لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-08, 09:40 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رن جرس الهاتف الساعة العاشرة والربع واجاب الكسندر بنفسه , وأسود وجهه وهو يستمع الى ما كان يقال وعض على شفته السفلى للحظة قبل أن يجيب بالايجاب ويعيد سماعة الهاتف الى مكانها بعناية.

استطاعت دالاس أن ترى وجهه يمتقع بشدة , ووضع ستيفانوس يده على ذراعه وتحدث اليه باليونانية فأجابه الكسندر. اطلق ستيفانوس شهقة مفاجئة وضغط على يديه بعنف هازا رأسه وشعرت دالاس باعصابها تقفز...وماذا الآن؟ نهظت من مقعدها ونظر اليها الكسندر ستافروس منهكا :
- لقد تم العثور عليهما ، قالها بلهجة خالية من التعبير ثم أردف :
- باريس توفي...وأختك في حالةجيدة
نظرت اليه دالاس غير مصدقة :
- باريس مات! رددت بصوت خافت وتابعت :
-ولكن....اعني....كيف؟
هز الكسندر ستافروس رأسه :
- كالعادة كان باريس يقود سيارته بتهور. اصدم بشاحنة ولحسن الحظ اندفعت أختك من السيارة. وهي تعاني من الصدمة فقط وبعض الكدمات والجروح السطحية
اشعل سيكارا بيدين لما تكونا ثابتتين كليا وقال بصوت خافت :
- تريد الشرطة أن أذهب وأتعرف على جثة ابني

واستدار بعيدا مطبقا قبضتية , ونظرت دالاس في ارتباك الى مايرون سارافانوس ثم سارت نحو الباب, ثم خرجت من دون أن تقول شيئا. لم يكن هناك ما تستطيع أت تقوله لتخفف من ألمه. وبالاضافة ففي مثل هذه الأوقات هو يحتاج لزوجته أكثر من أي شئ آخر.

لكن عندما ذكرت الأمر بتردد في السيارة, هز ستيفانوس كارانتينوس رأسه:
- ليس لأليكس زوجة , لقد توفيت قبل نحو عشر سنوات
- أوه , آسفه لم أكن أعلم ذلك
- كيف يمكنك أن تعلمي؟ عانت آنا من سرطان في الدم , وكانت تعاني ألاما مبرحة خلال الاشهر الأخيرة من حياتها. كان موتها رحمة لها
- هل...هل لدى السيد ستافروس أولاد أخرون؟
- كلا. باريس كان ابنه الوحيد
- يا للهول!
- ليس تماما
أجاب ستيفانوس وهو يدخل الشارع حيث تقع شقة الفتاتين :
- لديه امه واخوة واخوات كثيرون. لن يكون بمفرده تماما .
أوقف السيارة الفخمة , وانسلت دالاس خارجها من دون أنتظار مساعدته. ثم قالت :
- حسنا. شكرا لك....اخبرني ما اذا كان هنالك شئ أستطيع القيام به
اومأ ستيفانوس برأسه في لطف. وودعها , ثم اقفل عائدا.

صعدت دالاس درجات المنزل بتعب ودخلت الى الشقة. شعرت برجفة أثر تأثير الصدمة وكادت لا تقوى على تحملها. بدا من المستحيل تقريبا أن تكون كل هذه الأمور حدثت خلال هذه الفترة الوجيزة. حضرت لنفسها قهوة واشعلت سيكارة ثم ارتخت في مقعد بأنتظار عودة جين. كانت أفكارها في حالة غليان فمن الصعب عليها أن تستوعب أحداث الساعات القليلة الماضية.

في الأيام التي تلت الحادثة مباشرة, تولد ود بين جين ودالاس لم تعرفانه منذ وفاة والدهما. بدت جين وكأنها خسرت كل استقلالها الذاتي وتعلقت بدالاس بشكل يائس, معتمدة عليها لتمدها بالقوة والارشاد.
الكسندر ستافروس نفسه هو الذي اعاد جين الى المنزل حاملا اياها على الدرج الى الشقة كما لوكانت بوزن الريشة. واستعاد وجهه مظهره اللامبالي, ولو أن عينيه كانتا لطيفتين في شكل غريب وهو ينظر الى جين .

اشارت دالاس عليه بأن يضعها في سريرها , وبعد أن فعل ذلك وودعها , خرج من الغرفة مغلقا الباب وراءه ليتحدث مع دالاس بمفردها. ملأ وجوده وقامته الطويلة الغرفة وشعرت دالاس وهي ذات المئة والستين سنتيمترا نفسها صغيرة وغير ملائمة الى جانبه. قطع صوت الكسندر أفكارها وهو يقول :
- هل أنت على ما يرام؟
-أنا...أنا...بالطبع أنا بخير. هل...هل أنت بخير؟
- يصعب علي وصف مشاعري, لكني أعتقد بأني على ما يرام
- لا أستطيع أن اواسيك في شئ
- كلا ليس هناك ما تقولينه...ستحتاجين الى التحدث مع أختك, هناك الكثير لتبحثانه

لم تفهم دالاس تلك الملاحظة تماما , لكنها لم تعلق. لم يكن الوقت مناسبا لطرح أي اسئلة. وبينما تمنت من جهة أن يذهب , عانت من جهة آخرى رغبة في أن يبقى. فقد كان وجود يضفي شعورا بالقوة والمقدرة , وشعرت بأنه من الرجال الذين تشعر المرأة معهم بأنها في مأمن دائما.
- أنا سأذهب الآن. لدي الكثير من الأعمال...سنراكم فيما بعد طبعا
- نعم يا سيد ستافروس

أومأت دالاس برأسها على عجل ومرت بالقرب منه , وفتحت باب الشقة له , لكنه اوقفها وعيناه تحدقان فيها :
- لا تقلقي...في أي أمر

عبست دالاس. لم تفهم ما الذي عناه , الا اذا كان يظن بأن تعزية جين ستكون صعبة.
- حسنا ، قالت مفسحة له المجال لأن يفتح الباب ويخطو الى غارج الشقة ثم قالت :
- شـ...شكرا على جلب جين الى المنزل
اومأ برأسه ثم قال :
- آه , بالمناسبة يا دالاس لا تندهشي اذا وجدت بعض متتبعي الأخبار على عتبة منزلك خلال النهار. لسوء الحظ, ليس ممكنا ابقاء أمر مثل هذا سريا. هل تفهمين؟ اسمي على السنة الناس منذ فترة طويلة , ويصعب علي أن أفعل أي شئ من دون أن ينشر في الصحف , والحادث هذا مادة أخبارية!
- نعم يا سيد ستافروس أني أفهم

ابتلعت دالاس ريقها في صعوبة وابتسم ستافروس ابتسامة حية ثم استدار وسار مسرعا نحو السلم.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 09:47 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حاصر الصحافيون الشقة لبضعة أيام مستفسرين عن حالة جين وعلاقتها بباريس ستافروس , ورفضت دالاس الاجابة عن أي اسئلة منها. وكانت جين مكتئبة الى درجة لم تأبه معها لشئ. وهكذا كان على دالاس الاعتناء بكل الأمور واضطـرت الى أخذ اجـازة من الـعمل لفتـرة أسبوع كي تبقى مع أختها.

لم يكن تشارلز متفهما ولم يستطع أن يفهم موقف دالاس وقد صرح بذلك مشتكيا :
- فعلا يا دالاس انك تتعاملين مع المسألة وكأنها كارثة عظيمة. ظننت أنك ستكونين سعيدة لان مسألة جين وباريس انتهت الى الأبد .

حدقت دالاس فيه مندهشة من كلماته الغير متفهمة والقاسية واستنكرت ما قاله في حدة :
- أنا لا اتمنى أن يحدث مثل هذا الأمر لأي انسان يا تشارلز , حتما يمكنك الشعور بالعطف , ان جين تمر في تجربة رهيبة ولن تساعدها بأقوالك هذه. أعلم أن القضية انتهت لكن أختي في حاجة الى محبة الآن ومعاملة رقيقة لا الى التأنيب
سألها بحدة :
- هل اكتشفت الى أين كانا متجهين؟
هزت دالاس رأسها بالنفي وقالت :
- لم نبحث في الأمر أبدا...لماذا؟
- يهمني أن أعلم ذلك
تنهدت دالاس قائلة :
- اتوقع أن نعلم كل شئ مع مرور الوقت , وهذا سيكون عندما تشعر جين بأنها قادرة عى اخبارنا. وحتى ذلك الحين لن اسألها .
تأفف تشارلز وخرج بسرعة ولكن لمرة واحدة لم تأبه دالاس لرأيه في شكل خاص.

قرأت في الجرائد أن الكسندر ستافروس ارسل جثة ابنه بالطائرة الى اليونان لتدفن هناك , وتساءلت اذا كانت ستراه مرة ثانية. بدا الأمر بعيد الاحتمال. لم يكن لديه سبب ليهتم بما سيحدث لهما الآن , ولم يكن محتملا أن تتلاقى دروبهما في مجرى الاحداث العادية.

بعد أسبوعين من الحادث بدأت دالاس تقلق في صورة جدية من تفاقم اعتكاف جين. لم تكن حالتها تتحسن أبدا ورفضت التحدث عن أي أمر له علاقة بأحداث الاسابيع القليلة المنصرمة ولم تكن قد عادت بعد الى العمل مع أن دالاس بطبيعة الحال اضطرت للعودة الى عملها في المدرسة. وامضت جين وقتها اما في السرير أو مسترخية في الشقة ورفضت رؤية الطبيب مع أن الأطباء في المستشفى الذي نقلت اليه بعد الحادث نصحوها بأن ترى طبيبها الخاص قبل عودتها الى العمل. ورفضت بحجة أن صحتها كانت جيدة وانها ستتحسن تلقائيا مع مرور الوقت.

ذات امسية وبينما كانت دالاس تغادر المدرسة الساعة الرابعة بعد الظهر , فوجئت يرؤية سيارة مرسيدس سوداء ضخمة تقف على مقربة منها. وعندما مرت قرب السيارة متوجهة نحو موقف الباص فتح باب السيارة المحاذي لها وخرج الكسندر ستافروس منه ووقف قبالتها. كانت امسية باردة في أوائل شهر أبريل ( نيسان) وكانت دالاس تغطي رأسها بمنديل وترتدي معطفا من جلد الخروف, وعندما قارنت مظهرها بمظهر ثيابه الأنيقة شعرت بنفسها مرتبكة جدا. لكنه اكتفى بالابتسام تهكما كما ظنت , وقال :
- مرحبا دالاس. ادخلي السيارة من فضلك. أريد التحدث اليك
ترددت دالاس لبرهة ثم صعدت الى السيارة بينما ارتد هو بكسل الى الداخل ليجلس في مقعد السائق. كان يقود السيارة بنفسه ذلك اليوم وهكذا كانا وحيدين.

لم يدر المحرك بل قدم اليها سيكارا قبلتها في امتنان بينما استرخى جسمها داخل ترف السيارة الدافئ. اشعل سيكارا ثم التفت نحوها وقال :
- حسنا , وصلت الى انجلترا منذ ثلاثة أيام ولكنك لم تقومي بأي محاولة للاتصال بي
حدقت دالاس به مذهولة وتوردت وجنتاها وقالت بأرتباك :
- أنا...لا أفهم
- لا تفهمين؟ ولكني ارسلت خبرا الى الشقة لابلغك عودتي
- هل حقا فعلت؟ شعرت دالاس بالغباء. ما القضية الآن؟
- طبعا , استلمت أختك الخبر بنفسها
- فعلت ذلك؟ هزت دالاس رأسها ثم أكملت قائلة :
- حسنا , لم تخبرني...هل أردت أن تراني؟
وضاقت حدقتا عينيه ثم قال :
- اعتقد اننا لا نفهم بعضنا تماما. بطبيعة الحال, أنت التي ترغب في رؤيتي
- أنا أرغب بذلك؟ لماذ بحق السماء؟
عضت دالاس شفتيها محاولة جاهدة أن تفهمه. وأخيرا يئست من المحاولة وقالت :
- اني آسفة يا سيد ستافروس, لكني لا أعلم عما تتكلم
بدوره بدا مندهشا , تمعن فيها لبرهة وكأنه يحاول أن يعلم ان كانت تخبره الحقيقة , ثم هز كتفيه وتمتم :
- ربما لا تعلمين , كان علي التيقن من انك قد علمت قبل مغادرتي. يبدو واضحا أن أختك خائفة من ابلاغك بنفسها
أمسكت دالاس زينار حقيبتها بشدة وسألت مقطوعة الأنفاس :
- ما الذي تخاف أن تخبرني به؟
زم الكسندر ستافروس شفتيه وقال :
- يبدو أن علي أن أكون حامل الأخبار السيئة مرة آخرى....أختك حامل

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 09:56 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شعرت دالاس بأمعائها تنقلب , وفجأة احست بالغثيان , لم يكن الأمر صدمة كبيرة , علمت غريزيا أن الأمور لم تكن على ما يرام بالنسبة الى جين. أما الأن وقد لبست احاسيسها كلمات قاطعة , شعرت فجأة بالضياع وانعدام القدرة وافتقدت انسانا تلجأ اليه. ما عدا تشارلز...حثتها عواطفه للذهاب اليه. لكن ما سيفكر تشارلز؟ ماذا سيقول؟

حدق ستافروس عبر نافذة السيارة في السيارات العابرة وهو يدخن سيكاره بتمهل , معطيا اياها الوقت الكافي لتجمع ذاتها المبعثرة.

هدأ روع دالاس التي كانت تنظر اليه اذ رات قبوله الهادئ للوضع. وعندما شعر انها تحسنت نظر اليها بعينيه السوداوتين وقال :
- آسف لأني اضطررت الى ابلاغك الأمر في صورة مباشرة , لكن لم يكن هناك سبيل آخر. أختك تعلم بالطبع وأنا علمت عندما ذهبت الى المستشفى لأعود بها الى المنزل , ظنوا في المستشفى انني كنت على علم بذلك, طلبت من جين أن تبلغك فورا , ولكن يبدو أنها لم تستطع ذلك. كما كنت قد أبلغتها أمرا أردت منك أن تفكري به أيضا
اخذت دالاس نفسا من سيارتها بعمق ثم قالت :
- لم تحدثني عن أي قضية شخصية , لكني أعتقد أن هذا الأمر يفسر عوارض الانطواء التي تعاني منها
هز برأسه موافقا ثم قال :
- والآن اصبح كل شئ معلوما لديك, سأخبرك ما اقترح فعله , حسنا؟
واحنت برأسها وكأنه توافق واستمر هو في الحديث :
- ان هذا الطفل عندما يولد سيكون حفيدي , اتفهمين ذلك؟ سواء عندي ان كانت أختك متزوجة من باريس أم لا. الطفل هو كل ما يهم , لا تستطيع أن تتجاهل عائلتي حفيدها , ولهذا اقترحت على أختك أن تحضر للأقامة في ليكساندروس الى حين ولادة الطفل
نظرت اليه دالاس في اندهاش , ورددت :
- ليكساندروس؟
- نعم ليكساندروس , جزيرة , انها جزيرتي. منزلي هناك..ولدت هناك..وكذلك باريس..ويصح أن يولد ابن باريس هناك
- رويدك لحظة
قالت دالاس بعد أن عادت الى طبيعتها :
- قد يكون الطفل حفيدك , لكنه ابن جين أولا
- اني أوافق , ولكن لماذا تريد طفلة مثل جين طفلا؟ هل تستطيع الاحتفاظ به واعالته؟ لا أعتقد. حتما ليس بالطريقة التي استطيعها أنا
شعرت دالاس بالغضب يعتريها بسبب عجرفته فقالت :
- يا سيد ستافروس ليس لك أن تقرر ذلك بل لجين أن تفعل. علما اني أشك اذا كانت جين ترغب في مغادرة انجلترا لتذهب وتعيش بين غرباء في مثل هذه الظروف
- لو كانت ستذهب وحدها , لكنت أوافق على ما تقولين
قالها في لهجة ودودة ثم تابع :
- الا اني أيضا أقترحت أن ترافقيها. بالطبع لا أتوقع لها أن تنفصل عن أختها في وقت كهذا
دهشت دالاس وصاحت قائلة :
- ولكن لدي وظيفة... لا استطيع ترك عملي والذهاب الى اليونان. أنه أمر مضحك. في أي حال سأتزوج في اوائل اغسطس (آب)
- فعلا؟
اخذ يفكر قليلا ثم قال :
- وهل سعادة أختك الان أقل أهمية من سعادتك أنت
عضت دالاس على شفتيها لحظة :
- كلا , طبعا لا. ولكن مثل هذا الوضع ليس مطروحا. بطبيعة الحال سأعتني أنا وخطيبي بها, وبالطفل أيضا عند ولادته
سألها ستافروس في برود :
- ماذا يعمل خطيبك؟
-انه...انه محاسب
- وماذا سيكون رد فعله ازاء هذا الوضع؟
سأل ستافروس بسخرية :
- هل هومن ذلك النوع من الأشخاص المستعدين لتقبل بنت حم تعاني من معضلة؟ هل سيكون مستعدا لاعالتك وجين ومعكما الطفل عندما يولد؟
اطفأت دالاس سيكارتها وقالت :
- انها مشكلتنا نحن

اجابته مواربة غير قادرة على اجابته بصدق , اذ انها كانت تعرف موقف تشارلز حيال جين وردود فعل والدته عندما ستسمع الخبر. أجاب ستافروس ببرود :
- لا اعتقد ذلك. انها قضية تخصني أيضا. فأنا لي بعض الحقوق كوني والد باريس
التهب خدا دالاس وقالت :
- ماذا تقصد؟هل تهددنا؟ هل افهم من حديثك انك ستستعمل أموالك وتأثيرك لألغاء أي قرارات قد نتخذها؟
اصبح وجه ستافروس قاسيا وباردا. قال :
- كيف تجرؤين على التحدث الي بهذه الطريقة؟
صاح بها بعنف وكانت لكنته ظاهرة أكثر من أي وقت آخر, ورأت في وضوح انه لم يكن انجليزيا بارد الأعصاب بل يوناني عصبي.
شعرت دالاس بحدود مقدرتها لكنها رفضت أن تذعن فأجابت :
- حسنا, أليس هذا ما عنيته؟
- كلا , عليك اللعنة ليس هذا ما عنيته! حسنا جد يا آنسة كولينز تحدثي مع خطيبك, فكري في السبل الممكنة وسأعاود الاتصال بك بعد أن تعودي الى رشدك
همت دالاس بمغادرة السيارة ولكنه وضع يده على ذراعها :
- سأوصلك الى المنزل
قال بصوت منخفض الا أن دالاس هزت رأسها نفيا :
- هذا غير ضروري
-اعتقد انه ضروري
اجابها وانطلق بالسيارة قبل أن تتمكن من الخروج.

توقف أمام الشقة وخرجت دالاس من السيارة بسرعة لكنه تبعها واعترض طريقها لحظة قائلا :
- تذكري أن أختك ليست ملامة وحدها. اني ألوم نفسي وألوم باريس ولو انه لا يستطيع الدفاع عن نفسه , ولهذا السبب انا مستعد لاخذ هذا الطفل قبل أن يدمر حياة أختك
- اخبرني ما قالته جين عندما أخبرتها بمشروعك؟
- لا أذكر انها قالت أي شئ , كانت منهوكة جدا ومريضة ويصعب أن تفكر بجدية
- حسنا
وسمح لدالاس بمتابعة طريقها ولكنها التفتت نحوه :
- هل أنت ذاهب الى اليونان عما قريب؟
- ليس قبل ثلاث أسابيع , لديك متسع من الوقت لكي تبدلي رأيك
- لكن. . . ، بدأت دالاس الكلام , ثم غيرت رأيها وبايماءة من رأسها تابعت طريقها.

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 10:06 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث

الانفصال


عبرت دالاس الممر بتمهل محاولة أن تراجع ما قررت أن تقوله لتشارلز. وكانت جين مستلقية على الاريكة تشرب القهوة. ولم ترها دالاس مرتاحة هكذا منذ أسابيع , وشعرت بضيق شديد لأنها عرفت أن جين كانت خائفة من ابلاغها بالامر. قالت جين اخيرا :
- آسفة يا دالاس أردت أن اخبرك ولهذا السبب كنت تعيسة جدا ظننت...حسنا , في أي حال كنت دائما تحذرينني من باريس أليس كذلك , والأمر الذي حصل أكد أنك كنت على حق دائما
- أوه يا جين , ليس بالضرورة...اعني...هل اعتقدت اني سأقول لك اني نبهتك؟
ابتسمت جين ابتسامة خفيفة :
- في الواقع...ربما. مع أن. . . واختفى صوتها برهة ثم تابعت :
- الأمر ليس في هذه البساطة , ان السيد ستافروس يعلم فقط بعض الحقيقة , ولا يعرف القصة كاملة
تهدج صوتها , ثم استعادت رباطة جأشها في صعوبة. عبست دالاس وأرخت جسمها على الأريكة قرب جين وقالت :
- ما قصدك يا جين؟ هل هناك أمور اخرى يجب أن اعرفها؟
استدارت جين بعيدا ودفنت وجهها في الوسادة الطرية. وضعت دالاس يدها على كتف اختها وقالت :
- جين, جين! بالتأكيد يمكنك أن تخبريني الآن. لا يمكن أن يحدث أمر أهم من كونك حاملا
استلقت جين على الوسادات وغطت عينيها بذراعها وقالت :
- أنا فعلا أشعر أن وضعنا أنقلب الآن يا دالاس , أشعر بطريقة ما انني أكبر منك بكثير

شعرت دالاس بالانزعاج. كانت تعتقد أن الأمور قد تعود الى مجراها أخيرا قبل أن يخبرها الكسندر ستافروس الاخبار المروعة , لكنها شكت في الأمر وهي تنظر الى جين. حتى من دون الطفل , كانت جين قد تغيرت بطريقة كبيرة لا توصف. وقالت لأختها :
- جين , أرجوك أن تثقي بي , اخبريني ما الذي يجب أن اعرفه؟
هزت جين رأسها بالنفي :
- لم أقل أنه يجب أن تعلمي. فقط اعتقدت انه يجب ان تعلمي قبل أن تحاولي اقناعي بحدوث أي خير في مجئ هذا الطفل
- جين , لا تتحدثي بالالغاز!! هل الأمر يتعلق بباريس ثانية؟ حسنا, استمري...أريد أن أعلم مهما يكن
بللت جين شفتيها بلسانها وقالت :
- هل...هل اعتقدت أن باريس وأنا هربنا كي نتزوج؟
احمر وجه دالاس ثم قالت :
- في الواقع , فكرت في الأمر على هذا النحو
- هل اخبرت الكسندر ستافروس بذلك؟
- في الواقع...بحثنا في الأمر
- لكنه كان أقل اقتناعا منك. . . منتديات ليلاس

تذكرت دالاس كلمات الكسندر ستافروس بوضوح شديد , وأظهر تعبيرها ما كانت تفكر به بجلاء , وأومأت برأسها مكتئبة. فقالت جين :
- طبعا , أنه يعلم , انه يعرف باريس...أو بالاحرى...كان يعرف باريس أكثر من أي شخص آخر
صمتت قليلا ثم تابعت :
- في أي حال لم يفكر باريس في الزواج على الاطلاق. في الواقع قال انه لا يريدني عندما اخبرته عن الطفل. في أي حال كان مخطوبا الى فتاة...في اليونان! هلعت...لم أستطع اخبارك وأنت كنت بدورك ستخبرين تشارلز. كل ما استطعت التفكير فيه هو نظرة اللوم التي سيعكسها عندما يعلم
- اخبريني يا جين , هل تذكرين ما قاله لك السيد ستافروس بشأن الطفل؟
- بعض الشئ. لقد...لقد اقترح أن يتصرف بالأمر
- وماذا كان رد فعلك أنت؟
- لم أستطع التفكير في وضوح حينها. لكني لا أدري الآن لماذا؟ هل قال المزيد عن القضية؟
- أوه نعم , يبدو أنه يشعر بأن له كل الحق في أن يأخذ الطفل ويربيه على انه حفيده أو حفيدته, تبعا لما سيكون
واطرقت جين :
- أعلم. اني...اني استطيع أن أرى وجهة نظره. في أي حال لقد فقد باريس, وكان ابنه الوحيد
- نـ...ـعـ...ـم
ثم قالت دالاس باطراق أكثر :
- لكن هل ستذهبين الى اليونان وتبقين هناك الى ما بعد ولادة الطفل؟
- الى اليونان! ما علاقة اليونان بالامر؟
- في الواقع انها فكرة السيد ستافروس , أليس كذلك؟ أخبرني انه يريد أن تذهبي وتقيمي في جزيرته الى ما بعد الولادة
- في الحقيقة لا أذكر قوله هذا. لن أذهب في أي حال , لن أذهب وأقيم بين غرباء في مثل هذه الظروف. كلا , شكرا
- و أقترح أيضا بأن علي أن اذهب أنا أيضا
- حسنا , لا أعتقد انها فكرة صائبة. اعتقد أن في امكانه أخذ الولد ولكن. . .
- جين , لا تقولي مثل هذه الأشياء الى أن تصبحي واثقة من أن هذا هو ما تريدين. سيكون الطفل طفلك أيضا. قد تجدين بأنك لا تريدين التخلي عنه
ليس في استطاعتي اعالته, أليس كذلك؟ أوه يا للتعقيد!
- في الحقيقة , ربما تستطيعين الاحتفاظ به
قالت دالاس بتردد وتابعت :
- اعني , سنتزوج أنا وتشارلز عما قريب , يمكننا أن نساعدك الى ما بعد الولادة ومن ثم اعالتك ربما الى أن يكبر الطفل لدرجة نستطيع معها ارساله الى الحضانة
- هل تفعلين هذا لاجلي؟
- طبعا!....أوه يا جين دعينا مم الجدل في هذا الأمر. لقد وقع الآن ما وقع وليس في استطاعتنا فعل شئ لوقفه. فدعينا نحاول أن نقبله
- اعتقد انك متفائلة أكثر من الضروري على رغم كل شئ. تشارلز لن يوافق على ذلك ولو بعد مليون سنه
" قد يفعل
- لا أمل في قبوله. أنت تعلمين أن ما تقوله السيدة جينينغز يحصل وهي تكرهني
- أوه, توقفي! نهضت دالاس وعبرت الغرفة وهي تقضم أظافرها من دون ثبات وقالت :
- يجب علينا حل هذه القضية بطريقة معقولة وصحيحة. ليس هناك سبب يمنع تشارلز من مساعدتنا , سأراه وأخبره بكل شئ
هزت جين كتفيها وأرخت وجهها واستلقت على الاريكة وقالت :
- حسنا يا دالاس . تصرفي كما يحلو لك. ربما في استطاعتي التنبؤ بمصيرك كما استطعت أنت التنبؤ بمصيري

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-08, 10:14 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مساء السبت التالي جاء تشارلز كالعادة لأخذ دالاس الى مايدن هيد. كان الطقس آخذا في التحسن ولبست دالاس سروالا وسترة ضيقين يخصان جين. وفعلت ذلك بناء على اقتراح أختها.

لم يقل تشارلز أي شئ في الشقة ولكن ما إن أصبحا في عزلة نسبية في سيارته الروفر حتى أطلق العنان لمشاعره وسألها ببرود :
- هل فقدت رشدك؟. . . أنت تعلمين كم أكره النساء اللواتي يرتدين السروال. ستصاب والدتي بنوبة عندما تراك
واعتدلت دالاس قائلة :
- إنها الموضة يا تشارلز, ولسنا في العصر الفيكتوري
- لم يسبق لك ارتداء شئ مشابه قبلا. هل اشتريته مؤخرا؟
- كلا...انه يخص جين
- عرفت ذلك...انك لست من النوع الذي يرتدي هذه الملابس
- لأي نوع أصلح يا تشارلز؟
وفوجئ تشارلز بما قالته وقال بسرعة :
- حسنا , لا أدري كان مظهرك دائما على ما يرام في السابق

لم يكن ما فعلته هو الطريقة المثلى لجعله مرتاحا , كان عليها تجاهل لسان جين اللعين وارتداء ما يرضيه. وبما أن جين هي التي أمنت الملابس فلابد أن تشارلز سيسخط عليها. تنهدت واستدارت لتنظر إليه مرة ثانية. كان من الأفضل إنهاء الأمر بسرعة ومن العبث الانتظار حتى ساعة وصولهما إذ ستضطر حينئذ إلى إخبار قصتها لأمه وتعاني حينها من ملاحظاتها الأنتقادية. بدأت حديثها بهدوء :
- لدي...لدي أمر أريد اطلاعك عليه وان...أن أستشيرك أيضا
التفت تشارلز إليها :
- أوه , نعم!
- انه أمر...يتعلق بجين
ونظر إليها تشارلز :
- تابعي
-إنها حامل

خيم صمت ثقيل لبضع دقائق بينما حاولت دالاس يائسة أن تفكر في شئ تقوله. أي شئ من شأنه هدم الحاجز الذي كان قائما بينهما. وأخيرا قال :
- إذا هي كذلك؟...حظها عاثر
- هل هذا كل ما عندك لتقوله؟
تأفف تشارلز وقال :
- هل هناك المزيد لأقوله؟ ماذا ستفعل؟ هل ستعطي الولد للتبني. يا للسخرية!
- انك تقول شئ كريها! صاحت دالاس بحد.
- حسنا ماذا تتوقعين أن أقول؟ جين المسكينة! يا للشفقة...لا تخافي لقد هزأت بي لمدة كافية والآن دوري. ولن تحصل على قرش من القضية
بدا أن الأمر يسليه وشعرت دالاس بغضب هائل :
- لا يمكن أن تكون مخطئا أكثر من ذلك
وتابعت في برود :
- يريدها الكسندر ستافروس أن تذهب إلى اليونان وتبقى مع عائلته إلى أن يولد الطفل
حدق تشارلز فيها وكاد أن يصطدم بشاحنة متوقفة :
- ماذا!
صرخت دالاس قائلة :
- تشارلز...ايها المجنون , هل تحاول قتلنا؟
ثم تابعت بعد أن هدأ روعها :
- أجل يدهشك الأمر , اليس كذلك. لكن جين لا ترغب في الذهاب وترك كل ما عندها في وقت كهذا. أخبرتها بأننا سنهتم بها. على رغم كل شئ إنها شقيقتي. . .
- هذا غير وارد !
قال تشارلز بحدة :
- لن أعيل طفلها غير الشرعي
- أنا لا أقترح عليك القيام بذلك. ليس هناك ما يبرر عدم متابعة جين العمل إذ إنها تستطيع ذلك , ثم هناك الجمعيات والمنافع الاجتماعية , وبعدها عندما يصبح الطفل كبيرا كفاية يذهب إلى حضانة نهارية. . .
- تريثي, تريثي!
خرج تشارلز عن الطريق العام وأوقف سيارته :
- وأين ستقيم كل ذلك الوقت؟
- حسنا , في الشقة في بادئ الأمر, ثم معنا بعد أن نتزوج
- أوه كلا , لن تفعل. لن أوافق على ذلك. ربما يمكنني تحملها لبعض الوقت بالطريقة العادية. ولكني لن اسمح لأم غير متزوجة في العيش في منزلي

حدقت فيه دالاس وكأنه لم تره قبلا. كانت تعلم انه محافظ لكنها لم تفكر في انه ضيق الأفق , أو حقير الى هذه الدرجة.
- لا يمكن أن تكون جادا يا تشارلز
- أوه , لا أقدر

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, خيط الرماد, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, the legend of lexandros, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية