لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-08, 12:58 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظر اليها الكسندر ستافروس عمدا لبضع ثوان, ثم نظر بعيدا منتقلا الى الجهة الثانية من الغرفة وحضر لنفسه شرابا. وعندما عاد كان قد استعاد سيطرته على نفسه ثانية فقال:
- عليك أن تعلمي , لا أحب أحدا حتى ولو امرأة في اي شكل يجعلني لا استطيع الاستغناء عنها , هل هذا مفهوم؟ إن حيـاتي ملكي وأنـا حر في التصـرف فـيها
وابتسم في تهكم وتابع قائلا :
- لكن , كما تكونين قد لاحظت , لدي خبرة صغيرة في النساء وما أعرفه عنهن بالكاد يكون سارا
احمرت وجنتا دالاس وهي غير مرتاحة لما تسمع. لم تكن تستطيع النيل منه في أي نقاش, كانت طريقة هجومه مضنية تماما. أما بالنسبة الى ملاحظاته بأن لديه خبرة صغيرة في النساء فقد شكت في ان ما نسبه الى نفسه كان كافيا فعلا. فقد بدا انه يعلم الكثير عن الجنس الأخر.
- لماذا تقول لي كل هذه الأمور؟
سألته وهي تحول أن تظل هادئة.
- أنت بدأت الأمر
- فعلت بطريقة غير مباشرة. في أي حال, ما قلته كان صحيحا. اننا غير مرغوب بنا هنا, ولا زال أمامنا بضعة أشهر. سيكون الأمر هائلا!

احتسى الكسندر شرابه ثم نظر الى الكأس الفارغة بين يديه بشئ من السخرية ثم نظر اليها, وتسارع نبضها رغما عنها. فعيناه الداكنتان كانتا شديدتي الاختراق. قال :
- علي الاعتراف بأنك تثيرين اهتمامي كما لم تفعل امرأة منذ سنوات
وضعت دالاس يدا مضطربة على عنقها وابتسم متابعا :
- اعتقد أن سبب ذلك موقفك غير الواقعي من الأشياء. في أي حال لا بد أنك رأيت ما هي الامكانيات المتوافرة هنا ومع ذلك تريدين الرحيل. لا أستطيع أن أفهم الأمر تماما. ألا يهمك المال أبدا؟
مررت دالاس لسانها على شفتيها الجافتين وردت :
- أنا...أنا فقط أحتاج الى المال لأعيش , أما المال كوسيلة للثراء الفاحش واللهو فانه لا يستهويني
- أمر مذهل , لكن , لا يزال أمامك متسع من الوقت كي تبدلي رأيك. واجرؤ على القول بأن أختك هي أقل... لنقل...أقل سذاجة منك
هبت دالاس واقفة غير راغبة في متابعة الحديث لكنه قال :
- اجلسي , فأنا لم انته بعد. أريد أن أخبرك عن الوظيفة التي أمنتها لك لتملئي وقتك
حدقت دالاس فيه وصاحت :
- وظيفة , أوه!
- ألست مهتمة الآن؟
- بالطبع. انه مجرد اني...حسنا , قد نسيت
انهت جملتها في ضعف فبدا ساخرا , ثم استدار بعيدا ونظرت اليه دالاس ثم الى كأسها وتنهدت فقال :
- انك تظنين انني أشرب كثيرا , هيا قولي ذلك. أنا متأكد من أنك تريدين قول هذا
هزت دالاس رأسها نفيا وقالت :
- هذا أمر لا يهمني
- كل ا, انه لا يخصك ولكن متعة صحبتك هي المسؤولة يا دالاس
كانت هذه المرة الأولى تلك الليلة التي نطق فيها بأسمها واحبت طريقة لفظه اياه بلكنة اجنبية خفيفة.
- انك تهزأ بي ، قالت ثم أحنت رأسها لترشف كأسها. فقال هازا كتفيه :
- فقط لأنك نسيتي كيف تسترضين وتتمتعين بالحياة. لقد اصبحت...كيف أقولها, أكبر من سنك. الا تشعرين بذلك؟
تصلبت. كانت تلك الكلمات ذاتها التي استخدمتها جين تقريبا, وسماعها منه وهو لا يعرفها بمقدار معرفة جين لها جعلها تضطرب. هل كان الأمر واضحا الى تلك الدرجة؟ هل كانت تتصرف من دون وعي منها وكأنها والدة جين أكثر من كونها أخت لها؟ كانت مقارنة غير ممتعة. فأجابته :
- أعتقد أن حياتي كانت مسؤولة أكثر منك
-اتعتقدين ذلك؟ عندما أسيطر على حياة الاف عدة من الأشخاص؟
- لديك أناس تفوضهم القيام بمهامك
- اعترف أن لدي ذلك. لكن تفويض المسؤولية ليس خطيئة. فأنا أفضل أن اعرف قليلا بما يجري اذا كنت لا أجد من الضروري أن أدير العمل بنفسي كما تقولين. في أي حال, كفانا حديثا عن ذلك. اننا نستطرد. أن الوظيفة التي أفكر فيها من أجلك تناسبك جدا. فأخي بول المتزوج الذي يعيش على الساحل على مقربةمن هنا لديه طفلتان , لويز واستيل ويبلغ عمرهما ست سنوات , وهما في حاجة الى التعليم قبل أن تدخلا...ما قد تسمينه...مدرسة داخلية. هل أنا واضح فيما أقول؟
- تماما. هل هما فعلا في حاجة الى مدرسة؟
- نعم بالفعل , فزوجة بول منيرفا تطالب بمعلمة منذ عام تقريبا, لكن بول كان دائما يقول انهما لا تزالان صغيرتان. لابد بأنك استنتجت بأنهما توأمان, ومشاغبتان. وهما تتكلمان الانجليزية بالطبع. كل أفراد العائلة مثقفون الى درجة معقولة في هذا المعنى , ولكنهما الآن تحتاجان الى أكثر من مجرد اللهو. فهما بحاجة الى تعلم القراءة وبعض الرياضيات والكتابة. هل تستطيعين القيام بذلك؟
- بالطبع
ارتاحت دالاس قليلا. فبعد أن علمت صفا من أربعين تلميذا تبلغ أعمارهم ثماني سنوات لن تشكل طفلتان في السادسة من عمرهما أي مشكلة.
- حسنا اذا اتفقنا. غدا سآخذ لمقابلتهما. ويجب أن نفعل ذلك بعد الظهر, حيث أن لدي مهام في الصباح لا أستطيع الغائها
نهضت دالاس ثانية قائلة :
- هل هذا كل شئ؟ هل أستطيع الذهاب؟
هز كتفيه قائلا :
- اذا أردت
نظرت اليه دالاس في ارتباك وسألته :
- ماذا يفترض أن أفهم من هذه الملاحظة؟ هل أنا حرة في أن أذهب أم لا؟
- لست أدري. ربما أرتاح بالتحدث اليك. من المنعش أن أجد شخصا لا يتعلق بكل كلمة أقولها. فأنت لا تفعلين ذلك يا دالاس, أليس كذلك؟
كان صوته عميقا ومتهدجا قليلا, وشعرت دالاس برجفة في أطرافها. وبجهد متواصل سارت نحو الباب وقالت :
- لا , لا أفعل ذلك
ثم انسلت خارجا واغلقت الباب خلفها.

عندها فقط تنفست ذلك النفس العميق الذي بدا انها كانت تحبسه وقتا طويلا. شعرت بتعب جسدي وعقلي. قد يكون الجدال مع الكسندر ستافروس منشطا جدا لكن يمكن أن يكون مضنيا كذلك .

سارت في بطء عبر الممر الى القاعة ووصلت الى مقربة من بولا ستافروس وفيريا شارف. كانت تجلسان على صندوق تشربان بعض الشراب, ونهضت بولا عند أقتراب دالاس وقالت :
- مرحبا آنسة كولينز تبدين منهكة. هل كان يوما مرهقا؟ أم هل كان أخي يلقي بثقله عليك ثانية؟
كان على دالاس أن ترد الأبتسامة فقالت :
- أرجوك ادعيني دالاس , اذا سميت كلينا الآنسة كولينز فلن نعلم مع من تتحدثين
- حسنا يا دالاس , وبالطبع ستدعينني بولا أيضا, اعذرينا يا فيريا...أريد أن أخبر دالاس عن الرياضة هنا
اومأت فيريا برأسها في تهذيب وابتسمت أبتسامة لم تصل الى عينيها.

تأبطت بولا ذراع دالاس وأخذتها عبر القاعة الى المصطبة الخارجية التي تطل على حوض السباحة المضاء. قالت بولا تشير الى الحوض :
- أحيانا نسبح هنا , في الليل كنا نقيم حفلات سباحة بين وقت وآخر, لكننا لم نقم واحدة مؤخرا. هل تسبحين؟ أو تتزلجين على الماء؟
- أنا اسبح ولكنني لم أجرب التزلج على الماء, أهو ممتع؟
- ممتع جدا عليك أن تتعلميه. صديقي جورج خبير سيأتي الى هنا في نهاية الأسبوع وسيعلمك اذا طلبت منه. هل تودين ذلك؟

فكرت دالاس في طبيعتي أبنتي ستافروس المتناقضتين. ظهرت بولا هادئة وودودة بينما انت ناتاليا ثائرة وعاطفية. ايهما كانت اشبه بالكسندر؟ لديها شعور انه على رغم هدوءه الخارجي فهو مثل ناتاليا في الأغلب , فالنار في عينيه , وهي متأكدة انه ليس بالعاشق الذي لا يكترث. تورد وجهها وكانت مسرورة لأن بولا لا تستطيع قراءة أفكارها. وراحت تتخيل الكسندر ستافروس قريبا منها يعانقها....لكنها قطعت تخيلاتها وحدثت نفسها, أنا لست هكذا , أنا لا أهتم به , أكره أن أكون مجرد امرأة أخرى في حياته .

واستدارت بولا نحو دالاس وهي لم تكن تعرف شيئا عن معاناتها الداخلية وقالت في خفة :
- ما رأيك بنهار الغد بعد الأفطار؟
- غدا؟ بعد الافطار! اني آسفةكنت أحلم. ماذا أقترحت؟
ضحكت بولا وقالت :
- اعتقدت انه ربما تحبين أن تلقي نظرة حول المكان. المنزل والأرض المحيطة. قد نسبح اذا رغبت ذلك. ارتدي ثيابا بسيطة. لا أحد يرتدي زيا رسميا هنا خلال النهار في أي حال
- حسنا أود ذلك
اومأت دالاس مرحبة بأي شئ يطرد أفكارها المزعجة فقالت بولا :
- حسنا , سأمر عليك بعد الافطار. بالمناسبة الجميع يتناولون أفطارهم في غرفهم, ما عدا اليكس ربما. اذا سنجلب افطارنا الى الشاليه, اتوافقين؟
اومأت دالاس بالايجاب وردت بولا :
- يبدو الأمر رائعا
-اخبريني...أخوك يقول أن أولاد أخيك في حاجة الى معلمة هل الأمر كذلك؟
قطبت بولا :
- لويز واستيل؟ اعتقد انهما قد تحتاجان الى معلمة
- لقد...لقد فهمت من أخيك أن أمهما تبحث عن واحدة منذ فترة
- مينرفا؟ حقا! هل تفعل؟ لم أكن أعلم
ارتعشت دالاس فجأة :
- هل...هل تعتقدين انها فكرة صائبة اذا؟
هزت بولا كتفيها قائلة :
- لماذا؟ هل ستكونين أنت ذلك الشخص؟
- اذا...اذا وافق الجميع
-لا أرى سببا للممانعة. ان التوأمين لاهيان. لكن نحن أيضا كنا مثلهما في سنهما خصوصا اليكس. كان أكثرنا طيشا

احنت دالاس رأسها. لم تفهم لماذا يحاول الكسندر ستافروس جاهدا أن يجد لها وظيفة, عندما كان يعلم انه لم يكن لديها أي خيار بعد أن جاءت إلى الجزيرة سوى تقبل وضعها بلباقة. إلا إذا لم يكن من دون شعور كما اعتقدت هي, وتنهدت. وبما أن بولا اعتذرت ثانية لتذهب و تتحدث مع داليا شارف, فقد سارت دالاس حيث أضواء القوارب المتلألئة في الظلام الدامس. كانت ليلة لا قمر فيها ولكن الهواء ورائحة الجو كله تفوح رومنطقية. كان سهلا أن يشعر المرء بالاضطراب في مثل هذا الجو, حدثت دالاس نفسها محاولة أن تستوعب أفكارها. لكن عبثا وظلت تتصوره جالسا الى جانبها على كرسي في مكتبه وقميصه وربطة عنقه مرخيتان. وتمنت لو تظل جالسة بالقرب منه.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 01:09 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الخامس

أشعلي ناري


في صباح اليوم التالي أبعدت دالاس كل تلك الأفكار عنها , وكان الهواء الناعم والمنظر الخلاب من نافذة الشاليه كافيين لينسياها الأمر. وانسلت من السرير بسرعة واستحمت قبل الإفطار , لكنها عندما دخلت غرفة أختها وجدتها مستلقية على الفراش شاحبة مستاءة.منتديات ليلاس
- جين ما الأمر؟
تنهدت جين وهزت رأسها وغطت عيناها بذراعها وقالت :
- أشعر بكآبة , ربما سبب ذلك كثرة ما رقصت ليلة الأمس
- هذا جنون يا جين فأنت حامل , كان على اندريا أن بكون أكثر إدراكا!
- أعتقد أنه غير معتاد على الرقص مع النساء الحوامل
قالت جين وهي تضحك محاولة أن تبدو مرحة وتابعت :
- أوه يا دالاس لا تنظري إلي هكذا يا عزيزتي. سأكون على ما يرام, ليس الأمر بذي بال. إني متعبة فقط هذا كل شئ

كانت دالاس أقل ثقة منها , ولكنها وافقت على أن تتناول جين إفطارها وهي في السرير وجلستا تشربان القهوة معا. بعد انتهاء الوجبة , ذهبت دالاس لترتدي ثيابها وقررت أن تلبس سروالا ضيقا من الجينز وقميصا تناسبه. كانت تسرح شعرها عندما سمعت طرقا على الباب. أغلقت دالاس باب غرفة نوم جين ووجدت اندريا واقفا على العتبة.
- أوه ، قالت غير مهتمة , فقد كانت تتوقع أن يكون الطارق بولا.
ابتسم اندريا وهو ينظر إليها في إعجاب, ثم قال :
- شعرك جميل. لماذا تخبئينه في تلك الربطة القبيحة؟
هتفت دالاس :
- ليست ربطة بل ثنية
- حسنا, في أي حال, أحبه كما هو الآن...أين جين؟
- جين لا تزال في السرير. تشعر أنها على غير ما يرام
- ما الأمر؟
سأل في حرارة ثم تابع :
- هل هي مريضة؟
- أنت تعلم انها حامل؟
- نعم
- إذا ً, يجب أن تعلم أن الحوامل لا يستطعن الرقص طويلا دون أن يشعرن بتأثير ذلك
- يا الهي! أنا غبي! أني آسف جدا يـا دالاس. هل أستطـيع...أن أراها لبـرهة؟
- لا أعتقد...لا أعتقد. ويجب أن تبلغ أخاك أنه من الأفضل استشارة طبيب
- تودين أن يعاين الطبيب جين؟
- نعم
- سأبلغه حالا. آني آسف لتصرفي الأحمق
- بالكاد كانت غلطتك, شكرا على لطفك
تردد اندريا لحظة , وبدا كأنه ينوي أن يقول شيئا , ثم أبتسم وغادر المكان.

أغلقت دالاس الباب , وأسندت ظهرها اليه , ثم رفعت شعرها وأنهت تسريحه. ثم القت نظرة على غرفة جين التي بدت نائمة, فأشعلت دالاس سيكارة ثم خطت خارج الشاليه الى الشرفة واسترخت على كرسي من القش وتنهدت بارتياح وهي تنظر حولها.

نصف ساعة مضت. ثم سمعت أصواتا ونظرت لترى بولا مقبلة عبر الأشجار نحو الشاليه في رفقة رجل مسن يحمل حقيبة. قالت بولا :
- مرحبا دالاس. هذا الطبيب زانتس...هذه شقيقة المريضة, دالاس كولينز
ابتسم الرجل المسن وصافح دالاس, ثم دخلا الى الشاليه فسأل الطبيب :
- بماذا تشعر الآن؟
فسرت له دالاس الأمر بارتباك, وشعرت بولا بانزعاجها فقالت :
- الطبيب زانتس يعلم أن جين حامل. أبلغه اليكس قبل حضوركما بزمن طويل. فاليكس دقيق جدا في ترتيباته
-حسنا, ربما إذا كشفت عليها يمكنك أن تقول إذا كانت على ما يرام أم لا
ابتسم الرجل قائلا :
- بالطبع, لا تقلقي يا آنسة كولينز. فخلافا للاعتقاد الخاطئ إن الجنين لا يجهض نفسه من دون ضغط شديد

اومأت دالاس برأسها وأشارت الى غرفة جين. دخل الطبيب بمفرده واستدارت بولا نحو دالاس مبتسمة وقالت :
- هل أنت مستعدة لموعدنا؟
- في الواقع أنا جاهزة اذا كانت جين على ما يرام
وهزت بولا كتفيها قائلة :
- اعتقد انك ستنالين بعض الحرية في الخروج لأن اندريا يتشوق للمجئ والبقاء معها
- آه, لكن , اعني هناك خلاف, فاندريا رجل واعتقد أن جين قد تريد. . .
لم تكمل عبارتها فضحكت بولا قائلة :
- قد يبدو اندريا شديد الشبه بباريس عندما تنظرين إليه, لكنه يختلف عنه تماما على صعيد آخر. فمثلا اندريا لن يغرر بأي فتاة أبدا. أراهن بسمعتي على ذلك
وبينما نظرت إليها دالاس في قلق, تابعت :
- اندريا أكثر شبها باليكس. يمكن الاعتماد عليه كليا
- يمكن الاعتماد عليه!
لم تستطع دالاس إلا أن تردد الكلمات. كانت تلك آخر كلمة يمكن أن تصف بها الكسندر ستافروس. لكن ألم تشعر هي من قبل بطمأنينة قربه؟ ربما كان موقفه منها متأثرا بطريقة معاملتها له. في أي حال, لقد اثبت أن في الإمكان الاعتماد عليه في الشؤون العائلية.

خرج الطبيب من الغرفة بعد بضع دقائق وأغلق باب غرفة جين, وهز رأسه بالإيجاب قائلا :
- إنها منهكة لا أكثر , ستتعافى إذا أمضت يومين في السرير وارتاحت يومين آخرين. لقد فعلت حسنا بإرسالك خبرا لي على رغم أني أعتقد أن أختك لم يعجبها مجيئي. أعتقد أنها تريد أن تراك الآن
وناولها زجاجة دواء وتابع قائلا :
- تأكدي من أنها تتناول هذه الحبوب ثلاث مرات في اليوم وعندما تفرغ الزجاجة ابلغيني لأرسل لك المزيد. إنها حبوب حديد إضافية مقوية فقط. معظم النساء في حالتها يحتجن إلى المزيد من الحديد.
أخذت دالاس الحبوب ونظرت ناحية بولا ثم ذهبت إلى غرفة جين.
كانت جين جالسة على السرير وبدا عليها الانزعاج فسألت دالاس :
- لماذا طلبت حضور الطبيب؟ بحق السماء , إني بخير
- بالكاد عاينك طبيب منذ حملك, والآن أصبح الوقت مناسبا لاجراء فحص شامل لك. في أي حال لا أظنك تريدين أن يحدث لك مكروه, أليس كذلك؟
- أظن إنني لا أحتاج الى طبيب. أوه يا دالاس فلا تزال أمامي شهور عدة. وسأكون منظرا مضحكا عندما يحين موعد الولادة
- جميع النساء يظهرن المظهر نفسه
- نعم وجميع النساء متزوجات ولديهن أزواج يعيلونهن
- آه يا جين, في أي حال, هل تودين رؤية اندريا؟ يريد أن يأتي ويبقى برفقتك بينما أنا. . .
- يبقى برفقتي؟ وأنت إلى أين ستذهبين؟
- إذا أعطيتني فرصة سأخبرك. تريد بولا أن تريني الجوار وما إليه. إنها رحلة بريئة, وبالطبع لا يجدر بي أن أذهب وأتركك بمفردك
- أهكذا يا دالاس! وأنا يفترض في أن أستلقي هنا طوال النهار وانظر الى الشمس عبر النافذة
- جين, كوني منطقية. أنا ذاهبة لرؤية شقيق السيد ستافروس بعد الظهر. وهو لديه طفلتان تحتاجان الى معلمة. وأنا سأعلمهما اذا وافق أبوهما. ولا أظنك تعارضين أن أغتنم هذه الفرصة للتفسح قليلا والاستكشاف؟
- لم تخبريني أي شئ عن هذه القضية
- لم أعلم بشئ حتى مساء الأمس, فسر السيد ستافروس الأمر لي ولقد سررت. في أي حال إن وجـودي هنا ليس باختياري, أستـطـيع أن أؤكد لك هذا
- وماذا يفترض بي أن أفعل أثناء عملك؟
- أوه بحق السماء يا جين, لا أعلم. اقرئي, خيطي! لكن لا تجهدي نفسك
- يبدو لي انك تستمتعين بالاقامة هنا أكثر مني بكثير, أتمنى...أوه كم أتمنى لو لم أكن مثقلة بهذا الحمل!
- لولا حملك هذا لما كنا هنا , أرجوك ياجين حاولي أن تتقبلي الوضع. أنا اضطررت الى ذلك, وكان أصعب علي منك صدقيني مهما فكرت. أنا لست النوع الذي يرضى بالكسل. وأنت تعلمين تماما أنك لن تشعري بالملل بوجود اندريا الى جانبك
- حسنا سأتصرف بوعي. لكن اياك ان تلوميني اذا وجدت نفسك متورطة في مشاكل عاطفية. اعتقد انك ستكونين غير راشدة...أنت ستفرقينا على هذا الشكل الن نكون مطمئنتين أكثر معا
- لا أدري ماذا تعنين , كيف يمكن أن أتعرض للمصاعب بتعليمي طفلتين لا تتجاوزان السادسة من العمر؟

- أوه يا عزيزتي دالاس , فأنت لا تنظرين أبعد من أنفك. كدت أقسم ليلة أمس بأنك مسحورة عندما وجدناك على الشرفة , لكنك هذا الصباح تتصرفين ببرودة مطلقة
- آه يا جين
واستدارت دالاس بسرعة نحو الباب وقالت :
- في أي حال , هل يمكنني أن أذهب مع بولا؟
- طبعا. سأكون بخير
بدت جين ساخرة. شعرت دالاس بانزعاج غريب منها ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها بإحكام, فالتقى نظرها بعيني بولا المستفسرتين :
- هل جين بخير؟
- ماذا؟ أوه. نعم انها على ما يرام. هل تريدين مشاهدتها قبل مغادرتنا؟

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة وداد التميمي ; 02-06-08 الساعة 01:15 PM
عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 01:39 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

على قمة أحد تلك المرتفعات وصلتا إلى هيكل مهدم قديم. أوقفت بولا السيارة بعيدا عن الطريق في ظل بعض أشجار الزيتون. وبعد فترة قالت :
- أتيت ببعض القهوة نشربها هنا. أتعلمين... هذا هو المزار المحلي. ومن هنا تأخذ ليكساندروس اسمها. هل يعجبك؟
خرجت دالاس من السيارة وهي تمهد خصلات شعرها التي لعب الهواء بها وارخاها حول اذنيها , وابتسمت تهمس في رقة :
- أنه جميل جدا...أوه يا بولا أنا سعيدة جدا بمجيئنا الى هنا. ما هو هذا المكان؟ هل تعرفين تاريخه؟
ضحكت بولا واشعلت سيكارة قبل أن تجيب قائلة :
- هل أعرف تاريخه؟ لقد كان عمليا كل ما تعلمناه عندما كنا أطفالا. سمعنا بليكسا أول ما تعلمنا الكلام
" ليكسا "؟
- أجل. هذا هيكل ليكسا. تعالي, سأريك المكان

كان الهيكل المهدم مغطى بالعرائش والزهور البرية التي ملأت رائحتها جو المكان وزادته سحرا. كان صغيرا لكن أثار حجمه الحقيقي كانت لا تزال بارزة. وأعمدة أيونية تحيط بشرفة ذات أرض رخامية تقود الى مكان أعلى حيث المذبح , ودونه حوض حجري. سارت دالاس مستغربة وتبعتها بولا واسندت نفسها الى احدى القطع الرخامية التي كانت تكون في ما مضى جدار المعبد.

سألت دالاس مشيرة الى الحوض الحجري الذي بدا منهارا :
- ما هذا؟
ابتسمت بولا وأجابت بصبر :
- هذا كان مكان نار المذبح التي كانت تشتعل طوال الوقت. نار ليكسا
- ومن كان ليكسا؟
- كان ليكسا يمتلك قوى خارقة
بدت دالاس خائبة وقالت :
- أوه لا تمزحي, إني جادة ومهتمة, أخبريني بصدق
كبتت بولا ضحكتها وأضافت :
- حسنا يا دالاس إني آسفة. أرى انك عاطفية والقصة عاطفية جدا ولو إنها حزينة بعض الشئ
- أخبريني إذا
-تعالي , دعينا نشرب بعض القهوة ثم أخبرك
هزت دالاس كتفيها بأسف لمغادرتها الهيكل , لكنها تبعت بولا الى السيارة وتناولت فنجانا من القهوة التركية شاكرة.
اسندت بولا نفسها الى السيارة وقالت :
والآن, كان ليكسا رمزا كما سبق أن قلت لك. كان مخلوقا شديد الجمال ولم يجد صعوبة في اجتذاب الجنس الآخر. لكن لسوء الحظ لم يكن لدى ليكسا وقت للنساء. فقد عاش هنا, مكتفيا بحياة الاسترخاء على الجزيرة. اشتعلت النار في هيكله بقوة, وكان واضحا بأنها ستستمر, ما دام ليكسا سعيدا....هل تريدين أن أتابع؟
- طبعا
- وهكذا , هبت في يوم من الأيام عاصفة على الجزيرة وتحطم قارب على الصخور هنا حيث يقوم الهيكل, وكان الناجي الوحيد فتاة اسمها هيلين , وكانت رائعة الجمال. وقع ليكسا في الحب للمرة الأولى والوحيدة في حياته , لكن حبه كان محكوما بالفشل منذ البداية. حاول ليكسا جاهدا أن ينسيها حياتها الماضية , كان هناك شخص آخر يحب هيلين وهو شاب في اسبارطه , علم بمكانها وآتى ليأخذها. انفطر قلب ليكسا, وانطفأت النار في هيكله ولم تشتعل ثانية
تنهدت دالاس ونظرت الى المعبد وسألت بولا :
- وماذا حدث لليكسا بعد ذلك؟
هزت بولا كتفيها قائلة :
- هناك أساطير عدة, لا أستطيع الجزم أيها الصحيح. في أي حال داهمنا الوقت ويجب أن ننطلق. في استطاعتك المجيئ الى هنا في أي يوم. عندها تحلمين ما طاب لك. ولكن الآن. . .
ابتسمت دالاس وأجابت :
- حسنا. ولكن من المحزن أن نهاية القصة غير سعيدة. أحب النهايات السعيدة
- مثل جميع الرومانسيين...هيا دعينا نذهب

عادت الفتاتان الى منزل ستافروس عبر كروم العنب الموجودة هناك منذ أجيال حسبما أخبرتها بولا. كان الطقس قد أصبح أكثر حرارة لكنه بقي على نقاوته. وكل منعطف كان يطل عليهما بمنظر أكثر روعة من الذي سبق

اوقفت بولا السيارة قرب حوض السباحة. كان يعج بالناس حيث كانت ناتاليا واصدقاؤها يلهون’ بينما نيكوس مستلق في كسل على السرير الهوائي. اجلس نفسه عند وصولهما وقال :
- كنت أبحث عنكما, أين كنتما؟
أجابت بولا وهي تسير نحو الحوض وتبعتها دالاس ببعض التردد :
- كنت أطوف بدالاس حول الجزيرة, أين اليكس وداليا؟
هز نيكوس كتفيه ونظر الى دالاس قائلا :
- من يعلم؟ اعتقد انهما ذهبا يغطسان. سمعت داليا تقترح الأمر عليه ليلة أمس
- أوه. وأين والدتي؟
-أعتقد انها ذهبت الى المدينة. أرادت بعض الأصداف البحرية للعشاء هذه الليلة, وبالطبع هي لا تثق بأحد آخر ليبتاع الصدف
- حسنا سنذهب أنا ودالاس لرؤية المنزل
- هل دالاس مهتمة بالمنزل؟ بعد قضاء الصباح وهي تتنزه معك, قد تحب السباحة
نظرت بولا الى دالاس وسألتها :
- هل تفضلين ذلك؟

جهدت دالاس في الإيجاب. لم تستطع أن تعطي سببا لعدم رغبتها في السباحة مع ناتاليا من دون أن تبدو وقحة.
- أجل أود أن أسبح, لكني أيضا أود رؤية المنزل. وبما أن هذا كان مخططنا لم لا نتبعه؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 01:50 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ابتسم نيكوس وقال :
- أنت تتصرفين بدبلوماسية, اذهبي وارتدي مايوه السباحة. بولا إن دالاس ستسبح معي
هزت بولا كتفيها في طيبة وقالت :
- حسنا. أعتقد انه يمكنك أن تري البيت في أي وقت. أما أنا فسأستحم قبل الغداء

بقاؤها وحيدة مع نيكوس, جعلها تتمنى لو أنها أصرت على رؤية الفيلا مع بولا. لكنها أصبحت ملزمة الآن , لذا كان من الأفضل أن تتمتع بالأمر. كانت مجموعة الشبان والشابات على الطرف الآخر من المسبح تنظر إليها في استغراب, وكانت متأكدة من أن ناتاليا ستقول شيئا ما, لكنها لم تفعل, وبعد لحظة تابعت المجموعة لهوها من دون الانتباه إليها. فقال نيكوس :
- اذهبي وبدلي ثيابك. لقد جلبت مايوه معك, على ما أعتقد؟
- بالطبع, كم الساعة الآن؟ لقد تركت جين وحيدة لوقت طويل
نظر نيكوس إلى ساعته وأجاب :
- إنها الظهيرة لن نتغدى قبل ساعات, واندريا موجود الآن مع جين. أخذ الفونوغراف والاسطوانات معه, فلا اعتقد إنهما سيفتقدانك
- حسنا , في أي حال علي الذهاب إلى الشاليه لتغيير ثيابي
- لا تتأخري

قال نيكوس واسترخى مره ثانية بينما استدارت دالاس وذهبت بعيدا. سارت حول طرف الفيلا حيث نمت الأشجار بكثافة قرب المنزل. ونظرت نحو الشاطئ وشاهدت الأمواج في مد وجزر جميلين فتنفست بعمق. لم تر الرجل المقبل في الاتجاه المعاكس إلى أن كادت تلامسه تقريبا. هتفت متفاجئة وهي تنظر إلى الكسندر ستافروس :
- آه...اني آسفة, لم انتبه
لاحظت انه كان يحمل نظارات وزعانف واسطوانة اوكسجين. من الواضح أن نيكوس كان على حق, فقد كان اليكس يغطس مع داليا. وتساءلت دالاس: لابد أن استكشاف حياة البحار مع شخص خبير متعة. فسألها الكسندر :
- كنت تحلمين؟ هل بدأت جزيرتنا تسحرك رغما عنك؟
قالت في اقتضاب :
- إني أحبها , ومن لا يفعل؟ إذا كان هذا ما عنيته
ابتسم وتهيأ لها أنه يسخر ثم قال :
- أتوقع منك أن تكوني جاهزة الساعة الرابعة بعد الظهر كي نذهب الى بيت أخي. لن أتناول طعام الغداء بالمنزل وسأعود لأخذك معي

أومأت دالاس برأسها غير متمكنة من أن تسيطر على سرورها عندما فكرت في رحلة بعد الظهر. وحياها الكسندر ستافروس وتابع سيره بينما عادت هي نحو الشاليه.

كان باب غرفة جين مفتوحا, وسمعت صوت الموسيقى يصدح من الفونوغراف. كان اندريا جالسا على سرير جين وهما يتفرجان على بعض الصور الفوتوغرافية عندما أطلت دالاس. نظرت جين اليها وقد زالت الكآبة من محياها وقالت :
- اتعلمين يا دالاس لدى اندريا آلة تصوير سنمائية وسوف يصورني حالما أستطيع النهوض من الفراش. أليس ذلك رائعا؟
اجابتها دالاس موافقة وقد سرت لرؤية جين في حالة جيده وقالت :
- سأذهب لأسبح , هل هذا ممكن؟
قال اندريا من دون أن يعطي جين فرصة للاجابة :
- طبعا...اننا سعيدان تماما هنا. وعندما تخرجين بعد الظهر سوف أجلب بعض الأفلام التي كنت صورتها عن العائلة من وقت لآخر لأعرضها على جين

كانت جين متحمسة وشعرت دالاس بنفسها أكثر ارتياحا. شكرت الله لوجود اندريا بالقرب من شقيقتها وتفهمه لها. كان يسهل الأمور على جين, وعليها هي أيضا وان بطريقة غير مباشرة.

كانت السباحة مع نيكوس خالية من الاثارة, عدا عن انه فتن بها ولم يكن يحول نظره عنها. كانت ناتاليا واصدقاءها قد تركوا حوض السباحة واستلقوا على الجانب البعيد منه, وهم يتناولون شرابا ويضحكون ويتحدثون فيما بينهم.

كان الغداء الساعة الثانية, لكن دالاس اتصلت بالمنزل وسألت اذا كان بامكانها تناول طعامها في الشاليه مع جين. علمت أن طلبها لن يسبب أي ازعاج. ستكون السيدة ستافروس سعيدة لعدم وجودها في المنزل.
ب
عد ذلك, استحمت دالاس ثم بدلت ثيابها استعدادا لرحلتها مع الكسندر ستافروس. وقبل أن يأتي أندريا قالت جين :
- ألاحظ انك بدأت تأخذين بنصيحتي في ما يخص بثيابك
قطبت دالاس وتساءلت اذا كانت جين ستبدأ مشاجرة جديدة. وسألتها في خفة :
- ماذا تقصدين؟
- ببساطة انك ترتدين تنانير أقصر ويبدو انك لا تتصرفين كالأم الحامية كما اعتدت أن تكوني. لست متأكدة بأني استسيغ هذا التحول!
لم تتأثر دالاس وهتفت :
- بصراحة يا جين, تبدين مصرة على تحطيم ثقتي. ربما تتصورين أن هذا المكان يؤثر في بالنتيجة
هزت جين كتفيها وتناولت كأسا من عصير الليمون عن الطاولة القريبة منها وقالت :
- في الواقع , علي الاعتراف بأني لم أتوقع منك أن تمضي وقتك هنا في الخروج من دوني!
وتنهدت دالاس قائلة :
- جين , أرجوك , كوني معقولة. اذا كان لدي عمل أقوم به فهذا أفضل بالتأكيد. لا نستطيع أن نعيش هنا على احسان الآخرين كما تعلمين , حتى ولو تأمنت لنا اقامة مجانية, هناك الكثير من الأشياء الصغيرة التي علينا شراؤها بنقودنا الخاصة, مثل مستحضرات التجميل وما شابه, عدا الملابس!
فأجابت جين ممتعضة :
- معنا نقود
- تكاد تنفد, لم يبق معنا الكثير من المال, بع الأسابيع الآخيرة من التبذير
- انك دائما قلقة على شئ ما. لو طلبت من الكسندر ستافروس لأعطاك أي مبلغ تطلبينه
نظرت دالاس الى أختها غير مصدقة :
- لا أظنك تعتقدين اني سأفعل ذلك!
- لم لا؟ اذا كانت التفاحة متوفرة لك, فلم لا تأكلينها؟ اني أتحمل بما فيه الكفاية, الا توافقيني على ذلك؟

كانت جين غير معقولة وتحولت دالاس بعيدا عنها, وهي تشعر بانزعاج بسيط. بدأت تدرك انها لم تكن تعرف جين على حقيقتها. كانت تعتقد انها تعلم كل شئ عن أختها , لكن يبدو واضحا انها كانت تخدع نفسها. ما الذي عناه الكسندر ستافروس حين قال أن جين أقل ((سذاجة)) منها. هل تمكن هو بذكائه الذي تشهد له بتفوقه أن يعرف جين أكثر؟ هزت رأسها بتعب. في كل مرة كانت تظن فيها أنهما أصبحتا متفاهمتين, اذ بهما تبتعدان الواحدة عن الأخرى بسبب موقف جين من الأشياء.
أصلحت دالاس هندامها وسارت نحو الباب وقالت في هدوء :
- سيكون اندريا هنا بعد قليل , سأرى اذا ما كانت السيارة تنتظرني

كان باب الشاليه مفتوحا وما أن اقتربت منه حتى حجب نور الشمس فيه وظهر الكسندر ستافروس وأسند نفسه بكسل الى المدخل. كان يرتدي بذلة رمادية اللون , وقد زاده سرواله الأنيق جاذبية. وشعرت دالاس معدتها ترتعش. فسألها :
- هل أنت جاهزة؟ كيف المريضة؟
- الا تدخل وتراها بنفسك؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 02:01 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قالت دالاس بارتباك وتنحت جانبا كي يستطيع الدخول. هز كتفيه ودخل متوجها الى غرفة جين وكأنه معتاد على دخول غرفة امرأة , أو هذا خيل الى دالاس , الا أنها طرحت الفكرة جانبا عندما تذكرت انه كان بالفعل متزوجا وكان يعلم ما يعني رؤية امرأة في السرير. وتساءلت عن شكل آنا ستافروس
واذا كان الكسندر ستافروس قد تضايق كثيرا لوفاتها وفي أي حال , فقد كان رجلا عاطفيا , واظهر ذلك أنفعاله السريع, واذ ما أحب أحدا فلن يكون حبه صغيرا. هل لهذا السبب قال لها انه لا يوجد امرأة لا يمكن الأستغناء عنها؟ هل ماتت كل مشاعره بوفاة آنا؟ تضايقت دالاس من هذه التصورات. لم تدر لهذا سببا, لكن فكرة وجود امرأة مع الكسندر ستافروس بصورة دائمة, تشاركه حياته, وبيته...وسريره...مرة آخرى كان عليها طرد تلك الأفكار من مخيلتها. لم تدري ما ألمَ بها لتفكر على هذا النحو. لم يسبق أن فكرت برجل بمثل هذه القوة, يجب الا تفعل!
- اذا؟ ما الذي يضايقك؟
جعلها صوت ستافروس العميق تنتفض من مكانها واحمرت وجنتاها فردت قائلة :
- لا....لا شئ
- انك تكذبين. طريقة عضك لشفتيك تدل على انك متضايقة جدا مما يجول في ذهنك
- أنت لا تعلم شيئا عن الأمر
أجابت دالاس بسذاجة, وذهبت تودع جين التي نظرت اليها في استغراب. لابد أنها سمعت حديثهما وضاقت عيناها الغاضبتان. لكنها لم تقل شيئا, وكانت جين سعيدة تقريبا لمغادرة أختها الشاليه.
منتديات ليلاس
ركب الكسندر ستافروس سيارة مرسيدس بيضاء, وساعد دالاس في الدخول قائلا لها :
- خففي عنك , قد تعجبك النزهة
ابتسمت دالاس لما قاله واسترخت قليلا فتابع بمرح :
- هذا أفضل , سنقضي بعد الظهر معا ولا أحب الراكبين المترددين

عندما انعطفت السيارة نحو الطريق العام, استدارت دالاس لترى عائلة شارف تتنزه قرب حوض السباحة. وتساءلت اذا كانت داليا تعارض تركه لها طوال بعد الظهر, لكنها لم تجسر على قول ذلك حينها.
قادتهما الطريق الى فيلا بول ستافروس عبر قرية ليكسا القابعة عند منعطف الخليج وكان ميناؤها قد بدأ ينشط لتوه. هناك الكثير من القوارب الراسية, بينما شرد قارب شراعي بكسل بعيدا عن الشاطئ. كان المنظر خلابا. ونظرت دالاس الى مرافقها وهو ينعطف جانبا ليتجنب بغلا محملا سلال الفاكهة. وقال لها :
- خرجت مع بولا هذا الصباح , الى أين أخذتك؟
- طفنا مطولا في الجزيرة وأرتني آثار هيكل ليكسا
- بالطبع , انه المكان المميز هنا. كيف وجدت المكان؟
- أظن انه جميل
- أعتقد أن نمو الحشائش فيه يزيده سحرا
- فعلا
بدا لاهيا, وتمنت لو انها لم تظهر أنشراحها الى تلك الدرجة.
- أخبرني, بالكاد تتكلم اليونانية معي. الا يزعجك تكلم الانجليزية طوال الوقت؟
ابتسم الكسندر ستافروس وقال :
- ليس بصورة خاصة. لقد تلقيت تعليمي في انجلترا. ودرست في جامعة كامبريج وتخرجت فيها مجازا في الاقتصاد. لكن اذا أردت أن أتحدث معك باليونانية فأنا مستعد لذلك. لكن السؤال هل ستفهمينني؟
احمرت دالاس وردت :
- أنا لا أتحدث اليونانية على الاطلاق
- حسنا , لا تنزعجي من ذلك, سأعلمك قليلا
بدا منهمكا لبرهة ثم قال جملة باليونانية. وسألته رغما عنها :
- ما معنى هذه الجملة؟
- بسيط. كيف حالك, أو مسرور لمقابلتك, اسمي دالاس
اعادت دالاس الجملة ببطء ثم نظرت اليه متسائلة :
كيف أعلم انك تخبرني الحقيقة؟
ضحك, وأحنت دالاس رأسها محاولة تجنب عينيه الهازئتين. وكالعادة وجدت نفسها مرتبكة. فأجابها :
- أنا لن أفعل ذلك. يبدو أنك قادرة على فعل ذلك بنفسك
ضغطت دالاس على شفتيها واستدارت بعيدا عنه وأخذت تتفرج على المناظر حولها.

كانت فيلا بول ستافروس شبيه بمنزل آل ستافروس وان بدت أصغر حجما وغير مزود بحوض سباحة. أوقف الكسندر السيارة أما المنزل وخرجت دالاس قبل أن يتمكن من مساعدتها على ذلك. ايقظ صوت السيارة بعض من في الدار فخرجت فتاتان صغيرتان وركضتا نحوهما ووجهاهما مغطى بالوحل.

ألقت الفتاتان نفسيهما على ستافروس من دون تحفظ. ولاحظت دالاس انه لم يأبه لقذارة يديهما. بل جلس قربهما واستمع الى ما كانتا تقولانه بلغتهما الأم. وكانتا تخبرانه, كما بدا لها, بكل ما فعلتاه منذ أن رأتاه المرة السابقة. لم تره دالاس مع الأطفال قبل, وعرفت أن الفتاتان تحبانه جدا, وبدا على سجيته معهما. ثم وقف وقال :
- تعالي يا لويز واستيل. اننا نهمل زائرتكما الآنسة كولينز. لقد أتت لتراكما, واذا انسجمتما معها فستعود لتعطيكما بعض الدروس في اللغة الانجليزية. وهي بالمناسبة لا تتحدث اليونانية, لهذا يجب أن تتكلما الانجليزية دائما في حضورها, أليس كذلك؟
- شيرو بولي يا لويز واستيل
قالتها دالاس ببطء وحذر. ضحكت الفتاتان الصغيرتان, كانتا جميلتين سمراوين ممتلئتين. قالت احداهما:
- لكن الآنسة كولينز تتكلم لغتنا
ابتسم الكسندر وهز رأسه قائلا :
- فقط بعض الكلمات. ما قلته قبلا صحيح. سنتكلم الانجليزية. والآن هل والدتكما في المنزل؟
- نعم , لكن والدي ليس هنا
- أعلم, لقد رأيته هذا الصباح....تعاليا سنجد والدتكما
- لم تكن منيرفا ستافروس كما توقعتها دالاس. فبعد خبرتها مع عائلة ستافروس, عدا بولا, كانت تتوقع أن ترى سيدة شبيه بالسيدة ستافروس, لكن حين قابلتها تأكد لها مدى خطأ توقعاتها. كانت منيرفا قصيرة القامة, أصغر من دالاس بكثير, شعرها بني اللون مشعث, وعيناها زرقاوان, وكان وجهها جذابا, ممتلئة القوام كطفلتيها. وبدت مرتاحة وودودة جدا وهي ترتدي سروالا قصيرا وسترة بلا أكمام. صافحت دالاس بحرارة, وأعلنت انها ستقدم الشاي الانجليزي على شرفها, وذهبت كي تبدل ثيابها وأخذت طفلتيها معها.
قال الكسندر ستافروس وهو ينظر الى دالاس مستفسرا :
- حسنا هل تشعرين بنفسك أكثر راحة الآن؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, خيط الرماد, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, the legend of lexandros, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية