كاتب الموضوع :
مايا مختار
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ــــــــــــــــــ الفصل الثانى عشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
لقد فهمت الان ما الذى كان يقصدة بضرورة تواجدها برفقتة لتذوق اولى قطرات العصير!!...حين خرجت معة سيرا على الاقدام حتى وصلا الى مساحة واسعة من الارض وقد خصصت لتجميع صناديق العناقيد المقطوفة...ووجدت عندها...الجميع..!!!
جميع من شاهدتهم بالامس فى استقبالها..ولكن الظلام وبرغم وجود المشاعل..اخفى اعدادهم الهائلة..
يرتدون ملابس كالتى ارتداها كل من نيكولا وستيف!!...مؤلفة من بنطال اسود ضيق وحذاء عالى..مع قميص ابيض باكمام واسعة..تضيقة الاساور عند مفصل اليد...
حتى النساء كبيرات فى السن او فتيات صغيرات..قد ارتدين اثوابا تشبة الثوب الذى ارتدتة هى..والتى وجدت صوفيا ايضا ترتدى مثلة...مع الاختلاف!!..فصوفيا قد قررت تحويلة لما يناسب ذوقها فى الملابس..ولذلك قامت بقصة ليصل حتى اعلى ركبتيها..ببوصتين...!!!
كان الجميع سعداء..الرجال يقومون برمى عناقيد الكروم المقطوفة بداخل بوتقة كبيرة من الخشب السميك على شكل دائرة تكفى لوقوف عشرة اشخاص..موضوع فوق قاعدة اسمنتية كبيرة تعلو فوق الارض بنصف متر...
وعلى جوانبها الاربعة..يخرج من فتحات فى البوتقة مجموعة من الانابيب البلاستيكية...تصب جميعها فى حوض رفيع ملتف حول البوتقة الاسمنتية..وتتجمع لتصب كلها فى انبوب واحد....يصب فى برميل خشبى صغير.....!!
كانت تقف متاملة ما حولها بسعادة...قالت لنفسها...لقد بنى نيكولا مستعمرة خاصة بة...وكأنة حين يقف بينهم..حاكم لمقاطعتهم..مع الفارق...فالجميع هنا يكنون لة الحب..والاحترام..فقبل ان يحصل على حبهم...كسب احترامهم وتقديرهم
لن تنسى ابدا اى من التفاصيل الصغيرة التى راتها هنا...مهما كانت تافهة ...او غير مهمة...لن تنساها ابدا..ستظل محتفظة بها فى قلبها وعقلها ككنز ثمين!!!
ـ افاقت من افكارها على ذراع نيكولا تلتف حول كتفها بسعادة يقول...بالطبع تعلمين لامى اننى يونانى الاصل..لذلك ما سترينة الان هو عادة يونانية وقد اتيت بها من اليونان الى هنا...!!
ـ رفعت عيناها نحوة متسائلة...اى عادة تقصد نيكولا؟؟!!
ـ اشار بيدة نحو البوتقة العملاقة..انظرى...ستدخل الفتيات الان الى البوتقة المليئة بعناقيد الكروم الاحمر..ويقمن بالسير عليها بارجلهن...حتى يحولنها الى عصير!!..على خطوات راقصة مع نغمات الالات الموسيقية التى يمسك بها هؤلاء المزارعين الواقفين بجانب البوتقة...اترينهم؟؟؟
ـ اومات لامار براسها ..نعم اراهم..ولكن الا تملك معصرة حديثة لعصر الكروم...برغم كل ما تملكة من اراضى مزروعة؟؟..بالتاكيد تلك الطريقة غير عملية...بالنسبة للكميات الكبيرة التى سيكمل العمال حصدها؟؟!!
ـ نظر اليها قائلا باهتمام..نعم..معك حق..انا بالفعل املك احدى اكبر المصانع لعصر الكروم وتعبئتة..ولكننى احب دائما ان اجتمع بالمزارعين والعمال فى بداية الحصاد لنحتفل باولى قطرات الكروم المعصورة!!..
تستطيعين القول انها عادة ورثتها عن والدى..ونصر هنا دائما على القيام بها كل عام...ودائما ابدأ انا بتذوق اولى تلك القطرات..ولكن هذا العام سيكون مختلفا..لانك ستقومين بتذوقة معى!!!..هل فهمت الان لماذا اصررت على حضورك الاحتفال؟؟!!
ـ اومات براسها مبتسمة..نعم فهمت..وانا سعيدة لاننى لم اصر على راى فى عدم الحضور...اشكرك نيكولا على هذة الذكريات الرائعة التى ساحتفظ بها دائما فى ذاكرتى!!!
ـ قطب حاجبية مبتسما بحيرة..وهم بان يقول شيئا حتى سمع صوت انثوى ينادية بدلال..نيك؟؟!!...يبدو اننى اتيت متاخرة قليلا..هل وصلتما من وقت طويل؟؟
ـ التفت كل منهما نحوها ...راتها لامار تخطو بدلال وغنج نحوهما مرتدية احدى الاثواب التى تشبة ما يرتدية الجميع..وقد مشطت شعرها على شكل جديلتين على جانبى راسها..فبدت طفلة فاتنة شقية!!
وقفت على اطراف اصابعها مقبلة نيكولا على وجنتية ثم اومات براسها نحو لامار تحييها بلا مبالاة..
ـ قال نيكولا بلطف..هل تهيات للاحتفال لورين...هل تنوين المشاركة هذا العام فى عصر العناقيد؟؟!!
ـ قالت ترفع حاجبيها بمكر..اوة..بالطبع عزيزى..انا لا اسمح لاحد ان ياخذ مكانى ابدا فى بوتقتك الخشبية...!!..ليس بدون صراع!!..ودائما اكون انا الرابحة!!..وغمزت لة بعيناها ...
ـ اقتربت صوفى وهى تجر ستيف خلفها نحوهم صائحة...هيا ..سوف يبدأ الاحتفال...هل ستاتين لورين؟؟
ـ رفعت الفتاة رسها بغرور قائلة..بالطبع عزيزتى ساتى...انا لا استطيع ان افوت هذا الامر ابدا!!!
وقامت اصغرالشابات فى المزرعة بالصعود الى البوتقة بمساعدة الشباب من المزارعين بعد ان غسلن اقدامهن بمياة الجدول
الذى يتدفق فى وسط الارض المزروعة والتى علمت من نيكولا انة احدى تفرعات نهر سيرا...الموجود بكالابريا...!!
ثم تبعتها الفتيات الاخريات بالاضافة الى صوفيا ولورين.
بدات المقطوعات الموسيقية بطيئة ناعمة تتماشى مع خطوات الفتيات الهادئة..يرقصن ببطء ودلال..وبمرور الدقائق التالية بدات النغمات فى الاسراع والتصفيق يعلو من الجميع مع صفير الشباب المتحمس لرؤية الفتيات يرقصن بجموح واثارة...
كانت لورين وصوفيا رائعتين بخطواتهما السريعة الجريئة..
ـ حين سمعت لورين تنادى عليها بسخرية متهكمة....وهى ترفع طرفى تنورتها بيديها باغراء..ما الامر لامار..الن تنضمى الينا..يبدو ان السنيور قد اختار عروسا خجولة..لا تستطيع الرقص...وادارت لها ظهرها تعاود خطواتها المثيرة امام الجميع..
ـ نظرت اليها صوفى تميل راسها مفكرة ثم لمعت عيناها صائحة..بل ستاتى يا عزيزتى...والتفتت نحو لامار منادية...
هيا..هيا لامى..فلتريهم ما الذى تستطيعين فعلة هنا...!!!!
ـ انا فى كابوس!!...قالت لامار لنفسها وهى تحرك راسها بذهول محاولة ان تفيق نفسها من الرعب ...يا الهى..هل سيكون على دائما تحمل ثورات نسائة من حولى!!!...
تعلم جيدا انها تستطيع الرقص..لقد قامت والدتها بتعليمها بعض خطوات الرقص الشرقى الذى تشتهر بة تركيا..ولكنها مع ذلك لا تستطيع القيام بذلك اما الجميع...!!!
ـ نظر اليها نيكولا مبتسما بتسلية..ما الامر لامار..لم اعهدك جبانة..هل ستتركينها لتتغلب عليك...اين نمرتى الشرسة
لا لا... لن اسمح لك الان ان تحبسيها داخل القفص!!..هيا لامى...هيا...
ـ نظرت الية لامار بحنق وغيظ..اللعنة..انة يريد ان يرى نسائة يتبارين ليحصلن على رضاة...هزت راسها بحنق هامسة لة...اذهب للجحيم شهريار....واتجهت بخطوات ثابتة نحو جدول الماء ورفعت يديها معيدة شعرها للوراء..وقامت بغسل قدميها وحين همت بالالتفات..فوجئت بنيكولا وقد حملها من خصرها رافعا اياها يضعها داخل البوتقة..وغمازتية الساحرتين تبتسمان لها قائلا...حطميهم جميعا حبيبتى!!!...ورفع كفة يضربها برقة فوق مؤخرتها...دافعا اياها الى الامام...وابتسامتة تزداد اتساعا....!!
نظرت الية والاحمرار يعلو وجنتيها من الغيظ...كيف يجرؤ!!!...سأرية..بل ساريهم جميعا ما استطيع فعلة.
ورقصت......رقصت بكل الشغف والحب الذى تكنة لة..اظهرت شوقها الية فى كل خطوة تخطوها على نغمات الموسيقى الصاخبة..ترفع طرف ثوبها بدلال واغراء ..تمزج فى خطواتها بين الرقص الشرقى وخطوات الرقص اليونانى الملىء كبرياء وغرور...وتعالت اصوات التصفيق والصفير بجنون مع ازدياد حدة المنافسة بين الجميع...
ولكن لورين لم ترضخ ...بل بدات فى مواجهة لالمار بخطوات اكثر حدة متعمدة الاصطدام بها..ومحاولة ايقاعها وسط العناقيد..لكن لامار استطاعت تفاديها اكثر من مرة..وتحولت البوتقة لساحة من القتال المشتعل ....مما جعل لامار تتعثر فى خطواتها...ولكنها احتفظت بقناع البرود واللامبالة...وبنظرة متهكمة...!!!
ـ اقتربت صوفى من لامار قائلة بهمس...ان هذة الفتاة لا تريد ان تتوقف عن تلك الحماقة..ستفسد الحفل ...ثم غمزت لها بعينها قائلة..لقد مللت من افعالها...استفيدى مما سافعلة....
وزادت صوفى من صخب خطواتها مبعدة جميع الفتيات عن طريقها .مقتربة من لورين ترقص حولها بسرعة وجنون مع محاولة الاخيرة مجاراتها ..ولكنها....وجدت نفسها تسقط على وجهها امام قدمى لامار..التى اصتنعت عدم الانتباة لما حدث .. رغم ذلك لم يتوقف التصفيق والصفير...بل تعالت الصيحات ..وازدادت الخطوات سرعة ...وخاصة ان الامور عادت للمرح بانسحاب لورين المهين امام الجميع..وعودتها نحو القصر بخطوات غاضبة حانقة....
امتلات اجساد الفتيات بقطرات العصير فوق بشرتهن العارية وتلطخت الاثواب باللون الاحمر ...ومع اخر ضربة للامار بقدميها وسط العناقيد وانفاسها المتلاحقة تجعل صدرها يعلو ويهبط من الاجهاد.......سقطت اولى قطرات العصير من الانابيب البلاستيكية فى البرميل الخشبى....وتعالت الهتافات والتصفيق الحار مشيدة بالعروس القوية التى اسالت بقدميها اولى قطرات الكروم الاحمر....
اقترب احد الشباب من البرميل وملا منة كوبا صغيرا واتجة نحو نيكولا معطيا اياة فاخذة الاخير منة واتجة للبوتقة ورفع يدية مشيرا للامار التى اقتربت منة هى الاخرى وسمحت لة بحملها من خصرها بذراع واحدة ..وعلى وجههة ابتسامة واسعة ممتلئة بالاعجاب والتقدير ...ثم قرب شفتية منها هامسا...لقد حطمتهم جميعا يا نمرتى المشتعلة!!!!
ثم قرب من شفتيها الكوب لترتشف منة اولى قطرات العناقيد الحمراء...ورمى بعدها بالكوب لاحد المزارعين ليحملها بكلتا يدية مبتعدا بها نحو القصر مع علو اصوات الاستحسان من حولها والصفير والتصفيق.....
ـ قالت لامار بحيرة وهما متجهين نحو غرفتهما يحملها فوق ذراعية كالريشة...مهلا نيكولا..انك..انك لم تتذوق العصير بعد!!!
ـ انزلها برفق فوق السجادة السميكة.. قائلا بابتسامة ماكرة...لا عزيزتى..بل ساتذوقة..ورفع ابهامة يمسح احدى قطرات العصير عن شفتيها!!!.....ولكن............بطريقتى !!!!!!!!
**************************************
انها لا تصدق كيف تمر الايام سريعا هنا فى المزرعة....لقد مر اسبوع على وصولهم..وكانة ساعات قليلة...انها تعيش اسعد ايام حياتها برفقتة!!!
تلازمة ليل نهار..وذلك بناء على رغبتة هو..حتى بعد رحيل صوفيا وستيف المفاجىء منذ يومين لاسباب طارئة فى العمل لدى ستيف...لم تشعر بلحظة وحدة او غربة واحدة عن المكان!!!!
انها تذهب معة حين يمر على الاراضى المزروعة..او فى تفقد مراحل الحصاد التى تسير الان على قدم وساق....وقد علمها امتطاء الخيل..ولكنها ليست متمكنة منها تماما... لتستطيع ان تركض مسافات طويلة بفرستها الجميلة التى اسماها اثينا!!!!!
لقد اهداها احدى اجمل الخيول العربية التى يمتلكها...فرسة بيضاء رمادية....رائعة...اخبرها انها تذكرة بها كلما وقعت عيناة عليها...فهى فرسة هادئة فى بعض الاحيان..وحين تنطلق ويترك لها العنان فهى ثائرة جامحة....وحين اخبرتة بخوفها من امتطاء فرسة لها تلك الصفات ضحك يومها قائلا....
ـ يجب ان تعلمى انها مثلك تماما..لذلك انا لا اراها خطرة...هى فقط...لا تحب القيود...وانا لا اقيدها ابدا!!!!!!
مما زاد من استمتاعها برفقتة ايضا انها حتى الان لم تقابل خالتة الانادرا فى مناسبات قليلة.. وهو الامر الذى افزعها من البداية حين علمت بوجودها ....ولم تكن المراة تتكلم كثيرا فى تلك اللقاءات لما تشعر بة من ضعف...بسبب صحتها المعتلة...ولكنها لا تنكر النظرات الغريبة التى كانت ترمقها بها للحظات...تبدو لها كالدهر...دون ان تتفوة بكلمة..وكانها تبحث فى ملامحها عن شىء ضائع...او تترقب حدوث شىء هام تنتظرة بفارغ الصبر!!!!
ولكنها حاولت جاهدة الا تجعل تلك اللقاءات العابرة تعكر عليها صفو ايامها السعيدة برفقة زوجها الحبيب...والتى لم تجد منة حتى الان ما يقلقها او يزعجها منة..بل انة ولدهشتها لا يتوانى ابدا عن القيام باى عمل كبيرا كان او صغيرا لكى يرسم البسمة على شفتيها ...ويؤكد من شعورها بالامان والسعادة بقربة!!!!
حتى انها اصبحت تنسى فى بعض الاحيان...الغموض الذى كان يغلف علاقتهم والاسرار المبهمة التى لا تدرى سببا لها..كاتهامها مثلا من قبل امة وخالتة بانها سببا من اسباب مصرع انطونى....والتى لا تجد لة حتى الان اى مبرر منطقى!!..
بل يجب ان تعترف ان قبل العشرين يوما الماضية منذ ان قابلتة لاتذكر اياما كانت فيها بتلك السعادة ...انة يهبها فى كل لحظة مزيجا رائعا من مشاعر الحب والاهتمام والامان...نعم..يجب ان تكون صريحة امام نفسها..انها تشعر معة بالامان لا الخوف مثل ما كانت تعتقد انها ستشعر حين تعيش معة .....
ربما بامكانها ان تنسى ما سمعتة فى المكالمة التى تمت بينة وبين والدتة...انة لم يفعل شيئا حتى الان يعطيها احساس بالقلق وعدم الاطمئنان...
بل والاغرب من ذلك انة اخبرها ان بامكانها ان تبدا العمل بعد ان تنتهى مهلة الشهر الذى طلبة منها...لقد وفى بوعدة لها
واخبرها ان شركتها اوشكت على البدء بخطة العمل الجديدة!!!!..حتى انة لم يتحدث بامر حدوث حمل للان...لم يسالها؟؟!!
ما الذى تريدة اى امراة اكثر من ذلك...زوج رائع يشعرها بانها ملكة فى كل لحظة...يعطيها الامان والاهتمام...اخرجها من هوة عميقة كانت ستبتلعها ...الافلاس والفضيحة...الضياع!!!!
لقد قررت ان تنسى كل ما سمعتة تلك الليلة...ربما لم يكن الحديث عنها...ربما كان الامر التباس من البداية...بالتاكيد قد فهمت ما عرفتة بشكل خاطىء...انطونى ابن خالتة!!...لا يوجد شىء غريب فى الامر....مصادفة..مجرد مصادفة...الانتقام والحادث...قدر لا اكثر ولا اقل...وبالتاكيد هى ليست الفتاة المعنية ...اذن كل شىء على ما يرام..هى متاكدة من ذلك...
لا يمكن لرجل ابدا ان يستطيع اخفاء حقيقة مشاعرة فى كل ثانية وكل دقيقة...لا يمكن ان يخدعها قلبها بما تشعر بة حين تكون بين ذراعية كل ليلة..لا يستطيع ان يمثل ايضا فى لحظات كهذة...انة مع كل نفس وكل لمسة يشعرها بحبة..برغم عدم قولة لتلك الكلمة صراحة!!!!
لا باس..سيقولها يوما ما...انها متاكدة من ذلك..وسيكون هذا اليوم قريبا جدا..انها تشعر بذلك وبشدة...تشعر احيانا انها ستفلت من بين شفتية..رغما عنة..ستكون صبورة للنهاية..حتى تحصل منة على هذا الاعتراف الرائع..وستحصل علية!!!
ـ رفعت سحاب حذائها الجلدى العالى الخاص بركوب الخيل...كانت ترتدى ملابس الركوب جالسة فوق المقعد بجانب سريرها وقد عقصت شعرها كذيل الحصان...قالت لنفسها..لقد اصبح الجو حار هذة الايام!!!..ان الصيف يعلن عن قدومة
سريعا هذا العام...تحمد اللة على وجود الالات الحديثة المبردة للهواء...لولاها لم يكن الجو ليحتمل هنا بالمزرعة...
ـ خرج نيكولا من باب الحمام مبتسما بنشاط...هل انت جاهزة عزيزتى؟؟؟
ـ رفعت الية عيناها بسعادة تجيبة...نعم نيك ..انا جاهزة...هل اخبرتهم ان يجهزوا اثينا لكى اركبها؟؟!!
ـ اقترب منها ممسكا بيدها مرغما اياها على الوقوف ثم احتضن خصرها بحب قائلا...يبدو انك اصبحت تحبينها كثيرا..الا تريدين ان تجربى فرسة اخرى...تعلمين اننى املك عدة خيول غيرها...وربما اكثر هدؤا منها...هل تحبين ان اغيرها لك ؟؟؟
ـ قالت عاقدة حاجبيها ..اوة..لا نيك..ارجوك..انها فرستى ولن اركب غيرها...فى الحقيقة اصبحت احبها فعلا..بل وانتظر وقت ركوبها بفارغ الصبر!!!!
ـ اقترب منها طابعا قبلة سريعة على شفتيها قائلا...حسنا..هيا بنا..لا اريد ان نتاخر اليوم...اريد ان انتهى من جولتى على الارض سريعا...ثم نذهب سويا فى نزهة طويلة حتى حدود المزرعة داخل الغابة المحيطة بنا...انا متاكد من انها ستعجبك ....المناظر رائعة هناك....وانا لم يكن لدى الوقت الايام الماضية لكى اصحبك اليها....
اخبرت نفسها اثناء سيرهم مقتربين من دخول الغابة المحيطة بالارض المزروعة..انها بالفعل بقعة ساحرة من العالم...لم تكن تعلم ان جنوب ايطاليا بة محميات طبيعية رائعة مثل التى تراها الان..اشجار الصنوبر الكثيفة العالية...زهرات النرجس المنتشرة فى كل مكان...يعبق الهواء بعطرها الساحر...والاروع من هذا كلة...جداول المياة المتفرعة فى كل اتجاة...ورذاذها المنعش.....لقد قام بالفعل حين انتهى من الجولة ...باصطحابها الى حدود الغابة...دائما يفى بوعدة...!!!!
ـ اقترب يسير جانبها بفرسة الاسود...الى اين ذهبت لامى..دائما اراك شاردة..فيم تفكرين الان؟؟؟
ـ ابتسمت لة بحب معترفة...افكر فيك نيكولا!!
ـ عقد حاجبية بشك..ما الذى فعلتة هذة المرة...دائما تفكرين بى...حين افعل ما يزعجك..او تخططين انت لازعاجى..اى منهما هو الصحيح؟؟!!
ـ قالت بدلال...اوة..لا تكن ظالما..افكر فيك احيانا بعيدا عن المشاكل والازعاج...وهذة احدى المرات...
ـ رفع حاجبية دهشة..لا يمكن...ايعقل ان تكون افكارك مثل افكارى عنك طوال الوقت....افكارا!!!!....امممم..لذيذة!!! ايعقل؟؟
ـ رفعت يدها محذرة وعيناها ضاحكتين...اوة..نيكولا كريستيانو...من فضلك كن مهذبا..ان افكارى بعيدة تماما..عن ان تكون مشابهة لافكارك...
ـ قال مداعبا...متزمتة...لقد تزوجت امراة متزمتة....حسنا سنيورة كريستيانو..فيم كنت تفكرين...و..وبعيدا عن افكارى الغير مهذبة؟؟؟؟؟
ـ كنت افكر كم ان قربى منك يجعلنى سعيدة..ونظرت لما حولها مشيرة ....بل كل ما حولى يجعلنى سعيدة....انة تاثيرك نيكولا على كل ما يتصل بك..فيتحول لشىء جميل..اصبحت مشاعرى انا ايضا شىء جميل!!!!!
ـ توقف نيكولا عن السير ونظر اليها فى صمت دون ان يجيب....وبادلتة هى الاخرى نظراتة الصامتة...ان مشاعرها اصبحت تخونها كثيرا امامة هذة الايام....وهاهى تخونها الان وتوشك على الاعتراف لة بالحب....قال بعد صمت طويل..
لامار..انا؟؟؟...لقد فاجأتنى....هل حقا انت سعيدة معى...هل ما سمعتة حقيقة...الم يعد هناك غضب او حقد...هل هدأت ثورتك على اخيرا!!!!...لا اصدق حقا!!!!
ـ سارت بفرسها هاربة من حصار عينية لها...وحاولت الابتعاد..فاسرع اليها وامسك بلجام فرسها عاقدا حاجبية يسالها..لماذا تهربين منى الان لامى....لا يعقل لامراة لديها تلك الشجاعة ان تكون جبانة فى مواجهة حقيقة مشاعرها...!!
ـ قالت بصوت مبحوح متهربة من الاجابة...اخبرنى نيك..لماذا اخترت هذة الارض لتزرع فيها عناقيد الكروم؟؟؟؟
ـ حرك راسة بياس ..تهربين لامى..مازلت تهربين...حسنا...ساخبرك لماذا اخترت تلك الارض...اخترتها لانها ارض خصبة غنية...ان نهر سيرا تسير جداولة بتفرعات عديدة داخلها...لذا فمصدر الماء متوفر...وكذلك الغابات المحيطة بارضى..اذن الحماية والامان متوفران ايضا....احب ان احمى ما يخصنى...واوفر الامان لمن حولى....حتى اصغر المزارعين عندى...يهمنى ان يشعر بالامان فى العمل معى....والان هل تكفيك تلك الاجابة؟؟؟؟
ـ اومات له براسها دون ان ترد....
ـ استدرك قائلا..والان جاء دورى لكى اسالك انا....الم يعد فى قلبك شىء من الماضى...هل تحررت من اشباحك القديمة...ولكى اكون صريحا واكثر وضوحا...هل انتهى حبك لانطونى ....ام مازلت تكنين لة مشاعرا بقلبك؟؟؟؟
ـ نظرت الية بذهول..انها لا تصدق..هل كان يعتقد كل هذا الوقت انها مازالت تحب انطونى...هل هذا ما كان يمنعة من الاعتراف بحبة لها....حركت راسها غير مصدقة....نيكولا...لا يمكن ان تعتقد اننى مازلت احبة ...ليس بعد كل ما جرى بيننا....لا..لا نيكولا..انا لم يعد فى قلبى مكان سوى لشخص واحد فقط....شخص كلما كنت بقربة اشعر انى احلق فى السماء...شخص اكسبنى احترامة قبل حبة...اتعلم من هو نيكولا انة.....
ـ قطع اعترافها بلمسة من اناملة فوق شفتيها....واقترب منها بفرسة حتى استطاع ان يطبع قبلة صغيرة فوق شامتها!!
ثم رفع عيناة ينظر لعيناها قائلا..وصوتة متهدج مختنق بمشاعرة ..يبدو اننى احلم..لا اصدق ما اسمعة...اخيرا..اخيرا لامار..ولكن...لا.....بل انا لامارمن يريد ان يعترف...لامار ..انا....
وفجاة ظهر ثعبان كبير امام فرستها اثينا مما جعلها ترتعب وترفع حافريها الاماميين لاعلى...ثم....تطلق ساقيها للريح...
لم تستطيع لامار استيعاب ما حدث فى الثوانى التى تلت ...كل ما شعرت بة هو ...السرعة الرهيبة التى ركضت بها الفرس..حتى ان نيكولا لمحتة يحاول اللحاق بها من بعيد..ولكنة لم ينجح فى الاقتراب منها كفاية..ليستطيع ايقافها!!!
لذلك لم يبقى لها سوى ان تتمسك بلجام فرسها قدر ما استطاعت...ولكن حتى ذلك لم يكن كافيا...تعلم جيدا انها لم تعتد بعد الركوب بهذة السرعة ..وبدات تشعر بفقدها السيطرة على وضعها فوق الفرس..والفرسة غير عابئة بشىء سوى الهروب من ما راتة تحت قدميها...شعرت بانها على وشك السقوط..ودب الياس فى اوصالها من احتمال النجاة...وبالفعل....تعثرت الفرس اثناء ركضها من احدى الاغصان التى اعترضت طريقها...مما اوقعها..واوقع معها لامار..التى اصبحت تحتها فى مشهد رهيب...لا تذكر منة سوى نيكولا وهو يقفز من فوق فرسة...صائحا برعب....
ـ يا الهى...لا...لا...لامار...حبيبتى...واقترب منها وعيناة يملأهما الرعب والخوف...يرفع راسها بحرص ليريحها فوق صدرة..وقد جلس يسالها منتحبا...حبيبتى...حبيبتى...هل انت بخير لامار...ارجوك...اجيبينى....
ـ وهى تشعر بالظلام يزحف لعيناها ولا تقوى ان تريحة وتطمئنة....اصبحت الصور ضبابية....واصبح صوتة اتيا من بعيييييد....لامار...لا حبيبتى...ابقى معى...لا تغلقى عيناك...قاومى لامار...ارجوك حبيبتى...قاومى من اجلنا..ليس الان لامار....لاماااااا....وانقطع الصوت...صمت وهدوء...اغطية توضع فوقها...ووخزة فى ذراعها....وشعور لذيذ بالراحة...واختفاء الالم الرهيب الممتد لسائر انحاء جسدها....ثم اغلاقها لعيناها واستسلامها لنوم عميق!!!!!
ـ دخلت السنيورة فرانشى الى الغرفى وكان الظلام دامسا خارج النافذة...سالت نيكولا الجالس على مقعد بجوار السرير ويبدو علية الارهاق الشديد....كم مضى عليها نائمة نيك؟؟؟
ـ رفع راسة ينظر اليها بحزن...لقد مضى على نومها اثنى عشر ساعة...اعطاها الطبيب حقنة منومة ومسكنة...واخبرنى انها ستنام لوقت طويل...اعتقد انها على وشك الاستيقاظ الان....حرك راسة بحزن....لا اصدق ما حدث حتى الان...لقد كان حادثا رهيبا...تم كل شىء بسرعة..لم يكن لدى فرصة لانقاذها...امسك براسة قائلا بمرارة...انا السبب فرانشى..انا السبب...انا من اهديتها اثينا...ثم رفع راسة ينظر لوالدتة بغضب...لا..بل نحن جميعا السبب فى ما وصلت الية حالها...
لولا التقاليد اللعينة...والغضب الاعمى..ما حدث لها كل ذلك...نحن السبب فرانشى..نحن السبب!!!!
ـ اقتربت منة والدتة تضع يديها برفق فوق كتفة ..ارجوك نيك..لا تعذب نفسك بهذا الشكل..ان ما حدث لها شىء قدرى لا دخل لنا بة...
ـ نهض من مقعدة غاضبا..لا امى..تعلمين انك لا تقولين الحقيقة..اننا السبب ..رغم انها لا تعلم ذلك..ولم تكتشف حتى الان..الا انها كانت ستكتشف عاجلال ام اجلا..مخططكم!!!
