أخذ ينظر إلى كتبه المفضلة, وروايات عشق قراءتها,إلى كتب قضى معها أوقات جميلة,أدهشته وعلمته, وجعلته يبتسم,إلى قصص استفاد منها وقضى بصحبتها أروع الأوقات, ابتعد عنها,أخذ مفاتيحه وخرج من مكتبه
متوجها إلى الخارج وجهه يكتسحه الغموض وتلك النظرة الغريبة..
بمكتب عصري يجلس به ثلاثة أشخاص, يريدون تدمير العالم لو بمقدورهم ذلك,يريدون تحطيم كل شخص ناجح ,
كل شخص ارتفع اسمه, كل شخص كان ذنبه صعود سلم النجاح ووصل قمته,يخططون باجتماع مغلق, بخططهم التي تفوح بالشر,تحدث رئيس العصابة...
ـ: الموعد أخذ بالاقتراب استعدوا جيدا كما خططنا..
أكمل مساعده الثاني,ـ: لا تقلق انه سيأكل طعم بسهولة, لكن تلك رحيق لم ندمرها حتى الآن فقد نجت من الحريق بسهولة..
ـ: فشلنا هذه المرة لان الضربة لم تصوب جيدا..بالمرة القادمة ستكون بقلب المرمى..
انضم إليهم, المساعد الثالث, ـ: أعددت خطة جهنمية ستحطمها الى حد بأنها لن تستطيع الوقوف..
وضحكوا جميعا, سنرى بالنهاية من سيضحك ومن.......
بالغرفة المحظورة على رحيق دخولها, هنا من يحرك فيها الأثاث, أصوات الحركة مسموعة بقوة, لان بعض الأشياء
تسقط,وأحيانا هدوء تام,كأن أحدهم يلهو, صوت الضحكات مسموعة,النافذة مفتوحة والستائر تتطاير منها, وهناك احدهم لكن اختفى,سمعت رحيق كل تحركات, لكن تذكرت التحذيرات, وشغلت نفسها بالطفلة القابعة بأحضانها,
وضعتها على سريرها, وهناك بداخلها رغبة ملحة تحثها على الرسم, دخلت المرسم باشتياق, أخذت الفرشاة بين يدها تتراقص على اللوحة بخفة, فقد رسمت لوحة للطفلة بألوان جميلة, ربما تغير بعضا من كآبتها التي لم تتغير منذ زمن بعيد........
سقطت الفرشاة من يدها على اثر سماعها بكاء الطفلة,بداخلها خوف من هذا القصر على هذه الطفلة البريئة, لا تعلم ماذا يحدث او ماذا يجري, بوقت خروجها,أخذت تهز الطفلة بين يديها حتى هدأت أخذت تنظر إليها بعنين مفتوحتين,لطفلة لم تجاوز الأربعة أشهر, جلست بها على الأريكة, كانت تواجهها تلك المرآة الكبيرة, نظرت الى نفسها وذهبت بفكرها بعيدا جدا, إلى حيث كانت بسن العاشرة من عمرها..
ـ: جدي دميتي هذه ستبقى معي وستنام معي..
ـ: أتمنى بأن أراك محتضنة أطفالك..
ـ: جدي ماذا تقصد..؟
ـ: حين تكبرين ستفهمين..
ـ: جدي أين هي جدتي...؟
ـ: ذهبت بعيدا عن هنا, تاركه وراءها لعنتها...
لم تدقق بأخر كلماته, بمرح: ألن نأكل الحلوى؟
ـ: بلى لكن بعد أن تتناولي الفطور..
ـ: لا أريده.. لا أريد الحليب..انه يذكرني...بــ
وجلست تبكي, اخذ الجد محتضنها بكل حب..
ـ: طفلتي أنسى تلك الأوقات القاسية, المستقبل دائما أجمل..
ـ: كلا لن أنسى, لماذا أحضرتني الى هنا, لماذا..............؟ أكملت, لتقول لي كل ما أراه هنا أوهام...
ـ: نعم يا صغيرتي إنها أوهام لا أكثر تتخيلينها..
ـ: وجورجيت التي كنت تذكرها وأنت نائم...
صعق حين سمع باسم جورجيت,ـ: ربما تفوهت بها هكذا...
جلست تبكي ...وحكم عليها منذ طفولتها حتى صباها البكاء والسبب جورجيت..
أغلقت عيناها , تجمع قواها, تزيل ذكرى الماضي من ذاكرتها تطردها بقوة, لأنها لم تعد تحتمل كل الإلغاز التي تدور حولها, وتجعلها كالعمياء عن كل شيء...
................................................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم...
تحيتي..