المنتدى :
القسم الرياضي
فتيات الأردن يصعدن إلى حلبات الملاكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
فتيات الأردن يصعدن إلى حلبات الملاكمة
حين يكّن من دون قفازّات وغطاء رأس واق يظن الناظر إليهن أنهن عارضات أزياء أو مرشحات في مسابقة لملكات جمال.
على أن ليان ولبيبة ورفاقهما على درب الملاكمة النسوية يتمتعن بقدرات بدنية وقبضة قوّية تجعل الرجل العادي يعيد حساباته قبل أن يلقي عبارة غزل عابرة أو يقارع أيا من البطلات الواعدات في منازلة عامّة.
هؤلاء الفتيات، غالبيتهن على مقاعد الدراسة الإعدادية أو الثانوية، اتجهن منذ أشهر لاحتراف الملاكمة ليقفن على قدم المساواة في لعبة الرجال المفضلّة.
كانت بدايات دخول الفتاة الأردنية هذا المضمار الخطر قبل عامين، في هذا المجتمع الشرقي، بعد أن فرضت اللجنة الأولمبية الدولية الملاكمة النسائية شرطا لمشاركة الدول في ألعابها، حسبما يستذكر أيمن النادي (38 عاما) بطل الأردن 16 مرة وبطل العرب لأربع دورات.
وهكذا تستعد حوالى 20 فتاة أردنية للمنافسة على أول بطولة ملاكمة نسوية في تموز/يوليو المقبل تمهيدا لخوض أولمبياد بكين عام 2008. من بين المرشحات خمس شرطيات في صفوف الأمن العام.
في البدء كان الإقبال محدودا ثم تحول الفضول تدريجيا إلى احتراف. الهدف النهائي تطور من توظيف الملاكمة لرفع اللياقة ونحت جسم متكامل إلى شبه احتراف على طريق البطولات العالمية، حسبما يؤكد المدرب العالمي.
النادي يرى أن إدخال الملاكمة إلى حياة المرأة حسّن من قدرتها البدنية حتى خارج الحلبة؛ فغدت مهيبة الجانب في المدرسة والحياة العملية. "مرّة إحدى المتدربات تعرضت لمعاكسة شباب في الشارع، فضربت أحدهم. منذ ذاك الوقت لم يعد أحد يعترض طريقها".
ويرى المدرب أن الأوزان وحجم الجسم لا تؤثر كثيرا في معايير اختيار الملاكمة، معتبرا أن فترات الصقل والتدريب إما تنحف المرشحة أو تزيدها عضلا وكثافة وزن على درب الاحتراف.
تعددت الأسباب والوسيلة لكمات
شاهندة (30 عاما) اتجهت لاحتراف الملاكمة لتعزيز الثقة بالنفس وبناء لياقة عالية". ربّة البيت، التي دخلت الملاكمة من باب ألعاب القوى، تؤكد اكتسابها "هيبة إضافية داخل وخارج المنزل".
"أكيد الزوج له الكلمة والسلطة في النهاية، لكنني أصبحت مثل bodyguard مهيبة الجانب"، هذا ما تقوله شاهندة للبي بي سي بابتسامة خجولة.
لبيبة مشعل ذات السبعة عشر ربيعا تشعر بالثقة ذاتها. بدأت هذه الفتاة المبدعة في دراستها مشوار الاحتراف مطلع العام الحالي. وهي تقتنص الفرص من برنامج الدراسة لتكثيف التدريب قبل أسابيع من أول بطولة أردنية للجنس الناعم.
بقوّة وتركيز، تسدّد لبيبة ضربات متتالية إلى وجه المدرب ثم تناور، تنثني وتصعد مجددا لتوجيه رشقة جديدة من اللكمات. تنتعش البطلة الواعدة حين تنهال عليها صيحات التشجيع من بنات صفّها اللواتي يرافقهن إلى النادي.
لم يكن سهلا على لبيبة إقناع عائلتها باحتراف الملاكمة، في مجتمع يربط الصلابة والقوة بالذكورة.
المفارقة أن لبيبة، الابنة الوسطى في عائلة لديها ثلاث بنات، لقيت تشجيعا كبيرا من أبيها بعد أن كان مترددا في البداية. "كان يحكي لي إنها لعبة خطرة وقد تؤذي وجهي. وطلب مني أن أختار هواية أخرى. ولك حين رأى تطوري وسلاسة التدريب شجعني أكثر".
لم يسبق للبيبة أن عرضت عضلاتها أمام طلاّب صفّها أو في الشارع. "طلاب صفّي بانتبهوا كثير لمّا يحكوا معي. بشعر إنه إذا بتعارك مع واحد منهم برميه على الأرض".
كذلك الأمر بالنسبة لليان الصالحي (15 عاما). "إقناع ماما كان أصعب المراحل"، حسبما تستذكر ليان، وهي في عمر الورد، مسلحة بقفّاز.
"أبوي وأخوي، وهو بطل ألعاب قوّة كمان، شجّعوني أفوت بوكسينغ أكثر من ماما. كانت كثير خايفة وتحكيلي إنه الملاكمة ممكن تغير ملامح وجهي. بس قلقها خفّ لما أدركت أنها لن تؤثر في أنوثتي"، تقول ليان، التي غدت أكثر قوّة في المناوشات المنزلية أمام شقيقها. وتضيف بفخر: "بابا وأخوي بحكولي إني أخت الرجال".
أولاد صف ليان شجعّوها أكثر على احتراف الملاكمة، ولو أنها كانت مفاجأة بالنسبة لهم. "صاروا يشوفوا البنات من وجهة نظر ثانية غير المودلينغ (عرض الأزياء) والأشياء النسائية الأخرى".
رفيقات ليان في الصف يحتمين وراءها في الأزمات. وتعتقد الصبايا أن هذه "الملاكمة" قادرة على حمايتهن إن تعرضن لإزعاج الشباب.
بين ليان، لبيبة وغيرهن من الرائدات يتواصل مشوار الاحتراف في عالم الملاكمة بحثا عن ألقاب محلية وأولمبية. فهل تسجل نساء الأردن نقاطا أعلى من الرجل.. صاحب الفتّوة والعضلات على مر العصور؟.
منقول
|