ـ رفعت الام حاجبيها دهشة..مخططنا؟؟؟...ما الذى تقصدة...الست معنــ...اوة...لقد فهمت..حدث ما كنت اخشاة..انك..!!
ـ قاطعها بصوت مرير..نعم امى...حاولت اخبارك مرارا..ولكنك رفضت الاصغاء الى..كل ما كان يهمك..ولائك لفيورى...وكرامة العائلة...لم ينتبة اى منكم لمشاعرى...نعم امى اقولها لك الان ولست نادم على قولها...انا....
ـ قطع حديثة صوتها الضعيف و هى تحاول النهوض من فوق الوسادة..نيكولا؟؟؟...ما الامر.. وحاولت ان تفتح عيناها دون جدوى..نيكولا...اين انت؟؟؟...ما الذى حدث..اوة..اشعر بالم رهيب ودوار فى راسى!!!..
ـ اقترب منها بلهفة...اوة لامار...حبيبتى... حمدا للة...لقد كدت اجن...انا اسف حبيبتى..سامحينى....انا السبب!!
ـ نجحت فى ان تفتح عيناها..نظرت الية وقد وجدتة جالسا بجانبها ...ساعدها على النهوض وعدل من وضع الوسادة خلفها لتشعر بمزيد من الراحة...لدهشتها وجدت عيناة مغرورقتين بالدموع...قالت بصوت خافت..نيكولا؟؟؟انت تبكى...!!
ما الامر..انا لا استطيع ان افهم شيئا..ما الذى حدث...انا لا اذكر سوى نزهتنا معا فى الغابة..لا اذكر شيئا اخر...اخبرنى نيكولا...ارجوك..انا لا احتمل هذا الصمت والغموض...
ـ اقترب منها طابعا قبلة فوق جبينها..يهمس بصوت متهدج...خلت انى فقدتك لامى..لم اكن لاسامح نفسى ابدا!!
ـ سالتة بحيرة..ولكن لماذا نيكولا..ما الذى حدث؟؟؟!!
ـ احتضنها بلهفة ... ان الفرسة اللعينة فزعت من رؤية ثعبان تحت حوافرها...فركضت بسرعة وانت فوقها ولم استطيع اللحاق بها لكى انقذك...ثم تعثرت من احد الاغصان السميكة...فوقعت ووقعت معها....سسامحينى لامى...رغم انى لن اسامح نفسى ابدا!!!
ـ رفعت عيناها نحوة بسعادة..اوة..نيبكولا..انا لا الومك ابدا...بل اننى سعيدة لرؤية تلك اللهفة بعيناك...همت برفع اناملها لتمسح دموعة ...اوة..اشعر بالم رهيب فى انحاء جسدى..وقدماى تؤلمانى بشكل رهيب...!!!
ـ ربت على وجنتيها..لا باس لامى..لا تخافى..لقد طمأننى الطبيب..ان قدميك تؤلمانك من اثر سقوط الفرسة فوقك...لقد اصبتببعض الكدمات فقط..يجب ان نكون ممتنيين...انها معجزة..كان يمكن ان تكونى الان..اوة..لا داعى للافكار السلبية...تنهد بعمق..يكفى انى سمعت صوتك مرة اخرى...ستشفين خلال ايام قليلة...هناك ايضا بعض الرضوض و الكدمات فى جسدك..ستاخذ وقتها فى الشفاء...ولكن ستختفى مع الوقت..انت فقط بحاجة لوقت طويل من الراحة حبيبتى!!
ـ اقتربت منها السنيورة فرانشيسكا...انا سعيدة بنجاتك يا ابنتى...وقد ظهرت بعيناها نظرة متألمة...انا اسفة حقا لما حدث..اننى..اوة..لا ادرى..انة قدر غريب حقا..لا باس..ساترككما الان...استريحى قدر ما يمكنك..وستستعيدى عافيتك قريبا...لا تنسى..لقد امر الطبيب بملازمتك الفراش خمسة ايام على الاقل...وهمت بالخروج من الغرفة دون انتظار الرد..ثم التفتت نحوهما مرة اخرى قائلة..سوف ارسل كولينا اليكما بالعشاء...ونظرت لولدها بحنان ..تاكد من ان تاكل لامار جيدا..هى فى حاجة للتغذية..حتى تستعيد عافيتها..بأذنكما...!!
ـ حين اغلقت المراة الباب خلفها بهدوء التفت نيكولا يتاملها بلهفة..والان حبيبتى..هل تحسنت قليلا..ام مازال الالم قويا؟؟
ـ نظرت الية بدهشة..لا عليك نيكولا..لقد خرجت والدتك من الغرفة...لا داعى لكلمة حبيبتى..توقف عن التمثيل!!!
ـ اطرق نيكولا دون ان يجيبها..ثم رفع راسة ينظر اليها بحزم...لا لامى...بل انت حبيبتى...حبيبتى منذ زمن بعيد..وستظلين حبيبتى الى الابد!!!
ـ حركت راسها غير مصدقة..ما الذى تقصدة نيكولا...هل تحبنى..لا يمكن..لا اصدق...لا..انت تكذب..انها الشفقة لا الحب...لماذا اخترت هذا الوقت بالذات لتعترف لى بحبك..لا نيكولا..كن صريحا..انت تشفق على...لا باس..لا تقلق ..ساكون بخير كما قال الطبيب..لا تخف...انا لا انوى االموت الان..!!.يجب الا تشعر بتانيب الضمير..ان الحادث لم يكن لك اى دخل فى حدوثة..وانا لا الومك علية..لا داعى اذن لهذا الحديث!!
ـ قال بنفاذ صبر..اذن مازلت لا تريدين الاستماع الى...مازلت عنيدة...؟؟!!...لا باس لامار..ان الوقت غير مناسب الان..مازال ذهنك مشوش..ولم تتضح الصورة كاملة لك...تنسين ما اخبرتينى بة قبل الحادث؟؟؟...
ـ قالت بريبة..ما الذى اخبرتك بة نيكولا؟؟!!..انا لا اذكر انى اخبرتك شيئا..اضافت بقلق هاربة من عيناة..ام ترانى ؟؟!!..والتفتت نحوة ..اخبرنى نيك ما الذى اخبرتك بة..من فضلك لا تتركنى لهذة الحيرة..ورفعت يدها ممسكة براسها..اوة..لقد عاودنى الصداع...وبدأ الألم فى كل جسدى مرة اخرى!!!!
ـ احضر من فوق الطاولة الصغيرة بجانب السرير...حبة مسكنة للالم واجبرها على تناولها ...يجب ان ترتاحى الان..انة ليس الوقت المناسب لهذا الحديث..انت فى حاجة ايضا لبعض ساعات اخرى من النوم..واعدك حين تستيقظين ستشعرين بتحسن...وعندها....اعدك ان نتحدث مطولا...وساخبرك بما تريدين معرفتة....وانحنى ملثما جبينها بلطف...اعدك لامى...حين تستيقظين سيكون كل شىء على ما يرام...
ـ همت بان تقاطعة محتجة...ولكن !!..انا....اقترب منها قائلا بحزم....ليس الان لامى...ليس الان...اراك لاحقا...
ثم اطفأ نور الغرفة وهم باغلاق الباب خلفة حين عاد والتفت اليها...لا اعتقد انك جائعة...ساجعل كولينا تعيد الطعام وساحضرة لك بنفسى حين تستيقظين...ولم ينتظر جوابها وخرج مغلقا الباب خلفة....
ـ عاد النعاس اليهامرة اخرى ومع شعورها بالضعف استسلمت لة...وفى عيناها صورتة التى لم تفارقها منذ تركها...عيناة الدامعتين...وكلمة ...حبيبتى...قالت لنفسها قبل ان يغلبها النعاس...ترى...هل اتت اللحظة التى كنت فى انتظارها...ربما؟؟!!!!
مر الوقت سريعا وهى نائمة...وحين فتحت عيناها نظرت نحو الساعة الموضوعة اما السرير فوق الحائط...انها الثانية عشر...لقد نامت ثلاثة ساعات اخرى...الالم انهكها ...لذلك احتاجت لبعض ساعات النوم الاضافية...ولكنها الان تشعر بتحسن...الالم مازال موجودا ولكن اقل حدة من السابق...وهى الان تشعر بالعطش...حاولت النهوض لتجلس وتشرب من الماء الموضوع بجانبها ...فشلت فى البداية ولكنها فى النهاية نجحت...ارتشفت بعض الماء من الكوب ثم اعادت وضعة فى مكانة...نظرت حولها وقد اعتادت عيناها الرؤية فى ظلام الغرفة....
ـ قالت لنفسها...يبدو اننى وحدى هنا..ترى اين الجميع...واين نيكولا..اوة..اشعر بجوع شديد..!!.نادت بقدر ما استطاعت من صوت..نيكولا..كولينا...!!!..يبدو انهم يظنونى مازلت نائمة..ويعتقدون اننى لن استيقظ الان!!!...لما لا احاول الخروج من الغرفة...لقد بدات اشعر بتحسن بالفعل!!!
ـ وبالفعل نهضت متثاقلة برغم الدوار والالم...مستندة على كل ما تقابلة انها تريد مفاجاتة فى مكتبة..بالتأكيد هو جالس فى غرفة مكتبة الان!!!...تريد ان تطمئنة انها بخير وترى نظرة الارتياح والسعادة فى عينية....فكرت بسعادة...لم لا تكونين صريحة امام نفسك...لقد اشتقت الية لامار..تريدين رؤيتة..وتتلهفين لسماع الكلمات المنتظرة...تخرج من بين شفتية...!!...
اوة مازالت قدماى تؤلماننى قليلا...ولكن لا باس...سارت فى الردهة الهادئة التى توصل الى غرفة المكتب..اعتقد بان الجميع نيام الان...جيد!!...سيكون لى وحدى!!...لن يقاطعنا احد....
ـ زفرت بضيق حين اقتربت من باب غرفة المكتب....اوة...ان فرانشيسكا هنا!!...سمعتة يخاطب والدتة بصرامة...
ـ لا امى..لن اسمح بهذا الحديث مرة اخرى...من الان..لا حديث عن الماضى...
نبهتها كلماتة ان تلتزم الصمت...
ـ قال المراة بغضب..ولكن نيكولا..انها السبب فى ما حدث كلة...لا تنسى ان والدها كان احد عملاء المافيا...وانة السبب فى اغتيال المافيا لانطونى..ان خالتك لديها كل الحق..ان ترغب فى الانتقام....المسكين طونى راح ضحيتها...ضحية حبها ...ان الرجل لم يكتفى باذلالة امامها وبطرد ابنتة لة ...بل اراد ان يختفى تماما من حياتها ويضمن عدم ظهورة مرة اخرى ليكشف حقيقتة القذرة لها...فامر بقتلة...كيف تريدنا ان نتنسى كل هذا كيف..
ـ صرخت لامار بصوت مكتوم....لا..ليس مرة اخرى..اذن انا الفتاة التى يقصدونها من البداية....لماذا يصر الجميع على ان والدى مجرم!!!...لا يمكن..لن اسمح لهم بايذائى..وبالحاق العاربلذكرى والدى...حركت راسها بمرارة..انت ايضا نيكولا...بل جميعكم...تريدوننى ان اكرة والدى واصدق ما تقولون...
ـ سمعتة يقول بغضب...اذكر..اذكر كل شىء امى وبالتفصيل..ولكنة ماضى...ماضى بعيد...يجب ان تستمر حياتنا..لن نبقى سجناء هذا الماضى للابد...ثم !!!.. لا ذنب لها فى جرم والدها اللعين...
ـ قالت المراة باصرارعنيد...بل لها كل الذنب..الم يخبرك باهانتها لة وطردة من منزلها بشكل مذل...الحمقاء لم تصدق ما قالة لها طونى..بل وكانت السبب فى موتة...لا نيكولا... لن اسمح لك بالغاء كل الحقيقة ودفنها...اننى سوف...
قاطعها صوت فيورى صادرا بحنق من الخارج....!!!
ـ تصيح بغضب...بالطبع...كان يجب ان اتوقع هذا من امراة مثلك...تستمعين من خلف الابواب...حقيرة...تعالى نيكولا...وانظر لمن تدافع عنها دائما انها تتلصص على حديثكما انت وفرانشى...حقا تربية مجرمين حثالة....
ـ صرخت لامار ببرود رغم الدوار الشديد...اصمتى...لن اسمح لك ابدا... لن تهينى والداى..بل انتم هم الحثالة...صدق والدى...لا تنبت الاصول القذرة...الا القذارة....
ـ فتح باب غرفة المكتب ونيكولا يصرخ بصرامة...لامار..اصمتى...ما الذى اتى بك الى هنا الان..مازلت مريضة..؟؟؟
ـ دلفت الى الغرفة مترنحة...جئت..جئت لكى استمع بنفسى للحقيقة...الحقيقة نيكولا...الحقيقة التى طالما اصابتنى بالحيرة والعذاب...علمت الان لماذا تزوجتنى...تزوجتنى للانتقام...لكى تحطم كبريائى...وتسلبنى كل ما املك...لترمينى بعدها الى الشارع كالحيوان المريض...!!!!
لا نيكولا لن اسمح لك...اننى...اوة...سقطت على الارض بضعف وقامت محاولة التماسك...اقترب منها نيكولابلهفة....اوة..لامار..حرك راسة بيأس...لماذا..لماذا اتيت الان...والتفت نحو الجميع...لقد حطمتم كل شىء...كل شىء...ثم نظر اليها متوسلا...ارجوك لامار دعينى اخذك الى الغرفة...فلنؤجل الحديث للغد...اعدك بان اوضح كل شىء...لا اريدك ان تضيعى ما بيننا فى لحظة غضب...ارجوك...
ـ قالت بصوت ضعيف وهى تجاهد لتبقى عيناها مفتوحتين...بل انا من ترجوك نيكولا..اخبرنى الحقيقة...هل حقا والدى كان مجرما من عملاء المافيا؟؟؟..ارجوك اخبرنى...الحقيقة...اتوسل اليك...وقالت والدموع تتساقط من عيناها للمرة الاولى...لقد قالها طونى من قبل...ولكننى لم اصدقة...بل لم اريد تصديقة...اخبرنى انت....
ـ قالت فيورى بصوت متشفى...اخبرها نيك..اخبرها الحقيقة...ان والدك هو من قتا طونى...لقد طلب من اصدقائة القتلة...ان ينتظروة حين يركب سيارتة فى تلك الليلة اللعينة...لكى يجعلوا الامر كحادث عادى....ولكن التحقيقات اثبتت انة احدى اساليب المافيا فى التصفية الجسدية...وقتلوة...قتلوا ولدى الحبيب...والدك الحقير لامار...مجرم ...قاتل ...
