لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-08, 10:31 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

8_ معاهدة صداقة
خلال الأسبوع التالي، سارت الأمور من سيء إلى أسوأ بالنسبة لإيبرل . فما كاد المسكين برنس يستعيد سيطرته النفسية من سوء
معاملة تانيا له، حتى أحس باضطرابات معوية استدعت أخذه إلى البيطري ليعطيه حقنة علاج.. والديدان القاطعة أفسدت كل
مازرعته من لوبياء و بازيللا خضراء .. ,واتصل مات في أمسية ليقول ان المسؤولة الأم عن الملجأ أصدقاء الأطفال استقالت
بسبب المرض وإن من اللازم إيجاد البديل فوراً .. ولأن إيبرل دهشت برضى لمحبة السيدة أغريبا للأطفال ، فكرت أن تعرض
اسمها على مات .
منتديات ليلاس
لكنها صرفت النظر عن الفكرة فوراً .. فمع قرب اتحاد ريبيكا وغرايغ ، سيتحقق المستقبل الذي كانت ترجوه السيدة أغريبا.
لكن أسوأ ما كان أن الزوجين إيفنز سيفقدان منزلهما.. وسافرت إيبرل بعد ظهر يوم الخميس إلى المدينة لتصطحب ليز من
أجل شراء ثياب صيفية لها..ومع أنها ا ستقبلت بالحفاوة المعتادة إلا أنها أحست فوراً بوجود جو من القلق في المنزل الصغير.

وبينما كان الثلاثة الكبار ينتظرون رجوع ليز من المدرسة، قص ماكس على إيبرل ماحدث:
_ لقد اشترى مقاول معظم الجوار ومالك المنزل أعطى أسرة إيفنز إنذاراً لإخلاء المنزل في مدة أقصاها ثلاثة أشهر.
وقال ماكس يائساً:
_ بعض الجيران وجد مسكناً جديداً.. لكننا لم نجد مكاناً نستطيع تحمل إيجاره ويكفينا نحن الثلاثة في مكان يقرب من المدرسة.
تمتمت فاين بحزن: أخشى أن نفقد الطفلة. صاح ماكس بها: كفي عن هذا ياامرأة! مهما ساءت الأمور لن يحصل هذا!

لاطفتهما إيبرل:
_ بالطبع لن يحصل.. سأساعد كما في البحث عن منزل مناسب ..لابد من وجود مكان ما في هذه المدينة الكبيرة .. أو ربما ستزيد
الجمعية من تعويضكما الشهري ، أو سأتمكن من مساعد تكما بنفسي.. أو .. لقد وجدتها! الملجأ بحاجة إلى مربية مقيمة! لماذا لا
تتقدمان لهذه الوظيفة؟ كلاكما ستكونان ممتازين..
قاطعهما ماكس بخشونة: لقد حاولنا ورفض الطلب , قالوا إننا عجوزان جداً.
تدخلت فاين: لم يقولوا هذا بالضبط عزيزي.
رد بحدة: وكأنهم قالوه! وفي أي صيغ وضعوا الرد، فهو "لا".

وانزوى بعبوس قاتم.. ماكس على حق دون شك، فللجمعية مواصفات توظيف محددة، ولن تستخدم من تجاوزالخامسة والستين..
من المؤسف خسارة شخصين لهما مثل خبرة هذين الزوجين الثمينة، لكن هكذا هو الأمر. قالت إيبرل بهدوء لا تشعر به أبداً:
_ حسناً الأمر مزعج، لكنه بالأمر الذي لايمكن تحسينه لو أننا عملنا معاً.. بعد أسبوع أو اثنين، سنحل المشكلة.

لكن، فيما بعد، وقد أخذت ليز تقود سيارتها نحو وسط ساكرامنتو التجاري.. لم تعد تشعر بالتفاؤل.. إيجاد الحل سيتطلب كل عبقرية
إيبرل. بعد انتهاء التسوق ، كانت الساعة تقارب الرابعة.. وانتقلت إيبرل المراهقة وليز المبتهجة من طرف مركز التسوق الجميل
المحاط بالشجر إلى الطرف الآخر في عربة مفتوحة مبهرجة الألوان، تجوب المركز لراحة المشترين.

حين استعادتا السيارة من الموقف في آخر المركز وانطلقتا نحو المنزل لرؤية الاسم على لوحة ضخمة عند طرف الموقع..
وأبطأت سير السيارة لتشير نحو الموقع لليز التي قالت متوسلة:
_ أرجوك ألانستطيع أن نتوقف؟ ربما شاهدنا غرايغ.
_ لاحبيبتي، لن يكون هنا.. لديه رجال يشرفون على العمل بدلاً منه.. لكن يمكننا أن نقف إذا شئت. قالت هذا لأنها كانت واثقة أن
مالك امبرطورية بناء عالمية لن يكون في الموقع بنفسه.

وجدت مكاناً توقف السيارة فيه، وخرجت مع ليز لتقفا خارج السياج الحديدي الذي يحمي المارة والمشاة من الخطر وقوع شيء.
أشارت إيبرل إلى الفتاة المهتمة:
_ أترين، كل العمال يرتدون ما يسمى قبعات الحماية لوقاية رؤوسهم من أي شيء قد يقع.
وقفت ليز تنظر حولها مشدوهة، ثم جذبت تنورة إيبرل فجأة:انظري .. هناك بضع نساء!

وكان هذا صحيحاً أمام ذهول إيبرل .. عدة عاملات في الموقع يرتدين ذات الملابس الثقيلة التي يرتديها الرجال، وقبعة الحماية
المطلوبة تخفي شعرهن.. تساءلت منذ كم تحافظ هؤلاء النسوة على أعمالهن .. وهل أساءت الحكم على غرايغ بوكستر وموقفه
نحو المرأة في عالم العمل؟ أم أن عملها هو الذي لعب دوراً ولو صغيراً في تغيير رأيه؟ كم ستعطي مقابل معرفة هذا الرد.

استدارت ليز إلى إيبرل بعينين لامعتين:
_ حين أكبر، سأعمل لدى غرايغ أيضاً. قالت إيبرل بحماس: بكل تأكيد، سيكون أمراً عظيماً، المساعدة في إنشاء بناء.
وهما عائدتان إلى السيارة ، سمعت إيبرل تصفيراً خفيفاً، فرفعت نظرها لترى عاملاً شاباً يستند بوقاحة على السياج على بعد
أمتار أمامها.. وناداها بوقاحة:
_ هاي، جميلتي.. هل لديك خطط لهذه الليلة؟

أخفضت إيبرل عينيها وأمسكت يد ليز لتجعلها في الجانب الآخر من الرجل، ثم سارعت الخطى نحو السيارة.
_ تخلصي من الصغيرة حلوتي.. وسنقيم احتفالاً. استاءت إيبرل إذ رأته يتحرك نحو البوابة التي تقود إلى الرصيف الذي يجب أن
تمر به في طريقها إلى السيارة.

وبلهجة ملحة قالت لليز: لاتهتمي به.. إنه مجرد شاب يظن نفسه ذكياً.. وإن تجاهلناه سيمل ويعود إلى عمله.
سألت ليز ترتجف: إيبرل.. هل سيؤذينا؟ قالت: بالطبع لا.
ثم تلفظ الرجل بكلام بذيء بشع، وتخلت إيبرل عن أي ادعاء بالهدوء لتركض بذعر جارةً ليز الباكية وراءها.كانتا قرب السيارة
حين سمعت إيبرل صيحة قوية بشتيمة فظيعة.. فاستدارت لترى الشاب يتراجع هارباً وغرايغ بوكستر يقف مهدداً و
نظرة غضب باردة على وجهه..

