كاتب الموضوع :
مايا مختار
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الفصل السادس
ـ اتسعت ابتسامتها رغما عنها وسالتة...اتاتى لى بنجمة من السماء...
ـ نظر لعمق عيناها بحنان قائلا...فقط لو شئت ذلك..تمنى على لامار ..وسترين...ولكن اسرعى والا سقطت بعيدا....هل تريدينها؟؟!!
ـ قالت مداعبة...حسنا نيك...احضرها الى الان...
ـ كما تشاء نمرتى الساحرة...يكفينى ان سمعت اسمى يخرج هكذا من بين شفتيك...قولى ورائى .... ..واحد..اثنان..ثلاثة...ورفع يدة للسماء قابضا شىء وهمى انطفا بعدها وميض النجمة ولامار تضحك من عرضة الغريب بصوت عذب...
قرب كفة امام عيناها وفتحها ...وجدت فية ماسة تلمع بنور القمر على شكل مربع صغير..مثيتة فوق خاتم من الذهب الابيض تحيط بها ماسات مصغرة منها باللون الازرق الباهت يخطف بريقها العيون...قال لها وهو يرفع يديها يلبس الخاتم فى اصبعها..ها هى نجمتك قد اسقطتها بين يداك...هل تصدقيننى الان...فقط تمنى على لامى وسترين!!
ـ نظرت للخاتم فى يدها وهو يرفعها الية مقبلا وقالت مبهورة...انة رائع نيكولا ..لا اجد كلمات لوصفة...لقد احضرت لى النجمة من السماء كما وعدتنى بالفعل...احبة كثيرا نيكولا ...اقتربت منة محتضنة اياه تتلالا الدموع فى عيناها وقالت هامسة فى اذنية...بل اعشقة!!!
ـ قال محتضنا اياها بشدة ...سعيد انة اعجبك عزيزتى...انة خاتم الخطبة الذى تاخر كثيرا...ليتنى احضرتة قبل ذلك لاحصل على هذا العناق الرائع...لقد اسكرنى احتضان ذراعيك لى..انها المرة الاولى دون عناد...
تجمعت الدموع بعيناها قائلة فى نفسها...لو انك تعلم نيكولا ..لو انك فقط تعلم!!!..
وابت الدموع كعادتها السقوط.
ظلا يرقصان لفترة طويلة ملتزمين الصمت وكانهما فى لحظات مسحورة يخشى كل منهما ان يتكلم فيكسر سحر تلك اللحظات...
ـانتهيا من الرقص وكانت الساعة تجاوزت الثالثة...جلسا على المقعد متلاصقين واقترب منها معانقا اياها بشغف لدقائق عديدة مرت كالحلم ..ابتعد عنها ببطء يسالها..هل انت سعيدة الان وانت معى ...؟؟
ـ لم تجبة على سؤالة وانتبهت كانها افاقت من حلم طويل...متى سنعود...لقد تاخر الوقت...؟؟
ـ قال بهمس..لا يهم ان تاخر الوقت..ابقى معى الليلة..وساعيدك غدا بنفسى...ارجوك لامى..ابقى..
ـ قامت رافضة بعنف...لا لن ابقى اريد ان اعود للمنزل الان..من فضلك نيكولا؟؟..انا متعبة واريد النوم..
ـ قام ليجلسها مرة اخرى قائلا...حسنا ..حسنا اهدئى..ساخبر الكابتن ان يعود بنا حالا...اجلسى واطمانى...
اعدك بان لا افعل ما لا يرضيك ...اجلسى من فضلك...وابتعد عنها مسرعا وغاب للحظات ثم اتى يقدم لها شراب فرفضتة وجلست مسترخية بجانبة على المقعد...بدا اليخت بالابحارمرة اخرى فى طريق العودة وانسابت الامواج هادئة بصوت خافت حولهما...تحرك اليخت مهدهدة اياة برقة فوق سطح المياة...
ـقالت وعيناها ثقيلتين من النوم... شىء غريب لماذا هواء البحر يلامسنى دافئا رغم برودة الجو؟؟..
ـ انها الشمس يا عزيزتى قد ادفات المياة طوال النهار وعندما يلامسها الهواء ليلا يسخن من سخونتها فيهب دافئاليلا..
ـ شىء غريب...اشعر اننا نسير ببطء اكثر من سرعتنا عندما اتينا الى هنا...
ـ هل مللت منى...الهذة الدرجة تستعجلين فراقى...
ـ تنهدت وقد شعرت باالسترخاء والنوم يزحف لعيناها ....لا..انت لا تعلم اننى اود....وقطعت حديثها بعد ان اغمضت عيناها غابت فى نوم عميق...
ـابتسم نيكولا اليها بحنان وقبل جبينها ثم حملها بين ذراعية لغرفة الجلوس الزجاجية و فتح الاريكة الكبيرة محولا اياها لسرير وثير ...مددها علية برفق ووضع فوقها الغطاء تاركا اياها ليدخل الى الحمام.....
فتحت عينيها مرغمة بسبب ضوء غريب باهت تسلل لجفنيها...استيقظت ولا تستطيع ان تتذكر اين هى...احست بثقل فوقها يعيقها عن الحركة...انها ذراع رجل!!!...
فزعت للحظات متسائلة ومازالت اثار النوم تسيطر عليها...اين انا؟؟...التفتت تنظر بجانبها فرات نيكولا نائما على سريرها يغط بثبات عميق...كان لا يرتدى سوى بنطلون بيجامتة فقط!!!..انة نصف عارى!!!.. يالهى...ما هذا الجرح الرهيب ..كان هناك خط احمر قاتم تحت ضلوع جانبة الايسر ويبدو انة ليس من مدة طويلة...ترى ماذا حدث لة ليحصل على ندبة كهذة ..بالتاكيد لم يكن بالامر السهل ابدا..
التفتت حولها تحاول التركيز لتتذكر اين هى...وجدت نفسها فى الغرفة الزجاجية...ما الذى اتى بها الى هنا...
قطع انفاسها منظر رائع لم ترة من قبل...ياااة...انة الفجر...السماء مصبوغة بعدة الوان متداخلة ..الاحمر والبرتقالى والوردى...فى لوحة طبيعيةرائعة...انها تحيط بها من كل جانب...خطف المنظر انفاسها؟؟؟
ـ لم يكن الضوء قويا وواضح حين استيقظت ولكنة الان اكثر وضوح ...الشمس بدات فى الظهور من خلف البحر فى مشهد ساحر...ان زجاج الغرفة يسمح لها بمشاهدة ذلك المشهد الرائع النادر...حبست انفاسها بانبهار تتامل فى هدوء ما تراة عيناها...شعرت بلمسة شفتية على خدها وقد استيقظ هو الاخر ...
ـ قال مبتسما...انها خيوط الصباح الاولى...هل اعجبتك هديتى...اردت احضار الفجر اليك وتكونين اول من يشاهدة اليوم...
ـ قالت مشدوهة دون ان تلتفت الية......انة رائع بل ساحر...ثم التفتت الية تقول هامسة...لقد اهديتنى نجمة من السماء..وها انت تهدينى فجر جديد...هداياك بالتاكيد ليست عادية ابدا...
ـ ابتسم بحنان قائلا.بالطبع يجب ان تكون غير عادية..انت بنفسك تحفة غير عادية...كنت انتظر حربا شعواء واعتراضات لن تنتهى اذا ما افقت ووجدت نفسك معى هنا...وها انت كالعادة ...تفعلين عكس ما اتوقع...سعيد لاننى اخفقت فى توقعاتى هذة المرة...
ـ لم ترد على كلماتة فقد اجتذبها المشهد لدرجة انها فقدت القدرة على التركيز..وكانها تجلس على طرف العالم تشاهد مولد الشمس عن قرب ...ظلا صامتين فترة طويلة وهو محتضن اياها يشاهدان معا تلك اللحظة ...قال بصوت خافت..انها المرة الاولى التى ارى فيها الفجر من هنا واشعر اننى املك العالم...!!
قربى منك لامار يعطينى ذلك الشعور..بامتلاكى لك... امتلك كل شىء..لا اريد سواك لامى...لن اقبل بغيرك...لقد صبرت طويلا لاحصل عليك..وها قد شهد علينا فجر جديد بانك ستكونين لى... نظر اليها بتصميم وثبات..
ـرفعت يدها برقة تلامس خدة ثم دست اناملها داخل شعرة الكثيف...هناك ما اريد ان اسالك عنة نيك؟؟؟
ـ قال متاملا ملامحها الجميلة...لك ما تشائين ....اسالى !!
ـ هناك ندبة كبيرة باسفل جنبك...من اين حصلت عليها...تبدو نتاج حادث رهيب!!!!
ـ ظهرت فى عينية فجاة ملامح من حزنة الغامض ونهض مبتعدا عن السرير ليقف امام الواجهة الزجاجية دون ان ينطق بكلمة على سؤالها...بقى للحظات صامتا بدت للامار كانها الدهر ..حتى انها ندمت على سؤالها وودت لو تستطيع ان تسحب كلماتها لتعيدها داخل فمها...همت بالفعل ان تعتذر لة عن السؤال ولكنة سبقها....
ـ كان عاقد ذراعية فوق صدرة ليخفى يدية المرتعشتين وتنهد طويل ثم قال بصوت عميق متردد وكانة يتذكر كابوسا رهيبا...كان حادثا بشعا نجوت منة باعجوبة وراح ضحيتة من كان معى فى السيارة...كان ابن خالتى ...
ليلتها اتى الى منزلى وحدثت بيننا مشادة حول ...حول ...امر ما ..
اعترضت فية على احدى تصرفاتة التى كنت اراها فى هذا الوقت انانية وطيش منة... رغم اننى الان اراها خيانة منى لصلة الدم بيننا..تصاعد الخلاف بيننا وحدث انة تركنى ثائرا يهدد بانة سيقطع صلتة بى نهائيا..
ركضت خلفة احاول ان ايقافة لنفض الخلاف اكراما لخالتى وصلة الدم وقد كنا قريبين جدا من بعضنا فقد تربينا معا منذ صغرنا لذلك كان خلافنا رهيبا وصدمتة فى كانت كبيرة....
وجدتة يحاول ركوب سيارتة بحالتة المنفعلة الثائرة..خشيت ان اتركة وحدة بتلك الحالة فركبت بجانبة رغما عنة...قاد سيارتة بجنون وانا احاول ان اهداة واقلل من سرعتة ولكنة ابى ان يستمع الى حديثى ...كان غضبا اعمى وانانية منى ...هى من اوصلتنا لتلك الحالة الرهيبة ومما زاد من خطورة موقفنا...
سيارة يقودها سائق متهور ضيقت علية الخناق..ومن شدة عصبيتة... فقد السيطرة على عجلة القيادة وسقطت السيارة من فوق مرتفع ولحسن الحظ لم يكن مرتفع شاهق ...فنجوت انا ولكنة لم ينج...
صمت وجسدة يرتعش من الذكرى البشعة ثم قال بصوت سمعتة بصعوبة...مات صديق عمرى وطفولتى متاثر بجراحة...رغم اننى كان من يجب ان يموت وليس هو...!!
لو لم يكتشف من حديثى ليلتها ما ازعجة منى لكان على قيد الحياة الان..انا السبب.. انا من جعلتة يخرج من شقتى مرة اخرى ثائرا ...لن اسامح نفسى ابدا....ربما لو بقى فى شقتى كان..كان؟؟!!
ـقامت لامار مترددة وقد صدمتها كلماتة...شعرت بقلبها يتمزق الما من ما عاناة..سالتة واضعة يدها على كتفة...متى كان ذلك الحادث؟؟؟
ـ قال بارتباك دون ان يلتفت اليها...من عدة سنوات ...ثم استدار اليها قائلا...ارجوك لامار لا اريد ان اتحدث فى هذا الموضوع اكثر من ذلك...انة يجعلنى...قاطعتة بوضع اصبعها على شفتية قائلة...
ـ لا باس نيك..لا داعى للحديث عنة الان...انا اسفة لانى كنت السبب فى معاودة تلك الذكرى الاليمة...فقط اريدك ان تعرف انة كان مقدرا حدوثة لم يكن بيدك ما تفعلة حينها لتمنعة من ان يلقى حتفة...لا تعذب نفسك بة اكثر من ذلك...
ـ اقترب منها ملصقا جبهتة بجبهتها مغمضا عينية ترتعش يدية ممسكا بكتفيها وانفاسة تتلاحق ...اخبرينى بانك لى ..انك لا تفكرين باحد سواى.. ان لا اشباح بيننا...اننى فقط من يجعلك تشعرين بهذا... غمرها بعناق طويل تجاوبت فية معة بكل مشاعرها ثم توقف يقول بانفاس متهدجة...انت لى ..لى وحدى...ان ثمن وجودك معى غال..غال جدا لامار...
كانت تستند بجبهتها على شفتية تتلاحق انفاسها بشدة دون ان تجيبة...عندما غمر نور الشمس الساطع الغرفة و بدات تدب الحرارة الشديدة فى المكان مما كسر لحظة السحر واعاد للامار التفكير المنطقى ...ان ثمنها غالى كما قال!!!..وكانت بالفعل حربا شعوااااء...
ـ تنهدت ترفع شعرها من فوق عنقها قائلة ببرود تتمالك بة اعصابها...اصبح الجو حارا...التفتت الية منتبهة لوضعها الغريب معة واتسعت عيناهابغضب تصرخ قائلة...كيف تجرؤ على النوم بجانبى وانت نصف عارى بهذا الشكل؟؟!!!!!
ـ امسك جبينة بنفاذ صبر...يقول حانقا... اولا انت جبانة كبيرة..ثانيا ....انا لست عاريا يا عزيزتى ...انا ارتدى بنطلون بيجامتى اللعين كما تلاحظين...وقد ارتديتة مراعاة لشعورك فقط..من عادتى الا ارتدية هو ايضا اثناء نومى...يجب ان تكونى ممتنة...
ـ وضعت يديها بوسطها قائلة...كان بامكانك النوم فى الغرفة الاخرى؟؟
ـ ابتسم مداعبا...وهل يكون الفجر رائعا بدونى؟؟؟
ـ امسكت براسها تحركة بغيظ...سافقد عقلى ولا شك اذا بقيت معك اكثر من ذلك...
ـ قال مقهقها بعد ان طبع على خدها قبلة قوية وقد جذبها بقربة...تبدين رائعة فى الصباح ياعزيزتى...
ـ دفعتة عنها بعناد شديد تقول...أن الجو اصبح خانقا هنا...اريد ان اعود الى المنزل...لماذا توقفنا عن الابحار ...كان يمكن ان اكون الان فى سريرى...ولست محتجزة كما انا الان...
ـ قال بمكر...للاسف لا استطيع ايقاظ القبطان والبحارة...ان المساكين قد ناموا منذ ساعة فقط...انهم يحتاجون للراحة حتى نواصل الرحلة...امامهم على الاقل خمس ساعات اخرى ليستيقظوا ونكمل طريق العودة...اذ كنت لا تلاحظين...فقد ابتعدنا كثيرا ليلة امس عن الميناء ...حتى انك لا تستطيعين رؤيتة من هنا...وبالتالى سيكون الطريق طويل لذا هم فى حاجة لوقت كاف من الراحة..ونحن ايضا لم ناخذ كفايتنا من النوم...
ـ قالت باحباط...ولكن الجو هنا شديد الحرارة والعبائة التى ارتديها ثقيلة جدا....لن استطيع النوم هكذا ابدا...
ـ وضع يدة فوق ذقنة متظاهرا بالتفكير العميق..اممم...عندى اقتراح جيد...اخلعيها واعدك الا انظر...
ـ قالت ساخرة...لا تكن سخيفا...ان هذا فى احلامك....
ـ اقترب هامسا...اخبرتك من قبل انك لا تعلمين ما فى احلامى ...فلا تتكلمى فى ما لا تعلمى حتى لا توقعى نفسك فى المشاكل...اتفقنا يا نمرتى...
همت بان ترد ولكنة اسكتها بعناق محموم زاد من حرارة الجو حولهما...ابتعد عنها يقول برصانة محاولا السيطرة على انفاسة المتلاحقة...والان ساكون جينتلمان واعدك بشرفى ان اتصرف بادب واتزان اذا ما اتيت معى لنكمل نومنا فى الغرفة الداخلية...!!
ثم اشار بيدة يمنعها ان تقاطعة...وليس ذلك فقط..بل اذا كنت مطيعة واتيت دون ان تزعجينى او تزعجى طاقمى بعواصف ثوراتك...ساشغل لك الهواء البارد داخل الحجرة لتكونى اكثر راحة اثناء النوم...اممم...ما رايك الان...هل ستكونى فتاة مطيعة...!!!
ـ اطرقت تفكر بصمت لثوانى ثم قالت ببرود...موافقة ولكن بشرط....؟؟!!
ـ ابتسم مقتربا يطبع على عنقها قبلات كالفراشات...وما هو الشرط لامى؟؟.
ـ دفعتة عنها بتصميم قائلة...لن ابدل ملابسى بشىء اخر...سانام كما انا ...بعبائتى الطويلة....
ـ قال ساخرا...يالرومنسيتك يا خطيبتى العزيزة..ثم تنهد قائلا...لا باس مع انى كنت افضل قميصا من ال...
ـ قاطعتة بصرامة...هذا او لا شىء....
ـ نهض من جوارها بسرعة وانحنى حاملا اياها دون ان يعطيها الفرصة للاعتراض وطبع قبلة سريعة على شفتيها مقهقها....كما تريدين يا نمرتى الجليدية...لقد صبرت كثيرا ولن يضيرنى بضعة ايام اخرى...وسار بها ليدخلا غرفة النوم الاخرى معا يحملها بين يدية ككنز ثمين وهى تصارع بين يدية ليتركها تسير على قدميها...ولكن كالعادة صراع دون فائدة...!!
انتعشت من الهواء البارد للتكييف حين دخلت للحجرة... احست باختلاف كبير اعاد اليها احساسها بالراحة والحاجة الى النوم ..وضعها برفق على السرير الواسع ثم دار الى الجهة الاخرى وتمدد بجانبها قائلا...
ـ الاختلاف كبير بين غرفة النوم والغرفة الزجاجية...ان الجو خانق بالخارج...هل تشعرين الان بتحسن؟؟..سالها وهو يتكىء على مرفقة مواجها لها..
ـ قالت وهى تغمض عينيها هروبا من النظر الية....نعم بالفعل اشعر بكثير من التحسن حتى اننى اشعر ايضا بحاجتى للعودة للنوم....!!!..هلا ابقيت فمك مغلقا من فضلك لكى استطيع النوم....
ـ ابتسم بمكر...هل عادت نمرتى الشرسة....!!!...حسنا ...اقتربى الى هنا....
ـ اوة لن نعيد الكرة مرة اخرى نيكولا...!!..من فضلك اتركنى بسلام لكى انام...من فضلك...
ـتنهد بصبر..حسنا!!...كما تشائين ...ساقترب انا!!
واقترب منها اخذا اياها بين ذراعية يقول...الان اهداى ودعينى انام ...لا مقاومة من فضلك...
ـ التزمت الصمت وشعرت بة يتنفس بانتظام ...لكنها لم تستطيع النوم بهذا الوضع الغريب...ظلت تتقلب بين ذراعية من جانب لاخر..نادتة بصوت خافت...نيكولا..نيكولا؟؟...هل نمت؟؟!!
ـ زفر بحنق.. اذا توقفت عن التقلب مثل سمكة الانقليس ...بالتاكيد ساستطيع النوم...لامار من فضلك اهداى انا لا انوى ان اغتصبك وانت نائمة...اخبرتك من قبل ...اريدك واعية وراضية حين تكونين لى...فاطمئنى ونامى...
ـ صمتت لفترة تفكر ...وكيف استطيع النوم وانا فى صراع مع نفسى بهذا الشكل...اريدك ولا اسمح لنفسى بالحصول عليك..وانت بجانبى منتظرا كلمة تشجعك على الاقتراب ...كم اريد ان...!!...
قالت بصوت عالى فجاة...نيكولا...نيكولا؟؟...سانام الان....لكنة لم يرد...اعتقدتة نائما فادارت وجهها الية تتامل ملامحة الوسيمة...لم تكن بهذا القرب منة من قبل...شعرة الاسود يلمع بنعومة وقد سقطت منة خصلات صغيرة على جبهتة... مدت يدها تلمس وجههة ثم رفعت اناملها تبعد خصلات شعرة عن جبهتة...اقتربت منة ودست وجهها فى صدرة واغمضت عيناها محاولة النوم....
انتفض فجاة وهو يسب لاعنا...ثم نهض من الفراش ينظر اليها بغيظ وحنق...سالتة ببرائة وحيرة...ما الامر نيكولا...هل ضايقتك فى شىء؟؟..الى اين انت ذاهب؟؟..
ـ ساذهب للجحيم لامار...بالتاكيد سيكون افضل من الجحيم الذى تضعيننى فية هنا!!...حمقاء....الا تعرفين اننى رجل...لم يكن يجب ان....اوة لا عليك ...ساذهب للسباحة...احتاج حقا لكثير من الماء البارد...لم اعد اريد النوم...نامى انت..اراك لاحقا...
تركها مسرعا يخرج من الغرفة وبعد ثانية عاد اليها قائلا....
ـ سنذهب اليوم حين نصل للميناء لشراء فستان الزفاف من اكبر دار للازياء تختارينها ...بامكانك النوم الان...
نظرت الية بدهشة فاغرة فاها...ضم قبضتية قائلا....اللعنة يا امراة لا تنظرى الى هكذا والا لن اكون مسؤلا عن تصرفاتى...يجب ان اخرج من هنا والا اخلفت بوعدى لك!! خرج صافقا الباب خلفة وكان شياطين الجحيم تطاردة...سمعتة بعد دقائق يخرج من الحمام ثم صوت ارتطام جسدة بالماء....
ـ عادت للاستلقاء مرة اخرى فوق الوساده واغلقت عينيها فى محاولة يائسة للنوم...تشعر بصداع رهيب يفتك براسها... تخيلت صورة نيكولا اثناء الحادث ..بالطبع كان مجرد صورة من نسج خيالها ولكن الصورة كانت مريعة..انها لاتتصورة ضعيفا ابدا...
لا تتصورة ملقى تحت نيران السيارة المشتعلة هو عاجز عن انقاذ نفسة...يالهى ...قالت لنفسها...كان يمكن ان يموت مثل ابن خالتة...شعرت بقلبها يتمزق حين تخيلتة مقتولا تحت حطام السيارة..
كيف كانت ستكون حياتها لو لم تلتقى بة...ستكون بالتاكيد كما هى باردة ..تعيسة..تحمل هموم العالم ...لن يقدم لها احد يد المساعدة....كان كل من حولها من معارف فى كل مكان ..سينتظرون رؤيتها تغرق فى ديونها...تعترف انها قد اوجدت لنفسها الكثير من الاعداء ..ان لم يكن بسبب العمل ...فبسبب العلاقات الشخصية التى رفضت منها الكثير ...وصدت اصحابها ببرودها ولا مبالاتها المعروفة...
بالرغم من الشخصيات المرموقة التى حاولت التقرب منها ذات الخلفيات الاجتماعية الراقية...لم يستطيع احد ان يذيب برودة قلبها الوحيد سواة...نيكولا ...المالك الوحيد لمفتاح قلبها دون ان يدرى بملكيتة...
ـ لو تعلم نيكولا كم احبك...ربما ان شعر بحبى لة ..يبادلنى ذلك الحب...لا ..لا تكونى حمقاء لامار..انت بالنسبة الية مجرد نزوة عابرها يطفىء بها نيران شوقة...
تنهدت بحزن...بالرغم من ظروف لقائهما السيئة وعرض زواجة منها الاسوا...ستظل دائما ممتنة لة..لن تنسى انة من ساعدها وانقذها من ورطتها...ثم تثائبت والنوم يزحف لعيناها...قائلة...واهدى لى فجرا جديد..!!!..واغمضت عيناها بثبات عميق......
|