , لكن هذه المرة اصطدمت نظراتهما فانفجر ضاحكا
- " اذا كايت تنظر الي بنظرات خاطفة "
شعرت بالحرارة بجسدها و العرق يتصبب من ظهرها ضحكت و اجابته
- " و السيد اليكس يوجه الي ابتسامات غريبة "
ضحك لتعلقها البريء ثم التفتت اليها و هو يبتسم
- " حسنا كايت سأبدأ بالحديث انا .. ماذا تعملين في اكسفورد ؟! "
شعرت بارتياح لتغير الموضوع بتغير الجو المتوتر بينهما فأجابته بفخر
- " اعمل مستشارة ونائبة المدير العام في شركة للهندسة المعمارية "
رات نظرة الاهتمام و التعجب بعينيه
- " رائع اذن انت مهندسة معمارية .. لم اتخيل ذلك "
ابتسمت و سالته بمكر
- " ماذ كنت تتخيل ؟ "
اصطنع التفكير فضاقت عينيه و ارتفع حاجبه بينما نزل الاخر و كأنه يفكر بعمق ثم ابتسم
- " لا اعلم لم شعرت بأنك كاتبة , صحفية , ناقدة اعلامية "
ضحكت بصوت مكتوم و هي تردد كلمته الاخيرة ( ناقدة اعلامية ) ضحك معها و هو يدافع عن نفسه
- " نعم .. لكنني لم اتخيلك تعملين برسومات و مخططات و تنشغلين بمجسمات لمشاريع كبيرة لا اعلم فأنت رقيقة اكثر من اللازم لتقومي بذلك العمل.. كما اعتقد بان الهندسة شيء يبرع فيه الرجال اكثر من النساء الحسناوات "
تنهدت و اجابت بفخر
- " استطيع ان اقوم بأشياء لا يقوى بعض الرجال على القيام بها صدقني "
اومأ برأسه زاما شفتيه لتظهر غمازته بشكل لم تستطع ابعاد نظرها عنها انتبه لها و هي تنظر الى غمازته فغمز لها ارتبكت فأبعدت عينيها لتنظر الى الطريق امامها فتح فمه و القى كلمته
- " اوافقك الرأي .."
كان قد تكلم بعد فترة سكون وجيزة و ابتعدا عن محور حديثهما فشعرت بتشتت بالحديث فسالته
- " ماذا تعني ؟!"
تكلم بثقة
- " اعني عندما تبرز غمازتي لا تستطيع النساء ابعاد نظرهن عنها "
ثم انفجر ضاحكا و شعرت هي بالخجل لكنها ضحكت معه تسايره بإخفاء خجلها .. فجأة توقفا عن الضحك لانه كان ينظر اليها بطريقة مختلفة هذه المرة استعاد ملامح الرجل الجاد و اكثر هدوءا من قبل ركز على الطريق و قال
- " اوافقك الرأي بانك تستطعين القيام بكل شيء "
ثم نظر اليها مرة اخرى و ابتسم بهدوء و اعاد عينيه الى الطريق امامه لكنها لم تبعد عينيها عن وجهه ذو الملامح الحادة فمن هذا الرجل الذي اعجبت به دون ان تعرف عنه شيء انه بستاني اسمر يتصرف كسيد راقي ... ركن السيارة عند احدى المحلات
- " هذه هي المدينة .. هنا المقاهي على الميناء و في الجهة الاخرى ترين الاسواق و الدكاكين الصغيرة "
شعرت باختلاف كبير بين هذه المدينة الصغيرة بمقاهيها الطيفة على الميناء الخشبي و اسواقها البسيطة و بين مدينتها اكسفورد فلا يوجد أي تشابه بينهما و كأنها اتت من عالم آخر يختلف عما هي فيه الان لكن مع ذلك الاختلاف شعرت بانها بين اهلها في مكان يرحب بها و كل من يمر بقربها يلقي التحية بابتسامة كما ان الهواء هنا مختلف فهو انظف و أنقى من شوارع اكسفورد المزدحمة و المبللة
- " مكان رائع "
رفع حاجبيه بسرعة موافقا على كلامها
- " ما رأيك ان نشرب فنجان قهوة قبل ان يذهب كل منا لشراء حاجياته "
فكرت قليلا بتردد قبل ان تجيبه فهل هو موعد اذن ام مجرد جاران يحتسيان القهوة افي هذا الجو الساحر بوجوده قربها يبتسم بين حين و آخرى؟!
