كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ثم نهضا وتوجها نحو مركز حجز السفر الى لندن بعدما اوصل ليلى لتلقي نظرة على هشام المنتظر هناك بين الجدران البيضاء بامل كبير .
عاد طارق الى المستشفى وهو يحمل كل ما يحتاجة الطفل من العاب واشياء مفرحه للقلب .. القي التحية على ليلى وهشام معا .. ثم سالته .
- ما هي الاخبار يا طارق .. هل تم كل شئ ؟
- نعم في خلال خمسة ايام يجب ان نكون في لندن .. وفي هذه الاثناء عليك تجهيز نفسك وتحضير اشياء هشام بحاجة لها في سفره ، لقد تفاهمت مع الطبيب بخصوص ذلك .
- رائع الآن يستطيع هشام ان يطمئن اكثر .
اقترب من ولده وقبله بلطف وهو يعتذر له عن البعد الشاق عنه وهو يعده بعدم تركه مجددا .. فرح الطفل بهذة الكلمات وراحا يتحدثان باشياء لا يفهمها الا الآباء والاطفال فقط .. نظرت ليلى اليهما واخذت عيناها تدمعان من الغرفة الكبيرة التي استطاعت ان تجمع الشمل من جديد .. ولكن خوف ما كان يطرق قلبها .. احست ان هناك شئ ما لا يزال غامضا في اعماق طارق من ذلك الشرود الذي يلجأ اليه بين الحين والحين ما هو يا ترى تساءلت عدة مرات ولم تستطع الاجابة عليه .
اعتذر طارق من جديد من طفله الصغير قائلا :
- عذرا يا ولدي سوف اعود بعد ساعات ان هناك عمل لي يجب ان اقوم به .
- حسنا يا والد ولكن لا تتاخر .
- كلا انا اعدك .
ابتعد مودعا وهو ينظر الى ليلى بعمق راجيا منها البقاء الى جانبه .
دخل الى المكتب المخصص لادارة المعرض وفوجئ بالمدير العام وهو يلقي عليه التهنئة القلبية .
- مبروك يا سيد طارق .. لقد حصلت على الجائزة الاولى بكتابك .. انت الآن كاتب مشهور .. لقد بيعت جميع النسخ ونحن بحاجة الى دفعة جديدة .
- شكرا .. شكرا لك .
ثم صافحه بقوة واستلم منه الجائزة بعد لحظات واجتمع بالمندوبين المتخصصين والصحفيين ثم التقطت له عدة صور وبعد عدة مقابلات اجريت معه احس طارق بوهن وتعب وطلب الخروج من هذه الدوشة واعتذر للمندوب الاول عن المعرض وعاد الى منزله وهو يحمل نجاحه بين يديه وجِد سنين وتحقيق الذات .
عا الى المنزل ليجد ليلى تنتظره وقالت له مبتسمة :
- لقد عرفت انك نلت الجائزة الاولى من الراديو ، مبروك يا حبيبي .
- شكرا لك يبقى لدينا في هذا المساء مراجعة الملفات وبعد غد نكون في لندن ما رايك ؟
- هذا جيد .
بعد امسية مليئة بالعمل والمراجعة احست ليلى بضرورة الخلود لى النوم لان طارق بدى تعبا جدا طلبت منه باصرار ان يصعد الى غرفته وافقها الراي وسارا معا الى الغرفة وبعد ارتدائه ثياب النوم لم يستطع ان يقاوم النوم .
ضحكت ليلى من كل قلبها عندمااشار لها بضرورة النوم الى جانبه ورفض ان تذهب الى الغرفة الثانية اندست الى جانبه وغمرته بلطف واضعة راسه على صدرها ، ثم كان للصباح اشراق جميل لم تر مثله ليلى .
خلال ايام كانت هناك لحظات طفيفة تذكره بفيفيان حاول خلالها ان يتصل بوالدها ليطمئن عليها ولكنه فشل بسبب زحمة الخطوط الهاتفية ومرة صادف ان استطاع ان يكلمه للحظات ساله عن فيفيان وصحتها وفرح لانها كانت بخير .
استقل الطائرة للعودة الى لندن وكان الى جانبه زوجته ليلى هذه المرة وولده والممرضة .. عندما حطت الطائرة كان امله ان يستطيع ايجاد منزل بعيد عن نظر فيفيان .., بعد محاولة صعبة استطاع ان ياخذ شقة واسعة ومن ثم ادخل هشام الى المستشفى وباشر الاطباء باجراء الفحوصات اللازمة كان عليه مواجهة طبيب فيفيان عندها ساله :
- كيف صحة فيفيان يا دكتور ؟
- لقد كانت عندي منذ يومين .. لا اعتقد انها بحاجة الى عملية جرراحية الآن فهي تقاوم ولكن ببطئ هل مكتوب عليك ان تكون مهتم بشخصين معا مصابان بنفس المرض ؟
- هذا ما اراه يا دكتور اتمنى لهما الشفاء معا .
في هذه الاثناء كانت فيفيان تقوم بالبحث عن دليل يوصلها الى عنوان طارق ذهبت الى الفندق وسالت عنه عدة مرات خافت كثيرا ان يكون اصابه مكروه ، فقد طالت غيبته اكثر من شهرين ولم يتصل بها سالت الرجل المسؤول عن الفندق ولكنه لم يستطيع افادتها بشئ .. عادت الى المنزل واتكات على الاريكة مقابل والدها وقالت له بحزن :
- لقد اشتقت الى طارق يا والدي لماذا لم يتصل ؟
حزن والدها لحالها وطلب منها الصبر ولكن دموعها رقت له مما شجعه على القول :
- لقد اتصل يا حبيبتي .. اتصل عدة مرات .. ولكني لم اكن في المكتب ومرة واحة وجدني وسالني عنك ، وهو مشتاق كثيرا لك ؟
- ولكن يا والدي لماذا .. لماذا .. تاخرت لتقول لي .. لماذا جعلتني انتظر وانا قلقة .. هل هناك سر .. ارجوك اريد معرفة ؟
اتفعلت وظهر الغضب على وجهها مما دفع والدها الى الخوف عليها والقول بسرعة :
- ارجوك يا ابنتي لا تنفعلي انا .. انا ...
- انت ماذا يا ابي لماذا جميعكم خائفون من انفعالي هل اعاني من شئ ما .. ارجوك يا والدي ما هو السر الذي تخفيه عني ، لماذا لم تخبرني بان طارق اتصل ؟
- هو .. هو يا ابنتي طلب مني عدم اعلامك ، لا اعلم لماذا ولكنه رجاني ان لا اخبرك .
- هل .. هل تعتقد بانه لم يعد يحبني .
- كلا يا حبيبتي انه يحبك ولكن لا اعلم لمذا تاخر .
انفرجت فيفيان بالبكاء المر مما دفعها للغضب والتوتر ثم قالت :
- اني خائفة ، خائفة جدا يا والدي ، هل مكتوب علي ان اخسر الانسان الذي يحب .
وانهارت على الارض دون حراك مما دفع والدها الى النهوض مسرعا نحوها لحملها بين يديه وهو يتوسل الى الله ان ينقذها ، علا صوته وهو ينادي الى نور :
- نور نور هيا اطلبي الاسعاف ؟صرخ بصوت مبحوح عديم القوة .
ركضت نور الى التلفون وطلبت سيارة الاسعاف وهي تمسح دمعة ساخنة انسابت من مقلتيها ..
بعدلحظات كانت فيفيان في غرفة العناية الفائقة دخل الطبيب مسرعا لمعالجتها وتجمهرت الممرضات في الداخل وكان والدها قلقا جدا وهو خارج الغرفة .. سمع طارق لدى خروجه من غرفة ولده هشام جلبة قوية احدثتها الممرضات اقترب منهن وسمع احداهن تقول :
- يا للمسكينة انها في عمر الزهور .
طرق قلبه بعنف وشعر بارتجاف اوصاله وكانه تذكر فيفيان هل ياترى هي ؟ تساءل في نفسه ولكنه فجأة وجد الطبيب داخلا الى غرفة العناية الفائقة توجه نحوه وعندما اقترب وجد في الممر الآخر سيد اوليفر والد فيفيان عندها انهارت قواه وعرف ان الفتاة لتي تحدثت عنها الممرضة هي فيفيان .
اقترب بهدوء منه وصعق عندما راى عيناه المبللتان بالدموع :
- لا تقل لي .. ارجوك لا تقل انها فيفيان .
- اين كنت يا طارق ؟ ، ساله والدموع تنسساب برفق من مقلتيه .
- انا .. انا ..
|