المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
قطة برية !!!!!!!!
قطة برية
تتهادى فى جلال
و أبهة
شجية
ربما كانت تدرك
فى أى مفازة ..
هى
حين رفعت إزارها قليلا
تياهة بما يخبئه
الحنين
بين جدائل
حزنها
تمشط دلالها
ببسمة
وترش
نحرها
بزفرة
و تحن
لطعم تذوق غنائها
من شفاههم
تطعم نظراتهم
- زجاجية المنافذ
و المسام –
ببعض رسوم ملونة
لأطفال بهجتها .. و شوقها .. و حنينها .. وغضبها
وجنونها ، وهم يلهون فى حدائق متعتها المترعة
و تراخمَ صوتُها
كالنسيم .. كالعبير
كنشوة مجنحة
تغوص فى مصارف صدورهم
تنقى ماءها
فتترقرق.. تترقرق
وتصفو .. تصفو ..
تكون أحلى من فرات
تشرق الأحياء فيه.. بعد ممات
تتلألىء .. تتلذذ
احتراقا .. وربما صبابة
ويطفو كل من سباه النهر
لطعمة نغماتها ..
وبحة توقظ الاشتهاء فى صدور تملأها طينة غفل
تصليه .. يكون وجعا
وهاجسا .. يبتغى ارتواء
وخضرة لحظها تلقى حنطتها
بغيطان قط تفرش حجرها
للظى الحنين الشجي !!
حومت - فوقها.. و تحتها .. و جنبها-
غرابيبُ سودُ .. على حين غرة .
من فصيل يشابه الصقور فى وثبة الافتراس،
تنقرُ الجسرَ تحت شوقِ الضلوع..
وشوك المخالب .. وابتهاج الحنايا ،
وتكربج الهواء ،
ليلتوى جذعها ..
و تنثنى .. و تكتوى ؛
كأنها تهتبل طريدة ،
تحلق فى استماتة .. و الغبار يفور ،
ويرسم ..
وجوه و ثعالب و فئران غيط !!
وغاق .. غاق .. غاق
تُغيِّمُ الفضاء ، وتهيلُ ألفَ سحابةٍ من ضباب ،
و تقتلعُ ريشَها بقسوةٍ و انتشاء ..
في مهرجانها الوحشي .
لكنها- البرية - لزهوة .. وربما نشوةٍ سكنت روحها ،
لم ترى .. أو رأت ..
ولم تبالي !!
فريسة هى .. ما أحست خديعة ؛
فالجسرُ للشطارِ .. و المُرَّاق ..
و الغربان .. و الضباع !!
تهدَّلَ الجناحُ ، و ابتلتْ الثيابُ ..
والعروقُ ،
و ابتردَ الساكنُ القفص .
و الفريسة ما أصبحت بعدُ ..
بين المخالب سانحة ؛
برغم دمدماتٍ لها تمزق الأحلام !
لم تزل .. تحرك الجناح ،
و العنف ديدان ذعر ..
تُهرىء جلد الجسر حد الجنون..
والبكاء .. والشهيق!
وغاق .. غاق .. غاق
في غاقه الأولى
تهندم المذاق ، و انتفخ صدره ،
و دنا قليلا، وتغنخ ..
معجبا بريش مخالبه ،
وصوته المنقوعُ في العسل؛
فى محاولة للخروج من غاقه
الحريفة .. ما استطاع رشو حنقه و رائحة ..
غير متحملة لروح أهلكها السبي !!
أما الأكثر عنفا.. ذاك الذى يصليها
صراخا واقترابا.. و يصفقها بالجناح ؛
كان خارجا لتوه من حكايا ..
شهرزاد .. فحين تلاعبت يدٌ ماهرة ،
وأفلحت فى إخراجه من مرناء ،
لم يحفظ الجميل ،
وانفلت من جنون صاحبه ..
لجنونه الخاص ،
وراح يقذف النجوم بالحجارة ،
و يقتل البشر بكثرة التلحين .. و الإنشاد
والدعارة !!
و الأخير كلب عصى صاحبه ،
وحيث كان ساحرا ،
فخلا بنيه بعد أن داعبت أصابعه القادرة ..
بيضة الجمجمة ،
وسواه غرابا أبقع !!
وبقية السرب سواء
متشابهو الثياب و ما تحوى الحبة الصماء !!
تكشفت جلودُ القهر للقط الضحوك ،
فطار .. صوب الجسر ؛
ليدرك ألهناك ..
قبل أن تذل ، تحط فى الشباك !
فابترد الانتشاء فى بطون الخواء ،
وولت الأدبار !!
يبكى أبقع الدماءِ و التاريخِ ،
يدبدب ؛
فيسقطه الجناحُ فى حضن أمه المسبية
بعد إعدام سيدها .
و تحفة شهرزاد .. فى عالم الكرتون ،
حين لم تعره غنجة ،
ينفلت ..
و قت حط القطُ وسط الدائرة ،
ويعود يدميه الوجع ،
يغربل الطريق بحثا عن قبضة صاحبه ،
يرجوه مزيدا من جنون..
فشحنُهُ خانَه .. وخان طيشَه ،
في ذروة التحدى الجبان !!
و الأول / الطاووس ،
ذو القرط المدلى على جانب وجهه ،
المشقوق الشفه ،
كان تمرس القنص عبر الجسر ..
غير مرةٍ ..
بالمخاتلة ..
و الملاينة ..
و التماهى مع ألوان طيف الفرائس ،
فآثر البقاء ،
وذرف دمعتين ،
و لاك ألف غاق ،
وحين ماءَ القطُّ لينا ،
و لوح بالمخالب و الأنياب ،
و غنى جملة ..
كانت مثل كلمة السر فى ميدان حرب .
تهللت للحن روحها ،
وحلقت فى حضنه ،
و اختفت بين الضلوع ،
توذ بالأمان ؛
و لم ترى تدفق المطر بين مقلتيه غيرة
و افتتان !!
ورغم عودة الغربان ..
للتحليق و النعيق ..
و سكب سوائل الغواية ..
أمام حقولها الخضراء ،
ما تزال تسلك الطريق صوب الجسر ؛
لأنها فى ذات حب ..
رأته على مشارف القمر ..
خيطا يلف روحها بذلك القط الحنون ..
فما يزال ينتظر .. و على كفه ..
تسكب البدور نورها الشفيف
راسمة ببسماتها حروف اسمها
الطائر الرحيق !!!!
تحياتى
مالك الحزين
ربيع عقب الباب
القطة البرية هى نفسها اليمامة البرية و الجوهرة و هى من كتبت كل كلمات الحب ... لا يعدلها فى روحى شىء .. و ستظل إلى الأبد .. مهما كانت بلا يقين .. ومهما كانت قسوتها .. و مهما وصل سحقها لى حد الاختفاء .. و ربما الموت لأنها بكل بساطة .. هى آخر كلمة فى كتاب العمر !!!!!!!!!
|