- " كايت ؟! "
اوقضها صوته فاجابت بسرعة
- " لا امانع ابدا "
مشى امامها متجها ناحية المقاهي انتقى طاولة بعيدة قليلا عن الطاولات الاخرى و بنفس الوقت قريبة من الميناء الذي ترسو عليه اليخوت و القوارب المختلفة الاحجام كان المنظر كلوحة لفنان ازاح الكرسي لها قبل ان تصل يدها اليه لتجلس رمقته بنظرة امتنان ثم جذب الكرسي امامها و جلس تقدم النادل ليأخذ طلبهما نظر الكس الى كايت فأجابت النادل
- " اسبريسو لو سمحت"
- " و انا كذلك بالاضافة الى كعكة الفراولة "
ما ان ابتعد النادل حتى وضع عينيه بعينيها ارتبكت و مع ذلك لم تبعد عينيها عنه نطق بهدوء
- " اذن مهندسة تحتسي اسبريسو ؟ّ اعتقد بانه يليق بامراة قوية ذات رأي حازم "
ضحكت بهدوء و ارادت ان تغير الحديث عنها اليه
- " ماذا عنك ؟"
- " ماذا عني ؟ رجل يحب الاسبريسو .. تستطيعي ان تقولي باني ايطالي الاصل "
فتحت عينيها و اجابت بثقة
- " لقد خمنت ذلك .."
- " كيف ؟!"
- " لا اعلم .. ربما لانك اسمر و لك شعر فاتح و .. لذلك خمنت "
ضحك من قلبه لقد اصابت بطريقة تفكيرها المنطقي ..
- " كيف حال السيد كالفاني ؟! "
- " انه بخير .. كيف حالك انت بعد تلك الليلة؟ "
كان يقصد الليلة التي بكت فيها على صدره و شعرت بانها ضائعة تغيرت ملامح وجهها الى الحزن شعر بانه غبي فقد فتح باب لا يجدر به الاقتراب منه
- " اشعر بتحسن فقد بدات اعتاد على الوضع هنا .. لكني بعد تلك الاصابة احلم بكوابيس و غالبا ما يكون نومي متقطع فأقوم باليوم التالي منهكة "
هز راسه تجاوبا لكلامها فهو يعرف تماما ما تعنيه
- " ماذا عن حديقتك الجديدة؟ "
- " ستكون جميلة .. نتناوب انا و جدتي بريها "
- " و هل مازالت الاصابات تؤلمك ؟"
قبل ان تجيب اتى النادل بكوبين قهوة و كعكة مثلثة وضعها امامهما مد اليكس ملعقته الى الكعكة ثم مدها الى فم كايت نظرت الى عينيه ثم الى الملعقة القريبة من فمها و يده المدوده اقتربت بهدوء و تذوقت القطعة الصغير من كعكة الفراولة .. لم تشعر بطعمها ففكرها متشوش و قلبها ينبض بشدة فلم فعل ذلك رات يأكل قطعة بنفسه و يتلذذ بها
- " انها من اشهى ما تذوقته في حياتي .. الا توافقينني ؟!"
لم تسمع ما قاله لكنها اومات رأسها بصعوبة فهي لم منذ فترة طويلة لم تخرج برفقة شاب طويل اسمر و بشوش و له ابتسامة راحة و خطوط تتجمع حول عينين زرقاوين جلست تفكر بملامحه اهي ما سحرتها ام تصرفاته و اسلوبه و كيف انه يدير النقاش حولها بكل سهولة فتستطرد هي بالحديث عن نفسها كما لو انها تعرفه منذ سنوات و ليس منذ اسابيع
بعد ان انهى قهوته نظر الى ساعته فوضع الكوب على الطاولة
- " يجب ان اذهب فلدي اشياء يجب ان اهتم بها .. متى اراك ؟ بعد ساعة ايناسبك ؟"
هزت رأسها ايجابا فوقف و اخرج محفظته تاركا بعض الاوراق النقدية و ابتعد مشيرا لها بيدها فرفعت يدها تودعه, قامت من مكانها و مشت للجهة الاخرى حيث الدكاكين الصغيرة المتقاربة و بعد ساعة و عشرة دقائق كانت واقفة عند السيارة المرسيدس التي يقودها اليكس مع العديد من الاكياس و الكراتين رأته كان يركض اتجاهها توقف امامها يترجع انفاسه المتلاحقة قال لها و هو يلهث
- " اسف لتأخري .."
