كاتب الموضوع :
جيجى22
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثالث
(ماذا؟)
(لا تكونى غبية) اعترضت ميلانى ( فهذا افضل ! و اذا فهم اننا مستاجرون غير شرعيين فانه سيرمينا فى الشارع بدون رحمة , و لكن اذا فهم انك والدة سيمون و اننى اقيم معك لكى اهتم به فسيحتفظ بنا و بما انك سيكرتيرة عظيمة فاننا سنقيم هناطويلا فهو لن يجد افضل منك يعتقد ما يريده , اذا كان الكذب لا يعجبك , و لا تقولى له شيئا و دعيه يعتقد ما يريده و هذا ما يسميه البعض الكذبة البيضاء )
(و لكنى اريده ان يعلم الحقيقة , و يجب ان يثق بى , و لا اريده ان يكون عنى فكرة سيئة )
( لا تبالغى , و على كل حال ما يهمك فى رأيه ؟ انه عجوز تقريبا و يبلغ على الاقل الاربعين من عمره و هل تنوين الوقوع فى حبه؟)
لم تدر بيب بماذا تجيب لانها لاحظت نظراته التى رماها بها كما و ان السيدة نورا غريبة حقا و هى لا تريد ان تحتقرها كل العائلة ! فاغمضت عينيها و حاولت ان تنسى مقابلة الامس ! و لكنها لم تنسى نظراته الغاضبة ووجهه الشاحب و تساءلت ايمكنها تقبيل رجل مثله يا لها من فكرة سخيفة ! اما عمته السيدة نورا فكانت فى السبعين من عمرها و ارادات منذ البداية ان تضع النقط على الحروف و لم يعجبها اختيار ابن اخيها و رأت ان بيب صغيرة على ان تكون رفيقة لها و بدأت تمدح رفيقتها الاخيرة السيدة بير التى كانت تمتلك كل الصفات المناسبة مطيعة ذات خبرة و اخبرتها انها رغم تعاعدها الا انها لن تتردد فى تلبية اول نداء لها عندئذ ضحكت بيب فى نفسها , فهل تلك السيدة مجنونة لكى تعود من جديد ؟ و فهمت الان لماذا وظفها الدكتور فيلدينغ فى غياب عمته....منتديات ليلاس
(الشاى اصبح جاهز !) قالت لها ميلانى
(ماذا سيفعل بيتر عندما لن يجدك هذا المساء ؟)
(مثلنا) اجابتها ميلانى و هى تهز كتفها (سيشرب الشاى , ماذا تريدينه ان يفعل ؟ فهو لا يعلم مكاننا طالما اننا فى هذا الحجر )
و كان هذا المنزل يبعد تقريبا اربعين كيلومترا عن منزل بيتر و فى منطقة هادئة يجب ان تعمل بيب جيدا لان شبح الطرد يلاحقها و هى ترى ان اليوم الذ ستصبح فيه اختها راشدة و قادرة على تحمل مسئولية نفسها و ابنها بعيد جدا.
( اين رسالة السيد مانوارنغ ؟) سالها الدكتور فيلدينغ و انحنى نحوها مالا يده , بعد يومين كانا بالنسبة للفتاة من اطول ايام حياتها
(اين يمكن ان يكون ؟) سالته بهدوء
( على مكتبى فى سة البريد) اجابها بلطف و اعتقدت الفتاة ان هذه اللطافة هى اشبه بالهدوء الذى يسبق العاصفة
(اذن يجب ان ابحث عنها هناك ) اجابته بابتسام
(بالفعل انسة ويستون لكنها غير موجودة )
( اوه ! حاولت النهوض و كانت متعبة و تشعر بالنعاس لان العمة نورا ارادت ان تشاهد نادى السينما و كان على بيب ان تحضر لها وجبة طعام خفيفة فى تمام الساعة الواحدة صباحا
( اذا كنت تجدين هذا العمل متعبا فالافضل لك ان تنامى باكرا لقد كان النور مضاء فى شقتك بعد منتصف الليل )
ارادت الفتاة ان تتكلم و لكن بماذا سينفعها الكلام ؟ يكفيها ما لديها من المشاكل و لاحظت انه يتاملها و انه لا يبدو غاضبا وبحثت بيب فى الملف الذى امامها بعصبية
(ها هى !) صرختبفرحة انتصار ( كنت اعلم اننى وضعتها هنا) فتناول الورقة من يدها و بينما هو يتفحصها فتحت بيب احد الجوارير و تناولت ربطة عقدت بها شعرها
( لماذا تفعلين ذلك؟) سالها الطبيب
(لاننى نسيت ان ارفع شعرى و اعتقد ان هذا يزعجك فانت لا تكف عن النظر الى شعرى )
( لان شعرك يذكرنى بشعر اخى ) اجابها مبتسما ( انه احمر الشعر مثلك )
( حقا ؟ لم اكن اعتقد ان لك اخا , اعتقدت................)
(اننى وحيد من نوعى ؟ اننى مخلوق و حيد فى ليسيقر )
(اوه , لا ! على كل حال لديك عمه .....)
(و اية عمة .....انا متاكد انها تريك كل الالوان , لا تنسى اننى حذرتك , على كل حال سيصل اخى قريبا و هو ايضا طبيب عام فى بوركشير , و سترين بنفسك ان شعره اكثر حمره من شعرك )
(اكانوا فى المدرسة يلقبونه بجلد الجزر ؟)
(لا كانوا يسمونه البندورة او اى شىء من هذا القبيل , لا تقولى لى انهم كانوا يسخرون منك فان شعرك رائع )
(كل يوم كانوا يخترعون لقبا جديدا ) و احمر وجهها ( فانت تعرف كم ان الصبيان شنيعون و كانوا يدفعونى الى البكاء حتى كرهت شعرى )
(و كيف تكرهين شيئا جميلا ؟ الا تعلمين عدد النساء اللواتى يصبعن شعرهن لكى يصبحوا مثلك ؟ لكن مهما فعلن ستكون محاولاتهن فاشلة )
و كان صوته لطيفا فنسيت الفتاة موضوع الرسالة و اشرقت الفرحة على وجهها و لكن هذة الفرحة لم تطول لانه عاد الى وقاره بسرعة
(فى المرة القادمة عندما ترتبى رسائلى تاكدى اننى اجبت عليها )
(اعذرنى ) قالت له و احست بان الدموع ستنهمر من عيونها ( هذا لن يتكرر مرة اخرى )
و لاحظ الطبيب حزنها
( اليس العمل مرهقا ؟)
سالها بقلق
و اعتقدت الفتاة ان الطرد اصبح قريبا ,فارغمت نفسها على الابتسام
(لا , ابدا , انه مريح و اذا تابعت دروسى ساكون قد اكتسبت خبرة رائعة فهنا اتعلم اشياء كثيرة)
ابتسم الطبيب مرة اخرى و اعجب بحماسها و تذكر ايام شبابه و اطرق ساهما فتساءلت بيب ماذا فعلت من جديد لاغضابه ؟ يا الهى مهما فعلت ترتكب خطاء فاذاضحكت او ابتسمت او تثاءبت ستتهم بانها اخطات يا لهذا الرجل القاسى !
(كلمينى عن حالة السيدة مانوارنغ ماذا تعرفين عنها؟)
ترددت بيب قليلا و حاولتان تتذكر محتويات هذا الملف
( اعتقد انها مصابة بالسرطان عفوا تورم الصدر و انت ستجرى لها العملية غدا )
( و كيف وصلت الى هذا التشخيص؟)
(من رسالة طبيبها العام و من هذا الورم فى الثدى و قرارك باجراء العملية )
( ان اكثلا اورام الصدر تكون بسيطة و اذا اجريت عملية فهذا لا يعنى وجود سرطان و لا شىء يسمح لك بالظن و يجب ان لا تستنتجى شيئا قبل التاكد التام )
كادت بيب ان تضحك , تضحك بمرارة و لكن ماذا فعل هو ؟ الم يحكم على سيمون انه ابنها ! دون تاكيد ؟ ثم خرج و اغلق الباب وراءه بعنف
و بذلك يكون انتهى الفصل الثالث
بانتظار ردودكم
و شكرا لكم
|