كاتب الموضوع :
mallouli
المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
صباح الخير
***********
كنت اظنها رحلة اعتيادية مع مجموعة قصصية , مع معرفتي المسبقة بان الولوج الى عالم القصة القصيرة امر شائك و يحتاج للكثير من التاني فليس سهلا ان تجد تفاصيل الحياة و شخوصها المتعددة يلتقطها الكاتب ليكثفها ويعيد تقطيرها فيما لا يتعدى الاسطر القليلة راصدا هموم اللحظة عاكسا رؤاه /ازمته ازاء الواقع , زد على ذلك كيف تقدم قراءة معقولة لمن اسهب الاخ ابراهيم في تقديمه راسما حوله كل هذه الهالة من الاحترام و التوقير,ناهيك عن ماساة القت بظلالها عليّ فاستثارت كوامن حزن عتيق ,و كطالب توسم فيه استاذه خيرا فكلفه بما لا يطيق , بدات هذه الرحلة الصباحية ,و لاني لست ناقدا و لا ادعي القدرة على ذلك ,فاذن هي ستكون مجرد انطباعات حول الكتاب و ما تركه من اثر فيّ, او قل هي وجهة نظر تحاول ان تفهم و تصف اكثر مما تحاول ان تقوّم او تحكم , و من انا
لافعل ؟!
المجموعة القصصية تبدو تنويعا على وتر واحد / الانسان , حيث ترسم ازمة الراوي واحباطه وتداعياته , عين الراوي حاضرة دوما تصف واقعا اجتماعيا محتقنا قدمه بما هو عليه لا بما يمكن ان يستحيل اليه من خلال شخصيات متنوعة متعددة كما تجد تنوعا في اساليب السرد حتى داخل القصة الواحدة من السرد إلى الحوار ،الى المناجاة الداخلية و جمله تتراوح بين البسيط الذي يصف و المركب الذي يقارب اللغة السينمائية/ تقطيع /وقفة/ ايجاز /استرجاع , لغة القاص لغة ايحائية , ثرية , اقتربت من اللغة الشعرية في صورها و استعاراتها و غرابة الفاظها احيانا و لا انسى تجلي البيئة المغربية و لغتها الدارجة : لحريك , برهوش , التوكال , موسم شراكة , الجوج و ضامة
وجدت اقربها اليّ : "نقطة دم " القصة التي افتتح بها المجموعة , قصة مؤثرة تاخذنا بتصويرها الدقيق و لقطاتها النفسية و ايحاءاتها البارعة حيث تلتقي السخرية بالماساة ،و فكرة الانسان الرافض الهارب الى الضفة الاخرى نحو جنة منتظرة .حيث يكمن موت تراجيدي في الطريق , شخوص القصص تعاني قهرا ما و لكني وجدتها سلبية مستسلمة لعذاباتها ولا تواجه
جملة انطباعات سريعة خرجت بها من قراءة صباحية متعجلة , و لا شك ان القادم الذي يعدنا به الاخ ابراهيم لذات الكاتب او لغيره يقربنا اكثر الى عوالم القصة المغربية الحديثة
دمت لنا , و على المحبة نلتقي
|