المنتدى :
المنتدى الاسلامي
هنيئا لهم ثم هنيئا لهم
[COLOR="Purple"][CENTER]
كن كالصحابة في زهد وفي ورعٍ القوم هم ما لهم في الناس أشباهُ
عُبَّاد ليل إذا جنَّ الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراهُ
وأُسْدُ غابٍِ إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياهُ
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيِّدوا لنا مجداً أضعناهُ
حين انتهى المسلمون من غزوة حنين ظافرين , راح الرسول صلى الله عليه وسلم يوزع الغنائم على المسلمين
واهتم يومئذ اهتماما خاصا بالمؤلفة قلوبهم , وهم أولئك الأشراف الذين دخلوا الإ سلام من قريب , ورأى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يساعدهم على أنفسهم بهذا التألف , كما أعطى ذوي الحاجة من المقاتلين ...
وأما أولو الإسلام المكين , فقد وكلهم إلى إسلامهم , ولم يعطهم من غنائم هذه الغزوة شيئا ...
كان عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم - مجرد عطائه - شرفا يحرص عليه جميع الناس ...
وكانت غنائم الحرب قد أصبحت تشكل دخلا هاما تقوم عليه معايش المسلمين...
وهكذا تساءل الأنصار في مرارة : لماذ لم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حظهم من الفيء والغنيمة ..؟؟
ورأى زعيم الأنصار ( سعد بن عبادة ) .. وسمع قومه يتهامس بعضهم بهذا الأمر , فلم يرضه هذا الموقف , واستجاب
لطبيعته الواضحة المسفرة الصريحة , وذهب من فوره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :
( يارسول الله ..
إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم , لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ...
قسمت في قومك , وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب , ولم يك في هذا الحي من الأنصار منه شيء) ...
هكذا قال الرجل الواضح كل مافي نفسه , وكا مافي أنفس قومه ..
وأعطى الرسول صورة أمينة عن الموقف...
وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( وأين أنت من ذلك ياسعد ) ..؟؟
فأجاب سعد بنفس الصراحة قائلا : ( ما أنا إلا من قومي ) ..
هنالك قال له النبي : ( إذن فاجمع لي قومك )..
جمع سعد قومه من الأنصار ...
وجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , فتملى وجوههم الآسيه وابتسم ابتسامة متألقه بعرفان جميلهم وتقدير
صنيعهم ...
ثم قال : ( يامعشر الأنصار .. ماقالة بلغتني عنكم , وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ..؟؟
ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ..؟؟
وعالة , فأغناكم الله ..؟؟
وأعداء , فألف الله بين قلوبكم ..؟؟
قالوا : ( بلى , الله ورسوله أمن وأفضل
قال الرسول : ( ألا تجيبوني يامعشر الأنصار ..؟؟
قالوا : ( بم نجيبك يارسول الله ..؟؟
لله ولرسوله المن والفضل ...
قال الرسول : ( أما والله لو شئتم لقلتم , فلصدقتم وصُدقتم :
أتيتنا مكذبا , فصدقناك ..
ومخذولا , فنصرناك
وعائلا , فآسيناك
وطريدا , فآويناك
أوجدتم يامعشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا , ووكلتكم إلى إسلامكم ..؟؟
ألا ترضون يامعشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا أنتم برسول الله إلى رحالكم ..؟؟
فوالذي نفسي بيده , لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ..
ولو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار ..
اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ..!!
هنالك بكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم ..
فقد ملأت كلمات الرسول الحبيب العظيم أفئدتهم سلاما , وأرواحهم ثراء , وأنفسهم عافيه ..
وصاحوا جميعا
رضينا برسول الله قسما وحظا ...
|