الفصل الثامن:
على بعد أمتار من هنا, تجلس منال على سرير محتضنة طفلتها النائمة بأحضانها بكل سلام..
غريب كل الذي يجري لي, هروبي من مسكني محاولة إنقاذ طفلتي التي لا احد لها سواي,ودخولي هنا بقصر الألغاز
إذا لم يكن به أشباح ما سبب كل الذي يحدث؟, ظننت للحظة بأنني سأذوق طعم الراحة,لكن تفكيري باحتمال خروجي من هنا ومن ثم محاولة قتلي للانتقام مني, لا يكاد يفارقني,لست خائفة على نفسي بل على طفلتي من غدر الزمن, نحن نجهل دوامة الزمن ماذا تفعل بالبشر,نجهل ماذا كتب لنا القدر, نخاف من مستقبل قريب ومن غد قد يكون نهايتنا الأبدية, نطمئن للحظة ونخاف للحظات, نبتسم لثانية ونبكي لساعات,الذي يهدأ من روعي بأن هذا المكان لا يفتكره احد,كنا في المصنع نتساءل عن المصممة المشهورة وصاحبة الشركة والمصنع المشهورين,بأي حي من الأحياء الراقية تسكن,كيف شكل قصرها,ما عدد غرفه, وكثير من الأسئلة تفاجئت بأن الذي رأيته يتنافى عن الذي تخيلته, أظن أن هناك سببا قويا يدفعها للبقاء هنا,بلا احتكاك بالبشر,بقوقعتها بعالم غريب الأطوار,بأي لحظة تتفاجىء بمن حولك, بصوت غريب , بشيء يتحرك خلفك ,وبقراره نفسك تعلم السر ولا تأبه بأنك ستؤذى حتما شيء عجيب.....!....
خرجت رحيق من الشقة أغلقت الباب خلفها,هابطة السلالم بهدوء نحو الطابق السفلي,تشجعت واقتربت من الغرفة التي تريد أن تدخلها بعد كل السنين التي مضت, مسكت مقبض الباب, ولكن لم يفتح الباب, وصرخ صوت أنثوي
من الداخل.........
ـ: ابتعدي يا رحيق.............ابتعدي عن هنا حالا...........لا تصري على الدخول....أريد حمايتك..!..لا تدخلي..
ابتعدي...لا أريد إيذائك...
ـ: لكن لماذا في كل مرة تحذرين هذه تحذيرات المتواصلة.......؟
ـ: لا استطيع الإجابة, اصعدي للطابق العلوي, دعي جورجيت ترقد بسلام..........أرجوك يا رحيق دعيها لا تنبشي جثة الماضي من قبره........
ـ: لكن........
ـ: هيا اذهبي...حالا......انسي هذه الغرفة لا تتذكريها,لأنها محظورة عليك وعلى ضيوفك,لك حق التصرف بباقي الغرف لكن هذه لا.....وألف ..لا انتبهي لكل من يحقد عليك محاولا تدميرك...
ـ: أتعرفين من هم...؟
ـ: نعم لكن لا استطيع ذكر أسمائهم...هيا اصعدي تحدثتِ معي أكثر من أي وقت....استمتعي بتصاميمك ولوحاتك
ودعي جورجيت ترقد بسلام...................
ابتعدت خائبة الأمل متمنية أن تعلم السر يوما, تعلم بعض الخيوط الشبه مقطوعة, لكن الباقي لا., صعدت إلى الطابق العلوي,دخلت غرفة الرسم وأغلقت الباب خلفها استندت إلى الباب وجلست على الأرض تبكي ربما تغسل الدموع بعض أحزانها والالامها..............
يا الهي, ما هذه الحياة التي أحيا بها, حريتي من الكآبة مرهونة بفك رموز الماضي,ما ذنبي أنا؟, سئمت هذا القصر,
أريد الابتعاد لكن لا أقوى, كيف يريدونني أن أبقى هنا ولا شيء يربطني به!,وفي النهاية دائما اسمع تحذيرات متواصلة,لا نهاية لها, ما ذنبي يا ترى؟,حتى في أحلامي أرى كوابيس مزعجة, لم ينتهي الأمر وهؤلاء يحاولون تدميري, ظننت أن حياتي الهادئة ستبقى لكن الإعصار على وشك الوصول ليعم الفوضى بكل ركن وزاوية بداخلي,
آه واه على ماضي مضى حمل بطياته لحظات سعيدة, لم أكن اعلم بحينها سيصيبني هكذا, جورجيت والعجوز الذي رباني, ما سر, أريد أن اعلم ما سبب لعنتها على هذا القصر,صرخ صوت من أعماق الأرض دعي جورجيت ترقد في قبرها بسلام...
نهضت واقفة تريد إبعاد نفسها عن هول المفاجئة التي فاجأتها وهذا الصوت الذي خرج من حيث لا أدري...
فتحت الباب بهدوء..وخرجت..
وجدت ساندي تحتسي الشاي مع منال ويتحدثن بمواضيع شتى, انضمت إليهن بهدوء ربما تنسى أفكارها قليلا...
..................................................
بانتظار تساؤلاتكم وآرائكم.........
تحيتي....