أمسك غرايغ بياقة قميص الرجل وأداره.. رأت إيبرل بالتفصيل كل حركة لقبضة غرايغ وهي تتحرك من قرب خصره مستهدفه
فك الرجل الأيسر .. وبوضوح مرعب، سمعت صوت تحطم أسنان الرجل. تهاوى الرجل مكوماً فوق التراب ، وركض العمال
ليتجمعوا بنصف دائرة حوله.. خلال الصمت، سمعت إيبرل آهة صغيرة، فالتفتت لترى ليز المسكينة تتهاوى على الرصيف.

جاءت صيحة إيبرل المخنوقة بغرايغ إلى جانبها في لمح البصر.. رفع الفتاة المسترخية بين ذراعيه وأشار برأسه أن تلحق إيبرل
به إلى مكتبه المؤقت في الموقع، ثم اتجه بليز عبر البوابة الحديدية..

حيث مرا بجماعة من العمال.. وكان الشاب يهز رأسه محاولاً استعادة وعيه.. بصوت أجش بارد قال غرايغ له:اذهب واقبض
أجرك، واخرج من هنا.. وإياك أن تدخل إلى أي من مواقع البناءالتابعة لي أبداً ..هل هذا واضح؟
هز الشاب رأسه بغضب محاولاً تجنب عيني غرايغ، ثم انصرف. بعد تبادل قصير للكلام مع وكيل عماله، أدخل غرايغ الفتاتين
إلى سيارة لينكولن بيضاء، تبدو الآن رمادية بسبب غبار الموقع، وقادها عبر الشوراع بثبات..

خلال ربع ساعة وجدت نفسها في الطابق العشرين في الشقة العليا من مبنى مكاتب شركة بوكستر.. وأدخلها غرايغ، ثم حمل
ليز إلى أريكة بيضاء حيث وضعها بارتياح فوق الوسائد، وقال لها: استلقي الآن بهدوء.
فاستجابت له بهزة رأس وابتسامة.. استدار نحو إيبرل ليقول متوتراً: لم أر طفلة حساسة جداً كهذه الطفلة.
تنهدت إيبرل: أنت لاتعرف شيئاً عن مآسيها.
رد باختصار: هذا ما استنتجه..وأنا الآن أريد سماع القصة بأكملها. استريحي وسأكون معك بعد لحظات.

حين خرج من الغرفة، تقدمت إلى حيث تستلقي ليز ووجدتها مغمضة العينين.. واتجهت إلى كرسي مريح لتجلس فيه إلى الوراء،
تستند رأسها على ظهره.. لو أعطيت الخيار لتكون مع شخص مافي تلك اللحظة، لما اختارت سوى غرايغ بوكستر..وفي أفكارها
رأت الطريقة التي برز فيها مرتين كالملاك المنقذ لمساعدة ليز، وتمنت أن تفضي إليه بكل متاعبها ومخاوفها..
لكن هذه أمنية مستحيلة، ولن تتحقق أبداً .. فهو لن يتزوج في وقت قريب امرأة أخرى وحسب.. بل هناك صدمة اكتشافها مصدر

الهدية المكسيكية أيضاً .. مما ذكر إيبرل، أن تقييمها الأصلي لمشاعره نحوها كان صحيحاً: إنه رب عمل يبذل جهده لتلطيف

مشاعر موظفة متوترة حساسة، بقليل من عادة " حق الرجل في فتاة" .. ولقد كانت بلهاء، كالعادة، كي تفكر بشكل مختلف ولو

للحظة.

عاد غرايغ إلى الغرفة يحمل صينية عليها أكواب عصير، وقال: لقد تدبرت أمر توصيل سيارتك إلى العزبة.. سأقلكما إلى المنزل

فيما بعد. تمتمت: لكن.. لكن المفاتيح معي.قال: بعض الناس لايتحاجون إلى مفتاح لتشغيل سيارة صغيرة بسيطة مثل سيارتك.
قالت مصدومة: لاأحد أعرفه..

فقاطعها مبتسماً : هذا لأنك كنت تعيشين حياة منزوية، أليس كذلك؟ حادثة اليوم وحدها تثبت هذا. أحست باحمرار الغضب،
واحتجت: وماذا يفترض بكلامك أن يعني؟ لم أكن خائفة على نفسي .. كنت..
والتفتت نحو ليز المصغية بعينين متسعتين، وأكملت : لقد اعترفت لتوك أنك لاتعرف شيئاً عن.. لذا، لماذا لا تعلق"حكمك" إلى
أن تسمع بعض الوقائع؟!

رفع حاجبه الأسود ساخراً: أنسى دائماً شعرك الأحمر، ولا أعرف السبب.. إنه واضح بما يكفي.
بقيت إيبرل صامتة ، بينما كان يصب العصير في أكواب طويلة ويعطي ليز واحداً ، ثم إيبرل: كلاكما بحاجة إلى ماينعشكما..
فلاتجادلي.
منتديات ليلاس
على مضض، أخذت رشفة من عصير البرتقال البارد وراحت تتساءل عن سبب توتر غرايغ.. فطريقة تصرفه تجعل المرء
يظن أنها خططت لكل الحادثة المؤلمة لمجرد إزعاجه! على أي حال اللكمة التي وجهها لذلك الشاب كانت هي السبب الذي
جعل ليز يغمى عليها، فهي حساسة جداً أمام العنف..

صحيح أن إيبرل كانت خائفة من تهجمات الرجل، لكنها لم تكن "منعزلة" إلى درجة أنها لم تتعامل مع تحرشات غير مرغوبة من
الرجال في الشارع من قبل؟ وكانت على وشك أن تفتح فمها وتقول له كل هذا وبوضوح، حين طغت عليها موجة إرهاق..
دعيه يظن مايشاء عنك.. فما الفرق؟

اهتمت بما كان غرايغ يقوله لليز.. بعض الكلمات الملطفة لانتزاع ابتسامة، وابعاد نظرة الصدمة عن وجهها الشاحب الصغير.
_ لن أكون مشغولاً الآن ، لذا تذكري أنني وعدتك بالذهاب إلى "كولوما" حيث اكتشف جايمس مارشال الذهب أول مرة .

سيعجبك.هذا.. أليس كذلك؟

هزت ليز رأسها بحماس، وقد عادت ابتسامتها إلى طبيعتها: إيبرل ستأتي معنا أيضاً .. أليس كذلك؟ بنظرة سريعة إلى إيبرل ، رد

بعفوية : بإمكانها مرافقتنا.. إذا أحبت.
قالت ليز: هل تعدني بشيء آخر ؟
أجابها بحذر مرح: يجب أن أعرف ماهو أولاً.
_ عدني أنك حين سأكبر ستسخدمني لأشيد لك المباني.. مثل أولئك السيدات اللواتي رأيناهن اليوم.

أعاد النظر إلى إيبرل بسرعة ثم رد على ليز بجدية: حين تكبرين قد تتجهين إلى عمل أنت مؤهلة له.. إذا أردت تشييد المباني لي

واستطعت التكيف مع العمل الصعب.. حسناً سأستخدمك منذ الآن. بدت سيارة اللينكولن كونتينتال الفخمة غريبة تماماً وهي متوقفة

في الشارع الذي تحده الأشجار أمام منزل العجوزين إيفنز.. لدى رؤية السيارة وسائقها الوسيم الأنيق، أصيبت فاين إيفنز بالبكم..
وتولى ماكس أمر الاستقبال ،ومصافحة غرايغ بوقار الرجل لرجل.

_ لنا الشرف في مقابلتك سيد بوكستر .. تفضل بالدخول لتناول المرطبات.
لكن غرايغ رفض مع الشكر قائلاً إنه وإيبرل ذاهبان إلى عشاء مبكر .. وحين سماع هذا، ابتسمت فاين لإيبرل ابتسامة ماكرة

رافعة حاجبيها بطريقة ذات مغزى فهزت إيبرل كتفيها، وبإشارات صامتة، قالت إن هذا خبر جديد بالنسبة لها. روت ليز بإسهاب

قصة رحلة التسوق ، ومع وصولها إلى القسم المشوق، ازداد تخوف فاين وقاطعتها: أرأيت؟ الشوارع لم تعد آمنة للناس الشرفاء.

قاطعها ماكس بسرعة، ناظراً إلى وجه ليز المضطرب:أوه.. هراء ياامرأة!أتذكر جيداً، أيام صباك، حين كنت تسيرين في الشارع

وعشرات من الرجال ينظرون إليك.. هذا يحدث لكل النساء الجميلات ولا أقول انه أمر مقبول! لكن مامن ضرر حدث ، لذا فلننسي

الأمر.

تمتمت فاين بعناد: لم يحصل ضرر لأن السيد بوكستر كان موجداً. ثم لزمت الصمت لتواجه نظرة ماكس الحادة إليها . بينما كانت

إيبرل وغرايغ يغادران، صاحت ليز فجأة: ثيابي الجديدة في سيارتك إيبرل! داعب غرايغ شعرها الرملي اللون: لاتقلقي ،

سأحضرها لك غداً وأنا في طريقي إلى عملي.

سألته ليز بطريقة مغرية جميلة، لم ترها إيبرل يوماً تستخدمها: ألايمكن أن تأتي وأنا موجودة ؟ ضحك غرايغ: حسناً جداً

أيتهاالصغيرة.. سأجيء حين تعودين من المدرسة.. هذا إن لم تكوني سئمة من رؤيتي.
ردت ليز بابتسامة خجولة: لن أسأم أبداً من رؤيتك غرايغ. قال: ولا أنا منك ليز.

قبلها مودعاً على خدها المحمر، وطغت نصف ابتسامةعلى فم إيبرل.. مثل تانيا.. تانيا الصغيرة المسكينة التعيسة التي لاتشعر
بالأمان. لم تتبادل إيبرل مع غرايغ سوى القليل من الحديث خلال الرحلة إلى العشاء المبكر الذي تدبر أمره.. مرة واحدة سألها

دون أن ينظر نحوها: أرجو ألايمانع مات مورهيد في أن أدعوك إلى العشاء؟

لم تكن معتادة على العيش مع خدعة، ففتشت بسرعة عن رد مناسب: لاأظن.. نسبة للظروف.
قال: أية ظروف؟ ردت باختصار: أستطيع الذهاب أينما شئت كما أعتقد، فأنا لست متزوجة بعد. بعد تردد قصير، قال بنعومة:
هكذا إذن.. ولاأنا.. بعد.

قالت منزعجة، تنظر إلى زحام السيارات: حسن إذن. لكن الجو في المطعم الصغير الذي اصطبحها إليه كان أكثر إغراء من أن

تقاومه، وسرعان ما استكانت لأجوائه الرومنسية الناعمة، أثر تصورها له بصحبة ريبيكا هنا على سعادة إيبرل لكنها كبتت تلك

الصورة مصممة على الاستمتاع بيومها.. ولتدع المستقبل جانباً.. بعد أن أعطى غرايغ طلباتهما إلى النادل بطريقته المعتادة

الكفوءة، دخل صلب الموضوع فوراً.

_ قبل كل شيء، أريد أن أعرف لماذا أغمي على ليز اليوم. أعترف أنها تجربة عنيفة بالنسبة لها.. لكنني رأيت من الزواية التي

كنت أراقب منها، أنك كنت قادرة على الاهتمام بالأمر.. حاولت أن تشرح له أن السبب لم يكن تهجم الشاب ، بقدر رؤية العنف

الذي أثر على ليز.. ولكي تبعد اللوم عنه، كان عليها أن تروي قصة حياة ليز المؤلمة ، كاملة.

كانا يتناولان القهوة بعد العشاء، حين أنهت إيبرل قصتها، لتدرك فجأة أنها لم تمس طعامها أبداً .. أخذت جرعة ماء لإراحة حلقها

الجاف ومالت إلى الوراء متنهدة بتعب .. هز غرايغ رأسه ببطء دلالة التعجب اليائس لما يعانيه بعض أبناء البشرية.
_ ياله من حقير، ستاتون هذا. حين أفكر أن بعض الناس قد يتخلون عن أي شيء، في سبيل الحصول على طفل يحبونه.. وهذا

الخسيس يعاملها وأمها بوحشية.. لايجب أن يسمح له بأن يلقي نظرة على هذه الطفلة بعد الآن.

تنهدت إيبرل مجدداً :لاأحد يمكنه معارضتك في هذا ..لكن كيف السبيل إلى هذا في ظل القانون.. إنه أمر آخر. أشار غرايغ للنادل

بإحضار فاتورة الحساب ، ثم رد بلهجة صارمة: هناك فرق.
كان غرايغ صامتاً طوال طريق العودة إلى المزرعة . وكان لإيبرل أفكارها الخاصة . أحست بشيء من الأمل والثقة والاطمئنان

في قلبها بالنسبة للطفلة البائسة.. وإذا كان غرايغ قد انضم إلى الدفاع عن قضيتها ، فكل ما عانته إيبرل خلال معرفتها به، أصبح

شيئاً يستحق الغفران .. ماذا في الأمر لو أنه عابث؟ ماذا في الأمر لو أنه تلاعب بإيبرل؟ مامن أحد كامل على أي حال، وأي

صديق لليز هو صديق لإيبرل ايضاً .

قالت إيبرل بخوف قاطعة الصمت العميق: غرايغ؟ رد دون تركيز: هه؟
_ أنا أقدر حقاً ماتفعله لأجل ليز. أزاح نظره عن الطريق ونظر بعمق إلى عينيها: _ إذن نحن صديقان بعد طول انتظار.
قالت بخجل: سأحب هذا.. إن أحببته أنت.
سأل: إذن هل ستزول كل العقبات التي بيننا؟ المستقبل يبدأ الآن .. ولارجعة إلى الوراء؟ ضحكت: أجل .. إن أردت ، لارجوع

إلى الوراء.

فجأة حول غرايغ السيارة إلى جانب الطريق العام ..فسألته بلهفة: ماالأمر ؟ هل ثقب الإطار؟ نظرت إلى وجهه غير الواضح في

النور الخفيف ، ووجدته يبتسم .وقال: تقارب ودي من هذا النوع يحتاج إلى احتفال بطريقة ما.مد يديه يمسك بكتفي إيبرل بشدة

ويقبلها بصوت مسموع على خديها، ثم أبعدها ليستطيع النظر مباشرة في عينيها..

_ الآن, تم ختم المعاهدة .. ولن تستطيعي تغيير رأيك بعد الآن. أحنت رأسها كي لاتظهر الدموع التي تجمعت في عينيها ..

وبحماسة ردت: لن أغير رأيي .. أعدك بهذا. هزرأسه بوقار، ثم أخذ يدها وكأنها قطعة أثرية رقيقة ، وقبّل راحتها بخفة.
بعد أن عادت السيارة المعتمة إلى الهدير وسط ليل الربيع البارد، ابتسمت إيبرل لذكرى "الختم" لاتفاق صداقتهما.. ابتسمت مع أن

قلبها كان يتألم لعدم قدرة هذه الكلمة على وصف ما عرفت الآ ن أنه شعورها الحقيقي نحوه.. إنها تحب غرايغ بوكستر من كل

قلبها، وتعرف أنها ستحبه دائماً .. وتعرف كذلك أنها الآن، و هذه الليلة، لن يكون لها العائلة التي طالما حلمت بها.. فإذا لم تحصل

على غرايغ، ولن تستطيع إلا كصديق، فمامن أحد غيره سيحصل عليها أبداً.

ستبقى سيدة عزباء مثلها مثل خالتها مارغريت.. لكن على الأقل سيكون لديها شيء تذكره.. لديها الآن يضع عناقات، والوعد

بالصداقة. ويجب أن يكفيها هذا. هكذا تمت الصفقة المهمة في حيا تها، وختمت، والأسابيع القادمة قد تكون مختلفة جداً.. بوصولهما

إلى المنزل، أول ما وقع نظرها عليه كان سيارة الجاغوار الفضية، ومالكتها ريبيكا تقف إلى جانبها وذراعاها ملتفتان بغضب.

تقدمت ريبيكا نحوهما، وجهها الجميل يجعده الغضب .. ولأول مرة فهمت إيبرل معنى القول بأن شخصاً ماخرج عن طوره

غضباً.. أحست بالرهبة لمعرفتها من أين ورثت ابنتها تانيا نوبات الغضب المأساوية. صاحت بصوت حاد في وجه غرايغ المتقلب:

كان لديك موعد معي!

رد بصوت أجش هادئ: طرأ علي أمر..
ارتفع صوتها أكثر: أستطيع تصور ماهو! كيف تجرؤ على إبقائي منتظرة وأنت تسلي نفسك مع خادمة حقيرة قذرة؟
ابيض وجه إيبرل غضباً .. ومع ذلك حاولت تهدئتها: ريبيكا اصغ إلي.. لم تكن غلطة غرايغ.. أستطيع شرح الأمر! استدار غرايغ

إلى إيبرل بما بدا لها كراهية تشبه كراهية ريبيكا، وصاح: هذا يكفي! لاحاجة لأي شرح. وإن كان فلن أحتاجك لقوله عني.. اذهبي

إلى منزلك الآن.

حين ترددت، صاح مجدداً: افعلي ما أقول! هل تريدين أن تزدري الأمور سوءاً؟
شهقت إيبرل لتهجمه غير المتوقع، ثم استدارت لتركض وكأنها غزال هددت حياته نحو أمان منزلها.. ما إن دخلت حتى رمت

نفسها على سريرها، واستسلمت إلى نحيب يقطع نياط القلوب، إلى أن غفت من شدة الإرهاق.منتديات ليلاس

يتبع الجـــــــــــــــــــــــــــــــزء التــــــــــــــــــــــــــــــــاسع

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 12:19 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77529
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: sasa sasa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sasa sasa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شكرا قمرى فى انتظار البقيه بشوق

 
 

 

عرض البوم صور sasa sasa   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 06:25 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 76278
المشاركات: 377
الجنس أنثى
معدل التقييم: smiling face عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
smiling face غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Deal

 

احداث الرواية مشوقة جدا
فى انتظار النهاية بفارغ الصبر ..ونعلم مدى الجهد الذى تبذلينه ونشكرك عليه
فى انتظارك يا قمرى

 
 

 

عرض البوم صور smiling face   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 11:41 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 37971
المشاركات: 17
الجنس أنثى
معدل التقييم: dora19 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dora19 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهجميلة كمليها من فضلك

 
 

 

عرض البوم صور dora19   رد مع اقتباس
قديم 27-06-08, 04:34 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

9_ أريد منك شيئاً واحداً
استيقظت إيبرل في الصباح التالي مع صداع شديد وإحساس بألم شامل. خرجت من السرير لمجرد أن تتصل بالسيدة أغريبا عبر الهاتف الداخلي لتطلب منها توصيل رسالة إلى السيدة بوكستر أنها لن تتمكن من العمل اليوم .. وهكذا بقيت مشلولة الحركة طوال الصباح، وكان الوقت يقارب الظهر حين سمعت دقاً على باب منزلها، تبعه صوت السيدة أغريبا المشاكس: أين أنت يافتاة؟
منتديات ليلاس
نادت إيبرل بصوت ضعيف: أنا هنا في الداخل. وقفت السيدة أغريبا بباب غرفة النوم وبين ذراعيها لفافة طويلة ضعيفة . بدت نشيطة وممتلئة حيوية وابتهاجاً ، حتى أن مظهرها أرهق أعصاب إيبرل. رمت اللفافة إليها قائلة: انظري ماذا وصل لك .
تناولتها إيبرل بأصابع ضعيفة ، وفكت الشريط الأبيض متسائلة دون الكثير من الآهتمام عن الشخص الذي يمكن أن يرسل لها هدية. أيمكن أن تكون نسيت عيد ميلادها؟ لكن بمشاهدتها محتويات العلبة عرفت تماماً من رأسها.. مع أنه لاوجود لبطاقة.

كان في العلبة وردة حمراء وحيدة .. مقطوفة في وقت بدأت الطبقة الخارجية من الزهرة تتفتح . وضعت إيبرل الوردة الباردة على خدها وأغمضت عينيها بعد أن امتلأتا بدموع حارقة. ابتسمت السيدة أغريبا بخبث : هل هذه من رجل صديق؟
عند سماعها الجملة ، انفجر سد داخل إيبرل وبدأت تبكي بشدة "لا.. ليس رجلاً صديقاً".. لكنه على الأقل " صديق"..
صاحت السيدة أغريبا: إيبرل!

وكأن التأنيب طبيعة متأصلة فيها ، فبدأته على الفور : هاك الآن !عيب عليك !فتاة كبيرة قوية مثلك!
لكنها وهي تؤنب ، جلست إلى جانبها في السرير، ووضعت يدها الخشنة بلطف على جبين إيبرل : هاك الآن .. هاك.. ألست سخيفة وغريبة الأطوار لتبكي بسبب هدية جميلة كهذه؟ شهقت إيبرل وهزت رأسها .. وتمتمت السيدة أغريبا:أنت فقط متكدرة لما حدث في الأمسية الفائتة .. لكن لا يجب أن تخدي طباع ريبيكا الحادة بمثل هذه الحساسية . إنها تتجاوز الحدود لأتفه الأسباب .

ابتسمت إيبرل للسيدة أغريبا ابتسامة دامعة ، امتناناً لجهدها في مواساتها على حساب ريبيكا . إنها بادرة لطيفة منها. عادت السيدة أغريبا مجدداً إلى شخصيتها الأصلية ، وأمرت إيبرل متجهمة أن تبقى في السرير ، بينما حضرت لها طبقا من حساء الخضار للغداء .. ولكثرة احتجاجات إيبرل ، قالت المرأة بكل تسلط وكأنها مديرة سجن: سوف أحضرها ولسوف تأكلينها .. لذا وفري أنفاسك لتبريد الحساء.

عادت إيبرل تغوص في الوسائد وتشعر كأنها مجرمة أنقذت مؤقتاً من الإعدام، ورفعت الوردة الحمراء إلى شفتيها، وهي تعرف أنها تعني تعبيراً عن الاعتذار في ولانفجار غضب غرايغ في وجهها ليلة أمس .. لكن لاشيء أكثر .. كلماته كانت واضحة بما يكفي: "لاتتدخلي بيننا .. ولاتزيدي الأمور سوءاً ، أكثر مما هي".. في المستفبل ستكون حذرة جداً لاتتطفل على حياته الخاصة.

بعد أسبوع من هذا ، وفي يوم بارد رطب لايسمح بالعمل في الخارج، ولعلم إيبرل أن حفلة تدشين المنزل التي ستقيمها السيدة بوكستر أصبحت وشيكة ، عرضت خدماتها في المنزل .. وهكذا جلست المرأتان أمام طاولة غرفة الطعام المغطاء بأوراق الصحف، تلمعان أدوات الطعام الفضية..

سألت السيدة بوكستر: إيبرل ، عزيزتي .. ماذا سترتدين ليلة السبت؟
_ السبت؟
_ لحفلتي .. تدشين المنزل.
_ لكنني اعتقدت أنها بعد ظهر الأحد.
رفعت السيدة بوكستر نظرها عن تنظيف سكين : لم أخطط لها أبداً ليوم الأحد عزيزتي .. من أين أتتك هذه الفكرة؟
_ ذكرتها لي ريبيكا ، أعتقد.
تمتمت السيدة بوكستر: هكذا إذن .. لابد أن الأمراختلط عليها .. فهي تعيش حياة محمومة ، وغالباً ما تخلط الأمور .. حسنٌ أنني سألتك أليس كذلك؟ وإلا لما حضرت الحفلة!

ترددت إيبرل ثم اندفعت : لطف شديد منك أن تشملني الدعوة، لكنني حقاً لاأعتقد .. ردت المرأة تقاطعها بخشونة: هراء! يجب أن تأتي .. وأنا أصر.. لن نتكلم بالمزيد عن هذا.. هزت إيبرل رأسها مهزومة، ففي الأربعة أشهر التي عملت فيها للسيدة بوكستر تعلمت أن هذه المرأة اللطيفة الساحرة تمتلك إرادة صلبة .. ومعارضتها الآن لاجدوى منها أبداً.

فجأة غيرت السيدة بوكستر الموضوع : قالت لي ريبيكا إنك ستزرعين شوك النار على ذلك المنحدر قرب بركة السباحة. ترددت إيبرل ثم ردت مرواغة : ناقشت الأمر معها ولم أقم به بعد . هزت السيدة بوكستر رأسها وكأن لاأهمية للأمر . ثم تابعت بطريقةبدت لإيبرل عفوية ، مع أنها كان يجب أن تكون حذرة أكثر .

_ ريبيكا تفكر بغرايغ وبي كعائلة لها.. وهي تؤمن بهذا منذ كانت طفلة صغيرة. كانت أمها مشغولة دائماً اجتماعياً ، وبالطبع كان والدها يغيب كثيراً حين كان ووالد غرايغ يبنيان الشركة معاً. ولأنها تظن نفسها من العائلة، لديها ميل لتجاو ز سلطتها من وقت لآخر .. وكما أظنني ذكرت هذا من قبل، ريبيكا امرأة متهورة جداً .. لكنها سرعان ما سيكون لها منزلها الخاص لتهتم به..

حتى ذلك الوقت لاأريد أن أحملها عبء إدارة منزلي. رفعت ماريان بوكستر نظرها عما تفعله ، لترى ما إذا كانت إيبرل تصغي إليها ، لتجد أنها متنبهة لكل كلمة تقولها . تابعت السيدة : الآن أنت، من ناحية أخرى ، تم انتقاؤك بعناية .. بفضل مواهبك وعلمك، وحكمك الصائب .. أليس كذلك؟ تمتمت إيبرل مشدوهة: أتمنى هذا.

سألت السيدة بوكستر: حسن إذن .. ماذا تنوين أن تزرعي ذلك المحدر؟ إذن هذا هو الأمر .. واضح تماماً.. ريبيكا سيكون لها صلاحية إعطاء الأوامر يوماً .. لكن ليس الآن .. وابتسمت إيبرل بارتياح ، وأحست باندفاع كي تمد يديها وتحتضن المرأة الرائعة.
_ فكرت " بالكزيلوسما" ، لها أوراق لامعةإنما بدون زهر ، وهكذا لن يأتي النحل إليها ، وبالتالي فلن تسبب مشكلة لبركة السباحة.

قالت السيدة بوكستر بارتياح : ممتاز.. هذا بالضبط مااخترته بنفسي.
كانت الشخصيات التي قدمت لحضور حفلة السيدة بوكستر مساء السبت ، من الخليط المعتاد للجميع.. ارتدت، إيبرل ، وبعد طول انتظار، الثوب الصيني الذي أهداه إيان لها منذ سنوات عديدة .. كانت تعرف أنه يناسب طولها ، كما يناسب لونه الخوخي شعرها الأحمر القاتم ، ومع أنها تعرف أنها تبدو مكتملة ، إلا أنها أحست بأن منظرها رهيب.

بالرغم من جو الحفلة البهيج ، والطعام اللذيذ، فقد وجدت إيبرل صعوبة في التمتع بكل هذا. إذ طوال الوقت كان نظرها يلاحق غرايغ الوسيم دائماً الذي خطف أنفاسها الليلة.. لم يظهر لها أي رجل من قبل بمثل هذه الأناقة، كما بدا ببذلة سهرة سوداء وقميص أبيض.. بينما ارتدت ريبيكا، ثوب سهرة أبيض اللون من الساتان جعلها تبدو كملكة الثلج الأسطورية.. لكن، السبب في ألم إيبرل العميق كان منظر ريبيكا المتعلقة به بألفة ، وكأنما هي جزء آخر من جسمه.

خلال اللحظات القليلة التي ترك فيها غرايغ ريبيكا ليحضر لها شراباً ، تقدمت إلى إيبرل لتقف معها لحظة وتبتسم بتكبر: كم تبدين لطيفة آنسة ساوندرز.. توقعت أن أراك بثوبك الجديد. تمتمت إيبرل ببرود: لم يبدُ لي مناسباً للحظة. قالت ريبيكا بابتسامة ماكرة:
_ هكذا إذن.. من حسن حظك أن يكون لديك شيء آخر تشعرين أنه مناسب.. أم أنك اشتريته خصيصاً للحفلة؟

حين لم ترد إيبرل ، تابعت ريبيكا: كم أنت جريئة في مجيئك إلى حفلة غرباء لوحدك.
نظرت حولها ، وأضافت باهتمام مزيف: أرجو أن يقوم أحد بتقديمك إلى المدعوين. ابتسمت إيبرل باختصار رداً، فأخفضت ريبيكا صوتها: أعتقد أنني مدينة لك باعتذار آنسة ساوندرز.. لقد تصرفت بطريقة لاذعة سخيفة في الأسبوع الماضي .. أعترف بهذا.. وكأن فتات عاملة جدية مثلك يمكن أن تفكر بأي نوع من العلاقات الشخصية مع رجل مثل غرايغ! أو هو معك؟ لست أدري لماذا ظننت.. حسناً ! لقد كنت متكدرة وأنا آسفة، وأعرف أنك ستسامحيني. على أي حال لم يحصل أي ضرر.. وكما لاشك تلاحظين، غرايغ وأنا تصالحنا.. إنه عزيز جداً .. يتساهل مع نوبات غضبي السخيفة .. لكنه يحب المرأة التي تملك روحاً قتالية.