ـ شهقت لامار بضعف والم...لا..لا...هل حقا ما تقولة نيكولا...لا يمكن..اخبرنى ارجوك....
ـ لم يستطيع ان يجيبها بل التزم الصمت...فالتفتت نحو فيورى قائلة...ارايت انت كاذبة..انها ليست الحقيقة...بل انتم جميعكم هم الحثالة....وانت اولهم نيكولا...كاذب مخادع...لا تستطيع ان تؤكد قولها..انت جبان حقير...
ـ امسك بكتفيها صارخا...لامار كفى...وهى تصرخ بهستيرية...لا..لا..اتركونى...اريد ان اخرج من هنا..جميعكم مخادعون...لا اريد رؤيتكم...صرخ باصرار...قلت لك كفى لامار...تريدين الحقيقة...ساقولها لك...اجابت بذعر...لا..لا اريد ان اعرف...لا اريد...وهى تحرك راسها بذعر....بل ساخبرك ..ساخبرك ربما نغلق هذا البئر العفن مرة والى الابد...نعم لامار...
ان ما تقولة خالتى صحيح...والدك كان من عملاء المافيا الخارجيين...الذين يقومون بما يطلب منهم من اعمال قذرة لتبقى ايدى الزعماء الكبار نظيفة لا شبهة فيها....!!!...
ـ صرخت برعب تحرك راسها...لا ...لا ...انت كاذب كاذ....ووقعت بين يدية فى اغمائة قوية....
حملها بغضب..ونظر الى والدتة وخالتة...هل ارتحتم الان...هل رضيتم...حطمتم كل شىء..والى الابد....ارجو ان يهدأ بالكم الان..وتنطفىء نار الحقد والكراهية بداخلكم....
وخرج بها مسرعا وعلى وجههة ظهر الحزن العميق الذى اختفى لفترة طويلة من ملامحة....فترة زواجهما التى على وشك الانتهاء!!!!!
ــــــــــــــــــــــــ الفصل الثالث عشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت من زجاج نافذتها بالطائرة الى الغيمات البيضاء المتفرقة..كسحب الدخان الكثيف...ولكن ..منعها الاستمتاع مما تراة..عيناها المغرورقتين بالدموع...
ان صورتة تأبى ان تفارق مخيلتها ...مع كل التفاصيل الصغيرة لعلاقتهما القصيرة...
علاقتهما التى انتهت والى الابد...ها هى الان مسافرة على طائرة متجهة الى عالم جديد...وقد تركت المزرعة...تركت طريق النحل...وأشجار الصبار...تركت زهرات النرجس وعناقيد الكروم..والاقسى من ذلك...انها تركت قلبها...انها الان امرأة بلا قلب...لقد رمت بقلبها تحت قدمية قبل ان تغادر منزلة...
لن تنسى ابدا تفاصيل تلك الليلة الكارثية...او تنسى حالة نيكول االمريرة...وتوسلاتة اليائسة...ستظل تذكر كل ثانية من مواجهتهما اللاخيرة...وتعرف انها ستعذب نفسها بها لاخر العمر....حتى رائحة تبغ السيجار المحترق الذى ايقظتها من اغمائتها القصيرة فى غرفة النوم.....!!!
ـ فتحت لامار عيناها تسعل بقوة..وهى تشعر بالاختناق من رائحة التبغ...ان نيكولا لا يعلم ان لديها حساسية من تلك الرائحة...نظرت الية ووجدتة واقف امام النافذة يتطلع بصمت نحو الارض المحصودة..وقد اصبحت خالية بعد موسم القطاف...ينفث دخان سيجارة الفاخر بصمت ...التفت نحوها بحدة وهو يطفىء سيجارة فى مطفأة السجائر فوق الطاولة...وتمتم ..اسف..لم اكن اعرف ان دخان التبغ يضايقك...!!
ـ اجابت ببرود ..لا بأس...انت لم تدخن امامى من قبل..
ـ ابتسم بسخرية..معك حق..هذا لأننى لا ادخن الا حين اكون متوترا...وكانت تلك مرات معدودة...فى الايام الماضية..!!
ـ تنهدت بعمق...نيكولا؟؟!!...اقترب منها وجلس اماها فوق السرير...اكملت مطرقة راسها دون ان تنظر لعيناة...اريد..اريد الرحيل من هنا...لم اعد احتمل البقاء فى المزرعة بعد الان!!!
ـ اوما براسة متفهما..لا باس..معك حق...سوف اخبر كولينا بان تجهز حقائبنا ونسافر الليلة اذا شئت..ان المزرعة لم تعد بحاجة الى الان..لقد اصبحت مطمئنا بعد انتهاء الحصاد وتخزين الكروم ان كل شىء يسير بطريقة صحيحة وامنة...لا داعى لبقا....
ـ لا نيكولا...بل اريد الرحيل وحدى...
ـ امسك ذقنها يرفع راسها لتنظر الية...ما الذى تقصدينة...هل تريدين ان تسافرى وتعودى للمنزل وحدك؟؟!!
ـ ابعدت يدية عنها بتصميم..لا بل ساعود لمنزلى انا..منزل والدى...ولكن لا تخف لن ابقى فية...ساتركة لك ..فقط ساجمع باقى متعلقاتى..واشيائى الخاصة...وحينها فقط تستطيع اتمام انتقامك وتحصل على المنزل ايضا!!!!
ـ حرك راسة بذهول...اللعنة على المنزل..والانتقام...فليذهب كل شىء الى الجحيم...انا لا اريد اى شىء لامى...انا..انا من البداية لم يكن هدفى الانتقام...كان هدفى الحصول على حبك..لا ميراثك اللعين...حتى اننى لم يكن حينها لى امل فى لقائك...لقد اردت مساعدتك حين علمت بالمشكلة التى وقعت فيها شركتك...لذلك قمت بعرض اعلانات تسهيلات القروض بالبنك حتى استطيع مساعدتك...ولتتاكدى اننى لم ارغب سوى فى مد يد العون لك...ساتى اليك غدا بورقة تثبت اننى وافقت قبل مقابلتك على منحك القرض....
نعم..لا تنظرى الى نظرة الشك هذة انها تمزقنى...صدقينى وافقت..ولكن المعاملات الورقية والروتين بالبنك كانت السبب فى التاخير ...وحين طلبت مقابلة مدير البنك كنت قد اعطيت قبل ذلك تعليمات بشانك..اذا طلبت اى شىء او مقابلة او استفسار يقومون باخبارى...لذلك حين اخبرونى برغبتك..عاودنى الامل ان تكونى لى حين اتعرف اليك واتقرب منك....لم اكن اريد سواك انت حبيبتى..انت فقط...ولكن حين اخبرت امى برغبتى الزواج منك ..علمت خالتى فيورى بالامر..وتوسلت الى ان انتقم منك..وقالت انها فرصة ذهبية...وبسسب حالتها الصحية الخطيرة..وافقتها شكليا وتمنيت حين تراك ان تحبك كما احببتك..وان تتمنى لى السعادة وتنسى فكرتها عن الانتقام...ولكن كما يقولون..ليس كل ما يتمناة المرء ينالة..كنت احمق..حين اعتقدت ان بامكانها ان تسامح وتغفر!!!
ـ زفرت بضيق..اوة..من فضلك..لا اريد ان استمع لاكاذيبك ملاة اخرى. لماذا لم تخبرنى حينها ان كنت تقول الحقيقة بانك وافقت على منحى القرض...؟؟؟.لقد ضقت ذرعا بكل شىء...اشعر بالاختناق...لا اريد ان اسمع اكاذيبك مرة اخرى عن الحب..يكفى نيكولا..يكفى ارجوك!!!
ـ امسك بوجهها بين يدية قائلا بصرامة...استمعى الى جيدا لامى..ان ما ساقولة الان ليس فية اى ذرة من الكذب..ولا تقاطعينى حتى انتهى مما ساقول..حين التقينا لم تعطينى فرصة لاخبارك..فاستغليت ذلك حتى اقابلك مرة اخرى...لاجعلك تحبينى كما احببتك!!!.انا احبك لامار..احبك جدا جدا..ولم احب سواك..ولن احب!!...بل احبك قبل لن تلتقى بانطونى بل ان حبى لك..كان سببا لتصاعد الخلاف تلك الليلة بينى وبينة ..لولا اكتشافة من حديثة معى انى احبك..لبقى فى منزلى ولم يخرج منة غاضبا ...!!
لولا هذا الاكتشاف..لبقى الان على قيد الحياة!!!!!!!
ـ حركت راسها بنفاذ صبر...ها قد عدت لمحاولة خداعى مرة اخرى...كيف علم بانك تحبنى...ونحن لم نلتقى قبل لقائنا فى البنك..من فضلك نيكولا ...انا لست حمقاء!!!
ـ ابتسم بمرارة...بل التقينا...التقينا حبيبتى..التقينا حتى قبل ان تلتقى بة فى اليونان...انت فقط لا تذكرين لقائنا...لانة كان لقاء سريعا...وكنت يومها تشعرين بالصداع والدوار!!!!!!
أتذكرين حفل السفارة اليونانية الاخير..الذى دعيت الية انت ووالدك منذ اربعة سنوات!!..نعم...لقد التقينا هناك للمرة الاولى!!!...نعم حبيبتى...انا هو هذا الرجل...الرجل الذى تبعك الى الشرفة تلك الليلة ..و...قبلك!!!!
ـ نظرت الية غير مصدقة...لا لايمكن..انة انت..اوة..نعم ..عرفت الان لماذا كانت قبلاتك تذكرنى بتلك القبلة دائما...كنت اشعغر بذلك احيانا...ثم اعود لأكذب نفسى...مستحيل...شىء غريب...ان هذة الليلة سبقت سفــ...
ـ نعم...سبقت سفرك لليونان بساعات قليلة...لذلك عندما عدت لابحث عنك بعد انتهاء الماوضات الهامة مع السفير اليونانى واحد كبار المستوردين الذى اصر على مقابلتى حين كنت معك لاشرفة لاضطرارة مغادرة الحفل سريعا...لم اجدك..كنت قد غادرت انت ايضا السفارة...!!!
ثم قام وسار نحو النافذة ...وحين تقصيت عن عنوانك لزيارتك فى اليوم التالى..وجدتك قد سافرت لليونان....حتى اننى قررت حينها السفر خلفك..ومعرفة الاماكن التى ستزوريها ومقابلتك هناك...ولكن حدث ان مرضت والدتى فجاة واضطررت للعودة للمزرعة للاطمئنان على صحتها!!!
ـ قالت مومئة براسها..حينها قابلت انطونى...وانشغلت بة..حتى اننى نسيت مقابلتنا الغامضة!!!!
ـ التفت نحوها قائلا بمرارة...نعم..حتى حين عاد انطونى..اوشكت ان اخبرة عن الفتاة التى سلبتنى عقلى تلك الليلة منذ ان وقعت عيناى عليها...والتى نويت الزواج بها..لامار فيرناندو...!!!
وجدتة سبقنى واصر على اخبارى بفتاتة التى التقى بها فى اليونان,,والتى كانت فى رحلة هناك...كنت انت تلك الفتاة..وبالطبع..التزمت انا الصمت..تركتك لة..ظنا منى انك ستكونين اكثر سعادة معة....!!!!!....اضاف بمرارة...اترين تلك اللوحة فوق السرير....لقد اخبرنى طونى انك رايتها باحدى متاحف ايطاليا وانت معة واعجبت بها كثيرا...وجدتها تباع فى مزاد احدى المرات ...فاشتريتها...اشتريتها لعلمى بحبك لها!!!!
ـ امسكت راسها غير مصدقة وعيناها تلمعان بدموع متجمدة..انطونى...اللوحة...لا اصدق....وكيف عرف بمشارعك نحوى؟؟
ـ نظر بعيدا خلف زجاج اللنافذة مجيبا بصوت مخنوق...ليلة مقتلة..اتى الى كما تعلمين فى المنزل...اخبرنى عن ما جرى بينكما...من اهانتك وطردك لة...وحين سالتة عن سبب الشجار...اخبرنى بما قالة لك عن والدك...هنا ثارت ثائرتى...واخبرتة انة قد اخطأ حين اخبرك...وانة انانى طماع..لا يهمة سوى نفسة...وتنهد بمرارة مكملا......اتهمتة بانة قد اراد الانتقام بسبب عدم حصولة على المال من والدك...لذلك اخبرك!!!...
وقلت...وقلت لة..اننى اخطات حين تركتك لة...وانة لا يستحق لحطة تمر بة وانت بقربة...حينها علم اننى احبك وعلم برؤيتى لك من قبل ان يلتقى هو بك...فثارت ثائرتة هو ايضا واتهمنى بالخيانة...وسالنى...كيف امكنك ان تنظر لامرأة اخيك؟؟!!...واخبرنى انة لا يريد رؤيتى بعد الليلة...وانة سيقطع صلتة بى الى الابد!!!! ..اما الباقى..فتعرفينة..الحادث...وموتة...ثم دخولى الى المستشفى...بين الحياة والموت!!!
ـ نهضت من سريرها متثاقلة ورفعت يدها تمسح الدموع من عيناها....ثم جلست فوق المقعد واضعة ساق فوق الاخرى ورفعت يدها معيدة شعرها الى الوراء ... قائلة بكبرياء وعناد.. ما قلتة لم يغير شىء من موقفى.. بل ان ما قلتة يؤكد ان قدرنا الا نبقى معا...بل..انة اكد ما صممت ان اقوم بة..سوف اغادر المزرعة والى الابد نيكولا...لا اريد ان نلتقى مرة اخرى...وتنهدت بمرارة...لا اريد ر}يتك مرة اخرى نيكولا...لقد اصبحت اكرة كل شىء حولى...لم يعد فى قلبى مكان للحب....!!
ـ اقترب منها وركع على ركبتية ممسكا بيديها بين يدية...لكنك تحبيننى لامار...لا تنكرى...انا اشعر بحبك منذ فترة ..منذ اتينا الى هنا...حتى انك اوشكت عاى الاعتراف لى فى الغابة...ولكن القدر لم يمهلنى او يمهلك...فوقعت الحادثة!!!..ارجوك لامار ..بل اتوسل اليك...اعطى لحبنا فرصة كى يرى النور...حاولى ان تنسى الماضى كما قررت انا ان انساة...انا لا يهمنى ماضلى واتلدك...ولم اعد اشعر بالذنب تجاة انطونى..لقد عذبت نفسى بسببة بما فية الكفاية...ان كل ما حدث كان مقدرا لامار ...لا دخل لنا فية....ارجوك لامار...لا تحطمى ما بيننا فى لحظة عناد مجنونة!!!!
ـ حركت راسها بعناد وبرود...صدقنى نيكولا...لا استطيع...ان صدقت ما اخبرتنى بة عن والدى...فسيبقى ماضية المظلم ليطاردنى فى كل لحظة...ويثقلنى بالعار.. ولن اتحمل نظرات الناس لى هنا..او نظرات خالتك المليئة بالحقد والكراهية...حتى انت !!!
لن احتمل منك نظرات الشفقة....وان لم اصدقك..وهذا ما اشعر بة...فساكرهك نيكولا...ساكرهك لتشوية سمعة الرجل الاهم فى حياتى...والذى وهبنى كل السنوات السعيدة فى عمرى...وترك كل شىء من اجلى بعد وفاة والدتى...لهذا قررت الابتعاد...لم يعد لى مكان هنا ...احتاج للابتعاد..احتاج ان ابنى لنفسى مستقبل جديد..مستقبل لى وحدى...لا يكون ملك لاحد غيرى...ولا يشاركنى فى بنائة سواى....لن استطيع هنا احتمال تاريخ والدى المظلم...او احتمل مسامحتك على ماقلتة انت وخالتك عنة...اتركنى...اتركنى ارحل نيكولا...ارجوك...لقد قررت ...وهذا قرارى النهائى...
ـ وقف وقد اسودت عيناة بغضب...ماذا ان منعتك لامار...تعرفين اننى استطيع...؟؟!!
ـ اجابت بسخرية...نعم اعلم جيدا ما البذى تستطيع القيام بة هنا...وسط مملكتك...!!!...ولكن احذرك نيكولا...لو اصررت على احتجازى هنا...اعدك...ان تجدنى فى احدى المرات حين تدخل غرفتى....جثة...جثة هامدة...وستظل طوال عمرك نادما على اصرارك فى ابقائى هنا رغما عنى!!!!..نعم نيكولا...ان ابقيتنى هنا...ساقتل نفسى...
ـ اطرق بحزن وقد احنى كتفية بياس...لا ..لا لامار...انا لا اريد ان اراك جثة هامدة ابدا...بل اريد ان تعيشى وتكونى سعيدة..حرك راسة بمرارة....لم اكن اتخيل انة يمكنك الشعور بكل تلك الكراهية نحوى....الهذة الدرجة تكرهيننى...حسنا لامار...سادعك لكى ترحلى...ولكن اريدك ان تعرفى انك تركت رجلا يحبك كما لن يحبك احد ابدا...واعدك اننى لن اياس فى ان تعودى الى يوما ما...ساحجز لك تذكرة على طائرة الغد للعودة الى روما...
ـ نهضت قائلة باصرار...لا نيكولا..من فضلك...لن ابقى هنا لليلة اخرى...اريد ان اسافر على طائرة الفجر...اخبر كولينا ان تجهز لى حقائبى...
ـ اجاب بحزن يائس..الهذة الدرجة لا تطيقين البقاء معى؟؟!!.حسنا لامى..كما تريدين...هل يمكننى ان اوصلك بنفسى للمطار...
ـ اجابت باصرار... لا نيكولا..لا داعى...بامكان السائق ان يوصلنى...!!!!
ـ تنهد بعمق قائلا.. حسنا لامار لن اجبرك على شىء....كما تشائين...ولكن اعدك بانك ستعودى الى هنا ..قريبا جدا....ساذهب الان الى معصرة الكروم...لن ابقى هنا وانت تغادرين..وصوتة المرتعش يقطع قلبها الى اشلاء....لا احتمل الوداع بيننا...وقبل ان تجيبة...اقترب منها معانقا اياها بشغف وحب...بثت قبلتة كل ما يعتمل بصدرة من مشاعر الغضب والخذلان... وابتعد عنها قائلا ببرود....اعتنى من فضلك بشامتى....كان هذا شىء صغير لتتذكرينى اثناء رحلتك......ثم امسك بمقص فوق طاولة الزينة وقبل ان تعترض..قص خصلة صغيرة من شعرها قائلا ...اما هذا فهو تذكار لى..تاكيدا على عودتك الى.... اعدك ان نلتقى قريبا.... الى اللقاء لامار فيرناندو......!!!!!!!!!!
ـ افاقت من افكارها على لمسة يد هيلدا الجالسة على مقعد الطائرة بجوارها..لامار حبيبتى..ان المضيفة تريد ان تعرف اى نوع من العصير تريدين...
ـ نظرت نحوها بارتباك ورفعت اناملها تمسح دموعها ...اوة..اسفة...اريد بعض عصير البرتقال...وتناولت من المضيفة كوب العصير ثم شكرتها بلطف...بعد ان ابتعدت التفتت نحو هيلدا وكانت الاخيرة تتاملها بابتسامة حانية حزينة...اشكرك هيلدا على اصرارك فى المجىء معى...
ـ ربتت فوق يدها بحنان قائلة...لا تكونى حمقاء...لا تنسى انك ابنتى...كما تعلمين انا لم انجب...وانفصلت عن زوجى منذ زمن طويل لهذا السبب...فسافرت مع والدتك لايطاليا...وقمت بمساعدتها فى تربيتك...اذن لا يمكننى البدا ان ارتك ابنتى تسافر وحدها بهذة الحالة....وابتسمت لها مؤكدة...ثم اننى قد اشتقت لزيارة تركيا بعد مرور تلك السنين الطويلة بالتكيد قد تغيرت....
ـ اومات لها لامار ممتنة قائلة...نعم..بالتاكيد...وعادت للاتفات نحو نافذتها ومراقبة الغيمات البضاء...هاىهى الان متجهة لتركيا ...موطن والدتها الذى هجرتة منذ زمن طويل...وقد عقدت عزمها على ان تبدأ من هناك...نعم...سوف تذهب لزيارة خالتها ليلى...التى طالما ارسلت لوالدها تتوسلها كى تاتى يوما الى زيارتها...حتى بعد وفاة والدتها لو تنقطع رسائلها التى اصبحت ترسلها اليها هى...تطمئن عليها وتطالبها هى بما لم تقم بة والدتها ....وها هى قررت الان القيام بتلك الزيارة التى حان الان فقط وقت القيام بها...بالتاكيد ستسعد خالتها بحضورها...خاصة انها تعيش وحيدة هى وزوجها بعد سفر ابنائها للعمل بالخارج...وذلك مما عرفتة من رسائلها العديدة...ومكالماتها التليفونية ...المستمرة!!!!!
عاودتها مرة اخرى صورة نيكولا...كم تمنت ان تبقى معة...ولكنها لم تكن لتستطيع العيش معة وسط هذا الدمار...لقد تحطمت ثقتها بماضيها...ومستقبلها هناك...لذ1لك كالن مهما ان تهرب وتترك كل شىء وراءها...تحتاج لهدنة مع نفسها تعيد فيها حساباتها وتبدأ من جديد!!!
لن تنساة ابدا...سيظل هو حبيبها الاول..والاخير...تعلم جيدا الان انها لم تحب انطونى يوما...بل احبتة من اول لقاء على شرفة السفارة..تلك الليلة...ليلة تلقيها لقبلتة الاولى....احبك نيكولا..وساحبك الى الابد....
انها مرتاحة الان ومطمئنة ايضا انها سافرت وقد تركت صوفيا رغم دموعها ومحاولاتها المستميتة فى اثنائها عن قرارها
فى حالة استقرار عاطفى ومادى...فلديها الان ستيف وهما يخططان للزواج قريبا...وقد وعدتها ان تحضر قبل الزفاف اليها بوقت كافى لكى تخطط معها للحفل....
حتى هيلدا...سعيدة انها اتت معها...انها تعترف بحاجتها اليها...ذلك دون اغفال حاجة هيلدا ايضا لها...فلامار هى كل عائلتها الان...!!!...لذلك هى اصرت بنفسها على مرافقتها رغم انها حاولت ابقائها برفقة صوفيا ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل...وهى الان سعيدة بذلك....
بفى فقت نيكولا...عذاب فراقة يحرقها...يوشك ان يفقدها عقلها...ولكنها تامل ان تكون الايام والليالى الطويلة القادمة...هى السبيل الحويد للشفاء من حبها لة...وشوقها الية...نعم بالتاكيد ...ربما!!!!!!!!!
ـ التفتت نحو هيلدا بسعادة...اوة...انظرى هيلدا ..ان بحرر مرمرة بدأت امواجهة المتلاطمة فى الظهور!!!!...يبدو رائعا!!
ـ ابتسمت هيلدا بحنين...نعم عزيزتى...طالما كانت اسطنبول بشاطئها الرائع مدينتى المفضلة...برغم ان اصولى من انتاليا وهى ايضا مدينة ساحلية كاسطنبول...لكن طالما فضلت الاخيرة لصخب الحياة فيها وسرعة التطور والعمران...بالتاكيد الان اصبحت اكثر روعة وتطورا...مشتاقة كثيرا لزيارتها!!!
ـ معك حق هيلدا...ان كانت تبدو بتلك الروعة من هذا الارتفاع الشاهق...فما بالك ان كنا بقلب المدينة...!!..لقد طلبت من خالتى ان تعثر لى على منزل قرب الشاطىء...تعلمين كم احب البحر...وقد اخبرتنى انها وجدت منزلا رائعا اطلالتة على مضيق البسفور ...بالتاكيد سيكون المنظر رائعا كرصيف الميناء..والشاطىء ايضا لا يبعد عنة كثيرا...كما اننى ساحاول الحصول على موقع مناسب للجاليرى...الذى انوى افتتاحة فى اقرب وقت...
ـ قالت هيلدا بقلق...لقد غامرت كثيرا لامار عندما سحبت كل الوديعة التى قد اودعها لك والدك بالبنك...أخشى حقا من تبعات فعلتك تلك...انت مازلت لا تملكين حقائق مؤكدة بشأن مشروعك...اتمنى الا تندمى بعد ذلك!!!
ـ اوة..لا تقلقى هيلدا..لقد خططت لذلك جيدا...وتعلمين ان التجارة...يجب ان تبدأ بمغامرة ....وانا لا انوى الندم بعد الان!!!
ـ مازلت ارى انك قد اخطأت بتركك نيكولا..ان الرجل يحبك لامار..كان يجب ان تعطى لزواجكما الفر....
ـ قاطعتها بضيق قائلة...اوة..من فضلك هيلدا..لن اسمح بالحديث فى هذا الامر مرة اخرى...حتى صوفيا حاولت معى ...وخالتى ايضا...حركت راسها بعناد..لا فائدة من ذلك...صدقينى لقد نسيت الان الامر برمتة وسابدا من جديد...
ادارت هيلدا راسها باحباط دون ان ترد..وقد اصابها الياس من نجاحها فى تغيير رايها ...او حتى محاولة مناقشتها فى الامر!!!!
ـ قالت لامار لنفسها...نعم سوف ابدأ بتنفيذ مشروعى من اليوم..ساعمل ليل نهار حتى احقق النجاح الذى اتمناة...اعرف ان المبلغ الذى املكة لا يكفى بداية قوية..ولكنها بداية على اى حال...من يدرى!!
ـ سالت لامار المراة الواقفة اما مدخل المنزل والتى تنظر اليها بلهفة ...السيدة ليلى؟؟!!!
ـ اقتربت منها المراة بسعادة غامرة اياها فى عناق كبير طويل....اوة ...لامار حبيبتى ..لا اصدق!!!!...اخيرا التقينا...
ابتعدت عنها المراة بسعادة وعيناها مليئتين بالدموع...تتأ مل ملامحها بشوق كبير...اوة..لقد كبرت لامار..اصبحت امرأة فاتنة...كم تشبهين جوليا..تذكريننى بعيناها الشقيتين....ونظراتها الجريئة...اوة...حركت راسها غير مصدقة..حتى شامتها الصغيرة حصلت عليها...اوة..لامار..كم اشتقت اليك حبيبتى...وكم تخيلت هذا اللقاء مرارا ....
ـ اغرورقت عيناها هى الاخرى بالدموع قائلة بصوت مخنتوق...انا ايضا خالتى..اشتقت اليك كثيرا جدا..كم انا سعيدة برؤيتك....لقد حدثتنى عنك والدتى كثيرا...انت ايضا تشبهينها الى حد كبير..وضحكت مكملة..رغم انك اطول منها كثيرا..
ـ اجابت المراة بمرح..اوة..طالما كانت والدتك فاتنة اكثر منى ....اسفة لانى لم انتظرك بالمطار...ان صحتى اصبحت ضعيفة هذة الايام....وزوجى يكون فى عملة الان....كما اخبرتك انة يعمل مديرا لاحد المعارض الخاصة بالرسامين التشكيليين...لهذا هو ايضا لم يملك الوقت لانتظارك...
ـ لا عليك خالتى..انا سعيدة انة يعمل بهذا المجال..بالتأكيد سيساعدنى كثيرا...اوة..قالت بدهشة..كدت انسى..لقد احضرت معى مفاجأة..انظرى من اتت معى!!!!..اسفة هيلدا..نسيت ان اخبرها بحضورك!!!!!
ـ صرخت المرأة بسعادة...لا..لا اصدق..هيلدا؟؟؟..حبيبتى هيلدا..اوة..كم مرت من اعوام طويلة..لاخر لقاء بيننتا!!!
ـ اقتربت منها هيلدا بسعادة احتضن الاثنان بعضهما ...وصوت بكائهما يرتفع ليملا تلك اللحظة الفريدة بعواطف عميقة من سنين طويلة ماضية!!!!!
جلس الجميع لمائدة الطعام وقت الغذاء...بعد ان مرت عاصفة اللقاء المشحونة بالمشاعر...وقد ظل الثلاثة طوال فترة الظهيرة يتحدثون بلا انقطاع..يحاولون تعويض الاعوام التى مرت دون ان يروا بعضهم خلالها!!!!!
وكان حينها زوج خالتها...السيد جوّاد..قد حضر من عملة واستقبلها بسعادة ودفىء..نسيت معة قلقها فى ان تكون ضيفة ثقيلة عليهم....
ـ سال الرجل الضخم ذو الشارب الكث وهو يتناول قضمة كبيرة من الطعام ببساطة...وما الذى تنوين فعلة الان لامار؟؟؟
ـ اجابت لامار وهى ترتثف بعض الحساء ...سوف ابدأ بزيارة المكان الذى اخبرتنى بة خالتى بانها اختارتة لكى يكون مكانا للجاليري الذى انوى افتتاحة..وارى ما الذى يحتاجة من ترميمات واعداد لكى يكون مناسبا لنوع العمل الذى اريد!!!
ـ قالت خالتها متعجبة...الا تأخذين قسطا من الراحة...لقد وصلتم لتوكم؟؟!!
ـ قالت هيلدا بمرح...لا يا عزيزتى..ان لامار قد الغت من قاموسها كلمة الراحة من زمن بعيد..اعرفها جيدا..لن ترتاح قبل ان تنهى ما تنوى فعلة اليوم...اوة..بالمناسبة...هل المنزل الذى اشتريتية لنا قرب الميناء..يحتاج للتنظيف ام نستطيع الانتقال الية اليوم؟؟!!!
ـ اجابتها ليلى بحزن..لا تقلقى هيلدا ..لقد اشرفت بنفسى على تنظيفة ...كنت هناك فى الصباح...برغم ان المدة التى كان يجب انابحث خلالها عن المنزل المناسب..اسبوع فقط..منذ مكالمة لامار الاخيرة من روما...الا اننى وجدتة بسرعة وقمت باستئجار عمال لتنظيفة..وهو جاهز لاستقبالكما ...ولكن..ولكن الا تنويان البقاء معى الليلة على الاقل...؟؟!!
ـ قالت لامار برقة..لا تقلقى خالتى...اننى هنا من الان..سنرى بعضنا كثيرا..اريد فقط مهلة حتى استقر وانظم امورى..لكى ابدأ العمل فى اقرب وقت...وقد قررت ان ابدأ من اليوم..انوى الذهاب كما اخبرتك لرؤية مكان الجاليرى ثم اعود الى المنزل الجديد واوضب امتعتى...وبعدها ...!!..والتفتت نحو السيد جوّاد ...ارجو من زوج خالتى ان يساعدنى فى المرور على الاماكن المتخصصة ببيع اللوحات والقطع الاثرية ...ويعرفنى ببعض التجار والمستوردين الذين يمكننى شراء ما احتاجة منهم...!!!
ـ اجابها الرجل مصدوما...كل هذا تريدين فعلة اليوم!!!.. حرك كتفية باستسلام...كما تشائين..وقضم لقمة كبيرة من الطعام قائلا..احب المراة العملية!!
وكانت تلك اللحظات اخر عهدها بشىء يدعى الراحة!!!!!
مرت الايام بعدها سريعة...كان لديها الوقت الكافى بالكاد للطعام...عملت ليل نهار..ووجود هيلدا الى جانبها فى المنزل...ساعدها كثيرا على التفرغ لاعمالها...جددت الديكورات داحل الجاليرى..الذى وجدت ان خالتها قد اختارتة فى ارتاكوى اكبر مناطق التسوق باسطنبول..وكانت هى سعيدة بذلك..لسهولة اجتذاب الزبائن للمكان...وبفضل مساعدة زوج خالتها السيد جوّاد..تعرفت بالكثير من مستوردى القطع الاثرية والانتيك...وايضا اشترت بعض من اللوحات المعروضة بالمعرض الذى يعمل فية ...كانت سعيدة لان كل شىء يسير كما خططت لة...
وبرغم مرور الاسابيع سريعا الا ان صوفيا كانت دائما على اتصال بها...تعرف اخبارها ....وتطمئن عليها كل يوم...وتعرف منها ايضا اخبار نيكولا..وذلك دون ان تسالها ؟؟؟...فقد تطوعت صوفيا وباصرار ...ان تعلمها بكل احوالة
والذى عرفتة منها زاد من حزن قلبها...
فقد علمت كم اصبح نيكولا عصبيا تعيسا...يعمل ليل نهار...بل لا يتوقف عن العمل...اخبرتها فى احدى المرات انة تغير كثيرا ..ولكنة لم ييأس من عودتهما لبعضهما...وانة يسأل عنها باستمرار...ويتتبع خطواتها...!!!!!
لكن ذلك لم يثنى من عزيمتها فى الاستمرار بحياتها الجديدة...بل زادها اصرارا على اكمال مسيرتها نحو النجاح!!!!!
فى يوم الافتتاح صباحا وذلك بعد مرور شهر من بدء التحضيرات لهذا اليوم...جاءت اليها الفتاة التى اختارتها للعمل معها بالجاليرى والذى اسمتة...جاليرى اثينا للانتيك...وفى يدها ورقة تطلب منها امضائها لاستلام طرد من ايطاليا!!!!
ـ سالتها لامار باندهاش...الم يخبرك الرجل الذى احضر الطرد من الذى ارسلة؟؟؟؟
ـ اجابت الفتاة قصيرة القامة ذات الشعر المتموج الطويل...ان الرجل اخبرها بان المرسل هو رجل يدعى السنيور نيكولا كريستيانو!!!!
ـ دق قلبها بعنف...اخر ما توقعتة ان يرسل لها هدية بعد كل ما حدث بينهما...انتبهت قائلة للفتاة...حسنا سامى...اذهبى انت لتنظيف واجهة الجاليرى الزجاجية...وسأذهب بنفسى لاستلام الطرد....
وضعت امضائها على ورقة الاستلام وشكرت الرجل بلطف...ثم حملت الطرد ووضعتة فوق مكتبها بوسط الجاليرى...كان الطرد ثقيلا...ولم تستطيع تخمين ما الذى يمكن ان يكون داخل الصندوق...فامسكت بشرائطة لتفكها بلهفة...وصدمتها المفاجأة....لم تتوقع ابدا ما وجدتة بالصندوق...
ـ يا الهى ...لا...انة قناع اثينا الذهبى...كيف استطاع ان يتخلى عنة بتلك السهولة...لا يمكن...انا لا استحقة ...ولمحت رسالة داخل الصندوق تحت قاعدة القناع...امسكتها وقرأتها
حبيبتى
ارسل اليك اغلى واقرب مقتنياتى لقلبى ...قناع اثينا!!!
اعلم بانك ستغضبين حين ترينة..وتفكرين باعادتة الى
ولكن انا من يرجوك ان تبقية لديك
تذكرى كيف سيكون رائعا فى واجهة الجاليرى؟؟!!
اتمنى لك كل النجاح والسعادة
هل اشتقت الى؟؟!!
المحب الى الابد
نيكولا
ـ قالت باسى..يا الهى..نيكولا؟؟؟..لماذا تفعل بى ذلك...برغم كل ما بيننا من حزن...ومازلت كما انت..رجلا بكل ما فى الكلمة من معنى..اغرورقت عيناها بدموع الاسى قائلة....للأسف حبيبى...ستبقى ذكرى والدى..العائق بيننا الى الابد....!!!!!
اختارت ليوم الافتتاح ثوبا باللون الاسود...لم تستطيع اختيار اى لون اكثر بهجة...وكأن مشاعرها الدفينة التى تحاول اخفائها...خرجت باختيارها للون الفستان...ورغم ذلك فقد كان رائع عليها....
طويل يصل لكاحليها مقفول عند الصدر...باكمام طويلة...من الساتان الاناعم اللامع....يوجد على الظهر فتحة كبيرةتصل من فوق كتفيها الى اسفل ظهرها...مظهرة كتفيها بشكل مغرى محتشم!!!!!
لملمت كل خصلات شعرها لاعلى كذيل حصان طويل....واضعة سلسلة ماسية حول جبينها..ولم تتبرج سوى ببعض الكحل ...ولون احمر قانى لشفتيها...ثم اكملت الصورة...بحذائها الاسود عالى الكعبين...كانت كعادتها فاتنة...ولكن زادها الحزن...غموضا مبهما!!!!
حين وصلت للجاليرى ليلة الافتتاح بصحبة هيلدا..رات قناع اثينا فى الوجهة وقد سلطت فوقة بعض الاالاضواء الخافتة...فاصبح رمزا رائعا للجاليرى..
اختارت الجاليرى فى اورتاكوى...اكبر مناطق التسوق باسطنبول...على ناصية حية ...والشارع ملىء بالمارة والسياح ليل نهار....يحتوى الجاليرى على مساحة واسعة على شكل نصف دائرى...اختارت كل الواجهة من الزجاج وملئت الارضية بالسجاد الاحمر الفاخر ...ووجدت ايضا فية غرفة خلفية تصلح كمخزن للقطع...
وجدت خالتها ليلى سبقتها الى هناك مع زوجها.....كانت الساعة الثامنة وموعد الافتتاح فى التاسعة....
دلفت الى داخل الجاليرى مبتسمة لخالتها بسعادة...فهالها ما رات!!!!....وجدت المكان قد امتلأ بالازهار الحمراء...على شكل باقات رائعة فى كل ركن من الجاليرى...ندية يفوح عطرها فى الاجواء....علمت دون ان تقرأ البطاقات التى جاءت معها من ارسلها...
ـ قالت لنفسها بسعادة...بالتأكيد هو نيكولا...انها ازهارنا الحمراء....انة لم ينسى بعد....!!!!التفتت حين لمس كتفها كف صغير....فصرخت بسعادة من المفاجاة...اوة..لا..صوفيا!!!...كم انا سعيدة لانك استطعت الحضور....
ـ قالت صوفيا بحنان غامر وعيناها تملاها الدموع...وكيف لا اتى فى يوم هام كهذا...كم اشتقت اليك لالمار...ان الحياة دونك بايطاليا لا طعم لها!!...انها البمرة الاولى التى نفترق فيها لمدة طويلة....اوة...لامار اخبرينى كيف حالك...وما اخبارك...ان الجاليرى رائع...وكاننى دخلت لمشاهدة احدى متاحف ايطاليا!!!!
ـ اوة..لا تبالغى صوفيا.. ان حجم الجاليرى صغير.....لقد عملت حقا بجهد كبير حتى اصل لما ترينة الان...وحمدا للة...انا سعيدة بالنتيجة...ولكن اخبرينى هل اتيت وحدك؟؟؟؟
ـ استدركت صوفيا بدهشة...اوة لا...لقد نسيت...ان ستيف بالخارج مع هيلدا....رؤيتك انستنى كل شىء....حركت راسها بحزن....الى متى لامار ستبقين هنا...متى تعودين؟؟؟؟
ـ ابتسمت لها لامار برقة...مازال الطريق فى بدايتة صوفى...ربما استقر هنا..لا ادرى بعد...هيا بنا الان...اريد رؤية ستيف...وغمزت لها مداعبة..اود ان ارى كم تغير وكم اثرت علية...!!!!
ـ اتجها معا الى الخارج وخطت نحو ستيف بسعادة لتحتضنة...مرحبا ستيف..كم انا سعيدة لرؤيتك..وصلت لانفها رائحة عطر رجولى لا يمكن ان تنساة..لم تكن تعلم ان ستيفيضع نفس نوع العطر الذى يضعة نيكولا..
ـ قال ستيف بسعادة...انا ايضا سعيد برؤيتك...كم انا معجب بما حققتة هنا فى المكان...علمت من هيلدا كيف كان حالة...واضح جدا مدى الجهد الذى بذلتية لتحولية لتلك التحفة...اوة..بالمناسبة...اود شراء احدى اللوحات التى اعجبت صوفيا هنا...انا لم ارها بعد ولكننى متاكد من ذوقها ..بالتاكيد هى لوحة صاخبة مليئة بالألوان...
ـ اجابتة لامار بمرح...اعتقد اننى عرفت اية لوحة اعجبتها....ستجدها على اليمين حين تدخل وقت الافتتاح...ستعجبك!!توقفت دقات قلبها حين سمعت صوتا ساخرا خلفها....والان ستيف الن تقدمنى للسنيورة؟؟!!
ـ التفتت مشدوهة خلفهاوجدت نيكولا واقفا مرتديا حلة سوداء للسهرة...وعطرة الرجولى يفوح حولها...ممسكا بسيجار كوبى فاخر ينفث دخانة فى الهواء بعيدا عنها....صدمت لرؤيتة بهذا النحول...ونظرات عينية تملأها المرارة والحزن..!!
ـ قال بسخرية وتهكم..فلاقدم نفسى اذن....بما انك لا تريد تقديمى ستيف!!!...نيكولا كريستيانو...ورفع يدها ملثما اياها دون عاطفة ...تشرفت بلقائك سنيورا لامار فيرناندو....
تنحنح ستيف بارتباك قائلا... اعتقد اننى ساذهب للبحث عن صوفيا....!!...بأذنكما!!!
ـ تمالكت لامار نفسها من الصدمة وسالتة متصنعة اللامبالاة..ما الذى اتى بك الى هنا..الم اخبرك باننى لا اريد رؤيتك مرة اخرى؟؟؟
ـ اجابها بسخرية....شكرا لذوقك وحسن ضيافتك...اعتقد انك اذا استقبلت باقى زبائنك بتلك الطريقة.....اؤكد لك انك ستجنين ارباحا طائلة فى وقت قصير...اوة..بالمناسبة..تبدين فاتنة سنيورة!!!
ــــــــــــــــــــــ الفصل الاخير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفت نحو واجهة الجاليرى يرفع حاجبية بدهشة...اوة...لقد استمعت لنصيحتى وجعلتى من القناع واجهة المكان...
اومأ براسة متهكما...فتاة عاقلة!!!!
ـ قالت بحنق...انا لم اطلب استشارتك او مساعدتك..انا الان لست فى حاجة لأى انسان...استطيع الاعتماد على نفسى...وبالنسبة للتمثال..رايت انة ...انة..انة سيكون شىء لطيف وضعة ليلة الافتتاح...ولكن بعد ذلك لا ارى اهمية لوجودة...لذا ارجو منك ان تأخذة معك اليلة عند عودتك..انا حقا لا استطيع ان اتوصل لسبب واحد على الاقل..لمجيئك الليلة؟؟!!
ـ اجابها بنفاذ صبر...كنت قد نسيت كم انت امرأة مزعجة!!!..حسنا لامى...بالنسبة للتمثال ..انا ارى ان وجودة شىء هام بالنسبة لسمعة الجاليرى ومصداقيتة...وارجو ان تفعلى ما انصحك بة..لدى خبرة كما تعلمين فى ادارة الاعمال !!!
اما بالنسبة لعودتة الى...وصمت للحظة متأملا وجهها ثم اردف بغموض..فلا تقلقى لهذا الأمر...لقد اقترب ميعاد عودتة!!!
اما اخيرا وليس اخرا...سبب قدومى الليلة..قال بسخرية...ان زوجتى لديها اليوم حدث من اهم الاحداث فى حياتها...حدث تبرهن فية لى..وللجميع انها امراة مستقلة...تستطيع ان تعيش وحدها وتصل لمبتغاها بنجاح.....لذلك كان وجودى هام ..لرؤية نجاحها..والذى افخر بة اليوم كثيرا!!!...
اوة...نسيت ايضا تذكيرك بأن اليونان قريب جدا من تركيا....انة على حدودها الغربية كما تعلمين وكنت انهى بعض الاعمال هناك...فكان سهل جدا مجيئى الى هنا...ورفع كتفية بلا مبالاة مضيفا....لم تستغرق الرحلة الى هنا بالطائرة سوى ساعة!!!!
ـ حركت راسها باستسلام قائلة...لا تعليق نيكولا...دائما تربح المعركة وبجدارة...
ـ اجابها مبتسما بمرارة...نعم لامى اربح دائما معاركى وبنجاح ...عدا معركة واحدة....مازلت احارب فيها...ولم اربحها حتى الان...معركة حياتى كلها...معركتى معك لامار؟؟!!!
ـ قالت بارتباك...نيكولا..من فضلك..لا اريد أن.....
ـ قاطعها قائلا...حسنا حسنا لامى...ليس الوقت ولا المكان مناسبين الان لحديث كهذا...ولكن اعدك ان يكون بيننا وقت كافى لتصفية كل الحسابات...اردت فقط اخبارك امر ما....
ـ نظرت الية متسائلة...وعيناها تجوبان فى ملامحة ...كم اشتاقت الية...مازال تاثيرة عليها مدمرا...كل عصب فى جسدها متنبها لوجودة....راسها يدق بألم ...يطابها ان ترمى بنفسها بين ذراعية الان..وتتوسلة لكى يعودا معا الى منزلهما
انها لا تشعر بشىء من حولها...فقط حضورة القوى الذى يفرضة على كل ما حولهما....اكان يجب ان تاتى الليلة بالذات؟؟!!...احتاج لكثير من الثقة اليوم...ووجودك يشوش كل تفكير منطقى لدى......كم احبك!!!!
ـ سالها ببساطة....ما رايك اذن بالامر؟؟!!
ـ اجابت بارتباك..اوة..نعم بالطبع...!!!
ـ سالها متعجبا..أذن انت موافقة...شىء غريب توقعت معركة !!!...حسنا...ثم نظر الى خلفة مناديا ...سامويل!!...كارميلو!!!...هيا الى الداخل...وسوف تحصلان على التعليمات من السنيورة بشأن المواعيد فيما بعد...!!!
ـ فتحت فمها مندهشة من الرجلين ضخمى الجثة الذين يرتديان حلة رسمية كظباط الأمن يدلفان الى الجاليرى ببساطة!!!
التفتت نحوة بغضب صارخة...ما هذا نيك..ما الامر ومن هؤلاء..انا لم اوافـ.....
ـ قاطعها بحنق..نعم..نعم بالطبع ..وكيف يمر الامر دون صراع....كنت على وشك تصديق انك اصبحت تملكين عقلا متزنا ..وهز راسة متعجبا...ولكنة شىء مستحيل طبعا...حسنا لامار اريدك ان ترينى الجاليرى من الداخل...فى الحقيقة ليس لدى وقت..لن ابقى لموعد الافتتاح...وضع يدة على شفتيها يمنعها الرد...سنتناقش بالأمر فى الداخل...هيا!!!!
وجرها خلفة دون الاستماع لاعتراضاتها...نحو الجاليرى.....
عند دخولة تلفت حولة متسائلا بحنق...اللعنة..الا يمكن الحصول على بعض الخصوصية هنا...ثم التفت نحوها بتحدى قائلا...اتحبين ان يتم النقاش بيننا هنا على مرأى ومسمع من الرجلين..ام ستجدين لنا مكانا ملائما..؟؟؟؟
ـ حركت راسها بياس قائلة..حسنا نيكولا...يوجد غرفة بالخلف نستخدمها كمخزن...
ـ امسك بيدا ودلفا نحو الغرفة...وحين اصبحا بالداخل...جذبها نحوة فجأة معانقا اياها ويدية تمسكان وجهها بتملك جائع!!!
تجاوبت معة ببساطة وكانة امر اصبحت تعتاد علية..وتقوم بة دون تفكير.....انزل يدة ليدسها تحت قماش ثوبها خلف ظهرها..ويدة الاخرى مازالت فوق وجنتها...وابتعد عنها ببطء وانفاسة المتلاحقة تلفح وجهها...اوة لامار..اشتقت اليك كثيرا...هل اشتقت الى؟؟!!
ـ نظرت الية بضعف...لفت انتباهها خصلة شعرها المقصوصو وقد صنع منها جديلة يلفها حول معصمة بشريط اسود حريرى.... اوشكت ان تخبرة كم اشتاقت الية حين ظهرت شيطانتها....!!!!...
أذهب الى الجحيم نيكولا!!..لقد افسدت احمر الشفاة ...ماذا اقول حين يرانى الجميع الان...!!!!
ـ اطرق يحرك راسة باحباط...ثم رفعها ناظرا اليها بمكر...بالتاكيد احضرتى قلم احمرالشفاة معك..هل احضرتية؟؟!!
ـ زفرت بحنق..اوة..نعم احضرتة..ولكن ذلك...
ـ قاطعها بسعادة قائلا...حسنا اذن..فلنفسدة اكثر من ذلك!!!!...ولم يعطها الفرصة للأعتراض...غمرها بعناق جامح غابا فية عن المكان للحظات طويلة...ويدية تشعرانها بكم الشوق واللهفة التى يحملها داخلة طوال فترة فراقهما...ثم ابتعد عنها بانفاس مضطربة هامسا...اشتقت الى..اعلم انك اشتقت الى..لا تكذبى لامى..!!!!
ـ اقتربت منة محتضنة اياة بلهفة وقد سمع نشيج بكائها المكتوم....قالت من بين دموعها...لماذا اتيت الليلة..لماذا...انا لا احتمل وجودك هنا..انك تحطمنى نيكولا...لن اقوى على الاستمرار فيما بدأتة وانت تحاصرنى فى كل لحظة....انا تعبة نيكولا..تعبة...!!!
ورفعت عيناها بدموع مترقرقة...ارجوك نيكولا..اعطنى الفرصة كى اجد نفسى مرة اخرى...تذكر ان والدى سيبقى بيننا الى الابد...اتوسل اليك نيكولا...اعطنى الفرصة لكى اتنفس بعيدا عنك!!!!
ـ قال والألم المرير يظهر فى نظرات عينية... الهذة الدرجة اعيق مسيرة حياتك لامى...حسنا!!..سوف اغادر الان كما اخبرتك..ولكن ارجوك اتركى الرجلين هنا كحراس للأمن ..انهم مدربين على مستوى عالى...يستطيعان حمايتك وحماية المكان من اى اعتداء!!!...ارجوك لامى...كى اكون مطمئنا عليك وانا بعيد عنك...اضاف باصرار...لن اذهب من هنا..الا اذا وافقت على ابقائهما!!!!
ـ اطرقت بحزن ..حسنا نيك..اعدك اننى سأبقيهما هنا....!!
ـ ابتسم ابتسامة ارتياح لم تصل لعينية قائلا..تلك فتاتى المطيعة...واقترب مفبلا جبينها بخفة...ثم ابتعد متاكلا وجهها للحظة ...وقال وابتسامتة المريرة لم تفارقة..الى اللقاء لامى...وابتعد مسرعا من المكان وقد اخرج منديلا من جيبة يمسح أثار عناقهما الجامح منذ لحظات دون ان يلتفت نحوها مرة اخرى.....
جلست فوق مكتبها احد الايام تعانى من صداع قوى من جراء السهر لوقت متأخر الليلة المناضية....
تكرت ليلة الافتتاح منذ اسبوع مضى..كانت ليلة ناجحة و رائعة ..وقد لاقى الجاليرى ومعروضاتى استحسان كثير من الحضور..حتى ان البعض منهم قام بشراء بعض القطع ووجدت نفسها تربح للمرة الاولى ربح خاص بها ..ربح نتاج مجهودها وعملهاهى فقط!!!!
وتوالت بعدها النجاحات واصبحت شهرة الجاليرى قوية خلال فترة قصيرة!!!
بالتأكيد عملية البيع لا تسير بشكل مستمر وبكميات كبيرة..بسبب طبيعة العمل....ولكنها حين تقوم بأحدى صفقات البيع..تربح منها مبلغا كبيرا يغطى نفقاتها ومصروفات المكان ويمكنها ايضا ان تدخر مبلغ صغير منة..او تشترى بة احدى القطع الجديدة لتسويقها...ابتسمت بارتياح قائلة لنفسها...عملى يسير بشكل مستقر!!!!
ثم نظرت لنفسها فى المراة المجاورة على الحائط الجانبى....معترفة...ولكنك لست سعيدة لامار....لا سعادة بدونة.....
نجاح؟؟؟...ربما...ولكنة غير مكتمل!!!!
انتبهت من افكارها على اقتراب مساعدتها والتى توطدت بينهما الصلة الى حد ما بمرور الوقت....ابتسمت سامى بسعادة مشيرة برأٍها نحو الورود الحمراء التى تحملها بين يديها قائلة...الورود!!!...الا ترين انها تأخرت قليلا اليوم؟؟!!
ـ اجابتها لامار بقلق..نعم ..اعتقد ذلك...ولكن ما هذا؟؟...كانت تقصد بذلك المغلف الذى تحملة سامى باليد اللاخرى
لقد اعتادت منذ ليلة الافتتاح على تلقى الزهور الحمراء مرسلة من نيكولا كل يومين...فحين توشك احدى الباقات على الذبول...تجدة قد ارسل لها فى نفس اليوم باقة جديدة ندية مع بطاقة صغيرة مكتوب عليها كلمات لا تتبدل ابدا فى كل مرة
لتبقى مشاعرنا متقدة الى الابد
نيكولا
وها هى تتلقاها كعادتها اليوم مع اقتراب ذبول الباقة السابقة....والتى وضعتها ككل مرة بانية الزهور الفخمة فوق سطح مكتبها على يمينها...حتى اصبحت احدى رموز الجاليرى تماما مثل قناع اثينا!!!!...مشاعرة تحاصرها فى كل لحظة وكل مكان...ان لم تكن بصورتة التى لا تفارق خيالها..تكون بورودو التى تملاأ بعطرها اجواء الجاليرى!!!!..كل يوم...
امسكت بالمغلف الصغير بين يديها تفتحة بترقب...فوجدت بة ورقتين ادهشتاها دهشة كبيرة......
كانت الاولى اشعار من البنك فى ايطاليا لاضافة الدفعة الاخيرة من ارباح الشركة الجديدة!!..شركة لامار للعطور الفرنسية....فى حسابها!!
والورقة الاخرى كانت بعض من المستندات التى توضح موافقة بنك كريستيانو على منحها القرض الذى تقدمت بطلب لحصولها علية ..وتاريخ الموافقة يسبق مقابلتها نيكولا بعشرة ايام فقط!!!!
ـ قالت والدموع تترقرق فى عيناها..أذن لم يكن كاذبا حين اخبرنى ان مقابلتنا فى البنك كانت محض صدفة...وها هو يثبت لى ايضا انة لم يكن يريد الحصول على اموالى وشركتى..والدليل ...وضع الارباح بحسابى فى البنك!!!
ـ قالت سامى معاتبة...برغم اننى لا افهم ما يجرى بينكما...ولكن مما اراة امامى كل يوم...انا متأكدة من انة يحبك لامار...لم لا تعودين الية؟؟!!...نادر هذة الايام ان نجد الحب ...وهذا ليس اى حب!!!!
ـ اجابتها لامار بمرارة...لم يكن الحب مشكلة بيننا ابدا...ان مشكلتنا اكبر من هذا...شىء ليس بيدى او بيدة...انة تاريخ قديم يفرض علينا وجودة وبقوة كلما جمعنا مكان...او جمعتنا لحظات من الحب....لا سبيل لنا بالتخلص منة سوى بمعجزة...اضافت بسخريةوها انا بانتظار تلك المعجزة!!!!!!
مرت الايام بعدها برتابة روتينية ...العمل يسير بشكل جيد...ولكن السعادة تابى ان تدق ابواب قلبها...لا طعم لاى نجاح تتوصل الية...ليالى طويلة من الوحدة والشوق...ونهار حافل بالعمل والارهاق...ثلاثة شهور من اخر لقاء بينهما ...ليلة الافتتاح...وهى تكاد تجن من شوقها الية...احيانا تشعر انها ستترك كل شىء وتهرب الية تركع تحت قدمية وتتوسلة ان يسامحها على كبريائها العنيدة...وتعود صورة والدها المجروحة للظهور ...فتكسو البرودة قلبها...وتختنق مشاعرها داخل صدرها...فتستسلم لواقعها الجديد الرتيب....
صرفت الليلة رجال الامن ليعودوا الى منازلهم ...وقد استأذنت سامى للمغادرة اليوم باكرا بسبب ظروف طارئة...وها هى وحدها تغلق ابواب الجاليرى فى موعد الاغلاق المعتاد...حين سمعت من خلفها صوتا خافتا طالما تمنت ان تسمعة من ليال طويلة...
ـ اين رجال الامن بحق الجحيم...كيف يتركونك لاغلاق الجاليرى وحدك...اضاف متوعدا...سيكون حسابى معهم عسير فى الغد؟؟؟؟
ـ التفتت نحو مصرد الصوت متفاجأ...نيكولا؟؟؟...
ـ اقترب منها ممسكا المفاتيح بغضب...دعى الامر لى...تلفت نحوة بعصبية...اين هؤلاء الحمقى بحق الجحيم!!!!
ـ اجابتة بارتباك...لقد صرفتهم للتو...لم اجد داعيا لبقائهم تالليلة...ان الاجواء هنا امنة...
ـ نظر اليها بحنق مجيبا وقد انهى عملة باغلاق الابواب...اتمنى الا تكونى تقومين بهذا الفعل الاحمق كل ليلة..انا هنا على حافة الوصول الى الجنون!!!!
ـ ازعجتها كلماتة المستفزة فصاحت بحنق...كيف تجرؤ وتقتحم المكان هكذا دون استئذان..انا لا اسمح لك...ولا يهمنى ان اصبت بالجنون او البلاهة..الامر سيان بالنسبة لى...ورفعت راسها بعناد ملتزمة الصمت....
ـ تاملها صامتا يرسم على وجههة ابتسامة مشرقة ظهرت من خلالها غمازتية التى اشتاقت كثيرا لرؤيتها ...ثم اجابها بمرح....اوة..كما انت ...نمرة ولكن...لم تعودى جليدية ...بل مشتعلة!!!!!...اقترب منها محتضنا...اشتقت اليك كثيرا حبيبتى...ثم ابعدها عنة يسالها بمكر...هل اشتقت الى؟؟!!
ـ كان احتضانة لها هو اقصى امنياتها المستحيلة فى تلك الليلة..وها هو قد حقق تلك الامنية بحضورة المفاجىء وهى فى اكثر لحظاتها ضعفا واحتياجا الية... اجابتة بصوت مخنوق مرتعش...ابدا!!!
ـ اقترب منها هامسا...كاذبة حبيبتى...كاذبة كبيرة!!..والان هل يمكن ان تدعونى زوجتى العزيزة الى كوب من القهوة؟؟؟...امم..لكن مهلا..لدى شىء افضل فى هذا الحر الفظيع!!!. ما رايك فى شراب مثلج طازج؟؟؟..انا من سيدعوك الى كوب من عصير العنب...زجاجة من باكورة انتاج مصنعى...ولكن بشرط؟؟... فى منزلك!!...
اضاف متوسلا...ارجوك لامار...امنحينى هذة الفرصة...احتاج حقا للحديث معك فى امر هام...لن تندمى..اعدك...
ـ كان شوقها الية قد منع عقلها تماما من العمل...اجابتة ناظرة لعيناة لا تقوى الهرب منهما..لقد..لقد وصلتنى رسالتك الخاصة بالمستندات واشعار البنك...انا....
ـ قال بنفاذ صبر...اللعنة على كل شىء...لا اريد الحديث الان...اريد ان ترشدينى فقط الى الطريق لمنزلك ....اعرف العنوان ولكنى لا اعرف الطرق هنا...كما اننى متعب حقا...انا لم انم منذ الامس...ارجوك لا تجادلينى...سنذهب بسيارتك!!
ـ اومات براسها ...حسنا نيكولا...سنذهب معا!!
كانت شقتها مكونة من ثلاثة غرف للنوم وغرفة استقبال واسعة ومطبخ وحمامين احدهما بغرفة النوم الرئيسية ...حين دلفا معا لداخل الشقة استقبلتهم هيلدا بسعادة ...كانت ماتزال مستيقظة لانتظار عودة لامار ككل ليلة...
ـ احتضنت نيكولا بسعادة قائلة...كم انا سعيدة لرؤيتك سنيور...وادرات نظرها بينهما ...بل سعيدة لعودتكما معا...!!
ـ همت لامار بتوضيح الامرلها فسبقها نيكولا قائلا بسعادة...اشكرك هيلدا...انا ايضا اعيش اسعد لحظات حياتى الليلة..
هل يمكننى ان اطلب منك شيئا..؟؟!
ـ اجابتة هيلدا بسعادة...بالطبع سنيور!!!
ـ غمز لها قائلا...نحتاج كأسين وبضع قطع الثلج...ولكن قبل كل هذا ...اتمنى ان تعدى لى بعض السندويتشات...اشعر بجوع شديد!!!
ـ خرجت هيلدا مسرعة للخارج قائلة...بالطبع سنيور...حالا!!!
ـ قبل ان تختفى ناداها قائلا...من فضلك هيلدا احضرى تلك الاشياء لغرفة نوم لامى....
ـ قالت لامار بحنق...لا لا لا...فى احلامك نيكولا...لن تدخل غرفة نومى ابدا...!!!
ـ اقترب منها واضعا يدية بجيبة يهمس...بل سادخل...وسانام على سريرك الليلة...وستنامين ايضا بين ذراعى حتى الصباح...ولكن قبلا...ساخذ حماما...ثم نتحدث...وبعدها...تقررين ما الذى تريدين فعلة...وبأى شكل!!!!
ـ تركها فاغرة فمها ببلاهة ...تسال نفسها...هل مل يحدث الان هو حقيقة ام حلم...هل هو هنا بالفعل...بل هل حقا هو بغرفة نومها الان...ولكن مهلا...انة لا يعرف ايهما غرفة نومها....
التفتت فوجدتة يقف فى وسط الشقة محتارا بين ثلاثة ابواب...التزمت الصمت بعناد وهى تعلم انة لا يدرى اى منهما غرفتها...
ـ وضع يدية على جانبية يسالها بتحدى...هل ستخبريننى ايهما غرفتك...ام احاول اكتشاف الامر بنفسى ثم اجدنى داخل غرفة هيلدا...
وضحت خطوط الاجهاد حول عينية ...والنحول الذى اصابة ...
ـ قالت بعناد...انك لا تملك ملابس هنا...
ـ اجابها بمكر...لا مشكلة...انت تملكين بالتاكيد مناشف كثيرة...تكفى واحدة...ثم...اننا لن نحتاج لملابس كثيرة الليلة...ان الطقس حار جدا بتركيا...رطوبة شديدة...
ـ حركت راسها باستسلام...انها الغرفة الوسطى نيكولا....!!!...تعترف انها سعيدة بوجودة هنا...بل انها تريد ان ترمى بنفسها فى التيار وترى الى اين سيذهب بها...لقد اشتاقت الية بشكل قاتل...وستترك العنان لمشاعرها الليلة...دون التزام من ناحيتها او وعود...هى فى النهاية ما تزال زوجتة...!!!!!!!!
خرج من حمام غرفتها يلف المنشفة حول وسطة...وقد وجد هيلدا قد احضرت السندويتشات والاكواب الفارغة...واضعة زجاجة العصير التى احضرها معة وسط مكعبات الثلج...
كانت لامار قد خرجت هى الاخرى من الحمام الخارجى وقد ارتدت بيجاما حريرية بلون الزهر ووضعت بعض قطرا من عطرها...
ـ تاملهامبتسما وسالها ...هل ما اراة امامى هو استسلام ...ام شوق!!!
ـ ان الضعف بدأيدب فى اوصالها...انة الان كما تمنتة تماما طوال الليالى الماضية امامها وبغرفة نومها...لا تفصل بينهما سوى خطوات صغيرة...قالت لنفسها...تشجعى يا فتاة...أذهبى الية...تعرفين كم تتوقين لتقتربى منة...
خطت عدة خطوات مترددة نحوة دون ان تتكلم...ثم تشجعت وخطت باقى الخطوات الفاصلة بينهما ...واحتضنتة ملقية براسها فوق صدرة دون ان تنبس ببنت شفة...!!!
ـ همس بحب قائلا...اوة...سنيورة لامار...لا تفعلى بى هذا...لا تعلمين كم انا ضعيف الان...لا اريد ان استغل الفرصة ثم تندمين بعدها فى الصباح...ابعدها عنة برفق قائلا...اعطينى الفرصة لكى اكل...وبعدها نتحدث...اعدك بعد ذلك ان...
ـ زفرت بعصبية مبتعدة عنة والقت بنفسها فوق المقعد الوثير الملاصق لنافذة الغرفة قائلا...انا لا ارمى بنفسى عليك نيكولا...اخبرنى ماذا تريد منى...لماذا اتيت؟؟!!
ـ لم يجبها ..بل اقترب من الطعام واخذ الطبق ثم جلس فى المقعد المجاور لها وشرع يأكل فى صمت...وحين انتهى...اخذ زجاجة الشراب وفتحها ثم صب بعضا منة فى الكاسين واعطاها احدهما قائلا بثقة...تذوقية...سيعجبك...
ـ تناولتة منة بنفاذ صبر وارتشفت منة عدة رشفات...ثم قال بعصبية...والان نيكولا...ها قد اكلت...اخبرنى ما الامر الذى اردت ان تحدثنى بة؟؟!!
ـ وضع الكأس من يدة..واطرق مفكرا للحظات ثم رفع راسة قائلا...انة بشأن والدك لامار!!!!
ـ نهضت بغضب صارخة...لن اسمح لك ان تخبرنى هذة الاكاذيب عنة مرة اخرى...ان كان هذا ما جئت لاجلة...هناك غرفة اخرى خالية...ونظرت الية ببرود مضيفة...الغرفة الموجودة على اليمين ...بامكانك النوم فيها!!!
ـ نهض ممسكا بكتفيها...استمعى الى الان جيدا للنهاية ولا تقاطعينى ...استدار مبتعدا وجلس فوق السرير قائلا...تعالى لامار ...اجلسى من فضلك...ما سأقولة ليس فية شىء يغضبك...اوما لها براسة مؤكدا...ارجوك!!!
ـ اقتربت منة بصمت وجلست ...تنهد بعمق ثم قال...الامر اننى منذ ثلاثة اشهر...من اخر لقاء لنا فى المزرعة..حين رايت كم انت واثقة من براءة والدك...ومصممة على انة لم يكن ابدا لة صلة باى عمليات مشبوهة..و...بعد ان تركتنى..
قررت ان اعيد البحث مرة اخرى فى ملابسات الحادث...ولكن ليس بمساعدة الشرطة...بل بمساعدة المافيا!!!!!!
ـ نظرت الية بذهول وهمت ان تسالة ولكن باشارة من يدة منبها لها انة لا يريد مقاطعة....اكمل قائلا..نعم لامى...لقد بحثت عن الحقيقة من خلالهم...قال بسخرية...تعلمين كم للمال سطوة..كما اخبرتنى من قبل...فاستغليت ذلك وبمهارة...
دفعت كثيرا من الرشاوى....وسالت احد الافراد الذين لهم اتصالات قوية...وقد توصلوا لاخر ما كنت اتوقعة...
ان والدك كان يعطيهم جزء من ارباح استخراج الذهب وثقلة...حتى يتركونة يعمل بسلام..دون وضع عراقيل فى طريق التقيب..وطريق التوريد...كما تعلمين بامكانهم ان يكونوا كالقراصنة....
لذلك استسلم لهم والدك...حتى انة اصبحت لدية ثقة وحظوة عندهم بسبب المبالغ الطائلة التى يحصلون عليها من خلالة...
وذلك دون اغفال انهم قد هددوة بانهاء حياتكما انت ووالدتك اذا لم يرضخ لمطالبهم....
على كل حال...فى احدى المرات ... تحدث مع شخص كان مقربا الية ..تصل الصلة بينهما الى حد الصداقة!!! ..حديث ودى....فذكر غضبة الشديد من علاقتك بانطونى...وعدم رضاة عن تلك العلاقة...واصرارانطونى على الاستمرار فيها...وانتهى الحديث بينهما بشكل طبيعى...فوصل حديثة لاحد الزعماء المستفيدين من ارباح العمل معة بشكل كبير...
اراد ان يقوم بمجاملة لوالدك...فى محاولة لتوطيد العلاقات بينهم...واضاف بسخرية..ولتأكيد حسن النوايا!!!
ـ صرخت لامار برعب قائلة...لا...ارسل من يقتل طونى دون علم والدى..ظنا منة ان ذلك مجاملة تسعدة...!!!
ـ اومأ نيكولا براسة مؤكدا...نعم..وذلك شىء شائع بينهم..مجاملاتهم كثيرة فى هذا المجال.....ولكن حين علم والدك بما حدث...ثار وغضب..واخبرهم انهم اخطأوا...وانة لم يكن يريد الموت ابدا لطونى...ورفض التعامل معهم مرة اخرى..و..امتنع عن دفع الاموال التى اعتاد على دفعها لضمان ابعادهم عن عملة وعن اسرتة...وما كان منهم الا ان قتلوة هو ايضا بعد ان فشلت محاولاتهم المستميتة فى اعادة الصلة بينهم كما كانت....
ـ نهضت لامار برعب تحرك راسها غير مصدقة...لا..لا اصدق..اذا لم يكن حادث عادى..لم يكن السائق نائما!!!
ـ قال نيكولا ...نعم لامار..كان الحادث مدبرا للانتقام من والدك...بسبب خروجة عن سلطتهم....
ـ لا يمكن نيكولا...انة كابوس...المجرمون...انطونى..ثم والدى...لم اصدق ابدا انة عميلا لهم..تذكرت الان التغيير الذى الم بوالدى بعد مغادرة طونى تلك الليلة صباح اليوم التالى...اصبح حزينا عصبيا...لم يعد مرحا هادئا بعدها كما كان...لقد عانى والدى من تأنيب الضمير لما حدث لطونى بسببة...اومأت بحزن ...الان وضح كل شىء...
نظرت الية بحب ...هل فعلت كل ذلك من اجلى نيكولا؟؟؟
ـ نعم لامار...شككت بالامر حين رايتك مؤمنة ببرائة والدك...ولم يهدا لى بال حتى توصلت للحقيقة..لانى احبك لامى..احبك بجنون...لم احتمل فراقنا القاسى لحظة واحدة...لقد اخبرت خالتى ووالدتى بالحقيقة..واصبحتا اكثر تفهما
ومع الوقت ...ستنتهى كل احقاد الماضى!!!
والان لامار...هل ستمنحى حبنا الفرصة...هل ستعودى الى لامى...انا لا احتمل الابتعاد عنك اكثر من ذلك!!!!
ـ ركعت لامارعلى ركبتيها جانب السرير قائلة...سامحنى نيكولا...لقد عذبتك كثيرا..حبى لوالدى كان سببا لعذابى..ولكن اعترف ان والدى اخطأ باستسلامة...كان علية ان...
ـ جذبها نحو صدرة محتضنا بسعادة...لا لامار...لن نحاكم احدا بعد الان..ولن نسمح لاحد بان يحاكمنا...لم يعد بيننا حزن...فقط حب...احبك لامار واتمنى ان اعوض كل ثانية مرت فى عمرى وانت بعيدة عنى...تعلمين كم انتظرتك طويلا لامى..وكم تعذبنا...يكفى الان...
رفع وجهها نحوة فى عناق طويل ...اشبع فية توقة اليها ...وجسدت احلامها التى ارقتها ليالى طويلة....مع كل لمسة وهمسة منها ...اخبرتة كم تحبة بل كم تعشقة...وقبل كل هذا...كم هى فخورة لاتمائها الية...وغابا معا لفترة طويلة فى دوامات حبهما العاصفة!!!!
فى الصباح...بعد ليلة مرت كالحلم اللذيذ...كانا مايزالان فى الفراش ...
ـ سالتة لامار بحيرة وهى تستمتع بقربة منها وهة بين ذراعية...لا ادرى..ماذا سافعل بالجاليرى نيكولا؟؟
ـ اجابها وهو يداعب خصلات شعرها... لا مشكلة...سننقل النشاط لايطاليا وسنعمل افتتاحا كبيرا هناك...لا تقلقى..سيستمر جاليرى اثينا..ومالكتة الفاتنة!!!
اوة نسيت...لقد احضرت معى دعوة الزفاف ...صوفى وستيف ينويان الزواج بعد شهر من الان...
ـ اذن يجب ان نسافر ..لقد وعدتها بمساعدتها فى التحضيرات!!!
ـ زاد من احتضانة لها قائلا..لا حبيبتى...سوف نسافر اليوم الى الريفييرا الايطالية لنبدأ شهر عسل جديد...اريد ان اعوض كا الليالى التى حرمتنى منك فيها...لم اكتفى منك بعد..وبالنسبة لصوفيا..لا تقلقى..لقد تعاقدت لها مع اكبر مصممات حفلات الزفاف...وهى الان معها اربع وعشرون ساعة حتى تنهى كل ما تريدة صوفى وبدقة!!!
ـ نهضت وعانقتة بشغف قائلة..انت رائع حبيبى..ولكن ...ما هى الهدية المناسبة التى تعتقد انها تلائمهما..ماذا نحضر لهما؟؟؟!!!
ـ صمت مفكرا للحظات ...اممم..اعتقد ان غلالة من الحرير الشفاف ستكون هدية رائعة...الا توافقيننى الرأى...غمز بعينة ...احب ذلك كثيرا...
ـ التصقت بة بدلال تداعب خصلات شعرة!!!
ـ سألها بمكر...والان يا نمرتى المشتعلة...اممم...هل اشتقت الى؟؟!!!!!!!
ـ اجابت وهى تقترب منة...اوة حبيبى.....دائما..والى الابد..........................!!!!!!!!
النهاية
|