كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- سنذهب اولا الى المتحف الوطني ثم بعدها انت تختار المكان الذي تحب ان تذهب اليه ، انا الدليل السياحي اليوم واقوم على شرح التفاصيل الاثرية لهذه المدينة الجميلة .
ابتسم السيد طارق وطلب منها ان تتوجه اولا الى اقرب مكان ليتناولا القهوة لانه من الساعة السادسة صباحا لم يتذوق طعمها ، ثم اقترحت ان يذهبا الى المقهى القريب من المتحف وذلك توفيرا للوقت ..
انطلقت فيفيان نحو ذلك المطعم الذي يقدم القهوة التركية اللذيذة اوقفت السيارة في المرآب وخرجت وهي تحمل بيدها قبعة الكاوبوي وقفت امام السيارة تدير المفتاح وكان السيد طارق واقفا الى جانبها خطى امامها بخفة ونظر الى الوراء ثم القى نظرة بعيدة وهي تقترب منه ، لقد بدت رائعة بهذا الجينز الضيق الذي يرسم تصاميم جسدها الممشوق الملئ بالانوثة الجذابة وتلك الجاكيت والقبعة لم تكن سوى دليل على مدى تحررها ورفاهيتها النفسية اخذ يتفحصها من راسها حتى اخمص قدميها وهو معجب بشكلها الريفي الملئ بالطابع الامريكي اقتربت منه ولاحظت ان عيناه لم تترك مكانا في جسدها الا وتفحصته رمقته بنظرات تعبر عن مدى استغرابها بتلك النظرات .. ضحك لها باستغراب هو ايضا لقد تعجب من جرأتها وكان ليس للخجل طريق الى وجهها لقد كانت واثقة من نفسها قوية الارادة عنيدة تخطو بذلك البوتين الذي يصدر طقطقة على الارض خطوات واسعة واسعة قوية وكانها تستطيع ان تصنع القدر بقدميها ويديها معا .. اقتربت منه وسارا معا الى داخل المقهى التركي .. استمتعت فيفيان بالقهوة وكذلك السيد طارق وكانت كل دقيقة تفتح موضوعا جديدا حول المناطق الاثرية وااكثر روعة وجمالا من غيرها لم تصمت ولا لحظة واحدة وكان السيد طارق يبادلها الاسئلة والاجوبة باللغة العربية الواضحة الخالية من الغموض .. كانت تشرح له عن اقتصاد البلاد والتقاليد التي يعيشونها وكيف ان المرأة تتمتع بحريتها الكاملة وهي صاحبة الامر في هذه البلاد وكما اوضحت له عدة مرات بان المرأة هي كل شئ في مدينتهم وكلمتها كلمة السيد ولها الحق ان تطلب ما تشاء وليس عليها ان تقدم الا ما تحب وتستطيع ان تقدمه . لم يكن هناك قانون يمنعها او يسيطر عليها ويقيدها .
اخذت فيفيان تحدثه عن المرأة وتحررها وكيف كانت القوانين الى جانبها وما عانته وكل ذلك لتبين الفرق بين المرأة الاجنبية المتحررة والمرأة العربية المقيدة بالتقاليد والعادات والمطيعة لزوجها دائما .
تعجب السيد طارق منها وسألها :
- انت رائعة يا آنسة فيفيان ان لديك شخصية قوية لو رأتك نساء العرب لحسدنك عليها .
ضحكت بابتسامة واثقة وهي ترشف من قهوتها ثم اضاف :
- هل لي بان اسالك سؤال يا آنسة ؟
- تفضل سد طارق .
- لماذا تحافظين على شعرك هكذا حتى اصبح بطول مترين تقريبا مع انني اعتقد ان الاجنبيات يعشقن الشعر القصير ؟
- هذا صحيح يا سيد طارق ولكني احب شعري وانا معجبة به هكذا ، وكما انه يذكرني بوالدتي لقد كانت تحمل نفس الخصل والطول وتحافظ عليه دائما ثم لا تنسى ان والدتي امرأة عربية وهي تحمل بشعرها الاسود الطابع العربي .
- كنت سأقول لك هذا ولكني خجلت ان تعتبريني وقحا اتدخل فيما لا يعنيني .
- كلا يا سيد طارق ان الجميع هنا يعتقدني من اصل عربي .
- حسنا نستطيع ان نبدأ برحلتنا الآن اذا اردت .
نهضا وخرجا متوجهان نحو المتحف .
|