الفصل السابع:
توقفت السيارة أمام القصر الكئيب,دهشت منال من غرابته,وكيف لامرأة مثلها تسكن به ولا تخاف,فقد ظنت أنها تسكن بمكان فاخر يليق بكل ثراءها وغناها,قطع عليها دهشتها,حين طلبت رحيق منهن الخروج..
أخذت منال تنظر الى القاعة الفسيحة, التي تملؤها الغبرة وخيوط العنكبوت,شد انتباهها اللوحات المخيفة كلها تحوي على لمحة حزن خفيه, سمعن صوت مخيف بعض الشيء,خافت منال واحتضنت طفلتها بشدة,انتبهت رحيق وأمسكت بمنال بلطف لتخفف عنها...
ـ: لا تخافي اعلم انه مكان مخيف, أنا لا اسكن بالطابق السفلي بل بالعلوي هيا نصعد..
بتساؤل: هل هو نفس هذا المكان المخيف..
ـ: لا لكن ان سمعت شيئا بالطابق السفلي لا تقلقي به , سيكون خطر على حياتك..
خافت منال: لكن سيدتي كيف تسكنين هنا؟
ـ: لم يحدث شيء حتى أخاف من وجودي هنا,سوى الأصوات التي تصدر وهذا شيء طبيعي بمكان خالي..!!!!!!
حين وصلن إلى الشقة بالطابق العلوي وأغلق الباب من خلفهن تنفسن بارتياح جميعا,أعجبت منال بجمال الأثاث والديكورات المكلفة, والألوان الهادئة...
ـ: إن هنا مختلف تماما على ما رأيته..
ـ: نعم فلا يعقل أن اسكن بمكان غير مريح ويسبب لي القلق..
ـ: اشعر بهذا القصر, كفلم قمت بمشاهدته والآن أنا بداخله..
ـ: أتقصدين ذاك القصر الكبير الذي عرف أخيرا أن الأرواح هي من كانت تسبب كل ما يحدث به..؟؟
ـ: نعم, لكن اشعر بشيء مختلف هنا, فلا يوجد سوى أنت وساندي وهذه الشقة العصرية..
ـ: حتما يوجد اختلاف لسنا بفلم سينمائي بل واقعي وكل ما يحدث ليس بسبب الأرواح..!!!؟؟؟!!!!!!!
بفضول, ـ: من ماذا...؟
ـ: لا استطيع الإجابة على سؤالك..
بأسف,ـ: اعذري فضولي الأحمق سيدتي..
ـ: لا داعي للاعتذار,وأفضل بأن تناديني باسمي رحيق ستسكنين هنا,والأفضل أن لا يوجد نوع من تعامل الرسمي,
تصرفي على طبيعتك, وإذا احتاجت طفلتك أي شيء لا تترددي..
بتأثرـ: حسنا,أمام كرمك ألا محدود لا استطيع أن اصف شعوري..
ابتسمت لها,ـ: ألن تشاهدي الغرفة التي أعددتها ساندي؟
ـ: بلى أين هي؟
رافقتها وفتحت الباب لتجد غرفه أشبه بغرفة ملكيه,كأنها أعددت لملك لا لآي زائر غير متوقع.
ـ: لا سيدتي لا استطيع قبولها..
ـ: بلى ستقبلينها, إنها لا تساوي شيئا أمام غرفة نومي,استريحي الآن ولا تفكري بشيء..
خرجت وتركتها متفاجئة من كل ما يحدث لها وكيف تغيرت حياتها بلمح البصر..
توجهت إلى مكتبها الذي يقع بابه بغرفة نومها, دخلته, وأغلقت الباب بعد ان أوصت ساندي على منال وطفلتها,
رفعت سماعة الهاتف وجدته مقطوع كما كل مرة, ضحكت وأخرجت هاتفها الخلوي..
ـ: مرحبا, هل أعددتم كل شيء كما اتفقنا عليه..
ـ: نعم سيدتي, كل شيء يسير تحت التصرف, فقد حصل كما توقعتِ, اقتحموا شقتها وبعثروا كل شيء بها, وسألوا عنها جميع جيرانها,ولم يحصلوا على معلومة واحدة,سألوا عنها بجميع المطارات,والمستشفيات, ولم يجدوها..
ـ: هل رأيتهم عن قرب..؟
ـ: نعم, لكن سيدتي هم مختلفون تماما, إن احتمال أن الفاعلين من المصنع مستبعد كل البعد..
ـ: لن يكونوا من المصنع بل هم أعدائي المتخفين وراء ابتساماتهم ومجاملاتهم الكاذبة لي..
ـ: الآن يوجد مجموعة تراقب المصنع خوفا من حدوث أي طارئ..
ـ: جيد جدا, وماذا فعلت مع الشرطة..؟
ـ: بما إنني رئيس الأمن المسؤول عن امن ممتلكاتك اتفقنا على كل شيء وننتظر اليوم الموعود..
ـ: جيد ...كن متيقظا وأطلعني على أخر المستجدات..إلى اللقاء
ـ: حسنا..إلى اللقاء..
أغلقت هاتفها وجلست تفكر بمن يحاولون تدميرها....................
.................................................
بانتظار آرائكم....