الفصل الثامن عشر:
خرجت رحيق خائفة بعض الشيء, بأحضانها الطفلة, مدثره بوشاح دافئ, تسير بجانبها ساندي, أخذن يتنزهن ببطء بهذه البقعة المعزولة نوعا ما, تحطمت أوراق الخريف تحت قدميها, تنظر إلى كل هذا بحيرة, استنشقت الهواء
و الغصات بداخلها حبيسة بأسوار قلبها, تحاول النسيان, تحاول الاستمتاع بالطبيعة, تحاول عبث, جلست على الصخور الحجرية, والهدوء مازال سيد الموقف,لم تقاطعها ساندي كأنها كانت تعلم بأعماقها ان سيدتها بحاجة للصمت بدلا من الكلام, أخذت تنظر إلى الأرض حيث الحشرات النشيطة تبحث عن غذاءها, تبسمت فالكل يبحث عن رزقه في هذه الأرض لكن فجأة دون مقدمات هناك شيء سقط على رحيق, نظرت إليه ووجدته رسالة مطوية بلا عنوان فتحتها وكانت.....
....
استمتعي بهذه الأوقات القليلة
فأمامك العذاب الكثير
لن تهنئي للحظة واحدة
لأنك خلقت فقط لتقتلي
على أيدينا
وداعا
* المدمرون الثلاثة*
سحقت الرسالة بين يديها بقسوة, نهضت وطلبت من ساندي النهوض,عادت إلى القصر وهي تفكر بحل لهذه المشكلة المعقدة...
كاد القلم ان يحطم من بين يديه, يفكر بعمق, وكل تفكيره منصب على اقتراب الموعد المحتم, مع المدمرون الثلاثة,
نظر إلى اللوحة التي احضرها من مكتبه لمنزله, والتساؤلات لا زالت تدور بذهنه, هذه الغموض الذي يلفه بكل سرية, لما وما السبب, هل حقا هناك شيئا كبيرا جعله هكذا,لا ادري كل أفكاري مشوشة,نهض خارجا إلى حيث يقبع عصفوره ربما يريحه الجلوس والنظر إليه....
في القصر صوت غريب شابه بمعزوفة حزينة,ألحانها تخترق أعماقك, الذي يعزفها يعبر عن حزنه العميق وألمه الدفين, كانت تجلس رحيق بالطابق السفلي لوحدها, لم تخف من كل ما يحدث, لا يهمها شيء,كانت تنظر إلى الفراغ بكل عمق وحواسها كلها مشدودة,كأنها بسرها كانت تتبع الحان المعزوفة, استمرت الألحان تعزف بحزن اكبر,
كأن الذي يعزف يتذكر أحداث مؤلمة حصلت معه, وقلبه النازف لا زال يحترق وجعا, اعتراها حنين إلى غرفتها القديمة, نهضت متجهه إليها, فتحت النور, رأتها كما هي لم يتغير شيء سوى أن طفلة المثقلة أصبحت أنثى واعية وناضجة,تذكرت شيئا برق بذاكرتها كلمح البصر, ولكن ذهب, أخذت تفتح الأدراج بحثا عن شيء نسته تماما,
بحثها دون جدوى لم تجد شيئا...
" كيف لي أن أنسى, لا يعقل أنني أضعته, أين اختفى..!, انه كاشف أسرار هذا القصر, هو من سيجيب عن تساؤلاتي,لكن أين اختفى يا الهي, إنني أتذكر انه هنا بأحد الأدراج لكنه غير موجود, لا يعرف به احد سواي, أوصاني جدي بأن افتحه حين اكبر وانضج, حين افهم هذه الحياة الصعبة,لكن يال لحماقتي فرطت من بين يدي معرفتي الحقيقة التي كتبت بمذكرات جدي...!
..............................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم........
تحيتي معطرة بالجوري