(4) محنة حديقة الحيوان!!
كنت أحدث زميلتي- ذات فسحة - عن اتفاقي مع أهلي للذهاب إلى حديقة الحيوان بعد انتهاء الامتحانات مباشرة،
وهنا وفي هذه اللحظة تماماً رأيت دمعة تترقرق في عينيها – حلوة تترقرق- وقالت الله يهنيكم!! قلت لها ليه؟
وبعدين أنا مستشارة في المشاكل الاجتماعية والأسرية والسياسية وبتاع كله، بس حدثيني
عن مشكلتك وستجدينني بئر ارتوازي، الداخل له مفقود والخارج منه مولود!!.يعني مثل عين
عذاري تسقي القريب وتترك البعيد!! - سامعة بالمثل وما أدري وين مكانه!!-.. أنا أحس
المسألة فيها حب وإلا شيء مثل كذا!!
نعود لصديقتي التي تنهدت حتى كادت أن تشفط هواء الفصل كله ثم حدثتني عن سرها الحزين ...
تقول: كل مرة ننوي أن نخرج للنزهة أنا ووالدتي وأخواتي الست المتزوجات تنقلب النزهة إلى
نكد!! والفرحة ترحة...
وبدل أن نجلس نسترخي ونستمتع بوقتنا نتحول بسبب جيش الأطفال المرافق لنا إلى عدة فرق:
فريق مكافحة الشغب، وفريق البحث عن المفقودين والتائهين، وفريق للمطاردة البوليسية،
وفريق لتغذية المجاعة، وفريق لحل المنازعات، وفريق لإسعاف المرضى، فريق لتحصيل الديون
وأخيراً فريق حماية البيئة والرفق بالحيوان!!!!
ما صارت نزهة هذي!!
وطفرت دمعة أخرى من عينيها ثم تابعت: أنا وش ذنبي؟!! أنا بنت ودي أستمتع بشبابي،
وكوني أنا الصغرى فثلاث أرباع تلك الأعمال من نصيبي!!!
بل تضاف على ذلك خدمات الضيافة وصب القهوة والشاهي لهن!!!
اييه ...أتمنى رحلة ممتعة لوحدنا لحديقة الحيوان أو أي مكان أخر أقضي وقتي كما
أريد!!! -أحس أنها تقول في نفسها ودي أعرس وافتك -
نتابع: أتمنى اتفرج وأنا مستمتعة، أبتسم ابتسامة كاملة من قلب، بدل الابتسامات المقطوعة
بسبب الضياع والنزاعات..
شوفي جسمي! كيف تبغيني أسمن وأنا أمارس رياضة الركض الماراثوني أسبوعياً عدة مرات؟!!
أتمنى خميس أنام إلى الظهر بدون إزعاج!
أتمنى جمعة ما فيها إصلاح لإصابات الأمس (مواعين مكسورة، زروع مقطوعة، تلفزيون
ضايع الريموت حقه، ثلاجة فاضية، أغراضي الحبيبة متناثرة وفيها مفقودات... حتى سيارة
الوالد ما سلمت من عمليات التسلق والتزحلق على الزجاج الأمامي!!! هذا طبعاً ما عدا فردة
حذاء منسية، رضاعات وملابس تنتظر الغسيل....)
أكاد أجن !!
هل عندك حل ؟
الحل عندي وأنا أبو هندي... الحل إنك تعطينهم الخامس... يعني دقيهم ركبة!!
إذا رحتوا للحديقة سلمي عليهم وانطلقي في أرض الله الواسعة تمشي واستأنسي وتفرجي على الحيوانات، وإذا شفتي واحد منهم - يعني من عيال أخواتك لا تفهموني غلط-!!سوي نفسك غير منتبهة وكأنك لا تعرفينه، وإذا زودها شوي وأشار عليك وقال: خاااالتيي مها!!
صفي طبلونك وشغلي الدفع الرباعي وطيري مكان ثاني، وإذا أحسست بالجوع ورغبت أن تتقهوي اجلسي على الزولية وقولي أنا تعبااانة وحطي راسك بحضن أمك - لا تنسين إنك آخر العنقود ودلوعة ماما - ولا تنسين تأخذين يد أمك وتحطينها على جبهتك وتقولين يمه فيني حرارة؟
وشوفي النتيجة!!
إذا ما أدبتهم أمك هم وأمهاتهم وقولي ما قالت نوير، أحلق شواربي!!
وانطلقي إلى عااالم الحرية..
توقيع: المصلحة الاجتماعية نوير........
- مجلة حياة العدد 74 جمادى الآخر 1427هـ -