لوت شفتيها و رفعت حاجبها بمكر
- " ثلاثة عشرة دقائق .. انك لست دقيق بمواعيدك سيد اليكس "
ضحك بقوة بأنفاس متقطعة
- " و ماذا عنك يا انسة ؟ "
لقد كشفها فهي ايضا تاخرت عن الساعة بعشرة دقئق فلا تفرق الثلاثة الاخرى لكنها كسبت هذه الجولة لوصولها قبله , جلست بالقرب منه و هو يقود عائدا الى التل حيث المنازل البعيدة عن بعضها اوقف السيارة عند منزل جدتها فتحت الباب و نزلت ساعدها بانزال الاكياس من الدولاب الخلفي للسيارة و عندما رجع الى المقود استندت على النافذه
- " شكرا لك اليكس لقد استمتعت اليوم كثيرا "
ابتسم فظهرت غمازته
- " و انا كذلك .. لا تقلقي سنتردد معا الى هناك كثيرا "
ثم خلل اصابعه بشعره و ابتعدت هي عن النافذة لقد وضعت جملته الاخيرة بمذكرتها الرأسية , ركن سيارته بالمرآب خرج و استدار ناحية منزل السيدة بريستون و كانه افتقدها بتلك الثانيتين رآها تحمل الاكياس تضعهما في المرآب ان لها شخصية فريدة من نوعها فهي بالوقت نفسة رقيقة و صلبة لها ذكاء و نظرة ثاقبة و حب للتعلم و التعرف على كل شيء و هو سعيد لان يكون هو تختاره لبعض المساعدة
دخلت الى المطبخ حيت جدتها و السيدتان يجلسن على الكنبة امام التلفاز الذي يعرض برنامج (جيبوردي ) يجيبان على معضم الالغاز و الاسألة ضحكت لانهن لم ينتبهن لدخولها غرفة الجلوس
- " مرحبا .."
التفتت جدتها و اشارت لها بالجلوس قربها فاقتربت و جلست تابعت معن نهاية البرنامج فوقفت سيدة سلندر
- " هيا بريندا لنذهب .. وداعا كايت وداعا كارلا عزيزتي نراك غدا "
اصطحبتهم السيدة بريستون الى الباب ثم عادت الى حيث كايت تجلس بانهلاك على الكنبة تفكر بهدوء هزتها كي تفهمها فلقد كانت تسألها كيف كان يومها
- " لقد اصطحبني اليكس معه الى المدينة احتسينا اسبريسو باحدى المقاهي .. ان المدينة رائعة جدتي و منظر الميناء اروع ما فيها بعدها ذهب كل منا لاداء مهماته و من ثم اعادني الى هنا .. ارى انك قمت بعمل رائع بحياكة هذا الغطاء "
اقتربت جدتها و قدمت لها الغطاء و رسمت شفتيها كلمة ( لك ) ضمتها كايت بقوة
- " انه رائع جدتي احب لونه الزهري ... احبك "
تحدثت مع جدتها عن اليوم و ماذا اشترت من الشوق و ماذا تنوي ان تفعل بالفناء الامامي و المرآب و بسيارة جدها القديمة كما اخبرتها بان لديها مشاريع احضرتها معها من اكسفورد يجب ان تعمل عليها بعد ان تنهي من مخططاتها بالاول و اخبرتها بأن اليكس رجل مذهب و لم يقصر معها بشيء و يساعدها كثيرا .. سعدت الجدة لهذا الحديث فوجود كايت هنا قد احدث تغير كبير بحياتها و هي مسرورة لكنها لم تنسى ...
اخبرتها جدتها بانها تريد زيارة قبر جدها فمشت معها مسافة طويلة حتى وصلت الى المقبرة كانت تحمل معها ورود من الحديقة وضعتهم فوق القبر و ابتسمت
- " كنت تريد ان تعلمني كيف اهتم بحديقتي فقد فعلت ذلك بحديقتك التي لطالما كانت خلابة بالزهور و الورود بمختلف الوانها و ها انا احضرت لك وردتين منها .. احبك جدي "
جلست جدتها بالقرب منها تتكلم بلا صوت بل بهمسات القلب الحزين كانت عيناها تدمع الما استندت على الشاهد و قبلته من فوق بعدها وقفت لتعود مع كايت بنفس المسافة الطويلة ..
شعرت براحة تامة بعد زيارتها جدها و احست بوجوده بالقرب منها انها لم تعتقد يوم بأنه بعيد بل كانت دائما تقول بان قد ذهب برحلة او بشيء من ذلك فهذه الاشياء التي تصبرنا على فراق احبتنا.
|