كاتب الموضوع :
وداد التميمي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
على العكس , أنا لا انسي المال أبدا , لكن لا اعتقد أن المال له علاقة بهذه القضية. لا يمكنك أن تتصوري أني سأدعك تقيمين في ليكسـاندروس بلا مال!
- لا نريد مالك
هتفت مؤنبة :
- أنا لن آخذ فلسا واحد
- آه , انضجي يا آنسة كولينز!
ثم تابع :
- كم عمرك؟ عشرون , اثنان عشرون عاما ربما؟ لا أدري. انك تتصرفين كفتاة مدرسة حمقاء. أن جين يحق لها الاعتماد ماديا على والد الطفل , وأنا مستعد تماما لأعترف بأن باريس هو الوالد المعني. في هذه الحال يحق لي بما اني والده أن أقوم مقامه ماديا , على جين أن تدرك ذلك إن لم تفعلي أنت. توقفي عن التصرف بسذاجة , إذا كنت لا تستطيعين المجيء إلى ليكساندروس بأي صفة أخرى, فسأتدبر لك وظيفة, وأدفع لك معاشا
- هذا سخيف!
واستدارات دالاس بعيدا. فشعرت بيدان تقبضان على ذراعيها وتديرانها نحوه :
- لا أحد يدير ظهره لي!
غمغم معنفا ثم تابع :
- وخاصة النساء
ارتعشت دالاس ثم أفلتها قائلا :
- إذا...هذا هو قراري
هزت دالاس رأسها :
- ليس لك الحق أن تقرر
- أوه , بلى يا آنسة كولينز , ما عليك إلا أن تراقبيني
واقسم يمينا بلغته الأم وقال :
- كوني متعقلة , أستطيع مساعدتك , لا أحد يريد ذلك أكثر مني , على الأقل أعطي جين فرصة لتقرر بنفسها!
- فالتذهب جين إذا ً, إذا كان هذا ما تريده هي
- كلا. أنت تعلمين إنها سترفض الذهاب وحيدة. إما أن توافقي أنت أيضا وإما ستتخلى جين عن الفكرة...عن كل ما نستطيعه لأجلها , بسببك
كان الوضع مستحيلا. انهزمت دالاس قبل أن تبدأ. لم يكن لديها البرهان بأن جين سوف تذهب إذا لم تذهب هي.
- انك تجعل رفضي مستحيلا , أعتقد انك حقير
- وأنت ساذجة وغير ناضجة , أما بالنسبة إلى مشاعرك تجاهي فيمكنني القول وأنا مطمئن أنها لا تهم , مهما كانت
أرخت دالاس نفسها في مقعد الآنسة تشاتر وقالت :
- حسنا يا سيد ستافروس , أنت الرابح , سأرى ما تقوله جين , ولكن لازال علي أخذ في الحساب و. . .
- تستطيعين أن تتركيه خلال عشرة أيام
علق في برود وهو يشعل سيكارا وبدا انه لم يدخن أي نوع آخر من التبغ. توسعت حدقتا دالاس وقالت :
- ماذا؟
- سمحت لنفسي ببحث هذا الأمر مع السيدة تشاتر قبل أن تصلي. بالطبع كان يجب اطلاعها على الحقائق أو على بعضها, في شكل سري طبعا
- كنت متأكدا أننا سنذهب!
هتفت دالاس وهي تشعر بالحنق وخيبة الأمل
- منطقيا , كما قلت , لم افسح لك مجال للاختيار , ولكن آمل الا تجدي الوضع سيئا كما تصورينه لنفسك. ليكساندروس جزيرة جميلة حقا , وسيكون أمامك الكثير لتفعليه في سبيل التسلية. السباحة هناك جميلة جدا, كما يمكنك طبعا ممارسة كل أنواع الرياضة
أخذت دالاس تلهو بثنايا تنورتها وقالت :
- أفضل أن أفكر في أنه سيكون لدي عمل أقوم به , لست لاهية بطبيعتي
- أتعتقدين إني كذلك؟
- حسنا , ألست كذلك؟
- كلا يا آنسة كولينز. ولكن بما أنك تبدين مصممة على خلق صعوبات, فسأحاول أن أجد لك عملا ما
خفضت دالاس رأسها وقالت :
- هل هذا كل شئ؟
- في الوقت الحاضر نعم
بدا غاضبا لبرهة بسبب سلوكها الفظ ثم ابتسم وظهرت أسنانه البيضاء الجميلة, وحولت البسمة وجهه من جدية سوداوية إلى حال من الاكتفاء اللاهي الساخر. وضع السيكار بين أسنانه وزرر معطفه وبادرها :
- سوف تكتشفين يا آنسة كولينز أن الظروف تغير الشخصيات. نحن الآن نقف على أرضك أنت وتشعرين بنفسك قادرة على محاربتي من دون أن تخشي هجوما معاكسا. ربما عندما تصلين إلى ليكساندروس ستجدين الوضع مختلفا بعض الشئ. هل تشعرين انه يمكنك مواجهة مثل هذا التحدي؟
ضغطت دالاس يدها على امعائها في عصبية وقالت :
- لا أعلم ماذا تقصد
وحاولت أن تبدو غير متأثرة من دون أن تنجح محاولتها تماما.
- ألا تعلمين؟ بل أعتقد أنك تعلمين. لقد عرفت الكثير من النساء يا آنسة كولينز وأشعر أن ذلك الأمر يجعلني ملما بهن
- حياتك الشخصية لا تهمني, هل أستطيع الذهاب؟
ضاقت عيناه , لكنها لم تكن تزعجه. كان في إمكانها فقط أن تعترض بعد حصوله على ما أراد في ما يختص بذهابهما إلى اليونان. لم تعلم تماما لماذا كانت تتصرف على نحو ما تفعل. لم تكن تفكر في نفسها أبدا , لكنها كانت تسمح لهذا اليوناني المتعجرف بأن ينال منها وهو علم بذلك.
- نعم يمكنك الذهاب
قال وسار الى الباب وفتحه لتخرج ثم تابع :
- سيتصل أمين سري بك لأجراء كل الترتيبات اللازمة
- أي واحد؟
سألت دالاس في سذاجة فأجابها :
- حسنا بما أنه لدي نصف دزينة فأنا متأكد بأني أستطيع تأمين واحدا منهم. شكرا لك والى اللقاء آنسة كولينز
خرجت دالاس وهي تشعر بحماقتها. لم علقت تعليقها الأخير الساذج؟ سيظن إنها سخيفة. وهي كانت كذلك في تصرفها على نحو ما فعلت , إلا أن تصرفه المتعالي أثارها , إذ أنها كانت هي التي تصنع كل القرارات خلال السنوات الثلاث الماضية.
عادت الى صفها وهي تشعر بانزعاج , ولم تتمكن من تعليم التلاميذ أي شئ .
|