كاتب الموضوع :
مايا مختار
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الفصل الخامس
ــ نظرت هيلدا نحو لامار متعجبة وفى يدها سكينا تقطع بة قطعة من اللحم على طاولة المطبخ... لماذا ترتدين روب صوفيا فوق بيجامتك؟؟..ولم تبدلى ملابسك للعشاء حتى الان؟؟.
ــ امسكت لامار بمشط بلاستيكى للزينة عقصت بة شعرها فوق راسها وهى تجيب متنهدة.... لان هناك رجل احتل غرفتى و نام فيها ..ولم استطيع تغيير ملابسى!!!!
جلست لامار على احدى كراسى طاولة المطبخ التى على هيئة البار والتقطت احدى التفاحات الموجودة بطبق الفاكهة امامها وشرعت تاكلها...قضمت منها قطعة وقالت بغيظ....انة لم يعطينى اى فرصة لاغيرها...فقد اصيب بالاغماء فور ملامستة لسريرى....ولم اجد سوى غرفة صوفيا لاقترض منها هذا الروب...
ــ قطبت هيلدا حاجبيها قائلة.. رجل؟؟..اى رجل تقصدين ...من هذ...ثم ادركت ما تقصدة لامار واومات مبتسمة...امم..تقصدين نيكولا؟؟؟.. نعم المسكين حين فتحت لة الباب كان واضحا علية الارهاق...هو فى حاجة حقا لبعض الراحة!!
ــ نظرت اليها لامار مذهولة تردد بسخرية.... المسكين!!!..ويحتاج للراحة؟؟!!...ما الامر ؟؟..ما الذى يحدث فى منزلى ولا افهمة...هل القى عليكم هذا الرجل سحرا او تعويذة...لقد سحرك كما سحر صوفيا...الن تسلم منة اى من نساء عائلتى...؟؟هل قرر الحصول عليهن جميعا بما فيهم انت هيلدا؟؟؟...
ــاوة ..لا تكونى متزمتة ...ولا تظلمية يا عزيزتى. اتريدين كوبا من القهوة..لقد صنعت الان قهوة طازجة...!!
هزت لامار راسها نافية..فقالت هيلدا....ثم انا لا ارى حرجا فى الامر..فانت خارج الغرفة وهو داخلها ...اذن لا يوجد اى مشكلة!!...وابتسمت لها تسالها...كم مضى علية من الوقت نائما؟؟.
ــ هزت راسها بلا مبالاة. وهى تقضم قطعة تفاح اخرى...لا ادرى..ربما ساعة؟؟..
ــ هل تعتقدين انة سيتناول العشاء هنا.. هل ازيد من كمية الطعام؟؟..ان الساعة الان السابعة والنصف وموعد العشاء اقترب؟؟؟..
ــ لا ادرى ان هو...قطع اجابتها صوتة وهو يدخل من باب المطبخ مبتسما وقد غسل يدية ووجههة فعادت الية حيويتة...اقترب من يدها الممسكة بالتفاحة وانحنى وقضم منها قطعة ثم نظر للامار قائلا ..امم..لذيذة!!
ــ ثم التفت لهيلدا قائلا..لا ياعزيزتى هيلدا...لا انوى ان اتناول العشاء هنا ..ولامار ايضا لن تتناولة هنا..اقترب من لامار محتضنا اياها وقبلها على خدها..سوف تتناول خطيبتى الجميلة العشاء الليلة برفقتى..!!..وصعد على الكرسى القريب منها وجلس..
ــ فوجئت بة هيلدا قائلة...اوة ..نيك ..لقد افقت من نومك سريعا...يوجد قهوة طازجة ..تريد كوبا؟؟..
ــ ابتسم لها بلطف..نعم هيلدا من فضلك..والتفت للامارمداعبا خدها بسسبابتة...
اشكرك لامار على استضافتك لى اليوم فى غرفتك..كنت فى حاجة..لتلك الساعة من النوم...لقد نمت دون ان اشعر بنفسى..حتى اننى حلمت احلاما سعيدة..وغمز لها مذكرا اياهابما حدث معها حين كان نائما فتصاعد الدم لوجنتيها وقالت بارتباك..
ــ لا داعى للشكر ..ولكن بالنسبة للعشاء افضل ان ابقى الليلة فى المنزل .. بامكانك انت ان تبقى ايضا اذا شئت..اما انا فلا انوى الخروج..
ــاقترب منها بنظرة مهددة يقول..لا يا عزيزتى لن نبقى انا او انت ..لقد جهزت لك مفاجاة ولا اريدك ان تفسديها بعنادك...واقترب هامسا لاذنيها... لقد اشتقت اليك كثيرا واريد ان اتناول العشاء معك وحدى...هناك فاتورة عليك لم تدفعيها من اخر مقابلة لنا ..الا تذكرين؟؟!!
ــ نظرت لة ببرود قائلة..لا لا اذكر ولن اخرج..
ــ بل ستخرجين وساذكرك بنفسى..وقبلها برقة...ساحرص على ان اذكرك بدقة كل التفاصيل...الليلة..والتفتت لهيلدا التى تظاهرت بانهماكها فى تقطيع اللحم بين يديها...هيا هيلدا ...اخبريها ان خطيبها المسكين مشتاق اليها وفى حاجة لقضاء بعض الوقت معها وحدهما...اليس من حقى ذلك؟؟؟...
ـــ اقتربت منة هيلدا معطية اياة الكوب قائلة .... وهى ترفع حاجبيها مبتسمة بمكر..!!
بالطبع يا عزيزى من حقك..هيا لامار لا تكونى عنيدة...اذهبى وبدلى ملابسك .. انك لم تغادرى المنزل منذ ثلاث ايام ..انت فى حاجة لتلك السهرة ايضا....وساضطر الليلة لتناول العشاء انا واميجو وحدنا ..ولكن لا باس ..مادام الجميع سيكونوا سعداء..وغمزت لنيكولا مداعبة....
ــ ابتسم لها نيكولا قائلا..هيلدا..انت حقا رائعة..!! ارتشف من كوبة رشفتين سريعتين ثم امسك بيد لامار قائلا....هيا بنا الان لامارلنبدل ملابسنا..وامسك بيدها يجرها من المطبخ...
ــ كانت تجذب يدها من يدة معترضة...ولكن ليس لديك ملابس اخرى هنا؟؟؟!!
ــ توقف فى الردهة احتضن خصرها مبتسما بغمازتية الساحرتين وقال لها...لا تقلقى يا نمرتى ..لقد طلبت من صديقى العزيز اميجو ان يحمل حقيبة سفرى الى غرفتك حتى يتسنى لى تغيير ملابسى والاستحمام!!!
ــ قالت متعجبة..صديقى اميجو؟؟؟... بالتاكيد هدفك هواحتلال منزلى...اذن لقد خططت لهذا من البداية وكنت متاكدا من موافقتى على بقائك بغرفتى...ايها اللللللللللللللل...
ــ امم..لا يجب ان تتلفظ نمرتى الجميلة بكلام دنىء.. ثم اين حسن الضيافة...انا الان لست مقتحما...ام ما زلت تريننى كذلك؟؟؟؟.كونى واسعة الصدر واعترفى بهزيمتك الليلة؟؟!!...
ــ تنهدت حانقة..حسنا نيكولا ..لهذة الليلة فقط..ولكن لم تنتهى معركتنا!!!
ــ قبل طرف انفها مبتسما...تلك فتاتى المطيعة..والان ما رايك ببروفة صغيرة على ليلة زفافنا...وقبل ان تفتح فمها للاعتراض..حملها مثل ريشة خفيفة وهو يصعد بها سلالم البهو وهى تضرب كتفية وتحرك قدميها بغضب وذهول صارخة...انزلنى نيكولا..قلت لك انزلنى الان والااااا...قاطعها مقهقها ...والا ماذا ...
ـــ والا ؟؟..والا....ساخنقك بيدى هاتين ...انزلنى ايها المجنون...توقف بوسط السلالم واحتضنها بشدة وهو يحملها مقربا ايها من صدرة اكثر ودس وجههة بشعرها هامسا...ما اجمل ان يكون الموت بهاتين اليدين الجميلتين...
ثم اكمل الصعود بها مسرعا تجاة غرفتها وقد صمتت وضربات قلبها تزداد كدقات الطبول بصدرها رافعة يديها ملتفة حول عنقة وقد اشعلت النيران بها همساتة...
ظلت تنظر فى عيناة وهو يبادلها النظرات وقد تعطل عقلها عن العمل...
ــ وصل بها للغرفة ودفع الباب بقدمة دون ان يحول عيناة عن عيناها...وصل بها سريرها واضعا اياها برفق كانها كنزة الثمين وتمدد قربها وهى مشدوهة مبهورة بما يحدث ..لا تجروء الكلمات على الخروج من شفتيها..
اتكا على مرفقة بجانبها ورفع يدة الاخرى مداعبا لشعرها... وقد فك مشبك شعرها محررا اياة يقول..لا تقيدية مرة اخرى !!..احبة حرا مثلك نمرتى!!!.. قالت بصوت متقطع ..نيكولا ..انا..ارجوك..لا ..استطي..
ــ قال ناظرا لعمق عيناها مفتشا فى ملامح وجهها ..لا تستطيعين ماذا ...لا تريدين ان احبك وادللك...
انت لا تعلمين الان حالتى... انا اشتعل لامار... اشتعل ..تاوة معترضا..ارجوك دعينى ابقى ..وهويتنفس عبير شعرها مقبلا عنقها قبلات صغيرة..الا تريديننى نمرتى... ها ..اجيبينى...اشعر دقات قلبك من تحت ردائك ...استطيع سماعها بوضوح...انت تريديننى كما اريدك...وهمس باذنها..بل اكثر مما اريدك...وضع يدة مكان قلبها ..انظرى كيف يدق بعمق مناديا اياى ..دعينى ابقى ...
ــرفعت يديها محتضنة اياة هامسة ...نيكولا...
ـــ اخيرا لامار..تسمعك اذناى تنادينى متوسلة... اخيرا...كم انتظرت تلك اللحظة..انت ملكى لامار ...قولى انك لى...
ـــ وكأن ما قالة قد سكب فوق راسها ماء باردا...كم من مرة قالها لنسائة..انت لى!!...عاد لها وعيها ودفعتة بعيدا عنها...
ــ انتفضت وقامت لتجلس معتدلة تقول بارتباك...ارجوك نيكولا دعنى الان...لملمت ردائها تتنهد ببرود ..نحن لسنا عاشقين..وما تريدة ستحصل علية ..ولكن ليس قبل الزواج..ابدا.!!
ــ ضرب قبضتة بعنف على الفراش قائلا... اللعنة ...لماذا لامار..لماذا... منذ ثوانى كنت بين يداى تتوسلين...كنت اخذتك لو اردت ...
لقد سبق لك ذلك مع غيرى ...فلماذا ترفضيننى رغم اشتعال الرغبة بعيناك...اراها بوضوح...فلا تنكرى...اللعنة ..لماذا انا لا افهم..لم اقابل مثلك من قبل..تعذبيننى وتعذبين نفسك...يا لك من جحيم بارد...
ـــ ادارت وجهها ترفض النظر الية وعيناها تمتلئان دموعا...اتركنى نيكولا...لن افسر لك اى شىء...لست مدينة لك باى تفسير...لم تملكنى بعد..دعنى الان لاستعد للخروج..ثم نظرت الية متحدية..ألا اذا كنت قد غيرت رايك..
ــ تنفس بعمق ليهدىء من ثورتة ثم رفع عيناة اليها بتصميم...لا عزيزتى ..لم اغير رايى... ابدا!!..سامهلك نصف ساعة لكى تتهيائى للخروج واكون انا ايضا بدلت ملابسى...ساستخدم الحمام فى غرفة الضيوف...
ــ نظرت الية ساخرة تقول...خذ راحتك كانك ببيتك...
ــ اطرق وعلى وجههة ابتسامة مريرة ...شكرا عزيزتى ...غادر سريرها بسرعة البرق وخرج من الغرفة صافقا الباب ورائة بعنف دون ان يلتفت وراءة....
ــ تنفست بعمق محاولة تهدئة ثورة مشاعرها العنيفة...فكرت بذعر...ماذا لو لم يقل تلك الكلمات المتملكة...يالهى!!..لكان انتهى كل شىء...كيف كانت ستصبح حالتها حين يعلم سرها الذى تنكرة امامة..
بالتاكيد كان سيسخر منها...لامار التى تدعى الخبرة...والنضوج..مجرد طفلة بلهاء!!!
حمدا للة انها مازالت تحتفظ ببعض عقلها وهى بجانبة...حركت راسها تنفض تلك الصور المرعبة من راسها..ونهضت مسرعة لتاخذ حمامها قبل ان يقتحم غرفتها وهى لم ترتدى ملابسها بعد!!!!
انهت استحمامهاوخرجت الى غرفتها وهى تلف المنشفة حول جسدها ...وقفت امام المراة تضع بعض مساحيق الزينة على وجهها..فاختارت احمر شفاة بلون الزهر اعطى شفتيها اكتنازا ولمعان مغرى..ثم وضعت الكحل لعيناها مع بعض الظلال الرمادية والفضية الخفيفة ..ووضعت بعض قطرات من عطرها الخاص ..ثم امسكت الفرشاة وبدات تمشيط شعرها...تذكرت مداعبات يدية على خصلاتة منذ دقائق...كانت ستمنحة نفسها دون تعقل...فقط لو لم ينطق بكلماتة الاخيرة..انت ملكى ..ليذكرها بوضعها المذل معة..لكانت الان تبكى على اللبن المسكوب...هل كانت ستبكى حقا...ام ستكون سعيدة فوق الغيمات..!!!
لم تعد تدرى ما تريد...للحظات ظلت تؤنب نفسها على تهورها المشين معة...وكانت ستضرب راسها فى الحائط لانها تركتة يخرج مهزوما من غرفتها..انة الجنون؟؟..الجنون المطلق..
اتكون قد احبتة..لا.. حين ستحبة حقا بكل كيانها..ستجد نفسها تعطية ما يريد دون اى تفكير مهما كانت كلماتة قاسية عليها..لن تفكر وقتها بكرامتها او يطغى على مشاعرها الغروروتدب فى قلبها تلك البرودة المرعبة...حينها فقط ستمنحة نفسها وتستسلم بكل الرضى..حمدا للة انها لم تحبة بعد..بالتاكيد هو هذا الانجذاب اللعين..فقط الانجذاب... اوة..ايجب ان يكون ساحرا هكذا..قالت لنفسها متنهدة بغيظ...
كعادتة قطع افكارها بدخولة المفاجىء غرفتها ودون استئذان.....
ـ دخل واضعا يدية فى جيبة مبتسما بخبث...يبدو اننى اتيت باكرا..دائما اتى فى الوقت المناسب..ينظر لجسدها تلفة المنشفة متفرسا بوقاحة شديدة..
ـ قذفت بالفرشاة من يدها على طاولة الزينة وقالت ملتفتة الية فى ثورة..الابواب صنعت للاستئذان ..لكن واضح جدا انك لا تعرف ابسط قواعد اللياقة؟؟!!..
ـ اقترب منها ممسكا كتفيها يقول.. اهداى لامى..انا ساكون زوجك وسيحق لى اكثر من ذلك بكثير فلا تكونى متحفظة هكذا..انظرى لقد حلقت ذقنى ..ورفع يدها لخدة مبتسما..هل هى ناعمة؟؟؟
ـ لمست يديها غمازتية فارتعش قلبها كم حلمت بان تلمس وجهة وتلك الغمازات القاتلة..كان يبدو وسيما بحلتة الرمادية وقميصة الوردى الحريرى مع ربطة عنقة المقلمة بالفضى والوردى والرمادى..وسامتة مدمرة..اناقتة تظهر جسدة الرياضى الرشيق..وشعرة لامع مازال رطبا بعد الحمام..وعطر ما بعد الحلاقة برائحة الصنوبر الجبلى يدغدغ انفها...
ــ انتبهت على صوتة..هل اشتقت الى يا نمرتى؟؟؟!!
ـ قالت متصنعة البرود.اسمى لامار ولست لامى..ثم.لم تمر سوى ربع الساعة..ولا ..لم اشتاق اليك ولن اشتاق ابدا..ابدا..ودفعتة عنها برفق معطية اية ظهرها لتعيد تمشيط شعرها..
ـ اقترب منها يهمس..كاذبة رائعة. الايحق لى ان ادلل خطيبتى باسمها..؟؟. اتعلمين .يخيل الى عقلى ان نلغى سهرتنا ونبقى هنا..احتضنها من الخلف قائلا..ما رايك..هل نبقى؟؟!!..
ـ التفتت بطرف عيناها الية قائلة..لا بالتاكيد لا..امهلنى بضع دقائق واكون جاهزة..هل يمكن ان احصل على بعض الخصوصية فى غرفتى؟؟؟
ـ انزل يدية قائلا..اسف لامى..لن اخرج..يجب ان تعتادى قربى منك فى اى وقت اريد..اهذا واضح كفاية..رفع كفية نحوها بلا مبالة قائلا...حاولى انت ان تجدى مخرجا لموقفك وترتدى ملابسك فى وجودى..
ـ نظرت الية فى تحدى ثم قالت..اتسمح؟؟..حملت كرسى الزينة ووضت ظهرة اليها وقالت..تفضل اجلس يا عزيزى كما تشاء..
ولكن اقسم لك ان التفت لتنظر الى وانا ابدل الملابس اللعينة ..اقسم.. الا اخرج معك الليلة ابدا والا تبقى ايضا بغرفتى مهما حدث ..حتى لو خسرت كل شىء..حتى لو خسرت المال كلة..
ـ ابتسم لها بثقة..اعدك وعدا بشرفى الا اختلس النظر اليك الا اذا سمحتى انت بذلك..اتفقنا؟؟!!..وجلس وعلى وجهة التسلية...
اختارت الليلة ان ترتدى الفستان الوردى التى اشارت عليها بة صوفيا المرة الماضية..فارتدتة وكان قصيرا مهدولا على خصرها ..بمشبك فضى كبير حول وسطها ودون اكمام يظهر كتفيها ونقاء بشرتها بشكل مغرى رائع..ارتدتة بسرعة وهى ترتعش خجلا من وجودة معها فى هذا الوضع الغريب الذى لم يسبق لها ان مرت بمثلة من قبل..لم تكن ابدا دون ملابس فى غرفة مع غريب وحدهما..
ـ هل بامكانى اختلاس نظرة اليك لامى؟؟؟..اتوق حقا لاختلاسها الان..قال بهدوء خطير..
ـ ابتسمت لامار وقد اطمانت لارتدائها ملابسها...نعم..بامكانك!!
ـ التفت اليها مترقبا المفاجاة...ثم نظر اليها بصمت وعينية تلمعان اعجابا ووقف مقتربا منها قائلا...ان ما اراة لم يكن ما اتوقع رؤيتة..ولكن اروع منة بكثير..تبدين فاتنة يا عزيزتى..كل قطعة منك تلمع بريقا وسحرا ..كم اشعر بانى محظوظ بك لامى..لقد حصلت على فينوس..وليس على امراة عادية!!..بل شعلة مضيئة ستنير حياتى كلها...
ـ نظرت الية وقلبها يخفق بعنف بين ضلوعها تتصنع البرود...الم اقل ان من يراك يظنك عاشقا...هيا بنا قبل ان ينتهى الليل دون ان أاكل..انا حقا جائعة..!!
ـ نظر اليها محبطا من ردها البارد وقال..لا مشكلة عزيزتى ولكن نسيتى شيئا بسيطا..
ـ فالت متسائلة..وما هو؟؟
ـ ابتسم برقة ورفع يدية ممسكا بوجهها قائلا بهمس..انت حافية القدمين؟؟..هل ساحملك؟!..ليس عندى مانع؟؟؟
ـ نظرت لقدميها ببلاهة ثم التفتت الية تقول بشرود..نعم..انا حافية؟؟؟
ـ هل لديك حذاء اذن ام احملك؟؟
ـ ردت مشدوهة..ماذا؟؟؟
ـ اقول هل لديك حذاء..قال متشدقا بكلماتة..
ـ اة..نعم..نعم..بالطبع..امهلنى دقيقة واحدة...ذهبت قرب دولابها وفتحتة مخرجة منة حذاء فضيا بشرائط حريرية وجلست على المقعد وارتدتة ونيكولا ينظر اليها دون ان يحيد عيناة عنها..
ـ اقترب منها بعد ان انهت ارتدائة ومد يدة ليمسك بيدها مساعدا اياها على النهوض من المقعد ورفع يدها لشفتية مقبلا اياها قائلا..كل ما تفعلينة يسحرنى لامى..هيا بنا...
جذب يدها وخرجا من الغرفة دون ان تنطق لامار اى كلمة بعد كلماتة التى غمرت بدفئها قلبها المرتعش!!!
استقلا سيارتة المرسيدس السوداء وكان الصمت الهادىء يلف المكان...كانت ليلة صافية لا غيوم فيها وملايين النجوم التى تبدو واضحة رغم الظلام الدامس الا من ضوء القمر الباهت وبعض اضواء السيارات البعيدة واشارات الطريق التى تمر بسرعة...
انساب لحن فرنسى بصوت خافت اضفى على الاجواء داخل السيارة لمسة من الرومانسية...وقد ترك نيكولا للسائق مهمة القيادة هذة المرة ليتفرغ للاهتمام بوجود لامار....
ـ امسك يدها برقة قائلا..تبدين هادئة الليلة ..ما الامر لامى؟؟؟..اعتدت عليك نمرة متوحشة...فلماذا الهدوء؟؟؟
ـ نظرت لة مبتسمة...ربما قررت الليلة ان اعقد هدنة قصيرة...مع نفسى ومعك!!.
ـ غمز لها بعينة مبتسما ..لا ..اعتقد اننى اعتدت عليك متحمسة ثائرة..احب..احب ان اراكى كما انت ..لا تتغيرى لامى..لا تتغيرى ابدا لاجلى او لاجل غيرى...انت .؟؟..
ـ سالت باهتمام..انا ماذا نيكولا..
ـ اطرق مفكرا للحظة ثم رفع عيناة اليها قائلا..لا شىء!!...كم عمرك لامار؟؟...
ـ انها المرة الاولى التى تسالنى فيها عن عمرى؟؟؟...انا فى الخامسة والعشرين...وابتسمت ساخرة...وانت!!
ـ انا فى الثالثة والثلاثون...هل تريننى مناسب؟؟؟
ـ وان كنت لا اراك مناسبا..هل سيغير ذلك من الامر شيئا؟؟..لا اظن !!..لقد انتهت المسالة من وقت طويل فلا داعى لتلك الاسئلة السخيفة...
ـ ضحك باقتضاب قائلا..يبدو ان الهدنة بيننا قد انتهت..ها قد عادت لامار مرة اخرى..شرسة ووقحة!!
ـ تنهدت بنفاذ صبر قائلة بغيظ..انت من يسال اسئلة لا داعى لها...فلا تلمنى على اجابات لا تريد سماعها..
ـ رفع يدة باستسلام قائلا يرجوها ..ارجوك لامى..لا تقلبى الطاولة على راسى من الان..اريد ان تكون هذة الليلة..ليلة مميزة لكلينا...تنهدمحبطا..ارجوك؟؟!!..
ـ نظرت لة حانقة..ولكن انت من بدأ بالـ..رات فى عينية حزن غريب للحظة ثم اختفى..دارت الحيرة بعقلها..فصمتت ثم قالت ..حسنا ..كما تريد..وادارت وجهها للنافذة تحدق بالليل الاسود الذى يلف العربة وقد لاحظت ان البحر بدا بالظهور على جانب الطريق ..اذن هما يتجهان للميناء...!!؟
غريب امر هذا الرجل..قالت فى نفسها..احيانا تشعر انة مالوف لها وانها كانت تعرفة من قبل..ربما راتة فى احدى الحفلات التى كانت ترتادها مع والدها.. قالت لنفسها بحيرة...لا ادرى؟؟!
انت تصيبنى بحيرة شديدة نيكولا..لا افهمك ابدا..واحيانا كثيرة لا استطيع تفسير هذا الحزن الذى يظهر للحظات فى عيناك..وكانة يؤلمك مثل جرح يفتح فجاة رغما عنك... جرح قديم ربما؟؟!!..
تجاهد لكى تخفية عن من حولك..اوة..انت لغز نيكولا...
ترى ما سبب تلك النظرات الغريبة والحزينة... ايمكن ان تكون امراة هى من سببتة..لا..لا تتصورة تحت رحمة اى امراة..ربما قد جرحت مشاعرة حين تحدثت عن رايها فى عمرة...اللعنة..انها لا تقصد ابدا ان تجرحة..ولكنها طبيعتها العنيدة..تظهر فى وقت غير مناسب بالمرة...والذى يجعلها اكثر غيظا..انها ترى ان فارق السن بينهما مناسب جدا..لقد عانت مع انطونى وكان العمر متشابة بينهما..كان يفتقد الخبرة والمراس التى يتمتع بهما هو..وها هى تسخر من عمرةو تغضبة منها دون سبب..وهو الذى منذ عرفتة ..لا يوفر جهدا لاسعادها منذ ان تقابلا وحتى الان....
شىء غريب ..لماذا اصبحت تهتم بمشاعرة فجاة...لماذا تهتم ان كان حزينا او سغيدا..انة نذير الخطر لامار..لا يجب ان ترق مشاعرك لة......صدمتها الحقيقة المرعبة كضوء باهر فى غرفة مظلمة...لقد وقعت فى فخة..تنهدت بدون صوت...لقد بدات تحبة...ولا تستطيع ان توقف مشاعرها عن الوقوع فى تلك الهوة المدمرة..الحب..تشعر اانة يملا المكان من حولها ..وجودة قوى ...تشعرة بشدة منبها كل حواسها..تشتم عطرة وتتلمس دفئة الذى يتسلل لقلبها دون ارادتها...تشعر انة يجرى الان مع دمائها...انها لا تبدا حبها لة ...ولكنها قد انتهت واحبتة...نعم ..احبتة..يجب ان تعترف لنفسها وتكون شجاعة فى مواجهة الواقع الجديد...انها تحبة..بل تعشقة..كيف لا تعشق رجلا مثلة...اتاها بماسة تشبة عيناها كما وعد...اتاها ورودا حمراء ..كنيران همساتة المشتعلة...ووعدها بالامان...وازال عن عاتقهاهما كبيرا وقلقا قاتلا..كيف لا تحبة..
التفتت تنظر الية بصمت ...احبك نيكولا و...ادركت الان ان حبك يسرى فى دمى منذ اللحظة التى رايتك فيها خلف مكتبك تجلس ناظرا الى ...ماذا ان اخبرتة؟؟؟..لا لا...ايتها الغبية المتهورة...اتخبرين رجلا اشتراك بمالة بانك تحبية...متى ستنضجين يا فتاة..انة يرغب بك فقط..لا يحبك...لا يحبك لامار..!!
افاقت من شرودها على صوتة وهى تحرك راسها يمينا وشمالا باحباط وياس...
ـ ماالامر لامى؟؟...هل انت متعبة عزيزتى؟؟..قال وفى صوتة رنة من القلق..
ـ ابتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها قائلة...لا نيكولا ..لا شىء ابدا ..انابخير..لا تقلق...
ـ ربت على خدها بانامل رقيقة قائلا...حسنا ..لقد وصلنا!!..
ـ نظرت حولها حائرة وهى لا ترى من النافذة سوى رصيف الميناء...اين نحن..لا يوجد هنا اى مطاعم..المطاعم بعيدة على الجانب الاخر من الطريق..لماذا اتينا هنا؟؟!!...
ـ خرج من السيارة ودار حولها ليفتح لها الباب ومد يدة يساعدها على النهوض مبتسما..لقد احضرت لك المطعم الى هنا!!..انظرى ..واشار بيدة لاحدى اجمل المفاجات فى عمرها....
ـ قالت هاتفة بانبهار..اة نيكولا.!!..انة يخت..يخت رائع..ولمعت عيناها بطفولية ..لم اركب يختا خاصا من قبل..اهو لك..هل تملكة هو ايضا؟؟...
ـ امسك بيدها ليقودها لسلم اليخت قائلا بسعادة...لم ارك من قبل متحمسة وسعيدة باى شىء كما اراك الان...سعيد انا لانى استطعت ان ارسم تلك الابتسامة النادرة على وجهك لامى...
لقد جعلت طاقمى الخاص يجهزة لامسية خاصة بنا نحن الاثنين ..حتى اننا سنبحر بة فى عمق المياة..وقد حضرت لاجلك عشاء خاص ايضا..لتشريفك لى بالمجىء هنا لاول مرة..توقف امام الدرجات قائلا بقلق...
ـ ارجو الا تكونى من الذين يخافون البحر ويصابون بالدوار...اسف نسيت ان اسالك من شدة لهفتى لتلك المفاجاة...
ـابتسمت ولاول مرة ابتسامة واسعة..لا تخف نيكولا..ساكون بخير..انا اعشق البحر...
ـ تنهد بارتياح قائلا..اذن هيا بنا يا مولاتى اثينا...!!
صعدا معا على ظهر اليخت وقدمها للقبطان واثنين من البحارة ..ثم عرفها على النادل الذى سيقوم على خدمتهما اثناء الرحلة....قابلها الجميع بابتسامة مشجعة ومرحبة مما ساعدها على نسيان قلقها لبعض الوقت ...حتى انها حدثت نفسها قائلة...لاستمتع الليلة بما هو متاح وغدا اعيد ترتيب افكارى من جديد...
كان اليخت تحفة رائعة من احدى روائع ممتلكاتة...والاغرب من هذا انة كان باسمها...لامارينا...تعجبت من الاسم للحظات ...ثم جرفها تيار الانبهار بروعة المكان...ونسيت ان تسالة عن سر الاسم الغريب...
طلى اليخت باللونين ..الابيض والازرق القاتم ..فى المقدمة كابينة القيادة وقد اخذها نيكولا اليها لتشاهدها عن قرب من الداخل..مليئة بالمعدات الخاصة بالابحار وماكينات الرصد والاجهزة الخاصةبالطقس ...ولكن طغى عليها الفخامةو الحداثة...اراها غرفة المطبخ والمعدة باحدث اجهزة الطهى رغم ضيق المكان...كان واضحا مدى اهتمام نيكولا بادق التفاصيل مهما كانت صغيرة تافهة...
حقا هو كما يقول...يحب روءية الجمال حولة فى كل مكان...ولكن ما كان مذهلا حقا هو الجزء الخاص بالركاب ..كان تحفة هندسية لم ترى مثلها من قبل...
كان الملك فيها هو الزجاج..........!!!
لقد بنى غرفة زجاجية كبيرة مفروشة بارقى الاثاث بة حمام خشبى فخم فية كل وسائل الراحة..المغطس والحوض والعديد من الزيوت العطرية والصابون للاستحمام...مناشف من ارقى الماركات وملابس خاصة للسباحة بمقاسات عديدة للظروف الطارئة...
شعرت حين رؤيتها بغيرة شديدة ان يكون هناك من استخدمها من نساء قبلها..طردت افكارها جانبا وعادت لتامل ما حولها...شىء رائع و كانها تجلس على الماء فى ليلة شديدة السواد لولا بعض من اشعة القمر الباهتة...بعض الارائك بلون القشدة العسلية ومقاعد مريحة باللون الاخضر وكلها مصنوعة من الجلد الفاخر مع بعض الوسائد الصغيرة لزيادة الرفاهية والشعور بالراحة....
ـ ما رايك بقاعة الجلوس...هل اعجبتك؟؟؟..نبهها من شرودها صوتة الهادىء..
ـ لا اعتقد اننى يمكن ان اصف جمالها بالكلمات ..بالتاكيد لديك ذوق رائع نيكولا...انها تحفة هندسية لم ارى مثيل لها..!!
ـ هناك ايضا غرفة جانبية للنوم لم تريها بعد ..هل تحبين ان تشاهدى محتوياتها؟؟
ـ اومات براسها ..نعم بالطبع...وحاولت ان تكون لا مبالية..
دخلا معا غرفة النوم وكانها دخلت غرفة فى فندق فاخر...السرير كبير والغرفة واسعة رحبة..على الطراز الايطالى الحديث ..جدرانها خشبية لامعة واثاثها بنى قاتم...الارض خشبية ايضا يعلوها سجادة كبيرة باللون الوردى مع خطوط بنية عريضة وقد غاص فيها كعب حذائها العالى...الفرش وردى وثير وكان السرير يغرى من يراة بالنوم علية بدعوة صريحة...
ـ قال بمكر هامسا...اهتم كثيرا براحة ضيوفى!!
ـ ابتسمت ببرود لة وهو يقف خلفها..خاصة اذا كانوا من النساء اليس كذلك؟؟؟
ـ احتضن خصرها برقة قائلا...هل ارى بعض من شرارات الغيرة ام اننى اهلوس...
ـ بالتاكيد تهلوس ..من يغار يا عزيزى ..يحب ..وانا لا احب ..ولن احب ابدا...!!
ـ ضحك ضحكة ساخرة وتركها واضعا يدية بجيبة ثم قال ...من يدرى لامار...ماذا يخبىء القدر لى ولك...هيا لاحضر لك بعض الشراب ولنخرج للجلوس على السطح ..ان الليلة دافئة ليس بها هواء بارد....
احضر لها بعض من شراب العنب فى كاس لامعة من الكريستال ثم قام بفك ربطة عنقة وبعض ازرار القميص بعد ان خلع الجاكت ونظر لها قائلا...لاكون على راحتى..لا احب الرسميات فى ليلة كهذة وانت معى هنا..!!
تناول شرابة فى يدةواخذ يدهاليخرجا على السطح وقد اعد لهما مائدة صغيرة ومقعد وثير واحد يتسع لشخصين بجانب سور اليخت حتى يمكنهما رؤية البحر والامواج الهادئة عن قرب وانبعثت الموسيقى حالمة هادئة من الغرفة الزجاجية....
ثم بدا طاقم اليخت بالابحار للمياة العميقةوانساب المركب بسلاسة وهدوء على سطح الماء فى تلك الليلة الساحرة منيرا لها الطريق ضوء القمر البارد.....!!
ابتعدت انوار الميناء شيئا فشيئا وساد الظلام والسكون حولهما..كان يجلس ملاصقا لها ويدة على المقعد خلف عنقها..التفتت الية وابتسمت باقتضاب ثم ادارت راسها تتامل البحر بارتباك كاتمة انفاسها لا تجرؤ على قطع هذا السكون المثير باى كلمات...قطع هو السكون ببضع كلمات قليلة وهو يدير وجهها الية باناملة...
ـ بماذا تفكرين؟؟؟
ـ هزت راسها متعجبة.. افكر كيف انك قلبت حياتى راسا على عقب...كنت منذ اسبوع مضى اخطط لكل شىء ..اتحكم بكل شىء ..والان انا لا اعرف اى شىء عن اى شىء...ها انا بعيدة عن منزلى فى عمق البحر مع رجل دخل حياتى كالاعصار واخذنى الى دوامتة ...اصبحت لعبة بيبن يدية يحركنى كيف يشاء؟؟؟... هل عرفت الان بماذا افكر...
ـ قال مقطبا جبينة.. هل القرب منى بهذا السوء لامار؟؟..هل انا سىء لهذا الحد؟؟!!..الا تشعرين نحوى باى عاطفة سوى الحقد والغضب الاعمى...
ـ قطبت حاجبيها باستغراب..غضب اعمى؟؟!!
ـ تنهد بعمق قائلا..نعم لامار غضب اعمى...يعميكى عن كل شىء جميل بيننا..تتجاهلين الحقيقة..وتغفلين عن اهم ما فيها ...لامار يجب ان تعرفى انى كنت..كنت..!!
ـ كنت ماذا نيكولا...؟؟
ـ حرك راسة رافضا الاجابة...اوة..لا عليك الان لامى...لن نتشاجر فى ليلة ساحرة كهذة...هل استطيع ان اقترح عليك اقتراح...
ـ لماذا تهرب من الاجابة دائما..انت تصيبنى بحيرة شديدة نيكولا..احيانا لا افهمك حقاوادارت راسها الناحية الاخرى حانقة..
ـ انا لا اهرب من شىء ..فقط حين تكونى مستعدة لتسمعينى ..ساتكلم كما تريدين..انت الان فقط غير مستعدة..
ـ لا افهم شيئا مما تقول..قالت بغضب..
ـ ارجوك لامى لا تغضبى منى...قال متوسلا!!...والان هناك شىء احضرتة لك ...ارجو ان اراك ترتدينة الليلة..انة فى علبة بداخل الدولاب فى حجرة النوم..علبة بيضاء بشريط اسود.. هل يمكن ان تجيبى مطلبى وترتدية لامى؟؟!!
ـ ولكنى مرتاحة بما ارتدية..لقد كان يعجبك منذ قليل؟؟..الا يعجبك الان...
ـ قال بنفاذ صبر..الا يمكن ان تنفذى رجائى دون ان تكثرى من الاسئلة...الا يمكن ان تقللى من عنادك ولو قليلا..ان ثيابك رائعة عزيزتى ولكن الرداء الاخر سيجعلك اكثر راحة..صدقينى اعرف جيدا ما اقول...انة ما تحتاجينة تماما فى ليلة كهذة..توسل قائلا..هيا لامى..؟؟..من فضلك..
ـ قامت بعصبية ترفع يدها محذرة...حسنا نيكولا ..ساذهب لاراة ومن الافضل لك الا يكون قميصا للنوم ..والا رميت بك بنفسى فى تلك المياة وتركتك لتغرق ..وصدقنى لن التفت ورائى حينها ابدا..ابدا..
ـ ابتسم نيكولا مقهقها..ابدا ابدا؟؟....اممم...ارتعش خوفا...هيا ..اذهبى الان...
رفعت راسها بكبرياء وذهبت لداخل الغرفة الزجاجية ومنها لغرفة النوم ثم فتحت الدولاب ووجدت العلبة بسهولة وفكت الشرائط ونظرت لداخلها بشوق وفضول...ترى ماذا احضرت لى الان حبيبى؟؟!!....
ليتنى استطيع ان اقولها لك...ليتنى لا اكون بهذا البرود والجمود وانا معك ..كم اتمنى ان...
قطع استرسال افكارها ما راتة داخل العلبة....انها عبائة!!!!..عبائة مغربية رائعة...ليست قميصا شفافا للنوم كما توقعت ..بل عبائة طويلة حين ترتديها ستصل لتغطى كاحلها..ليست مفتوحة او فاضحة باى شكل...ستغطى جسدها كلة ...ولكن مع ذلك هى تحفة لم ترى مثل حياكتها الرقيقة من قبل..هى من الحرير الهندى باللون الليلكى
مطرزة بخيوط فضية ووردية وبعض اللالىء السوداء اللامعة على الصدر والكمين...امسكتها ممعنة النظر فيها وقلبها يخفق تاثرا بشدة...شعرت انها ترتفع عن الارض حين ارتدتها..تنساب على جسدها كشلال من المياةونسمات الهواء...
وجدت معها خفا عربى مثلما راتة من قبل فى عروض الازياء العربية على التلفاز..انة لم ينسى شيئا..حتى انها وجدت شريطا حريريا بنفس اللون لتربط بة راسها من الامام مطلقة باقى شعرها مهدولا وراء ظهرها..فربطتة على شكل عقدة صغيرة فوق جبهتها..ونظرت لنفسها فى المراة متعجبة..
لقد تغير شكلها وكانها امراة عربية غجرية الملامح...ابتسمت لنفسها بسعادة وخرجت تمشى بحرص للخارج وكانها تخشى على ملابسها من ان تخدشها نسمات الهواء...انها اغلى الهدايا واقربها الى قلبها من الان....
تهادت فى خطواتها بدلال وخرجت للسطح تنظر لنيكولا بخجل ثم توقفت واطرقت براسها بحياء ودارت حول نفسها مبتسمة ثم توقفت تسالة بصوت خافت..
ـ ما رايك؟؟...هل تناسبنى....اة..بالمناسبة ...اشكرك...انها رائعة...حقا لا ادر....
ـ قام من مقعدة مبهورا بنظرات ولهة ووضع اصبعة على شفتيها يمنعها الكلام وقال....ارقصى معى لامى؟؟؟
مدت يديها بصمت تحيط بهما عنقة وقربها منة محتضنا اياها كشىء يخشى علية من الكسر ورقصا معا على انغام الموسيقى واغنية تلامس كلماتها جنبات قلبها...
اجبنى على السؤال انت يا حبيبى
لماذا اظلمك
يا حبيبى ان كنت حبيبى
انسى ما بيننا من حزن
خذ عيناى وشاهدنى بهما
ترى كم احبك
اغمضت لامار عينيها وكانها تريد ان تحتفظ بتلك اللحظة بينهما الى الابد... سكون المكان يلفهما وخطواتهما كانها ليست على الارض بل فوق غيمات بعيدة عالية تلمع بضوء القمر الفضى...لقد اخذها فى لحظة لدنيا غريبة
لم تستشعر تلك المشاعر من قبل...اوة..كم تحبة..
تود ان تبقى بين احضانة الى الابد...لو يتوقف الزمن...انها لا تريد منة شيئا..لا تريد المال..لا تريد الشركة...انها تريدة هو..هو فقط..!!
اتى صوت قوى من اعماقها يهتف بغضب..لقد اصبحت خائنة لامار...تخونين ذكرى ابيك ووالدتك...تهبين نفسك لمن اشتراك بمالة وقت ازمتك..انة لا يستحق هذا الحب..يفعل ما يفعل ليلغى عقلك..
لتستسلمى راضية الية بسهولة دون مقاومة...لم يقل انة يحبك ...بل قال يريدك...يريدك!!!
وانكسرت لحظة السحر انتفضت بين يدية وكانها كانت غائبة عن وعيها...نظرت اليةبارتباك وانسلت مبتعدة عنة مستندة لسور اليخت تنظر للافق المظلم البعيد...نظر اليها عاقدا حاجبية بحيرة ثم ابتعد يجلس على طاولتهما وحيدا وفى عينية حزن وياس...
ـ رفع يدة ممسكا بكاسة يرتشف منة وقال بمرارة....لن اسالك ما الامر لانى اعرف...قال بسخرية مريرة...كلما اقتربت منى تهربين...ما لا اعرفة هو لماذا الهرب؟؟؟...وبالطبع لا اجابة لديك تريحنى....
قام وبخطوات صغيرة اصبح قربها....هل احببت من قبل لامار؟؟؟؟....من هو من يصنع تلك الحواجز بيننا ...هل مازلت تحبينة...ادارها الية مصمما ...اجيبينى من فضلك..هل ما زلت تحبينة؟؟؟
لم لا ...لم لا توهمة بانها مازالت تحب غيرة..ربما لا يضيق الخناق عليها باستمرار..ولا يحاول ان يرغمها على شىء...كيف لم تنتبة لتلك الفكرة من قبل!!!
ـ رفعت يديها تعيد شعرها للوراء قائلة...تسالنى ان احببت من قبل وان كنت مازلت احبة...وانت تصر على معرفة الاجابة...اذن ..وادارت عيناها بعيدا عنة كيلا يكتشف كذبها...نعم نيكولا احببت من قبل..ونعم مازلت احبة ولم انساة ابدا حتى الان....
امسك بكتفيها ضاغطا عليهما بقسوة وعضلة فى خدة ترتعش من الغضب...نظر فى عينيها بكبرياء مجروحة ..
ـ مازلت تحبينة للان؟؟..متاكدة لامار من هذا الحب؟؟....هزها كانة يفيقها من كابوس...
ـ قاومت اظهار الالم واجابتة ببرود...نعم متاكدة ...هل اهنتك نيكولا...!!..ليس بمقدار اهانتك بعرض الزواج القذر....وكان ما فعلة من قسوة معها اخرج منها الشيطانة الباردة التى تسكنها...
ـ ماذا كان اسمة لامار...اجيبينى..وقال محذرا ...واياك والمراوغة...
ـ لمعت فى عيناها برودة الثلج وهى تقول...كان اسمة انطونى...انطونى ديميرا..كان يونانى الاصل مثلك..ولكن للاسف لا اعلم عنة شيئا من مدة طويلة...
ـ ترك كتفيها منكسا راسة وقال بصوت خافت....اذن انطونى من كنت !!....ادار نفسة للبحر مبتعدا عن النظر اليها....الم تحبى احد غيرة ...
ـ لا..ولم اسمع ايضا اى كلمة منة منذ شجارنا الاخير...كان ذلك منذ ثلاث سنوات....
ـ قال وهو ينظر بشرود للمياة السوداء...الم تحاولى البحث عنة ..؟؟؟
ـ تنهدت قائلة...لم يكن بامكانى ...لم اكن اعرف عن عائلتة الكثير..او عن تفاصيل حياتة...لذلك لم يكن بين يداى معلومات كافية للتقصى عنة...
ـ التفت اليها وقد ظهر الحزن الغريب فى عينية...اتسائل..كيف كانت تبدو عيناك فى لحظات الحب وانت معة...هل كانت تبدو بتلك البرودة القاسية التى تظهرينها الى الان؟؟؟...
ادارت نظرها بعيدا عنة قائلة فى نفسها...لم يكن فى حياتى احد غيرك قادر على اشعال تلك المشاعر المحرقة فى روحى...
ـ ابتسم ساخرا بمرارة وقال....لا باس لامى...لن احارب ظل رجل .. وصمت للحظة ثم همهم..غير موجود...انا اعلم بانى قادر على جعلك تنسينة...فقط اذا اعطيتنى واعطيت نفسك الفرصة لذلك....
ـ صدمت من كلماته التى لم تكن تتوقعها ابدا..انة لم يستسلم؟؟!!...التفتت الية بحدة قائلة...ماذا اذا لم اكن ارغب بذلك...
ـ امسك بوجهها بين يدية وقال مقتربا يهمس ...اذن سيكون على ان ارغمك على ذلك... وصدقينى يا عزيزتى.....لن يكون بالامر الصعب...
ولم يمهلها فرصة لتجيب على كلماتة واقترب من شفتيها معانقا اياها بشغف ولهفة حطمت كل مقاومة لديها برغم محاولات ابعادة...كانت تحاربة بشراسة فى البداية ولكنها استسلمت اخيرا وتركت نفسها تستمتع بعناقة الملىء بالمشاعر الجامحة...
تركها اخيرا ينظر اليها متفحصا ..ثم قال مبتسما بانتصار....
ـ اعطيك ثلاث نجمات من خمسة على ادائك فى تلك القبلة..كان اداء جيدا...اعدك فى المرة القادمة بتحسن سيكون ملحوظا ...وبوضوح...
نظرت الية بغضب ...لقد كان يعاقبها على كلماتها الجارحة... كانت انفاسها تتلاحق بسرعة ولم تجد من الكلمات المناسبة ما تجيب بها علية..فقط ظلت تنظر الية ببلاهة وكانها فقدت النطق...
ـ قال بسخرية..اغلقى فمك يا عزيزتى حتى لا تصابى بالبرد!!..اة..كنت اريد ان اسالك وانسى دائما..من اين حصلت على تلك الشامة الرائعة...احيانا اتصور انها ستختفى من شدة عناقى..ولكنى اطمانيت الان انها لن تختفى ابدا مهما كانت قسوتى فى عناقك...
ـ قالت حانقة...لا اعتقد ان هناك قسوة اكثر من ذلك...وكانها اخيرا وجدت الكلمات وها هى تخرج منها بشكل غبى تافة...لن يكون لها اى تاثير!!!
ـ اوة ..لا تكونى ساذجة وانت صاحبة خبرات سابقا ...انة الشغف يا عزيزتى ام انك لا تعلمين؟؟!! رفع حاجبية متحديا..
ـ نعم بالطبع ...انة الشغف... الشغف اللعين!!..بالطبع اعلمة جيدا...قالت وكانها تعلم جيدا ما تقول وبثقة...
ـ ابتسم مقهقها...او..نعم بالطبع تعلمين...والان الا تريدين ان تاكلى ..لقد اخترت لك الطعام بنفسى...سيعجبك انا متاكد...هيا فلنجلس...مدت الية يدها فامسكها وسار بها الى المائدة وجلسا معا على المقعد ثم احتضنها قائلا..تلك فتاتى المطيعة..وقبل طرف انفها ...ارجوك افيقى من حالة الذهول هذة لتستمتعى بالطعام...
ـ ونادى النادل قائلا...دوكاس..احضر الينا المقبلات...
ـ اتى النادل يحمل صينية وقدم لهما طبقا واحدا كبيرا يحتوى على...معجنات فرنسية صغيرة من الباتية مغطاة ببعض الجبن الفرنسى والكافيار الروسى مع سلطة القيصر الشهية...
كانت جائعة وقد زاد من شهيتها هواء البحر الدافىء برائحتة المميزة وقد قدم اليهما النادل شراب مع المقبلات اللذيذة...
اكلا معا فى هدوء وصمت حتى انتهيا من تناول تلك المقبلات وكان النادل يعلم جيدا متى يكتفيان منها فاتى يحمل الطبق واضعا بدلا منة الطبق الرئيسى من لحم العجل المشوى والمتبل بالطريقة اليونانية مع الخبز الفرنسى الطازج وحساء الفطر والدجاج بالثوم والكرفس والاعشاب ...كانت فى اخر قضمة من الطعام تاكل بشهية حين فاجاها قائلا...
ـ لامار ..قررت ان نتزوج باسرع وقت ممكن!!...سنتزوج بعد ثلاثة ايام....هل تحبين ان تشربى القهوة الان ام تفضلين بعض الكاساتا اولا؟؟!!..
ـ غصت لامار بالطعام واختنقت وظلت تسعل لفترة طويلة...اقترب منها لاعنا ..يالغبائى ..دائما اختار الوقت غيرالمناسب... اسف عزيزتى اذا كنت قد فاجاتك.. امل انها مفاجاة سارة..؟؟..قدم اليها كوبا من الماء امرا..اشربى.
ـ ارتشفت منة القليل ثم قالت ووجهها احمر من السعال...تقرر هكذا دون استشارتى...انا العروس اذا كنت قد نسيت!!...من حقى ان تاخذ رايى...ربماكنت غير مستعدة بعد...
ـ تنهد بنفاذ صبر...حمدا للة انك بخير..خفت ان تختنقى واكون انا السبب... والان لامى..تعلمين انك لن تكونى مستعدة ابد .. فلماذا الانتظار؟؟...هل انتهيت من الطعام..لنرقص اذن...
قالت فى نفسها...يالهى ساتزوج مجنونا مندفعا بنصف عقل!!!.. وامسك بيدا وجعلها تقف محتضنا اياها بخطوات هادئة على انغام الموسيقى...قال لها هامسا...
ـ لم اعد اطيق الانتظار اكثر من ذلك..اريدك معى من الان...ولكنك انت من تصر على الانتظار بعد الزواج..اذن ليس امامى سوى ان اسرع بة...الا اذا غيرت رايك وبقيت معى الليلة؟؟؟
ـاذن تعترف انك تتزوجنى رغبة..لا لشىء اخر...قالت ببرود..
ـ واى سبب اخر تريدين..لقد اوضحنا اسبابنا جيدا..الا اذا كان لديك سبب اخر تريديننى ان اتزوجك لاجلة..هل هناك سببا اخر لامى؟؟...وصمت برهة وهو ينظر لعيناها بثبات وهما يتمايلان مع الموسيقى...ما هو؟؟؟
ـ خفضت بصرها مبتعدة عن حصار عينية قائلة لنفسها...ان تكون قد احببتنى نيكولا...ولكنة امل بعيد وصعب المنال...التفتت الية قائلة...بالطبع واى سبب اخر غير ما تقول؟؟؟...فقط انا ممتنة لصراحتك!!
ـ قبل عنقها محتضنا اياها برقة يقول...بامكاننا التاجيل ان شئت ولكن فقط ابقى معى الليلة...
ـ لا نيكولا...كما اخبرتك ..لن تحصل على بهذة الطريقة ابدا....نتزوج اولا...وبعدها سنرى...
ـ حسنا لامى..كما تشائين ...انها ارادتك..
ـ ردت بسخرية مريرة...نعم ارادتى ...كما قلت تماما...هى ارادتى وحدى...
ـ نظر الى السماء قائلا بحماس...انظرى هناك شىء يلمع فى السماء...اشار بيدة لنقطة تومض من بعيد...انها نجمة تسقط...هل ترينها؟؟.
ـ التفتت لمكان اشارة يدية تقول بابتسامة باهتة...نعم اراها ...جميلة...
ـ نظر اليها بعاطفة جامحة يقول...بامكانى ان اسقطها بين يديك...هل تريدينها...؟؟!!
|