كاتب الموضوع :
جيجى22
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الخامس عشر و الاخير
ميلانى ! لقد اشتاقت اليها و الى سيمون ايضا , قد تكون هى التى اتصلت بها و لكن لا لقد كتبت اليها رسالة و طمانتها عنها و اخبرتها فيها انها بانتظار مولودها الثانى
انهت بيب عملها و هى تنتقل من سرير الى اخر تاخذ حرارة المرضى و تجس نبضهم و تتبادل معهم بعض الكلمات و هى تفكر بطفل , طفل هالام و تمنت ان يجعل منها زوجة حقيقية له و ان تحمل احشائها طفله اليزون اولا ثم ميلانى و لماذا لا هى ؟
ووقفت اخيرا امام سرير السيدة ايفز العجوزة و كانت هى افضل مريضة عندها و امام نظراتها القلقة طمانتها بيب و شجعتها
وفى الخارج كان الطقس ممطرا و باردا و الهواء يصفر و السماء مبلدة بالغيوم ماذا تقول لها ؟
( لقد سمعت زقزقة العصافير هذا الصباح) قالت لها صديقتها المريضة
(و رغم الطقس الردىء ينشدون و بعد شهر سيرحلون نحو الجنوب و لن اسمعهم )
(و لكنهم سيعودون ! فى الربيع القادم سيكونون هنا و ستسمعين زقزقتهم و على كل حال سيكون الطقس افضل غدا )
و بدا هذا النهار طويلا و لم تجرؤ بيب على سؤال الانسة فلاناغان و مع مرور الساعات اقتنعت بيب بان ميلانى هى التى اتصلت و لسوء الحظ لم يكن لدى ميلانى هاتف كما و انها لا يمكنها الذهاب اليها فقررت ان تكتب لها رسالة هذا المساء و لن ينفعها القلق و التوتر
و كانت بيب تعيش حياة اجتماعية مميزة فى اوقات فراغها و كانت هذة المستشفى تنظم نشاطات اجتماعية عديدة و اختارت بيب المسرح و كان فريق التمثيل يقدم مشاهد مسرحية للمرضى....منتديات ليلاس
و فى الصباح التالى كان هناك تمرين على مسرحية فكاهية اختارتها ادارة المستشفى و تلعب فيها بيب دور الامراة التى فى الظل و كان المخرج طلب من مصمم الملابس ان يعد لها ثوبا يتناسب مع لون شعرها الاحمر و قامت بيب بالتمارين بحماس كبير
و كان هذا العمل يمنعها من التفكير و من الذكريات اوغوس سانكلار كان ينتظرها فى مدخل المستشفى و هو طالب فى السنة الثالثة و اكبر سنا من بقية الطلاب يقرب من الثلاثين سنة و منذ صغره كان يخطط لبناء مستقبله العملى و كان قد عمل مع عمه فى افريقيا عدة سنولت و عاد الى انجلترا ليتابع علومه و كان افضل صديق لبيب فى المستشفى و كان متفوقا على الجميع و لا يهتم بالفتيات اللواتى يحمن حوله و كان يفضل صداقة بيب التى كانت متزوجة و لا سبيل لاى علاقة بينهما
و كانت بيب قد حاولت عدة مرات ان تلعب دور الوسيط بينه و بين بعض الفتيات لكن اوغوس طبيب خيب كل محاولاتها و شرح لها ذات يوم انه ليس مستعجلا لايجاد الزوجة المناسبة
و اتجها معا الى قسم توزيع البريد الخاص بالمستشفى
(لدى خبر لك ) قال لها موظف البريد
نتاولت بيب الرسالة و اخيرا ستعلم من الذى اتصل بها هالام ام ميلانى ؟ و قد تكون العمة نورا التى كانت تكتب لها من الوقت للاخر
(اتصلت اختك هاتفيا و عليك ان تتصلى بها فورا و قد تركت لك رقم هاتفها حيث يمكنك الاتصال بها فى اى وقت )
عندما راها اوغوس تعود حاملة ورقة فى يدها بدا بالضحك
(هل هذة تذكرة لشخصين ؟)
(لا تكن سخيفا اوغوس انها اختى لابد ان لديها مشاكل و هذا من اختصاصها اخبر الاخرين اننى ساتاخر قليلا )
(لم يات احد بعد سارافقك و انا متاكد انه لدى عودتنا سيكون نصف الفريق لايزال غير موجود )
تساءلت بيب عمن يكون صاحب رقم الهاتف و اجتاحها قلق شديد ماذا هناك هذة المرة ايضا ؟ و خافت ان يكون حدث مكروه لسيمون
انه رقم هاتف مكتب بريد البلدة و طلب منها موظف البريد ان تنتظر قليلا لكى يبحث عن ميلانى و اخيرا بدات ميلانى بالكلام و الدموع تقطع صوتها
(اوه بيب ! لست ادرى كيف ابدا ؟)
(سيمون ؟ تكلمى ما به ؟)
(و لكن لا ) صرخت اختها فى السماعة
(سيمون بخير المسالة متعلقة بى لماذا لا تفكرين بى انا اختك التى بحاجة اليك )
(هل انت مريضة ) سالتها بيب و قالت فى نفسها حتى لم تكن اختى بحاجة لى ؟
(لا لقد قررت ان اهجر بيتر لم يعد بامكانى ان اتحمله يوما اضافيا و لا سبيل للمناقشة لقد اتخذت قرارى و لم يعد بامكانى التراجع عنه )
كانت ميلانى تتكلم بشكل ماساوى و كانت هذة طريقتها فى الكلام عندما تكون ارتكبت حماقة ما
( و لكننى لا اناقشك فهذة حياتك انت و انت حرة فى اتخاذ القرار الذى يناسبك )
( انت لا يمكنك ان تتركينى اتعذب وحدى بيب )
تغيرت لهجة ميلانى انها تلعب الان دور الفتاة التى تخلى عنها الجميع و تمنت بيب لو انها تقف امامها لكى تصفعها
(و لكننى فى ميدلانذر و انت فى سورى ماذا يمكننى ان افعل من اجلك ؟)
(حسنا.....)
و كان صوت ميلانى ملىء بالياس و هذا وجه من وجوه انانيتها و مع ان بيب تعلم ذلك الا انها احست بانقباض فى قلبها و لو كان هذا صحيحا هذا المرة ؟
( هذا ليس ماساويا لهذة الدرجة ميلانى و لكن ماذا فعل بيتر هذة المرة ؟)
(عاد ليشرب الكحول من جديد و لا يزال يكرر انه لا يريد اطفالا اخرين انه يكرهنى )
كانت تعلم ان اختها تبالغ و انها اذا استطاعت الوصول اليها لتمكنت من مصالحتهما
(اسمعى لماذا لا تعهدى سيمون الى احدى جاراتك لبضعة ايام و تحاولين مناقشة كل هذا بهدوء مع زوجك ؟)
(بيتر و انا ليس لدينا اى شىء لنناقشه )
(فى هذة الحالة ماذا تنتظرين منى انا فانا لا استطيع ان اناقشه فى موضوع اجهله )
(لكن بلى انت تستطيعين تكلمى مع بيتر و قولى له بانه يجعلنى مريضة و انه لا يجب عليه ان يعاملنى هكذا ارجوك بيب )
تساءلت بيب ماذا ستقول لصهرها
(الا يكفيه انه يجعل حياتى مستحيلة حتى انه يجعل سيمون مريضا ايضا المسكين لا ينام لانه يرى والدته لا تنام ايضا فالاطفال لديهم حاسة سادسة تنبؤبهم بهذة الاشياء لو ترين كم اصبح نحيفا )
بالتاكيد كانت تكذب و هذة احدى وسائلها لكى تضطر بيب ان تتدخل كما فعلت فى المرة الاولى عندما غيرت عملها و عاشت فى المنفى مع هالام و لكن ماذا تفعل؟ فهى اختها ,اختها الوحيدة
و كان لديها اجازة يومين تبدا غدا و اذا قضت نصف النهار فى السفر سيمكنها الوصول و قضاء بضعة ساعات مع ميلانى و قد تتمكن من اصلاح الامور بينها و بين بيتر
يومين ؟ و لكن اين ستقيم ؟ فبيب ليست غنية ثم فكرت بهالام لا لا مجال لذلك فهى لا ترغب برؤيته و لا بطلب استضافتها عنده لا يمكنها ان تعترف له بحاجتها اليه هذا ما لا تريده باى ثمن ليس الان و قد حصلت على استقلاليتها انها لا تزال تحبه و لكن لا مجال للعودة الى نفس التمثلية لانه ستعود بذلك الى قضاء الليالى بالبكاء
تنهدت بيب و غضبت من هذا الموقف المحرج الذى وضعتها ميلانى فيه و قررت الذهاب اليها و هناك ستتصرف و كان اوغوس قد استمع الى هذة المكالمة فاخبرته بيب بحقيقة الموقف و كانت دهشتها كبيرة عندما عرض عليها ان يرافقها بسيارته
(و لكن هذا مستحيل 1 فانا متاكدة انه ليس لديك ما يضطرك لذلك )
(و انا ايضا لدى اجازة غدا ليوم واحد فقط و بالسيارة يمكننا ان نذهب و نعود فى نفس النهار كما و اننى لا اعرف سورى و هذة فرصة لكى اعرف اذا كانت كثيرة الرطوبة كما يقال عنها )
(هل انت متاكد ؟فانا لست ادرى اذا كان بامكاننا ان نجد مكانا نبات فيه ؟)
عضت بيب على شفتيها فنظر اليها اوغوس نظرة استفهام
فهو لم يفهم مع انه يعرف ان بيب متزوجة و سعيدة فى حياتها فلماذا لا تذهب الى منزل زوجها الا يقيم ايضا فى سورى ؟ و فضل اوغوس ان يغير الموضوع
و فى الصباح التالى رحلا مع الفجر و كان الطقس جيدا فوصلا عند الظهر و لم يجدا احدا فى منزل ميلانى و سالت بيب جارتها التى اخبرتها بانها تركت البلدة فى مساء البارحة مع ابنها سيمون
و لم تصدق بيب اذنيها ما معنى كل هذا ؟
(لا و لكنها المحت الى شخص يسمى هالام على ما اعتقد )
(هالام)
(نعم اعتقد ان هذا هو اسمه و لقد اخبرتنى انه سيساعدها او ليس هو نفسه الدكتور فيلدينغ ؟) فاشارت بيب براسها
(او اهو زوجك؟) سالتها السيدة و هى تنظر الى اوغوس الذى كان يشاهد كل هذا الحوار
(نعم انه هو ) اعترفت بيب
(و اعتقد انه اقترح عليهاقضاء عدة ايام عنده ساتصل به لاتحقق من ذلك )
لكن السيدة دوران لم تكن تنوى تركهما يرحلان هكذا بكل بساطة و لشدة فضولها ارادت معرفة المزيد
(اتمنى ان تتفهمى الوضع بوضوح فهذا زوجك و تركه وحيدا مع ميلانى ....ماذا سيظن الناس ؟)
احمر وجه بيب لماذا يحشر الناس انفسهم فى امور الاخرين
(لا تقلقى من اجله انه ينتظرونى اليوم لقد جاءت الى هنا فقط لكى ارى ما يمكننى ان افعله لميلانى )
و لم تكن بيب تريد ان يعلم احد بانها لا تسكن مع زوجها ! و هكذا تكون بيب مضطرة لرؤية هالام ماذا ستفعل ؟ من الصعب تصور كيف سيكون لقائهما و قررت ان تسوى امور اختها و تعود فورا الى المستشفى رؤيته ! و لو لمجرد لحظات تكون كرز الملح على الجرح هالام ! يا الهى كم احبك
(انا اسفة )قالت بيب لاوغوس
(انا لا اريدك ان تقطع كل هذة الكيلومترات)
فاخذ الشاب يضحك
(لا تقلقى فانا احب القيادة و احب هذة المناظر و مشاكللك تجعلنى افكر بمشاكل اختى التى كانت فى مثل سنك )
انقبض قلب بيب و كان اوغوس قد اخبرها ان اخته التى كان يحبها كثيرا ماتت منذ عدة اعوام
ثم هزت بيب راسها و دلت على عنوان منزلها تقصد منزل هالام
و كان المنزل هادئا يجب ان يكون هالام فى المستشفى فى هذا الوقت
(توجد سيارة راءعة هنا)
(اوه نعم انها سيارة زوجى الرولس رايز )
و لكن السيارة السبور لم تكن امام المنزل اذن هالام ليس موجودا و احست بيب بالاسف لانها لن تراه
نزل سيمون درجات السلم بسرعة كبيرة و رمى نفسه بين ذراعيها و شرح لها بلغته الغير واضحة ان والدته فى الداخل فحملته و دخلت الى المنزل و فضل اوغوس ان ينتظرها فى السيارة
و ما ان دخلت بيب حتى رات ذراع هالام حول كتفى ميلانى و راته يطبع قبلة على خدها
احست بيب بالغيرة القاتلة و رغما عنها رسمت ابتسامة على وجهها و تقدمت نحوهما فالتفتا نحوها و بدت الدهشة عليهما و هكذا اذن حلت ميلانى مكان فانيسا فى قلبه
(بيب !) قالت ميلانى بدهشة و اسرعت نحوها
قد تمون مخطئة فلا يمكن لاختها ان تكون على علاقة مع هالام و الا لما كانت استقبلتهل بمثل هذا الفرح و الحماس و ضمت ميلانى بيب الى صدرها و قبلتها بحرارة
(اعتقد ان مشاكل ميلانى انتهت اخيرا ) قال هالام بصوته الهادىء
ماذا يعنى بكلامه هذا ؟ لم يعد بامكان بيب ان تفكر بوضوح و التفتت نحو اختها و سالتها
(هل انتهى كل شىء ؟)
(الا ترين اننى سعيدة )
لم يعد بامكان بيب ان تتمالك نفسها اكثر ما هذة السخافة ؟ و لماذا هذا الاتصال المفاجىء الطارىء ؟
(حسنا لم يعد امامى سوى العودة هل انت متاكدة ان كل شىء على ما يرام ؟)
(نعم نعم هالام ملاك حقيقى و بفضله سابدا حياة جديدة )
بلعت بيب ريقها بصعوبة و التفتت نحو هالام و التقت نظراتهما لاول مرة منذ وصولها (هذا عظيم , اتمنى لك السعادة )
و لحسن الحظ كان اوغوس لايزال هنا بامكانها الرحيل فورا و قبل ان تقوم باى حركة قبلتها ميلانى و حملت طفلها و خرجت و لكن لماذا خرجت ؟
(حسنا بيب لماذا كل هذا الغضب ؟ اتمنى ان لا اكون انا السبب )
ما هذا الخداع و الغريب فى الامر انه يبتسم !
(انا .....)
ثم سكتت فاذا كان يريد ميلانى بامكانه الاحتفاظ بها و قبل ان يبدا بيتر المسكين الشكوى و قبل لن ياتى اليوم الذى يشعر فيه بالفرغ الكبير الذى تركته زوجته التى يحبها
و تقدمت خطوة نحو الياب و نظرت اليه باحتقار لكنه لم يغضب بل اخذ بالضحك
(هيا بيب لا ضرورة لهذة النظرات لقد سويت كل الامور بين ميلانى و بيتر ان رؤيتها حزينة نكرنى بانه لدى انا ايضا زوجة احبها كثيرا و انا افتقدها بشكل لا يوصف )
(انت ! انت تحبنى ؟)
(بالطبع يا صغيرتى الغبية )
و تقدم كل واحد منهما نحو الاخر و تلالات عيونها بالدموع و فجاة سمعا صوتا جعلهما يتجمدا مكانهما
(انا اسف لاننى ازعاجتكما و لكن يجب على ان ارحل الان )
قال اوغوس و هو يقف امام الباب
التفتت بيب نحو زوجها و لاحظت نظراته المليئة بالغضب
(هالام هذا صديقى اوغوس الذى ....)
(حسنا ساخبر الطباخة لكى تعد الغداء )
ثم خرج من الصالون
(و لكن ....)
و انهمرت الدموع على وجهها
(اعتقد انه يجب على ان اذهب الان )
قال لها اوغوس
(صدقينى بيب انك انت من لديها مشاكل و ليس اختك )
لم تجبه بيب يا الهى حصل كل هذا فى نفس الوقت الذى كان فيه هالام يعترف بحبه لها و دون ان تتكلم رافقت اوغوس نحو الباب فشد على يدها
(تشجعى بيب ! لم تفقدى كل شىء حتى الان يبدو ان زوجك انسان عظيم انضمى اليه و ستتحسن الامور بينكما )
عادت بيب الى الصالون فوجدت هالام يجلس على الكنبة و ينتظرها
و بعد لحظات بدت لها طويلة جدا تكلم هالام اخيرا
(بيب لدى اقتراح اقدمه لك )
(نعم ؟) و اخذ قلبها يدق بسرعة
(لقد فقد المنزل بهجته فى غيابك و اريد ان اقدم لك عرضا يدوم طويلا لمدى الحياة ... لا بيب لا تجيبى الان لايزال هناك شروط يجب ان توافقى عليها اهمها ان تسمحى لى بمشاركتى غرفتك و من يدرى ؟ قد يكون ان الاوان لكى تحيكى ملابسا صوفية صغيرة باللون الاصفر الشاحب ما رايك ؟)
و كان ينظر اليها و الابتسامة مشرقة على وجهه انه هالام هالام الذى تحبه و تحلم به دائما
و بذلك تكون انتهت القصة اتمنى لكم قراءة ممتعة
و فى انتظار ارائكم
|