وجدت نفسي وسط صحراء قاحلة
لا ماء... لا زاد ... ولا حياة
لا حس بشر ولا أصوات
حافي القدمين امشي فوق الرمال الساخنة
و اعدوا تحت أشعة الشمس المحرقة
كعداء متلهف لنيل ميدالية ذهبية
جلدي احترق...
قدماي اكتوت...
قطعت مسافات...
و جريت أميال...
دونما نتيجة...
كأني ثابت عند نقطة البداية
وقد اختلطت علي الاتجاهات
فلا شرق ولا غرب اعرف
لا شمال ولا جنوب أميز
عيناي لم تعد ترى سوى الضباب
فوقعت مغميا على الرمال
فاذا بقطيرات من الماء أنعشتني
أرى أطفالا يتلاعبون بالماء
و خضرة تعم المكان
أكل هذا وسط هذه الصحراء؟
شعور غريب انتابني
فالطير يسبح في الماء
و السمك يحلق في الهواء
قطط تنبح وكلاب أصبحت تموء
أتراني في جزائر واق الواق ؟
و إلا فاخبروني ما هذا المكان ؟
بالله عليكم ما هذا الزمان ؟
التفت يمينا فوقعت عيني على حسناء
أشارت إلي بابتسامة عريضة
فجئتها متبسما القي التحية
فاذا هي حية عظيمة تسعى
أهي الدنيا يا ترى؟
ام هي شيطانة إنسية؟
وليت مدبرا دون أن أعقب
وكيف التفت إلى الوراء
وتمت يكمن الهلاك
ومن ظننتهم أطفال تحولوا إلى حيات
يتقاذفون السم وليس الماء
صرخاتي كالرعد لم يسمعها احد
فإذا بي على حافة جبل
ا اسلم نفسي للحاقدين؟
أم امضي قدما في الطريق؟
رميت نفسي بكل شجاعة
فشعرت بحلاوة الطيران
حلاوة الحرية و التحرر من القيود
لكن قلبي يخفق خوفا
هو الخوف من الوصول إلى السطح
تمنيت ألا أصل
و تحسست حولي لأجد مخرجا
فأدركت أني عدت إلى الديار
وأدركت أني انفلت من كابوس رهيب
يترجم هذا الواقع المرير