لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-08, 01:43 PM   المشاركة رقم: 131
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
الغائبة الحاضرة


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77589
المشاركات: 3,125
الجنس أنثى
معدل التقييم: مايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 972

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مايا مختار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مايا مختار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

بقية الفصل العاشر


تركتة وقفزت الى المياة الباردة..تسبح لمسافة بعيدة.. تريد ان تهرب مما سمعتة..تريد للكلمات ان تختفى من راسها..دون ان تشعر انها قد ابتعدت كثيرا...حتى لحق بها..وامسك بذراعها يجذبها نحوة...صارخا بعصبية...ما الامر يا امراة...هل جننت..الا ترين انك ابتعدت كثيرا...ماذا لو حدث لك طارىء ولم نشعر بك...
ـ التفتت الية ببرود...وهل يهمك حقا ان حدث لى شىء...اوة..نسيت اننى من ستنجب لك وريثا شرعيا..بالطبع تخشى على...على..ان تفوتك فرصة الحصول علية..ان حدث لى مكروة...جذبت يدها منة بعنف تسبح على ظهرها..دون ان تلتفت الية...
ـ اقترب يسبح بجانبها...ظل صامتا لفترة..ثم اعتدل و امسك بها يحتضنها...ما الامر..لم اصبحت عصبية فجاة...الا يحق لى ان اقلق عليك..لقد اصبحت زوجتى..مسؤلة منى...من الطبيعى ان اكون حريصا على حياتك..وحياة طفلى القادم..الم تفكرى انة من الجائز ان يكون الان ..فى احشائك طفلا..بدا فى النمو...
ـ نظرت الية واومات براسها بلا معنى..قائلة فى خفوت..ربما..نيكولا...ربما...
ابتسم لها بحنان قائلا..تلك فتاتى المطيعة...عانقها بهدوء ولم تقاومة..بل غلبتها مشاعر حبها ..وبادلتة عناقة الحميم بلهفة وشوق...ابتعدت عنة بعد فترة قائلة...نيكولا!!!..نحن فى المياة..لا تنسى...
ـ جذبها الية بمكر...لم انسى..ولكن ليكون البحر شاهد وقال بارتباك على..على؟؟!!...ثم اقترب منها هامسا.. علينا!!!!..تعالى هنا!!!!
*********************************
اجتمع اربعتهم على الغذاء وكانت الساعة قاربت الواحدة ظهرا...جلسوا على السطح...تحت المظلة الكبيرة...بعد ان فتحها النادل لتظلل المكان من شدة الحرارة...كان الطعام مؤلف من الباستا بالصلصة الحارة..وكرات اللحم المشوية بالبصل والثوم..والسلطة الخضراء..مع شراب العنب المثلج...اكل الثلاثة بشهية..عدا لامار التى بدت شاردة الذهن وقت الغذاء..ولم تاكل الا القليل....
ـ قالت صوفى باهتمام..ما الامر لامار..انك لا تاكلين بشهية..هل انت متعبة..!!؟؟
ـ انتبهت على سؤالها واكتشفت انها تحرك طعامها فى الطبق دون ان تاكل..اوة..لا شىء..ربما التقطت معدتى بعض البرد..اشعر ببعض الدوار..ولكنها كانت تخفى الحقيقة..لقد انقبض قلبها من التاكيد الذى قالة نيكولا عن رغبتة بالحصول على طفل منها..وبسرعة متحججا..
بانة اصبح كبيرا كفاية حتى يبدا فى التفكير بوريث يحمل اسمة واسم عائلتة..دائما هى حمقاء..
سالت..وهى تتمنى ان تكون الاجابة ..كما كانت ترجو ان تكون...ان عواطفها لا تريد الاستسلام لحقيقة العلاقة بينهما..تامل دائما ان تكون على خطا رغما ما سمعتة باذنيها..هى غبية..عنيدة...استسلمى للامر الواقع..لا تحلمى بالمستحيل..!!
ـ سمعت نيكولا يقول...ربما انت فى حاجة للراحة حبيبتى..!!...تعالى لننام قليلا...اننا لم ناخذ كفايتنا من النوم منذ ثلاثة ايام..!!..هيا...
ـ اومات براسها موافقة..لقد كان محقا فى هذا ..كانت تشعر بصداع رهيب..يفتك براسها...حسنا نيك..ساتى معك لارتاح قليلا..هيا بنا..
ـ قال ستيفن بدعابة..اوة..لا داعى لتبرير موقفكما..انة شهر العسل المفترض ان تكونا فية وحدكما..وها نحن الان دخلاء عليكم..اذهبا لبعض الخصوصية دون تبريرات واهيةارى الشوق فى عيونكما واضحا..هيا!!.وغمز بعينة لصديقة..اتمنى لك وقتا سعيدا يا صديقى..اعلم جيدا كم كان شاق الوصول اليها..ولكنك خضت المعركة بنجاح منقطع النظير..وحققت ما تريد...اهنئك على انتصارك؟؟؟
ـ قالت صوفيا بابتسامة بريئة حائرة...ما الذى تقصدة ستيف...ما حكاية تلك المعركة..وكيف انتصر فيها؟؟
ـ اجابها ستيفن ببساطة..ساخبرك لاحقا...دعيهما الان ..لا تعطليهما عما ينويانة...والا ستكون العاقبة غير لطيفة..اعرف نيكولا جيدا...
ـ قال نيكولا مقهقها ...سىء ان يكون لديك صديق يعرفك جيدا..ويحفظ كل خطواتك عن ظهر قلب..!!
تصنعت لامار عدم الانتباة لتلميحات ستيفن..والتى تؤكد كل المعلومات التى حصلت عليها..وسارت بجانب نيكولا لا مبالية..وكان شيئا لم يكن..ولكن حينما اصبحا وحدهما...لم تستطيع ان تلجم لسانها..فسالتة فجاة وبلا مقدمات...حين كان يهم بالنوم بعد ان اخذ حماما سريعا...وقد سبقتة هى الى السرير بعد حمامها...
ـ ما الذى كان يقصدة ستيف...من حديثة قبل دخولنا الغرفة ..اى معركة..واى انتصار...هل هناك ما تخفية عنى نيك...؟؟!!
ـ التفت اليها مرتبكا..بالطبع لا يوجد ما اخفية..انت فقط لا تعرفينة..يحب المزاح ..واضفاء الاثارة والغموض على مواضيع لا تستحق...صدقينى..لا يوجد ما يمكن ان يصيبك بالازعاج..لا اسرار ..ولا معارك...اطمانى ونامى..انة مزاح..ولا شىء اخر..فقط مزاح..برىء...
ـ تنهدت بمرارة قائلة..اتسائل احيانا نيكولا..ان كنت تخفى عنى شيئا..تخشى ان اعرفة...هل هنالك شىء تخاف معرفتى بة...اجبنى نيكولا ..ارجوك!!
ـ هز راسة باصرار..اعدك ان لا شىء يستحق هذا القلق منك...بالمناسبة..ثوب النوم الابيض هذا رائع عليك..
ـ قالت بياس..تهرب من اسئلتى دائما..انت ..كاذب..لا اصدقك..ولن اصدقك ابدا..!!
ـ اقترب منها هامسا..ابدا ..ابدا؟؟؟
بالمناسبة...هل مازلت تشعرين بالنعاس...لقد جعلت بثرثرتك النوم يطير من عيناى..وانت تعلمين جيدا ان.....من يوقظ النمر...يجب ان يتحمل العواقب...جذبها الى صدرة بقوة...غامرا ايها بعناق ملىء بالمشاعر الجامحة...غابا فية كلاهما عن الزمان والمكان....وكل خلية من خلاياها..تصرخ..احبك نيكولا...احبك.........................!!!!!!!..
ولكن لخوفها..لم تترجم عواطفها لكلمات يستطيع سماعها....برغم انها كانت ترى فى عينية للحظات وميضا غريبا يلمع..حين تنادية باسمة وهى بين ذراعية..او تنهيدة تصدر منها رغما عنها حين تعصف بهامشاعر شوقها ولهفتها الية.....ولكنها سرعان ما تخبو وتختفى تاركة اياها للحيرة والعذاب ...
اقترب اليخت من كالابريا وكانت الساعة قاربت التاسعة والنصف مساء...اعلمهم القبطان باقتراب الوصول للميناء..فبداؤا بارتداء ملابسهم للذهاب لمزرعة كالابريا..الموجودة باقليم كوستانزا..جنوب ايطاليا..
ـ ارتدت لامار بنطال جينز وقميصا حريريا باللون الوردى اللؤلؤى باكمام قصيرة تصل لاعلى كتفيها وقد ربطت شريطا حريريا حول راسها..تاراكة شعرها مسترسلا خلف كتفيها..مع حذاء بنفس لون القميص عالى الكعبين..
وارتدى كل من نيكولا وستيف بنطالين من الجينز الازرق الغامق...وقميصين قطنيين باللون الابيض...اما صوفى.!!!
فقد ارتدت فستانا باللون البرتقالى دون اكمام ضيق يوضح تفاصيل جسدها الممشوق وهو قصيرا لاعلى ركبتيها ..تزينة زهرات وردية باللون القاتم حول دوران الصدر!!....وارتدت فى قدميها صندلا بلون زهرات الفستان..من الخشب عالى الكعبين...كانت تفيض بالاثارة والفتنة...متيحة لنظرات عينى ستيف ان تلتهما باعجاب ورضى...
ـ هبطوا على ارض الميناء..فوجدوا سيارة ليموزين..تنتظر وصولهم ..لكى تقلهم للمزرعة..فتح لهم السائق ابوابها ..واستقلها الاربعة... يملؤهم الحماس لرؤية مزرعة الكروم وطبيعتها الخلابة...
كانت الطريق طويلة تستغرق ساعتين...فاسترخوا فى مقاعدهم بنصيحة نيكولا..حتى لا يصيبهم الارهاق والملل... كانت لامار تامل بالحصول على ايام رائعة بقرب زوجها تحملها معها فى حقيبة ذكرياتها...برغم انقباض فى قلبها..لا تعرف سببا واضحا لة....
ـ قطع الصمت الهادىء والهمسات الخافتة بين الخطيبين ...ضحكة نيكولا المتعجبة ..يسال صوفى ....هل انت دائما هكذا صوفى...تختارين ملابس مدمرة...مساكين هؤلاء المزارعين..حين افكر بحالتهم عند رؤيتك مرتدية تلك الملابس..واتجة بحديثة لستيف..انا لا ادرى يا رجل..كيف تحتمل نظرات الناس اليها...اموت لو نظر احد لزوجتى نظرة لا تريحنى...واشعر اننى ساحطم وجهة...كيف تحتمل انت ذلك....؟؟!!
ـــ تنهد ستيف بهدوء مبتسما...يا عزيزى..انا احب تلك المراة..وكما هى..ربما ما جذبنى اليها طبيعتها المتحررة وجراتها الشديدة فى اجبار من حولها على احترام رغباتها...لا يهمنى نظرات من حولى..فلتاكلهم الغيرة..
اقترب منها محيطا كتفيها بذراعة....انها لى ...لى وحدى...لا يهمنى غيرها..ولا يهمنى سوى سعادتها!!!
ــ قالت صوفيا برقة تنظر لخطيبها ...حين تحب نيكولا..لا تفكر بتغيير من تحب..انك تحبة كما هو...تتغاضى عن عيوبة...بل فى بعض الاحيان..تعشق تلك العيوب...وتلك هى حالتنا..احبة كما هو رغم هدوئة..ورزانتة..ويحبنى كما انا..بجنونى وصخبى..ليس على ان اشرح لك..فبالتاكيد ما نشعر بة..هو نفس مشاعركما..انت ولامار..اليس كذلك؟؟!!
التفتت الية لامار منتظرةاجابتة..وقد التزمت الصمت طوال الطريق...مترقبة ملامح وجههة ....
التفت لها بدورة قائلا وعيناة تحملان نظرات غامضة..تلمع ببريق غريب....!!
ــ ان ما بينى وبين لامى..هو فوق كل ما يمكن من توقعات...ان ما بيننا..نيران متاججة..تشتعل محرقة كلانا..ان ما بيننا..جحيم رائع...عشقى لها ....يسرى مع سريان دمى...لقد ادمنتها...صرت اتنفسها... لكى اعيش..لا اعتقد ان بامكانى الحياة دونها..بل اؤكد انها اذا حدث وابتعدت عنى..سافقد الرغبة فى الحياة نفسها....ورفع يدها ملثما باطن كفها بحميمية دون ان يرفع عيناة عن عيناها....
ــ ساد الصمت السيارة...نظرات صوفى المبهورة..وستيفن وكانة يعلم تماما صدق قول صديقة..ولامار....
لامار التى تخنق الدموع عيناها..ولا تقوى على ابعاد عيناها عن عينية... تغمرها الحيرة..كيف يستطيع ان يكون مقنعا بهذا الشكل...انة العذاب!!!..
ليتها لم تسالة..انة بقولة يرمينى فى متاهات واسعة..انا لا افهمك نيكولا..ارجوك..لا تعطينى املا اتطلع الية مرة اخرى..لم اعد استطيع التحمل...ربما تكون تلك الفرصة الوحيدة التى ستسمع منى فيها تلك الكلمات!!!.كسر الصمت صوت صوفيا قائلة..نيكولا..ان ما قلتة اروع ما سمعت..كنت اعرف بالعاطفة بينكما..ولكننى لم اتوقع ابدا مدى عمق تلك العاطفة...كم انا مرتاحة الان..لاننى اطماننت على لامار..لقد وجدت اخيرا من يستحقها....!!!...كم هو رائع ما بينكما لامى.....
ــ التفتت اليها لامار تقول بصوت مختنق..بل انا هى المحظوظة صوفيا...انا من يغرق فى حبة حتى اذنى..ولا اريد ان ينتشلنى احد من الغرق....اعقبت قولها بابتسامة مرتعشة ثم ادارت راسها تشغل نفسها بمراقبة المناظر المتلاحقة على الطريق....
ــ اقترب منها نيكولا هامسا بسخرية مريرة...تملكين موهبة رائعة فى التمثيل...لقد اوشكت ان اصدق...تمثلين دورك ببراعة...التفتت الية تنظر وقد غلفت قلبها برودة كلماتة...تقول...انت ايضا...لا باس بك...ابدا؟؟؟؟
ظل الجميع ملتزمين الصمت حتى سال ستيفن سؤال ..اسرى الرعشة فى قلب لامار...!!
ــ هل مازالت والدتك وخالتك فى مزرعة كالابريا...ام سافرا الى مزرعة جوادا اورسينو...فى اليونان؟؟!!
ــ قال نيكولا عاقدا حاجبية....لا اعتقد بانهما فى المزرعة ..امسك جبينة بذعر..اللعنة...لقد نسيت انهما يفضلان البقاء فيها وقت الحصاد..كيف نسيت هذا الامر؟؟!!....
لقد اعتقدت انهما غادرتا الاحتفال متجهتين الى اليونان...لم انتبة ابدا لامكانية عودتهما الى المزرعة...
ــ قال ستيفن مداعبا..اننى اعذرك يا صديقى..من يكون مثلك غارقا فى الحب حتى اذنية..و فى شهر العسل..بالتاكيد يجب ان ينسى كل من حولة..ولكن على كل حال..لم يحدث ما يزعجنا...ان المنزل فى كالابريا..كبير و ضخم ..ملىء بالغرف الفارغة...التى تتوسل من يسكنها..اذن لا مشكلة!!
ــ قال نيكولا بصوت عميق مشوب بالقلق..معك حق..لن يحدث اى مشكلة...ساحرص على ذلك بنفسى..!!
انتحبت لامار فى صمت..لا يمكن..انها كارثة..لم اتصور حدوثها..وكأن ذلك ما كان ينقصنى..ان انام تحت سقف واحد مع اكثر امراتين يكنان لى الحقد والكراهية...يا الهى..اما لهذا العذاب من نهاية...ستكون اياما عصيبة؟؟!!....لا ادرى ما تحملة من كوارث....؟؟؟؟..تنهدت مرتعشة واضعة يدها على قلبها تخاف ان يندفع من صدرها لشدة القلق والرعب...!!!!
ولكنها وبرغم كل شىء.... يجب ان تعترف بانها شعرت بالفخر والسعادة عند وصولهم الى المزرعة...وذلك منذ اللحظة التى توقفت فيها السيارة امام البوابة الحديدية الضخمة التى تحمل لافتتها اسم...مزرعة كالابريا...
برغم ان المزرعة باقليم كوسنزا بكالابريا جنوب ايطاليا...الا ان نيكولا اختار كالابريا كاسم لمزرعتة...
وقد زينت البوابة برسوم لاسود تحمل بين اسنانها عناقيد الكروم...كان طلائها باللون الاسود...ولكن ذلك لم يمنع من رؤية التفاصيل الدقيقة للرسوم المحفورة عليها..وذلك بفضل الاضائة القوية التى وضعت فوق البوابة وعلى جانبيها .....
اوحت تلك الرسوم بمدى صلابة مالك المزرعة...وقوتة..وتصميمة فى الحفاظ على ما يمتلك...وقدرتة على حماية تلك الاملاك.......
قالت لنفسها متعجبة حين نظرت من نافذتها متاملة رسوم االبوابة الحديدية...
دائما!!..اجد تاثيرك نيكولا فى كل ما حولى من تفاصيل ...حتى وان كانت تفاصيل صغيرة تافهة....انك تملا المكان...حاضرا كنت...ام غائبا..وكأن مزرعتك ستنطق لتعلن عن انتمائها اليك!!!!....
ــ استقبلهم حارس البوابة بخروجة من الكابينة المخصصة للحراسة...وعلى ثغرة ابتسامة مرحبة ودودة...ينظر لنيكولا بتقدير واحترام...وقد انزل الاخير زجاج نافذتة ليستطيع سماعة والتحدث الية...
ـ قال نيكولا بابتسامة ودودة...مرحبا..كيف حالك اندرو....
ـ انحنى الرجل بادب يرد علية...بخير سنيور...سعيد لعودتك الينا سالما...
ــ اشكرك اندرو...كيف الاحوال هنا...هل السيدة الكبيرة مازالت هنا؟؟؟؟...
ـ اوما الرجل براسة مؤكدا...نعم سنيور السيدة فيوريلا والسيدة فرانشى ايضا...تعلم اصرارهما على البقاء وقت الحصاد...انة موسمهما المفضل!!!...
ـ تنهد نيكولا باحباط..اوة..نعم..اعلم..جيد اندرو..جيد!!!...افتح البوابة من فضلك.....
ــ اقترب الرجل من النافذة يقول بتلعثم...حالا سنيور..ولكن اريد ان اخبرك شيئا...
ـ سال نيكولا باهتمام..ما الامر اندرو؟؟..هل هناك مشكلة..
ـ اجاب الحارس ..لا لا..سنيور..لا مشكلة ابدا...فقط اردت اخبارك ان كل المزارعين والعمال اصروا على استقبالك انت والسنيورة رغم تاخر الوقت عندما علموا بميعاد قدومك الليلة..وقد حاولنا اثنائهم عن انتظارك..ولكنهم اصروا على استقبال السنيورة لتهنئتها بالزواج...لذلك اردت ان اعلمك قبل ان تفاجا بهم فى استقبالك قرب بوابة القصر...
ــ ابتسم نيكولا بسعادة...لا باس اندرو...ساكون سعيدا برؤية الجميع...لا تقلق...اشكرك اندرو....
ــ العفو سيدى...هل تسمح لى بتهنئة السنيورة؟؟
ــ اقتربت لامار مبتسمة تتطلع الية من نافتها...مرحبا اندرو!!
ــ انحنى الرجل احتراما ورفع عينية مبتسما اليها فائلا بسعادة...اهنئك سنيورا على الزواج...واتمنى لكما السعادة الى الابد...لقد احسن سيدى الاختيار...سوف تضفى سيدتى على المزرعة مزيدا من السعادة بقدومها الينا!!
ــ اجابتة لامار بود...اشكرك اندرو..سعيدة بلقائك...
ــ قال الرجل بوقار...بل السعادة لى انا سيدتى...باذنكما...ساذهب لفتح البوابة...
اغلق نيكولا النافذة والتفت لستيفن الذى يضحك مقهقها....
ــ قال ستيفن مغيظا نيكولا...يبدو انك اوجدت لنفسك اول المعجبين بلامار..ومن يدرى ..البقية تاتى لاحقا...
ــ فال نيكولا من بين اسنانة...اعلم جيدا انها ستحدث كارثة بين المزارعين...بل ربما ثورة...يطالبون فيها باستيراد نساء جديدة من خارج المزرعة...حرك راسة بياس...اخشى حقا من ان افقد اعصابى واخسر عمالى .....
ــ قالت صوفيا ضاحكة..من فضلك نيكولا..لا تنسى وجودى انا ايضا...بل يجب ان تقلق كثيرا من تواجدى هنا...ربما احدث انقلابا..وليس ثورة فقط...فلا تسقطنى من حساباتك...احذرك!!!!
ـــ قال نيكولا يرفع يدية باستسلام...اوة...لا..يبدو اننا وقعنا فى مصيدة من النمور المتوحشة....
ــ قال ستيفن ينظر لصوفى ...تحدث عن نفسك فقط...انا سعيد بما وقعت فية ...واقترب من صوفى قائلا بمكر...بل اريد ان اسجن مع نمرتى ذات النمش فى قفص واحد الى الابد...ولا مانع من البدء بالعقوبة من الليلة...غمز بعينة لصوفى مداعبا...
ـ التفت نيكولا للامار..ما رايك لامى...هل نسمح لهما بالبقاء معا هنا فى قفص واحد؟؟؟؟
ــ التفتت الية لامار منتبهة تتلعثم...عفوا...ماذا قلت؟؟...لم اكن منتبهة!!
ــ اجاب نيكولا...يبدو انك لست معنا هنا...اين ذهبت بافكارك هذة المرة؟؟
ــ ابتسمت برقة...ليس بعيدا جدا...كنت فقط افكر...كم يبدو لى انك محبوب هنا؟؟؟....
ــ قال ستيفن...بل انتظرى حتى ترى بنفسك الاستقبال الحافل..وستعلمين عندها كم يحبونة هنا...بل انهم فى بعض الاحيان ...اشعر بهم يعاملونة كوالدهم ان كانوا اطفالا...او كابنا لهم ان كانوا نساء...او....وسكت يغيظها...او...كفارس احلامهم ان كن فتيات....

