كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- لا يا حبيبتي اعدك بانني ساعود وجهزي انت الشقة بالفرش الملائم الذي ينال اعجابك .. وحضري فستان الفرح .
- حسنا يا حبيبي اذا كان هذا ما تريده ، ولكن ما هي المدة التي ستقضيها في تونس ؟
- لا اعلم .. ربما شهر او شهرين على الاكثر .
- شهران ؟؟ ان هذا كثير .. كثير جدا .
- ارجوك يا حبيبتي اصبري قليلا على الاقل شهران .
- حسنا ساتولى بتوضيب الشقة وتجهيزها بالاثاث الجميل سوف انتظرك على احر من الجمر .
عندما وصلا الى مركز المطار .. غادر طارق يسال عن اقلاع اول طائرة الى تونس ، وكانت فيفيان تسير الى جانبه بخطى سريعة مذهولة بالذي يجري كانت تتبعه كيفما توجه وكانها طفلة ولكنها كانت تراقب تحركاته عن كثب ووعي تام .. قطع التذكرة
ثم توجه نحو السيارة عائدا ومتابطا ذراع فيفيان برفق .. استقلا السيارة وانطلقا الى بيت فيفيان وهناك كان والدها خارجا في نزهة بالقرب من المنزل وصادف مرورها من امامه مما دفع طارق ليساله الصعود الى جانبه ثم فعل والد فيفيان ما طلبه طارق وعادا الى المنزل ثانية دخلوا وغابت فيفيان لتحضر طعام الغذاء بمساعدة شقيقتها نور عندما شعر السيد اوليفر بارتباك وشحوب طارق والمه الواضح تمام على وجهه ثم سأله :
- ماذا يا بني ما هو الامر الضروري الذي دعاك للسفر المفاجئ ؟
- انه .. انه ولدي يا سيد اوليفر لقد عادت النوبة من جديد ، وهم يطلبون مني العودة في اسرع وقت ممكن .. انا .. انا يجب ان اسافر الآن وفي خلال ساعات ساكون في تونس ، ارجوك يا سيد اوليفر ان تساعد فيفيان على تحمل سفري وان لا تدعها تذهب الى العمل ثانية لدى سفري .
- حسنا يا بني .. ولكن الا تريد ان تخبرها سبب سفرك المفاجئ ؟
- لا .. لا استطيع يا سيد اوليفر ان هذا صعب ، صعب جدا وليس علي ان افقد اثنان دفعة واحدة يكفيني السفر الى ولدي الآن الذي هو بحاجة لي .
- وكم سيطول سفرك يا بني ؟
- لا اعلم ربما شهر او على الاكثر شهران ، ولكن اذا طالت غيبتي اكثر ارجو منك ان تساعد فيفيان على تفهم الامر وان لا تفقد الامل في عودتي .
- حسنا .. حسنا كما تريد .
قال له والدها .. بعد ان لاحظ اقتراب فيفيان منهما ، ثم سمعاها تقول :
- انظر يا بي .. طارق يريد ان يسافر بدوني .. كم انت قاس القلب يا طارق .
- ارجوك ان تقدري موقفي .
- وانت لا تريدني ان اعرف سبب سفرك . هل هذا عادل يا ابي ؟
- لا باس يا بنيتي لقد اوضح لي السيد طارق سبب سفره وانا اوافقه ولا يجب على النساء ان تعرف شيئا عن هذه القضية انها قضية خاصة جدا .
- ماذا يا ابي انت الآن واقف الى جانبه بدلا من ان تكون الى جانبي .
ثم اضافت :
- انتما اتفقتما علي ، اليس كذلك ؟
ضحك الجميع وكانت ابتسامة طارق غارقة حتى اعمق شفاهه .. حزينة .
تناولوا طعام الغذاء .. اقترب طارق من فيفيان واعطاها زهرة بيضاء ثم قال لها :
- هذه الزهرة انها قلبي الابيض نقي .. لا يشوبه كذب او افتراء انه ابيض ناصع وهو ملئ بحبك وارجوك مهما طالت غيبتي احتفظي بهذه الوردة لانها مني وسوف تبقى لك الى الأبد .
احست فيفيان بالحزن في عينيه ثم استعدا لوداعه ....
- كان الله بعونك يا بني .
قال السيد اوليفر وهو يطرق برأسه ثم تركهم الجميع وبقى طارق وفيفيان لوحدهما في الغرفة ، اقترب منها وامسك بيديها الصغيرتين وقبلهما بقوة وشغف وقال لها :
- ساشتاق لك يا اجمل عصفورة في حديقتي .
- وانا ايضا لن اندم ابدا سابقى في انتظارك يا حبيبي ، ارجوك لا تتأخر .
نظر اليها والدموع تكاد تخرج من مقلتيه ... العطف والصدق يتدفقان منهما بغزارة ، نظر اليها بكلتا عينيه ، وبادلته نفس النظرات وكانها احست بانها لن تراه بعد الآن ، غمرته بشدة وقالت له :
- عد .. عد يا طارق باسرع ما يمكن قبل ان افقد نفسي .. عد قبل ان اموت من الشوق .
وضع يده على فمها وهو يمنعها من النطق بهذه الكلمات .. الموت .. الموت هذه الكلمة تعني له البعاد المميت والفراق الموجع الى الابد والحي الميت سيكون هو :
- ارجوك يا حبيبتي لا تلفظي هذه الكلمة ثانية .
ثم طبع قبلة على فمها اللاهب وارتعشت اوصالهما معا حتى غابا في غمار العناق الشديد ، ثم احس طارق بانه يجب ان يرحل الآن . وبكل قوة ابعدها عنه بلطف مودعا بابتسامة عميقة خلابة تكشف عن اسنانه الناصعة البياض ، وخرج الى حيث الالم الاكبر .
|