تحركت مبتعدة، تلوح لإيبرل بيدها مودعة بأصابع زهرية رشيقة.. بقلب متألم، تركت إيبرل الغرفة وخرجت إلى الحديقة.. حيث تنتمي.. لكن حتى الحديقة هي لها لوقت محدود.. بعد انتهاء الحفل في حزيران.. وبعد إتمام التزامها مع السيدة بوكستر، سوف تستقيل من عملها هنا وتذهب.. إلى مكان آخر. أي مكان، طالما أنها لن تتحمل أن تعيش يومياً مع ألم رؤية غرايغ يصبح لامرأة غيرها.

بخطوات بطيئة متثاقلة، مرت بحديقة الورد في طريقها إلى خميلة على بعد ياردات.. اليوم أواسط نيسان، تفتحت أول وردة فيها.. وردة مذهلة الجمال اسمها " ميراندي".. توقفت إيبرل لتمرر أطراف أصابعها فوق وجهها المخملي الأحمر، واشتمت عبيرها الحلو.. فجأة جاء من خلغها صوت غرايغ العميق: هذا ماأدعوه وردة جميلة.

اعتادت على بروز غرايغ في أوقات وأماكن لاتتوقعه فيها، فاستدارت ببطء وهدوء لترى قميصه الأبيض مشعاً وسط السواد حوله..وقالت بهدوء: أول وردة للصيف. أحنى رأسه الأسود الشعر ليتنشق رائحة الوردة، ثم قال: إنها مناقضة تماماً للوردة عند بائع الزهور التي تكون باردة ورائحتها سماوية وبتيلاتها لاتزال دافئة من دفء الشمس.. إنه الفارق بين الحياة والفن، أليس كذلك؟

ابتسمت إيبرل في الظلام، وأحس قلبها بخفة لكلماته.
_ مع ذلك فأنا أشكرك على وردة البائع.. كانت لطيفة جداً منك. أمسك ذراعيها فجأة بيديه، وهزها قليلاً : أوه إيبرل.. كنت أفضل أن أعطيك هذه الوردة متفتحة في الوقت المناسب.. ، ثم شعرت بدفء ذراعيه حولها.. طافت في رأسها أفكار لمقاومته.. تعرف أنها لن تحصل على أكثر من هذا ، وأن هذا بحد ذاته مسروق من صاحبته الحقيقية.. قبل أن يستطيع عناقه الذي لايقاوم أن يجري في دمها ؤيضعف إرادتها إلى ماهو أبعد من كل مقاومة، انتزعت نفسها منه مع أن الحركة مزقت قلبها.

في ظل نور القمر الشاحب وجهه الأسمر الغاضب، رأت إيبرل نظرة شوق في عينيه، وأدركت أنها كانت محقة في الابتعاد عنه.. أشاح بوجهه عنها ، وبصوت مخنوق قال: أنت محقة.. أنت محقة.. فهذه ليست الطريقة التي يجب أن تتم بها الأمور .
قالت بصوت عليل: ولن تتم غرايغ.. تعرف هذا كما أعرفه أنا.

نظر إليها بحيرة: لكن ..إيبرل.. اتفاقنا..ظننت..
_ أن نكون أصدقاء.. لاشيء أكثر.. أم أن تحديدك لمعنى الصداقة مختلف عن تحديدي لها ؟
طغى تعبير حانق لارحمة فيه على وجهه وتصلبت زوايا فمه. تقدم نحوها خطوة فتولاها خوف بارد.. قالت بصوت متألم مذعور: هناك أناس آخرون يجب أن نفكر بهم! ربما باستطاعتك أن تنسي.. لكن أنا لاأستطيع! اللعنة على هذا الرجل الذي يضطرها لحماية ريبيكا! وكأنما كلماتها كانت جردلاً من ماء بارد رمي في وجهه.. فوقف مسمراً في تقدمه نحوها.. كان وجهه مختلفاً كوجه غريب، وقال بصوت بارد: لقد كنت أحمقاً جداً ، وأملت أن تسامحيني.. أعطيتك وعداً أن لايحدث هذا مرة أخرى.. هل لي أن أعيدك إلى المنزل الآن؟

بقلب دامع، سمحت له أن يمسك مرفقها ويقودها نحو المنزل كما فعل في أول لقاء لهما .. آه.. لو أن ذلك اليوم لم يأتِ! لو أنها تستطيع أن تعود تلك الفتاة التي كانت.. دون أحد تحبه، وبقلب ليس محطماً إلى مليون قطعة. استأذنها غرايغ بانحناءة مهذبة في المدخل، ودون نظرة إلى الخلف غاب بين الجمع الضاحك الصاخب.. أخذت إيبرل نفساً عميقاً وبحثت حولها عن السيدة بوكستر .. ستجد مضيفتها، تشكرها، ثم تسأذن بالانصراف.. الوقت يقارب منتصف الليل على أي حال ولن يفتقد أحد صحبتها هنا.منتديات ليلاس

بعد بحث في أرجاء المنزل، وجدت إيبرل السيدة بوكستر في مكتبة غرايغ تتكلم على الهاتف. حين رأت إيبرل واقفة بالباب، قالت:
_ أوه.. هاهي سيد مورهيد.. انتظر قليلاً. أخذت إيبرل السماعة بالخوف الذي تسببه عادة أي مخابرة في منتصف الليل.
_ مات.. ماالأمر؟ هل ليز بخير؟
_ أجل، إنها بخير تماماً .. لكن .. ستاتون عاد إلى البلدة، واتصل بي منذ دقائق.. قال إنه عاد ليأخذ ابنته التي"سرقها" القانون منه. شهقت إيبرل، فوسعت عيناها دون قصد عيني ماريان بوكستر التي كانت تقف قريباً منها وتستمع إلى كلامها باهتمام. فسألت بلهفة: _ ماالأمر عزيزتي؟

تابع مات يقول لإيبرل إن براد ستاتون لم يجد مكان ليز، ولن يستطيع على الأقل قبل الغد بعد أن تفتح مكاتب جمعية أصدقاء الطفولة.. صاحت إيبرل غير مصدقة: لكن بالتأكيد لن يخبره أحد عن مكانها؟ الجميع يعرف من هو! تمتمت السيدة بوكستر بقلق:سأستدعي غرايغ! وقبل أن تستطيع إيبرل إيقافها، أسرعت خارجة.

قال مات: إنهم مضطرون حسب القانون أن يسمحوا له برؤية ابنته.. وتعرفين هذا إيبرل.. وأكمل أن عليها أن لاتقلق، لأنه رتب أمر رؤية ستاتون لابنته في مكتب أصدقاء له، وليس في منزل العجوزين إيفنز. وهو واثق من أن القاضي سيوافق معه نظراً للظروف المحيطة بالقضية .. ولسوف يؤخر موعد المقابلة إلى أن يهدأ ستاتون قليلاً ويعود إلى رشده.

رفعت إيبرل صوتها إلى حد الصراخ : أوه.. ألايمكنك أن تنسى التزامك الثمين بالواجب ولو لمرة واحدة؟ وماذا عنك؟ أنت أيضاً في خطر! يجب أن تخرج من شقتك فوراً.. إذهب إلى فندق! رد بهدوء: وهل نسيت أن عنواني ليس في دليل الهاتف؟ ولهذا السبب بالذات، لن يستطيع إيجاد مكاني لاأنا ولاليز. لذا تريثي، فلاداعٍ للقلق أبداً .

برد الألم الصادق في صوت مات غضب إيبرل، فتنهدت: لا..مات.. لايجب أبداً أن تأسف بسببي. أعرف أنني تصرفت بسوء وأنا آسفة. بالطبع أنا شاكرة لأنك أعلمتني بالأمر. لكن ، لايمكن أن تفعل شيئاً لاأستطيع غفرانه لك.. كيف يمكنك التفكير هكذا، وأنت تعرف شعوري نحوك؟ سمعت إيبرل صوتاً خفيفاً ، فرفعت نظرها لترى غرايغ واقفاً في الباب وأمه خلفه.. فهل سمع مايكفي مما قالته ليعرف ماذا يجري؟ لو أنها تستطيع طلب مساعدة منه ، وقد أصبحت ليز الآن في خطر حقيقي.. لكنها كانت قد أقسمت أن لاتتطفل ثانية على حياة الخاصة.. بينما هذه الأفكار تدور في رأسها، كانت كذلك تصغي إلى مات عبر الهاتف.

كان يطلب منها أنل لا تقلق، أنه سيبقيها عى اطلاع، عليها قضاء يومها مع ليز كالعادة في الغد.. أجابت"لالن تفعل.. لكنه طالبها بتغيير رأيها من أجل الفتاة التي تنتظر يوم الأحد بشوق .. ثم قالت وداعاً وأقفلت الخط. مد غرايغ يده إلى وراء يقفل الباب:
_ هل لي أن أعرف ماالمشكلة؟ ردت:
_ إنها مسألة شخصية.. لاشيء تزعج نفسك به. قاطعتها السيدة بوكستر: أوه.. لكن إيبرل عزيزتي، لقد بدوت مذعورة فإذا كنت في مشكلة، أرجوك قولي لنا..

تعالى طرق عنيف على الباب، وسمعت إيبرل ريبيكا : غرايغ ..حبيبي؟ هل أنت هنا؟ استدار غرايغ، ونادى باختصار:
_ أنا مشغول ريبيكا.. اذهبي من هنا الآن .. سأكون معك بعد قليل. ثم التفت إلى إيبرل يكرر كلمات أمه: إذا كان بالإمكان أن نساعد بأية طريقة..قالت: شكراً جزيلاً لكما معاً .. أنتما لطيفان جداً .. لكن حقاً ، ليس في الأمر شيء.. مسألة شخصية فقط.. حقاً.

وبدأت تتجه نحو الباب.ضاقت عينا غرايغ متأملاً، ووقف في طريقها لينظر إليها:
_ هل نسيت أننا سنصطحب ليز إلى كولوما في الغد؟ قطبت:
_ ربما أجلنا الرحلة إلى يوم آخر.. لاأظنني أشعر برغبة فيها.. سأبقيها هنا معي.. قال بخشونة:هناك أناس آخرون يجب التفكير بهم إيبرل.. ربما يمكنك أن تنسي هذا لكنني لاأستطيع.

وكان هذا ترديداً لكلامها منذ دقائق في الحديقة.
_ ربما تحديدك لمعنى الصداقة يختلف عن تحديدي. لكنني وعدت صديقتي الصغيرة بنزهة، ولست أنوي أن أخيب أملها.. هكذا، هل ستبقين في المنزل أم تأتين معنا؟
ياله من متوحش! ياعذبها الآن من بين كل الأوقات وبشكل ظالم ! ومع أنها كانت تعي أنه يعاود ابتزازها عبر ليز ، إلا أنها أدركت كذلك أن ليز ستكون أكثر أماناً مع غرايغ ومعها في كولوما ، من أن تبقى مع العجوزين إيفنز في سماكرامنتو .

_ حسن جداً .. سأرافقكما غداً .. سأذهب أولاً لإحضار ليز في الصباح الباكر، وبإمكانك اصطحابنا من منزلي أية ساعة تشاء. وكأنه لم يسمع ما قالته، أمر غرايغ ببرود: أنت وأنا سنذهب لإحضار ليز في الصباح الباكر.. في سيارتي.. ثم سنتجه إلى كولوما من المدينة مباشرة.. كوني مستعدة في الساعة الثامنة.

كانت قلقة، متعبة، لاطاقة لها على المزيد من المجادلة، فوافقت.. نظرت إيبرل بابتسامة مطمئنة إلى السيدة بوكستر، ثم غادرت المنزل عبر باب المطبخ، لتجنب الحفلة التي كانت لاتزال في أوجها. حين وصلت إيبرل بصحبة غرايغ إلى منزل إيفنز صباح اليوم التالي ذهلت لرؤية أن ليز لم تكن تنتظر لوحدها متحمسة في غرفة الجلوس، بل ماكس كذلك مع صندوق عدته وفاين تمسك بحقيبتها السوداء . بعد أن استقرت المرأتان في المقعد الخلفي لسيارة اللينكولن الواسعة وليز في الوسط، همست فاين لإيبرل: اتصلت السيدة بوكستر في السابعة صباحاً ، لتسأل إذا كان بالإمكان أن تأتي ، أنا وماكس، لمساعدتها في تنظيف المنزل بعد حفلة الأمس..بدت .. لنا سيدة لطيفة جداً ، إيبرل .. أليس كذلك؟

كانت مذهولة، لذا لم تستطيع سوى أن تهز رأسها.. وما إن وصلت أسرة إيفنز إلى المزرعة ، وتعرفا على السيدة بوكستر والسيدة بوكستر والسيدة أغريبا وانطلق الثلاثة في نزهتهم، حتى سنحت الفرصة لإيبرل بأن تذكر الموضوع.. وبدأت: كنت مندهشة جداً حين عرفت أن الزوجين إيفنز قادمان إلى المزرعة هذا الصباح.

رد: أوه.. حقاً؟
_ أعتقد أنك أخبرت أمك عن لقائك بهما؟
_ هذا صحيح.
_ فهمت.. ظننت أن السيدة بوكستر كانت ستعلمني لو أنها خططت لاستئخار هما بين الحين ؤالآخر.
_ لاأعتقد أنها تحتاج إلى إذن منك.
احمر وجه إيبرل غضباً، وردت عليه ساخطة: بالطبع لا! وأنت تعرف أنني لم أعن هذا! إنه شيء فظ، أن تقول هذا!

نظر غرايغ إليها من فوق رأس ليز، ثم أدار اهتمامه إل الطريق:أنا آسف.. أنت على حق طبعاً .. كانت أمي ستذكر هذا لك، ماعدا أن المسألة حدثت فجأة .. بعد مغادرة الضيوف ليلة أمس، أدركت أن هناك تنظيفات أكثر بكثير من قدرتها وقدرة غوين ، فاقترحت أن تتصل بالعجوزين .. وتم كل شيءعلى مايرام.. وبالتأكيد أنت مسرورة لأن صديقيك سيقضيان يوماً هادئاً في الريف.

كانت إيبرل صامتة، تفكر بكلامه بحثاً عن معانٍ مخبأة، ولم تجد شيئاً .. ثم ابتسمت: أجل.. لاأستطيع التفكير لهما بشيء ألطف من قضاء يوم في الريف.
انطمأنت لأن ثلاثة من أحبائها سيمرحون ولو ليوم على الأقل، فأدارت اهتمامها إلى نزهة اليوم . وراحت تشينرإلى ليز كيف يتغير منظر الأراضي وهم يبتعدون عن ضواحي المدينة ، نحو السفوح الجميلة الريفية لجبال السييرا نيفادا المكللة بالثلوج..

قالت ليز: أذناي مسدوتان.
ردت إيبرل: إنه الارتفاع عزيزتي.. ابتلعي ريقك وستنفتحان. كانوا يتجهون نحو الأعلي بصحبة غابات السنديان والشربين و الأرز الذكي الرائحة، التي تقف هناك كما وقفت لآلاف السنين، على جانبي الطريق العام المتعرجة بين التلال الصخرية.. بوصولهم إلى كولوما، بدت وكأنها غابة قائمة بذاتها.. وكانت الأراضي المخصصة للنزهات والتخييم هادئة باردة تحت مظلة الأشجار الباسقة القديمة.

قالت ليز بحماس كبير: انظر غرايغ!لابد أن هذا هو مجرى النهر الذي وجد فيه الذهب!
رد غرايغ: هذا صحيح. أوقف السيارة في فسحة على أمتار من المنشرة القديمة . كان هناك مجموعة زوار متحلقين حولها يراقبون دولاباً كبيراً يعمل، ويصغون إلى حارس الغابة الوسيم، يعيد سرد قصة تلك الأيام العظيمة.. وانضم الثلاثة إلى الحلقة للإصغاء. أحست إيبرل بدفء يغمر قلبها وهم يعودون إلى السيارة ليتوجهوا إلى المتحف ،لدرجة آمنت أن هذا اليوم كان مقدراً له أن يدمر أعصابها من القلق والتوتر، سيتحول إلى يوم مرح سعيد.

في مكان الشرف، داخل الغرفة الرئيسية للمتحف، كان هناك عربة قديمة.. بدا وكأنها سلكت في أيامها الكثير من الرحلات.. كانت مصنوعة من الخشب وتنتصب فوق إطارات من حديد، ويبدو داخلها أصغر بكثير من معظم السيارات الحديثة، مع ذلك فقد كانت معدة لركوب ستة أشخاص، وطبعاً ، دونما ارتياح..قربها، وسط صندوق زجاجي، وفوق وسادة من المخمل الأحمر، رقاقة صغيرة لاشكل محدد لها من الذهب، كانت السبب في بدء المغامرات الكبيرة عام1849

بعد أن نقبت ليز كل زوايا المتحف، اصطحبها غرايغ إلى فندق "نيفاد هاوس" القديم الساحر للغداء. حيث بهرت ليز بالديكور العتيق، ورؤوس الثيران البرية الضخمة المعلقة على الجدار. كانت الجدران والسجاد بلون الشكوكولا البني، تزيد من من إبراز لون أغطية الطاولات الحمراء والأطباق البيضاء.. جلست إيبرل تسند ظهرها إلى الكرسي بسعادة تاركة حرية الطلبات لليز وغرايغ.بعد ساعة، كانت ليز تغط في نوم عميق داخل السيارة المريحة المكيفة.. وبدأ غرايغ مشغولاً بقيادة السيارة.. ومع كل ميل تتقدمه السيارة الكبيرة باتجاه المدينة، كانت معنويات إيبرل المرحة تتراجع..

ودون أن تعي، انطلقت منها تنهيدة ثقيلة مضطربة .أعادها الإحساس بيد غرايغ على يدها إلى ذاتها .. نظرت إليه متسائلة وهي
تسحب يدها منه بلطف .. حين استدار ليلتقي عينيها ،كان يبدو على وجهه شيء أنذرها بالمتاعب :
قال بلهجة رسمية :إيبرل .. هناك أمر يجب أن أخبرك به .. حين نصل المنزل ،لاشك أن أمي ستكون قد أخبرت الزوجين إيفنز
ما تعرفينه وما أعرفه وما يعرفه الجميع ،عدا ليز.صاحت بتعجب :ماذا ؟!
على الفور أسكتها غرايغ بإشارة من رأسه إلى الطفلة النائمة ،وسألته بصوت منخفض :لكن كيف عرفت ؟

_بدا الخجل على وجهه بشكل اعتيادي ،وهذا لوحده رمى إيبرل في حيرة أكبر .. تصوروا ما يلزم لجعل المتعجرف غرايغ
بوكستر يحس بالخجل !
قال مدافعاً عن نفسه :لقد استخدمت حريتي للاتصال بمات ليلة أمس بعد خروجك .
شهقت :لكنني قلت لك إن الأمر شخصي! كيف تجرؤ على التدخل ؟..

_أشار بيده قلقاً:لقد فكرت طويلاً قبل أن أتصل به ،لئلا يكون الأمر شخصياً بينكما .
لو لم تكن أمي واثقة أنه أكثر من هذا ،أؤكد لك أنني ما كنت تدخلت ..لكن كان لدي إحساس أن للأمر علاقة بليز..هكذا خاطرت
واتصلت ..وأخبرني مات بأمر ستاتون،ورأيت أن العجوزين هما صيد سهل فأخرجتهما من هناك بجعل أمي تتصل وتطلب مساعدتهما ..ولم أجرؤ على قول الحقيقة لهما خوفاً من ذعر فاين ..ولم أخبرك لأنني خشيت أن تكون ردة فعلك كما الآن.

لم تعرف إيبرل بما تفكر أو تشعر، فمن فضائله التي تعرفها عنه مسارعته في التدخل وتولي زمام الأمور . قالت : لست أدري كيف سأتمكن يوماً من شكرك غرايغ لكل ما فعلته اليوم.. سأكون مدينة لك إلى الأبد. نظر إليها من زاوية عينه، وقال: في الواقع.. هناك شيء تستطعين فعله لي.

قالت بحررة: قل لي ماهو.. وسأبذل جهدي لأرضيك.
_ أخبرني مات الكثير عن حالة ليز ليلة أمس .. وأنه لايمكن تبنيها إلى أن يعطي والدها الإذن بهذا.
ردت بمرارة: وهذا مالن يفعله.
_ أجل.. هذا ما قاله مات كذلك .. قال إن ستاتون يعتبر أن هذه هي الورق الوحيدة التي لايزال يملكها: اعتراض سبيل سعادتها
ومستقبلها .. حتى ولو لم يكن يريدها لنفسه.. لكنني أعتقد أن بالإمكان"إقناعه".. وإن استطعت أن أقنعه بالتخلي عنها، فستتمكنين، أنت إيبرل من تبنيها، وستصبح آمنة.

قفزت الدموع إلى عيني إيبرل، فقد تفوه غرايغ بالحلم الذي حلمت به ملايين المرات.. لكنه لايعرف مدى العوائق الكامنة في طريق تحقيق هذا الحلم.. قالت: أتخلى عن كل شيء أملكه الآن وفي المستقبل لو كان بالإمكان أن يحدث هذا غرايغ.. لكنني سأواجه أوقاتاً صعبة في إقناع المحكمة.. دون عمل ثابت..

تنهدت ثم تابعت بأسى:
_ لا.. لن يسمحوا لي بتبنيها.. لكن قد يستطيع شخص آخر.. هذا إن جعلت والدها يوقع على الأوراق اللازمة. أدارت عينين مشعتين أملاً ولوضئيلاً إلى غرايغ، وأكملت: سيكون رائعاً أن تستطيع.
سألها: وماذا لو كنت متزوجة؟
ترددت ثم قالت: لكنني لست متزوجة.
_ قلت إنك استفعلين ما بوسعك لإرضائي إيبرل.. وأنا أطلب منك الزواج.. فهل تقبلين؟ منتديات ليلاس





يتبع الجـــــــــــــــــــــــــــزء العــــــــــــــــــــــــــــــاشر والاخـــــــــــــــــــــــــير

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, لن يأتي الربيع, دار الفراشة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, رواية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t80665.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 15-07-14 02:42 PM
Untitled document This thread Refback 12-07-14 07:32 PM


الساعة الآن 06:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية