كاتب الموضوع :
maya el khaldi
المنتدى :
الروايات الاجنبية
أشكرك مايا على هذه المواضيع الرائعة ، و أنا من قبل كنت غافلة عن هذا المنتدى المتفرع وما أدخل غير منتدى الروايات الرومنسية الأجنبية ، و يا حسافة طافني الكثير بس ما عليه إن شاء الله بعوض.
البحث عن السعادة ، إستهلاك السعادة ، صنع السعادة كلها مفاهيم مختلفة برأيي و طرق متفرقة للوصول إلى الشئ الواحد الذي يجمعها و هو الهدف ، كما هو واضح للجميع : السعادة.
أن نستهلك السعادة يعني إنا وضعناها في إطار مادي ملموس و علبناها لتكون سلعة نشتريها . بمعنى آخر إن السعادة في الماديات ، و على هذا المفهوم فإن من يملك وفرة من الأموال يكون الأسعد. و كلنا نعرف إن هذا مفهوم سطحي ، بل و ساذج يعتمده الناس السطحيون الذي يتخبطون في حياتهم و يضيعونها من شراء شي لأخر لعلهم يصلون للسعادة المنشودة. و كثير من حملات السلع الإعلانية قائمة على هذا الأساس ، بل أن هناك شعب قائم بذاته على هذا المبدأ " الحلم الأمريكي " . و بهذا لسنا الوحيدين من بين الشعوب الذين يستهلكون السعادة يا مايا.
و هؤلاء أكثر الناس الذين لا يبقى طعم السعادة بحلوقهم أكثر من هينة ، لأن هناك دائماً أشياء جديدة لنتشتريها و نستمتع بها. لدى نبي الله عيسى مقولة جميلة يصف الدنيا فيها بالأرملة الزرقاء التي تميت كل من يتزوجها ، فعندما سأله أحد صحابته عن ماهيتها قال إنها الدنيا الفانية ، كلما قصدها البشر بغية النيل منها نالت منهم!
صناعة السعادة برأي لا تتم إلا بمعرفتنا لمسببات سعادتنا الشخصية , و هذه تختلف من شخص لآخر. و بالتالي لا يتم لنا صنع السعادة إلا بالبحث أولاَ عنها. و عملية البحث هذه تأخذ وقتاً طويلا - العمر بطوله أحياناً - و لا تتم في يوم و ليلة ، حيث أنها عملية بحث متشعبة لا تشمل البحث عن مسببات السعادة فحسب، بل كذلك حقيقة الوجود ، و رؤيانا في هذه الدنيا، و الأهداف التي تجعل لوجودنا معنى و مغزى. هذه هي السعادة الحقة و ليست السعادة الزائلة بزوال علتها.
يجب أن يعرف الإنسان حقيقة نفسه ليكون سعيدا، و يغذي روحه و جسده و عقله بمسببات السعادة المحللة و يترك عنه أهواء نفسه الآمارة بسوء حتى يرديها الله عليه نفساً مطمئنة. لا تفهموني غلط ترا الشراء متعة و ما أظن إن الله يكره لنا أن تستمتع بها ، و لكن بالقدر المعقول و في الأشياء المحللة. و لا يصح لنا أن نغذي جانب دون جانب يعني نلبس الحرير و ناكل الطعام الفاخر – ندلع جسدنا - و ننسى أن نربى أنفسنا و نرقى بروحنا في العبادة. و لا تصح عبادة دون أن يعلم العبد ما يقوم به – يغذي عقله بالمعرفة-. إذا توصل الإنسان لمعادلة يرضي فيها الجوانب الأربعة ( روح , النفس ، الجسد ، العقل ) فقد وجد ضالته.
و عسى أيامكم دوم سعيدة.
التعديل الأخير تم بواسطة UHU ; 20-09-08 الساعة 06:54 PM
|