كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
جلس مقابلها وهو ما يزال يكشف عن اسنانه البيضاء بابتسامته الرقيقة مما اخجل فيفيان وجعل خداها تحمران خجلا ، لاحظت مدى تجاوبها مع هذا الرجل او مع هذا الفارس القادم من بعيد .
- هل اعجبك التصميم العام للكتاب سيدي ؟
سألته وهي لم تستطع مقاومة عدم النظر اليه ، اجابها وهو ما يزال يحتفظ بتلك الابتسامة التي تفيض على وجهه جاذبية خلابة :
- رائع حقا ، لقد أحسنت لم اكن اتصور بانه سيكون بهذه الاناقة والفن الواضح والجمال في الخطوط والعناوين ، حتى انني أنا لم اكن قادرا على تصميمه لو تركت الامر لي ، انت فعلا ماهرة ولديك الخبرة الكافية .
- شكرا سيدي ، انه واجبي .
- ان هذا العمل يدفعني لاقدم لك هدية صغيرة تكون عربون عن مدى تقديري .
- شكرا يا سيدي ان هذا من دواعي سروري ، اذا كان ولا بد من هدية فانا اتمنى ان تكون نسخة من هذا الكتاب تكون موقعه باسمك اذا اردت .
- حسنا اذا كان هذا يفرحك ، فور الانتهاء من طبعه سأتيك بواحدة منها .
كانا يتبادلان الاحاديث باللغة الانكليزية مع ان فيفيان كانت تتقن اللغة العربية بشكل جيد ولكنها لم تتكلم معه عربيا لان هناك كسر في كلامها احيانا واختفاء لبعض الحروف مما اخجلها ان تبادره بلغته وبناء على ذلك لم يكن يعرف بان فيها دماء عربية تجري في عروقها .
خرج الفارس الاسمر وهو يرمقها بنظرات شفافة رقيقة وكانه يستهزأ منها .
وكذلك الامر عندما يدخل هذا الفارس ويمر امام الفتيات كن يسرحن به وعندما يخرج كذلك الامر ، مما اضحك فيفيان عند رؤيتهن على هذا الشكل .
بعد عدة اسابيع جاء السيد طارق الى مكتب المدير واراد رؤية فيفيان عندها طلبت على الانترفون من مكتبها ولكنها لم تكن موجودة ولذلك لم تسمع ، مما اجبر السيد طارق للمجئ الى مكتبها .. وعندها وجدها في المكتب المقابل لها تتحدث مع احد الموظفين اقتربت عندما شاهدته .. نظر اليها نظرات اعجاب لانها كانت ترتدي ملابس جميلة جدا تكشف عن ساقين برونزيتين بسبب تلك التنورة القصيرة اما الجاكيت الجلد السوداء كان تزيدها غموضا واشراقا اقتربت منه وهي تمد يدها لتسلم عليه ولكنه لم يبادلها المصافحة ، تعجبت وكأنه لا يريد ان يسلم عليها واعتذر بقوله :
- المعذرة يا آنسة ، في بلادنا لا يستطيع الرجل ان يسلم على المرأة الا اذا كانت زوجته او شقيقته او والدته او اي امراة حلال له ، المعذرة مجددا يا آنسه .
لم تتفوه بكلمة واحدة لان هذا الامر كانت قد علمت به من قرائتها للكتاب الذي يشرح التقاليد العربية .
تقدمت أمامه ووضعت يدها على الكرسي مشيرة له بالجلوس ، جلس السيد طارق وهو يفتح رزمة ملفوفة ليخرج منها كتابا ويقدمه لها وهو يقول :
- تفضلي يا آنسة ، هذه نسخة من الكتاب والامضاء الخاص موجود على الصفحة الاولى ، وارجو ان ينال اعجابك هذا الغلاف .
واشار بيده على الغلاف الملون .. اقتربت فيفيان وادنت رأسها نحوه ونظرت اليه بعدما اخذته من بين يديه بلهفة ، واخذت تتمتع به بشغف :
- اوه ، ما اجمله ، انه فعلا رائع .
لقد كان الغلاف يتمتع بجميع الوان الصحراء فقد رسمت بشكل تصويري خلاب ، اعجب فيفيان مما دفعها الى السؤال :
|