ــ قالت لامار بلا مبالاة....ربما هو الخوف....لا الحب....المال دائما لة سطوة وقوة...لا استبعد ان يكون الخوف هو ما يشعرونة نحوة!!
ــ نظر اليها نيكولا بلا انفعال... فقال ستيفن بثقة...انتظرى ....وسترين بنفسك.....هل هو الخوف...ام الحب!!!
ـ رفعت كتفيها بتصميم وعناد...دون ان ترد وكانها تصر على رايها وتتمسك بة....التزم الجميع الصمت بعد مرور السيارة للبوابة الحديدية...ودخولها الى الطريق الطويلة المؤدية لقصر كالابريا.....
اجتذب الجميع المنظر الساحر الذى استقبلهم على جانبى الطريق...كان الصمت يلف السيارة من حولهم..الا من بعض اصوات حشرات الليل...وصوت الماء المترقرق والذى لم تستطيع ان تتبين لامار مصدرة...بسببب الظلام...ظهرت فراشات الليل المضيئة تحوم فوق عناقيد الكروم الممتدة على طول الافق البعيد فى منظر ساحر نادر...وقد ملا المكان عبق التربة وندى العناقيد.....مع رائحة الكروم المميزة....وزهرات البنفسج والصنوبر..بمزيج عطرى ساحر....
شهق كل من صوفيا ولامار مشدوهتين بالمنظر الرائع....
ــ قالت صوفيا بانبهار...اوة..لم ار فى حياتى مشهدا بتلك الروعة...وكان الكرمات مزينة بحبات من الماس الاصفر...ان الطريق المؤدى الى القصر...تغمرة الومضات على الجانبين ...انة ساحر ....
ــ قالت لامار بنفس الحماسة...نعم نيكولا..انة رائع فعلا...لم اكن اتوقع رؤية شىء بهذا الجمال...
ــ امسك نيكولا يدها بحنان مشيرا بيدة الاخرى الى امتداد الطريق قائلا بفخر...انظرى لامى...ان الطريق الذى نسير فية الان نسمية طريق النحل...اتعلمين لماذا...؟؟...هزت راسها مبتسمة....لا..
اننا نسمية طريق النحل...لانة عند تفتح اولى زهرات الكروم قبل اثمارها...تجتذب رائحتها النحلات من كل مكان...فيطير النحل عابرا من البوابة طائرا على امتداد الطريق ثم يبدا فى التفرع تبعا لتفرعات الارض المزروعة منتشرا فى كل مكان ...ليمتص رحيق زهرات الكروم...وقد بنيت لة خارج حدود المزرعة ...خلايا عديدة لنحصل منها على العسل الذى تنتجة تلك النحلات..من زهرات الكروم والنرجس والصنوبر ..لذلك هو طريق النحل....
ــ ابتسمت لامار برقة تقول...هنا..كل شىء ساحر!!!...حتى ادق التفاصيل...انا لم اتخيل انك تملك الارض خارج البوابة الحديدية...وليس ذلك فقط...بل انك تستغل كل ما تملكة لتحولة لشىء رائع جميل...تماما كما اخبرتنى من قبل...انت عاشق لكل ما هو جميل نيك...وعلى عكس ما قلت ...انة ليس من مساوئك ابدا...بل انة من اروع الاشياء فيك!!!!
ــ رفع يدها الى شفتية ملثما باطنها بحميمية..ورفع اليها عيناها هامسا....رايت تلك المشاهد مرارا من قبل...ولكننى لم اشعر بروعة ما املكة...الا حين رايت عيناك الجميلتين تطل منهما نظرات الاعجاب بها....انت من جعلتها ساحرة فى عيناى لامى.....!!!!!
نظرت الية دون ان تقوى على ابعاد عيناها عن عينية...كيف لا تحب رجلا مثلة...انة رجل يجبرها كل لحظة...على احترامة...وحبة...يسلبها ارادتها فى ان تقرر...فى ان تفكر....لقد ضاعت ....وما احلى هذا الضياع....كم تتمنى ان يتلاشى كل ما حولهما....وان تطرد الاشباح البعيدة التى تطل بروؤسها من الماضى...ليبقى فقط حبها الية.....!!!
امنيات...امنيات بعيدة...مستحيلة...ربما ايضا لا يقوى على مسامحة نفسة لانة كان احدى اسباب الحادثة المشؤومة...كثير من الحواجز تفصل بين قلبيهما...وبالرغم من انها استطاعت هى اختراقها...لكنة وبالتاكيد...لا يقوى هو الاخر على تحطيمها مثلها....سيبقى دائما...حبها الية...تحت رحمة الماضى الاليم....
هربت من عيناه دون ان تجيب على همساتة التى زادت من نيران شوقها وحبها.....لتنظر الى الطريق الطويل وقد بدات بعض اضواء المشاعل...تظهر من بعيد...وخيالات لاضواء القصر تتلالا عند امتداد بصرها...فوق ربوة عالية..تتوسط ارض المزرعة الساحرة....
ــ سالت صوفى متعجبة....ما هذة المشاعل التى تتلالا من بعيد؟؟؟!!
ــ قال ستيفن ضاحكا...الم اقل لكم..انة الحب ...ان عمال المزرعة من نساء واطفال ومزارعين...يقفون لاستقبال نيكولا وعروسة الجديدة...ليهنئوة بانفسهم على الزواج...
ــ هز نيكولا راسة مبتسما...لا اصدق كيف استطاعوا السهر لهذا الوقت المتاخر...ان الساعة تجاوزت الواحدة
واعلم جيدا كيف يكون العمل مرهقا طوال النهار!!!!
ــ التفتت الية لامار بحدة قائلة...الم اقل لك...انة الخوف...انهم مجبرون على تقديم فروض الطاعة والولاء...المساكين يحتاجون الى الراحة...ولكنهم فضلوا استقبالك اتقاءا لغضبك.....
ــ اجابها نيكولا بسخرية مريرة...انا لم اكن يوما رجلا ظالما...يبطش بمن حولة...اذا لم ينتظرونى حبا لى...فانا لا اريد استقبالهم ..مهما كان مليئا بكلمات النفاق والمجاملة...
وانا على يقين تام بجقيقة مشاعرهم...شئت ذلك ام ابيت...
قالت لنفسها...غبية...تتفوهين دائما بالحماقات منذ ان التقيتية...لم تكونى من قبل هكذا....هزت راسها بحنق...لم اكن اعلم ان الحب يصيب العقل بالبلاهة!!!!!
ومع اقتراب السيارة من انوار نيران المشاعل ...تعالت الهتافات من كل مكان مطالبة بفتح النافذة العلوية للسيارة..
وبالفعل قام نيكولا بتلبية مطلبهم وخرج من النافذة يستقبل اصوات الهتاف والترحيب من العمال والمزارعين على جانبى السيارة....كانت الاصوات مختلطة ما بين نساء واطفال ورجال....صياح وهتاف ...يهنئونة بالزواج ويتمنون لة التوفيق...ثم التقطت اذناها هتافات تطالب برؤية العروس لتهنئتها!!!
انحنى بعدها نيكولا لداخل السيارة يخبرها برغبة المزارعين لرؤيتها...
ــ قال بحزم امرا...هيا اصعدى الى سقف السيارة..انهم يطالبون برؤيتك...واحذرك!!..كونى لطيفة معهم..وارتدى قناع العروس السعيدة...لا باس...تحملى القليل من النفاق لاجلى....!!
ــ نظرت الية لامار بنظرات تفيض ندما...وقالت بصوت لم يكد يصل لمسامعة...انا اسفة نيك....لم اقصد...احيانا اكون بلهاء حقا...سامحنى؟؟؟
ــ ارتفع حاجبية دهشة يقول...لا يمكن...اسمعك تعتذرين لاول مرة....ولكن للاسف ليس المكان ولا الوقت مناسبين للاستمتاع بسماعك وانت تعتذرين!!!...هيا الان...الجميع فى انتظارك....
امسك بيديها يساعدها على الخروج بجانبة من النافذة العلوية...واستقبلها الجميع بالتهليل والسعادة...وسمعتهم يطالبون نيكولا بان يقبل العروس امامهم قبل ان تسير السيارة مرة اخرى نحو القصر....
وبالفعل استجاب نيكولا لمطلبهم وقام باحتضانها امام الجميع بسعادة معانقا اياها بلهفة وشغف...دون ان يعى لارتفاع اصوات التهليل والتهانى من حولهما..اكثر من السابق!!!!
قام السائق بتحريك السيارة ببطء حتى بدات الحشود تتفرق شيئا فشيئا....وقد ودع نيكولا الجميع باشارات من يدة وقبل ان تبتعد السيارة عن مرأى المزارعين...القت سيدة عجوز بكيس من القماش المنقوش بالوان صاخبة نحوهما...صائحة!!!...انة للعروس الجميلة من اجل الاحتفال!!!..شكرها نيكولا باشارة من يدة قائلا...شكرا مارجريتا!!!
ــ سالتة لامار بحيرة بعد ان عادا الى الجلوس داخل السيارة...وقد ابتعدت الاصوات العالية وتفرق الحشد من حولهم...اى احتفال..ومن تلك المراة؟؟!!
ـــ اجابها ستيفن ..انها مارجريتا..من اوائل النساء الاتى اتين الى المزرعة منذ ان اشتراها والد نيكول من سنوات طويلة ...وهى تقصد الاحتفال باول عناقيد الكروم التى سيتم حصدها بعد غد...!!
ــ سالت صوفى متثائبة...وهل يقيمون احتفالا هنا من اجل الحصاد؟؟
ــ اجابها نيكولا مبتسما لشدة حماستها... نعم يا عزيزتى...انها احدى عادات المزارعين هنا التى اعتادوا ممارستها منذ ان كان والدى مازال على قيد الحياة...يحتفلون كل عام باولى عناقيد الحصاد...سيكون رائعا..انا متاكد من انكما ستستمتعان بة..وبكل دقيقة فية!!!
ــ سالتة لامار دون ان تستطيع اخفاء القلق فى عيناها...هل..هل ستكون والدتك وخالتك فى استقبالنا ايضا..ام انهم يفضلون النوم باكرا؟؟!!
ــ عقد نيكولا حاجبية قائلا بشرود..اعتقد ان امى ستكون فى استقبالنا برغم تاخر الوقت..ولكننى امل ان تكون خالتى نائمة..ان السهر غير مفيد ابدا بالنسبة لظروفها الصحية ....امل حقا ان تكون نائمة!!!!
ضاع املها فى ان تحظى بدخول هادىء للقصر دون مواجهات ومتاعب مقلقة...تامل حقا ان تكون على الاقل خالتة فيورى قد خلدت باكرا للنوم...ان مواجهة عدو واحد فى الظروف الراهنة...افضل بكثير من مواجهة عدوين !!
********************************************
ــــــــــــــــــالفصل الحادى عشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
بدات الطريق فجاة بالصعود...لقد اكتشفت ان القصربنى على ربوة عالية وسط ارض المزرعة..
وكانة يشرف عليها كحارس امين...اضواءة الساحرة تظهر من بعيد ....وبعض اشجار النخيل العربى الذى اخبرها نيكولا انة قد استوردها بنفسة من الخارج تتمايل اغصانها فى الهواء...
ولدهشتها وجدت انة جمع بينها وبين بعض اشجار البامبو الرائعة واشجار الصنوبر العالية التى تشتهر بها غابات كوستنزا...خليط غريب ..لا تندهش الان منة..ان صاحب هذا المكان..يدهشها اكثر بغرابتة هو نفسة..وبمزاجة المتقلب....!!!!
كانت للقصر ايضا شرفات عالية تغمرها الاضواء القوية....وقد بنى باللونين الاخضر والبيج...ووضعت على حافة الشرفات...قطع الرخام المزركش باللون الاخضر والبنى...ظهرت الوانة القاتمة تلمع من سقوط الضوء عليها....
وكان سقف القصر هو التحفة الحقيقية...انة من الزجاج الملون على شكل قبة تتوسط سقف القصر....
ــ التفتت لامار الية توشك ان تسالة...ولكنة سبقها قائلا وهو يبتسم.....نعم عزيزتى ان القبة الزجاجية....شفافة تماما...ولكنها لا تشرف الا على قاعة الاستقبال وسلالم القصر فقط...وباقى الغرف بسقف عادى....ان الغالب على القصر من مواد البناء هو الرخام المزركش...وقطع الزجاج الملون بنفس الالوان...على القبة والنوافذ...كان ذلك من اختيار ابى...وضحك برقة قائلا....رغم ان والدتى عارضتة كثيرا بشان القبة الزجاجية...معللة ذلك بانها لا تحب ان يكون بيتها عاريا ...لا سقف لة!!!
ردت لة لامار ابتسامتة بمثلها..وهى تحرك راسها قائلة..لم يعد لدى كلمات..توفى هذا الجمال من حولى حقة فى الاعجاب...اعذرنى نيكولا..ان لم اجد ما ارد بة عليك....
ــ قال نيكولا ...لا حبيبتى..ان ما يهمنى حقا ان تستمتعى بما ترينة..لا اريد كلمات..يكفينى الاعجاب فى عينيك...والتفت نحو صوفيا التى وجدها غارقة فى النوم على كتف ستيفن...فقال للاخير همسا...يبدو ان الارهاق قد غلبها...انها نائمة بعمق...!!!
ــ قال ستيفن بحنان..اوة..نعم...انها نائمة منذ كان العمال ملتفين حول السيارة...حتى ان اصواتهم الصاخبة لم توقظها...!!!!
ــ قال نيكولا مبتسما...لا باس ستيف...حين نصل حاول الا توقظها..بامكانك ان تحملها الى الغرفة المعدة لها ...لتنام بهدوء....اتسائل كيف استطعت ان تصمدى لامى!!..كل هذا الوقت دون ان يغلبك النوم....
ــ تاملتة بصمت تحدث نفسها....اريد ان اكون واعية فى كل لحظة اكون فيها بقربك حبيبى....اريد ان احتفظ بكل ثانية فى ذاكرتى تمر بى ونحن معا...واحفظها عن ظهر قلب..انها كل ما سيتبقى لى!!!...ورفعت كتفيها مبتسمة تداعبة دون ان ترد.....
ــ قال نيكولا بمكر...اوة نسيت...لقد نمنا طويلا عصر اليوم...!!!!!...هز راسة يقول...علمت الان من اين ياتى هذا النشاط...
ــ قال ستيفن ممازحا...اممم..يكفى..لقد بدات اغار...ربما اطلب منك نيك ان تجمع بينى وبين صوفيا فى غرفة واحدة؟؟!!
ــ قال نيكولا مقهقها..لا لا..انة مستحيل...تعلم جيدا كيف تفكر والدتى...يجب ان تكونا متزوجين لتسمح لكما والدتى بغرفة واحدة....
ــ رد ستيفن مفتعلا الاسى بمزاح...لا عليك...ليست والدتك فقط هى المتزمتة..لتعلم فقط..!!حتى صوفى لا توافق على بقائنا فى غرفة واحدة معا...!!!
ــ رفع نيكولا حاجبية بدهشة..صوفى؟؟...لا يمكن!!....اعتقدت...ان؟؟؟
ــ قاطعة ستيف قائلا..لا ..لا تعتقد...انها مرحة..نعم...منطلقة جريئة نعم..ولكن حين يصل الامر لذلك...هى متزمتة لاقصى الحدود...!!
ــ حرك نيكولا راسة بتعجب قائلا..اخر ما كنت اتوقعة...التفت للامار قائلا..يبدو حقا ان ما يسرى فى عروقكما دم واحد...برغم اختلاف الطباع...ولكن المبدا...!!!!...وسكت غامزا بعينة لها...
ــ نظرت لامار لستيف قائلة..مسكين...يبدو عليك الاحباط...ولكن لا باس ..ستشفى منة..لا تخف..لقد تغلب علية صديقك بشجاعة..بالتاكيد اخبرك باصابتة بة من قبل..لا تقلق اذن!!!...اومات براسها برصانة تغيظة..ستكون بخير ستيف..اطمأن؟؟!!
ــ تنهد ستيف باحباط..اوة..اعلم...اعلم اننى ساكون بخير...وهز راسة باسى ممازحا...متوحشون...انت وابنة عمك...متوحشون....
ــ قهقه نيكولا قائلا..لا باس عليك يا صديقى..اوة..انظرا..لقد وصلنا..ان بوابة القصر تلوح من بعيد الان..التفت الى لامار يسالها..هل تستطيعين رؤيتها حبيبتى...
ــ قالت لنفسها..كم تجعلها تلك الكلمة التى تخرج من بين شفتية تطير من السعادة!!!..اومات براسها ..نعم اراها....
ــ نظر نيكولا الى ساعتة قائلا بوجوم...ان الساعة تجاوزت الثانية والنصف...اتمنى ان ندخل القصر دون استقبال حافل اخر...ارجو ان يكون الجميع قد خلدوا الى النوم!!
نظرت الية لامار قائلة لنفسها...يبدو انك خائف انت ايضا نيكولا!!...ولكن ما يقلقك يختلف عما يقلقنى...
انت خائف من ان اشعر بكراهيتهم لى حين يكونون فى استقبالى...فاعرف ما تظن انى لا اعرفة...فافسد عليك خطتك فى تنفيذ ما تريد...
اما انا فمرعوبة من بقائى بينهم...وهم يكنون كل هذا الغضب والحقد لى....!!انت تستطيع التحكم بعواطفك...تستطيع ان تكون عمليا فى خطواتك....تعلم ما تريد...حتى اننى لو لم اسمعك تتحدث تلك الليلة اللعينة فى الهاتف...لم اكن أتخيل ابدا انك ارتبطت بى لتنفيذ مخطط والدتك وخالتك الانتقامى...!!...اتسائل حقا...اين انت من كل ذلك؟؟؟...
هل تريد حقا الانتقام..ام تريد ان ترضيهم....؟؟؟....
ترى ما الذى يدور بعقلك نيكولا...اكاد اجزم بانك لم تخبرهم بانك كنت احد الاسباب...فى حادثة طونى!!...لا يمكن ان تكون جبانا...انا متاكدة من ذلك...اذن لماذا لم تخبرهم...
انا لم افعل شيئا....ربما انت....!!اوة...سينفجر عقلى من التفكير!!!!!
كم اتمنى ان تشعر بالحيرة التى تعصف بى....اعدك بان تشعر بها قريبا جدا...ولكن قبل كل شىء...اتمنى ان يتعلق قلبك بى ...لكى تحرقك نار فراقى حين ابتعد عنك...فتجرب ما انا فية الان!!!..وااكد لك !!!هو شىء مؤلم ...انة الجحيم نيكولا...الجحيم!!!!!
عبرت السيارة بوابة القصر..كانت تشبة البوابة الكبيرة على حدود المزرعة..ولكنها اصغر حجما منها...
استقبلهم امام الباب نافورة مائية رائعة..كانت نافورة موسيقية..ليست كبيرة..ولكنها جميلة..ككل شىء وقعت عيناها علية الليلة..المياة تتشكل فيها على احدى المقطوعات الهادئة...تتكرر اشكالها بشكل تباعى...غامرة المكان باضواء خضراء وصفراء..
رذاذ مائها يتطاير فى المكان ...حتى ان قطراتة قد غمرت زجاج النافذة الامامى....
خلفها توجد الدرجات الرخامية العريضة على شكل انصاف دوائر متتالية تفضى لباب القصر الخشبى ..ذى اللون الاخضر القاتم..يتوسطة قبضة حديدية على شكل اسد يشبة الاسود على البوابة...!!!
توقفت السيارة امام الدرج الرخامى وخرج السائق منها..ليفتح لهم ابواب السيارة...التى ما ان فتحها..فتح باب القصر
وخرجت منة خادمة عجوز...ترتدى ملابس رسمية....!!!!
ــ قال ستيفن هامسا لهم..ساخذ صوفى لاعلى كى تنام..اتمنى الا اوقظها...انها تحتاج الى الراحة...
ــ اوما لة نيكولا وهو ينظر الية وقد حمل صوفى بين ذراعية كطفلة صغيرة....والجميع يصعدون درجات القصر
فتحت لهم الخادمة العجوز الباب على مصرعية وهى تحدج صوفى الغارقة بنومها بنظرة مشمئزة..من فستانها العارى...بالوانة الصارخة...
ــ ربت نيكولا على احدى كتفى المراة برقة..مرحبا كولينا...كيف حالك...!!
ــ انتبهت المراة لوجودة وردت متلعثمة..اوة..بخير سنيور ..سعداء بعودتك...وادارت عيناها نحو لامار تتفحصها..فلانت نظراتها براحة..لاكتشافها ان الاخيرة لا ترتدى ملابس فاضحة مثل التى بين ذراعى ستيف!!!
قالت بهدوء وقور...عروسك جميلة سنيور...اهنئك سنيورة على الزواج..واتمنى لكما السعادة...
ــ ابتسمت لها لامار واجمة..واومات راسها تقول بصوت خافت..اشكرك كولينا..
ــ سالها نيكولا بقلق...هل والدتى مازالت مستيقظة....همت المراة بالرد على سؤالة..حين اوقفها صوت السيدة فرانشيسكا تقول بسعادة وهى تهبط درجات السلم الرخامى المفضى للدور العلوى....
وهل يمكننى ان انام ..وانا اعرف بقدومك الليلة يا عزيزى....!!!
ــ استاذنت كولينا بالنصراف لاحضار الحقائب..فاوقفتها السيدة فيورى باشارة من يدها وهى تنظر نحو ستيفن معاتبة...انتظرى كولينا..يجب ان ترشدى ستيف لغرفة الانسة التى يحملها بين يدية ..ويوشك ان يقع بها...
ــ تنحنح ستيفن وقال متلعثما..اوة ..اشكرك..سنيورة..فى الحقيقة..انا..اقصد..هى..كانت نائمة..و..اعنى...
ــ ابتسمت لة المراة رغما عنها..وهى تحرك راسها..لا باس ستيف...افهم ما تريد قولة...فلترشدية كولينا للغرفة...
واستدركت قائلة..اوة..بالمناسبة ستيف...لقد جهزت لك الغرفة الشرقية المطلة على حدود الغابة...نظرت الية بمكر
اعلم انها ستعجبك كثيرا!!!
فهم ستيفن ما ترمى الية المراة..لقد كان يحفظ جغرافيا القصر عن ظهر قلب..ان الغرفة التى اختارتها لة تبعد عن غرفة صوفيا كثيرا...يفصل بينهمارواق الطابق الاول...وغرفة جلوس كبيرة..وغرفتى نوم..وحمام كبير!!!!
ــ اوما ستيفن لها شاكرا ..وذهب ليتبع المراة لكى ترشدة الى الغرفة...
ــ سمع نيكولا ينادية مقهقها..احذر ستيف الا تقعا معا على الدرج...ستكون صوفيا غاضبة فى الغد..اذا اكتشفت وجود كدمات زرقاء فوق بشرتها الغالية...انتبة جيدا يا صديقى!!!...فنظر لة ستيفن بحنق وغيظ دون ان يرد...صاعدا درجات السلم...وهو يبذل جهدة الا يقع!!!
التفت نيكولا نحو والدتة التى اتت محتضنة اياة بشوق...مرحبا يا ولدى..اشتقت اليك كثيرا..رغم ان الذى مر على فراقنا من الحفل ليس الا يوما واحدا!!!
ــ غمرها نيكولا بعناق لطيف...اشتقت اليك كثيرا سنيورا فرانشيسكا!!..تعلمين كم يكون الابتعاد عنكم صعبا على..
وابتعد عنها قائلا..الن تقبلى عروسى؟؟...

ــ التفتت لها المراة تتاملها بنظرات مبهمة...ثم قالت...المعذرة يا ابنتى...رقت ملامح المراة للحظة...ثم كسى وجهها قناع بارد...بعد ان عانقتها مبتعدة عنها ....انسى دائما كل من حولى حين ارى ولدى....لا تعلمين كم احبة...انة كل ما املك من هذة الدنيا... تنهدت المراة بعمق.. كم انا سعيدة بك لامى...لقد تشرفت مزرعتنا بزيارتك...
ــ ردت لامار بخفوت..انا الاكثر سعادة سنيورة..ان المزرعة رائعة....
ــ ابتسمت المراة بحنان لنيكولا قائلة..ان الفضل فى ذلك يعود لولدى..واجهة صعاب كثيرة ..حتى جعلها بهذا الجمال..واصبح انتاجنا من الكروم..الاول على مستوى مزارع جنوب ايطاليا كلها....بسببة نعيش تلك الحياة المترفة..ولولا جهودة المضنية فى الحفاظ عليها...لكنا فقراء معدمين بعد وفاة والدة!!!!
ــ نظرت الية لامار بحب قائلة..ان نيكولا يعرف جيدا كيف يعتنى بمن يحب...!!!
ــ قال لها المراة وقد لانت ملامحها قليلا..يبدو انك تحبينة كثيرا ياعزيزتى؟؟؟
ــ ردت لامار مؤكدة...بل اكثر مما تتخيلينة سنيورا...انا لم يعد لى سواة...خاصة وان صوفى ابنة عمى على اعتاب الزواج الان...لم يعد لى عائلة سواة...
يالهى!! لقد صدمتها حقيقة كانت كانت غائبة عنها..انها حقا لم يعد لها عائلة سواة..لقد اصبحت وحيدة.. هاى هى صوفيا ستتزوج..تاركة اياها...لم يعد لديها اى انسان تحتمى بة..وتعتمد علية سوى زوجها الحبيب..والذى تنوى ان تفارقة بعد ثلاثة اسابيع..تعلم جيدا كم ستمر الايام سريعا وهى بقربة..وتعلم كم ستكون الايام...والليالى!!!...طويلة بعيدا عنة....!!!
ــ سمعت نيكولا يسال والدتة باهتمام..كيف حال فيورى...هل هى نائمة؟؟؟
ــ اجابتة المراة بحزن...ليست بخير ابدا نيك..ان حالتها تسوء..ولكن دعنا من الحديث الان..بالتاكيد تحتاجان لبعض النوم والراحة...وسنكمل حديثنا غدا على الافطار..ووجهت حديثها للامار التى شعرت ببعض الراحة متنفسة الصعداء لمعرفتها بان فيورى نائمة..لن تاتى لاستقبالها...
ادعوك لامى للانضمام الى انت ونيك فى الافطارسنجعلة افطار متاخر..فليكن ميعادة فى العاشرة..حتى تاخذوا قسطا وافرا من النوم..فالغد سيكون احتفال اول القطاف...!!
ــ اجابتها لامار ..اوة..لا ارجوك...لا اريد ان تبدلوا اوقات وجباتكم بسبب قدومنا..فى اى وقت تتناولون الافطار عادة؟؟
ــ اجابتها المراة مبتسمة..اننا نتناولة فى الثامنة...ولكنكم بالتاكـــ..
ــ قاطعتها لامار بهدوء..لا يوجد ولكن..نظرت لنيكولا بحزم...سنكون بالتاكيد قد استيقظنا فى الثامنة...والتفتت نحو قيورى...اااكد لك باننا سننضم اليك على الافطار!!!
ــ نظرت اليها المراة بنظرات متعجبة..ظننت انك ممن يحبون البقاء فى الفراش لوقت متاخر!!
ــ قال نيكولا بلطف...ستدهشك لامار بالعديد من ما لم تتوقعية يا امى....اعدك ان تكتشفى الكثير من الاشياء الرائعة فيها...قال بصوت خافت....ستحبينها!!!!
ــ نظرت الية المراة قائلة ببرود....احبها؟؟....نعم..بالتاكيد!!...والان هيا ..لقد عادت كولينا...والتفتت للاخيرة قائلة...
اصحبيهما الى غرفتهما كولينا..
ــ قال نيكولا بحزن..لا امى..لا داعى..اعرف منزلى جيدا..ساصحبها لغرفتنا بلا مساعدة..وطبع قبلة سريعة على وجنتها قائلا..تصبحين على خير...
امسك بيد لاماريجرها خلفة نحو الدرج الرخامى ..وقد اومات للمراة براسها قائلة بصوت مختنق...باذنك سنيورا..
ــ ابتسمت لها المراة ابتسامة لم تصل لعيناها قائلة...فرانشى لامى..فرانشى...تفضلى!!!
ــ حين هم كلاهما بصعود الدرجات الرخامية توقف نيكولا والتفت نحو كولينا ...من فضلك كولينا اذا اتت رسائل او اوراق من البنك الى هنا..من فضلك ااتى بها الى...لا اريد لاحد ان يتطلع عليها غيرى!!!..لا تنسى كولينا..انة امر هام بالنسبة لى...
ــ اومات لة المراة مبتسمة تقول بثقة..لا تقلق سنيور..سانفذ ما طلبت بكل دقة....
ــ اوما لها نيكولا شاكرا ثم التفت نحو لامار...هيا بنا لامى..اشعر بارهاق شديد..لقد كانت ليلة طويلة...
صعدا معا السلم الرخامى الدائرى ....الذى يفضى الى الدور العلوى للقصر...وقد اختار نيكولا ان يصعدا من السلم الموجود ناحية اليسار لانة الاقرب الى الغرفة التى سيمكثان فيها فترة اقامتهما بالمزرعة!!
سار كلاهما فى رواق طويل توجد على جوانبة نوافذ من الزجاج الملون يشبة زجاج القبة السماوية بسقف القصر..كانت النوافذ تطل علىحمام سباحة كبير بشلالات صناعية ...ومن خلفة على امتداد الافق توجد ملاعب للتنس ...
ــ قال نيكولا وهما يسيران فى الممر ...ان لدينا هنا اسطبلات للخيل ايضا..ولكن لا يمكنك رؤيتها من هنا ...لانها على الجانب الشرقى للقصر...يمكن رؤيتها فقط عن طريق المرور من خلف الجاراج الخاص بالسيارات!!!
التفت اليها مبتسما...هل تستطيعين امتطاء الخيل لامى...؟؟
ــ قالت بخجل...فى الحقيقة انها من الاشياء التى لم اتعلمها للاسف...حتى اننى اخاف الاقتراب من اى حصان..!!
ــ اجابها ضاحكا...لا داعى للاسف عزيزتى..بالتاكيد سنجد طريقة لحل تلك المشكلة...احب ان تصحبيننى هنا دائما خلال جولاتى فى المزرعة..وهى دائما جولات على ظهور خيلى...انظرى ...ها هى غرفتنا..اتمنى ان تعجبك..فى الحقيقة هى غرفتى...ولكننى قمت بتغيير بعض الديكورات قيها مؤخرا..وانا سعيد الان لانى قمت بذلك..اشعر انها ستلائم ذوقك...
ــ ابتسمت لة برقة...تعلم نيكولا ان ذوقك دائما يبهرنى..لا يعجبنى؟؟؟..فقط..
ــ نظر اليها وهو يفتح الباب مبتسما بغمازتية الساحرتين...جيد...
دلفا معا الى الغرفة..واكتشفت انها منتقاة بعناية..كل جزء فيها هو قطعة من الانتيك....انها هنا فى عالمها الذى تحبة.
تاملت الغرفة بسعادة...السرير الواسع على طراز اللفرنسى باغطيتة الحريرية الامعة...خزانة الملابس من الخشب الماهوجنى الفاخر ...والسجادة العربية ...ذات النقوش الدقيقة بالوانها القاتمة....والاجمل من كل هذا....طاولة الزينة..
هى القطعة الحديثة الوحيدة بالغرفة....ولكن صانعها جمع فى طرازها بين القديم والحديث...فاخشابها تناسب باقى القطع..ولكن مراتها الايطالية الصنع بنقوشها الحديثة على جوانبها هى احدى تحف دقة الصناعة والفن الحديث...
وجدتة ايضا قد علق فوق السريراحدى لوحات عصر النهضة التى تحبها كثيرا...لاحدى الفرسان فى الغابة
يقابل حبيبتة عند النهر...وهى جالسة فى انتظارة وقد وقف بشموخ قرب حصانة القوى....
ــ التفتت نحوة بحيرة تقول...لو لم اكن متاكدة ان لقائنا كان مصادفة...لاقسمت بانك احضرت كل قطعة اثاث فى هذة الغرفة بمعرفة مسبقة لذوقى ...ان اللوحة على الجدار فوق السرير تحفة رائعة..انها احدى لوحاتى المفضلة...والتى تمنيت اقتنائها...امرك غريب جدا نيكولا...!!!
ــ ابتسم بغموض دون ان يجيبها...ثم اقترب منها يعانقها محتضنا اياها ...وحين ابتعد عنها بعد وقت قصير همس لها قائلا...ما رايك ان تبدلى ملابسك...سانتظرك على الشرفة بعد ان ابدلها انا ايضا...لا تتاخرى...!!
ــ اومات براسها كالمسحورة وذهبت لتبدل ملابسها دون اعتراض....
كانت تقف فى غرفة تبديل الملابس التى اكتشفت وجودها بجانب غرفة حمامهما الخاص...انها تشعر الان ببعض الراحة بعد مرور اللقاء العصيب بوالدتة الليلة...
فكرت بحيرة...ان والدتة امراة غريبة...تظهر عيناها حينا نظرات هادئة توشك ان تكون نظرات اعجاب بها...وفى لحظة تتحول نظراتها للبرودة والنفور منها...انها امراة محيرة..!!
وكانها فى صراع مع طبيعتها الرقيقة المحبة...وبين ولائها وانتمائها لاسرتها...وواجبها ..!!..واجبها فى ان تكرهها كسبب اساسى فى العذاب الذى تعانية اختها....
ــ قالت لنفسها بحزن..وكاننا غارقون جميعا فى دوامة مليئة بالشباك الحادة...فى كل خطوة ... يحصل احدنا على جرح مؤلم قاسى...لا يندمل!!!!
انتبهت على صوتة يناديها من غرفة النوم...يسالها عن سبب التاخير؟؟؟....
ــ صاحت تنادية قائلة....لحظة واحدة نيك...ساتى حالا....نظرت الى نفسها فى المراة مرة اخيرة...لقد اختارت قميص نوم احمر اللون من الحرير...ثم وضعت بضع قطرات من عطر اللامار....وابتسمت بثقة...تشدقت بالكلمات لنفسها قائلة...انا اتية....حالا!!!!
دلفت الى غرفة النوم تسير حافية تستمتع بملمس الارض الخشبية الناعمة ...لم تجدة فى الغرفة فذهبت ناحية الشرفة لتبحث عنة...
وجدتة واقفا يتامل المساحات الواسعة من الارض المزروعة بالكروم الاحمر...حافى القدمين....مرتديا بنطال بيجامتة فقط رغم برودة الطقس ...
ــ قالت بصوت خافت...انها بعيدة..ولكننى استطيع ان اراها بوضوح....تبدو رائعة برغم ان بركة السباحة وملعب التنس يفصلنا عنها!!!!
ــ مد لها يدة لتمسك بها دون ان يلتفت اليها...امسكت بيدة وجذبها محتضنا اياها ..وجدتة مبتسما بسكينة وهدوء...
اشار بيدة نحو حدود مزارع الكروم البعيدة قائلا....اتعلمين لامى اننى لم ارغب بزراعة اى من انواع الاشجار العالية
عند حدود الارض المزروعة بعد ملعب التنس؟؟؟..كما تعلمين كان بامكانى زراعة اشجار الصنوبر التى تنتشر فى الاراضى العالية بالغابات المحيطة بنا...لكننى قد احببت رؤية الارض من بعيد كلما وقفت على الشرفة...
كانت ستمنعنى عن رؤيتها تلك الاشجار...لذلك فضلت الا تكون هناك حدود بينى وبينها ....
التفت اليها قائلا...احب هذة الارض كثيرا...انها تذكرنى بوالدى...لقد دفع حياتة ثمنا لها...كانوا يريدون سلبها منة ..
ساوموة على اعطائهم نصف محصولها كل سنة...نظير تركهم اياة لكى يزرعها...ولكنة رفض...فقتلوة!!!
قال بغضب ملىء بالمرارة....رجال المافيا اللعينة...ياتون ومعهم الخراب فى كل مكان....تنهد بعمق !!!
ــ قالت لامار واضعة كفها فوق نبضات قلبة....لكن الامور اختلفت الان نيكولا...لا يستطيع احد ان يسلبك شبر منها.. ورفعت كفيها تحتضنان بها وجهة...وقد تالم قلبها لرؤية الحزن فى عينية..فاقتربت من وجههة..!!. قائلة بدلال...هل استطيع ان اطلب منك شيئا نيك؟؟!!
ــ رفع يدة مداعبا خصلات شعرها الكثيف...ما تريدينة هو امر لامى...لا طلب...
ــ رفعت عيناها تنظر فى عيناة قائلة....ارقص معى....لقد ادرت احدى اسطواناتى المفضلة...واللتى وجدتها ضمن مجموعتك...فوق مشغل الاسطوانات....هل تراقصنى اذن نيك؟؟؟؟
ــ اقترب منها هامسا ..هل تتفضلين انتى بمراقصتى؟؟؟؟....واحتضنها يرقصان معا على نغمات احدى الاغنيات الفرنسية الحالمة.. وكأن قدميهما الحافيتين تلامسان سطح القمر...شعرت بالدفىء بين ذراعية القويتين والا هم من هذا كلة...شعرت بالسعادة والامان...انها تنتمى الية برغم كل ما بينهما من حزن...انها تحبة حتى اخر نقطة دم واخر نفس تسمح لها بة الحياة...انة حبيبها الوحيد..والاخير!!!!
افاقت من احلامها الهادئة على صوتة...!!.سمعتة يضحك بصوت خافت...فرفعت عيناها متسائلة ....
ــ قال لها وغمازتية الساحرتين تضحكان لها...احب هذة الاغنية كثيرا برغم انى لا اعرف معنى لكلماتها...فى الحقيقة انا لا افهم الفرنسية....ولكننى برغم ذلك احبها ولا ادرى سبب تعلقى بها!!!
ــ وقفت على اطراف اصابعها معانقة اياة عناقا قطع انفاسهما ...وابتعدت عنة تتامل وجهة الهادىء....ثم قالت بهمس.....انها تقول....
لااحتمل الفراق...لا استطيع نسيان تلك اليالى
قلبى مهما حدث ملك لك
وانت اكثر من يفهمنى
وان تحملت فراقى يوما
ستظل فى قلبى دائما....دائما...الى الابد!!!!
ضحكت برقة قائلة..انا افهم الفرنسية جيدا...كما اخبرتك ..هى من اكثر الاغنيات قربا لقلبى....
ــ حرك راسة بحيرة قائلا...اثينا؟؟...اما لسحرك من نهاية؟؟!!.. ابتسم لها بمكر...لقد اخترت احدى الوانى المفضلة لكى ترتدية الليلة.... ولقد تجاوزت الان الساعة الثالثة....هل انت متعبة....هل تريدين النوم؟؟!!
ــ حركت راسها قائلة بهمس...لا نيكولا..لست متعبة..ولا انت كذلك!!
ــ امسك بيدها يجذبها نحو غرفة النوم..فاوقفتة قائلة بخبث....لم اعد اعتاد السير وانت معى....احملنى الى غرفتنا نيك...اضافت متوسلة....ارجوك!!!
اقترب منها حاملا اياها بين ذراعية..مزمجرا..اممم...لقد دللتك كثيرا نمرتى...وها انا اتحمل عواقب فعلتى!!!
ــ ضحكت بمرح ودلال..تخفى وجهها فى عنقة...تحرك قدميها كطفلة صغيرة!!
دلفا معا الى غرفة نومهما....يدس فى خصلات شعرها وجهة متنفسا عبيرها الساحر......
اوة...حبيبى...لقد اشتقت اليك كثيرا!!!
نظرت لامار بدهشة للمراة التى دخلت الى غرفة الطعام فى الصباح بجراة شديدة..بل ترى انها وقاحة شديدة..
وهم يجلسون جميعا على مائدة الافطار وقد انضمت ونيكولا الى فرانشيسكا على الافطار كما وعدتها بالامس..
ــ اقتربت المراة نحو نيكولا قائلة بسعادة..عندما علمت بقدومك لم استطيع الانتظار حتى الاحتفال..بل فضلت المجىء قبلة لرؤيتك...
ــ وقف نيكولا مبتسما يفتح ذراعية محتضنا اياها...اوة...لورين..!!!...عزيزتى..كم اشتقت اليك انا ايضا...؟؟
اجلسى لتناول الافطار معنا...
ــ جلست المراة بجانب السنيورة فرانشى ببساطة..وكانها معتادة على الامر..وعلى تواجدها بينهم....ابتسمت بخبث قائلة...الن تقدمنى الى عروسك نيك؟؟؟
ــ قال نيكولا بارتباك..اوة..المعذرة ..لامى؟؟...اقدم لك لورين...جارتنا...مزرعتهم تبدأ عند نهاية حدود مزرعتنا...والدها كان صديق والدى المقرب...وقد تربت معنا انا وانطــ...انا...وابن خالتى الراحل...!!!
ـــ قالت لورين باسى تحرك راسها..نعم كانت اياما سعيدة نيك اليس كذلك....اوة..اسفة...حين ارى نيك..انسى اداب اللياقة..اومات للامار براسها قائلة بتصنع...سعدت بمعرفتك لامار...ارجو ان نكون صديقتين؟؟؟
ــ نظرت لامار نحو المراة المقتحمة التى ترتدى جينزا ضيقا يشبة ما ترتدية صوفيا...وقميصا عارى الاكمام بالوان زاهية ضيق عند الصدر...وقد ربطت شعرها لاعلى على شكل ذيل حصان...
ان ملامحها عادية..ولكنها جذابة...لا تمتلك الفتنة كامراة..ولكن يبدو عليها وبوضوح انها تمتلك الذكاء ..الذى يساعدها على اظهار القليل مما تمتلكة من جمال ..بشكل اوضح واقوى!!..بجانب ثقتها الشديدة بنفسها..
اومات براسها وابتسامة باردة تعلو شفتيها الجميلتين...انا ايضا سعيدة بلقائك لورين...وتشرفنى صداقتك...
ــ قالت فرانشى بثقة...اننى اعتبر لورين ابنة لى...لقد كانت تقضى معظم اوقاتها معنا هنا فى المزرعة...لم تكن تعود لبيتها الا وقت النوم...كانت تلازم نيكولا دائما كظلة...!!!
ــ قال نيكولا مغيظا لورين..نعم ..فرانشى..حتى انى كنت ادفعها بعنف..حتى تبتعد عنى...قال مقهقها..كانت حينها تشبة الصبيان..شقية عنيدة...
ــ قالت لورين بغنج..كان هذا فيما مضى..انا الان اصبحت امراة نيك...الا يظهر ذلك على...واشارت بيدها نحو جسدها الرشيق الانثوى...
ــ قطع حديثهم دخول صوفيا الصاخب لغرفة الطعام تجر خلفها ستيف من يدة مسرعة صائحة....
هيا ستيف..اسرع ارجوك..لقد تاخرنا ....وحين دلفت الى الغرفة..قالت بمرح...اوة..انا اسفة..لقد تاخرت فى النوم..
ان نومى ثقيل جدا..ولا تستطيع ايقاذى طبول الحرب نفسها...اكملت حديثها وهى تجر احدى الكراسى بصوت مزعج..مقتربة من ستيف حتى كادت تلتصق بة...بامكان لامار ان تحكى لكم كم عانت معى...من جراء نومى الثقيل هذا...خاصة حين اكون مرهقة..مثل الامس...اوة نسيت...صباح الخير جمعيا..اهلا سنيورة فرانشى لقد تقابلنا فى الحفل...هل تذكريننى..انا المشاغبة.. صوفيا...ابنة عم لامار...
ــ ابتسمت المراة رغما عنها من صخبها...نعم عزيزتى اذكرك بالطبع...لقد رايتك ايضا البارحة حين وصلتم...
ارجو الا يكون ستيف قد اوقعك ...والا تكونى اصبت ببعض الكدمات..
ــ قالت صوفيا بمرح..لا لا..انا بخير ...جيد انة قام بعمل تدريب على يوم الزفاف...والتفتت نحو ستيف قائلة بمكر..انك تحتاج للكثير من التدريب حبيبى..لتصل للمستوى المطلوب...ولم تمهلة الاجابة بل التفتت نحو لورين متسائلة...الن تقدمنى لضيفتكم نيكولا...
ــ قال نيكولا مقهقها..اذا اعطيتنى الفرصة صوفى؟؟..سوف اعرفك بها...وانتظر لثانية يترقبها لتبدأ بالكلام..ولكنها
ظلت صامتة..فقال..حسنا جدا..اذن تريدين ان تتعرفى اليها..هى لورين جارتنا وصديقة طفولتى...
ــ قالت صوفيا بخبث..امم..دائما تحيط نفسك بالنساء الجميلات ..حتى منذ طفولتك...كم انت شقى نيكولا..لقد سررت بمعرفتك لورين...واود ان اعلمك بمدى اعجابى بذوقك فى الثياب..انة يشبة ذوقى الى حد كبير...
ــ قالت لورين ببساطة..بل انا من تشرفت بك..اشعر باننا سنتفق جيدا صوفى...
ــ قالت صوفيا وهى ترتشف من فنجانها الشاى..نعم..بالتاكيد عزيزتى...
ــ قال ستيفن بعد ان صمت الجميع منهمكون بتناول الطعام..متى سيبدا الاحتفال...؟؟؟
ــ قال نيكولا باهتمام..امامنا ساعتين للاستعداد..سيبدا فى العاشرة...والتفت نحو لامار يسالها..ارجو ان تنتهى بسرعة من الطعام حبيبتى حتى يتسنى لنا الوقت لبعض الراحة والاستعداد...قبل الاحتفال!!!
ــ نظرت الية لامار قائلة برقة..وقد برقت فى ذهنها فكرة طائشة...رفت منديل المائدة تمسح شفتيها بشكل مغرى ثم التفتت نحو لورين قائلة بمكر...فى الحقيقة لقد اكتفيت من الطعام حبيبى..وعادت لتلتفت الية مرة اخرى قائلة بدلال...
بامكاننا الذهاب الان لغرفتنا اذا شئت..والتفتت نحو لورين عند تفوهها بكلمتها الاخيرة متشدقة بكل حرف فيها..
وقد لمحت بطرف عيناها ابتسامة صوفى المتسلية وستيف الهادئة باديا علية عدم الانتباة...ثم نظرات فرانشى الساخطة ..واخيرا الكارثة الكبرى..
ابتسامة غامضة المعنى على وجة زوجها العزيز ثم انعقاد حاجبية بمكر وخبث....حينها فقط شعرت بمدى سخافة ما فعلتة والكارثة التى اوقعت نفسها فيها!!!
..قالت فى نفسها..اللعنة...كلما افتربت منة احدى النساء..اتصرف كالبلهاء...غبية!!!..وكتمت انفاسها منتظرة رد فعل زوجها على تلك الدعوة الوقحة امام الناس...لكنها لن تجرؤ على التفات نحوة...
ــ وجدتة يقول ببساطة ..حسنا حبيبتى..هيا بنا الان..ونظر نحو الجميع قائلا بمكر..اعتذر لكم جميعا لعدم بقائنا..كما تعرفون ..اننا فى شهر العسل..وواضح كم لا تقوى زوجتى على الافتراق عنى ولو للحظات..وانحنى ممسكا بيدها ملثما اياها بوقاحة..وجذبها فجاة مجبرا اياها على الوقوف..قائلا..باذنكم..وجرها بسرعة من ذراعها خلفة...دون ان تجرؤ هى على التفوة بكلمة...
قالت لنفسها بحنق..يالك من غبية..انت من سببت هذة الاهانة لنفسك...دائما تجلبين على نفسك المتاعب!!!!
وظل نيكولا ممسكا بيدها بحزم يجرها خلفة دون ان يلتفت نحوها..حتى حين كانا يصعدان درجات السلم الرخامى
لم يستجب لتوسلاتها المكتومة فى ان يقلل من سرعة خطواتة ..حتى تستطيع اللحاق بة وهو متجة نحو غرفة نومهما!!!!!
دخل نيكولا لغرفة النوم دافعا اياها امامة ثم اغلق الباب من خلفة.....
نظر اليها نظرة مبهمة مقتربا منها بهدوء مخيف....كانت تقف مستندة على حافة السرير الخشبية ودقات قلبها العالية تكاد تصم اذنيها...فكرت ان هى بدات بالهجوم ..ربما!!..تستطيع تفادى كلمات التقريع التى تنتظر ان يهينها بها...
ـ قالت بصوت عالى بارد محاولة اخفاء الرعشة فى صوتها...كيف تجرؤ على ان تجرنى خلفك كالعبيد...انك حتى لم تترك لى الفرصة لكى اسير بشكل طبيعى ..لقد كدت ان اقع...انت همجى متوحش!!!!
ـ رفع نيكولا راسة بتحدى قائلا بسخرية...لا لا لا...لا يا عزيزتى..لن تفلتى بصوتك العالى...ثم ..الم يكن ذلك ما اردتي...لقد فعلت فقط ما كنت تتوسليننى لكى افعلة امام الجميع!!!
وها انا جئت بك لغرفة النوم لاحقق مطلبك..هز راسة بتهكم...ما الذى توقعتية بعد هذا العرض الساخن من المشاعر...واقترب منهابخطوات بطيئة...ينظر لعيناها بتحدى...
ـ حاولت التراجع الى الخلف والاحمرار يعلو وجنتيها...لكنها لم تنجح ..بل زادت من ضعف موقفها امامة واصبحت سجينة بينة وبين حافة السرير...انا..انا لم اطلب شيئا!!...انهافقط تلك..تلك المراة...لقد اوشكت ان ترمى بنفسها بين ذراعيك دون مراعاة لوجودى...
ـ قال بنبرة خطرة..امم..فقررت انت ان ترمى بنفسك بين ذراعى قبل ان تنجح هى بذلك...جيد...احبك مشتعلة دائما لاجلى...حتى انى الاحظ دائما كلما كانت هناك امراة بقربى تخرج منك النمرة المتوحشة لتفترس بمخالبها الحادة...الضحية المسكينة!!!...ما الامر لامى..هل اشتم هنا رائحة للغيرة؟؟؟؟
ـ قالت بحنق..لا..لا.. انك لا تشتم هنا سوى رائحة غرورك اللعين..انا لا اشعر باية غيرة..سوى غيرة على كرامتى وكبريائى..لا احتمل ان يعاملنى احد كانى غير موجودة..لذا كان على ان اوضح لتلك السخيفة..اننى...اننى...انك...اوة..لا ادرى..لقد فعلت ما شعرت ان على فعلة..هزت راسها بعناد..فقط ولا شىء اخر...
ـ دفعها برفق فوقعت فوق السرير...ورمى بنفسة جانبها متكىء على مرفقة...اذن لامى لم تكونى تريديننى كما اعتقدت...قال متهكما...اوة..لقد جرحت مشاعرى الرقيقة...الا تريدين هذا حقا لامى...وقطع انفاسها بعناق طويل رقيق ثم ابتعد عنها وانفاسها المضطربة تلفح وجههة...امم..نعم يبدو عليك فعلا ..عدم الرغبة..
ـ قالت من بين اسنانها بغيظ تحاول السيطرة على الانفعال الذى فجرة عناقة الحار..كما اخبرتك..نعم لا اريد.!!
ـ قال متصنعا الامبالاة.. حسنا..بامكانك النهوض الان للاستعداد..ان الحفل سيبدا خلال ساعة من الان...
ـ قالت وقد امتلات نفسها بالاحباط لابتعادة عنها..ضاربة قبضتها على غطاء السرير بغيظ..لن اذهب لاى مكان..سابقى هنا..!!
ـ التفت اليها مبتسما بتسلية...حسنا..سوف اخلع ملابسى اذن..رفعت حاجبيها بدهشة مترقبة...واكمل بمكر..وارتدى ملابس الاحتفال...اوة..وبالمناسبة..ستاتين انت ايضا شئت ام ابيت..ان جميع المزارعين والعمال ..يتوقعون حضورك اليوم...لن اسمح لك باحراجى..
ـ قالت باصرار وعناد..وهى ما تزال مستلقية...لن اتى...لا املك شيئا مناسبا لارتدائة...
ـ امسك بكيس القماش من فوق طاولة الزينة وقد تذكرتة لامار..انة الكيس التى رمت بة الية العجوز مارجريتا بالامس!!...اقترب منها بمكر قائلا..وهو يجلس بجانبها..انظرى لامى...وفتح الكيس مخرجا منة ثوبا مزركشا بالوان صاخبة..تنورتة واسعة..تصل لاسفل ركبتيها بقليل..واسع الصدر بحمالتين من قماش الدانتيل المكشكش..
ـ فتحت لامار عيناها باعجاب قائلة..انة رائع..هل سارتدية اليوم فى الاحتفال؟؟!!
ـ قال نيكولا مبتسما بسعادة..بالطبع عزيزتى ..ومن غيرك يستحق ان يرتدية؟؟..لقد صنعتة مارجريتا خصيصا لك!!..هل ستاتين معى الان..!!!
ـ نهضت لامار بسعادة ممسكة بالثوب كطفلة صغيرة..نعم..نعم ساتى..بالطبع..اريد ان ارتدية وبشدة!!
ـ قهقه ضاحكا بصوت عالى وامسك بوجهها بين يدية قائلا..احبــ..احب ان اراك بكل حالاتك الانفعالية
احيانا طفلة!!..واقترب هامسا..واحيانا اخرى نمرة!!..وابتعد بسرعة قائلا..والان هيا..والا لن استطيع السيطرة على نفسى اكثر من ذلك..ربما حينها يفوتنا الاحتفال...وتذوق اولى قطرات عصير الكروم..!!!!!

 
 

 

عرض البوم صور مايا مختار  
قديم 16-06-08, 01:46 PM   المشاركة رقم: 132
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
الغائبة الحاضرة


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77589
المشاركات: 3,125
الجنس أنثى
معدل التقييم: مايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 972

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مايا مختار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مايا مختار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ــــــــــــــــــ الفصل الثانى عشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

لقد فهمت الان ما الذى كان يقصدة بضرورة تواجدها برفقتة لتذوق اولى قطرات العصير!!...حين خرجت معة سيرا على الاقدام حتى وصلا الى مساحة واسعة من الارض وقد خصصت لتجميع صناديق العناقيد المقطوفة...ووجدت عندها...الجميع..!!!
جميع من شاهدتهم بالامس فى استقبالها..ولكن الظلام وبرغم وجود المشاعل..اخفى اعدادهم الهائلة..
يرتدون ملابس كالتى ارتداها كل من نيكولا وستيف!!...مؤلفة من بنطال اسود ضيق وحذاء عالى..مع قميص ابيض باكمام واسعة..تضيقة الاساور عند مفصل اليد...
حتى النساء كبيرات فى السن او فتيات صغيرات..قد ارتدين اثوابا تشبة الثوب الذى ارتدتة هى..والتى وجدت صوفيا ايضا ترتدى مثلة...مع الاختلاف!!..فصوفيا قد قررت تحويلة لما يناسب ذوقها فى الملابس..ولذلك قامت بقصة ليصل حتى اعلى ركبتيها..ببوصتين...!!!
كان الجميع سعداء..الرجال يقومون برمى عناقيد الكروم المقطوفة بداخل بوتقة كبيرة من الخشب السميك على شكل دائرة تكفى لوقوف عشرة اشخاص..موضوع فوق قاعدة اسمنتية كبيرة تعلو فوق الارض بنصف متر...
وعلى جوانبها الاربعة..يخرج من فتحات فى البوتقة مجموعة من الانابيب البلاستيكية...تصب جميعها فى حوض رفيع ملتف حول البوتقة الاسمنتية..وتتجمع لتصب كلها فى انبوب واحد....يصب فى برميل خشبى صغير.....!!
كانت تقف متاملة ما حولها بسعادة...قالت لنفسها...لقد بنى نيكولا مستعمرة خاصة بة...وكأنة حين يقف بينهم..حاكم لمقاطعتهم..مع الفارق...فالجميع هنا يكنون لة الحب..والاحترام..فقبل ان يحصل على حبهم...كسب احترامهم وتقديرهم
لن تنسى ابدا اى من التفاصيل الصغيرة التى راتها هنا...مهما كانت تافهة ...او غير مهمة...لن تنساها ابدا..ستظل محتفظة بها فى قلبها وعقلها ككنز ثمين!!!
ـ افاقت من افكارها على ذراع نيكولا تلتف حول كتفها بسعادة يقول...بالطبع تعلمين لامى اننى يونانى الاصل..لذلك ما سترينة الان هو عادة يونانية وقد اتيت بها من اليونان الى هنا...!!
ـ رفعت عيناها نحوة متسائلة...اى عادة تقصد نيكولا؟؟!!
ـ اشار بيدة نحو البوتقة العملاقة..انظرى...ستدخل الفتيات الان الى البوتقة المليئة بعناقيد الكروم الاحمر..ويقمن بالسير عليها بارجلهن...حتى يحولنها الى عصير!!..على خطوات راقصة مع نغمات الالات الموسيقية التى يمسك بها هؤلاء المزارعين الواقفين بجانب البوتقة...اترينهم؟؟؟
ـ اومات لامار براسها ..نعم اراهم..ولكن الا تملك معصرة حديثة لعصر الكروم...برغم كل ما تملكة من اراضى مزروعة؟؟..بالتاكيد تلك الطريقة غير عملية...بالنسبة للكميات الكبيرة التى سيكمل العمال حصدها؟؟!!
ـ نظر اليها قائلا باهتمام..نعم..معك حق..انا بالفعل املك احدى اكبر المصانع لعصر الكروم وتعبئتة..ولكننى احب دائما ان اجتمع بالمزارعين والعمال فى بداية الحصاد لنحتفل باولى قطرات الكروم المعصورة!!..
تستطيعين القول انها عادة ورثتها عن والدى..ونصر هنا دائما على القيام بها كل عام...ودائما ابدأ انا بتذوق اولى تلك القطرات..ولكن هذا العام سيكون مختلفا..لانك ستقومين بتذوقة معى!!!..هل فهمت الان لماذا اصررت على حضورك الاحتفال؟؟!!
ـ اومات براسها مبتسمة..نعم فهمت..وانا سعيدة لاننى لم اصر على راى فى عدم الحضور...اشكرك نيكولا على هذة الذكريات الرائعة التى ساحتفظ بها دائما فى ذاكرتى!!!
ـ قطب حاجبية مبتسما بحيرة..وهم بان يقول شيئا حتى سمع صوت انثوى ينادية بدلال..نيك؟؟!!...يبدو اننى اتيت متاخرة قليلا..هل وصلتما من وقت طويل؟؟
ـ التفت كل منهما نحوها ...راتها لامار تخطو بدلال وغنج نحوهما مرتدية احدى الاثواب التى تشبة ما يرتدية الجميع..وقد مشطت شعرها على شكل جديلتين على جانبى راسها..فبدت طفلة فاتنة شقية!!
وقفت على اطراف اصابعها مقبلة نيكولا على وجنتية ثم اومات براسها نحو لامار تحييها بلا مبالاة..
ـ قال نيكولا بلطف..هل تهيات للاحتفال لورين...هل تنوين المشاركة هذا العام فى عصر العناقيد؟؟!!
ـ قالت ترفع حاجبيها بمكر..اوة..بالطبع عزيزى..انا لا اسمح لاحد ان ياخذ مكانى ابدا فى بوتقتك الخشبية...!!..ليس بدون صراع!!..ودائما اكون انا الرابحة!!..وغمزت لة بعيناها ...
ـ اقتربت صوفى وهى تجر ستيف خلفها نحوهم صائحة...هيا ..سوف يبدأ الاحتفال...هل ستاتين لورين؟؟
ـ رفعت الفتاة رسها بغرور قائلة..بالطبع عزيزتى ساتى...انا لا استطيع ان افوت هذا الامر ابدا!!!
وقامت اصغرالشابات فى المزرعة بالصعود الى البوتقة بمساعدة الشباب من المزارعين بعد ان غسلن اقدامهن بمياة الجدول
الذى يتدفق فى وسط الارض المزروعة والتى علمت من نيكولا انة احدى تفرعات نهر سيرا...الموجود بكالابريا...!!
ثم تبعتها الفتيات الاخريات بالاضافة الى صوفيا ولورين.
بدات المقطوعات الموسيقية بطيئة ناعمة تتماشى مع خطوات الفتيات الهادئة..يرقصن ببطء ودلال..وبمرور الدقائق التالية بدات النغمات فى الاسراع والتصفيق يعلو من الجميع مع صفير الشباب المتحمس لرؤية الفتيات يرقصن بجموح واثارة...
كانت لورين وصوفيا رائعتين بخطواتهما السريعة الجريئة..
ـ حين سمعت لورين تنادى عليها بسخرية متهكمة....وهى ترفع طرفى تنورتها بيديها باغراء..ما الامر لامار..الن تنضمى الينا..يبدو ان السنيور قد اختار عروسا خجولة..لا تستطيع الرقص...وادارت لها ظهرها تعاود خطواتها المثيرة امام الجميع..
ـ نظرت اليها صوفى تميل راسها مفكرة ثم لمعت عيناها صائحة..بل ستاتى يا عزيزتى...والتفتت نحو لامار منادية...
هيا..هيا لامى..فلتريهم ما الذى تستطيعين فعلة هنا...!!!!
ـ انا فى كابوس!!...قالت لامار لنفسها وهى تحرك راسها بذهول محاولة ان تفيق نفسها من الرعب ...يا الهى..هل سيكون على دائما تحمل ثورات نسائة من حولى!!!...
تعلم جيدا انها تستطيع الرقص..لقد قامت والدتها بتعليمها بعض خطوات الرقص الشرقى الذى تشتهر بة تركيا..ولكنها مع ذلك لا تستطيع القيام بذلك اما الجميع...!!!
ـ نظر اليها نيكولا مبتسما بتسلية..ما الامر لامار..لم اعهدك جبانة..هل ستتركينها لتتغلب عليك...اين نمرتى الشرسة
لا لا... لن اسمح لك الان ان تحبسيها داخل القفص!!..هيا لامى...هيا...
ـ نظرت الية لامار بحنق وغيظ..اللعنة..انة يريد ان يرى نسائة يتبارين ليحصلن على رضاة...هزت راسها بحنق هامسة لة...اذهب للجحيم شهريار....واتجهت بخطوات ثابتة نحو جدول الماء ورفعت يديها معيدة شعرها للوراء..وقامت بغسل قدميها وحين همت بالالتفات..فوجئت بنيكولا وقد حملها من خصرها رافعا اياها يضعها داخل البوتقة..وغمازتية الساحرتين تبتسمان لها قائلا...حطميهم جميعا حبيبتى!!!...ورفع كفة يضربها برقة فوق مؤخرتها...دافعا اياها الى الامام...وابتسامتة تزداد اتساعا....!!
نظرت الية والاحمرار يعلو وجنتيها من الغيظ...كيف يجرؤ!!!...سأرية..بل ساريهم جميعا ما استطيع فعلة.
ورقصت......رقصت بكل الشغف والحب الذى تكنة لة..اظهرت شوقها الية فى كل خطوة تخطوها على نغمات الموسيقى الصاخبة..ترفع طرف ثوبها بدلال واغراء ..تمزج فى خطواتها بين الرقص الشرقى وخطوات الرقص اليونانى الملىء كبرياء وغرور...وتعالت اصوات التصفيق والصفير بجنون مع ازدياد حدة المنافسة بين الجميع...
ولكن لورين لم ترضخ ...بل بدات فى مواجهة لالمار بخطوات اكثر حدة متعمدة الاصطدام بها..ومحاولة ايقاعها وسط العناقيد..لكن لامار استطاعت تفاديها اكثر من مرة..وتحولت البوتقة لساحة من القتال المشتعل ....مما جعل لامار تتعثر فى خطواتها...ولكنها احتفظت بقناع البرود واللامبالة...وبنظرة متهكمة...!!!
ـ اقتربت صوفى من لامار قائلة بهمس...ان هذة الفتاة لا تريد ان تتوقف عن تلك الحماقة..ستفسد الحفل ...ثم غمزت لها بعينها قائلة..لقد مللت من افعالها...استفيدى مما سافعلة....
وزادت صوفى من صخب خطواتها مبعدة جميع الفتيات عن طريقها .مقتربة من لورين ترقص حولها بسرعة وجنون مع محاولة الاخيرة مجاراتها ..ولكنها....وجدت نفسها تسقط على وجهها امام قدمى لامار..التى اصتنعت عدم الانتباة لما حدث .. رغم ذلك لم يتوقف التصفيق والصفير...بل تعالت الصيحات ..وازدادت الخطوات سرعة ...وخاصة ان الامور عادت للمرح بانسحاب لورين المهين امام الجميع..وعودتها نحو القصر بخطوات غاضبة حانقة....
امتلات اجساد الفتيات بقطرات العصير فوق بشرتهن العارية وتلطخت الاثواب باللون الاحمر ...ومع اخر ضربة للامار بقدميها وسط العناقيد وانفاسها المتلاحقة تجعل صدرها يعلو ويهبط من الاجهاد.......سقطت اولى قطرات العصير من الانابيب البلاستيكية فى البرميل الخشبى....وتعالت الهتافات والتصفيق الحار مشيدة بالعروس القوية التى اسالت بقدميها اولى قطرات الكروم الاحمر....
اقترب احد الشباب من البرميل وملا منة كوبا صغيرا واتجة نحو نيكولا معطيا اياة فاخذة الاخير منة واتجة للبوتقة ورفع يدية مشيرا للامار التى اقتربت منة هى الاخرى وسمحت لة بحملها من خصرها بذراع واحدة ..وعلى وجههة ابتسامة واسعة ممتلئة بالاعجاب والتقدير ...ثم قرب شفتية منها هامسا...لقد حطمتهم جميعا يا نمرتى المشتعلة!!!!
ثم قرب من شفتيها الكوب لترتشف منة اولى قطرات العناقيد الحمراء...ورمى بعدها بالكوب لاحد المزارعين ليحملها بكلتا يدية مبتعدا بها نحو القصر مع علو اصوات الاستحسان من حولها والصفير والتصفيق.....
ـ قالت لامار بحيرة وهما متجهين نحو غرفتهما يحملها فوق ذراعية كالريشة...مهلا نيكولا..انك..انك لم تتذوق العصير بعد!!!
ـ انزلها برفق فوق السجادة السميكة.. قائلا بابتسامة ماكرة...لا عزيزتى..بل ساتذوقة..ورفع ابهامة يمسح احدى قطرات العصير عن شفتيها!!!.....ولكن............بطريقتى !!!!!!!!
**************************************
انها لا تصدق كيف تمر الايام سريعا هنا فى المزرعة....لقد مر اسبوع على وصولهم..وكانة ساعات قليلة...انها تعيش اسعد ايام حياتها برفقتة!!!
تلازمة ليل نهار..وذلك بناء على رغبتة هو..حتى بعد رحيل صوفيا وستيف المفاجىء منذ يومين لاسباب طارئة فى العمل لدى ستيف...لم تشعر بلحظة وحدة او غربة واحدة عن المكان!!!!
انها تذهب معة حين يمر على الاراضى المزروعة..او فى تفقد مراحل الحصاد التى تسير الان على قدم وساق....وقد علمها امتطاء الخيل..ولكنها ليست متمكنة منها تماما... لتستطيع ان تركض مسافات طويلة بفرستها الجميلة التى اسماها اثينا!!!!!
لقد اهداها احدى اجمل الخيول العربية التى يمتلكها...فرسة بيضاء رمادية....رائعة...اخبرها انها تذكرة بها كلما وقعت عيناة عليها...فهى فرسة هادئة فى بعض الاحيان..وحين تنطلق ويترك لها العنان فهى ثائرة جامحة....وحين اخبرتة بخوفها من امتطاء فرسة لها تلك الصفات ضحك يومها قائلا....
ـ يجب ان تعلمى انها مثلك تماما..لذلك انا لا اراها خطرة...هى فقط...لا تحب القيود...وانا لا اقيدها ابدا!!!!!!
مما زاد من استمتاعها برفقتة ايضا انها حتى الان لم تقابل خالتة الانادرا فى مناسبات قليلة.. وهو الامر الذى افزعها من البداية حين علمت بوجودها ....ولم تكن المراة تتكلم كثيرا فى تلك اللقاءات لما تشعر بة من ضعف...بسبب صحتها المعتلة...ولكنها لا تنكر النظرات الغريبة التى كانت ترمقها بها للحظات...تبدو لها كالدهر...دون ان تتفوة بكلمة..وكانها تبحث فى ملامحها عن شىء ضائع...او تترقب حدوث شىء هام تنتظرة بفارغ الصبر!!!!
ولكنها حاولت جاهدة الا تجعل تلك اللقاءات العابرة تعكر عليها صفو ايامها السعيدة برفقة زوجها الحبيب...والتى لم تجد منة حتى الان ما يقلقها او يزعجها منة..بل انة ولدهشتها لا يتوانى ابدا عن القيام باى عمل كبيرا كان او صغيرا لكى يرسم البسمة على شفتيها ...ويؤكد من شعورها بالامان والسعادة بقربة!!!!
حتى انها اصبحت تنسى فى بعض الاحيان...الغموض الذى كان يغلف علاقتهم والاسرار المبهمة التى لا تدرى سببا لها..كاتهامها مثلا من قبل امة وخالتة بانها سببا من اسباب مصرع انطونى....والتى لا تجد لة حتى الان اى مبرر منطقى!!..
بل يجب ان تعترف ان قبل العشرين يوما الماضية منذ ان قابلتة لاتذكر اياما كانت فيها بتلك السعادة ...انة يهبها فى كل لحظة مزيجا رائعا من مشاعر الحب والاهتمام والامان...نعم..يجب ان تكون صريحة امام نفسها..انها تشعر معة بالامان لا الخوف مثل ما كانت تعتقد انها ستشعر حين تعيش معة .....
ربما بامكانها ان تنسى ما سمعتة فى المكالمة التى تمت بينة وبين والدتة...انة لم يفعل شيئا حتى الان يعطيها احساس بالقلق وعدم الاطمئنان...
بل والاغرب من ذلك انة اخبرها ان بامكانها ان تبدا العمل بعد ان تنتهى مهلة الشهر الذى طلبة منها...لقد وفى بوعدة لها
واخبرها ان شركتها اوشكت على البدء بخطة العمل الجديدة!!!!..حتى انة لم يتحدث بامر حدوث حمل للان...لم يسالها؟؟!!
ما الذى تريدة اى امراة اكثر من ذلك...زوج رائع يشعرها بانها ملكة فى كل لحظة...يعطيها الامان والاهتمام...اخرجها من هوة عميقة كانت ستبتلعها ...الافلاس والفضيحة...الضياع!!!!
لقد قررت ان تنسى كل ما سمعتة تلك الليلة...ربما لم يكن الحديث عنها...ربما كان الامر التباس من البداية...بالتاكيد قد فهمت ما عرفتة بشكل خاطىء...انطونى ابن خالتة!!...لا يوجد شىء غريب فى الامر....مصادفة..مجرد مصادفة...الانتقام والحادث...قدر لا اكثر ولا اقل...وبالتاكيد هى ليست الفتاة المعنية ...اذن كل شىء على ما يرام..هى متاكدة من ذلك...
لا يمكن لرجل ابدا ان يستطيع اخفاء حقيقة مشاعرة فى كل ثانية وكل دقيقة...لا يمكن ان يخدعها قلبها بما تشعر بة حين تكون بين ذراعية كل ليلة..لا يستطيع ان يمثل ايضا فى لحظات كهذة...انة مع كل نفس وكل لمسة يشعرها بحبة..برغم عدم قولة لتلك الكلمة صراحة!!!!
لا باس..سيقولها يوما ما...انها متاكدة من ذلك..وسيكون هذا اليوم قريبا جدا..انها تشعر بذلك وبشدة...تشعر احيانا انها ستفلت من بين شفتية..رغما عنة..ستكون صبورة للنهاية..حتى تحصل منة على هذا الاعتراف الرائع..وستحصل علية!!!
ـ رفعت سحاب حذائها الجلدى العالى الخاص بركوب الخيل...كانت ترتدى ملابس الركوب جالسة فوق المقعد بجانب سريرها وقد عقصت شعرها كذيل الحصان...قالت لنفسها..لقد اصبح الجو حار هذة الايام!!!..ان الصيف يعلن عن قدومة
سريعا هذا العام...تحمد اللة على وجود الالات الحديثة المبردة للهواء...لولاها لم يكن الجو ليحتمل هنا بالمزرعة...
ـ خرج نيكولا من باب الحمام مبتسما بنشاط...هل انت جاهزة عزيزتى؟؟؟
ـ رفعت الية عيناها بسعادة تجيبة...نعم نيك ..انا جاهزة...هل اخبرتهم ان يجهزوا اثينا لكى اركبها؟؟!!
ـ اقترب منها ممسكا بيدها مرغما اياها على الوقوف ثم احتضن خصرها بحب قائلا...يبدو انك اصبحت تحبينها كثيرا..الا تريدين ان تجربى فرسة اخرى...تعلمين اننى املك عدة خيول غيرها...وربما اكثر هدؤا منها...هل تحبين ان اغيرها لك ؟؟؟
ـ قالت عاقدة حاجبيها ..اوة..لا نيك..ارجوك..انها فرستى ولن اركب غيرها...فى الحقيقة اصبحت احبها فعلا..بل وانتظر وقت ركوبها بفارغ الصبر!!!!
ـ اقترب منها طابعا قبلة سريعة على شفتيها قائلا...حسنا..هيا بنا..لا اريد ان نتاخر اليوم...اريد ان انتهى من جولتى على الارض سريعا...ثم نذهب سويا فى نزهة طويلة حتى حدود المزرعة داخل الغابة المحيطة بنا...انا متاكد من انها ستعجبك ....المناظر رائعة هناك....وانا لم يكن لدى الوقت الايام الماضية لكى اصحبك اليها....
اخبرت نفسها اثناء سيرهم مقتربين من دخول الغابة المحيطة بالارض المزروعة..انها بالفعل بقعة ساحرة من العالم...لم تكن تعلم ان جنوب ايطاليا بة محميات طبيعية رائعة مثل التى تراها الان..اشجار الصنوبر الكثيفة العالية...زهرات النرجس المنتشرة فى كل مكان...يعبق الهواء بعطرها الساحر...والاروع من هذا كلة...جداول المياة المتفرعة فى كل اتجاة...ورذاذها المنعش.....لقد قام بالفعل حين انتهى من الجولة ...باصطحابها الى حدود الغابة...دائما يفى بوعدة...!!!!
ـ اقترب يسير جانبها بفرسة الاسود...الى اين ذهبت لامى..دائما اراك شاردة..فيم تفكرين الان؟؟؟
ـ ابتسمت لة بحب معترفة...افكر فيك نيكولا!!
ـ عقد حاجبية بشك..ما الذى فعلتة هذة المرة...دائما تفكرين بى...حين افعل ما يزعجك..او تخططين انت لازعاجى..اى منهما هو الصحيح؟؟!!
ـ قالت بدلال...اوة..لا تكن ظالما..افكر فيك احيانا بعيدا عن المشاكل والازعاج...وهذة احدى المرات...
ـ رفع حاجبية دهشة..لا يمكن...ايعقل ان تكون افكارك مثل افكارى عنك طوال الوقت....افكارا!!!!....امممم..لذيذة!!! ايعقل؟؟
ـ رفعت يدها محذرة وعيناها ضاحكتين...اوة..نيكولا كريستيانو...من فضلك كن مهذبا..ان افكارى بعيدة تماما..عن ان تكون مشابهة لافكارك...
ـ قال مداعبا...متزمتة...لقد تزوجت امراة متزمتة....حسنا سنيورة كريستيانو..فيم كنت تفكرين...و..وبعيدا عن افكارى الغير مهذبة؟؟؟؟؟
ـ كنت افكر كم ان قربى منك يجعلنى سعيدة..ونظرت لما حولها مشيرة ....بل كل ما حولى يجعلنى سعيدة....انة تاثيرك نيكولا على كل ما يتصل بك..فيتحول لشىء جميل..اصبحت مشاعرى انا ايضا شىء جميل!!!!!
ـ توقف نيكولا عن السير ونظر اليها فى صمت دون ان يجيب....وبادلتة هى الاخرى نظراتة الصامتة...ان مشاعرها اصبحت تخونها كثيرا امامة هذة الايام....وهاهى تخونها الان وتوشك على الاعتراف لة بالحب....قال بعد صمت طويل..
لامار..انا؟؟؟...لقد فاجأتنى....هل حقا انت سعيدة معى...هل ما سمعتة حقيقة...الم يعد هناك غضب او حقد...هل هدأت ثورتك على اخيرا!!!!...لا اصدق حقا!!!!
ـ سارت بفرسها هاربة من حصار عينية لها...وحاولت الابتعاد..فاسرع اليها وامسك بلجام فرسها عاقدا حاجبية يسالها..لماذا تهربين منى الان لامى....لا يعقل لامراة لديها تلك الشجاعة ان تكون جبانة فى مواجهة حقيقة مشاعرها...!!
ـ قالت بصوت مبحوح متهربة من الاجابة...اخبرنى نيك..لماذا اخترت هذة الارض لتزرع فيها عناقيد الكروم؟؟؟؟
ـ حرك راسة بياس ..تهربين لامى..مازلت تهربين...حسنا...ساخبرك لماذا اخترت تلك الارض...اخترتها لانها ارض خصبة غنية...ان نهر سيرا تسير جداولة بتفرعات عديدة داخلها...لذا فمصدر الماء متوفر...وكذلك الغابات المحيطة بارضى..اذن الحماية والامان متوفران ايضا....احب ان احمى ما يخصنى...واوفر الامان لمن حولى....حتى اصغر المزارعين عندى...يهمنى ان يشعر بالامان فى العمل معى....والان هل تكفيك تلك الاجابة؟؟؟؟
ـ اومات له براسها دون ان ترد....
ـ استدرك قائلا..والان جاء دورى لكى اسالك انا....الم يعد فى قلبك شىء من الماضى...هل تحررت من اشباحك القديمة...ولكى اكون صريحا واكثر وضوحا...هل انتهى حبك لانطونى ....ام مازلت تكنين لة مشاعرا بقلبك؟؟؟؟
ـ نظرت الية بذهول..انها لا تصدق..هل كان يعتقد كل هذا الوقت انها مازالت تحب انطونى...هل هذا ما كان يمنعة من الاعتراف بحبة لها....حركت راسها غير مصدقة....نيكولا...لا يمكن ان تعتقد اننى مازلت احبة ...ليس بعد كل ما جرى بيننا....لا..لا نيكولا..انا لم يعد فى قلبى مكان سوى لشخص واحد فقط....شخص كلما كنت بقربة اشعر انى احلق فى السماء...شخص اكسبنى احترامة قبل حبة...اتعلم من هو نيكولا انة.....
ـ قطع اعترافها بلمسة من اناملة فوق شفتيها....واقترب منها بفرسة حتى استطاع ان يطبع قبلة صغيرة فوق شامتها!!
ثم رفع عيناة ينظر لعيناها قائلا..وصوتة متهدج مختنق بمشاعرة ..يبدو اننى احلم..لا اصدق ما اسمعة...اخيرا..اخيرا لامار..ولكن...لا.....بل انا لامارمن يريد ان يعترف...لامار ..انا....
وفجاة ظهر ثعبان كبير امام فرستها اثينا مما جعلها ترتعب وترفع حافريها الاماميين لاعلى...ثم....تطلق ساقيها للريح...
لم تستطيع لامار استيعاب ما حدث فى الثوانى التى تلت ...كل ما شعرت بة هو ...السرعة الرهيبة التى ركضت بها الفرس..حتى ان نيكولا لمحتة يحاول اللحاق بها من بعيد..ولكنة لم ينجح فى الاقتراب منها كفاية..ليستطيع ايقافها!!!
لذلك لم يبقى لها سوى ان تتمسك بلجام فرسها قدر ما استطاعت...ولكن حتى ذلك لم يكن كافيا...تعلم جيدا انها لم تعتد بعد الركوب بهذة السرعة ..وبدات تشعر بفقدها السيطرة على وضعها فوق الفرس..والفرسة غير عابئة بشىء سوى الهروب من ما راتة تحت قدميها...شعرت بانها على وشك السقوط..ودب الياس فى اوصالها من احتمال النجاة...وبالفعل....تعثرت الفرس اثناء ركضها من احدى الاغصان التى اعترضت طريقها...مما اوقعها..واوقع معها لامار..التى اصبحت تحتها فى مشهد رهيب...لا تذكر منة سوى نيكولا وهو يقفز من فوق فرسة...صائحا برعب....
ـ يا الهى...لا...لا...لامار...حبيبتى...واقترب منها وعيناة يملأهما الرعب والخوف...يرفع راسها بحرص ليريحها فوق صدرة..وقد جلس يسالها منتحبا...حبيبتى...حبيبتى...هل انت بخير لامار...ارجوك...اجيبينى....
ـ وهى تشعر بالظلام يزحف لعيناها ولا تقوى ان تريحة وتطمئنة....اصبحت الصور ضبابية....واصبح صوتة اتيا من بعيييييد....لامار...لا حبيبتى...ابقى معى...لا تغلقى عيناك...قاومى لامار...ارجوك حبيبتى...قاومى من اجلنا..ليس الان لامار....لاماااااا....وانقطع الصوت...صمت وهدوء...اغطية توضع فوقها...ووخزة فى ذراعها....وشعور لذيذ بالراحة...واختفاء الالم الرهيب الممتد لسائر انحاء جسدها....ثم اغلاقها لعيناها واستسلامها لنوم عميق!!!!!
ـ دخلت السنيورة فرانشى الى الغرفى وكان الظلام دامسا خارج النافذة...سالت نيكولا الجالس على مقعد بجوار السرير ويبدو علية الارهاق الشديد....كم مضى عليها نائمة نيك؟؟؟
ـ رفع راسة ينظر اليها بحزن...لقد مضى على نومها اثنى عشر ساعة...اعطاها الطبيب حقنة منومة ومسكنة...واخبرنى انها ستنام لوقت طويل...اعتقد انها على وشك الاستيقاظ الان....حرك راسة بحزن....لا اصدق ما حدث حتى الان...لقد كان حادثا رهيبا...تم كل شىء بسرعة..لم يكن لدى فرصة لانقاذها...امسك براسة قائلا بمرارة...انا السبب فرانشى..انا السبب...انا من اهديتها اثينا...ثم رفع راسة ينظر لوالدتة بغضب...لا..بل نحن جميعا السبب فى ما وصلت الية حالها...
لولا التقاليد اللعينة...والغضب الاعمى..ما حدث لها كل ذلك...نحن السبب فرانشى..نحن السبب!!!!
ـ اقتربت منة والدتة تضع يديها برفق فوق كتفة ..ارجوك نيك..لا تعذب نفسك بهذا الشكل..ان ما حدث لها شىء قدرى لا دخل لنا بة...
ـ نهض من مقعدة غاضبا..لا امى..تعلمين انك لا تقولين الحقيقة..اننا السبب ..رغم انها لا تعلم ذلك..ولم تكتشف حتى الان..الا انها كانت ستكتشف عاجلال ام اجلا..مخططكم!!!
ـ رفعت الام حاجبيها دهشة..مخططنا؟؟؟...ما الذى تقصدة...الست معنــ...اوة...لقد فهمت..حدث ما كنت اخشاة..انك..!!
ـ قاطعها بصوت مرير..نعم امى...حاولت اخبارك مرارا..ولكنك رفضت الاصغاء الى..كل ما كان يهمك..ولائك لفيورى...وكرامة العائلة...لم ينتبة اى منكم لمشاعرى...نعم امى اقولها لك الان ولست نادم على قولها...انا....
ـ قطع حديثة صوتها الضعيف و هى تحاول النهوض من فوق الوسادة..نيكولا؟؟؟...ما الامر.. وحاولت ان تفتح عيناها دون جدوى..نيكولا...اين انت؟؟؟...ما الذى حدث..اوة..اشعر بالم رهيب ودوار فى راسى!!!..
ـ اقترب منها بلهفة...اوة لامار...حبيبتى... حمدا للة...لقد كدت اجن...انا اسف حبيبتى..سامحينى....انا السبب!!
ـ نجحت فى ان تفتح عيناها..نظرت الية وقد وجدتة جالسا بجانبها ...ساعدها على النهوض وعدل من وضع الوسادة خلفها لتشعر بمزيد من الراحة...لدهشتها وجدت عيناة مغرورقتين بالدموع...قالت بصوت خافت..نيكولا؟؟؟انت تبكى...!!
ما الامر..انا لا استطيع ان افهم شيئا..ما الذى حدث...انا لا اذكر سوى نزهتنا معا فى الغابة..لا اذكر شيئا اخر...اخبرنى نيكولا...ارجوك..انا لا احتمل هذا الصمت والغموض...
ـ اقترب منها طابعا قبلة فوق جبينها..يهمس بصوت متهدج...خلت انى فقدتك لامى..لم اكن لاسامح نفسى ابدا!!
ـ سالتة بحيرة..ولكن لماذا نيكولا..ما الذى حدث؟؟؟!!
ـ احتضنها بلهفة ... ان الفرسة اللعينة فزعت من رؤية ثعبان تحت حوافرها...فركضت بسرعة وانت فوقها ولم استطيع اللحاق بها لكى انقذك...ثم تعثرت من احد الاغصان السميكة...فوقعت ووقعت معها....سسامحينى لامى...رغم انى لن اسامح نفسى ابدا!!!
ـ رفعت عيناها نحوة بسعادة..اوة..نيبكولا..انا لا الومك ابدا...بل اننى سعيدة لرؤية تلك اللهفة بعيناك...همت برفع اناملها لتمسح دموعة ...اوة..اشعر بالم رهيب فى انحاء جسدى..وقدماى تؤلمانى بشكل رهيب...!!!
ـ ربت على وجنتيها..لا باس لامى..لا تخافى..لقد طمأننى الطبيب..ان قدميك تؤلمانك من اثر سقوط الفرسة فوقك...لقد اصبتببعض الكدمات فقط..يجب ان نكون ممتنيين...انها معجزة..كان يمكن ان تكونى الان..اوة..لا داعى للافكار السلبية...تنهد بعمق..يكفى انى سمعت صوتك مرة اخرى...ستشفين خلال ايام قليلة...هناك ايضا بعض الرضوض و الكدمات فى جسدك..ستاخذ وقتها فى الشفاء...ولكن ستختفى مع الوقت..انت فقط بحاجة لوقت طويل من الراحة حبيبتى!!
ـ اقتربت منها السنيورة فرانشيسكا...انا سعيدة بنجاتك يا ابنتى...وقد ظهرت بعيناها نظرة متألمة...انا اسفة حقا لما حدث..اننى..اوة..لا ادرى..انة قدر غريب حقا..لا باس..ساترككما الان...استريحى قدر ما يمكنك..وستستعيدى عافيتك قريبا...لا تنسى..لقد امر الطبيب بملازمتك الفراش خمسة ايام على الاقل...وهمت بالخروج من الغرفة دون انتظار الرد..ثم التفتت نحوهما مرة اخرى قائلة..سوف ارسل كولينا اليكما بالعشاء...ونظرت لولدها بحنان ..تاكد من ان تاكل لامار جيدا..هى فى حاجة للتغذية..حتى تستعيد عافيتها..بأذنكما...!!
ـ حين اغلقت المراة الباب خلفها بهدوء التفت نيكولا يتاملها بلهفة..والان حبيبتى..هل تحسنت قليلا..ام مازال الالم قويا؟؟
ـ نظرت الية بدهشة..لا عليك نيكولا..لقد خرجت والدتك من الغرفة...لا داعى لكلمة حبيبتى..توقف عن التمثيل!!!
ـ اطرق نيكولا دون ان يجيبها..ثم رفع راسة ينظر اليها بحزم...لا لامى...بل انت حبيبتى...حبيبتى منذ زمن بعيد..وستظلين حبيبتى الى الابد!!!
ـ حركت راسها غير مصدقة..ما الذى تقصدة نيكولا...هل تحبنى..لا يمكن..لا اصدق...لا..انت تكذب..انها الشفقة لا الحب...لماذا اخترت هذا الوقت بالذات لتعترف لى بحبك..لا نيكولا..كن صريحا..انت تشفق على...لا باس..لا تقلق ..ساكون بخير كما قال الطبيب..لا تخف...انا لا انوى االموت الان..!!.يجب الا تشعر بتانيب الضمير..ان الحادث لم يكن لك اى دخل فى حدوثة..وانا لا الومك علية..لا داعى اذن لهذا الحديث!!
ـ قال بنفاذ صبر..اذن مازلت لا تريدين الاستماع الى...مازلت عنيدة...؟؟!!...لا باس لامار..ان الوقت غير مناسب الان..مازال ذهنك مشوش..ولم تتضح الصورة كاملة لك...تنسين ما اخبرتينى بة قبل الحادث؟؟؟...
ـ قالت بريبة..ما الذى اخبرتك بة نيكولا؟؟!!..انا لا اذكر انى اخبرتك شيئا..اضافت بقلق هاربة من عيناة..ام ترانى ؟؟!!..والتفتت نحوة ..اخبرنى نيك ما الذى اخبرتك بة..من فضلك لا تتركنى لهذة الحيرة..ورفعت يدها ممسكة براسها..اوة..لقد عاودنى الصداع...وبدأ الألم فى كل جسدى مرة اخرى!!!!
ـ احضر من فوق الطاولة الصغيرة بجانب السرير...حبة مسكنة للالم واجبرها على تناولها ...يجب ان ترتاحى الان..انة ليس الوقت المناسب لهذا الحديث..انت فى حاجة ايضا لبعض ساعات اخرى من النوم..واعدك حين تستيقظين ستشعرين بتحسن...وعندها....اعدك ان نتحدث مطولا...وساخبرك بما تريدين معرفتة....وانحنى ملثما جبينها بلطف...اعدك لامى...حين تستيقظين سيكون كل شىء على ما يرام...
ـ همت بان تقاطعة محتجة...ولكن !!..انا....اقترب منها قائلا بحزم....ليس الان لامى...ليس الان...اراك لاحقا...
ثم اطفأ نور الغرفة وهم باغلاق الباب خلفة حين عاد والتفت اليها...لا اعتقد انك جائعة...ساجعل كولينا تعيد الطعام وساحضرة لك بنفسى حين تستيقظين...ولم ينتظر جوابها وخرج مغلقا الباب خلفة....
ـ عاد النعاس اليهامرة اخرى ومع شعورها بالضعف استسلمت لة...وفى عيناها صورتة التى لم تفارقها منذ تركها...عيناة الدامعتين...وكلمة ...حبيبتى...قالت لنفسها قبل ان يغلبها النعاس...ترى...هل اتت اللحظة التى كنت فى انتظارها...ربما؟؟!!!!
مر الوقت سريعا وهى نائمة...وحين فتحت عيناها نظرت نحو الساعة الموضوعة اما السرير فوق الحائط...انها الثانية عشر...لقد نامت ثلاثة ساعات اخرى...الالم انهكها ...لذلك احتاجت لبعض ساعات النوم الاضافية...ولكنها الان تشعر بتحسن...الالم مازال موجودا ولكن اقل حدة من السابق...وهى الان تشعر بالعطش...حاولت النهوض لتجلس وتشرب من الماء الموضوع بجانبها ...فشلت فى البداية ولكنها فى النهاية نجحت...ارتشفت بعض الماء من الكوب ثم اعادت وضعة فى مكانة...نظرت حولها وقد اعتادت عيناها الرؤية فى ظلام الغرفة....
ـ قالت لنفسها...يبدو اننى وحدى هنا..ترى اين الجميع...واين نيكولا..اوة..اشعر بجوع شديد..!!.نادت بقدر ما استطاعت من صوت..نيكولا..كولينا...!!!..يبدو انهم يظنونى مازلت نائمة..ويعتقدون اننى لن استيقظ الان!!!...لما لا احاول الخروج من الغرفة...لقد بدات اشعر بتحسن بالفعل!!!
ـ وبالفعل نهضت متثاقلة برغم الدوار والالم...مستندة على كل ما تقابلة انها تريد مفاجاتة فى مكتبة..بالتأكيد هو جالس فى غرفة مكتبة الان!!!...تريد ان تطمئنة انها بخير وترى نظرة الارتياح والسعادة فى عينية....فكرت بسعادة...لم لا تكونين صريحة امام نفسك...لقد اشتقت الية لامار..تريدين رؤيتة..وتتلهفين لسماع الكلمات المنتظرة...تخرج من بين شفتية...!!...
اوة مازالت قدماى تؤلماننى قليلا...ولكن لا باس...سارت فى الردهة الهادئة التى توصل الى غرفة المكتب..اعتقد بان الجميع نيام الان...جيد!!...سيكون لى وحدى!!...لن يقاطعنا احد....
ـ زفرت بضيق حين اقتربت من باب غرفة المكتب....اوة...ان فرانشيسكا هنا!!...سمعتة يخاطب والدتة بصرامة...
ـ لا امى..لن اسمح بهذا الحديث مرة اخرى...من الان..لا حديث عن الماضى...
نبهتها كلماتة ان تلتزم الصمت...
ـ قال المراة بغضب..ولكن نيكولا..انها السبب فى ما حدث كلة...لا تنسى ان والدها كان احد عملاء المافيا...وانة السبب فى اغتيال المافيا لانطونى..ان خالتك لديها كل الحق..ان ترغب فى الانتقام....المسكين طونى راح ضحيتها...ضحية حبها ...ان الرجل لم يكتفى باذلالة امامها وبطرد ابنتة لة ...بل اراد ان يختفى تماما من حياتها ويضمن عدم ظهورة مرة اخرى ليكشف حقيقتة القذرة لها...فامر بقتلة...كيف تريدنا ان نتنسى كل هذا كيف..
ـ صرخت لامار بصوت مكتوم....لا..ليس مرة اخرى..اذن انا الفتاة التى يقصدونها من البداية....لماذا يصر الجميع على ان والدى مجرم!!!...لا يمكن..لن اسمح لهم بايذائى..وبالحاق العاربلذكرى والدى...حركت راسها بمرارة..انت ايضا نيكولا...بل جميعكم...تريدوننى ان اكرة والدى واصدق ما تقولون...
ـ سمعتة يقول بغضب...اذكر..اذكر كل شىء امى وبالتفصيل..ولكنة ماضى...ماضى بعيد...يجب ان تستمر حياتنا..لن نبقى سجناء هذا الماضى للابد...ثم !!!.. لا ذنب لها فى جرم والدها اللعين...
ـ قالت المراة باصرارعنيد...بل لها كل الذنب..الم يخبرك باهانتها لة وطردة من منزلها بشكل مذل...الحمقاء لم تصدق ما قالة لها طونى..بل وكانت السبب فى موتة...لا نيكولا... لن اسمح لك بالغاء كل الحقيقة ودفنها...اننى سوف...
قاطعها صوت فيورى صادرا بحنق من الخارج....!!!
ـ تصيح بغضب...بالطبع...كان يجب ان اتوقع هذا من امراة مثلك...تستمعين من خلف الابواب...حقيرة...تعالى نيكولا...وانظر لمن تدافع عنها دائما انها تتلصص على حديثكما انت وفرانشى...حقا تربية مجرمين حثالة....
ـ صرخت لامار ببرود رغم الدوار الشديد...اصمتى...لن اسمح لك ابدا... لن تهينى والداى..بل انتم هم الحثالة...صدق والدى...لا تنبت الاصول القذرة...الا القذارة....
ـ فتح باب غرفة المكتب ونيكولا يصرخ بصرامة...لامار..اصمتى...ما الذى اتى بك الى هنا الان..مازلت مريضة..؟؟؟
ـ دلفت الى الغرفة مترنحة...جئت..جئت لكى استمع بنفسى للحقيقة...الحقيقة نيكولا...الحقيقة التى طالما اصابتنى بالحيرة والعذاب...علمت الان لماذا تزوجتنى...تزوجتنى للانتقام...لكى تحطم كبريائى...وتسلبنى كل ما املك...لترمينى بعدها الى الشارع كالحيوان المريض...!!!!
لا نيكولا لن اسمح لك...اننى...اوة...سقطت على الارض بضعف وقامت محاولة التماسك...اقترب منها نيكولابلهفة....اوة..لامار..حرك راسة بيأس...لماذا..لماذا اتيت الان...والتفت نحو الجميع...لقد حطمتم كل شىء...كل شىء...ثم نظر اليها متوسلا...ارجوك لامار دعينى اخذك الى الغرفة...فلنؤجل الحديث للغد...اعدك بان اوضح كل شىء...لا اريدك ان تضيعى ما بيننا فى لحظة غضب...ارجوك...
ـ قالت بصوت ضعيف وهى تجاهد لتبقى عيناها مفتوحتين...بل انا من ترجوك نيكولا..اخبرنى الحقيقة...هل حقا والدى كان مجرما من عملاء المافيا؟؟؟..ارجوك اخبرنى...الحقيقة...اتوسل اليك...وقالت والدموع تتساقط من عيناها للمرة الاولى...لقد قالها طونى من قبل...ولكننى لم اصدقة...بل لم اريد تصديقة...اخبرنى انت....
ـ قالت فيورى بصوت متشفى...اخبرها نيك..اخبرها الحقيقة...ان والدك هو من قتا طونى...لقد طلب من اصدقائة القتلة...ان ينتظروة حين يركب سيارتة فى تلك الليلة اللعينة...لكى يجعلوا الامر كحادث عادى....ولكن التحقيقات اثبتت انة احدى اساليب المافيا فى التصفية الجسدية...وقتلوة...قتلوا ولدى الحبيب...والدك الحقير لامار...مجرم ...قاتل ...
ـ شهقت لامار بضعف والم...لا..لا...هل حقا ما تقولة نيكولا...لا يمكن..اخبرنى ارجوك....
ـ لم يستطيع ان يجيبها بل التزم الصمت...فالتفتت نحو فيورى قائلة...ارايت انت كاذبة..انها ليست الحقيقة...بل انتم جميعكم هم الحثالة....وانت اولهم نيكولا...كاذب مخادع...لا تستطيع ان تؤكد قولها..انت جبان حقير...
ـ امسك بكتفيها صارخا...لامار كفى...وهى تصرخ بهستيرية...لا..لا..اتركونى...اريد ان اخرج من هنا..جميعكم مخادعون...لا اريد رؤيتكم...صرخ باصرار...قلت لك كفى لامار...تريدين الحقيقة...ساقولها لك...اجابت بذعر...لا..لا اريد ان اعرف...لا اريد...وهى تحرك راسها بذعر....بل ساخبرك ..ساخبرك ربما نغلق هذا البئر العفن مرة والى الابد...نعم لامار...
ان ما تقولة خالتى صحيح...والدك كان من عملاء المافيا الخارجيين...الذين يقومون بما يطلب منهم من اعمال قذرة لتبقى ايدى الزعماء الكبار نظيفة لا شبهة فيها....!!!...
ـ صرخت برعب تحرك راسها...لا ...لا ...انت كاذب كاذ....ووقعت بين يدية فى اغمائة قوية....
حملها بغضب..ونظر الى والدتة وخالتة...هل ارتحتم الان...هل رضيتم...حطمتم كل شىء..والى الابد....ارجو ان يهدأ بالكم الان..وتنطفىء نار الحقد والكراهية بداخلكم....
وخرج بها مسرعا وعلى وجههة ظهر الحزن العميق الذى اختفى لفترة طويلة من ملامحة....فترة زواجهما التى على وشك الانتهاء!!!!!
ــــــــــــــــــــــــ الفصل الثالث عشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت من زجاج نافذتها بالطائرة الى الغيمات البيضاء المتفرقة..كسحب الدخان الكثيف...ولكن ..منعها الاستمتاع مما تراة..عيناها المغرورقتين بالدموع...
ان صورتة تأبى ان تفارق مخيلتها ...مع كل التفاصيل الصغيرة لعلاقتهما القصيرة...
علاقتهما التى انتهت والى الابد...ها هى الان مسافرة على طائرة متجهة الى عالم جديد...وقد تركت المزرعة...تركت طريق النحل...وأشجار الصبار...تركت زهرات النرجس وعناقيد الكروم..والاقسى من ذلك...انها تركت قلبها...انها الان امرأة بلا قلب...لقد رمت بقلبها تحت قدمية قبل ان تغادر منزلة...
لن تنسى ابدا تفاصيل تلك الليلة الكارثية...او تنسى حالة نيكول االمريرة...وتوسلاتة اليائسة...ستظل تذكر كل ثانية من مواجهتهما اللاخيرة...وتعرف انها ستعذب نفسها بها لاخر العمر....حتى رائحة تبغ السيجار المحترق الذى ايقظتها من اغمائتها القصيرة فى غرفة النوم.....!!!
ـ فتحت لامار عيناها تسعل بقوة..وهى تشعر بالاختناق من رائحة التبغ...ان نيكولا لا يعلم ان لديها حساسية من تلك الرائحة...نظرت الية ووجدتة واقف امام النافذة يتطلع بصمت نحو الارض المحصودة..وقد اصبحت خالية بعد موسم القطاف...ينفث دخان سيجارة الفاخر بصمت ...التفت نحوها بحدة وهو يطفىء سيجارة فى مطفأة السجائر فوق الطاولة...وتمتم ..اسف..لم اكن اعرف ان دخان التبغ يضايقك...!!
ـ اجابت ببرود ..لا بأس...انت لم تدخن امامى من قبل..
ـ ابتسم بسخرية..معك حق..هذا لأننى لا ادخن الا حين اكون متوترا...وكانت تلك مرات معدودة...فى الايام الماضية..!!
ـ تنهدت بعمق...نيكولا؟؟!!...اقترب منها وجلس اماها فوق السرير...اكملت مطرقة راسها دون ان تنظر لعيناة...اريد..اريد الرحيل من هنا...لم اعد احتمل البقاء فى المزرعة بعد الان!!!
ـ اوما براسة متفهما..لا باس..معك حق...سوف اخبر كولينا بان تجهز حقائبنا ونسافر الليلة اذا شئت..ان المزرعة لم تعد بحاجة الى الان..لقد اصبحت مطمئنا بعد انتهاء الحصاد وتخزين الكروم ان كل شىء يسير بطريقة صحيحة وامنة...لا داعى لبقا....
ـ لا نيكولا...بل اريد الرحيل وحدى...
ـ امسك ذقنها يرفع راسها لتنظر الية...ما الذى تقصدينة...هل تريدين ان تسافرى وتعودى للمنزل وحدك؟؟!!
ـ ابعدت يدية عنها بتصميم..لا بل ساعود لمنزلى انا..منزل والدى...ولكن لا تخف لن ابقى فية...ساتركة لك ..فقط ساجمع باقى متعلقاتى..واشيائى الخاصة...وحينها فقط تستطيع اتمام انتقامك وتحصل على المنزل ايضا!!!!
ـ حرك راسة بذهول...اللعنة على المنزل..والانتقام...فليذهب كل شىء الى الجحيم...انا لا اريد اى شىء لامى...انا..انا من البداية لم يكن هدفى الانتقام...كان هدفى الحصول على حبك..لا ميراثك اللعين...حتى اننى لم يكن حينها لى امل فى لقائك...لقد اردت مساعدتك حين علمت بالمشكلة التى وقعت فيها شركتك...لذلك قمت بعرض اعلانات تسهيلات القروض بالبنك حتى استطيع مساعدتك...ولتتاكدى اننى لم ارغب سوى فى مد يد العون لك...ساتى اليك غدا بورقة تثبت اننى وافقت قبل مقابلتك على منحك القرض....
نعم..لا تنظرى الى نظرة الشك هذة انها تمزقنى...صدقينى وافقت..ولكن المعاملات الورقية والروتين بالبنك كانت السبب فى التاخير ...وحين طلبت مقابلة مدير البنك كنت قد اعطيت قبل ذلك تعليمات بشانك..اذا طلبت اى شىء او مقابلة او استفسار يقومون باخبارى...لذلك حين اخبرونى برغبتك..عاودنى الامل ان تكونى لى حين اتعرف اليك واتقرب منك....لم اكن اريد سواك انت حبيبتى..انت فقط...ولكن حين اخبرت امى برغبتى الزواج منك ..علمت خالتى فيورى بالامر..وتوسلت الى ان انتقم منك..وقالت انها فرصة ذهبية...وبسسب حالتها الصحية الخطيرة..وافقتها شكليا وتمنيت حين تراك ان تحبك كما احببتك..وان تتمنى لى السعادة وتنسى فكرتها عن الانتقام...ولكن كما يقولون..ليس كل ما يتمناة المرء ينالة..كنت احمق..حين اعتقدت ان بامكانها ان تسامح وتغفر!!!
ـ زفرت بضيق..اوة..من فضلك..لا اريد ان استمع لاكاذيبك ملاة اخرى. لماذا لم تخبرنى حينها ان كنت تقول الحقيقة بانك وافقت على منحى القرض...؟؟؟.لقد ضقت ذرعا بكل شىء...اشعر بالاختناق...لا اريد ان اسمع اكاذيبك مرة اخرى عن الحب..يكفى نيكولا..يكفى ارجوك!!!
ـ امسك بوجهها بين يدية قائلا بصرامة...استمعى الى جيدا لامى..ان ما ساقولة الان ليس فية اى ذرة من الكذب..ولا تقاطعينى حتى انتهى مما ساقول..حين التقينا لم تعطينى فرصة لاخبارك..فاستغليت ذلك حتى اقابلك مرة اخرى...لاجعلك تحبينى كما احببتك!!!.انا احبك لامار..احبك جدا جدا..ولم احب سواك..ولن احب!!...بل احبك قبل لن تلتقى بانطونى بل ان حبى لك..كان سببا لتصاعد الخلاف تلك الليلة بينى وبينة ..لولا اكتشافة من حديثة معى انى احبك..لبقى فى منزلى ولم يخرج منة غاضبا ...!!
لولا هذا الاكتشاف..لبقى الان على قيد الحياة!!!!!!!
ـ حركت راسها بنفاذ صبر...ها قد عدت لمحاولة خداعى مرة اخرى...كيف علم بانك تحبنى...ونحن لم نلتقى قبل لقائنا فى البنك..من فضلك نيكولا ...انا لست حمقاء!!!
ـ ابتسم بمرارة...بل التقينا...التقينا حبيبتى..التقينا حتى قبل ان تلتقى بة فى اليونان...انت فقط لا تذكرين لقائنا...لانة كان لقاء سريعا...وكنت يومها تشعرين بالصداع والدوار!!!!!!
أتذكرين حفل السفارة اليونانية الاخير..الذى دعيت الية انت ووالدك منذ اربعة سنوات!!..نعم...لقد التقينا هناك للمرة الاولى!!!...نعم حبيبتى...انا هو هذا الرجل...الرجل الذى تبعك الى الشرفة تلك الليلة ..و...قبلك!!!!
ـ نظرت الية غير مصدقة...لا لايمكن..انة انت..اوة..نعم ..عرفت الان لماذا كانت قبلاتك تذكرنى بتلك القبلة دائما...كنت اشعغر بذلك احيانا...ثم اعود لأكذب نفسى...مستحيل...شىء غريب...ان هذة الليلة سبقت سفــ...
ـ نعم...سبقت سفرك لليونان بساعات قليلة...لذلك عندما عدت لابحث عنك بعد انتهاء الماوضات الهامة مع السفير اليونانى واحد كبار المستوردين الذى اصر على مقابلتى حين كنت معك لاشرفة لاضطرارة مغادرة الحفل سريعا...لم اجدك..كنت قد غادرت انت ايضا السفارة...!!!
ثم قام وسار نحو النافذة ...وحين تقصيت عن عنوانك لزيارتك فى اليوم التالى..وجدتك قد سافرت لليونان....حتى اننى قررت حينها السفر خلفك..ومعرفة الاماكن التى ستزوريها ومقابلتك هناك...ولكن حدث ان مرضت والدتى فجاة واضطررت للعودة للمزرعة للاطمئنان على صحتها!!!
ـ قالت مومئة براسها..حينها قابلت انطونى...وانشغلت بة..حتى اننى نسيت مقابلتنا الغامضة!!!!
ـ التفت نحوها قائلا بمرارة...نعم..حتى حين عاد انطونى..اوشكت ان اخبرة عن الفتاة التى سلبتنى عقلى تلك الليلة منذ ان وقعت عيناى عليها...والتى نويت الزواج بها..لامار فيرناندو...!!!
وجدتة سبقنى واصر على اخبارى بفتاتة التى التقى بها فى اليونان,,والتى كانت فى رحلة هناك...كنت انت تلك الفتاة..وبالطبع..التزمت انا الصمت..تركتك لة..ظنا منى انك ستكونين اكثر سعادة معة....!!!!!....اضاف بمرارة...اترين تلك اللوحة فوق السرير....لقد اخبرنى طونى انك رايتها باحدى متاحف ايطاليا وانت معة واعجبت بها كثيرا...وجدتها تباع فى مزاد احدى المرات ...فاشتريتها...اشتريتها لعلمى بحبك لها!!!!
ـ امسكت راسها غير مصدقة وعيناها تلمعان بدموع متجمدة..انطونى...اللوحة...لا اصدق....وكيف عرف بمشارعك نحوى؟؟
ـ نظر بعيدا خلف زجاج اللنافذة مجيبا بصوت مخنوق...ليلة مقتلة..اتى الى كما تعلمين فى المنزل...اخبرنى عن ما جرى بينكما...من اهانتك وطردك لة...وحين سالتة عن سبب الشجار...اخبرنى بما قالة لك عن والدك...هنا ثارت ثائرتى...واخبرتة انة قد اخطأ حين اخبرك...وانة انانى طماع..لا يهمة سوى نفسة...وتنهد بمرارة مكملا......اتهمتة بانة قد اراد الانتقام بسبب عدم حصولة على المال من والدك...لذلك اخبرك!!!...
وقلت...وقلت لة..اننى اخطات حين تركتك لة...وانة لا يستحق لحطة تمر بة وانت بقربة...حينها علم اننى احبك وعلم برؤيتى لك من قبل ان يلتقى هو بك...فثارت ثائرتة هو ايضا واتهمنى بالخيانة...وسالنى...كيف امكنك ان تنظر لامرأة اخيك؟؟!!...واخبرنى انة لا يريد رؤيتى بعد الليلة...وانة سيقطع صلتة بى الى الابد!!!! ..اما الباقى..فتعرفينة..الحادث...وموتة...ثم دخولى الى المستشفى...بين الحياة والموت!!!
