كاتب الموضوع :
مايا مختار
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الفصل الثامن
ـ اعتقد ان التاج يحتاج الى مشبك اخر لتثبيتة!!!....قالت صوفيا باهتمام متاملة ابنة عمها الفاتنة مرتدية ثوب الزفاف.. تناولها هيلدا احد المشابك الفضية الصغيرة وعلى وجهها ابتسامة حانية لم تفارق شفتيها منذ وصولهما الى كنيسة علبة المجوهرات ...ظهر اليوم....
كانت لامار تقف امام المراة فى غرفة تبديل الملابس الصغيرة بالكنيسة لتتاكد من ان كل شىء فى مظهرها على ما يرام...انة يوم زفافها...ترتعش اصابعها فى محاولة لاقفال القلادة القصيرة التى قررت ارتدائها لهذا اليوم..فمدت لها هيلدا يد المساعدة واغلقت قفلها باحكام......
القلادة من الذهب الابيض على شكل ماسات صغيرة مربعة متراصة..والتى تتلائم تماما مع خاتم خطبتها.
اعطاها اياها نيكولا كهدية الليلة الماضية التى سبقت يوم الزفاف..ملمحا لها انة سيكون سعيدا اذا ارتدتها اليوم....
سوف تصبح رائعة مع فستانها الفضى..انها لا تصدق كيف مرت الايام الثلاث الماضية بهذة السرعة...وكانها فى حلم قصير جميل...لم يتركها نيكولا خلال الايام الماضية...كان معها فى كل لحظة من اليوم..ذهبا معا لاختيار حلة الزفاف الفاخرة...تناولا طعام الغداء والعشاء معا كل ليلة....لم يفترقا الا وقت النوم....وابتسمت تتذكر محاولاتة الكثيرة المستميتة فى اقناعها كل ليلة ببقائة معها...!!!..وعناقاتة الحارة لها ومشاعرة الجامحة نحوها..التى كانت تظهر فى كل دقيقة قضياها معا...
حتى ان كان ذلك رغبة فيها ولا شىء اخر...فانة يظهر تلك الرغبة بشكل ساحر ورائع...!!
ـ قالت صوفيا وهى تثبت اخر المشابك فى شعر لامار باحكام وقد لملمت خصلاتة لاعلى راسها بشكل غير منتظم بتموجات رائعة بعد ان وضعت تاجا صغيرا فوق جبينها....فبدت كاحدى الالهة الغريقية القديمة..
ـ قالت صوفيا بحب.... تبدين فاتنة يا حبيبتى....
ـ اكدت هيلدا وهى تعدل اطراف الثوب للامار...نعم..صوفى على حق ..تبدين حقا فاتنة اليوم...انت عروس جميلة...ان نيكولا محظوظ بك...اغرورقت عينا هيلدا بالدموع قائلة...لا اصدق ان ابنتى الحبيبة تتزوج اليوم؟؟
ـ تلالات الدموع فى عينى العروس وهى تحتضن هيلدا قائلة....اوة...انت ايضا هيلدا تبدين جميلة...ان الثوب الاصفر الحريرى يزيدك جمالا...تعلمين انكما انت وصوفيا العائلة الوحيدة التى املكها....كنت اتمنى ان يكون والداى بجانبى اليوم....ولكن حمدا للة انكما بجوارى والا لم اكن لاقدر على اجتياز تلك الاحداث السريعة وحدى...اشكركما من كل قلبى...واحبكما كثيرا...تذكرا هذا دائما..!!
ـ قالت صوفيا محاولة لاضافة جو المرح على تلك اللحظات العاطفية....احذرك لامار...لن اعيد اصلاح ماكياجك مرة اخرى ...الافضل ان تتجنبى الدموع...والا تركتك بعينان تشبهان الباندا ....ان نيكولا يتوقع عروسا ساحرة..,ليس امراة بهالات سوداء حول عيناها....هيا..لا داعى للبكاء انتما الاثنتين...وصمتت لثوانى ثم قالت بصوت منتحب...اظن اننى انا الاخرى سابكى معكما؟؟!!!.....
ـ اقتربت منها لامار تعانقها قائلة...اوة...حبيبتى ..لا تبكى والا افسدت انت ايضا مظهرك الرائع فى هذا الثوب الصاروخى...يبدو انك سوف تفوقيننى اليوم جمالا وسحرا...اراهن بان الكثير من الرجال الوسيمين سيحاولون التقرب اليك الليلة....
كانت صوفيا ترتدى ثوبا من القماش البنى اللماع برباط يلتف حول الرقبة...قصير لاعلى ركبتيها ...يظهر صدرها بوضوح..عارى الظهر حتى فوق مؤخرتها بقليل فقط.....ضيق على جسدها يظهرة برقة ورشاقة...كانت تبدو فاتنة لعوب...ذوقها اعتادت علية كل من هيلدا ولامار واعتبرو محاولات اقناعها باختيار ثياب اقل اثارة...قضية خاسرة!!!!
ـ قالت لامار مقهقة...انت مجنونة...ان هذا الثوب!! ...لا اعرف كيف اصفة الا بانة...كارثة...
ـ دارت صوفيا حول نفسها بسعادة قائلة..اعترفى انة رائع..أنة احدى ابتكارات دار ازياء روكوباروكو الجديدة...
ـ تنهدت لامار قائلة..بالطبع هو رائع يا حبيبتى ولكننى اخشى من انة سيحول كل الرجال فى الحفل الى اسود ضارية لن نستطيع ترويضها..!!
ـ قالت هيلدا بحاجبين معقودين...اتسائل متى سوف تكبرين وتصبحى فتاة عاقلة....ان ثوبك فاضح...
ـ قالت صوفيا بعناد...بل ان ثوبى راااائع...ارجوك ليس الوقت مناسبا لدروس الاخلاق الان...دعينا من ثوبى...هل رايتما الكنيسة كيف قام بتزيينها نيكولا...انها تبدو تحفة...وكانها علبة حقيقية من المجوهرات...ان الذهب فيها موجود بكل مكان وكل ركن...ولكننى لن اخبرك لامار باقى الزينة كيف تبدو..!!..ساتركها مفاجاة لك...
كانت كنيسة علبة المجوهرات بايطاليا مشهورة بسقفها وجدرانها المرسومة بماء الذهب الحقيقى... الرسومات التى رسمها اشهر الرسامين فى عصر النهضة تجعلها احدى التحف التى تفتخر ايطاليا كلها بوجودها على ارضها....
ـ قالت لامار بلهفة...هل رايت نيكولا ...؟؟
ـ ردت صوفيا بسعادة...نعم رايتة...يبدو وسيما رائعا مثلك تماما...انكما تليقان ببعضكما كثيرا....اة..لقد نسيت ...لقد اعطانى سترتة فى الخارج لاعلقها حتى يحين ميعاد المراسم فاردها لة ليرتديها...
اتصدقين انة وجد بعض من اكاليل الازهار ليست فى موقعها الذى حددها لمصممين الحفل فاصر على ان يعدل وضعها بنفسة قائلا...انة يوم مهم فى حياتكما فيجب ان يتاكد بنفسة من ان كل شىء مثالى كما تتمنيان...!!...كم يحبك لامار...
ـ شردت لامار تحدث نفسها...بل كم احبة انا...لقد اشتقت الية فى الساعات الاخيرة كثيرا...لقد ملا حياتى
ليتة يشعر بما اشعر بة..ربمايجب ان اخبرة...نعم ساخبرة الليلة واجعلها مفاجاة لة......ساخبرة كم احبة...من يدرى !!..
ربما بادلنى المشاعر يوما ما حين يدرى كم احببتة...نعم...ساخبرة الليلة حين نكون وحدنا... بعد حفل الاستقبال...كم اتوق لان نصبح وحدنا لاخبرة كم احبة...
ـ افاقت من افكارها على صوت صوفيا تقول...لامار ..اين شردت بافكارك...ان هذا ليس الوقت الملائم لذلك...من فضلك هيلدا اذهبى الى الخزانة التى وضعنا فيها الخمار الفضى الذى سترتدية لامار واحضرية هنا ليكون جاهزا ...ان الوقت يمر بسرعة وبدا توافد المدعوين لمراسم الزفاف بالكنيسة فى الخارج...لقد اصبحت علبة المجوهرات مليئة بالحشود من الصحفيين ورجال الاعمال والاصدقاء...هيا هيلدا..اسرعى...اما انا ساذهب لتعليق سترتة فى الخزانة...يالغبائى لقد تركتها على ظهر المقعد ...ارجو الا تكون قد تجعدت...
ـ قالت لامار مبتسمة...لا عليك صوفى..اذهبى وساعدى هيلدا لاحضار مشبك الخمار الفضى..اوة..ولا تنسى احمر الشفاة القانى من علبة ادوات التجميل..واحضرى عطر لامار معك من فضلك... واتركى لى انا السترة ساعلقها بنفسى...اة...انتظرى ...اذا صادفت نيكولا...اخبرية كم تشتاق عروسة...لرؤيتة!!
ـ ابتسمت لها صوفيا بحنان قائلة...كما تريدين...كم انا سعيدة لعودة السعادة لعيناك الجميلتين ..بعد طول غياب...اتمنى لك ولة تلك السعادة دائما..واحتضنتها قائلة...لن اغيب طويلا...
ـ تنهدت لامار ودارت حول نفسها...شعرت كانها تطيرمن فوق الارض...وكأن غرفة الملابس الصغيرة بالكنيسة...اصبحت فضاء واسع تحلق فية براحة وسعادة...
اتجهت للمقعد بخطوات واسعة وحملت السترة بين يديها محتضنة اياها بلهفة...امسكت بمشجب الملابس وهمت بتعليقها فوقعت منها حافظة جيبة الجلدية الفاخرة...امسكتها لامار ككنز ثمين وقربتها تشتم عبيرها من العطر الفاخر الذى يضعة دائما نيكولا...
همت بان تضعها مرة اخرى فى جيبة فوجدت جزء صغير من صورة ضوئية تظهر من الحافظة...فتحت الحافظة بخجل تشعر انها تعتدى على خصوصيتة...ولكن غلبها الفضول لتعرف صاحب الصورة التى يبدو انة يحتفظ بها دائما فى جيبة...قرب قلبة...فتحت الحافظة باهتمام ونظرت الى الصورة الضوئية..
ـ حينها...دارت بها الارض ... تعرفت على الاشخاص فى الصورة وشعرت للحظات بدت كالدهر كانها ستفقد وعيها...تمسكت بباب الخزانة الا تقع...ومشت بصعوبة ناحية المقعد وجلست لتلملم شتات نفسها...!!
شعرت بهروب الدم من جسدها حين اعادت النظر الى الصورة...متمنية ان يكون ما راتة حلم ...او خيالات اشباح ستختفى ويعود واقعها الجميل...ولكنها الحقيقة...!!
انة نيكولا يقف بسعادة ممسكا بصنارة الصيد فى يدة واليد الاخرى يضعها على كتف رجل يبدوان فى رحلة صيد معا...ولكنة ليس اى رجل ؟؟...انة انطونى..انطونى ديميرا....حبيبها القديم....يمسك هو الاخر فى يدة سمكة كبيرة والسعادة تبدو جلية علية....كان الامر بالنسبة لها كالصاعقة التى سقطت على راسها...ادارت الصورة تقرا الكلمات خلفها...فزادتها الكلمات فزعا....
الى صديق العمر والطفولة...الى ابن خالتى الوفى..
لذكرى ايام سعيدة
المخلص الى الابد
طونى
وكان الارض تهتز من تحت قدميها...ما هذا الغموض....لماذا اصر اذا على الزواج منها...ما الذى يريدة ؟؟ هزت راسها بفزع..يا الهى..اذن انطونى قد مات!!!..لا يمكن..انة كابوس!!!
انة يعلم جيدا انها كانت تحب انطونى...ابن خالتة..لقد اخبرتة بنفسها وبصراحة ..عن حكايتهما القديمة... وتفاصيل اخرى كثيرة كان يصر على معرفتها فى الايام الثلاثة الماضية..وقد اخبرتة ببساطة دون اى انتباة ..بمدى اصرارة على معرفة تلك التفاصيل!!!!
اذن هى متاكدة من انة يعلم ان الشخص الذى اخبرتة عنة..هو نفسة انطونى..ابن خالتة..!!!.ما الذى يهدف الية من كل ذلك...صدمتها حيرة عصفت بكيانها...انها لم تعد تدرى اى شىء..وعاد السؤال يتردد براسها وبجنون؟؟؟لماذا اصر على الزواج منها...؟؟
اذن الحادثة التى تكلم عنها والتى كانت السبب فى الندبة اسفل ضلعة الايسرهى منها...لا..لا يا الهى...انطونى..مات... لا..لا اصدق ...لقد مات فى الحادثة مع نيكولا...
هزت راسها بحزن...لا لايمكن...بالتاكيد هى مجرد مصادفة...لا يمكن ان يكون ذلك هو التفسير الوحيد...لا يجب ان تدمر كل شىء بشكوك غير مؤكدة...يجب ان تنتظر...ستسالة الليلة وسيوضح لها كل سيطمئنها ويخبرها كم هى سخيفة تلك الشكوك الحمقاء براسها....ستعود اليها سعادتها مرة اخرى...بالتاكيد هناك تفسير!!...بالتاكيد هو لا يعلم ان انطونى صديقها..هو نفسة ابن خالتة!!!!
ستتمالك اعصابها الان...و....وتبدو كعروس سعيدة ..ستطرد تلك الافكار السوداء ...وستثق بنيكولا...
ستتمم مراسم زفافها بهدوء...ولن تسالة عن شىء الا حين يكونا بمفردهما...نعم هذا ما ستفعلة...
ستستجيب لصوت العقل!!!!!!!
عزفت الات الارغن العتيقة مقطوعة الزفاف....وصوفيا بصفتها الاشبينة الوحيدة للعروس فقد تقدمتها بخطوات
تفيض دلال ورقة بنظرات شقية ماكرة وهى تتفرس فى كل الحضور من حولها مؤكدة على ثقتها بمدى تاثيرها القوى على كل من تقع عيناة عليها...
حين اقتربت من المذبح تلاقت نظرات عيناها بعينى اشبين العريس!!!!!!!
ولمحتة يغمز اليها بعينة اعجابا فابتسمت لة بدلال وكانها ترد الية نظرات الاعجاب بمثلها...كان رجلا وسيما يزيد عنها طولا بحوالى الخمس سنتيمترات ذا شعر ذهبى وعينان خضراوان صافيتان ...علمت قبل الزفاف بقليل انة المساعد الايمن لنيكولا يدعى ستيفن بيرى وهواحد اصدقائة المقربين...
قالت لنفسها وهى تقترب من مكانها امام المذبح....يبدو اننا على اعتاب مغامرة جديدة....مثيرة!!!!
ـ ظلت عينا نيكولا مركزتين على مدخل القاعة الجانبى الذى ستخرج منة العروس...وكانت الموسيقى تملا نغماتها الاجواء حين خرجت لامار من الباب الخشبى ترفل فى ثوب الزفاف الفضى وكانها حورية ملائكية اتت من القمر...وضعت خمارا شفافا فوق وجهها اضاف اليها مزيجا من الرقة والغموض ... عطرها النفاذ ملا نسمات الهواء داخل الكنيسة كمن اتت لتنشرعبيرها على كل من حولها ....
وقد لمعت شفتاها المكتنزتين من تحت خمارها بلون احمر لامع زادها اغراءا واثارة...كتم جميع الحضور انفاسهم منبهرين بطلتها الغير عادية ..تاملت المكان من حولها بنظرات زائغة حائرة ...
ففاجأها تصميم الزينة لقاعة علبة المجوهرات...لقد ملأ نيكولا الاركان بباقات الزهر الحمراء...فى كل مكان تقع عيناها علية..وقد اضيئت الشموع الذهبية حولها... زاد بريق نيرانها بهاء المكان وروعتة....مع الشرائط الحريرية الذهبية على المقاعد وقد اصبحت كنيسة علبة المجوهرات...علبة مجوهرات بحق زادت ماساتها الثمينة واحدة بدخول العروس الفاتنة!!!!
ورغما عنهارفرف قلبها من الحب والشوق الية برغم الصدمة العنيفة التى تلقتها...انة لم ينسى زهرتنا الحمراء..لقد ملا لى المكان بها...انها مشاعرى نحوك نيكولا..!!!.تملا المكان !!!!...
كانت تتفرس فى الوجوة حولها بلا هدف وهى تخطو نحو المذبح...وقعت عيناها اخيرا علية وهو ينظر اليها بفخر تقول نظرات عينية...انها تخصنى وحدى...انها ملكتى....قالت لنفسها حين التقت نظراتهما...نيكولا!!...اتوسل اليك...لا تخذلنى...!!!
لن احتمل عذاب الانكسار...اذا كان على يديك!!!...دفات قلبها تضرب بعنف داخل صدرها ...تسمعها اذناها بوضوح اعلى من صوت موسيقى الارغن الصاخبة...!!!...
اقتربت من نيكولا بهدوء ومد اليها يدة يلتقط يدها باجلال واوقفها امامة وبينهما الكاهن...رفع خمارها بيد مرتعشة ثم رفع يدها الى شفتية ملثما يدها دون ان يبعد عيناة عنها....بنظرات مبهورة تفيض شوقا ولهفة.....
لمعت فلاشات الكاميرات فى ايدى المصورين من كل مكان تلتقط للعروسين لقطات عديدة وهما يقفان جنبا الى جنب وقد شبكا ايديهما معا..
ـ بدأ الكاهن بالكلمات المعتادة وعلى وجهه ابتسامة راضية هادئة...لم تعى لامار اى حرف مما قال...فقد كان ذهنها مشغولا وقلقا بما اكتشفتة من مفاجاة قبل دقائق من الزفاف...ولكنها افاقت على كلمات نيكولا يرد على سؤال الكاهن...هل تقبل لامار فيرناندو زوجة لك...نعم...اقبل...اعاد الكاهن عليها السؤال...وكانت مشاعرها المضطربة قد وصلت لاخر مداها عصفت براسها وشوشت عقلها ...
انها ضائعة وحيدة خائفة وسط هذا الحشد ممن حولها...لم تنطق لتجيب الكاهن...طال صمتها...وعيناها تلمعان بدموع متجمدة كقطعتين من الجليد....اصيب نيكولا بالاضطراب...وعقد حاجبية فيما بدات ابتسامتة بالتلاشى....
ناداها الكاهن وقد وصل صوتة اليها وكانة ات من مكان بعيييييد...لم تنبهها الا هزة قوية على يديها من اصابع نيكولا...قائلا...لامى؟؟!!...لم تجيبى على سؤال الكاهن...!!!
ـ قالت لامار يملؤ وجهها الحيرة...تنظر حولها بفزع.انا..انا...؟؟!!
ـ تجمدت نظرات نيكولا وظهر الغضب والتهديد فى عيناة...اخذت لامار نفسا عميقا مغمضة عيناها واستجمعت كل ما لديها من شجاعة قائلة وبوضوح....انا.....اقبل!!...
زفر جميع الحضور بارتياح انفاسهم المكتومة من هذا المشهد المثير للعروس المترددة ...وكانت اقلام الصحفيين من حولها تكتب بسرعة وهستيرية كل كلمة وكل حرف فى هذا الحدث الجلل......
قال الكاهن برصانة...اعلنكما زوجا وزوجة...بامكانك ان تقبل العروس.....
ـ اقترب منها نيكولا ببطء ..كانت فى البداية قبلتة باردة لا معنى لها تفيض..مرارة وكانها خانتة برفضها وصمتها امام الناس...وبالتدريج زادت قبلتة حرارة لم تستجب لها لامار كعادتها..
ونسى وجودة بين المدعويين حتى تنحنح الكاهن ينبهة بحساسية الموقف...ابتعد عنها مرغما على مضض..وقد ضجت قاعة الكنيسة بالضحك والتصفيق الحار......القيت الازهار الحمراء على العروسين تودعهما للخروج من الكنيسة تلاحقهم كاميرات المصورين من كل مكان ..ولامار تشعر وكان حجرا ثقيلا يجثم فوق صدرهاوموضع قلبها فارغ تصفر فية الريح!!!....
استقل العروسين الليموزين الفاخرة متجهة بهما الى الفندق الذى اختارة نيكولا لاقامة حفلة الاستقبال بمناسبة الزواج....
ـ التزم كل منهما الصمت طوال الطريق ...لم ينظر اليها ولم يعرها اى انتباة وكانة يعاقبها على فعلتها امام المدعويين فى الكنيسة...حين افتربا من وصولهما للفندق التفت اليها قائلا ببرود...
ـ ساعتبر ما حدث منك اثناء المراسم ...قلق عادى واضطراب تصاب بة اى عروس....ولكن من الان لن اسمح باهانتى مرة اخرى امام الناس ....مبتسما بسخرية قائلا بمرارة....والان....هل تسمح العروس السعيدة بعناق لعريسها المشتاق...
ـ همت بالاعتراض ولكنة اسكتها باشارة من يدة قائلا...عفوا...نسيت...من الان ...ساخذ حقى وكل ما حلمت بة ...دون اى استئذان...واقترب منها معانقا بلهفة وشوق لدقائق طويلة غابا فيها عن المكان وتجاوبت معة لامار بكل مشاعرها..بكل جموح ورغبة اخفتها عنة من قبل....
متناسية للحظات القلق الذى كان يعصف بها منذ قليل...دق صوت فى راسها يقول...ان قربة خطير..يغيب عقلك ويشل تفكيرك...حاولى البقاء يقظة..ان الاتى...لا يمكن التكهن بة...ولكنها صمت اذناها عن تلك التحذيرات واندمجت معة بكل احاسيسها حتى ابتعد عنها قائلا....نمرة مجنونة!!...لم فعلت ذلك؟؟...لم كان ترددك الغريب فى الكنيسة؟؟!!
ـ اطرقت براسها هاربة من نظرات عينية الحائرة...والتزمت الصمت بعناد....
ـ تنهد قائلا...لا باس ...لا اريد اى تفسير...ولكن اخبرينى...همس لاذنها ...هل اشتقت الى؟؟؟
ـ رفعت راسها تبتسم من طبيعتة المتغيرة كمياة البحر...احيانا هادئة واحيانا عاصفة واحيانا غامضة كاعماقة السحيقة!!!.....قالت بغنج مثير...ابدا!!
ـ رد بمكر..ابد؟؟..ابدا؟؟...سنرى الليلة الى أى مدى اشتقت الى؟؟؟!!
صعدا معا على سلالم بوابة الفندق ترتسم على وجهيهما السعادة وقد وجدا المصورين ايضا فى استقبالهم متحمسين يحاولون التقاط المزيد من الصور ويحاولون القاء بعض الاسئلة السريعة وكان من بين اسئلتهم سؤال اشعرتها اجابة نيكولا علية ببعض الامل ان يكون هناك صحة فى بعض مما قال..!!
ـ قال الصحفى باهتمام...سنيور كريستيانو..ترى لماذا اقدمت على خطوة الزواج بعد سنوات من المغامرات النسائية...ماذا اعطتك الانسة فيرناندو ولم تجدة عند سواها؟؟؟
ـ احتضن نيكولا خصرها وطبع على شفتيها قبلة سريعة ثم التفت الى الصحفى يجيب قائلا...ان من يقف امامك الان ...ليس نيكولا كريستيانو !!!...بل رجل...مجرد رجل عاشق حتى النخاع...وبالنسبة لما وهبتنى اياة دون غيرها...فقد وهبتنى السعادة والعاطفة التى كنت ابحث عنها طوال حياتى....خلقت خصيصا لى..لانها تكملنى...وتهبنى الامل فى حياة مستقرة سعيدة...
واعتذر بلياقة من الاسئلة الاخرى متعللا بحاجتهما الى الراحة...للاستعداد لحفلة المساء...فى الفندق...امسك بيدهاودلفا معا الى الداخل تتبعهما النظرات الفضولية من الرجال والحاسدة من النساء..!!
ـ ضحكت برقة تهمس الية...انك تتدبر امرك جيدا مع الصحافة...يجب ان تجرب التمثيل يوما ما...ستنجح بالتاكيد؟؟؟
ـ اممم...لا اظن....اعتقد اننى ممثل سىء!!!!
ـ نظرت الية بحيرة قائلة...ولكنى اقسم ان هوءلاء الصحفيين اقتنعوا بكل كلمة خرجت من فمك منذ قليل...بل اننى اظن ان بعضهم كان على وشك البكاء تاثرا!!!!
ـ خطا خطوات سريعة دون ان يجيب تساؤلها الملح ....هيا والا سنتاخر!!!!!
..استلم بطاقة جناحهما المحجوز باسم السنيور كريستيانو وحرمة...مع تمنيات موظف الاستقبال لهما بحياة سعيدة...وعيناة تتاملان لامار باعجاب واضح...
ـ قال نيكولا بغيظ وابواب المصعد تغلق بعد دخولهما...يبدو اننى ساحطم اسنانا كثيرة من الان...موظف الاستقبال الابلة بنظراتة الولهة اللعينة!!!
ـ قالت بتسلية...مسكين نيكولا...تعانى من الغيرة...لاول مرة فى حياتك...يتقطع قلبى من اجلك؟؟؟
ـ قال مهددا...سعيدة انت؟؟...امم...لا باس...ستسددين فاتورة الشماتة الواضحة بعيناك خلال ثوانى...!!!
ـ قاطع همسهما عامل المصعد قائلا...وصلنا..تهانئى لكما سنيور...ونظرات عيناة لا تفارقان لامار بابتسامة بلهاء....
ـ قال نيكولا بنفاذ صبر...اشكرك...والان افتح ابواب المصعد اللعين...وقال من بين اسنانة..والا يبدو اننى سارتكب جريمة ليلة عرسى!!!
ـ قالت لامار وهى تدلف لخارج المصعد مقهقة..نيكولا...لا تكن متوحشا...اترك العامل المسكين...لقد اصبتة بالرعب....
ـ قال وهو يمد ذراعية يحملها دون مبالاة بدهشتها...المعتوة ابتسامتة البلهاء هو الاخر كادت تفقدنى عقلى...ماذا افعل وعروسى الفاتنة تخطف عقول الرجال فى كل مكان...حتى المختلين عقليا منهم....
ـ قالت مبتسمة...دعنى ...استطيع المشى للباب بنفسى...لى قدمين بصحة جيدة ..كما تلاحظ!!!
ـ ابتسم مقهقها...لا اريد ان اجلب لنا الحظ السىء...يجب ان يحمل العريس عروسة عند عتبة المنزل..
ـ ولكنة ليس منزلنا...!!
ـ لا باس..ساحملك ..عند كل عتبة باب نعبرها معا الليلة...لا تقلقى!!!
فتح باب جناحهما بالبطاقة المغناطيسية ولامار تلف ذراعيها حول عنقة....دلفا معا للداخل واضاء نور حجرة الاستقبال التى اتسمت بالفخامة.... تنساب من اركانها نغمات لموسيقى حالمة.....انزلها ببطء تقف على قدميها وامسك بكتفيها ينظر لعيناها قائلا...
ـ للاسف ليس لدينا سوى نصف ساعة لكى نستعد الى الحفل!!
ـ قالت لامار باستغراب...اى حفل؟؟
ـ لقد طلبت من هيلدا وصوفيا الا يخبراك بامر حفل الاستقبال الذى قد اعددتة من اجلنا ..هنا...فى احدى قاعات الفندق...قاعة الكريستال..انها من ارقى القاعات الموجودة وقد ملاتها لك بزهورنا الحمراء...لكى تشعرى بما اشعرة حين تكونين قربى كلما التفتت حولك...!!
ـ قالت باحباط...نيكولا..اولا انا متعبة للغاية...ثانيا...لم احضر معى اى ثوب لتلك الحفلة...لقد ظننت اننا سوف نبيت الليلةبمنزلك وغدا نسافر الى الريفييرا الفرنسيةونقضى شهر العسل فى فيلتك الخاصة على شاطىء البحر...
ـ طبع قبلة على باطن كفها هامسا...لا تقلقى لامى..لقد احضرت لك الثوب..وهو مفاجاة ارجو ان تعجبك!!
تعالى معى...امسكها سارا معا ليدخلا من الباب الخشبى الفخم لغرفة النوم المخصصة للعروسين...واقترب من خزانة كبيرة باللون البنى... فتح احدى بابيها وامرها قائلا...اغلقى عيناك من فضلك...اطاعتة مبتسمة بلهفة...لقد احضرت لك ثوبا ذهبيا رائعا....شهقت باحباط قائلة...اوة..لا...نيكولا..لا يمكننى ان ارتدية ...هل نسيت اننى...قاطعها واضعا سبابتة على شفتيها قائلا...افتحى عيناك وانظرى اولا الية...انا لم انسى شيئا...!!!
ـ فتحت عيناها باحباط وياس...ثم اتسعت عيناها بانبهار من ما رات...لقد كان ثوبا بتصميم رائع...قالت بسعادة ..انة ليس ذهبى...
ـ قال برقة...انظرى جيدا..وحرك الثوب يمينا ويسارا بين يدية...فتحول لونة من اللون الاخضر الامع الى اللون الذهبى ثم الى اللون العسلى فالاحمر المشتعل...لقد كان تحفة لم ترى مثلها من قبل..كان يحتوى على عدة طبقات من القماش الشفاف الرقيق بالوان متعددة...وامتزاج تلك الالوان فوق بعضها اخفى وضوح اللون الذهبى ..وجعلة غامضا مبهما!!!!
ـ قال لها بابتسامة غمازتية...هل اعجبك...لقد طلبت من دار جيانى ان تصنعة خصيصا من اجلك...من سيراة سيظنة اخضر ولكن حين تتحركين سيحتار من ينظر اليك فى لونة الحقيقى...لقد صممة ...روبرتو فيدالى بنفسة من اجلك...اشهر مصممين الازياء فى جيانى!!!!..اة كنت سانسى...اخرج من جيبة سلسلة ذهبية تشبة القرط الذى ورثتة عن والدتها...لقد طلبت من احد صانعى المجوهرات القدامى صنع تلك السلسلة التى يشابة تصميمها تصميم قرط والدتك.. ما رايك...هل تعجبك؟؟؟
ـ احتضنتة بحب قائلة...لا ادرى كيف اشكرك نيكولا...انك رائع...لقد فاجاتنى باجمل مفاجاة فى حياتى...لم اكن اظن باننى سارتدى ثوب ذهبى ابدا...ولكن معك..لا يوجد مستحيل..انت ..انت..اشكرك!!!..اوة....والسلسلة الذهبية ايضا...هزت راسها بحيرة...لا ادرى ما اقول....!!
ـ قال هامسا...لا تقولى شيئا...لا يكفينى الشكر الشفهى...هل نسيتى ان لديك فاتورة لتسدديها...بالطبع ليس لدينا الوقت لتسديدها بالكامل..ولكنى ساكتفى بدفعة مقدمة...اقترب يلف ذراعية حول خصرها رافعا اياها عن الارض هامسا فى اذنيها...فاتنة...وغابا فى عناق طويل بدا هادئا ثم اصبح متطلبا ملحا .
ثم شعرت بيدية تفلتانها وتصبحا اكثر الحاحا وجراة..ابتعدت عنة متلاحقة انفاسها تقول بصوت مبحوح...الحفل نيكولا...سنتاخر...
قال متاوها..اوة..جبانة..حسنا..لن تهربى منى الليلة..بامكانك الهرب الان ..ولكن...ستسددى كل ما عليك وبالفوائد لاحقا..اذهبى الان وخذى حماما سريعا قبل ان افقد المتبقى لى من عقلى..والغى الحفل باتصال تليفونى!!
طبعت على خدة قبلة سريعة وقالت هاربة...لا ح..وقالت متداركة كلماتها...لا حقا...لا داعى...ساكون جاهزة خلال دقائق....تركتة تجرى مسرعة داخل الحمام ..وقد ارتعبت لمجرد انها تخيلتة وقد سمعها تقول بلا انتباة..لا حبيبى...تنفست الصعداء لانها تداركت خطاها فى الوقت المناسب......
|