المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
" ضمته رمال الأسى "
عاصفة من الأسى والحسرة تداعب قلبي الكسير..
ومعاناة مريرة لواقع حزين..تحكيها دموعي الدفينة وتسطرها أناملي المكلومة
لقصة أليمة أدمت قلبي الصغير..وجرحت مشاعري البريئة فخطت في صفحة
حياتي مأساة حقيقية ظلت ذكراها الأليمة تجول في خاطري وتبعثر خطى سيري
في الحياة ..تتلعثم الحروف كلما دق قلبي لذكراها.. ويئن قلبي أنينا يبقى لصداه
صريرا في أذني مدى طويلا ..
حكاية دموع نزفت في الصباح مع شروق شمس
حارقة تسدل خيوطها الذهبية فتبكي الساعات بحرارة ,,عندها أبت الدقائق إلا بالتوقف
عند الساعة الثامنة حتى توقف عمل لأجهزة طالما حركت ساكن عروق مجروحة بعد الله..
وأجرت الدم بشرايين معطلة..فتفيض بروح جسد كابد طويلا من الآلام لمرض قاتل ...
في ذلك اليوم ذهبت وكلي أمل بشفاء (والدي الغالي)فقد باتت
مدامعي في الليلة الماضية ترسم أحلاما كبيرة على خارطة الأيام المقبلة بحبر من السعادة الأبدية...
عدت في الظهيرة من المدرسة وليتني لم أعد ..عدت أترنم بتغاريد الأمل ..تحدوني ابتسامة
محملة بحلم زائف .. فتح باب المنزل في وجهي فجرفني سيل من الدموع الدامية..الوضع
لم يكن كما كان في الصباح ..وضع مريب!!! ناشدت نفسي طويلا علها تواسيني بشيء
يوقف تساؤلاتي المخيفة..الشارع مزدحم بالسيارات الكثيرة التي لاأعرف أصحابها ..لم يصب
اهتمام ناظري بشي سوى كرسي أبي المحطم الملقى بوحشية عند باب المنزل ...
استقبلني عمي بعينان باكيتان تفيض بالدموع الجارية ..فأسكتت كلماتي الحبيسة
بداخلي ..دخلت وأنا في حيرة قاتلة ...!!أطالع من حولي بنظرات اليأس والحسرة..أين أمي...؟؟ماذا حدث...؟؟
الكل في وضع يرثى له حتى الطفل يحبو في أرض المنزل الكئيب تغمره دهشة موجعة ..
ضجيج بكاء مريع أخاف قلبي الصغير حتى دخل علينا عمي وهو يقول "غفر الله له" ...صدمت صدمة قويه ؟؟عندها
أخذت كل دمعة تسكب في كأس وجنتاي
حتى حفرت أخاديدا عميقة..!!لم تعد الدماء تجري في عروقي فقد بقيت تشارك
دموعي الحزن والحسرة ...ذهبت إلى أمي فوجدتها شاحبة اللون ..
كأنما شلت أعضاؤها ..لم تكن أمي التي أعرفها..كانت تنظر إلي بنظرات
حادة كتب بها شيء لم أستطع قراءته..بكاؤها المر حرك شجوني الباكية..ظلمة
من الحزن تدور حولها..لم تلفظ لي بحرف واحد فقد اكتفت بحديث دموعها..بقيت
في فراشي وحيدة أترقب طلوع شمس الغد كي تجف دموعي وينقضي ذلك اليوم
الذي بقي يطاردني حتى في المنام..أغمض عيناي فتأتي طيوف ذكرى حزينة ترتسم
بحلم باكي لقصة رحيل ذلك القلب الحاني..حتى يتجسد بكفن الموت وتحتضن حناياه
ضمة ثرى رمال مغطاة بالحزن والأسى .. حينها أيقنت أني أسير في مركب هذه الحياة
بلا معنى .. فلا أب يؤنسني في ظلمات الليالي .. فصار مركبي بلا مرسى وأصبح
يتوق للمسة حانية ..فاتجه يجر مجاديفه في بحر من الدموع النازفة ..حتى رسى
على شاطئ الألم والحسرة المليء بالذكريات الحزينة ..فلن أنساك ياأبي مادام لروحي
وقلبي حياة تنبض ..وكيف أنساك وأنا أرى صورتك في كل نظرة توجهها عيناي وفي
كل غمضة..فياليت ذلك اليوم كان حلما وتلاشى .. ولكنه سيبقى يوما تتجدد ذكراه الأليمة
في كل لحظة ترى فيها عيناي كل أب يحمل معاني الحب والحنان لأبناءه ..فلن
أنساك حتى يضم جسدي بين أحضان الأسى ..ويغطى بأكفان الدموع والألم...
خاطره اعجبتني فنقلتها لكم لأنها تحكي مأساة الكثيرين من الناس ومن بينهم أنا
التعديل الأخير تم بواسطة حفيدة الألباني ; 22-05-08 الساعة 01:56 AM
|