ـ نهضت من سريرها متثاقلة ورفعت يدها تمسح الدموع من عيناها....ثم جلست فوق المقعد واضعة ساق فوق الاخرى ورفعت يدها معيدة شعرها الى الوراء ... قائلة بكبرياء وعناد.. ما قلتة لم يغير شىء من موقفى.. بل ان ما قلتة يؤكد ان قدرنا الا نبقى معا...بل..انة اكد ما صممت ان اقوم بة..سوف اغادر المزرعة والى الابد نيكولا...لا اريد ان نلتقى مرة اخرى...وتنهدت بمرارة...لا اريد ر}يتك مرة اخرى نيكولا...لقد اصبحت اكرة كل شىء حولى...لم يعد فى قلبى مكان للحب....!!
ـ اقترب منها وركع على ركبتية ممسكا بيديها بين يدية...لكنك تحبيننى لامار...لا تنكرى...انا اشعر بحبك منذ فترة ..منذ اتينا الى هنا...حتى انك اوشكت عاى الاعتراف لى فى الغابة...ولكن القدر لم يمهلنى او يمهلك...فوقعت الحادثة!!!..ارجوك لامار ..بل اتوسل اليك...اعطى لحبنا فرصة كى يرى النور...حاولى ان تنسى الماضى كما قررت انا ان انساة...انا لا يهمنى ماضلى واتلدك...ولم اعد اشعر بالذنب تجاة انطونى..لقد عذبت نفسى بسببة بما فية الكفاية...ان كل ما حدث كان مقدرا لامار ...لا دخل لنا فية....ارجوك لامار...لا تحطمى ما بيننا فى لحظة عناد مجنونة!!!!
ـ حركت راسها بعناد وبرود...صدقنى نيكولا...لا استطيع...ان صدقت ما اخبرتنى بة عن والدى...فسيبقى ماضية المظلم ليطاردنى فى كل لحظة...ويثقلنى بالعار.. ولن اتحمل نظرات الناس لى هنا..او نظرات خالتك المليئة بالحقد والكراهية...حتى انت !!!
لن احتمل منك نظرات الشفقة....وان لم اصدقك..وهذا ما اشعر بة...فساكرهك نيكولا...ساكرهك لتشوية سمعة الرجل الاهم فى حياتى...والذى وهبنى كل السنوات السعيدة فى عمرى...وترك كل شىء من اجلى بعد وفاة والدتى...لهذا قررت الابتعاد...لم يعد لى مكان هنا ...احتاج للابتعاد..احتاج ان ابنى لنفسى مستقبل جديد..مستقبل لى وحدى...لا يكون ملك لاحد غيرى...ولا يشاركنى فى بنائة سواى....لن استطيع هنا احتمال تاريخ والدى المظلم...او احتمل مسامحتك على ماقلتة انت وخالتك عنة...اتركنى...اتركنى ارحل نيكولا...ارجوك...لقد قررت ...وهذا قرارى النهائى...
ـ وقف وقد اسودت عيناة بغضب...ماذا ان منعتك لامار...تعرفين اننى استطيع...؟؟!!
ـ اجابت بسخرية...نعم اعلم جيدا ما البذى تستطيع القيام بة هنا...وسط مملكتك...!!!...ولكن احذرك نيكولا...لو اصررت على احتجازى هنا...اعدك...ان تجدنى فى احدى المرات حين تدخل غرفتى....جثة...جثة هامدة...وستظل طوال عمرك نادما على اصرارك فى ابقائى هنا رغما عنى!!!!..نعم نيكولا...ان ابقيتنى هنا...ساقتل نفسى...
ـ اطرق بحزن وقد احنى كتفية بياس...لا ..لا لامار...انا لا اريد ان اراك جثة هامدة ابدا...بل اريد ان تعيشى وتكونى سعيدة..حرك راسة بمرارة....لم اكن اتخيل انة يمكنك الشعور بكل تلك الكراهية نحوى....الهذة الدرجة تكرهيننى...حسنا لامار...سادعك لكى ترحلى...ولكن اريدك ان تعرفى انك تركت رجلا يحبك كما لن يحبك احد ابدا...واعدك اننى لن اياس فى ان تعودى الى يوما ما...ساحجز لك تذكرة على طائرة الغد للعودة الى روما...
ـ نهضت قائلة باصرار...لا نيكولا..من فضلك...لن ابقى هنا لليلة اخرى...اريد ان اسافر على طائرة الفجر...اخبر كولينا ان تجهز لى حقائبى...
ـ اجاب بحزن يائس..الهذة الدرجة لا تطيقين البقاء معى؟؟!!.حسنا لامى..كما تريدين...هل يمكننى ان اوصلك بنفسى للمطار...
ـ اجابت باصرار... لا نيكولا..لا داعى...بامكان السائق ان يوصلنى...!!!!
ـ تنهد بعمق قائلا.. حسنا لامار لن اجبرك على شىء....كما تشائين...ولكن اعدك بانك ستعودى الى هنا ..قريبا جدا....ساذهب الان الى معصرة الكروم...لن ابقى هنا وانت تغادرين..وصوتة المرتعش يقطع قلبها الى اشلاء....لا احتمل الوداع بيننا...وقبل ان تجيبة...اقترب منها معانقا اياها بشغف وحب...بثت قبلتة كل ما يعتمل بصدرة من مشاعر الغضب والخذلان... وابتعد عنها قائلا ببرود....اعتنى من فضلك بشامتى....كان هذا شىء صغير لتتذكرينى اثناء رحلتك......ثم امسك بمقص فوق طاولة الزينة وقبل ان تعترض..قص خصلة صغيرة من شعرها قائلا ...اما هذا فهو تذكار لى..تاكيدا على عودتك الى.... اعدك ان نلتقى قريبا.... الى اللقاء لامار فيرناندو......!!!!!!!!!!
ـ افاقت من افكارها على لمسة يد هيلدا الجالسة على مقعد الطائرة بجوارها..لامار حبيبتى..ان المضيفة تريد ان تعرف اى نوع من العصير تريدين...
ـ نظرت نحوها بارتباك ورفعت اناملها تمسح دموعها ...اوة..اسفة...اريد بعض عصير البرتقال...وتناولت من المضيفة كوب العصير ثم شكرتها بلطف...بعد ان ابتعدت التفتت نحو هيلدا وكانت الاخيرة تتاملها بابتسامة حانية حزينة...اشكرك هيلدا على اصرارك فى المجىء معى...
ـ ربتت فوق يدها بحنان قائلة...لا تكونى حمقاء...لا تنسى انك ابنتى...كما تعلمين انا لم انجب...وانفصلت عن زوجى منذ زمن طويل لهذا السبب...فسافرت مع والدتك لايطاليا...وقمت بمساعدتها فى تربيتك...اذن لا يمكننى البدا ان ارتك ابنتى تسافر وحدها بهذة الحالة....وابتسمت لها مؤكدة...ثم اننى قد اشتقت لزيارة تركيا بعد مرور تلك السنين الطويلة بالتكيد قد تغيرت....
ـ اومات لها لامار ممتنة قائلة...نعم..بالتاكيد...وعادت للاتفات نحو نافذتها ومراقبة الغيمات البضاء...هاىهى الان متجهة لتركيا ...موطن والدتها الذى هجرتة منذ زمن طويل...وقد عقدت عزمها على ان تبدأ من هناك...نعم...سوف تذهب لزيارة خالتها ليلى...التى طالما ارسلت لوالدها تتوسلها كى تاتى يوما الى زيارتها...حتى بعد وفاة والدتها لو تنقطع رسائلها التى اصبحت ترسلها اليها هى...تطمئن عليها وتطالبها هى بما لم تقم بة والدتها ....وها هى قررت الان القيام بتلك الزيارة التى حان الان فقط وقت القيام بها...بالتاكيد ستسعد خالتها بحضورها...خاصة انها تعيش وحيدة هى وزوجها بعد سفر ابنائها للعمل بالخارج...وذلك مما عرفتة من رسائلها العديدة...ومكالماتها التليفونية ...المستمرة!!!!!
عاودتها مرة اخرى صورة نيكولا...كم تمنت ان تبقى معة...ولكنها لم تكن لتستطيع العيش معة وسط هذا الدمار...لقد تحطمت ثقتها بماضيها...ومستقبلها هناك...لذ1لك كالن مهما ان تهرب وتترك كل شىء وراءها...تحتاج لهدنة مع نفسها تعيد فيها حساباتها وتبدأ من جديد!!!
لن تنساة ابدا...سيظل هو حبيبها الاول..والاخير...تعلم جيدا الان انها لم تحب انطونى يوما...بل احبتة من اول لقاء على شرفة السفارة..تلك الليلة...ليلة تلقيها لقبلتة الاولى....احبك نيكولا..وساحبك الى الابد....
انها مرتاحة الان ومطمئنة ايضا انها سافرت وقد تركت صوفيا رغم دموعها ومحاولاتها المستميتة فى اثنائها عن قرارها
فى حالة استقرار عاطفى ومادى...فلديها الان ستيف وهما يخططان للزواج قريبا...وقد وعدتها ان تحضر قبل الزفاف اليها بوقت كافى لكى تخطط معها للحفل....
حتى هيلدا...سعيدة انها اتت معها...انها تعترف بحاجتها اليها...ذلك دون اغفال حاجة هيلدا ايضا لها...فلامار هى كل عائلتها الان...!!!...لذلك هى اصرت بنفسها على مرافقتها رغم انها حاولت ابقائها برفقة صوفيا ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل...وهى الان سعيدة بذلك....
بفى فقت نيكولا...عذاب فراقة يحرقها...يوشك ان يفقدها عقلها...ولكنها تامل ان تكون الايام والليالى الطويلة القادمة...هى السبيل الحويد للشفاء من حبها لة...وشوقها الية...نعم بالتاكيد ...ربما!!!!!!!!!
ـ التفتت نحو هيلدا بسعادة...اوة...انظرى هيلدا ..ان بحرر مرمرة بدأت امواجهة المتلاطمة فى الظهور!!!!...يبدو رائعا!!
ـ ابتسمت هيلدا بحنين...نعم عزيزتى...طالما كانت اسطنبول بشاطئها الرائع مدينتى المفضلة...برغم ان اصولى من انتاليا وهى ايضا مدينة ساحلية كاسطنبول...لكن طالما فضلت الاخيرة لصخب الحياة فيها وسرعة التطور والعمران...بالتاكيد الان اصبحت اكثر روعة وتطورا...مشتاقة كثيرا لزيارتها!!!
ـ معك حق هيلدا...ان كانت تبدو بتلك الروعة من هذا الارتفاع الشاهق...فما بالك ان كنا بقلب المدينة...!!..لقد طلبت من خالتى ان تعثر لى على منزل قرب الشاطىء...تعلمين كم احب البحر...وقد اخبرتنى انها وجدت منزلا رائعا اطلالتة على مضيق البسفور ...بالتاكيد سيكون المنظر رائعا كرصيف الميناء..والشاطىء ايضا لا يبعد عنة كثيرا...كما اننى ساحاول الحصول على موقع مناسب للجاليرى...الذى انوى افتتاحة فى اقرب وقت...
ـ قالت هيلدا بقلق...لقد غامرت كثيرا لامار عندما سحبت كل الوديعة التى قد اودعها لك والدك بالبنك...أخشى حقا من تبعات فعلتك تلك...انت مازلت لا تملكين حقائق مؤكدة بشأن مشروعك...اتمنى الا تندمى بعد ذلك!!!
ـ اوة..لا تقلقى هيلدا..لقد خططت لذلك جيدا...وتعلمين ان التجارة...يجب ان تبدأ بمغامرة ....وانا لا انوى الندم بعد الان!!!
ـ مازلت ارى انك قد اخطأت بتركك نيكولا..ان الرجل يحبك لامار..كان يجب ان تعطى لزواجكما الفر....
ـ قاطعتها بضيق قائلة...اوة..من فضلك هيلدا..لن اسمح بالحديث فى هذا الامر مرة اخرى...حتى صوفيا حاولت معى ...وخالتى ايضا...حركت راسها بعناد..لا فائدة من ذلك...صدقينى لقد نسيت الان الامر برمتة وسابدا من جديد...
ادارت هيلدا راسها باحباط دون ان ترد..وقد اصابها الياس من نجاحها فى تغيير رايها ...او حتى محاولة مناقشتها فى الامر!!!!
ـ قالت لامار لنفسها...نعم سوف ابدأ بتنفيذ مشروعى من اليوم..ساعمل ليل نهار حتى احقق النجاح الذى اتمناة...اعرف ان المبلغ الذى املكة لا يكفى بداية قوية..ولكنها بداية على اى حال...من يدرى!!
ـ سالت لامار المراة الواقفة اما مدخل المنزل والتى تنظر اليها بلهفة ...السيدة ليلى؟؟!!!
ـ اقتربت منها المراة بسعادة غامرة اياها فى عناق كبير طويل....اوة ...لامار حبيبتى ..لا اصدق!!!!...اخيرا التقينا...
ابتعدت عنها المراة بسعادة وعيناها مليئتين بالدموع...تتأ مل ملامحها بشوق كبير...اوة..لقد كبرت لامار..اصبحت امرأة فاتنة...كم تشبهين جوليا..تذكريننى بعيناها الشقيتين....ونظراتها الجريئة...اوة...حركت راسها غير مصدقة..حتى شامتها الصغيرة حصلت عليها...اوة..لامار..كم اشتقت اليك حبيبتى...وكم تخيلت هذا اللقاء مرارا ....
ـ اغرورقت عيناها هى الاخرى بالدموع قائلة بصوت مخنتوق...انا ايضا خالتى..اشتقت اليك كثيرا جدا..كم انا سعيدة برؤيتك....لقد حدثتنى عنك والدتى كثيرا...انت ايضا تشبهينها الى حد كبير..وضحكت مكملة..رغم انك اطول منها كثيرا..
ـ اجابت المراة بمرح..اوة..طالما كانت والدتك فاتنة اكثر منى ....اسفة لانى لم انتظرك بالمطار...ان صحتى اصبحت ضعيفة هذة الايام....وزوجى يكون فى عملة الان....كما اخبرتك انة يعمل مديرا لاحد المعارض الخاصة بالرسامين التشكيليين...لهذا هو ايضا لم يملك الوقت لانتظارك...
ـ لا عليك خالتى..انا سعيدة انة يعمل بهذا المجال..بالتأكيد سيساعدنى كثيرا...اوة..قالت بدهشة..كدت انسى..لقد احضرت معى مفاجأة..انظرى من اتت معى!!!!..اسفة هيلدا..نسيت ان اخبرها بحضورك!!!!!
ـ صرخت المرأة بسعادة...لا..لا اصدق..هيلدا؟؟؟..حبيبتى هيلدا..اوة..كم مرت من اعوام طويلة..لاخر لقاء بيننتا!!!
ـ اقتربت منها هيلدا بسعادة احتضن الاثنان بعضهما ...وصوت بكائهما يرتفع ليملا تلك اللحظة الفريدة بعواطف عميقة من سنين طويلة ماضية!!!!!
جلس الجميع لمائدة الطعام وقت الغذاء...بعد ان مرت عاصفة اللقاء المشحونة بالمشاعر...وقد ظل الثلاثة طوال فترة الظهيرة يتحدثون بلا انقطاع..يحاولون تعويض الاعوام التى مرت دون ان يروا بعضهم خلالها!!!!!
وكان حينها زوج خالتها...السيد جوّاد..قد حضر من عملة واستقبلها بسعادة ودفىء..نسيت معة قلقها فى ان تكون ضيفة ثقيلة عليهم....
ـ سال الرجل الضخم ذو الشارب الكث وهو يتناول قضمة كبيرة من الطعام ببساطة...وما الذى تنوين فعلة الان لامار؟؟؟
ـ اجابت لامار وهى ترتثف بعض الحساء ...سوف ابدأ بزيارة المكان الذى اخبرتنى بة خالتى بانها اختارتة لكى يكون مكانا للجاليري الذى انوى افتتاحة..وارى ما الذى يحتاجة من ترميمات واعداد لكى يكون مناسبا لنوع العمل الذى اريد!!!
ـ قالت خالتها متعجبة...الا تأخذين قسطا من الراحة...لقد وصلتم لتوكم؟؟!!
ـ قالت هيلدا بمرح...لا يا عزيزتى..ان لامار قد الغت من قاموسها كلمة الراحة من زمن بعيد..اعرفها جيدا..لن ترتاح قبل ان تنهى ما تنوى فعلة اليوم...اوة..بالمناسبة...هل المنزل الذى اشتريتية لنا قرب الميناء..يحتاج للتنظيف ام نستطيع الانتقال الية اليوم؟؟!!!
ـ اجابتها ليلى بحزن..لا تقلقى هيلدا ..لقد اشرفت بنفسى على تنظيفة ...كنت هناك فى الصباح...برغم ان المدة التى كان يجب انابحث خلالها عن المنزل المناسب..اسبوع فقط..منذ مكالمة لامار الاخيرة من روما...الا اننى وجدتة بسرعة وقمت باستئجار عمال لتنظيفة..وهو جاهز لاستقبالكما ...ولكن..ولكن الا تنويان البقاء معى الليلة على الاقل...؟؟!!
ـ قالت لامار برقة..لا تقلقى خالتى...اننى هنا من الان..سنرى بعضنا كثيرا..اريد فقط مهلة حتى استقر وانظم امورى..لكى ابدأ العمل فى اقرب وقت...وقد قررت ان ابدأ من اليوم..انوى الذهاب كما اخبرتك لرؤية مكان الجاليرى ثم اعود الى المنزل الجديد واوضب امتعتى...وبعدها ...!!..والتفتت نحو السيد جوّاد ...ارجو من زوج خالتى ان يساعدنى فى المرور على الاماكن المتخصصة ببيع اللوحات والقطع الاثرية ...ويعرفنى ببعض التجار والمستوردين الذين يمكننى شراء ما احتاجة منهم...!!!
ـ اجابها الرجل مصدوما...كل هذا تريدين فعلة اليوم!!!.. حرك كتفية باستسلام...كما تشائين..وقضم لقمة كبيرة من الطعام قائلا..احب المراة العملية!!
وكانت تلك اللحظات اخر عهدها بشىء يدعى الراحة!!!!!
مرت الايام بعدها سريعة...كان لديها الوقت الكافى بالكاد للطعام...عملت ليل نهار..ووجود هيلدا الى جانبها فى المنزل...ساعدها كثيرا على التفرغ لاعمالها...جددت الديكورات داحل الجاليرى..الذى وجدت ان خالتها قد اختارتة فى ارتاكوى اكبر مناطق التسوق باسطنبول..وكانت هى سعيدة بذلك..لسهولة اجتذاب الزبائن للمكان...وبفضل مساعدة زوج خالتها السيد جوّاد..تعرفت بالكثير من مستوردى القطع الاثرية والانتيك...وايضا اشترت بعض من اللوحات المعروضة بالمعرض الذى يعمل فية ...كانت سعيدة لان كل شىء يسير كما خططت لة...
وبرغم مرور الاسابيع سريعا الا ان صوفيا كانت دائما على اتصال بها...تعرف اخبارها ....وتطمئن عليها كل يوم...وتعرف منها ايضا اخبار نيكولا..وذلك دون ان تسالها ؟؟؟...فقد تطوعت صوفيا وباصرار ...ان تعلمها بكل احوالة
والذى عرفتة منها زاد من حزن قلبها...
فقد علمت كم اصبح نيكولا عصبيا تعيسا...يعمل ليل نهار...بل لا يتوقف عن العمل...اخبرتها فى احدى المرات انة تغير كثيرا ..ولكنة لم ييأس من عودتهما لبعضهما...وانة يسأل عنها باستمرار...ويتتبع خطواتها...!!!!!
لكن ذلك لم يثنى من عزيمتها فى الاستمرار بحياتها الجديدة...بل زادها اصرارا على اكمال مسيرتها نحو النجاح!!!!!
فى يوم الافتتاح صباحا وذلك بعد مرور شهر من بدء التحضيرات لهذا اليوم...جاءت اليها الفتاة التى اختارتها للعمل معها بالجاليرى والذى اسمتة...جاليرى اثينا للانتيك...وفى يدها ورقة تطلب منها امضائها لاستلام طرد من ايطاليا!!!!
ـ سالتها لامار باندهاش...الم يخبرك الرجل الذى احضر الطرد من الذى ارسلة؟؟؟؟
ـ اجابت الفتاة قصيرة القامة ذات الشعر المتموج الطويل...ان الرجل اخبرها بان المرسل هو رجل يدعى السنيور نيكولا كريستيانو!!!!
ـ دق قلبها بعنف...اخر ما توقعتة ان يرسل لها هدية بعد كل ما حدث بينهما...انتبهت قائلة للفتاة...حسنا سامى...اذهبى انت لتنظيف واجهة الجاليرى الزجاجية...وسأذهب بنفسى لاستلام الطرد....
وضعت امضائها على ورقة الاستلام وشكرت الرجل بلطف...ثم حملت الطرد ووضعتة فوق مكتبها بوسط الجاليرى...كان الطرد ثقيلا...ولم تستطيع تخمين ما الذى يمكن ان يكون داخل الصندوق...فامسكت بشرائطة لتفكها بلهفة...وصدمتها المفاجأة....لم تتوقع ابدا ما وجدتة بالصندوق...
ـ يا الهى ...لا...انة قناع اثينا الذهبى...كيف استطاع ان يتخلى عنة بتلك السهولة...لا يمكن...انا لا استحقة ...ولمحت رسالة داخل الصندوق تحت قاعدة القناع...امسكتها وقرأتها
حبيبتى
ارسل اليك اغلى واقرب مقتنياتى لقلبى ...قناع اثينا!!!
اعلم بانك ستغضبين حين ترينة..وتفكرين باعادتة الى
ولكن انا من يرجوك ان تبقية لديك
تذكرى كيف سيكون رائعا فى واجهة الجاليرى؟؟!!
اتمنى لك كل النجاح والسعادة
هل اشتقت الى؟؟!!
المحب الى الابد
نيكولا
ـ قالت باسى..يا الهى..نيكولا؟؟؟..لماذا تفعل بى ذلك...برغم كل ما بيننا من حزن...ومازلت كما انت..رجلا بكل ما فى الكلمة من معنى..اغرورقت عيناها بدموع الاسى قائلة....للأسف حبيبى...ستبقى ذكرى والدى..العائق بيننا الى الابد....!!!!!
اختارت ليوم الافتتاح ثوبا باللون الاسود...لم تستطيع اختيار اى لون اكثر بهجة...وكأن مشاعرها الدفينة التى تحاول اخفائها...خرجت باختيارها للون الفستان...ورغم ذلك فقد كان رائع عليها....
طويل يصل لكاحليها مقفول عند الصدر...باكمام طويلة...من الساتان الاناعم اللامع....يوجد على الظهر فتحة كبيرةتصل من فوق كتفيها الى اسفل ظهرها...مظهرة كتفيها بشكل مغرى محتشم!!!!!
لملمت كل خصلات شعرها لاعلى كذيل حصان طويل....واضعة سلسلة ماسية حول جبينها..ولم تتبرج سوى ببعض الكحل ...ولون احمر قانى لشفتيها...ثم اكملت الصورة...بحذائها الاسود عالى الكعبين...كانت كعادتها فاتنة...ولكن زادها الحزن...غموضا مبهما!!!!
حين وصلت للجاليرى ليلة الافتتاح بصحبة هيلدا..رات قناع اثينا فى الوجهة وقد سلطت فوقة بعض الاالاضواء الخافتة...فاصبح رمزا رائعا للجاليرى..
اختارت الجاليرى فى اورتاكوى...اكبر مناطق التسوق باسطنبول...على ناصية حية ...والشارع ملىء بالمارة والسياح ليل نهار....يحتوى الجاليرى على مساحة واسعة على شكل نصف دائرى...اختارت كل الواجهة من الزجاج وملئت الارضية بالسجاد الاحمر الفاخر ...ووجدت ايضا فية غرفة خلفية تصلح كمخزن للقطع...
وجدت خالتها ليلى سبقتها الى هناك مع زوجها.....كانت الساعة الثامنة وموعد الافتتاح فى التاسعة....
دلفت الى داخل الجاليرى مبتسمة لخالتها بسعادة...فهالها ما رات!!!!....وجدت المكان قد امتلأ بالازهار الحمراء...على شكل باقات رائعة فى كل ركن من الجاليرى...ندية يفوح عطرها فى الاجواء....علمت دون ان تقرأ البطاقات التى جاءت معها من ارسلها...
ـ قالت لنفسها بسعادة...بالتأكيد هو نيكولا...انها ازهارنا الحمراء....انة لم ينسى بعد....!!!!التفتت حين لمس كتفها كف صغير....فصرخت بسعادة من المفاجاة...اوة..لا..صوفيا!!!...كم انا سعيدة لانك استطعت الحضور....
ـ قالت صوفيا بحنان غامر وعيناها تملاها الدموع...وكيف لا اتى فى يوم هام كهذا...كم اشتقت اليك لالمار...ان الحياة دونك بايطاليا لا طعم لها!!...انها البمرة الاولى التى نفترق فيها لمدة طويلة....اوة...لامار اخبرينى كيف حالك...وما اخبارك...ان الجاليرى رائع...وكاننى دخلت لمشاهدة احدى متاحف ايطاليا!!!!
ـ اوة..لا تبالغى صوفيا.. ان حجم الجاليرى صغير.....لقد عملت حقا بجهد كبير حتى اصل لما ترينة الان...وحمدا للة...انا سعيدة بالنتيجة...ولكن اخبرينى هل اتيت وحدك؟؟؟؟
ـ استدركت صوفيا بدهشة...اوة لا...لقد نسيت...ان ستيف بالخارج مع هيلدا....رؤيتك انستنى كل شىء....حركت راسها بحزن....الى متى لامار ستبقين هنا...متى تعودين؟؟؟؟
ـ ابتسمت لها لامار برقة...مازال الطريق فى بدايتة صوفى...ربما استقر هنا..لا ادرى بعد...هيا بنا الان...اريد رؤية ستيف...وغمزت لها مداعبة..اود ان ارى كم تغير وكم اثرت علية...!!!!
ـ اتجها معا الى الخارج وخطت نحو ستيف بسعادة لتحتضنة...مرحبا ستيف..كم انا سعيدة لرؤيتك..وصلت لانفها رائحة عطر رجولى لا يمكن ان تنساة..لم تكن تعلم ان ستيفيضع نفس نوع العطر الذى يضعة نيكولا..
ـ قال ستيف بسعادة...انا ايضا سعيد برؤيتك...كم انا معجب بما حققتة هنا فى المكان...علمت من هيلدا كيف كان حالة...واضح جدا مدى الجهد الذى بذلتية لتحولية لتلك التحفة...اوة..بالمناسبة...اود شراء احدى اللوحات التى اعجبت صوفيا هنا...انا لم ارها بعد ولكننى متاكد من ذوقها ..بالتاكيد هى لوحة صاخبة مليئة بالألوان...
ـ اجابتة لامار بمرح...اعتقد اننى عرفت اية لوحة اعجبتها....ستجدها على اليمين حين تدخل وقت الافتتاح...ستعجبك!!توقفت دقات قلبها حين سمعت صوتا ساخرا خلفها....والان ستيف الن تقدمنى للسنيورة؟؟!!
ـ التفتت مشدوهة خلفهاوجدت نيكولا واقفا مرتديا حلة سوداء للسهرة...وعطرة الرجولى يفوح حولها...ممسكا بسيجار كوبى فاخر ينفث دخانة فى الهواء بعيدا عنها....صدمت لرؤيتة بهذا النحول...ونظرات عينية تملأها المرارة والحزن..!!
ـ قال بسخرية وتهكم..فلاقدم نفسى اذن....بما انك لا تريد تقديمى ستيف!!!...نيكولا كريستيانو...ورفع يدها ملثما اياها دون عاطفة ...تشرفت بلقائك سنيورا لامار فيرناندو....
تنحنح ستيف بارتباك قائلا... اعتقد اننى ساذهب للبحث عن صوفيا....!!...بأذنكما!!!
ـ تمالكت لامار نفسها من الصدمة وسالتة متصنعة اللامبالاة..ما الذى اتى بك الى هنا..الم اخبرك باننى لا اريد رؤيتك مرة اخرى؟؟؟
ـ اجابها بسخرية....شكرا لذوقك وحسن ضيافتك...اعتقد انك اذا استقبلت باقى زبائنك بتلك الطريقة.....اؤكد لك انك ستجنين ارباحا طائلة فى وقت قصير...اوة..بالمناسبة..تبدين فاتنة سنيورة!!!
ــــــــــــــــــــــ الفصل الاخير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ

التفت نحو واجهة الجاليرى يرفع حاجبية بدهشة...اوة...لقد استمعت لنصيحتى وجعلتى من القناع واجهة المكان...
اومأ براسة متهكما...فتاة عاقلة!!!!
ـ قالت بحنق...انا لم اطلب استشارتك او مساعدتك..انا الان لست فى حاجة لأى انسان...استطيع الاعتماد على نفسى...وبالنسبة للتمثال..رايت انة ...انة..انة سيكون شىء لطيف وضعة ليلة الافتتاح...ولكن بعد ذلك لا ارى اهمية لوجودة...لذا ارجو منك ان تأخذة معك اليلة عند عودتك..انا حقا لا استطيع ان اتوصل لسبب واحد على الاقل..لمجيئك الليلة؟؟!!
ـ اجابها بنفاذ صبر...كنت قد نسيت كم انت امرأة مزعجة!!!..حسنا لامى...بالنسبة للتمثال ..انا ارى ان وجودة شىء هام بالنسبة لسمعة الجاليرى ومصداقيتة...وارجو ان تفعلى ما انصحك بة..لدى خبرة كما تعلمين فى ادارة الاعمال !!!
اما بالنسبة لعودتة الى...وصمت للحظة متأملا وجهها ثم اردف بغموض..فلا تقلقى لهذا الأمر...لقد اقترب ميعاد عودتة!!!
اما اخيرا وليس اخرا...سبب قدومى الليلة..قال بسخرية...ان زوجتى لديها اليوم حدث من اهم الاحداث فى حياتها...حدث تبرهن فية لى..وللجميع انها امراة مستقلة...تستطيع ان تعيش وحدها وتصل لمبتغاها بنجاح.....لذلك كان وجودى هام ..لرؤية نجاحها..والذى افخر بة اليوم كثيرا!!!...
اوة...نسيت ايضا تذكيرك بأن اليونان قريب جدا من تركيا....انة على حدودها الغربية كما تعلمين وكنت انهى بعض الاعمال هناك...فكان سهل جدا مجيئى الى هنا...ورفع كتفية بلا مبالاة مضيفا....لم تستغرق الرحلة الى هنا بالطائرة سوى ساعة!!!!
ـ حركت راسها باستسلام قائلة...لا تعليق نيكولا...دائما تربح المعركة وبجدارة...
ـ اجابها مبتسما بمرارة...نعم لامى اربح دائما معاركى وبنجاح ...عدا معركة واحدة....مازلت احارب فيها...ولم اربحها حتى الان...معركة حياتى كلها...معركتى معك لامار؟؟!!!
ـ قالت بارتباك...نيكولا..من فضلك..لا اريد أن.....
ـ قاطعها قائلا...حسنا حسنا لامى...ليس الوقت ولا المكان مناسبين الان لحديث كهذا...ولكن اعدك ان يكون بيننا وقت كافى لتصفية كل الحسابات...اردت فقط اخبارك امر ما....
ـ نظرت الية متسائلة...وعيناها تجوبان فى ملامحة ...كم اشتاقت الية...مازال تاثيرة عليها مدمرا...كل عصب فى جسدها متنبها لوجودة....راسها يدق بألم ...يطابها ان ترمى بنفسها بين ذراعية الان..وتتوسلة لكى يعودا معا الى منزلهما
انها لا تشعر بشىء من حولها...فقط حضورة القوى الذى يفرضة على كل ما حولهما....اكان يجب ان تاتى الليلة بالذات؟؟!!...احتاج لكثير من الثقة اليوم...ووجودك يشوش كل تفكير منطقى لدى......كم احبك!!!!
ـ سالها ببساطة....ما رايك اذن بالامر؟؟!!
ـ اجابت بارتباك..اوة..نعم بالطبع...!!!
ـ سالها متعجبا..أذن انت موافقة...شىء غريب توقعت معركة !!!...حسنا...ثم نظر الى خلفة مناديا ...سامويل!!...كارميلو!!!...هيا الى الداخل...وسوف تحصلان على التعليمات من السنيورة بشأن المواعيد فيما بعد...!!!
ـ فتحت فمها مندهشة من الرجلين ضخمى الجثة الذين يرتديان حلة رسمية كظباط الأمن يدلفان الى الجاليرى ببساطة!!!
التفتت نحوة بغضب صارخة...ما هذا نيك..ما الامر ومن هؤلاء..انا لم اوافـ.....
ـ قاطعها بحنق..نعم..نعم بالطبع ..وكيف يمر الامر دون صراع....كنت على وشك تصديق انك اصبحت تملكين عقلا متزنا ..وهز راسة متعجبا...ولكنة شىء مستحيل طبعا...حسنا لامار اريدك ان ترينى الجاليرى من الداخل...فى الحقيقة ليس لدى وقت..لن ابقى لموعد الافتتاح...وضع يدة على شفتيها يمنعها الرد...سنتناقش بالأمر فى الداخل...هيا!!!!
وجرها خلفة دون الاستماع لاعتراضاتها...نحو الجاليرى.....
عند دخولة تلفت حولة متسائلا بحنق...اللعنة..الا يمكن الحصول على بعض الخصوصية هنا...ثم التفت نحوها بتحدى قائلا...اتحبين ان يتم النقاش بيننا هنا على مرأى ومسمع من الرجلين..ام ستجدين لنا مكانا ملائما..؟؟؟؟
ـ حركت راسها بياس قائلة..حسنا نيكولا...يوجد غرفة بالخلف نستخدمها كمخزن...
ـ امسك بيدا ودلفا نحو الغرفة...وحين اصبحا بالداخل...جذبها نحوة فجأة معانقا اياها ويدية تمسكان وجهها بتملك جائع!!!
تجاوبت معة ببساطة وكانة امر اصبحت تعتاد علية..وتقوم بة دون تفكير.....انزل يدة ليدسها تحت قماش ثوبها خلف ظهرها..ويدة الاخرى مازالت فوق وجنتها...وابتعد عنها ببطء وانفاسة المتلاحقة تلفح وجهها...اوة لامار..اشتقت اليك كثيرا...هل اشتقت الى؟؟!!
ـ نظرت الية بضعف...لفت انتباهها خصلة شعرها المقصوصو وقد صنع منها جديلة يلفها حول معصمة بشريط اسود حريرى.... اوشكت ان تخبرة كم اشتاقت الية حين ظهرت شيطانتها....!!!!...
أذهب الى الجحيم نيكولا!!..لقد افسدت احمر الشفاة ...ماذا اقول حين يرانى الجميع الان...!!!!
ـ اطرق يحرك راسة باحباط...ثم رفعها ناظرا اليها بمكر...بالتاكيد احضرتى قلم احمرالشفاة معك..هل احضرتية؟؟!!
ـ زفرت بحنق..اوة..نعم احضرتة..ولكن ذلك...
ـ قاطعها بسعادة قائلا...حسنا اذن..فلنفسدة اكثر من ذلك!!!!...ولم يعطها الفرصة للأعتراض...غمرها بعناق جامح غابا فية عن المكان للحظات طويلة...ويدية تشعرانها بكم الشوق واللهفة التى يحملها داخلة طوال فترة فراقهما...ثم ابتعد عنها بانفاس مضطربة هامسا...اشتقت الى..اعلم انك اشتقت الى..لا تكذبى لامى..!!!!
ـ اقتربت منة محتضنة اياة بلهفة وقد سمع نشيج بكائها المكتوم....قالت من بين دموعها...لماذا اتيت الليلة..لماذا...انا لا احتمل وجودك هنا..انك تحطمنى نيكولا...لن اقوى على الاستمرار فيما بدأتة وانت تحاصرنى فى كل لحظة....انا تعبة نيكولا..تعبة...!!!
ورفعت عيناها بدموع مترقرقة...ارجوك نيكولا..اعطنى الفرصة كى اجد نفسى مرة اخرى...تذكر ان والدى سيبقى بيننا الى الابد...اتوسل اليك نيكولا...اعطنى الفرصة لكى اتنفس بعيدا عنك!!!!
ـ قال والألم المرير يظهر فى نظرات عينية... الهذة الدرجة اعيق مسيرة حياتك لامى...حسنا!!..سوف اغادر الان كما اخبرتك..ولكن ارجوك اتركى الرجلين هنا كحراس للأمن ..انهم مدربين على مستوى عالى...يستطيعان حمايتك وحماية المكان من اى اعتداء!!!...ارجوك لامى...كى اكون مطمئنا عليك وانا بعيد عنك...اضاف باصرار...لن اذهب من هنا..الا اذا وافقت على ابقائهما!!!!
ـ اطرقت بحزن ..حسنا نيك..اعدك اننى سأبقيهما هنا....!!
ـ ابتسم ابتسامة ارتياح لم تصل لعينية قائلا..تلك فتاتى المطيعة...واقترب مفبلا جبينها بخفة...ثم ابتعد متاكلا وجهها للحظة ...وقال وابتسامتة المريرة لم تفارقة..الى اللقاء لامى...وابتعد مسرعا من المكان وقد اخرج منديلا من جيبة يمسح أثار عناقهما الجامح منذ لحظات دون ان يلتفت نحوها مرة اخرى.....
جلست فوق مكتبها احد الايام تعانى من صداع قوى من جراء السهر لوقت متأخر الليلة المناضية....
تكرت ليلة الافتتاح منذ اسبوع مضى..كانت ليلة ناجحة و رائعة ..وقد لاقى الجاليرى ومعروضاتى استحسان كثير من الحضور..حتى ان البعض منهم قام بشراء بعض القطع ووجدت نفسها تربح للمرة الاولى ربح خاص بها ..ربح نتاج مجهودها وعملهاهى فقط!!!!
وتوالت بعدها النجاحات واصبحت شهرة الجاليرى قوية خلال فترة قصيرة!!!
بالتأكيد عملية البيع لا تسير بشكل مستمر وبكميات كبيرة..بسبب طبيعة العمل....ولكنها حين تقوم بأحدى صفقات البيع..تربح منها مبلغا كبيرا يغطى نفقاتها ومصروفات المكان ويمكنها ايضا ان تدخر مبلغ صغير منة..او تشترى بة احدى القطع الجديدة لتسويقها...ابتسمت بارتياح قائلة لنفسها...عملى يسير بشكل مستقر!!!!
ثم نظرت لنفسها فى المراة المجاورة على الحائط الجانبى....معترفة...ولكنك لست سعيدة لامار....لا سعادة بدونة.....
نجاح؟؟؟...ربما...ولكنة غير مكتمل!!!!
انتبهت من افكارها على اقتراب مساعدتها والتى توطدت بينهما الصلة الى حد ما بمرور الوقت....ابتسمت سامى بسعادة مشيرة برأٍها نحو الورود الحمراء التى تحملها بين يديها قائلة...الورود!!!...الا ترين انها تأخرت قليلا اليوم؟؟!!
ـ اجابتها لامار بقلق..نعم ..اعتقد ذلك...ولكن ما هذا؟؟...كانت تقصد بذلك المغلف الذى تحملة سامى باليد اللاخرى
لقد اعتادت منذ ليلة الافتتاح على تلقى الزهور الحمراء مرسلة من نيكولا كل يومين...فحين توشك احدى الباقات على الذبول...تجدة قد ارسل لها فى نفس اليوم باقة جديدة ندية مع بطاقة صغيرة مكتوب عليها كلمات لا تتبدل ابدا فى كل مرة
لتبقى مشاعرنا متقدة الى الابد
نيكولا
وها هى تتلقاها كعادتها اليوم مع اقتراب ذبول الباقة السابقة....والتى وضعتها ككل مرة بانية الزهور الفخمة فوق سطح مكتبها على يمينها...حتى اصبحت احدى رموز الجاليرى تماما مثل قناع اثينا!!!!...مشاعرة تحاصرها فى كل لحظة وكل مكان...ان لم تكن بصورتة التى لا تفارق خيالها..تكون بورودو التى تملاأ بعطرها اجواء الجاليرى!!!!..كل يوم...
امسكت بالمغلف الصغير بين يديها تفتحة بترقب...فوجدت بة ورقتين ادهشتاها دهشة كبيرة......
كانت الاولى اشعار من البنك فى ايطاليا لاضافة الدفعة الاخيرة من ارباح الشركة الجديدة!!..شركة لامار للعطور الفرنسية....فى حسابها!!
والورقة الاخرى كانت بعض من المستندات التى توضح موافقة بنك كريستيانو على منحها القرض الذى تقدمت بطلب لحصولها علية ..وتاريخ الموافقة يسبق مقابلتها نيكولا بعشرة ايام فقط!!!!
ـ قالت والدموع تترقرق فى عيناها..أذن لم يكن كاذبا حين اخبرنى ان مقابلتنا فى البنك كانت محض صدفة...وها هو يثبت لى ايضا انة لم يكن يريد الحصول على اموالى وشركتى..والدليل ...وضع الارباح بحسابى فى البنك!!!
ـ قالت سامى معاتبة...برغم اننى لا افهم ما يجرى بينكما...ولكن مما اراة امامى كل يوم...انا متأكدة من انة يحبك لامار...لم لا تعودين الية؟؟!!...نادر هذة الايام ان نجد الحب ...وهذا ليس اى حب!!!!
ـ اجابتها لامار بمرارة...لم يكن الحب مشكلة بيننا ابدا...ان مشكلتنا اكبر من هذا...شىء ليس بيدى او بيدة...انة تاريخ قديم يفرض علينا وجودة وبقوة كلما جمعنا مكان...او جمعتنا لحظات من الحب....لا سبيل لنا بالتخلص منة سوى بمعجزة...اضافت بسخريةوها انا بانتظار تلك المعجزة!!!!!!
مرت الايام بعدها برتابة روتينية ...العمل يسير بشكل جيد...ولكن السعادة تابى ان تدق ابواب قلبها...لا طعم لاى نجاح تتوصل الية...ليالى طويلة من الوحدة والشوق...ونهار حافل بالعمل والارهاق...ثلاثة شهور من اخر لقاء بينهما ...ليلة الافتتاح...وهى تكاد تجن من شوقها الية...احيانا تشعر انها ستترك كل شىء وتهرب الية تركع تحت قدمية وتتوسلة ان يسامحها على كبريائها العنيدة...وتعود صورة والدها المجروحة للظهور ...فتكسو البرودة قلبها...وتختنق مشاعرها داخل صدرها...فتستسلم لواقعها الجديد الرتيب....
صرفت الليلة رجال الامن ليعودوا الى منازلهم ...وقد استأذنت سامى للمغادرة اليوم باكرا بسبب ظروف طارئة...وها هى وحدها تغلق ابواب الجاليرى فى موعد الاغلاق المعتاد...حين سمعت من خلفها صوتا خافتا طالما تمنت ان تسمعة من ليال طويلة...
ـ اين رجال الامن بحق الجحيم...كيف يتركونك لاغلاق الجاليرى وحدك...اضاف متوعدا...سيكون حسابى معهم عسير فى الغد؟؟؟؟
ـ التفتت نحو مصرد الصوت متفاجأ...نيكولا؟؟؟...
ـ اقترب منها ممسكا المفاتيح بغضب...دعى الامر لى...تلفت نحوة بعصبية...اين هؤلاء الحمقى بحق الجحيم!!!!
ـ اجابتة بارتباك...لقد صرفتهم للتو...لم اجد داعيا لبقائهم تالليلة...ان الاجواء هنا امنة...
ـ نظر اليها بحنق مجيبا وقد انهى عملة باغلاق الابواب...اتمنى الا تكونى تقومين بهذا الفعل الاحمق كل ليلة..انا هنا على حافة الوصول الى الجنون!!!!
ـ ازعجتها كلماتة المستفزة فصاحت بحنق...كيف تجرؤ وتقتحم المكان هكذا دون استئذان..انا لا اسمح لك...ولا يهمنى ان اصبت بالجنون او البلاهة..الامر سيان بالنسبة لى...ورفعت راسها بعناد ملتزمة الصمت....
ـ تاملها صامتا يرسم على وجههة ابتسامة مشرقة ظهرت من خلالها غمازتية التى اشتاقت كثيرا لرؤيتها ...ثم اجابها بمرح....اوة..كما انت ...نمرة ولكن...لم تعودى جليدية ...بل مشتعلة!!!!!...اقترب منها محتضنا...اشتقت اليك كثيرا حبيبتى...ثم ابعدها عنة يسالها بمكر...هل اشتقت الى؟؟!!
ـ كان احتضانة لها هو اقصى امنياتها المستحيلة فى تلك الليلة..وها هو قد حقق تلك الامنية بحضورة المفاجىء وهى فى اكثر لحظاتها ضعفا واحتياجا الية... اجابتة بصوت مخنوق مرتعش...ابدا!!!
ـ اقترب منها هامسا...كاذبة حبيبتى...كاذبة كبيرة!!..والان هل يمكن ان تدعونى زوجتى العزيزة الى كوب من القهوة؟؟؟...امم..لكن مهلا..لدى شىء افضل فى هذا الحر الفظيع!!!. ما رايك فى شراب مثلج طازج؟؟؟..انا من سيدعوك الى كوب من عصير العنب...زجاجة من باكورة انتاج مصنعى...ولكن بشرط؟؟... فى منزلك!!...
اضاف متوسلا...ارجوك لامار...امنحينى هذة الفرصة...احتاج حقا للحديث معك فى امر هام...لن تندمى..اعدك...
ـ كان شوقها الية قد منع عقلها تماما من العمل...اجابتة ناظرة لعيناة لا تقوى الهرب منهما..لقد..لقد وصلتنى رسالتك الخاصة بالمستندات واشعار البنك...انا....
ـ قال بنفاذ صبر...اللعنة على كل شىء...لا اريد الحديث الان...اريد ان ترشدينى فقط الى الطريق لمنزلك ....اعرف العنوان ولكنى لا اعرف الطرق هنا...كما اننى متعب حقا...انا لم انم منذ الامس...ارجوك لا تجادلينى...سنذهب بسيارتك!!
ـ اومات براسها ...حسنا نيكولا...سنذهب معا!!
كانت شقتها مكونة من ثلاثة غرف للنوم وغرفة استقبال واسعة ومطبخ وحمامين احدهما بغرفة النوم الرئيسية ...حين دلفا معا لداخل الشقة استقبلتهم هيلدا بسعادة ...كانت ماتزال مستيقظة لانتظار عودة لامار ككل ليلة...
ـ احتضنت نيكولا بسعادة قائلة...كم انا سعيدة لرؤيتك سنيور...وادرات نظرها بينهما ...بل سعيدة لعودتكما معا...!!
ـ همت لامار بتوضيح الامرلها فسبقها نيكولا قائلا بسعادة...اشكرك هيلدا...انا ايضا اعيش اسعد لحظات حياتى الليلة..
هل يمكننى ان اطلب منك شيئا..؟؟!
ـ اجابتة هيلدا بسعادة...بالطبع سنيور!!!
ـ غمز لها قائلا...نحتاج كأسين وبضع قطع الثلج...ولكن قبل كل هذا ...اتمنى ان تعدى لى بعض السندويتشات...اشعر بجوع شديد!!!
ـ خرجت هيلدا مسرعة للخارج قائلة...بالطبع سنيور...حالا!!!
ـ قبل ان تختفى ناداها قائلا...من فضلك هيلدا احضرى تلك الاشياء لغرفة نوم لامى....
ـ قالت لامار بحنق...لا لا لا...فى احلامك نيكولا...لن تدخل غرفة نومى ابدا...!!!
ـ اقترب منها واضعا يدية بجيبة يهمس...بل سادخل...وسانام على سريرك الليلة...وستنامين ايضا بين ذراعى حتى الصباح...ولكن قبلا...ساخذ حماما...ثم نتحدث...وبعدها...تقررين ما الذى تريدين فعلة...وبأى شكل!!!!
ـ تركها فاغرة فمها ببلاهة ...تسال نفسها...هل مل يحدث الان هو حقيقة ام حلم...هل هو هنا بالفعل...بل هل حقا هو بغرفة نومها الان...ولكن مهلا...انة لا يعرف ايهما غرفة نومها....
التفتت فوجدتة يقف فى وسط الشقة محتارا بين ثلاثة ابواب...التزمت الصمت بعناد وهى تعلم انة لا يدرى اى منهما غرفتها...
ـ وضع يدية على جانبية يسالها بتحدى...هل ستخبريننى ايهما غرفتك...ام احاول اكتشاف الامر بنفسى ثم اجدنى داخل غرفة هيلدا...
وضحت خطوط الاجهاد حول عينية ...والنحول الذى اصابة ...
ـ قالت بعناد...انك لا تملك ملابس هنا...
ـ اجابها بمكر...لا مشكلة...انت تملكين بالتاكيد مناشف كثيرة...تكفى واحدة...ثم...اننا لن نحتاج لملابس كثيرة الليلة...ان الطقس حار جدا بتركيا...رطوبة شديدة...
ـ حركت راسها باستسلام...انها الغرفة الوسطى نيكولا....!!!...تعترف انها سعيدة بوجودة هنا...بل انها تريد ان ترمى بنفسها فى التيار وترى الى اين سيذهب بها...لقد اشتاقت الية بشكل قاتل...وستترك العنان لمشاعرها الليلة...دون التزام من ناحيتها او وعود...هى فى النهاية ما تزال زوجتة...!!!!!!!!
خرج من حمام غرفتها يلف المنشفة حول وسطة...وقد وجد هيلدا قد احضرت السندويتشات والاكواب الفارغة...واضعة زجاجة العصير التى احضرها معة وسط مكعبات الثلج...
كانت لامار قد خرجت هى الاخرى من الحمام الخارجى وقد ارتدت بيجاما حريرية بلون الزهر ووضعت بعض قطرا من عطرها...
ـ تاملهامبتسما وسالها ...هل ما اراة امامى هو استسلام ...ام شوق!!!
ـ ان الضعف بدأيدب فى اوصالها...انة الان كما تمنتة تماما طوال الليالى الماضية امامها وبغرفة نومها...لا تفصل بينهما سوى خطوات صغيرة...قالت لنفسها...تشجعى يا فتاة...أذهبى الية...تعرفين كم تتوقين لتقتربى منة...
خطت عدة خطوات مترددة نحوة دون ان تتكلم...ثم تشجعت وخطت باقى الخطوات الفاصلة بينهما ...واحتضنتة ملقية براسها فوق صدرة دون ان تنبس ببنت شفة...!!!
ـ همس بحب قائلا...اوة...سنيورة لامار...لا تفعلى بى هذا...لا تعلمين كم انا ضعيف الان...لا اريد ان استغل الفرصة ثم تندمين بعدها فى الصباح...ابعدها عنة برفق قائلا...اعطينى الفرصة لكى اكل...وبعدها نتحدث...اعدك بعد ذلك ان...
ـ زفرت بعصبية مبتعدة عنة والقت بنفسها فوق المقعد الوثير الملاصق لنافذة الغرفة قائلا...انا لا ارمى بنفسى عليك نيكولا...اخبرنى ماذا تريد منى...لماذا اتيت؟؟!!
ـ لم يجبها ..بل اقترب من الطعام واخذ الطبق ثم جلس فى المقعد المجاور لها وشرع يأكل فى صمت...وحين انتهى...اخذ زجاجة الشراب وفتحها ثم صب بعضا منة فى الكاسين واعطاها احدهما قائلا بثقة...تذوقية...سيعجبك...
ـ تناولتة منة بنفاذ صبر وارتشفت منة عدة رشفات...ثم قال بعصبية...والان نيكولا...ها قد اكلت...اخبرنى ما الامر الذى اردت ان تحدثنى بة؟؟!!
ـ وضع الكأس من يدة..واطرق مفكرا للحظات ثم رفع راسة قائلا...انة بشأن والدك لامار!!!!
ـ نهضت بغضب صارخة...لن اسمح لك ان تخبرنى هذة الاكاذيب عنة مرة اخرى...ان كان هذا ما جئت لاجلة...هناك غرفة اخرى خالية...ونظرت الية ببرود مضيفة...الغرفة الموجودة على اليمين ...بامكانك النوم فيها!!!
ـ نهض ممسكا بكتفيها...استمعى الى الان جيدا للنهاية ولا تقاطعينى ...استدار مبتعدا وجلس فوق السرير قائلا...تعالى لامار ...اجلسى من فضلك...ما سأقولة ليس فية شىء يغضبك...اوما لها براسة مؤكدا...ارجوك!!!
ـ اقتربت منة بصمت وجلست ...تنهد بعمق ثم قال...الامر اننى منذ ثلاثة اشهر...من اخر لقاء لنا فى المزرعة..حين رايت كم انت واثقة من براءة والدك...ومصممة على انة لم يكن ابدا لة صلة باى عمليات مشبوهة..و...بعد ان تركتنى..
قررت ان اعيد البحث مرة اخرى فى ملابسات الحادث...ولكن ليس بمساعدة الشرطة...بل بمساعدة المافيا!!!!!!
ـ نظرت الية بذهول وهمت ان تسالة ولكن باشارة من يدة منبها لها انة لا يريد مقاطعة....اكمل قائلا..نعم لامى...لقد بحثت عن الحقيقة من خلالهم...قال بسخرية...تعلمين كم للمال سطوة..كما اخبرتنى من قبل...فاستغليت ذلك وبمهارة...
دفعت كثيرا من الرشاوى....وسالت احد الافراد الذين لهم اتصالات قوية...وقد توصلوا لاخر ما كنت اتوقعة...
ان والدك كان يعطيهم جزء من ارباح استخراج الذهب وثقلة...حتى يتركونة يعمل بسلام..دون وضع عراقيل فى طريق التقيب..وطريق التوريد...كما تعلمين بامكانهم ان يكونوا كالقراصنة....
لذلك استسلم لهم والدك...حتى انة اصبحت لدية ثقة وحظوة عندهم بسبب المبالغ الطائلة التى يحصلون عليها من خلالة...
وذلك دون اغفال انهم قد هددوة بانهاء حياتكما انت ووالدتك اذا لم يرضخ لمطالبهم....
على كل حال...فى احدى المرات ... تحدث مع شخص كان مقربا الية ..تصل الصلة بينهما الى حد الصداقة!!! ..حديث ودى....فذكر غضبة الشديد من علاقتك بانطونى...وعدم رضاة عن تلك العلاقة...واصرارانطونى على الاستمرار فيها...وانتهى الحديث بينهما بشكل طبيعى...فوصل حديثة لاحد الزعماء المستفيدين من ارباح العمل معة بشكل كبير...
اراد ان يقوم بمجاملة لوالدك...فى محاولة لتوطيد العلاقات بينهم...واضاف بسخرية..ولتأكيد حسن النوايا!!!
ـ صرخت لامار برعب قائلة...لا...ارسل من يقتل طونى دون علم والدى..ظنا منة ان ذلك مجاملة تسعدة...!!!
ـ اومأ نيكولا براسة مؤكدا...نعم..وذلك شىء شائع بينهم..مجاملاتهم كثيرة فى هذا المجال.....ولكن حين علم والدك بما حدث...ثار وغضب..واخبرهم انهم اخطأوا...وانة لم يكن يريد الموت ابدا لطونى...ورفض التعامل معهم مرة اخرى..و..امتنع عن دفع الاموال التى اعتاد على دفعها لضمان ابعادهم عن عملة وعن اسرتة...وما كان منهم الا ان قتلوة هو ايضا بعد ان فشلت محاولاتهم المستميتة فى اعادة الصلة بينهم كما كانت....
ـ نهضت لامار برعب تحرك راسها غير مصدقة...لا..لا اصدق..اذا لم يكن حادث عادى..لم يكن السائق نائما!!!
ـ قال نيكولا ...نعم لامار..كان الحادث مدبرا للانتقام من والدك...بسبب خروجة عن سلطتهم....
ـ لا يمكن نيكولا...انة كابوس...المجرمون...انطونى..ثم والدى...لم اصدق ابدا انة عميلا لهم..تذكرت الان التغيير الذى الم بوالدى بعد مغادرة طونى تلك الليلة صباح اليوم التالى...اصبح حزينا عصبيا...لم يعد مرحا هادئا بعدها كما كان...لقد عانى والدى من تأنيب الضمير لما حدث لطونى بسببة...اومأت بحزن ...الان وضح كل شىء...
نظرت الية بحب ...هل فعلت كل ذلك من اجلى نيكولا؟؟؟
ـ نعم لامار...شككت بالامر حين رايتك مؤمنة ببرائة والدك...ولم يهدا لى بال حتى توصلت للحقيقة..لانى احبك لامى..احبك بجنون...لم احتمل فراقنا القاسى لحظة واحدة...لقد اخبرت خالتى ووالدتى بالحقيقة..واصبحتا اكثر تفهما
ومع الوقت ...ستنتهى كل احقاد الماضى!!!
والان لامار...هل ستمنحى حبنا الفرصة...هل ستعودى الى لامى...انا لا احتمل الابتعاد عنك اكثر من ذلك!!!!
ـ ركعت لامارعلى ركبتيها جانب السرير قائلة...سامحنى نيكولا...لقد عذبتك كثيرا..حبى لوالدى كان سببا لعذابى..ولكن اعترف ان والدى اخطأ باستسلامة...كان علية ان...
ـ جذبها نحو صدرة محتضنا بسعادة...لا لامار...لن نحاكم احدا بعد الان..ولن نسمح لاحد بان يحاكمنا...لم يعد بيننا حزن...فقط حب...احبك لامار واتمنى ان اعوض كل ثانية مرت فى عمرى وانت بعيدة عنى...تعلمين كم انتظرتك طويلا لامى..وكم تعذبنا...يكفى الان...
رفع وجهها نحوة فى عناق طويل ...اشبع فية توقة اليها ...وجسدت احلامها التى ارقتها ليالى طويلة....مع كل لمسة وهمسة منها ...اخبرتة كم تحبة بل كم تعشقة...وقبل كل هذا...كم هى فخورة لاتمائها الية...وغابا معا لفترة طويلة فى دوامات حبهما العاصفة!!!!
فى الصباح...بعد ليلة مرت كالحلم اللذيذ...كانا مايزالان فى الفراش ...
ـ سالتة لامار بحيرة وهى تستمتع بقربة منها وهة بين ذراعية...لا ادرى..ماذا سافعل بالجاليرى نيكولا؟؟
ـ اجابها وهو يداعب خصلات شعرها... لا مشكلة...سننقل النشاط لايطاليا وسنعمل افتتاحا كبيرا هناك...لا تقلقى..سيستمر جاليرى اثينا..ومالكتة الفاتنة!!!
اوة نسيت...لقد احضرت معى دعوة الزفاف ...صوفى وستيف ينويان الزواج بعد شهر من الان...
ـ اذن يجب ان نسافر ..لقد وعدتها بمساعدتها فى التحضيرات!!!
ـ زاد من احتضانة لها قائلا..لا حبيبتى...سوف نسافر اليوم الى الريفييرا الايطالية لنبدأ شهر عسل جديد...اريد ان اعوض كا الليالى التى حرمتنى منك فيها...لم اكتفى منك بعد..وبالنسبة لصوفيا..لا تقلقى..لقد تعاقدت لها مع اكبر مصممات حفلات الزفاف...وهى الان معها اربع وعشرون ساعة حتى تنهى كل ما تريدة صوفى وبدقة!!!
ـ نهضت وعانقتة بشغف قائلة..انت رائع حبيبى..ولكن ...ما هى الهدية المناسبة التى تعتقد انها تلائمهما..ماذا نحضر لهما؟؟؟!!!
ـ صمت مفكرا للحظات ...اممم..اعتقد ان غلالة من الحرير الشفاف ستكون هدية رائعة...الا توافقيننى الرأى...غمز بعينة ...احب ذلك كثيرا...
ـ التصقت بة بدلال تداعب خصلات شعرة!!!
ـ سألها بمكر...والان يا نمرتى المشتعلة...اممم...هل اشتقت الى؟؟!!!!!!!
ـ اجابت وهى تقترب منة...اوة حبيبى.....دائما..والى الابد..........................!!!!!!!!


النهاية

 
 

 

عرض البوم صور مايا مختار  
قديم 16-06-08, 01:50 PM   المشاركة رقم: 133
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
الغائبة الحاضرة


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77589
المشاركات: 3,125
الجنس أنثى
معدل التقييم: مايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عاليمايا مختار عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 972

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مايا مختار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مايا مختار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

بما انى اتممت طلباتكم على اكمل وجة
لى طلب واحد
انتظر تعليقاتكم وردودكم..وايضا نقدكم
اشكركم عزيزاتى باااااى

 
 

 

عرض البوم صور مايا مختار  
قديم 16-06-08, 02:59 PM   المشاركة رقم: 134
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41448
المشاركات: 10
الجنس ذكر
معدل التقييم: hassan.zs عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hassan.zs غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مايا مختار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكن احنه طماعين بزياد في البدع +تكملة الروايه
حاولات ادخل على كل روابط لكن ولا واحد فتح
بس عن طريق الكتابه
وشكرا

 
 

 

عرض البوم صور hassan.zs  
قديم 16-06-08, 07:15 PM   المشاركة رقم: 135
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68168
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: onar_2000 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
onar_2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مايا مختار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الرواية اكتر من رائعة وانت كاتبة قديرة بالفعل ومش مجاملة ولا حاجة انا كنت سعيدة جدا و انا باقراها و اتمنى ليك دوام التوفيق كما اتمنى انك تنزلى رواايةفى ليلة باردة لانى نفسى اقراها جد ا

 
 

 

عرض البوم صور onar_2000  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الهمسات المشتعلة, روايات احلام المكتوبة, رواية الهمسات المشتعلة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t80636.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط§ظ„ظ‡ظ…ط³ط§طھ ط§ظ„ظ…ط´طھط¹ظ„ط© ظ…ظ† ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط§ط­ظ„ط§ظ… ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ط© - … - ط§ظ„ط¬ط§ظƒطھ ط§ظ„ط±ظˆط³ظٹ This thread Refback 27-02-16 02:11 PM
Ask.com This thread Refback 10-09-15 03:53 PM


الساعة الآن 08:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية