لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-08, 06:21 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 56918
المشاركات: 562
الجنس أنثى
معدل التقييم: آه يا زمن عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آه يا زمن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دموع يتيمة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الَُـســًَُِلام علِيــًٍَكَم ورحـًٌٍمة الله وبـٌُركـٍَاًتــُِه
يســــــــلمو على القـــــــصه بـــــــــجد حلوووووووووووو

خـــــــــــالد ::::::: آآآآآآآآآآآآآآآآه آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ثــــــم آآآآآآآآآآآآآآآه ياتـــــــني الصيحــــــــه وانــــه اقـــــره المــــــــــواقـــف الــي صــادتـــه جـــــــــد يكـــــــــــسر الخــــاطر انا قلــــــت بتزوج زيـــنه

غيـــــداء ::::::: تبـــــــــط الجـــــــبد الحــــــــين انتـــي لازم تكــــــونين بجنــــــب ولـــــدج وتســــــاعدينه صــــــرت ضــــــده وتسمعينــــــه كـــلام يــــــسم البــــــدن صــــج ما عندج احساس >>> انفعلت البنت

ذكــــــــرى :::::: آآآآآه عليهـــــــا امــــــوت عليها أنــــــا صــــج اوقــــــفت مع خـــــالد وقفت أم لابنــــــــها الله يوفقــها انـــا اظن يمكن اتزوج والله يرزقــها بولــــــد

يسٌلـَــــَُــــٍمِو علـٌٍُى اًَُلــمًَُوضًُــًُــوٌٍِع الًٍَُِرائــــــٌُــَـع ^_^ ^_^

 
 

 

عرض البوم صور آه يا زمن   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 09:49 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 47688
المشاركات: 1,443
الجنس أنثى
معدل التقييم: دموع يتيمة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دموع يتيمة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دموع يتيمة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آه يا زمن مشاهدة المشاركة
  
الَُـســًَُِلام علِيــًٍَكَم ورحـًٌٍمة الله وبـٌُركـٍَاًتــُِه
يســــــــلمو على القـــــــصه بـــــــــجد حلوووووووووووو

خـــــــــــالد ::::::: آآآآآآآآآآآآآآآآه آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ثــــــم آآآآآآآآآآآآآآآه ياتـــــــني الصيحــــــــه وانــــه اقـــــره المــــــــــواقـــف الــي صــادتـــه جـــــــــد يكـــــــــــسر الخــــاطر انا قلــــــت بتزوج زيـــنه

غيـــــداء ::::::: تبـــــــــط الجـــــــبد الحــــــــين انتـــي لازم تكــــــونين بجنــــــب ولـــــدج وتســــــاعدينه صــــــرت ضــــــده وتسمعينــــــه كـــلام يــــــسم البــــــدن صــــج ما عندج احساس >>> انفعلت البنت

ذكــــــــرى :::::: آآآآآه عليهـــــــا امــــــوت عليها أنــــــا صــــج اوقــــــفت مع خـــــالد وقفت أم لابنــــــــها الله يوفقــها انـــا اظن يمكن اتزوج والله يرزقــها بولــــــد

يسٌلـَــــَُــــٍمِو علـٌٍُى اًَُلــمًَُوضًُــًُــوٌٍِع الًٍَُِرائــــــٌُــَـع ^_^ ^_^

وعليكم السلالالام ياآه يازمن
ولكموووووووووو انتي اللي تسلمين على ردتس هذا الحلو

وخذي الاجزء النهائية من قصة جنون خااالد

 
 

 

عرض البوم صور دموع يتيمة   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 10:23 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 47688
المشاركات: 1,443
الجنس أنثى
معدل التقييم: دموع يتيمة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دموع يتيمة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دموع يتيمة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الثالث و العشرين
زواجـي من خالد

صعد خالد المقعد الأمامي و جلست أنا في الخلف ,, و ها هو عادل ينطلق بالسيارة و يبدأ بمخاطبة خالد:
" أخبرني أيها العريس .. ما هو رأيك بالفتاة ؟!! "
اتجهت أنظاره للنافذة كالعادة .. ثم قال بصوتٍ أشبه بالهمس :" لا أعلم .. "
دُهشت أنا .. و قال عادل باستغراب :" لا تعلم ؟!! ألم تقابلها منذ قليل ؟!! ألم تتحدث معها ؟!! "
" هي صامتة طوال الوقت .. "
" و ما رأيك بجمالها .. أظنها تحمل ملامح بريئة جداً "
" للأسف لم أرى وجهها إلا لثوان .. تنكس رأسها طوال الوقت .. "

بادلني عادل النظرات مستغرباً .. ثم عاد ليخاطب ابنه :" حسناً .. ما رأيك بها و هي صامتة و منكسة رأسها "
أشار برأسه نفياً :" لا أستطيع الحُكم عليها سوى أني أقول عنها .. أنها خجولة جداً ..جداً .. "

تنهد عادل باستسلام .. و أكمل مسيره ..

توقفت السيارة بقرب منزلنا .. فقال خالد مستغرباً موجهاً حديثه لأبيه :" ألن توصلني إلى شقتي ؟!! "
ابتسم أبيه و أمسك بيد ابنه و قال :" عزيزي .. تعال جالسنا قليلاً .. "
هنا سحب خالد يده من قبضة أبيه .. و قال بجمود :" أبي .. أريد الذهاب لشقتي لأرتاح .. "
" و بيتي ألا يريحك ..؟!! عمتك مشتاقة لرؤيتك .."
ألقى خالد نظرة على المنزل بقلق و تردد .. فقال والده مشجعاً :" هيا ..! "
و بعد إلحاح كبير .. وافق خالد على دخول المنزل .. و لكن على شرط أن يلقي التحية على أختي ذكرى فقط ..
دخل عادل المنزل و من ورائه خالد و أنا ورائهما .. و قبل دخول خالد سمعنا صوت وائل الذي أثار خالد ..:
" آه أبي .. تعال و أنظر لأختك هذه .. "
انقبض قلب خالد ..و تراجع للخلف خطوتين .. نظر لي و عيناه تكاد تخرجان من مخرجيهما .. عضّ شفتيه قهراً .. و ها هي أنفاسه الباردة تحتر و تتحول إلى أنفاس حارة ملتهبة .. كاد أن يحطم مقبض الباب بقبضته تلك .. ألازال لا يطيق أخيه ؟!!
ها هو عادل يبتعد قليلاً ليعطي أبنه وائل فرصة لرؤية أخيه ( خالد ) ,, و الآن التقت أنظارهما .. رباه ..
ارتسمت على شفتي وائل ابتسامة شبه ساخرة و هو ينظر إلى خالد ..:" آه خالد .. كيف حالك أيها .......؟!!"
ثم نكس رأسه قبل أن ينطق بالكلمة الأخيرة ضاحكاً .. و نهض و اقترب من أخيه و تعمد الاصطدام به ..
أنا بصراحة لا أطيق هذا الشاب .. و لكن ليس لحد خالد ..رفع وائل يديه يدّعي الاستسلام و قال بنبرة ساخرة :
" أوه .. المعذرة .. لم أقصد "
و خرج من المنزل بضحكات سخيفة ..
أخرج خالد من جيبه منديلاً و أخذ يمسح قطرات العرق البارزة على جبينه .. يكاد ينصهر غيظاً ..و وجهه احمر احمرار غير طبيعياً .. حيث اقترب من الردهة .. و أشار إلى المكيف قائلاً :" الجو حار "
بل نيران جوفك هي الحارة ..أسرعت أختي ذكرى بتشغيل المكيف و اقتربت من خالد و أخذت تسأل عن أحواله ..و عادت و جلست على مقعدها .. جلس خالد بقرب أبيه .. مسنداً رأسه للخلف و تيارات المكيف الباردة تلفح وجهه علها تخفف احمراره الشديد ..
و بقيت ذكرى تسأل عن المقابلة التي جرت بين خالد و سارة .. فأخبرها عادل بأن العروس كانت تنكس رأسها دوماً و تصمت دوماً .. و لم يعرف خالد شخصيتها أبداً ..
و ها هو عادل يوجه حديثه لخالد :" بني ! ألن تباشر في العمل في شركتي ؟!! "
أشار بوجهه نفياً :" لا ليس الآن .. "
" لماذا ؟!! أنت تقدمت لخطبة فتاة و يجب أن تكون مستعداً .. لكي تقبلك الفتاة و تفخر بك زوجك لها .. كما أني أرى أن غداً يوم مناسب لشراء سيارة جديدة لك .. "
عادل يبدِ اهتماماً كبيراً لأبنه الأكبر خالد .. أولاً لأنه الأكبر .. ثانياً لأنه يستحق الإعجاب حقاً ..بقينا نتحدث عن أمور شتى .. و مضيت ساعات طوال دون أن ندري ..أنا شعرت أن غيداء تقف خلف باب المطبخ و تصغي إلينا .. أو بالتحديد .. تصغي لماَ يقوله أبنها ..
ها هو باب المنزل الرئيسي يُفتح .. يدخل وائل متجهاً نحو السلم .. ثم يلتفت لنا .. ارتسمت على وجهه ملامح الذهول و هو ينظر إلى أخيه .. اقترب قليلاً بابتسامة ساخرة .. :" آه .. خالد .. ألازلت هنا ؟!! "
ابتسم خالد قائلاً :" ألا يعجبك وجودي يـا .... " و أكمل قوله بعد برهة :" أخي "
و كأن كلمة "أخي" ثقيلة على لسانه ..

" وجود مجرم قاتل .. في منزلنا شيء مكروه جداً .. "

يبتسم وائل بعدما قذف تلك الكلمات الجارحة كالقنابل على رأس خالد .. لا تسألوني عن خالد .. لقد انصهر ..
كنت متأكد أن الأمر لن يمر بسهولة .. خرجت غيداء من المطبخ راكضة نحو ابنها وائل .. صرخت به :

" أسكت .. لا تحادث أخاك هكذا .. ! "

ابتسم وائل ابتسامة ساخرة و هو يوجه نظرات ساخرة نحو خالد .. :
" أني لا أتشرف أن هذا .. هو أخي "

نهض خالد ..و اقترب من الباب الرئيسي للمنزل و وجهه شديد الاحمرار ..التفت لوائل و قال بغيظ :
" إذ كنت أنت لا تتشرف بي .. فأنا لا أتشرف أن أدوس أرضاً .. أنت تدوسها "

و أمسك بمقبض الباب و قبل خروجه همس وائل :" إلى الجحيم "

رمق خالد أخيه نظرات مخيفة جداً .. أيمكن أنه سمعه .. قال بنظرة مخيفة جداً .. :

" بل أنا من سأقذفك إلى الجحيم .. "

و رفع قبضة يده :" بيدي هذه !! "

و خرج من المنزل ..

=
تكررت أصداء جملته الأخيرة لتضيف جواً مخيفاً ..:

( بل أنا من سأقذفك إلى الجحيم .. بيدي هذه )

ما الذي يقصده خالد ؟!! أيريد تجديد جرائمه ؟!!
أنه كان مقهوراً و جاداً في حديثه ..

خرجت من المنزل لإيصال خالد لشقته .. رأيته واقفاً بقرب السيارة .. و رغم أن الظلام حالكاً .. لاحظت أنه غاضب جداً .. صعدنا السيارة بصمت ..أخذت أقود السيارة و خالد بجانبي صامت ..
توقفت بقرب المبنى الذي فيه شقة خالد ..أمسك خالد الباب راغباً بفتحه و لكني استوقفته :" خالد "
التفت لي و وجهه شديد الاحمرار .. قلت :" أرجوك خالد لا تحقد على أخيك.. أرجوك لا تفكر أن وائل يكرهك ..لا تهتم لما يفعله.. ما هو إلا شاب عابث "
أطال النظر إلي .. ثم أسند رأسه للخلف .. أغمض عينيه و تنهد بألم .. همس بألم :
" ليتني قتلته بدلاً من تلك الطفلة الرضيعة ..

ليتني لم أعش حياتي و مت قبل تلدني أمي ..

ليتني كنت ابناً لأبى سامر و لم أكن أبنكم ..

ليتني لا أملك أخاً أسمه وائل ..

ليته مات ..

ليته مات .. "

كان يصعقني بكل كلمة يقولها .. أيتمنى موت أخيه ؟!!
لم أرَ في حياتي شخصاً كخالد ..

عاد و مد يده للباب و فتحه و خرج من السيارة .. فاستوقفته :
" خالد .. لا أستطيع تركك هذه الليلة وحدك .. دعني أبيت الليلة في شقتك "

أشار بوجهه نفياً و بصوت مخنوق خاطبني :
" لا .. لا داعي "

أخذ يمشي نحو ذلك المبنى .. كئيب جداً ..
استوقفته صارخاً :" خـالـد ! "

استدار لي .. فصرخت بكل ما لدي من قوة :

" لا تفقد أملك في الحياة ..

أرجوك ..! "
همس بصوت حزين خافت و لا أدري كيف سمعته :

" فقدته و انتهى الأمـر "

=

البارحة كنت مصراً على المبيت مع خالد .. أنه ليس في حالته الطبيعية ..و لكنه كان يصر أكثر على البقاء وحده .. صباح هذا اليوم جئت مسرعاً للاطمئنان عليه ..قرعت جرس الشقة بقوة ..و بعد فترة يفتح خالد لي الباب و يبتعد نحو أحد المقاعد و يجلس عليه بتعب شديد .. تظهر هالات سوداء تحت عينيه لتؤكد لي أنه لم ينم البارحة ..اقتربت منه و جلست بقربه :" ألم تنم البارحة ؟!! "
أشار بوجهه نفياً :" لم أستطع .. "
ثم أخرج من جيبه أقراص و قال بتعب ملحوظ :" لم تعد تنفع هذه المسكنات في شيء "
مسكنات ؟!! قلت مستغرباً :" لمَ تتناول المسكنات ؟!! أتعاني من شيء ؟!! "

وضعها هو على الطاولة و أسند رأسه للخلف و أمسك به .. و قال و هو يغمض عينيه :
" آلام الرأس الحادة لا تفارقني .. "
قلت مواسياً :" أعانك الله "

=
رغم أن خالد مر بحالة غير طبيعية من الحزن الشديد .. إلا أنه باشر في العمل في شركة أبيه .. و تدرب قيادة السيارة و اشترى له سيارة أفخم و أضخم من سيارتي بكثير .. كل ذلك لأجل " سارة "
ها هو الآن يقضي المقابلة الثانية معها ..و نحن ( أنا و عادل ) نجالس أباها و نتحدث معه ..

=
كنت جالسة على نفس المقعد الذي جلست عليه في المقابلة الفائتة .. و كذلك هو ..
في هذه المقابلة .. تمكنت أخيراً من الإصغاء لحديثه و عرفت أنه يخاف علي كثيراً .. و هذا أسعدني..
حيث كان يقول بصوته الجاف ( الجامد ) و الرائع :
" و سوف نتبع خطة لألا تواتيك هذه التشنجات .. أولاً علينا الاتصال بالطبيب المشرف على علاجك بين الفينة و الأخرى .. و ثانياً .. عليك تناول الدواء بدون تذمر ..لأن الدواء من صالحك .. و إن لم تواظبي على تناوله سوف تتأزم حالتك كثيراً .. و سوف أطّر لعرضك على طبيب آخر "
قلت بانفعال :" لا.. لا .. "
و لكني نكست رأسي خجلاً و خفضت صوتي :" لا داعي .. سوف أعمل تحت أمرتك .. "
استمر الحديث و أنا أصغي له بكل اهتمام .. أنه أعظم من أستاذ يعلمني .. أنه أعظم من طبيب يعالجني .. أنه أعظم من أب ينصحني .. شعرت بشعور رائع و أنا أصغي له .. و لكني أبقى أخجل منه قليلاً ..
حتى انتهت المقابلة ..ينهض هو و يوصيني بتناول الدواء جيداً و الاعتناء بنفسي .. و ها هو يغادر ..
وقفت في شرفة غرفتي أراقبه و هو يصعد السيارة مع أبيه و عمه .. أنه أطول منهما .. يا للغرابة ..!!
بقيت أتأمل القمر لبرهة .. و ها هي منى تمنعني من اللحظات السعيدة بصرختها :
" أوه سارة .. ماذا تفعلين هناك ؟!! "
التفت لها .. و تنهدت بابتسامة .. أشرت للقمر :" أراقب القمر .. "
اقتربت هي مني و وقفت بجانبي فقلت أنا :" أنا موافقة ! "
التفت لي و الاستغراب مرسوم على وجهها :" علامَ ؟!! "
نكست رأسي بخجل :
" على زواجي من خالد "

=

منذ أن وصلنا خبر موافقة سارة على الزواج .. تحسنت نفسية خالد كثيراً ..و بدا يهتم بأمر زواجه كثيراً .. حيث يحادث سارة عن الأمور التي يجب أن تجري بعد الزفاف .. حتى المدعوة " زينة " فرحت كثيراً لخالد و تمنت له حياة رائعة مع زوجته ..و كذلك غيداء فرحت لهذا الأمر كثيراً .. و أختي ذكرى و عادل ..
باختصار .. هذا الزفاف شغل العائلة كلها .. و قد قام الجميع على تحضيره .. لا تسألوني عن خالد .. يبدو فرحاً و متحمساً ..

حتى أقام الحفل هذه الليلة .. كان حفلاً رائعاً .. و خالد .. كان رائعاً جداً ..
سأختصر لكم ما حدث .. جرت حفلة رائعة .. حضرتها أمه .. و عمته .. و خالاته .. و بناتهن ..
و لأن خالد هو من طلب عدم خلط الإناث و الذكور في صالة واحدة .. حضرت أنا الصالة الخاصة للرجال ..
انتهى الحفل و لم تنتهي السعادة .. في أمل رؤية أبناء خالد .. مؤكد أنهم سيكونون رائعون ..!
و لكن لا أظن خالد سينجب أطفالاً .. فسارة ضعيفة جداً .. لا تستطيع حمل أي شيء ثقيل .. فما بالكم بجنين في بطنها ؟!!
لم أتمكن من التسليم على العريسان بسبب الازدحام الشديد على سيارتهما .. و ها هي تنطلق نحو الشقة الواسعة الرائعة التي أجّرها خالد ليعيشان فيها إلى أن يشتري له و لزوجته بيتاً ..

كانت ليلة مميزة .. !

=

كنت أجلس في المقعد المجاور لمقعده .. أشعر بغبطة و سرور .. فأنا أرتدي فستان الزفاف التي تتمناه جميع الفتيات .. ألقي عليه نظرة سريعة .. فأجده يقود السيارة بيده اليمنى و بيده اليسرى يمسح عرق جبينه المتصبب .. الجو ليس حاراً لهذه الدرجة .. و لكنه دائماً هكذا .. ملتهب ! منصهر ! مشتعل !
و أعود لمراقبة الطريق و أنا في قمة الخجل .. فيزداد خجلي عندما يهتف باسمي :
" سارة ! "
و لأني فرحة جداً انتابني رغبة بالضحك و الضحك .. طريقته بنطق اسمي مميزة .. وجدت نفسي أنفجر ضاحكة ..فيلتفت لي في استغراب .. أنه يستغرب كثيراً .. من أمور كثيرة .. أيستغرب تصرفاً مجنوناً مني و أنا الطفلة المدللة سارة ؟!!

" هل قلت ما يضحك ؟!! "

رغم أنه يحادثني بكل جدية .. استمرت في الضحك و الضحك .. بطريقة جنونية .. و يبدو أنه ظن أني جننت حقاً ..التزم هو الصمت و هو ينظر للطريق و يلقي علي نظرات استغراب بين الفينة و الأخرى علي و أنا أحاول التحكم بأعصابي ..أحاول كتم ضحكاتي القوية .. فلازلت أضحك بدون داعي ..
إلى أن هدأت قليلاً و نكست رأسي بخجل .. فعاد يقول بصوته الجاف :
" هل انتهيت ؟!! "

و هكذا انفجرت ضاحكة مرة أخرى .. لا ! أنا لست سخيفة لأضحك بلا سبب و داعي .. و لكني لا أعلم ماذا جرى لي .. المسكين فقد ثقته بنفسه الزائدة و ألقى نظرة على المرآة المعلقة أمامه .. و كأنه يبحث في وجهه عن شيء يدعوني للضحك .. و لكن لم يجد شيئاً .. فعاد يلتزم الصمت و أنا أضحك بلا توقف ..

بعدها هدأت قليلاً .. و هو لم ينطق بأي كلمة و لم يرمقني بأي نظرة لكي لا أعود للضحك ..ألقيت نظرة خاطفة علي .. فصعقت ! توقفت لبرهة أركز فيه .. بدا لي مجرماً .. هيئته .. صوته .. نظراته ..طريقة جلسته .. هالاته السوداء .. كلها تدل أنه مجرم حقيقي .. ترى ! هل يريد قتل طفلة أخرى ؟!!
أظن ذلك .. و لكنها طفلة كبيرة .. و هي أنا ..!!

=

تصلبت أنظاري .. أحدق به .. أنه بلا شك .. قاتلي !!
توقفت السيارة .. الظلام حالك .. نزل هو من السيارة و دار نصف دورة حول السيارة لكي يفتح صندوق السيارة و يحمل حقيبتي و حقيبته .. و ها أنا أراه يقف بقرب باب السيارة لجهة مقعدي .. توترت .. أيريد مني الهبوط ؟!
لا .. أريد والدي و والدتي و منى و أروى .. لا أستطيع البقاء مع هذا المجرم .. لا ! لا ! أنقذوني ..
فتح هو الباب و همس :" أنزلي "
و لأنه جامد لدرجة لا تطاق .. مشى أمامي مباشرة يجر الحقيبتين دون الاكتراث بي .. و لكني متأكدة أن هذه آخر ليلة في حياتي .. سوف أموت .. و قاتلي هذا المتعطش للدماء ..رباه ..
رأيته يستدير لي و يقول بجمود :" ماذا تنتظرين ؟!!"
يبدو أنه مستعجل على شرب دمي ..رباه..سأنزل و سأكون قصة الفتاة البريئة التي قتلها زوجها في ليلة زفافها ..
نزلت من السيارة و أغلقت من ورائي الباب .. و ها هو يكمل سيره دون الاكتراث بي ..
مشيت ببطء أتبعه .. صعدت السلالم و كلي خوف .., فتح هو باب الشقة و دخلها .. رمى بالحقيبتين على المقاعد ..و أسرع بإشعال المكيف .. و جلس على أحد المقاعد و التيارات الباردة تلفح وجهه ..
ما هذا ؟!! دائماً يشعر بالحرارة تحرق جسده .. قد يكون خُلق من نار ..
يجب على الزوجة الآن تحضير لزوجها كوب عصير بارد ليطفئ نيرانه الملتهبة .. و لكني لا أملك القدرة على ذلك .. أني خائفة .. حملت حقيبتي بهدوء و دخلت غرفة النوم التي من المفترض أن نتشارك أنا و هذا الملتهب في النوم فيها .. و لكني سأقفل الباب و لن أدعه يدخلها و لن أسمح له أن يفعل ما يريد ..

" سارة "

رباه .. أخذ قلبي يقرع كطبل أفريقي مجنون .. أنه يناديني .. بصوته الجاف .. لم أستدر له و أغمضت عيني بوجل .. فسمعته يقول :" هل ستنامين الآن ؟!! "

أظن أنني لن أنام هذه الليلة .. لأني معك .. ستقتلني أيها المتوحش .. إذ أجبته بـ ( نعم ) .. سوف يأتي للنوم معي .. و أنا لا أريد منه الاقتراب مني حتى .. ترى بأي أداة سوف يقتلني ؟!! لا يوجد سكاكين ..
أظنه سيخنقني بربطة عنقه .. علي منعه .. صرخت :".. دعني أنام وحدي .. "
و ركضت و دخلت الغرفة و أغلقتها بإحكام ..
ارتميت على السرير بخوف .. بكيت .. ! نعم بكيت في ليلة زفافي .. و هي ليلة موحشة مرعبة ..
نظرت إلى نفسي .. فستاني الأبيض .. سوف تلطخ بالدماء قريباً .. لا.. لا أريد الموت ..أريد أبي و أمي و أختاي.. أريد العودة للمنزل .. أريد النوم في أحضان والدتي .. ألجأ لها كلما شعرت بالخوف ..
الآن .. إلى من ألجأ و أنا في قمة الخوف .. ؟!!
استبدلت فستاني بملابس للنوم .. لا أريده أن يلطخ بدمي ...مرت ساعة .. و ساعتان ..و أنا أدعو ربي .. أتمنى ألا يكون يريد قتلي حقاً .. كنت خائفة جداً .. أتوهم أصوات و صور .. أشاهد كوابيس و أنا مستيقظة .. أكاد أجــــن !!
أخيراً .. قررت أن أطل عليه .. فتحت الباب بهدوء .. و طللت على الخارج .. رأيته .. مستلقٍ على الأريكة ..بدون أن يبدل ملابسه هذه .. اقتربت منه .. و جلست على المقعد المجاور له .. تأملته جيداً .. قد يكون مجرماً في السابق .. و لكن هذا لا يعني أنه لازال هكذا ..
حاولت أنا النوم على المقعد .. فإن بقيت وحدي في تلك الغرفة ..سوف أجن ..
أغمضت عيني .. و نمت أخيراً ..

=

لم أنم كثيراً .. فإذا بصوت مزعج يخترق أذني .. فتحت عيني ..منبه هاتف خالد المحمول يرن بصوت مزعج ..ألقيت نظرة سريعة على الساعة .. الخامسة صباحاً ؟!! لماذا يريد الاستيقاظ في هذا الوقت ؟!!
خالد كما هو .. نائم بعمق .. و ها هو يفتح عينيه ببطء .. فأغمضت أنا عيني و تكومت على نفسي أدّعي النوم .. ها هو يوقف صوت هاتفه المزعج .. و أظنه ابتعد ..ألم ينتبه لوجودي ؟!!
أظنه يعبث بحقيبته .. و ها هو يقترب لي .. يضع شيئاً على الطاولة و يبتعد .. ألقيت نظرة على هذا الشيء ..
أحزروا ما هو ؟!!

الأقراص التي أتناولها أنا كعلاج لي ..

تذكرت ! أمي توقظني أحياناً في هذا الوقت لتناول الدواء و أقيم حفلة من البكاء حينها ..
هل يا ترى سأفعل الشيء نفسه الآن ؟!! لا أظن ..
أغمضت عيني بسرعة للحظة شعوري أن خالد اقترب من جديد .. انحنى لالتقاط الأقراص من على الطاولة .. و بيده الأخرى يحمل كأس ماء .. و ها هو يبتعد متجهاً نحو غرفة النوم .. يظن أني نائمة هناك .. يا لك من عديم الانتباه يا خالد .. ألم تنتبه لي ؟؟

هتفت :" خالد "

و عدت أخبأ رأسي لألا يراني .. ألقيت عليه نظرة من تحت ذراعي .. استدار بسرعة مقطباً حاجباه ..أخذ يدير عينيه على الصالة بأكملها .. و هو في حيرة من أمره .. و لأنه لم يجد شيئاً .. فتح باب غرفة النوم و طل على الداخل .. و همس :" سارة "

بالطبع لم يجد شيئاً .. رأيت على وجهه صدمة كبرى .. اقتربت منه بهدوء دون أن يشعر بي ..
وقفت خلفه حيث كان مصدوماً لرؤيته السرير خالياً ..

همست :" خالد "

استدار لي .. تنهد بارتياح .. و قال :" أوه سارة .. ماذا تفعلين هنا ؟!! ألم تنامي ؟!! "

أشرت برأسي بالنفي ..و أنا أبتسم ..

و ها هو يتجه نحو أحد المقاعد لتداعب نسائم المكيف وجهه .. نظر لي و أشار إلى الكأس و الأقراص التي بيده .. و قال بكل جمود :
" سارة .. تعالي تناولي الدواء "

اقتربت منه و جلست بقربه .. ناولني الكأس .. و أحد الأقراص .. فابتلعته .. و خالد يراقبني باهتمام ..ثم قدم لي القرص الآخر لابتلعه على الفور ..

نهض هو أشار إلى غرفة النوم و قال و الإرهاق بادٍ على وجهه ..بجمود يخاطبني:" و الآن .. إلى النوم "

نهضت و اتجهت نحو تلك الغرفة بخجل ممزوج بفرح كبير .. قبل دخولي استدرت لخالد الذي حمل الكأس و الأقراص و اتجه نحو المطبخ .. المسكين سوف ينام على هذه الأريكة التي لا تبعث لجسده الراحة ..

دخلت الغرفة .. و أبقيت الباب مفتوحاً لألا أشعر بالوحدة و الخوف .. فخالد البطل بجانبي ..

 
 

 

عرض البوم صور دموع يتيمة   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 10:27 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 47688
المشاركات: 1,443
الجنس أنثى
معدل التقييم: دموع يتيمة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دموع يتيمة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دموع يتيمة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الرابع و العشرين
حياتي الجديدة مع خالد

أحلام تتضارب في رأسي .. فلا يقطعها إلا صوته المميز ذاك :
" سارة .. "

فتحت عيني بصعوبة بالغة .. ألا و أراه يقف عند باب الغرفة و يشير إلى ساعته :
" تأخرتِ كثيراً في نومـكِ "

تأملته جيداً .. و كأنه عائد من مكان ما .. يحمل بيده كيساً .. استويت على السرير و قلت و أنا أتثاءب مشيرة للكيس :" ما هذا ؟!! "

اقترب مني و وضع الكيس على السرير و قال مبتسماً :" لــكِ "
آه .. أظن أنها هدية منه .. نعم .. فزوجي يقدم لي الهدايا كباقي الأزواج .. كم هذا يسعدني كثيراً ,,( رغم أنه جامد جداً )
ترى ما هي هديتي ؟!! أيملك خالد ذوقاً في اختيار الهدايا ؟!!
فتحت الكيس و ألقيت نظرة على ما بداخله .. رداءاًً أسوداً ؟!! ما هذا ؟!! أخرجته من الكيس .. كانت قطعتان سوداويتان ..من القماش الحريري .. القطعة الأولى كبيرة و الأخرى صغيرة .. سألته متعجبة :" ما هذا ؟!! "
اقترب هو باسماً و قال :" عباءة و خمار .. "
ألقيت نظرة أخرى على القطعتان .. أيريد مني الالتزام بالحجاب .. أي أتبعه في تخلفه ؟!! لا !
" أتعني أن أرتديها حينهما أخرج من الشقة ؟!! "
هزّ رأسه .. فصرخت :" لا .. لن أرتدي الحجاب .. "

هنا ! قطب هو حاجبيه .. و كأن ما قلته لم يعجبه .. و حرك يده مستفهماً و بنبرته التحكمية قال :
" ما معنى ذلك ؟!! أنا لا أقبل أن تخرجي بدون حجاب .. "

أنه بدأ يتحكم بي إذاً ؟!! تقوس فمي إلى الأسفل و برزت شفتي السفلى دلالة على اعتراضي.. امتلأت عيناي بالدموع .. و قلت :" سأشكوك لأبي "

نظر إلي رافعاً حاجباه متعجباً .., و عاد ليقطبهما و ليخيفني و بزمجرة قوية :
" نحن لا نلعب يا سارة .. ما معنى أن تشكوني لأبيك .. هل أنا خادمك ؟!! "

انفجرت باكية و سالت دموعي لتبلل وجهي .. فتنهد هو :" رباه "..
أظنه ضجر مني .. و لكنه بعد ذلك اقترب مني و مسح شعري و همس بلطف :
" كفى سارة .. المرأة لا تبكي .. هيا امسحي دموعك .. "

و ليشجعني أكثر قال بحماس :" هيا .. سوف أصطحبك إلى أحد المجمعات .. "

رفعت رأسي بفرح .. هتفت :" أحقاً ما تقول ؟!! "

ارتسمت على شفتيه ابتسامة لطيفة :" نعم .. و لكن ليس قبل أن تتناولي فطوركِ .. "
و خرج من الغرفة :" أنتظرك .. "
هذا هو زوجي .. جامد أحياناً .. و لطيف أحياناً أخرى ..

استبدلت ملابسي و غسلت وجهي جيداً .. و خرجت من الغرفة متجهة نحو المطبخ ..
طللت عليه.. يحتسي الشاي .. رن جرس الشقة .. فنهض هو متجهاً نحو الباب .. و قبل أن يفتح الباب أشار إلي بالابتعاد .. ( لا يريد من أحدٍ رؤية شعري ) يا له من معقد ..
ابتعدت قليلاً .. ففتح هو الباب .. فدخلت فتاة غريبة الشكل و التصرفات ..
بدت مجنونة ! اندفعت إلى الداخل و صرخت بوجه زوجي :" خالد .. مبارك على الزواج .. أين هي زوجتك "
وجهها قبيح جداً .. ما الذي تريده مني هذه القبيحة ؟!! أشار خالد إلي .. فنظرت تلك الفتاة نحوي و رأيتها تركض بجنون باتجاهي .. آه رباه .. طوقتني بذراعيها .. تكاد تحطمني ..
ثم حملقت بوجهي بذهول و صرخت بجنون مخاطبة خالد :" زوجتك في غاية الجمال .. خالد "
من هذه الفتاة ؟!! أكاد أجـــــــــــــن ؟!!
و ها هو خالد يغلق الباب و يقترب من الفتاة و يخاطبها بابتسامة :" أين سامر ؟!! "
رمت بجسدها بكل بساطة على المقعد و قالت :" أخي سامر مشغول بالبحث عن وظيفة ..المسكين .. "
و خاطبتني الفتاة :" أذهبي و جهزي لنا شاياً يا عروسة .. "
أأنا خادمة لكِ ؟؟ ثم .. أنا لا أتقن صنع الشاي .. بل لا أتقن صنع شيء ..
اتجهت نحو المطبخ .. و أنا أسمعها تحادث زوجي عن أمور لا أعرفها ..من هذه الفتاة ؟؟!!

=

بعد أن خرجت الفتاة .. استجوبت خالد .. سألته عدة أسئلة عن هذه الفتاة .. فأخبرني أنها ابنة لشخص عاش معه يوم كان مسافر .. لم أطمأن .. ما الذي جعلها تتحدث مع خالد بكل حرية غير مكترثة بوجودي ..؟!! بعد ذلك ارتديت العباءة و الخمار الجديدان و تبعت خالد .. لقد وعدني بأن يصطحبني إلى المجمعات ..

خالد .. آه كم أنت جامد .. أنظروا ماذا يفعل .. يمشي أمامي و يتركني وحدي في الخلف .. ألا يجب أن يمشي بجانبي ليحسسني أنه بجانبي طوال العمر .. ؟!!

هناك شبّان يرمقوني بنظرات مخيفة .. فأسرعت نحو خالد و أمسكت ذراعه خائفة ..لقد أدخلني خالد مجمع ضخم جداً .. لم يسبق و إن دخلته .. أخذت أشتري كل ما تقع عيني عليه و لا أبالي بالمبلغ الضخم الذي سيدفعه خالد..
خالد في البداية أعطاني الحرية في الشراء .. و لكني بالغت ! فقد اشتريت أغلى الحاجات .. حتى قال لي بجمود :
" سارة ! كفانا تسوقاً .. لقد أبذرنا الكثير من المال .. دعينا نخرج "
و أطعته في ذلك .. بصراحة الخمار لا يثبت على رأسي و العباءة تعيق حركتي .. أحتاج لخالد لكي يساعدني في لف الخمار على رأسي جيداً .. و المشي جيداً .. أظن أن الرجال يرفضون إعانة أزواجهن في هذه الأمور .. و خصوصاً أمام الناس .. و لكن خالد لا يبدِ اعتراضا أبداً ..

خرجنا من المجمع المملوء بالناس ,, و لكن الشوارع لا تخلو من الناس أيضاً .. قبل دخولنا السيارة لمحنا إياد و وائل .. اقترب الاثنان إلينا .. رأيت في عيني خالد انزعاجاً كبيراً .. ترى ما السبب.. ؟!!
ابتسم وائل بسخرية و هو ينقل نظراته بيني و بين زوجي و قال :" أأتجول مع زوجتك .. أيها .. "
عضّ خالد شفتيه غيظاً و وجهه شديد الاحمرار .. خاطبني وائل و هو يقترب مني :
" أحذري سارة .. فزوجك ....."
فجأة رأيت ذراع خالد تفصل بيني و بين وائل .. أمسك خالد بكتف أخيه و دفعه قاصدا إبعاده عني و همس بغيظ:
" ألزم حدودك يا هذا "
ابتسم وائل ساخراً .. و نظر لي و قال :" مسكينة ! هل أجبركِ على ارتداء الحجاب ؟؟! لتكوني متخلفة ؟!! "
و نظر لخالد الذي يشتعل غيظاً و رفع صوته ليسمعه جميع الناس :
" متخلف ! و مجرم ! و قاتل .. و تريد التحكم بهذه المسكينة أيضاً .. أنك عار علينا جميعاً "

توجهت كل الأنظار لزوجي .. نظرات خوف و وجل .. وائل .. أكرهك .. لقد شوهت سمعة زوجي..
خالد .. شديد الغضب .. رباه .. لا أظنه سيصمت ..
مد وائل يده و بكل جرأة يدفع أخيه و يقول :" تنح عن طريقي .. "
و مشى ..! راقبه خالد و هو يمسك بكتفه الذي تجرأ وائل على دفعه .. ناداه بصوتٍ مخيف :" انتظر "
استدار وائل بنظرات ساخرة و قال :" ماذا تريد ؟!! "
اقترب خالد من أكثر .. و شد قميص أخيه لتبدأ معركة عنيفة بينهما .. أنا لم أرى شيئاً فكنت أغطي وجهي بيدي و أصرخ .. حاول الكثير من الناس التدخل و من بينهم إياد .. حتى استطاع إياد و مجموعة من الناس إيقاف هذه المعركة ..

هتف خالد بوجه أخيه بصوتٍ مخيف جداً :
" إن رأيتك مرة أخرى .. سأسحقك .. و أدمرك .. و أحرقك .. و أمحيك من الوجود "

ابتعد حشد الناس في خوف .. و عض وائل شفتيه قائلاً بغيظ :" سأريك ! سأنتقم ..! و سترى "
سحب إياد وائل و ابتعدا .. فبقيت أنا الوحيدة الواقفة بجانب خالد الملتهب ! المشتعل ! المنصهر ! ..
أخرج من جيبه منديلاً و أخذ يمسح قطرات العرق البارزة على جبينه .. ثم التفتت لي .. حملق بي طويلاً .. ثم ابتسم لي و مسح رأسي .. أظنه يريد أن يشعرني أنه ليس متوحش .. نعم زوجي ليس متوحش .. و لكن أخيه وائل أثار غيظه .. قال بصوتٍ لطيف جداً :" هل نذهب لتناول الطعام في أحد المطاعم "
هززت رأسي ايجابياً .. فأنا جائعة حقاً..

مشينا مشياً نحو أحد المطاعم .. لأنه قريب ! و لا حاجة لنا باستخدام السيارة .. اختار خالد لنا طاولة و جلسنا عليها .. طلبنا الطعام .. و بعد ذلك بقينا صامتين .. كان هو يتلفت يمنة و يسرة .. يعبث بهذا و هذا دون أن يتحدث أو ينطق .. و أنا أتأمله بصمت .. إلى أن تجرأت و قلت :

" هل تتشاجر مع أخيك دائماً "

رفع رأسه و نظر لي .. تتضح كدمة حمراء بقرب فمه .. و تشوه صفاء وجهه .. أظنه تعرض لضربات أخرى .. أني غاضبة من ذلك البغيض .. لأنه تجرأ على شن معركة مع زوجي و سبب له ضربات موجعة و الأهم أنه فضحه فضيحة كبرى .. فلا أنسى نظرات الناس الخائفة الموجهة لخالد .. لقد شوه سمعته ..

" لا ! ليس دائماً .. لأننا لا نلتقي إلا نادراً "

عاد لينكس رأسه بعدما لاحظ أني أركز النظر في الكدمة الواضحة بقرب فمه .. كنت أريد أن أسأله عن سبب خلافه مع أخيه و لكن موظفو المطعم أتوا بأطباق الطعام .. وضعوها على الطاولة بكل ترتيب و غادروا ..كنت جائعة .. فبدأت ألتهم طعامي بشهية مفتوحة .. و خالد ينظر لي باسماً أظنه أعجب بطريقة تناولي للطعام .. أمسك هو بكوب الماء و شرب منه جرعة و وضعه على الطاولة من جديد .. أظن أن لا رغبة له بتناول شيئاً من الطعام ..
أنا ألتهم الطعام بكل شراهة .. و هو يبتسم ..و لأنه ابتسم انفجرت أنا ضاحكة .. فاستغرب هو كعادته ..
كانت مجموعة شبان يقفون خلف المقعد الذي هو يجلس عليه .. يشيرون له من الخلف و يتهامسون فيما بينهم .. أظنهم يتحدثون عن المعركة التي جرت منذ قليل .. و ها هي أنظارهم تنتقل إلي .. أنهم ينظرون لي ..نكست رأسي على الفور .. أنا أخاف هذه النوعية من الشبان .. رفعت رأسي مرة أخرى .. فأراهم يتضاحكون..
خالد كان ينظر لي باستغراب بسبب خوفي الشديد .. أدار برأسه للخلف لسماعه تلك الضحكات و رأى الشبان يشيرون إلي بالبنان و يتضاحكون ..!

بالطبع ثار .. قطب حاجبيه غاضباً .. و نهض و جلس بجانبي و رفع رجلاً على رجل و أخذ يراقب الشبان ليحميني من أي حركة تصدر منهم .. لو كانوا محترمين لخجلوا مني أنفسهم .. و لكنهم ضحكوا على تصرف خالد ..

اشتعل ! ثار ! .. نهض .. لا ! لا أريد أن تقام معركة أخرى .. أنا أخجل منه كثيراً .. و لكن خوفي عليه جعلني أوقفه ممسكة بيده :" أرجوك ! لا "
ركض الصبية هاربين .. فتنهد هو و مسح رأسي بلطف .. و قال :" دعينا نعود "
رغم أني جائعة و لم أتمم طعامي .. إلا أنني هززت رأسي ايجابياً ..

صعدنا السيارة .. فاستبدل خالد نظارته الشمسية بالطبية .. أنه لا يرتدي هذه النظارة إلا عند قيادته للسيارة ..
انطلق بالسيارة .. كنت أفتش في الحاجات التي اشتريتها .. لقد اشتريت بنطالين للون واحد .. و كان سعرهما مرتفع .. كما و أنني اشتريت أشياء أخرى متشابهة و باهظة الثمن .. أني حقاً مبذرة .. كنت كالمجنونة أجمع ما تقع عليه عيني .. وصلنا للمبنى الذي فيه شقتنا .. فأسرعت أنا بالخروج من السيارة و انطلقت أصعد الدرجات بسرعة .. لا أريده أن يسبقني هذه المرة .. التفت إليه .. خاطبني مستغرباً :" ألن تنتظريني ؟!! "
أشرت برأسي نفياً .. و أكملت ركضي السريع نحو الشقة .. حتى رأيت والدي يقرع جرس شقتنا .. صرخت بفرح :" أبـــــي " التفت لي والدي و هتف بابتسامة :" صغيرتي ! "و انطلقت نحوه و ارتميت في حضنه الدافئ .. مسح رأسي و قبل جبيني .. و ها هو يقترب خالد باسماً .. تعانقا بحرارة .. و خاطبني والدي و هو يداعب وجنتي :" تبدين رائعة بالخمار و العباءة .. و كأنك طفلة عمرها عشر سنوات "
كنت أظن أن الزي المحتشم هذا .. يجعل من المرأة تبدو أكبر من عمرها .. و لكنه يجعل من المرأة أكثر براءة ..نكست رأسي بخجل مشيرة لخالد :" خالد هو من طرح علي هذه الفكرة "
بل جبرني على ذلـك ..!
ضحك والدي في وجه خالد :" ما أروعك .. أنك فعلاً الزوج المناسب لبنيتي .. "
ابتسم خالد بلطف .. و أخرج من جيبه مفاتيح الشقة .. و فتحها و خاطب والدي :" تفضـل "
أشار والدي بيده اعتراضاً :" لا يا عزيزي .. جئت فقط لأطمئن عليكما .. "
و ابتعد ملوحاً بيده :" وداعاً "

=

مرت الأيام بسرعة .. حتى تأقلمت أنا حياتي مع خالد .. و ليس هذا فقط .. لم أعد أستطيع مفارقته حتى و لو لحظات .. إلا أنه اضطر للعودة لعمله .. و هذا ما أزعجني هذا الصباح ..

صرخت :" و تتركني وحدي ؟!! "

قال و هو يرتدي سترته :" من قال ذلك ..؟ سأرسلك إلى منزل والدك .. و ..... "

قاطعته صارخة :" لا ! ابق معي "

تقوس فمي للأسفل و أوشكت على البكاء .. فاستدار لي مقطباً حاجباه :" سارة ! لا تكوني طفلة "
و اتجه نحو الخزانة و أخرج منها العباءة و الخمار .. و وضعها على السرير و قال :" ألبسيها .. أنا أنتظرك "

و خرج من الغرفة .. نهضت أنا باستسلام و غسلت وجهي و ارتديت عباءتي و خماري و خرجت من الغرفة لأراه يستند على الجدار ينتظرني .. و لما رآني .. فتح باب الشقة و خرج و لحقته أنا ..

صعدنا السيارة و أنا غاضبة من هذا الأمر كثيراً .. سيرميني في منزل والدي و يذهب هو لعمله ..و ها هي السيارة تقف عند منزلنا .. فقال هو قبل أنزل :" سوف آتي لأخذك عندما ....... "
قاطعته صارخة :" لا ! لا تأتي لتأخذني لأن عملك أهم .. "
بدت على وجهه ملامح الاستغراب .. فأسرعت أنا بالخروج من السيارة .. و طللت عليه من النافذة و صرخت :
" و زينة القبيحة أهم مني أليس كذلك ؟!! "

لا أدري لمَ خطرت ببالي تلك القبيحة ..فهي كانت تزورنا باستمرار مع والدتها أو أخيها .. كانت هي و أسرتها تشغل اهتمام خالد كثيراً .. و كنت أحترق عندما أراه يتحدث معها .. أنه يهتم بها أكثر مني ..
رأيت على وجهه ملامح الذهول و الاستغراب .. فركضت أنا نحو المنزل بسرعة .. قرعت الجرس .. و سيارة خالد لازلت في مكانها ..أظنه يريد رؤيتي و أنا أدخل المنزل ليطمئن قلبه ..
فتحت الخادمة الباب .. فأدرت أنا برأسي للخلف لأراه يلوح بيده لي مبتسماً .. فدخلت المنزل بسرعة .. ركضت إلى داخل المنزل .. فرأيت أمي و منى و أروى جالسات على مقاعد الصالة و منهمكات في مشاهدة التلفاز ..وقفت أمام التلفاز ضاحكة :" مــرحباً "
انتقلت أنظارهن لي .. و ضحكن .. و اندفعن لي ليرحبون بي ترحيباً حاراً جداً ..جلست من بينهم .. فسألتني أختي منى باستغراب :" سارة .. لم ترتدين هذا اللباس ؟!! "
ابتسمت :" الخمار و العباءة .. خالد هو من طلب مني الالتزام بها "
صرخت منى منفعلة :" ماذا ؟!! لا يحق له ذلك.. سارة أنه يجبرك على فعل شيء لا رغبة لكِ بفعله .. "
و قالت أروى :" أنه يتحكم بكِ سارة .. سأخبر والدي لكي يجد حلاً "
صرخت بغيظ :" من قال لكم أن خالد يتحكم بي ؟!! أني مرتاحة هكذا .. أني أشعر أنني كاللؤلؤة المغلفة .. خالد لم يطلب مني ذلك إلا لحمايتي "

و نهضت متجهة نحو المطبخ أبحث عن شيء آكله .. فلم آكل شيئاً منذ الصباح .. و ها هي منى تقترب مني و تهمس :" سارة ! صارحيني أختي .. هل أنتِ سعيدة معه ؟!! "
قلت بانفعال :" بالطبع نعم ..أنت لا تعرفين خالد كما أنا أعرفه ..أنه يحاول حمايتي قدر الإمكان .. يلبي طلباتي .. يعاملني بلطف .. يهتم بصحتي "
و ابتسمت قائلة :" أتعلمين أن التشنجات لم تعد تواتيني ؟!! "
قالت منى بفرح :" حقاً "
" نعم .. و ذلك بفضل الله و بفضل خالد.. فهو يجبر نفسه على الاستيقاظ الساعة الخامسة ليعطيني الدواء "
ابتسمت منى و قالت :" يبدو أنك حقاً سعيدة معه .. أوصلي سلامي له "
ارتحت كثيراً .. أخيراً اقتنعت منى أن خالد ليس كأخيه وائل .. أنه إنسانٌ آخر ..

=

في المساء .. شعرت بخالد يغطيني جيداً باللحاف .. كنت أتظاهر بالنوم .. ها هو خالد يستلقي على السرير ..فتحت عيني و ألقيت نظرة سريعة عليه .. أغمض عينيه ..و أظنه نام ..فنمت أنا الأخرى ..

شعرت بضجة .. ففتحت عيني .. ألقيت نظرة على الساعة .. الثانية و النصف صباحاً .. رغم أن الظلام كان حالكاً .. إلا أنني لاحظت خالد كيف كان متوتراً .. يفتش في الخزانة و يهمس :" أين هي ؟!! "
و يترك الخزانة ليبحث في الحقيبة .. و هو على ما أظن يتوجع .. في رأسه .. و يترك الحقيبة و يبحث في المجرات و هو يهمس بوجع :" أين وضعتها ؟!! "
ما هذا الشيء الذي يبحث عنه خالد ؟!! و لماذا يتوجع هكذا ؟!!

 
 

 

عرض البوم صور دموع يتيمة   رد مع اقتباس
قديم 25-06-08, 10:40 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 47688
المشاركات: 1,443
الجنس أنثى
معدل التقييم: دموع يتيمة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دموع يتيمة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دموع يتيمة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

*·~-.¸¸,.-~*الجزء السادس و العشرين *·~-.¸¸,.-~*
موت الذكريات
أخذ يفتش الأدراج و الخزانة و الحقائب باحثاً عن شيءٍ مجهول .. حتى استند على الجدار و أخذ يتنفس بعمق .. فقفزت أنا من السرير متجهة نحوه .. هتفت به :" ما بك خالد "
أجاب و الملامح الإرهاق بادية على وجهه :" سارة .. اتصلي بإياد حالاً "

=

نُقل خالد للمشفى و بقي ساعاتٍ هناك .. و أنا بقيت وحيدة في الشقة .. إلى أن عاد .. جلس على الأريكة و خاطبني بإرهاق ملحوظ :" ماء "

أسرعت للمطبخ .. و تناولت كأساً و صببت الماء فيه .. و هرولت لخالد ..لقد استلقى على الأريكة و غطّ في نومٍ عميق .. المسكين .. مرهق جداً ..

وضعت كأس الماء على الطاولة .. و غطيته بلحاف .. كما يفعل هو لي كل ليلة ..

=

و في يوم آخر قرر خالد أن يزور أسرته .. فمنذ زمن و لم يزرها ..من النادر جداً أن يزورهم .. لتجنب أي مشاحنات مع أخيه وائل .. فإذا تعارك معه يلقون الذنب كله على خالد و كأن وائل لم يفعل شيئاً ..
ففي الآونة الأخيرة يتعارك الاثنان إذا التقيا .. و تنتهي تلك المعارك بتهديدات وائل بالانتقام ..

رحب بنا الجميع بحرارة .. هناك .. ثم جلس خالد عن أحد المقاعد و جلست بجانبه ..
نهضت المرأة .. أظن أنها جارتهم أو صديقة خالتي غيداء قائلة :" الآن سأغادر يا غيداء .."
كانت المرأة تحمل بيدها طفلاً رائعاً .. بل مذهلاً ..
قلت أنا أخاطبها :" هلّي برؤية طفلك ؟!! "
ابتسمت المرأة قائلة :" بل هي طفلة "
اقتربت مني المرأة و ناولتني طفلتها الرائعة .. وضعت الطفلة في حجري و أخذت أداعبها .. ثم حملتها و ناولتها خالد .. أخذ خالد يداعب الطفلة بلطف أكبر .. و فرح أكبر .. ثم أخذ يسأل عن اسم الطفلة و عمرها ..
بدا مهتماً كثيراً لها .. فقالت المرأة :" أتمنى أرى أبنائك بني .. أظنهم رائعون "
اتجهت كل الأنظار لي .. ينتظرون مني رداً .. ماذا عساي أن أقول و أنا لن أنجب أطفال .. لقد حرمت خالد من شعور الأب .. قلت بارتباك :" نحن لسنا مستعجلين .. كما أننا لازلنا عرسان "
و أطلقت ضحكة ليست في محلها ..

=
غادرت المرأة و بقينا ندردش طويلاً .. يسعدني أن أقول لكم أن علاقة خالد بأمه تحسنت كثيراً .. ها هو يتحدث معها و تشاركهما سمية الحديث .. و يتدخل زوج خالتي عادل بالحديث أحياناً معهم .. ثم يعود ليمطرني بالنصائح .. و عمته ذكرى تحادث إياد ..

إلى أن فُتح باب المنزل الرئيسي و دخل و كما توقعت .. وائل !
اتجه نحو السلم و لكن أباه أوقفه قائلاً :" وائل "
استدار وائل .. و لمَا رأى خالد اندهش .. و خالد بدأ بالاحتراق ..
اقترب وائل من خالد قائلاً :" أوه ! خالد كيف حالك ؟!! "
و مد يده لمصافحة خالد .. إن ما يفعله فقط ليظهر لأبويه أنه مسالم و خالد هو المخطئ ..
تردد خالد في مصافحته و لكنهما تصافحا أخيراً .. فمد وائل رأسه .. و قربه لوجه خالد .. كنت أظنه سيقبله .. و لكنه لم يفعل ذلك بل همس بإذن زوجي :" سأنتقم ! "

صُدمت ! يبدو جاداً في حديثه .. خالد لم تبد على وجهه ملامح محددة ..
قال وائل و هو ينظر لي بصوتٍ عال :" اهتم بنفسك و بزوجتك "

و ذهب !
مرت الأيام و الشهور و أنا ألاحظ اهتمام خالد بي قد ازداد و ازداد .. لقد أعطاني نسخة أخرى لمفتاح الشقة .. و لكني أضعتها عندما جاءت مروة لزيارتي ..

و يسعدني أن أقول لكم أني بدأت أتحول من طفلة إلى امرأة ..بعد أن عولجت من مرضي ..و لم أعد بحاجة لتناول الدواء .. و في أحد الأيام .. خاطبني خالد و هو جالس على الأريكة عندما خرجت من الحمام ..:
" سارة .. اصنعي لنا شاياً لو سمحتِ "
ابتسمت و اتجهت نحو المطبخ و قلت بدعابة :" أمرك سيدي "
دخلت المطبخ و بدأت بصنع الشاي بينما كنت أخاطب خالد و هو جالس في الصالة :
" أتعلم ! أختي منى حامل .. "
نسيت أن أخبركم أن أختي منى تزوجت برجل من مدينة أخرى .. و هي الآن مرتاحة معه كثيراً .. فهو ثري و لطيف ..

" حقاً ؟ "
" نعم "
حملت الشاي و اتجهت نحوه و صببته له الشاي في الكوب و قدمته له ..
تناوله من يدي و أخذ جرعة و وضعه الطاولة ..
فخاطبته أنا :" خالد ! متى سيزوج إياد .. أم أنه لا يفكر بالزواج بتاتاً .. "
ابتسم خالد .. ثم بدا و كأنه تذكر شيئاً .. نهض و قال :" اعذريني سارة .. يستوجب علي الذهاب الآن "
و ارتدى سترته فسألته :" إلى أين ؟ "
" سوف أذهب لإياد لإرجاع شيء ما منه.. لن أتأخر "
و اتجه نحو باب المنزل .. و التفت لي قبل خروجه و ابتسم :" وداعاً "


لا .. لا تظنوا أني لازلت أخشى البقاء وحدي .. تغلبت على الخوف منذ فترة طويلة .. اتجهت نحو المطبخ و أخرجت الخضروات و أخذت أقطعها ..لأصنع طبق سلطة .. لأضيفه لطعام الغداء .. أصبحت أتقن الطهي..
و بينما كنت أقطع الخضروات بالسكين .. سمعت صوت انفتاح باب الشقة .. فقلت دون أن أرفع رأسي عن الخضروات :" خالد ! لمَ عدت ؟ أنسيت شيئاً ؟ "
و لم أجد جواباً ..
فرفعت رأسي .. صُدمت ! انعدم الهواء في المكان .. و تصلب كل شيء .. للحظة وقوع أنظاري على ذلك الشيء ..
=
و كأنني بوغت صفعة مؤلمة .. أو ماء بارداً انصب على رأسي .. لم يكن ما رأيته خالد بل ..
القذر و البغيض .. وائل ..

يبتسم بخبث !..
تذكرت حينها كل تهديدات الانتقام منه .. أأكون أنا ضحية خلافهما ؟ لا ... رباه ....
اقترب هو .. فالتصقت أنا بالثلاجة رعباً .. أنا .. و هو .. فقط .. في مكان واحد .. صرخت بكل ما لدي من قوة :

" خــــــــــــالــــــــــد "

و لم أجد منقذي ! بل وحشاً يريد افتراسي ..
مد يديه القذرتين تجاهي .. فشيء ما تحرك بداخلي يدفعني لمد يدي نحو صدره ..

يدي كانت تحمل سكيناً !! و ها هي انغرست في صدره ..

هوى جسده .. و ظلت عيناه مفتوحتان على مصارعيهما ..

لحظة !! أنا لا أفهم شيئاً ..

سائل أحمر يسيل من صدره ..

و هو متصلب و لا يتحرك فيه شيء ..

أنا .. أنا قتلته ..

صرخت بقوة .. من أعماق قلبي ..

فيقطع صراخي صوته الجاف المخنوق :
" سارة "

التفتت إليه .. يقف قرب الباب .. هوى من يده الملف .. أنه مصدوم .. ينقل بصره بيني و بين هذه الجثة الممددة ..
اقترب مني .. فركضت نحوه بخوف .. اختبأت خلفه ممسكة بذراعه و أكملت سيل صرخاتي ..

=

كنا في صدمة حقيقية .. أنا لا أعلم ماذا جرى .. و هو لا يعلم ماذا جرى ..

مرت لحظة و دقيقة و ساعة و يوم و شهر و سنة و قرن .. و نحن متصلبان .. تماماً كالجثة المرمية أمامنا ..

حتى تحرك خالد أخيراً .. مسح عرقه المتصبب بغزارة .. و وجهه شديد الاحمرار ..

التفتت لي و قال و هو يضم يدي بيده .. :" سارة .. "

بصوتٍ مخنوق خاطبني .. فقلت بصوتٍ بالكاد يُسمع :" نعم خالد "

" تعالي "

قادني خالد إلى خارج المطبخ .. و وقفنا في الصالة لبرهة ..انفجرت باكية و بصوتٍ مبحوح أخذت أهتف :
" أنه تهجم علي خالد ..حاول إيذائي. حاول التعدي علي .. فلم أستطع حماية نفسي إلا بالسكين .. لم أكن واعية "
مسح خالد شعري .. و أشار لغرفة النوم .. :" سارة .. فلترتاحي هناك "

صرخت :" أي راحة ؟ أنا سأعدم قريباً .. أو على الأقل سأسجن لمدة عشرين سنة أو يزيد .. عمري ضاع خالد .. أنا ضعت خالد .. "

في نظرات خالد قرأت أنه يفكر بعمق شديد .. فجأة قال لي ..:" سارة .. اذهبي للغرفة حالاً "

صرخت :" ماذا تقول ..؟ أنا ... "

صرخ بي :" سارة ! "

و باستسلام اتجهت نحو الغرفة .. فدخل خالد المطبخ .. قبل دخولي غرفة النوم طللت عليه .. أخرج من جيبه منديلاً و أخذ يمسح مقبض السكين المنغرسة في صدر القتيل ..

ترى لماذا ؟!!

=
في غرفة النوم بكيت بجنون و بلا توقف .. و لكن شيئاً واحداًأوقفني .. عندما سمعت خالد يتحدث عبر الهاتف :
" هنا مركز الشرطة ؟ حدثت جريمةقتل ! .. في شقتي .. و أنا القاتل .. "

.. أسمعتم ؟

أنه يلقي التهمةعليه ..

أي أنه سيحمل العقاب عني ..

لا !

اندفعت خارجة منالغرفة في صدمة كبرى .. لأرى خالد يغلق الهاتف بكل بساطة ..
اتجهت نحوه بخطواتبطيئة .. التفتت لي .. فهمست .. :" أنت حقاً مجنون ! "
أشاح بأنظاره عني و همس :" أسمعتِ ؟ "
صرخت :" نعم .. أتريد أن تعاقب مرة أخرى .. كفاك .. لقد خسرت منالسنين الكثير .. لماذا تفعل ذلك لأجلي .. أنا حقاً كنت عبئاً عليك .. و لكن .. يجبأن تتركني هذه اللحظة .. لأني أنا الفاعلة .. أنا القاتلة .. لا يمكن أن تخسر حياتكلأجلي .. أرجوك خالد .. فكر جيداً .. "
نظر لي .. و وضع يده الدافئة على كتفي وهمس :" لا بأس سارة .. كُتب علي العذاب في الدنيا "
و ها هو جرس الشقة يرن ليقطعحديثنا .. فيسرع خالد لفتح

الباب .. فأهتف به :
" لا .. خالد .. أرجوك .. أنا لا أستطيع العيش بدونك .. لا تتركني .. دعني أنا أُسجن و أُعاقب .. لأني أنا الفاعلة و لست أنت .. أنت حقاً رائع .. مضحي .. و نبيل .. و لكني لا أستحق تضحيتك هذه .. أرجوك خالد لا تدعني أتعذب طوال عمري .. "

=

بقيت أنا أبكي بصمت .. أتعذب بصمت .. في الغرفة بينما أسمع ما يدور في الخارج .. :
" نعم .. أنا قتلته .. "
" و ما السبب ؟ "

" لقد دخل الشقة و أنا كنت في الخارج .. و عندما عدت وجدته يحاول التعدي على زوجتي فقتلته "

" كيف دخل "

" بفضل نسخة أخرى لمفتاح الشقة .. هذا ما أظن "

" هل كنت تقصد قتله "

" ليس تماماً .. كنت غاضباً جداً .. و بتهور اندفعت و غرزت السكين في صدره "

" أين زوجتك ؟ "

" في غرفتها "

" هل لنا أن نراها "

" لا .. هي في حالة عصيبة .. كما إن الحجاب ليس على رأسها "

" حسناً .. إذن لنكمل التحقيق في المخفر بينما يتم فحص الجثة .. "

" لحظة .. سوف أطمئن على زوجتي أولاً "

و شعرت بخطوات تقترب و تقترب و فجأة يفتح الباب .. فأفزع ..

وقف خالد ينظر لي .. فنظرت أنا له بعتاب شديد .. همست :" لماذا ؟!! .. "

اتجه خالد نحو الخزانة و أخذ يجمع ملابسي في حقيبة في صمت .. صرخت به :
" لماذا تتركني و تفعل بنفسك هذا ؟ "

رفع رأسه و همس :" اخفضي صوتكِ .. إن علموا بأنك الفاعلة سوف نعاقب نحن الاثنان .. أنتِ بتهمة القتل و أنا بتهمة التستر على القاتل .. لا توقعينا في ورطة .. "

" ذلك أفضل .. على الأقل لن أفارقك "

تنهد بعمق .. و وضع الحقيبة أمامي .. و قال :" سوف أتصل لإياد ليوصلك لمنزل والدك .. "

صرخت :" لا .. و أنت ؟ .. لا تتركني .. "

استدار ليمنعني من رؤية وجهه و أخرج هاتفه الخلوي من جيبه و أخذ يحادث إياد عما جرى حقيقة .. و طلب منه أن يأتي .. و أغلق الهاتف .. و ها هو يتجه نحو باب الغرفة .. فهتفت به :" خالد "

استدار لي .. فقلت :" ألن تودعني ؟!! "

=
ما هي إلا دقائق .. الشقة خالية من شيء يسمى خالد .. فقط رجال يتمركزون في المطبخ لفحص الجثة .. كما يقولون ..

حتى قُرع الجرس .. فنهضت و أنا أجر حقيبتي .. مرتدية عباءتي .. اندفعت و دموعي تلحقني .. فتحت الباب فإذا هو إياد كما توقعت .. مصدوم .. مصعوق .. !!!

أمطرني بسيل من الأسئلة الكثيرة ..

و أنا أجيب بسيول الدموع ..

حتى صعدنا السيارة .. أسندت رأسي للخلف .. بكيت .. بحشرجة همست :" خالد ! .. خالد .. "
و إياد يقود السيارة بصمت .. ثم خاطبني :" ستخبرينهم ؟ "
صرخت :" بالطبع ! سأخبر الجميع بالحقيقة .. قبل أن يحكموا على خالد بالعقاب .."
هزَّ إياد رأسه ايجابياً و قال :" خالد .. يعتقد أنه الوحيد الذي يتحمل عقاب الدنيا .. "

صرخت :" أيقنت حقاً .. أنه مجنون .. علي أدعوه دائماً خالد المجنون "

همس إياد :" بل خالد الحنون "

التفتت له .. فابتسم :" أليس كذلك ؟ "

أظن أن ليس هناك وقتٌ لهذه الابتسامة .. حدثت جريمة قتـــل !!

=

هناك .. ضربتني خالتي أشد ضرب .. سددت سيل الصفعات على وجهي و هي تصرخ بجنون :" أيتها الخائنة .. تقتلين ابني و تريدين توريط ابني الآخر .. "

و بعد أن تعبت .. هوت على الأرض و أغمى عليها ..
بعدما استيقظت ..أرسلوها للمشفى لتأزم حالتها النفسية ... و الجميع يبكي هنا .. و الجميع يصيح ..
بعد ذلك حضرت والدتي و منى و أروى والدي و خالتي الأخرى و اجتمعنا في منزل خالتي غيداء .. صرخت بهم :
" كيف لي أن أتخلى عنه ؟ أنه أوقع عليه التهمة .. لا و ألف لا .."
صرخت والدتي و دموعها تنهمر بغزارة من عينيها :" دعيه بنيتي .. دعيه يفعل ما يشاء .. أنا لا أستطيع التخلي عنك "
و صرخت ذكرى :" ماذا ؟!! خالد لم يفعل شيئاً و يعاقب ؟ "
و صرخت بي :" سارة .. إن كنتِ زوجة حقيقية .. لن تتركين زوجك "

نعم لن أتركــه .. !

=

رغم أني جبانة بعض الشيْ .. لكن خالد علمني الشجاعة و القوة .. و رغم أني أخاف ذوي المناصب الرفيعة مثل القاضي و المحامين .. إلا أنني وقفت أتحدث بكل جرأة لأبوح عمّا في قلبي ..
شيء ما دفعني للحضور هنا .. العائلة تنظر بذهول و خالد هناك ينظر بفخر ..
كنت أقول بجرأة .. بدون أن أخشى شيئاً .. و كيف أخشى شيئاً و خالد كل الأشياء .. هتفت موجهة حديثي للقاضي :
" حضرة القاضي .. ما رويته لك .. هو الحقيقة .. و خالد .. أخفى عن حضرتكم هذا الأمر خشية أن أقع أنا بين القضبان و هو يكره ذلك .. لذلك أوقع التهمة عليه .. حضرة القاضي .. المقتول .. هو من عرض نفسه لذلك .. كنت سأدافع عن نفسي في جميع الأحوال .. سواء بالسكين أو بأي شيء آخر .. "

هزّ القاضي رأسه طالباً مني المتابعة و العائلة تتابع حديثي بشغف ..و هناك خالد بين المتهمين يقف بفخر كبير .. يفتخر بي زوجة له ..ما أسعدني بذلك ..

رفعت يدي و وجهت سبابتي نحو خالد و قلت :
" هذا هو المعذب في الأرض من صغره ..لقد تحمل قسوة الدنيا.. و لازال قلبه أبيضاً خالياً من أي نقطة سوداء "

فابتسم هو ...

=
لقد أُفرج عن خالد لأنه لم يرتكب الجريمة .. و أنا .. لم يحكموا علي بالعقاب .. لأني كنت حينها لا أتعمد القتل بل أدافع عن شرفي ..!

و في مدينة أخرى .. بنى البيت الرائع .. لي و لخالد .. حتى استجمعت أناقواي و حملت بالمولود الأول و قد كانت بنتاً .. و تلتها ثلاث فتيات .. الأربعةيطابقون خالد في الملامح و التصرفات .. الشعر الكثيف الأسود و البشرة البيضاء والعينين الرماديتين و الشفتين الضئيلتين الورديتين ..
و قد أصر خالد أنه من يختار الأسماء لهن .. و لا أستطيع أن أصف شعوري الرائع عندما أراه يداعب هذه .. ويحمل هذه .. و يعاقب هذه .. و يساعد هذه ..
و أفرح كثيراً .. عندما يسألوني عن غيابه إذ كان في عمله :" ماما .. أين بابا ؟ "
و بقدرة سبحانه تمكنت من الحمل من جديد .. و إنجاب طفل .. أسميته وليد .. كان يشبهني .. !

و لم تنتهي الفرحة .. فقد رأيت أطفالي يكبرون و يكبرون و خالد يكبر فيه الأمل .. و تموت فيه الذكريات التعيسة ..


النهاية .............

 
 

 

عرض البوم صور دموع يتيمة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة براءة, براءة, جنون خالد للكاتبة براءة, قصة جنون خالد, قصة جنون خالد للكاتبة براءة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية