كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
خرجت مسرعة والدموع تغلغل مقلتيها ، احس طارق بالحزن والأسى وقال في نفسه :
- لو انها تعرف لو انها تبوح بما تشعر به لكنت اسعد رجل في العالم انا احب المرأة الحرة الطليقة التي تعبر عن احساسها بشتى الوسائل .
اندس في فراشه من جديد والآن خيال فيفيان لم يبارح افكاره تلك الابتسامة المثيرة عادت الى ذاكرته بكل ما تملك من لذة وشعور بالحب .
اما ليلى فقد تعودت ان تشغل نفسها بالقراءة لتبعد الحزن عنها ..
ولكن هذه الليلة لم تستطع لانها وجدت في الكتاب اشياء واضحة عن امرأة قابعة في خيال طارق ، ذلك الكتاب كان وصفا شاملا للمرأة التي يحلم بها واعتقدت بانها بعيدة كل البعد عنها .. انه يصفها بكل كلمة وحرف على سطر وورقة هذه المواصفات بعدة عنها كثيرا شعرت بالحزن والأسى عرفت بانها لن تكون داخل قلبه ابدا انه مغرم بامرأة من نسج خياله قابعة في صومعة اعماقة لا تستطيع انتشالها ولو كانت تملك كل قوة على الارض لن تستطيع ان تجعله يحبها .
زادها الكتاب حزنا وقسوة دفعها الى رميه بعنف على جانب السرير وامالت راسها نحو الوسادة الحريرية وغاصت في دموعها المحرقة وحاولت ان تنام بكل ما تملك من قدرة على النوم ، ولكنها فشلت طارق هنا الى جانبها ولا تستطيع ان تقترب منه انه هنا وليس بالحلم الجميل انه حقيقة هنا .. ولكنه بعيد .. بعيد جدا عنها .
عند الصباح استيقظ طارق على رائحة قهوة مثيرة .. قفز من سريره ووجد زوجته تحمل صينية موضوع عليها القهوة العربية ثم سألته :
- لقد فكرت بانك ستحب تناول القهوة معي ؟
- نعم صباح الخير اولا .
- صباح الخير .
- كم انت رائعة هذا الصباح يا ليلى ، انك لغريبة حقا ، لاحظت فيك اشياء كثيرة تغيرت ـ تسريحة شعرك جسدك النحيل ، وطريق وضعك للمكياج انه فعلا رائع .. حتى ان اناقتك اصبحت اروع ايضا ، هل تستعينين باحد دور الازياء ؟
ضحكت وقالت له :
- كلا يا عزيزي انا فقط اصبحت منفتحة اكثر بحكم عملي ومضطرة الى الاعتناء بمظهري اكثر من الاول .
- رائع انت فعلا مشرقة جدا اليوم .
- يجب علينا ان ننتهي بسرعة من معاملات السفر لان هناك امور اخرى يجب ان تتطلع عليها .
- ما هي هذه الامور الاخرى ، وتستطيع الانتظار .
- لا ، اعتقد ان هناك ملفات واعمال يجب ان تعطي رأيك بها ومن الضروري ان تلقي نظرة عليها .
- اذا كان هذا يرضيك فانا جاهز .
- لو كنت دائما بهذا الابتهاج والسعادة ، لو كنت دائما تقوم بما يرضيني لما وصلنا الى هذه المرحلة من زواجنا .
- انا آسف يا ليلى ليس بمقدوري ان اقدم لك شئ .
- اعرف .. اعرف وليس هناك من حاجة لتذكيري .
نهض بسرعة واقترب منها ، وضع يديه على كتفيها محاولا ان يحضنها برفق ولكنها ابعدته بقوة قائلة :
- انا لا اريد شفقتك يا طارق ، انا امرأة واستطيع ان اجد الحب ساعة اشاء ولست بحاجة الى رحمتك ومالك ، انظر هنا في هذه الملفات توجد تقارير ووثائق تفيد بان ثروتك زادت خمسين بالمئة مما كانت عليه ، هذا يعني انك اصبحت تملك المقاطعة كلها .
- اذا هذا يعود بفضلك يا عزيزتي .
- انا لا اقصد هذا ، ولكني اريد ان اجعلك تعلم بانني لا اهتم باموالك ولا أرضيك وانا استطيع ان اكسب من عرق جبيني ساعة اريد ولست بحاجة لك .. لذا لست بحاجة لك .
- حسنا .. حسنا لا تنفعلي ارجوك ، انا حب ان اراك هادئة .
- تحب ان تراني هادئة مع انني دائما كنت هادئة ومطيعة .. لماذا يا طارق لقد قدمت لك كل ما تريد ، هل لانني مخلصة لم نستطيع الاستمرار معا .
- كلا .. كلا يا عزيزتي انت رائعة وامينة ومخلصة وفيك كل ما يتمناه الرجل ولكني انا كنت بحاجة الى التفكير .. الوضوح والتخلص من القيود التي رسمها لي والدي منذ طفولتي وهو يقرر مستقبلي ويتلاعب بي كما يحلو له اردت الهرب منه والتصرف بحياتي كما اريد ، لقد اشتقت لك كثيرا في غربتي ، وعرفت كم انت عزيزة على قلبي وهشام ايضا .. ولكن صدقيني لم اكن قادرا على العودة لانني كنت اشعر بان هناك شئ ما في داخلي لم يكتمل ، شئ ناقص في اعماقي لقد اعتقدت انه الحب في بداية الامر ، ولكن الآن عرفت بانني ملئ به لقد كنت بحاجة الى تقرير نفسي وتحريرها من قيود والدي .
- حسنا الآن انت حر .. حتى مني ، تستطيع ان تطلقني ساعة تشاء فانا انتظر هذا من ثلاث سنوات .
- لا ... لا اعتقد ان هذا هو سبب ازعاجي ورحيلي صدقيني يا ليلى كنت بحاجة الى معرفة لذاتي .
- والبحث عن الحب الحقيقي ، هل وجدته يا طارق .. كن صريحا معي .. ارجوك .
سألته بلباقة وتفهم .
- انا لن انزعج لو قلت لي الحقيقة صدقني .. انا اتفهم وضعك واحب ان تكون سعيدا .
- كلا .. انا ... لا اعتقد انه الحب .. ، قال لها متلعثما .
- وهذا الكتاب .. ألا يثبت لك شيئا . انه دليل واضح على علاقة عاطفية عميقة تعيشها ووصف شامل لامرأة تحبها وتعيش في اعماقك هل تستطيع انكار ذلك .
قالت له بغضب ولكن مخفي محاولة استدراجه بالحديث .
- من الممكن ان يكون هكذا كما تتصورين ولكن الآن لا يوجد احد انا لا اعتقد ان هناك احد ما في اعماقي .
- انت كاذب مراوغ هل تحاول ان تكسب امرأتين في آن واحد ، آه .. الآن عرفت انت يحق لك باربع نساء .. لقد نسيت ، اذا كنت تفكر بالزواج من امرأة اخرى هذا حقك ولا استطيع منعك ، ولكن تذكر بانني ساتركك في حال اتخاذك هذا القرار .. لانني اريد ان اعيش حياتي براحة تامة واستقرار ولقد تعبت من تحمل المسؤولية لوحدي .
|